- التفاصيل
ومضات: الحزب: إشكالية الفهم أم المصطلح (الجزء الثالث والأخير)
شبهات والجواب عليها حول تحريم لفظة حزب
الشبهة الأولى: لقائل قد يقول ان التاريخ الإسلامي لم يعرف ما يسمى بالأحزاب بالمصطلح المعاصر.والجواب أكتفي للرد عليه بكلام ابن تيمية الذي مضى على وفاته أكثر من سبعمئة عام حيث قال في كتاب مجموع الفتاوى (11/ 92): وأما رأس الحزب فإنه رأس الطائفة التي تتحزب أي تصير حزبا فإن كانوا مجتمعين على ما أمر الله به ورسوله من غير زيادة ولا نقصان فهم مؤمنون لهم ما لهم وعليهم ما عليهم.الشبهة الثانية: إن مدلول كلمة حزب الوارد في القرآن والسنة وأقوال الصحابة والعلماء غير المدلول المعاصر.فالجواب إن هذه الشبهة أسوأ من التي قبلها فإذا سلمنا جدلا أن مدلول كلمة حزب سابقا غير مدلولها المعاصر فلماذا يستدلون بآية: (كل حزب بما لديهم فرحون) على تحريم اطلاق لفظة حزب على جماعة من المسلمين فإذا كان المدلول مختلفا فلماذا يستدلون بهذه الآية إذن.الشبهة الثالثة: قد يقول القائل إن من حرم اطلاق لفظة حزب هو مجتهد وبالتالي يجوز تقليده.والجواب أنه من المعلوم لدى صغار طلبة العلم فكيف بكبارهم انه لا اجتهاد فيما ورد فيه النص فكيف بنصوص قطعية الدلالة واضحة المعنى بينة الخطاب تبين بما لا لبس فيه ان لفظة حزب يجوز اطلاقها (كما سبق بيانه في الجزء الأول من هذه المقالات)
فهل نترك كلام الله القطعي وسنة نبيه البينة وآثار الصحابة لقول الرجال؟؟
على أن الذين حرموا لفظة حزب لم يكن منطلقهم الشرع بل أحد أمرين:
إما الواقع وذلك أنهم رأوا الكتل العلمانية تطلق على نفسها اسم حزب فكرهوا هذه اللفظة ثم قالوا بتحريم هذه اللفظة وهذا يشبه إلى حد كبير ولكن مع الفارق قول من حرم تقليد المذاهب الفقهية حين رأى التعصب المذهبي منتشرا بين عموم المسلمين فهم لم ينطلقوا من الشرع وإنما من الواقع وهذا وحده كاف للقول إن رأيهم ليس صحيحا ولا يعتبر رأيهم رأيا شرعيا أصلا لعدم وجود دليل عليه بل ولا حتى شبهة دليل
والثاني: أوامر الحكام ؛ فالأنظمة تدرك يقينا أن الأحزاب هي وحدها التي تشكل خطرا عليها لذلك أوحت إلى أوليائها بإطلاق فتاوى تحريم الأحزاب، وتحريم لفظة حزب (يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا).على أننا لاحظنا مثلا في مصر أن الذين كانوا بالأمس يحرمون تشكيل أحزاب بحجة مخالفتها الشريعة رأيناهم أنفسهم ينشئون حزبا خاصا بهم؛ ورأينا في ثورة بلاد الشام من كان يحرم لفظة حزب رأيناه بكل أسف يدعم الأحزاب العلمانية؛ بل رأيناهم ينتسبون إلى كتل هدفها هدم الإسلام كالائتلاف الوطني ويجلسون وينسقون ويخططون مع الأحزاب العلمانية وربما نرى منهم غدا من يؤسسون حزبا خاصا ويشاركون في الحل السياسي الأمريكي ويدخلون الحكومة الانتقالية التي تريدها أمريكا.
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير - ولاية سوريا
معاوية عبدالوهاب
لقراءة الجزء الأول: https://goo.gl/83cC7B
لقراءة الجزء الثاني: https://goo.gl/Dgrf8G
- التفاصيل
ومضات: الطريقة الشرعية في التغيير(الجزء الثاني)
ومن أجل أن يتم تغيير المجتمع تغييرا جذريا كاملا على أساس صحيح لا يستطيع الأفراد وحدهم بوصفهم أفرادا الاضطلاع بأعباء التغيير وحدهم ، وإنما يتطلب ذلك عملا جماعيا وتكتلا سياسيا مبدئيا صلبا يقوم على عقيدة مبنية على العقل متوافقة مع الفطرة ألا وهي عقيدة الإسلام وهذا ما فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم في التغيير ابتداءا من حمل الدعوة في مكة سرا" حيث أنه قام في بناء الفرد عن طريق تثقيفه ثقافة اسلامية وتكتيله في جماعة متماسكة ومن ثم أرسلهم يحملون هذه الدعوة في المجتمع الفاسد الذي يعيشون فيه لينشروا الفكر ويقلبوا الموازين لصالح المبدأ الجديد ، ولم يكتف بدعوةعموم الناس فقط وإنما توجه بالخصوص أيضا في دعوته إلى أهل القوة يطلب منهم الإيمان ثم النصرة، وكانت القوة متركزة بيد زعماء من القبائل آنذاك ، إلى أن نصره أهل المدينة وأقام الدولة الإسلامية فطبق الأحكام الشرعية وحمل الإسلام إلى العالم بالدعوة والجهاد .
فإذا لنجاح هذا التكتل يجب أن يعتمد أولا المسار الشرعي الذي ساره رسول الله صلى الله عليه وسلم بكامل خطواته ، من بداية الدعوة في مكة حين صارع برسالته الفكر السائد والمفاهيم الفاسدة في المجتمع والسلوكيات المنبثقة عن هذه المفاهيم والإشباع الخاطئ للحاجات والغرائز العضوية من خلال هذه المفاهيم .
إن الصراع اليوم هو مع الأنظمة القائمة حاليا التي تطبق العلمانية ، وتوالي الكفار وتنفذ خططهم في محاربة هذا الدين ، فلابد من التصدي لهم وكشف حقيقة دورهم عملا نحو التغيير الحقيقي الذي يتوج بإقامة حكم الإسلام في دولة الخلافة الراشدة.
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير - ولاية سوريا
ياسمين الشام
لقراءة الجزء الأول: https://goo.gl/0sD5WS
- التفاصيل
ومضات: الحزب: إشكالية الفهم أم إشكالية المصطلح؟ (الجزء الثاني)
الذي ذكرناه سابقا في الجزء الأول كان في بيان لفظة حزب في القرآن ولكن هناك أناس قد لايقنعه كلامنا بناءا على أن كلامنا هو فهم خاص بنا رغم أن ما ذكرناه ليس مفهوم الآيات بل منطوقها أي ليس اجتهادا حتى نقول أنه قابل للخطأ والصواب ؛ بل هو ما دل عليه القرآن صراحة ؛ولهؤلاء نقول إن السنة النبوية والآثار وأقوال العلماء تدل دلالة قطعية على جواز اطلاق لفظة حزب على جماعة من المسلمين.
أما من السنة:
فقد جاء في صحيح البخاري ومسلم والترمذي (ان نساء النبي صلى الله عليه وسلم كن حزبين فحزب فيه عائشة وحفصة وسودة والحزب الآخر أم سلمة وسائر أزواج النبي صلى الله عليه وسلم).
وجاء في كتاب فضائل عثمان رضي الله عنه لعبد الله بن أحمد بن حنبل وفي كتاب شرح اعتقاد أصول اهل السنة والجماعة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال تكون بعدي فتن وأحداث فقال أبو هريرة رضي الله عنه وأين النجاء يا رسول الله قال عليه الصلاة والسلام الأمير وحزبه وأشار إلى عثمان رضي الله عنه. والحديث أورده أيضا في العواصم من القواصم منسوبا لابن عساكر.
وأما الآثار فقد جاء في تاريخ الطبري و الكامل في التاريخ لابن الاثير وتاريخ الشريعة للآجري أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال لابنه عبد الله في قصة ترشيح الستة من بعده للخلافة إن اختلف القوم فكن مع الأكثر فإن تشاوروا فكن مع الحزب الذي فيه عبد الرحمن بن عوف.
وجاء في كتاب المنتظم لابن الجوزي أن عمرو بن الجموح رضي الله عنه قال قبل أن يقتل شهيدا في أحد: اللهم لا تردني إلى أهل حزبي وهي منازل بني سلمة.
وقال صيفي بن فسيل الشيباني لعلي رضي الله عنه يا أمير المؤمنين نحن حزبك وأنصارك (انظر تاريخ الطبري وابن الاثير).
ومن نافلة القول أن كلمة حزب كانت تجري على ألسنة العلماء ويقصدون بها فئة من المسلمين ولا يكون كلامهم في معرض الذم بل المدح والثناء فهذا ابن القيم في كتابه زاد المعاد يرجح قول عمر رضي الله عنه في مسألة فقهية اختلف فيها الصحابة معللا أحد أسباب هذا الترجيح بقوله: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم شهد لواحد من هذا الحزب بأن ضرب الحق على لسانه يعني عمر رضي الله عنه
وقال الذهبي في كتابه سير أعلام النبلاء: وكانت الحنابلة حزب أبي بكر بن أبي داوود السجستاني.
وقال أبو سليمان الخطابي عن الفقهاء والمحدثين: إن الناس انقسموا قسمين وصاروا حزبين أهل خبر وأهل فقه ونظر وإن كلا منهم يكمل الآخر ولا يستغني عن صاحبه (انظر كتاب شرح سنن أبي داوود لعبد المحسن عباد).
كما وردت كلمة حزب على السنة العلماء ويقصدون بها فريقين أحدهما جيد والآخر سيء فقد قال النسفي: رأيت محمد بن إسماعيل البخاري في اليوم الذي خرج فيه من بخارى فسار الناس معه حزبين حزب له وحزب عليه (تاريخ الإسلام للذهبي).
وجاء في كتاب مسألة العلو والنزول في الحديث لمحمد بن طاهر المقدسي : الرواة عن الصحابة على حزبين صادق في لقيهم وكاذب.
كما أن كلمة حزب كثيرا ما ترد في كتب الفقه وذلك في أبواب المناضلة والرمي والتدرب على القتال ويقصد بها فئة أو فريق من المسلمين فقد جاء في كتاب الحاوي الكبير للماوردي ما نصه : النضال ضربان أفراد وأحزاب ...فأما نضال الأحزاب فهو أن يناضل حزبان يدخل في كل واحد منهما جماعة ...لأن مقصود النضال التحريض على الاستعداد للحرب(الجهاد)... وإ ذا ثبت جوازه في الحزبين كجوازه بين اثنين فلصحته شروط منها: أن يتساوى عدد الحزبين ان يكون زعيم كل واحد من الحزبين غير زعيم الحزب الأخر... وإن كان عدد الأحزاب أربعة كان عدد الرشق أربعين. انتهى. وقد نقله النووي بالحرف في كتابه المجموع وكذلك نقله أبو إسحاق الشيرازي بالحرف أيضا في كتابه المهذب في فقه الشافعي.
وأما في كتب الحنابلة فقد جاء في كتاب الكافي في فقه ابن حنبل في أبواب السبق والرمي والمناضلة قول ابن قدامة المقدسي: وإن كان الرماة حزبين اشترط كون الرشق يمكن قسمته عليهم وإن كان كل حزب ثلاثة وجب له ثلث صحيح ....وإن كان في أحد الحزبين من لايحسن الرمي بطل العقد فيه لانها لا تنعقد على من لا يحسن الرمي.
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير - ولاية سوريا
معاوية عبدالوهاب
لقراءة الجزء الأول: https://goo.gl/83cC7B
لقراءة الجزء الثالث والأخير: https://goo.gl/8vpoYY
- التفاصيل
ومضات: في الخريطة السورية.. تأمّلٌ وسؤال..
• تبدو الخريطة السياسية للقطر السوري هذه الأيام أشبه بلوحة عبثية لفنان تشكيلي معاصر، حيث تتقاطع خطوط التماس، وتتداخل مناطق السيطرة، ويتنافر بشدة كل لونين متجاورين.
• إنها لخريطة مؤلمة ومحزنة حقاً، حيث لا يزال ثقل النظام متركزاً في دمشق والساحل، واصلاً بينهما بحمص وحماة، جاثماً عليها جميعاً كورم سرطاني خبيث، مادّاً أربع أذرعٍ كريهةٍ إلى حلب والسويداء ودرعا وتدمر، وناثراً شظايا صغيرة، تبدو كأنها محاصرة في أماكن أخرى.
• الذراعان الواصلتان بين حماة وحلب، وبين دمشق والسويداء، محاطة كل منهما من جهة بتنظيم الدولة ومن جهة أخرى بفصائل الثوار. والذراع الواصلة بين حمص وتدمر محاطة من كلا جانبيها بتنظيم الدولة، والذراع الأخيرة الواصلة بين دمشق ودرعا محاطة من كلا جانبيها بفصائل الثوار.
• ولأنني لست عسكرياً أحببت أن أتوقف عند هذا الحدّ من الوصف لأسأل سؤالاً واحداً فقط: هل هنالك ما يمنع الفصائل المعنية من العمل الجادّ على قطع أذرع النظام الأربعة، ومحاصرة قواته في كلّ من حلب ودرعا والسويداء وتدمر؟
• حقيقة أريد أن أعرف، هل هنالك موانع عسكرية معينة لا أعرفها كوني لست عسكرياً؟ أم أن هنالك موانع من نوع آخر؟
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير - ولاية سوريا
عبدالحميد عبدالحميد
- التفاصيل
ومضات: متى تستحق الثورة الدعم الدولي؟
إن نظرنا للحراك في سوريا و الذي يشغل المنطقة منذ سنوات ما جعل منه حدثا ذا طابع إقليمي من ناحية تأثيره الآني وذا طابع عالمي من ناحية الدول المتدخلة في التأثير العسكري والسياسي لمجرياته، ونراها على اختلاف مصالحها ودوافعها بل ووزنها السياسي نراها تسير بخطوات مرسومة تمكينا للسياسة التي خطتها سيدتهم أمريكا لتثبيت النظام الحالي.
وإن هم سحروا أعين الناس وجعلوا من تلك الدول أمام الرأي العام تقف في صفين ، صف صديق للثورة وآخر صديق للنظام ، إن هم سحروا أعين الناس بذلك فالسؤال الذي لابد منه ..لماذا كان أصدقاء النظام أشد وفاءا وأكثر دعما لصديقهم من أصدقاء الثورة لأهل الثورة ؟ والإجابة على هذا السؤال من سابع المستحيلات إن نحن سلمنا بصيغة السؤال المطروح ، فليس الوزن السياسي لروسيا (صديق النظام) يوضع بالميزان أمام أمريكا (صديق الثورة) وليست أموال إيران ولا ميليشياتها التي دعمتها وأرسلتها بشيء يذكر أمام الإمكانيات المادية والخزان البشري المفتوح من جنود المسلمين وأموالهم في السعودية وقطر وتركيا (أصدقاء الثورة) وغيرهم من الشعوب .لهذا أعود فأقول بأن صيغة السؤال لن تفضي إلى جواب .
الصيغة الصحيحة للسؤال وبعد التأكيد على ما افتتحت به هذي السطور من طبيعة الأدوار المرسومة من قبل أمريكا لكافة الدول في خدمة رؤيتها للحفاظ على النظام الحالي تكون الصيغة : هل نحن بأهلنا و بتشكيلاتنا بنفس الدرجة من العمالة والوضاعة التي تجعلنا خلفاء أمريكا عوضا عن النظام الحالي؟ وإن وصلنا لنفس الوضاعة والتبعية والخضوع فهل نحن حقا "ثوار"؟
تجيب عن تلك الأسئلة طائرات أمريكا التي قصفت مسجد الجينة والهدن التي افتتحها ديمستورا ولازالت حلقاتها مستمرة تفريغا للمدن من ثوارها وغير ذلك من الدلائل الجازمة على حقيقة أن أهل الشام من صغيرهم إلى كبيرهم عدو بنظر أمريكا وأعوانها ومن سار في ركبها ، وأن العداوة هي لكل من حمل عقيدة "لاإله إلا الله محمد رسول الله" وهي العقيدة التي انبثق عنها خير نظام أظل البشر قرونا وغاب قرنا يسعى أعداء الله لإبقائه حبيسا وهم عن ذلك عاجزون.
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير - ولاية سوريا
حسن نور الدين