- التفاصيل

ومضات: بعد الفيتو السابع هل يدرك دعاة "الواقعية" الواقع على حقيقته
منذ تأسيس الأمم المتحدة غداة الحرب العالمية الثانية بحجة حماية الأمن والسلم العالميين، اعتبر استخدام الأسلحة غير التقليدية بما فيها الأسلحة الكيميائية محظوراً و يعاقب كل من يستخدمها، لكن الحقيقة أن الأمم المتحدة أداة استعمارية للهيمنة على العالم وحماية مصالح الدول العظمى وعلى رأسها الولايات المتحدة، ومع بداية الثورة السورية وقعت أمريكا في حرج كبير فهي تدعي أنها دولة ديمقراطية و تدعم نشر الحريات في العالم وفي ذات الوقت فالثورة ضد أحد أهم عملائها في الشرق الأوسط وهو النظام السوري، فاضطرت للادعاء اعلامياً بدعم الثورة ولكنها دعمت النظام بشكل مباشر أو غير مباشر عبر عملائها في المنطقة، ومن ثم عقد صفقة مع روسيا لدعم النظام سياسيا وعسكرياً، ولا يخفى على الجميع كيف استخدمت روسيا والصين الفيتو سبع مرات في مجلس الأمن لمنع ادانة النظام، وكان آخرها في قضية استخدام النظام للأسلحة الكيماوية في هجمات الغوطة، والتي هي أظهر وأوضح من أن تحتاج للجنة تحقيق تستغرق سنوات لتستنتج أن النظام هو الفاعل، ولكن الهدف هو تمييع القضية واطفاء الغضب الشعبي العالمي، ومن ثم تتكفل روسيا بوقف القرار.
الواقع الحقيقي هو أن هذه الأنظمة جميعاً ضد الثورة السورية، لأنها ثورة تحمل أفكارا ومشاعر إسلامية ظاهرة، وفي حال نجاحها فهي خطر على الأنظمة العميلة في المنطقة، وبالتالي فهي تهدد النظام الإستعماري الحالي، ولذلك فجميع الأنظمة سواء منها من يدعم النظام أو من يدعي مناصرة الثورة، تهدف بشكل أساسي لإبقاء النظام بأجهزته الأمنية و شبيحته على رأس هرم السلطة في سورية، والقضاء على الثورة، ولما فشلوا عسكرياً رغم كل المؤامرات عليها سعو لذلك عبر المفاوضات للتوصل إلى حل سياسي يعيد شرعنة النظام دولياً وأمام الرأي العام ، واستخدموا لذلك السوريين ممن ينادي بـ "الواقعية" ودعاة القبول بالحل السياسي هادفين إلى تغيير النظام بالمفاوضات عبر ضمانات روسية إيرانية تركية!!
يشكل الفيتو السابع لروسية التي يراها الواقعيون اليوم ضامناً لوقف اطلاق النار دليلاً قطعياً على الواقع الذي نعيش، وأنهم لا يرون الواقع على حقيقته، بل يرون بعين الحالم الهائم في الأوهام وذلك إن أحسنا الظن بهم، فروسيا والنظام والمليشيات الطائفية الإيرانية لم تتوقف يوماً عن قتل وتهجير أهل الشام منذ ادعائهم لوقف إطلاق النار عبر اتفاق أنقرة ومن بعده استانة، والناظر بعين الواقعية الحقيقية لثورة الشام لا يرى إلا خيارين لا ثالث لهما: فإما الإستسلام للنظام وأسياده فنقتل ونشرد في أصقاع الأرض ويالها من خسارة في الدنيا والآخرة، أو أن نختار ما يرضي الله عز وجل وهو أن نستكمل ثورتنا بما استطعنا من اعداد للقوة ورباط الخيل، رامين وارائنا الدعم الخارجي و المفاوضات، متحدين على مشروع مستنبط من عقيدتنا، فنسقط نظام الإجرام ونقيم نظام الإسلام وما ذلك على خالق السماوات والأرض بعزيز.
قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ * وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْساً لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ) [محمد:7/8]
كتبه للمكتب الإعلامي لحزب التحرير - ولاية سوريا
مصعب الرشيد الحراكي
- التفاصيل

ومضات: أشراط الساعة لصناعة المستقبل وليس للاستسلام للواقع
لو تأملنا في أشراط الساعة لوجدنا في القرآن والسنة عشرات الأخبار المستقبلية عن أشراط الساعة، وقد كتب المسلمون عن علامات وأشراط الساعة كتبا كثيرة، ولكن الذي يؤلم الفؤاد ويحز في النفس أن الأمة حينما أقفلت باب الاجتهاد وعطلت ملكة التفكير، وقفت من علامات الساعة وأشراطها موقف القدرية الغيبية، أي موقف المتفرج وانتظار وقوع هذه العلامات ومن ثم الاستسلام لما سيقع، وليس التفكير المسبق لمعالجة ما سيحصل لهم من مصائب، بل ولاحتى موقف التسابق في تحقيق البشارات، مع أن الأمة سابقا حينما سمعت مثلا بقوله عليه الصلاة والسلام (لتفتحن القسطنطينية ولنعم الأمير أميرها ولنعم الجيش ذلك الجيش) بادرت وتسابقت وسارعت إلى تحقيق هذه البشارة ولم تقف موقف المتفرج، ولا موقف القدرية الغيبية الذي ينتظر وقوع الحدث ولا يفكر كيف يشارك في صنع الحدث. فقد جاء في المستدرك للحاكم (4/ 468) عن عبد الله بن بشر الغنوي حدثني أبي قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول: (لتفتحن القسطنطينية ولنعم الأمير أميرها ولنعم الجيش ذلك الجيش) قال عبيد الله : فدعاني مسلمة بن عبد الملك فسألني عن هذا الحديث فحدثته فغزا القسطنطينية (قال الذهبي : حديث صحيح)
واليوم نرى كثيرا من أبناء الأمة الإسلامية يتعجب من الامريكي والياباني الذي يفكر للأمام لسنوات طويلة، ولكنهم في ذات الوقت لايرون أبعد من أنوفهم، بل إنهم إذا شاهدوا حزبا سياسيا يفكر للمستقبل ويعمل لإقامة الخلافة الإسلامية على منهاج النبوة يسخرون منه، ويقولون له أنتم تحلمون وتتوهمون وتعيشون خارج الواقع، وذلك بدل أن يسيروا معهم ويعملوا معهم لإقامة هذا الحدث الذي سيغير وجه التاريخ ثانية ؛ كما غيرته البعثة النبوية سابقا، علما أن كثرة إخبار الله تعالى ورسوله عليه الصلاة والسلام عن أشراط الساعة هذه الكثرة تتجانس تماما مع طبيعة العقيدة الإسلامية، فالعقيدة الإسلامية عقيدة روحية سياسية، فلا بد من بناء عقلية الأمة على هذا الأساس؛ أي لابد لأمة هذه عقيدتها أن يكون لديها التفكير بالمستقبل والتفكير بوضع الخطط من أجل تغيير الواقع والإبداع في أساليب صناعة التاريخ، فتبادر وتتسابق إلى تحقيق البشارات التي أخبر بها الله ورسوله، وتأخذ حذرها من المصائب والفتن التي قد تعترضها مستقبلا.
ولابد أن لايكون تفكير الأمة تفكيرا آنيا ولا تفكير اللحظة التي تعيشها، ولا تفكير من يستسلم لواقعه، بل لا بد أن تقوم الأمة بوضع أهداف بعيدة الأمد لتحقيقها، على مسرح الحياة وعلى حلبة الواقع الدولي.
فمثلا قوله عليه الصلاة والسلام في صحيح مسلم (3/ 84) (لا تقوم الساعة حتى تعود أرض العرب مروجا وأنهارا) هذا الحديث إن فهمناه بالعقلية التي تتناسب وتتجانس مع العقيدة الإسلامية فذلك يعني أن جزيرة العرب فيها قابلية أن تكون جنانا خضراء، فهو حث على استثمارها وحث على التفكير في كيفية جر المياه الحلوة إليها بشتى الوسائل من تحلية لمياه البحار ومن بناء سدود لحبس مياه الأمطار وغيرها من الأساليب التي تجعل هذه الأرض القاحلة جنة خضراء. ففي هذا الحديث رسالة لهذه الأمة أن تواصل الليل بالنهار من أجل إحياء جزيرة العرب وجعلها مروجا وأنهارا، وهذا التفكير يتجانس مع طبيعة العقيدة الإسلامية من أنها عقيدة روحية سياسية، ذات طريقة تفكير منتجة تبعث المرء على الإبداع وتحثه على التفكير بالمستقبل وبصناعة الحياة. وأما انتظار نزول المطر من السماء لتعود هذه الجزيرة جنة خضراء من تلقاء نفسها من دون جهد بشري فهذه الطريقة في التفكير ليست من جنس العقيدة الإسلامية.
ونقول لعل كثرة أخبار الساعة في الكتاب والسنة هو لتعليم الأمة هذه العقلية في التفكير أي التفكير بالخطط والإبداع بالأساليب لصناعة المستقبل.
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير - ولاية سوريا
معاوية عبدالوهاب
- التفاصيل

ومضات: التدرج خلاف الكتاب والسنة.. المعاملات وأنظمة الحكم (الجزء الأخير)
المعاملات سنأتي بالمثال الأكثر تطبيقا لدى دعاة التدرج وهو الربا فالواقع أنهم يطبقونه على البنوك الربوية فقط ويقولون بعدم جوازه شعبيا بمعنى آخر لو قلت لأحد دعاة التدرج: هل أقرضك مئة غرام ذهب على أن تعطيني إياها بعد سنة مئة وعشرين غراما مثلا، لقال لك أعوذ بالله هذا ربا والربا حرام؛ وفي الوقت ذاته تراه يقول بجواز ربا البنوك؛ فلماذا يستنكرون على الشعب التداول بالربا فيما بينهم ويجيزونه مع البنوك والمصارف العامة والخاصة؟ ألا يدل هذا الأمر على أن غايتهم من الدعوة إلى التدرج إما إرضاء الحكام وإما إرضاء الغرب وليس إرضاء الله سبحانه وتعالى؟
أنظمة الحكم والحدود: لعل أكثر ما يعنيه دعاة التدرج من دعوتهم هو ما يتعلق بالحدود وأنظمة الحكم أما ما ذكرناه سابقا من أسئلة حرجة لهم ومن إشكاليات في التطبيق العملي لمنهجهم فكل هذا لا يعنيهم وإنما ما يقصدونه بالتدرج عمليا إنما يقصدون الحدود وأنظمة الحكم، رغم أن معظم أدلتهم في التدرج لا علاقة لها بأنظمة الحكم وإنما هي إما من باب العبادات أو المعاملات أو الأحوال الشخصية
وأنت ترى أخي المسلم بأم عينك ترى دعاة التدرج لا يحبون تطبيق الحدود ليس من باب تأليف قوب الناس كما يزعمون بل من باب الخوف من نظرة الشعوب الأخرى إلينا، كأنهم أحرص على دين الله من الله نفسه، هم يخافون من نظرة الغرب إلينا؛
يا هؤلاء ألستم أنتم من يدعو إلى عدم تطبيق حد الردة من باب التدرج؟ أسألكم بالله لو قال لك رجل كل يوم صباح مساء: أنت لست إنسانا، ما كنت لتفعل به؟ على الأقل تتمنى أن لا تراه، فكيف بمن يقول إن الله ليس إلها ؟ إن كنت تغضب لأنه نفى الإنسانية عنك، فما بالك لا تغضب ممن ارتد ونفى الألوهية عن الله سبحانه وتعالى؟
سنذكر مثلا حد شارب الخمر على اعتبار أن دعاة التدرج أكثر ما يستدلون بتحريم الخمر على مذهبهم البائد، حيث جاء أولا وقبل فرض الحد في كتاب الجمع بين الصحيحين البخاري ومسلم (3/ 177) عن أبي هريرة قال أتي النبي صلى الله عليه وسلم برجل قد شرب قال اضربوه قال أبو هريرة فمنا الضارب بيده والضارب بنعله والضارب بثوبه؛ فإن أردنا تطبيق هذا الحديث وفق منهج التدرج فأولا نضرب شارب الخمر بأحذيتنا بكافة أنواعها الجلدية والخشبية والمطاطية، وبعد فترة قد تمتد إلى سنوات نقيم الحد على شارب الخمر؛ أليس هذا هو عين مذهبهم البائد؟ وإن كان رجل مدمنا للخمر نفعل به كما ورد في مسند أحمد بن حنبل (4/ 100) قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: (إذا شرب الخمر فاجلدوه فان عاد فاجلدوه فان عاد فاجلدوه فان عاد فاقتلوه)؛ أي نقتل مدمن الخمر ثم وبعد سنوات نطبق ما جاء في الترمذي من عمل للنبي عليه الصلاة والسلام والصحابة والتابعين من عدم قتل مدمن الخمر؛ هكذا هو التدرج ونسأل دعاته لماذا تستنكرون على قيام بعض الجماعات الإسلامية بقتل مدمن الخمر وحجتهم أنهم يطبقون التدرج بحذافيره فالذين يشربون الخمر مضى على عد م تطبيق الحد عليهم عشرات السنين؛ والآن يطبقون الخطوة التالية جلده أربعين فإن كان مدمنا يقتلونه، حتى إذا مضت سنوات أخرى يتوقفون عن قتل مدمن الخمر، لماذا يا دعاة التدرج تستنكرون عملهم وهم يطبقون فكرتكم ومنهجكم بالحرف من دون زيادة ولا نقصان؟؟؟ (طبعا لا نوافق على تطبيق الحدود من قبل الجماعات على الناس لأن الحدود من اختصاص الحاكم لكن جئنا بالمثال للرد على دعاة التدرج)
ونقول أخيرا: إن دعاة التدرج تراهم من باب التدرج يجيزون أن يكون الحاكم امرأة، فنسألهم هل رأيت عاقلا يرضى أن تكون زوجته سيدة عليه في منزله ومتحكمة في شؤون أسرته ؟ فإن كان الرجل لا يرضى بفطرته أن يكون تبعا لامرأة في شؤون المنزل فكيف يرضى للأمة أن تكون تبعا في شؤونها العامة لامرأة؟
(إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ) [ق: 37]
كتبه للمكتب الإعلامي لحزب التحرير - ولاية سوريا
معاوية عبدالوهاب
- التفاصيل

ومضات: من شروط الفقيه العلم بالسياسة
من المؤسف أنه صارت عقيدة فصل الدين عن الدولة وفصل الدين عن السياسة عقيدة عامة المسلمين.
ومصداق ذلك أنك صرت ترى كثيرا من المخلصين من أبناء الإسلام؛ كاتبا أو خطيبا أو عالما أو شيخا إذا تكلم عن رسول الله عليه الصلاة والسلام أو عن أحد الخلفاء الاربعة أو عن أي قائد من قادة المسلمين في التاريخ الإسلامي فإنه يقول لك: كان قائدا سياسيا ناجحا؛ وتراه يسهب القول والاستطراد عن مهاراته السياسية وبراعته في السياسة؛ ويتكلم الساعات الطوال ويعقد المحاضرة تلو المحاضرة والخطبة إثر الخطبة عن العبقرية السياسية التي تميز بها أحد قادتنا السابقين؛ وعن البعد السياسي لدى القائد الفلاني والنظرة السياسية الثاقبة لدى القائد العلاني؛ ثم تجد هذا الخطيب نفسه أو الشيخ أو الكاتب أو العالم بين أحد ثلاثة:
1- إما جاهل بالسياسة وبالفقه السياسي وبالسياسة الدولية وبالفكر السياسي.
2- وإما يقول لك إن العمل السياسي حرام وإن الدين شيء والسياسة شيء آخر.
3- وإما أن يقول لك ليس لدي أي خط سياسي وليس عندي أي توجه سياسي.
وكأن التوجه السياسي والتفكير السياسي عار ومسبة على المسلمين؛ لكنه فضيلة للكافرين والعلمانيين دعاة فصل الدين عن الحياة؛
بل صار السعي لاستلام الحكم وتطبيق شرع الله سبة وعارا؛ حتى إنك ترى أحدهم يتكلم عن الحركات الإسلامية بالنقد اللاذع لأنها تسعى إلى السلطة لكنه لا يتكلم عن العلمانيين بسوء وكأن العلمانيين يسعون بين الصفا والمروة ولا يسعون لاستلام الحكم.
والعجب كل العجب ممن تصدى للفتوى وتصدر لدروس العلم ثم تجده لم يسمع نشرة أخبار واحدة في حياته؛ ولم يقرأ كتابا عن السياسة بل لم يقرأ جريدة سياسية واحدة؛ ولا حتى مقالا سياسيا واحدا ؛ وحين تتكلم معه في السياسة يقول لك تعال نهتم بشؤون ديننا ؛ كأن الكلام عن أحوال المسلمين ليس من شؤون ديننا.
وما أجمل قول الغزالي رحمه الله تعالى في اعتباره العلم بالسياسة شرط من شروط الفقيه بينما المسلمون اليوم نسوا هذا الشرط؛ قال أبو حامد الغزالي: فالفقيه هو العالم بقانون السياسة وطريق التوسط بين الخلق إذا تنازعوا بحكم الشهوات فكان الفقيه معلم السلطان ومرشده إلى طرق سياسة الخلق وضبطهم لينتظم باستقامتهم أمورهم... (إحياء علوم الدين ومعه تخريج الحافظ العراقي (1/ 36))
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير - ولاية سوريا
معاوية عبدالوهاب
- التفاصيل

ومضات: التدرج خلاف الكتاب والسنة .. الأحوال الشخصية (الجزء الثالث)
ذكرنا سابقا أمثلة من العبادات عن بطلان فكرة التدرج واليوم نطبق في الأحوال الشخصية منهج المتدرجين بالآسلام لبيان زيفهم وكذبهم وبهتانهم على شرع الله ونقول:
ونأخذ مثالا وهو الطلاق حيث يمكننا أن نقول للناس وفق منهج التدرج : أيها الزوج يمكنك أن تطلق زوجتك كما تشاء من عدد : عشر مرات أو مئة أو ألف , لأن الطلاق كان في أول عهد النبوة مفتوحا غير محدد بعدد حتى قال رجل لزوجته أطلقك حتى إذا أرادت عدتك أن تنتهي أعدتك وهكذا مرارا فنزل قوله تعالى يحدد الطلاق بثلاث طلقات (الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ وَلَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئًا إِلَّا أَنْ يَخَافَا أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (229) فَإِنْ طَلَّقَهَا فَلَا تَحِلُّ لَهُ مِنْ بَعْدُ حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجًا غَيْرَهُ فَإِنْ طَلَّقَهَا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يَتَرَاجَعَا إِنْ ظَنَّا أَنْ يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ يُبَيِّنُهَا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ) [البقرة: 229، 230] أليس ترك الباب مفتوحا للأزواج في عدد مرات الطلاق فيه يسر على الناس خاصة وأن المرأة المطلقة لا تجد من يؤويها وتخاف من نظرة المجتمع لها فإذا فتحنا هذا الباب وخالفنا كلام الله كان يسرا على المرأة والرجل كما قد يتصور من لا عقل له ؛ أليس هذا هو التدرج بأم عينه؟
ونأخذ مثالا ثالثا عدة المتوفى عنها زوجها حيث كانت سنة بنص الكتاب وبقوله تعالى (وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا وَصِيَّةً لِأَزْوَاجِهِمْ مَتَاعًا إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَ إِخْرَاجٍ فَإِنْ خَرَجْنَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِي مَا فَعَلْنَ فِي أَنْفُسِهِنَّ مِنْ مَعْرُوفٍ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) [البقرة: 240] ثم صارت أربعة أشهر وعشرا بنص الكتاب وبقوله تعالى (وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا فَعَلْنَ فِي أَنْفُسِهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) [البقرة: 234] فلماذا لا يقول دعاة التدرج بهذا ؟ أم لأنه انتقال من الأصعب إلى الأسهل؟ وليس كما يريدون هم انتقال من الأسهل إلى الأصعب.
ونأخذ مثالا آخر ألا وهو أنه في بداية التشريع كان الرجل يتزوج ما شاء من النساء دون عدد محدد ثم قيده الشرع بأربع نسوة فقط ؛ وفي هذا العصر ولكثرة مآسي المسلمات ولانتشار ظاهرة العنوسة بين الفتيات فلماذا لانطبق فكرة التدرج وننادي بفتح باب الزواج بأكثر من أربع نسوة ؟ ثم وبعد فترة محددة حين ينضج المجتمع وتنحل عقده نعود إلى الزواج من أربع فقط.
طبعا هذا المثال الأخير بالذات يستنكرع دعاة التدرج ؛ فهم أصلا مهزومون من الداخل ويشعرون بالخجل أمام الغرب لأن الإسلام أباح تعدد الزوجات فيقومون بتأويله وأن الأصل عدم التعدد وانه لايجوز التعدد إلا لظروف قاهرة
هذا هو التطبيق العملي للتدرج.
وأما في المعاملات... يتبع
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير - ولاية سوريا
معاوية عبدالوهاب
لقراءة الجزء الأول: https://goo.gl/ydLbkJ
لقراءة الجزء الثاني: https://goo.gl/g5Zqat
