- التفاصيل

ومضات: ويحكم فقد كدتم أن تسقطوا الإسلام في نفوس المسلمين!!
إن من أعظم المصائب التي حلت على المسلمين، بعد أن أسقط الغرب دولتهم ووضع لهم نواطير تحكمهم بأنظمة وضعية لا توافق فطرتهم هو مصابها في أحزابها وحركاتها وتنظيماتها التي قامت دفاعا عن دمائهم وأعراضهم و لتنهض بهم في دولة ترضي الله ورسوله.
قامت كثير من هذه الحركات والتنظيمات والأحزاب بشكل ارتجالي أو حماسي أو ردة فعل على المستعمر، وما خلّف بعده من أنظمة أجيرة له، ورفعت شعارات التحرير وتطبيق الشريعة وما شاكل ذلك، فالتف المسلمون حولها، وضحّوا بكل ما يملكون إرضاءا لله تعالى، ولخلاصهم من الأنظمة، ولكي ينعموا في عيشة هنية - يأمنون فيها على أنفسهم وأعراضهم وأموالهم - في ظلال الإسلام، وما إن عصفت بهم عاصفة نسوا ما قاموا إليه ونسوا الشعارات التي جمعوا بها الأمة حولهم وأصبح الواقع هو الحكم على أفعالهم، ونسوا أو تناسوا الإسلام، وأصبح حرام الأمس حلال اليوم، وأصبح همهم أن لا يغضبوا عدوهم الذي هو سبب بلاء المسلمين، وما إن حكموا في بلد ما أو سيطروا على منطقة ما أخذوا من الإسلام ما يطابق أهوائهم ومنهم من عمل بالنظام الذي ثار عليه، وفعلوا بالمسلمين ما كانت تفعله الأنظمة وزادوا عليه، كي يظهروا أمام أعداء الإسلام أنهم الاختيار الأنسب متناسين قوله تعالى: (وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ).
إن العمل للتغيير يقوم على تغيير ما بالنفس من أفكار ليست من الإسلام بشيء من أفكار قومية ووطنية وغيرها يقول الله تعالى شأنه: (إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ)، ويجب فهم الإسلام فهماً صحيحاً وقراءته قراءة عميقة، ويجب تحديد الهدف وأن يكون واضحاً وتحديد الطريقة للوصول له وكيفية تطبيقه يقول الله تعالى: (قُلْ هَٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ ۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ۖ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِين)َ، وأن يؤثر بالواقع لا يتأثر به، فعندما نزلت الرسالة على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بدأ دعوته سافراً متحدياً لم يماري ولم يحابي، وهنا نتذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما عرضوا عليه مُلكا ومالاً ونساءً، فرفض وقال لهم: (قولُوا: لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ تُفْلِحُوا وَتَمْلِكُوا بِهَا الْعَرَبَ، وَتَذِلَّ لَكُمُ الْعَجَمُ، وَإِذَا آمَنْتُمْ كُنْتُمْ مُلُوكًا فِي الْجَنَّةِ).
أيها المسلمون: إن إتباع رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ليس فقط في بعض العبادات كالصلاة والصيام والحج إنما بإتباعه في كل عمل لأن عمله وحي من الله يقول الله تعالى: (وَأَنَّ هَٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ).
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير - ولاية سوريا
وليد غيبة
- التفاصيل

ومضات: الرؤيا تتحقق فكيف بالوعد؟
إن كان الله قد حقق ليوسف منامه ورؤياه وهو صغير فجعله حاكما على مصر ينقاد له أهلها، أفلا يحقق الله لهذه الأمة كلامه؟ وأفلا ينجز لها ما وعدها به من التمكين والاستخلاف في الأرض، وهو القائل: (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) [النور: 55]. أفلا يحقق الله وعده وهو القائل: (وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ) [التوبة: 111]
وإن كان الله تعالى قد حقق للنبي عليه الصلاة والسلام ما رآه الرسول عليه الصلاة والسلام في المنام من دخول المسجد فقال: (لقدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ) [الفتح: 27]
إن كان الله قد حقق هذه الرؤيا أفلا يحقق للنبي عليه الصلاة والسلام كلامه (ثم تكون خلافة على منهاج النبوة) وهو الذي أوحى إليه به (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) [النجم: 3، 4]
فيا أيها الساعون لإقامة الخلافة على منهاج النبوة تذكروا قوله تعالى: (فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ) [الروم: 60]
ويا من تقولون إن الخلافة مجرد وهم وحلم ولن تحدث نذكركم أنها وعد الله، ولاتكونوا كالذي طلب منه أبواه تصديق وعد الله فقال هذا وهم وخيال وأساطير، (وَيْلَكَ آمِنْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَيَقُولُ مَا هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ) [الأحقاف: 17]
وبيننا وبينكم هذه الآية (أَلَا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ) [يونس: 55]
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير - ولاية سوريا
أ. معاوية عبدالوهاب
- التفاصيل

ومضات: من المسؤول؟!
- سؤال قد يخطر ببال الكثيرين عندما يفكرون في أسباب مرور الثورة في المأزق الحالي، ويبحثون في كيفية إخراجها منه. فمن هو المسؤول حقيقة عن إدخال الثورة في هذا المأزق الخطير؟ وبالتالي القادر على إخراجها منه؟
- هل هم قادة فصائل الثورة الذين ارتبطوا بأعدائها عبر المال السياسي القذر وتخلّوا عن فكرة إسقاط النظام بل هادنوه وفاوضوه ويستعدّون للعودة بالثورة وأهلها إلى حضنه؟!
- أم هم شرعيّو هذه الفصائل الذين لم يخرج عملهم عن الإفتاء للقادة وتبرير كل ما قاموا به من أعمال قاتلة؟!
- أم هم المقاتلون الذي سلّموا رقابهم لقادتهم بدون سؤال ولا محاسبة حتى صارت دماؤهم مجرّد أوراق ضغطٍ بأيدي القادة على طاولات المفاوضات؟!
- أم هم الوجهاء والمؤثرون من المدنيين الذين لا يقومون بدورهم في قيادة من وراءهم من الناس وتوجيه أبنائهم المقاتلين ومحاسبة قادة فصائلهم المخطئين؟!
- أم هم عموم الناس في المناطق المحررة الذين خرجوا في المظاهرات بدايةً ثم تشكّلت من أبنائهم الفصائل المجاهدة ثم جلسوا ينظرون إليها وهي تسير مغمضة أعينها خلف القادة والشرعيين؟!
- حقيقة رغم أن القسم الأكبر من المسؤولية يتحمله القادة أصحاب القرار، إلا أن المسؤولية عموماً لمشتركة بين الجميع، كلّ يتحملها بحسب علمه وإمكانياته وقدرته على التأثير، قادةً وشرعيين ومقاتلين ووجهاء وأناساً عاديين. وكلّنا على ثغر من ثغور الإسلام، فليحذر أحدُنا أن يؤتى الإسلام من قبله.
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير - ولاية سوريا
عبدالحميد عبدالحميد
رئيس لنة الاتصالات المركزية لحزب التحرير - ولاية سوريا
- التفاصيل

ومضات: متى تُثمر شجرة الصبر
تتراكم مآسي المسلمين يوماً يتلوه آخر وتعم المشاكل الذكر والأُنثى ليس بينهم فحسب بل شاملة ًكل علاقات المجتمع حتى أصبحت هذه المآسي والمشاكل مخيمة بشكل شبه تام, ونرى عجزاً واضحاً من قبل الجهة التي تدير المجتمع عن حل المشكلات وتحقيق المطلوب, وعندما نسمع لآهات المسلمين والحزن المهيمن عليهم نراهم قد ربطوا مع المآسي والجراح التي صُبت عليهم, كلمة "صبرا" أي نصبر الآن على الداء الذي أصابنا, وإننا لا نُنكر الصبر مطلقاً معاذ الله من ذلك ولا نزيل كحل القرآن ومبشراته من عيوننا وأيات الله نور نُبصر بها طريقنا.
ولكن ماذا يترتب علينا مع الصبر وهل الصبر يكفي للتخلص من مصائب الأمة أم يجب علينا أن نمزج العمل مع الصبر من أجل تحقيق غاية وهذه الغاية هي المُنهية لمشاكل الأمة؟
إن هذه المأسي التي صُبت على المسلمين هي نتاج لهيمنة النظام الغربي الذي قام على أنقاض دولة المسلمين وأطبق عليهم قوانينه الوضعية البشرية وقيدهم بها حتى بدأ الناس يخضعون لها في واقع حياتهم (وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا).
فأما الغاية التي يجب أن تكون فهي التحرر من هذه الهيمنة وإعادة الحكم بما أنزل الله فإنها أحد أهم المحاور التي يجب أن ينقاد الإنسان لها حين يسير في طريق الصبر فتكون كالزهرة التي يُسقيها الإنسان لتنمو وتكبر أي الخلافة فلا غاية بعد هذه الغاية ولا سبيل للتضحية لغير هذه الغاية وأما غيرها من الغايات فهي مجرد تضييع للوقت و تكريس لأنظمة الحكم الوضعية البشرية وتضييع للدماء وإهدارها في غير مكانها الصحيح.
وأما الطريق الذي يجب على الإنسان أن يسير وفقه صابراً فهو طريق النبي على أفضل الصلاة والسلام وأما غيره من طرق مليئة بالضبابية فستصل بك إلى الضلال.
للمكتب الأعلامي لحزب التحرير - ولاية سوريا
أحمد الحسن
- التفاصيل

ومضات: في ذكرى الهجرة
الهجرة لم تكن انتقالاً بالدعوة من مكان إلى مكان آخر أكثر خصوبة وإثمار كما يحلو للبعض أن يقول، بل إن يوم الهجرة هو يوم من أيام الفصل في التاريخ الإسلامي، فهو يفصل بين مرحلتين في الدعوة:
مرحلة الضعف والخوف، ومرحلة القوة والتمكين المتمثل في الدولة الإسلامية.
قال تعالى: (وَاذْكُرُوا إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ مُّسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُم بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ).
إن هذا اليوم قد أدرك قيمتَه ودلالاته ومعانيه عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فجعل تاريخ المسلمين يسطّر ابتداءً من ذلك العام، قال رضي الله عنه: (الهجرة فرّقت بين الحق والباطل فأرّخوا بها).
إن يوم الهجرة في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم يعادله اليوم يومُ الاستخلاف والتمكين القادم لا محالة بإذن الله، فما زال وعد الله قائماً لعباده المؤمنين: (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ۚ يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًاً).
إذ إن يوم الاستخلاف القادم بإذن الله سيفرّق به بين الحق والباطل ويفصل بين مرحلتين:
مرحلة يعيش فيها المسلمون مستضعفين يتخطفهم الناس كما هي حالهم اليوم، ومرحلة يجتمع فيها المسلمون على بيعة إمام للمسلمين يحكمهم بما أنزل الله ويعيد للإسلام سيرته الأولى وعزته ومجده الضائع.
إن دول الغرب، ومعها حكام الدول التي تحكم بلاد المسلمين بغير ما أنزل الله، يعرفون خطورة مثل هذا اليوم عليهم فجندوا ويجندون ضده كل إمكاناتهم، ويحشدون له مختلف أسلحتهم الفكرية والمادية والإعلامية والسياسية والعسكرية... ويحاربون كل من يسعى لمثل هذا اليوم من حملة الدعوة.
إن المسلمين بحاجة اليوم للانتقال من هذا الواقع السيئ، من دار الكفر المفروضة عليهم إلى دار الإسلام باستئناف الحياة الإسلامية ومبايعة خليفة يحكمهم بما أنزل الله، وإقامة الحياة الإسلامية، وجعل كلمة الله هي العليا.
نسأل الله عز وجل أن يكون هذا العام هو آخر عهدنا بالحكم الجبري، وأن يكون العام القادم هو أول عهدنا بدولة الخلافة على منهاج النبوة، وعندها سيعيش المسلمون في واقع هذا ايوم، لا في ذكراه...
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير - ولاية سوريا
عمار منير
