press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

wamadat171117

ومضات: أفكار سلبية تُكبّل الأمة وتُعيق نهضتها

 

صحيح أن حملات الغزو الغربي التبشيري والفكري والثقافي للأمة الإسلامية آتت أكلها بهدم الخلافة الإسلامية، ولكن هذا الغزو ما كان لينجح لولا أنه وجد أرضا ينبت فيها، وعمل بجد على تعزيز هذه الأفكار أو زرع أفكار سلبية جديدة. ولعل أخطر الأفكار الهدامة التي وجدت في الأمة الإسلامية، والتي ساعدت المبشرين في عملهم هي الأفكار المتعلقة أساسا بفكرة ضرورة التغيير وبمعنى آخر الأفكار التي تدفع إلى التخلي عن الأحكام الشرعية المتعلقة بوجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، التي أوجبها الله على المسلمين أفرادا وجماعات لأهميتها في المحافظة على صفاء الفكرة الإسلامية ونقائها وعلى سلامة تطبيقها أو تجسيدها في واقع الحياة.

فقد ظهرت في الأمة الإسلامية أفكار سلبية تصرف الأمة وأفرادها عن القيام بواجبهم تجاه ما تواجهه أمتهم وما يتعرض له دينهم من غزوات فكرية ومحاولات تشويه.

و كان من أهم نتائج تمكن هذه الأفكار السلبية الهدّامة في الأمة:

• أنها أفقدت الأمة مناعتها ضد الأفكار الدخيلة التي كانت فيروسات قاتلة أصبحت تفتك بالأمة من داخلها.

• جعلت بحث الفرد عن عيشه وسلامته الشخصية هي القضية الأساسية في حياته في الوقت الذي يجب أن تكون العقيدة الإسلامية والعيش في ظل دولتها التي تطبق أحكامها هي القضية المصيرية للإنسان المسلم قال تعالى (قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لَا شَرِيكَ لَهُ ۖ وَبِذَٰلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ) ( الأنعام 163).

• زرعت في نفوس المسلمين الرضا بالواقع والخنوع له وقتلت في نفوس المسلمين فكرة العمل من أجل التغيير، فلم تعد الأمة تمتلك إرادة التغيير، بل أخذت تحارب كل فكر أو عمل يهدف الى تغيير واقعها وترى فيه خطرا عليها.

• إن إدراك الواقع الفاسد هو الذي يدفع للتفكير بتغييره والبحث عن الطريقة الصحيحة لهذا التغيير وعندها تدب الحيوية في الأمة وينتشر التفكير بالأساليب المناسبة للعمل من أجل التغيير.

ولخطورة هذا الأمر (التفكير بالواقع وكيفية تغييره) فقد عمل الغرب الكافر على ترميز شخصيات فكرية وشرعية للقضاء على أي فكر يهدف إلى تغيير المجتمع وتشويه أي عمل صحيح للنهوض بالأمة ولتغيير واقعها فكانت هذه الشخصيات الدينية والفكرية بمثابة الكهنة التي تعمل للمحافظة والترويج والدعاية لكل فكرة سلبية زرعها الغرب الكافر في جسد أمتنا لتفتك بها من الداخل كي تبقيها عاجزة مكبلة عن الانعتاق من سيطرته.

• ولعل أهم الأفكار السلبية التي ساهمت في تعطيل طاقات الأمة الإسلامية، وأسهمت في إماتة روح التغيير فيها بصورة مجملة هي: (اعتزال الناس وإيثار الوحدة – القدرية الغيبية - الزهد بالمفهوم الخاطئ - ذم طلب الإمارة أو القضاء - خوف الفتنة – إقفال باب الاجتهاد - الواقعية والرضى بالواقع ....).

• ويضاف إليها في الوقت الحالي (استحالة التغيير دون رضا المجتمع الدولي – وأننا لسنا جيل التغيير بل جيل التضحية - وأن التغيير يحتاج لأجيال ولا يمكن لجيل واحد أن يحققه – والتدرج في تطبيق الأحكام – وأنه ليس في الإسلام أحكام تنظم أمور الحكم). وأفكار كثيرة غير ما ذكرنا تعتبر من العوائق الفكرية التي يعتبر وجودها في الأمة شلّ لإرادتها وتقييد لتحركها أو حرف لهذا التحرك إن حصل عن خطه المستقيم.

وكل فكرة من هذه الأفكار تحتاج إلى بحث مفصّل سنعرضه عليكم من خلال سلسلة قادمة إن شاء الله.

وكما أن الأمة تجاوزت بوعيها وحركتها كهنة الأفكار السلبية الهدّامة وأسيادهم وأسقطتهم وأثبتت أقدامها على طريق نهضتها وعزها محطمة القيود التي كانت تكبلها، ستسقط علماء السلاطين وعبيد الفكر الواقعي والمصلحة العقلية الجدد وستواصل صحوتها وسيرها حتى تحقق أهدافها في تغيير واقعها لما أوجبه عليها ربها عز وجل وهو ناصرها ومعينه.

قال تعالى:
(وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا) (الطلاق 2-3).

كتبه للمكتب الإعلامي لحزب التحرير- ولاية سوريا
أ‌. معاوية عبد الوهاب

wamadat091117

ومضات: أهالي الغوطة بين سندان الخذلان ومطرقة الطغاة

 

لم يكتف طغاة العصر باستخدام كل أنواع أسلحة القتل والإجرام لتركيع أهل الغوطة الثائرين، بل زادوا على ذلك باستخدام السلاح الكيماوي وسلاح التجويع. ومنذ سنوات وحتى اليوم يعاني أهلنا في الغوطة من حصار خانق تنعدم فيه أهم مقومات الحياة اليومية، وترتفع أسعار السلع الأساسية بشكل خيالي، لتتجاوز كل توقعات الناس البسطاء الذين أنهكهم الحصار والقصف طوال أعوام، وتعلوا نداءات الاستغاثة من آباء وأمهات يرون أبناءهم يتضورون من الجوع وليس عندهم ما يسدون به رمقهم.

ولحل هذه الكارثة الإنسانية علينا في البداية فهم تركيبتها وكيف وصلنا إلى هنا، ولهذه المعادلة طرفان:

الطرف الأول: هم طغاة العصر بشار وعصابته الذين طغوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد، فقام أهل الشام في ثورة يهدفون فيها لإسقاط هذا النظام المجرم ، فردت هذه العصابة باستخدام كل أنواع الأسلحة لقمعه مما دفع الأهالي للتسلح ومن ثم تهديد النظام في عقر داره، الأمر الذي جعل القوى الإقليمية والدولية تهرع لإنقاذه وعلى رأسها إيران المجرمة وميليشياتها الطائفية العفنة، ومن ثم روسيا السفاحة بطائراتها ومرتزقتها، وهم جميعاً ومن خلفهم رأس الكفر أمريكا، يدفعهم حقدهم على الإسلام والمسلمين وخوفهم من أن يستعيد عزه ويبني دولته التي ستقضي على تسلطهم وظلمهم. لذلك اجتمعوا لمحاولة القضاء على ثورة الشام ولو أدى ذلك لقتل مئات الآلاف كما يحص الآن، حتى لو كان ذلك القتل حصارا وجوعا كما في الغوطة وغيرها من المناطق المحاصرة، فلا يرجى منهم رحمة ولا شفقة بالمدنيين وأطفالهم.

الطرف الثاني: هم أهل الغوطة الذين ثاروا على النظام مع باقي إخوانهم في سورية، وحملوا السلاح دفاعاً عن أعراضهم، فشكلوا مجموعات صغيرة أنهكت النظام وكادت تقضي عليه وتسقطه، رغم عدم التنسيق وضعف الإمكانات، فتداعت الدول العظمى والإقليمية بحجة مساندة الثورة لتشكل غرف استخباراتية بذريعة دعم الثورة، حيث يقدم المال السياسي القذر لأشخاص ومجموعات بعينها لتضخيمها على حساب الآخرين بهدف التحكم بالثورة، واستغلوا بذلك قلة ذات اليد للثوار و جهلهم بمكر شياطين الإنس، فاستطاعوا تدريجياً التحكم بالفصائل الكبرى حيث تحولت هذه الفصائل الى حراس لجبهات النظام، وأشغلوا المجاهدين بمعارك جانبية، و قضوا على الفصائل الصغيرة التي تخرج عن إرادتهم بذرائع مختلفة تدريجياً، وانصرفوا بدل العمل ضد النظام الى تعزيز سيطرتهم على المناطق المحررة وفرض نفوذهم عليها، ومن ثم قسموا الغوطة الصغيرة المحاصرة إلى دويلتين متحاربتين، يخاف كل طرف منهما الآخر أكثر من خوفه من النظام، وأنشئت الأجهزة الأمنية والسجون، وبتوجيه من الداعمين، وضعت الخطوط الحمراء التي لا تهدف إلا للمحافظة على نظام الإجرام استجابة لسيف الداعمين القذر المسلط على رقابهم: وهذه الخوط الحمراء هي (لا لفتح معركة لتحرير دمشق، ولا لقطع الطرق الرئيسية، ولا لاقتحام سجن عدرا....) وغيرها من الأوامر الكارثية.


ما قلناه عن الغوطة آنفاً ينطبق على كامل مناطق سورية، وبنظرة عامة هناك تنسيق و تناغم بين النظام وأسياده من طرف ، والدول الداعمة من طرف آخر، هدف هذا التناغم إحباط الثورة السورية وإطالة أمدها حتى يتسنى للنظام القضاء عليها، وهو ما يقضي على الأمل في التغيير في باقي البلاد الإسلامية، التي كانت ستبدأ بثورات مشابهة لو تم الأمر في سورية، والمؤلف والمخرج لهذا السيناريو في سورية هو أمريكا التي تتحكم بجميع الأطراف.

يا أهلنا في الغوطة مقاتلين ومدنيين: نعلم ما تعانونه من آلام وأحمال تهد الجبال، لكن وللأسف الشديد لن يوقف النظام وأسياده القتل والتجويع، ولن تتحرك الدول الداعمة لفك الحصار، وسيكتفي المجتمع الدولي بالاستنكار وسيكتفون بعدّ الشهداء الذين سيتحولون في نشرات الأخبار الى دون مجرد أرقام لن تحرك ذرة من إنسانيتهم المشوهة في نفوسهم، أما الشعوب فهي معكم لكنها مقهورة مظلومة، ومالكم إلا الالتجاء إلى االله عز وجل والتوكل عليه والإخلاص له، ومن ثم الاعتماد على أنفسكم وعلى المخلصين من إخوانكم.

البداية تكون من إسقاط الدمى التي تسمى بقادة الفصائل، فهم أدوات عند الداعمين، يستغلون بطولات المجاهدين لتحقيق زعامات محلية مقيتة، ولم ولن يتحركوا بشكل جاد لفك الحصار وإسقاط النظام، فالواجب محاسبتهم والأخذ على أيديهم وتغييرهم في البداية، ومن ثم توحد مجاهدي الغوطة تحت قيادة مخلصة لله بعيدة كل البعد عن التعامل مع الأنظمة العميلة، وبقوتكم بإذن الله وبتنسيقكم مع إخوانكم المخلصين نكون قادرين ليس على فك الحصار فقط، بل وقادرين على تهديد النظام بشكل جدي والعمل على إسقاطه بعون الله . فنظام الإجرام متهاوٍ وجبهاته ضعيفة وسيكتب لنا النصر عليه واسقاطه بعون الله خاصة إذا فتحت جميع الجبهات بمعارك حاسمة وليست جانبية، حتى لو كانت أمريكا وروسيا وإيران له ظهيرا.

قال تعالى: (إِن يَنصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ ۖ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ ۗ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) (أل عمران 160).

 

كتبه للمكتب الإعلامي لحزب التحرير - ولاية سوريا
مصعب الرشيد الحراكي

wamadat291017

ومضات: حقيقةٌ من التاريخ المعاصر..


- الحقيقة غاليةٌ غالية.. حتى إنه لَيجب القبضُ عليها بيدٍ من حديد.. ومن أهمّ وأخطر الحقائق حقائقُ التاريخ..

- لقد بحثت عن خبر طازج مميز لأضع تعليقاً عليه اليوم فلم أجد. ولأن فكري مشغول بخطورة دور التدخل العسكري التركي على الثورة في الشمال الغربي المحرر، فقد عادت بي الذكرى خمسة عشر عاماً، حينما استلم حزب العدالة والتنمية الحكم في تركيا بزعامة رجب طيب أردوغان، ووجد دولته قد بعثت قبل عامٍ واحدٍ فقط بجنودها إلى أفغانستان، للمشاركة في العمليات العسكرية الجارية وقتها ضد المسلمين هناك، واحتلال البلد وسرقة ثرواته، تحت راية الولايات المتحدة الأمريكية.. فما كان من أردوغان إلا أن قرر التمسك بالتزامات بلاده تجاه حلفائها في حلف شمال الأطلسي، واستمرار عمل القوات العسكرية التركية المُعِينة لأمريكا على احتلال أفغانستان وإذلال أهله، على الرغم من انتقاداته العلنية لتلك العمليات! حتى إن تركيا، بقيادة الحزب (الإسلامي) حزب العدالة والتنمية، والزعيم (الإسلامي) رجب طيب أردوغان، قد تولّت بنفسها بعد ذلك قيادة قوات الاحتلال الغربي لأفغانستان، المسماة (إيساف)، وذلك لمرتين!!!

- هذا ما عادت بي الذكرى إليه، بعد أن بحثت عن خبر طازج مميز لأعلق عليه ولم أجد، وهو ما أضعه الآن بين يدي أبناء أمتي في الشام، علّه يوقظ نائماً، أو يحذّر غافلاً، أو يذكّر ناسياً بواحدةٍ من أهمّ حقائق التاريخ المعاصر، ألا وهي أن النظام التركي الحالي ليس إلا عضواً في حلف الناتو بقيادة أمريكا، وما عمله في سوريا سوى تنفيذ أوامر الأمريكان، بالسعي الحثيث للقضاء على الثورة، وإعادة أقدام الثائرين إلى الأغلال.

 

للمكتب الإعلامي لحزب التحرير - ولاية سوريا
أ. عبدالحميد عبدالحميد
رئيس لجنة الاتصالات المركزية لحزب التحرير - ولاية سوريا

wamadat071117

ومضات: طريق خلاصنا التزامنا بشرع الله وزادنا ثقة بوعده

 

• يزعم بعضهم أنّ عملية توحد الفصائل على مشروع ينبثق من عقيدتنا ويحدده شرع ربنا (مشروع الخلافة على منهاج النبوة) تحت قيادة سياسية واعية تضمن إسقاط النظام وإقامة شرع الإسلام أمر مستحيل التطبيق وهو أمر سيجعل دول الكفر وأعوانها تتخطفنا وتقضي علينا.

هذا القول ليس جديدا على من لا يدرك حقيقة الصراع بين الحق والباطل ولا يدرك سنة الله في إعزاز دينه ونصرة حملة دعوته وهو ربما كان قول من يحمل في قلبه مرض ويريد أن يصدّ عن نصرة دين الله. وقد أخبرنا الله عز وجل عن أمثال هؤلاء الذين جادلوا رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم، قال تعالى:
(وَقَالُوا إِن نَّتَّبِعِ الْهُدَىٰ مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا ۚأَوَلَمْ نُمَكِّن لَّهُمْ حَرَمًا آمِنًا يُجْبَىٰ إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِّزْقًا مِّن لَّدُنَّا وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ) (القصص57).

• ألم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو وثلة من صحابته مستضعفين تسومهم قريش أشد أنواع العذاب تحاصرهم في الشعاب ويهاجرون إلى الحبشة ويبحثون عن نصير فلا يجدون. وقال عنهم من أراد محاكمة الأمور بعقله كما يفعل بعضهم اليوم بعيداً عما أمرنا الله به وأوجب علينا التمسك به حتى يظهر دين الله أو نهلك دونه.

يقول الله عز وجل: (إِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ غَرَّ هَٰؤُلَاءِ دِينُهُمْ ۗ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) (الأنفال 49).
ما أعظمه من جواب من رب العزة جل في علاه: (وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ).

وقد منّ الله على رسوله ومن آمن معه بعد التمحيص والصبر والتضحيات فأقاموا دولة الإسلام الأولى في المدينة المنورة، وفتح من بعده الخلفاء البلاد ونشروا فيها عدل الإسلام.
وهكذا حالنا إذا نصرنا ربنا وتقيّدنا بنهجه وعملنا وفق طريقة رسولنا صلى الله عليه وسلم مخلصين لله وحده.

• بعد مجازر الثمانينات في سوريا التي ارتكبها سفاح حماة الأب وقصص الموت والقمع في أقبية مخابراته وسجونه كسجن تدمر وصيدنايا التي كان يرددها كل أبٍ على مسامع أبنائه ليحذرهم مثل هذا المصير. من كان يتوقع أن يشعل أطفال حوران بكتاباتهم على الجدران ثورة لا تزال دول الكفر مجتمعة تكيد لها وتحاول القضاء عليها بكل أساليب البطش والقتل والتنكيل ما يقرب من سبع سنوات ولكنهم لم يتمكنوا ولن يتمكنوا بعون الله من القضاء على هذه الثورة المباركة.

• ثلة من الشباب تجتمع في المساجد ثم تخرج لترتفع أصواتها بالتكبير واسقاط النظام لتحطم قيود الخوف التي كبلتنا سنين طوال.

• تزداد جموع الثائرين وترتقي شعاراتهم وتتبلور أهدافهم وتتحرر مناطق كثيرة من سورية ولولا اجتماع ملة الكفر علينا ومساندتها لنظام السفاح الابن ، ولولا انحراف بعضنا عن ثوابتنا وأهدافنا التي ترضي ربنا لسقط نظام الإجرام.

• ورغم ما يراه البعض من ابتعاد عن النصر والتمكين ولكننا نراه أقرب من لمح البصر إذا حققنا شروطه.

• فكلما اشتد ليل المحنة اقتربت المنحة، وكلما وصلنا مرحلة الاستيئاس ونحن صابرون محتسبون متمسكون بشرع ربنا وهدي نبينا اقترب وعد الله بالنصر والتمكين.
قال تعالى:
( حَتَّىٰ إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَاءُ ۖ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ ) (يوسف 110).

 

كتبه للمكتب الإعلامي لحزب التحرير - ولاية سوريا
أحمد ادلبي

wamadat201017

ومضات: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر معين للمصلح ومقوم للمخطئين

 

يُدرك جميع المسلمين وُجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لما له من بالغ الأثر في ردّ الظلم وتصويب الخطأ وإقامة الشرع، وقد أخرج الإمام أحمد في مسنده ما يلي:
قَامَ أَبُو بَكْرٍ ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّكُمْ تَقْرَؤُونَ هَذِهِ الْآيَةَ: (يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ) "سورة المائدة آية 105"، وَإِنَّا سَمِعْنَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: (إِنَّ النَّاسَ إِذَا رَأَوْا الْمُنْكَرَ فَلَمْ يُغِّيِروه، أَوْشَكَ أَنْ يَعُمَّهُمُ اللَّهُ بِعِقَابِهِ).

فكان صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم آمرين بالمعروف ناهين عن المنكر وقّافين على الحق، رغم أنّ من حكَمَهم بعد خير البشر صلى الله عليه وسلم هم الخلفاء الراشدين الهاديين المهديين، وقد قال الصديق رضي الله عنه في خطبة البيعة: (إن أحسنت فأعينوني وإن أسأت فقوّموني). ومثال ذلك قصة خطبة سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه في أمر تحديد المهور، وكيف وقفت له امرأة فأمرته بالمعروف ونهته عن المنكر فاستجاب لها، على الرغم من أنّه اجتهد لتحقيق ما يراه مصلحة للمسلمين وهو أميرهم، إلا أنّ وقوف المرأة متسلحة بالدليل الشرعي جعله يتراجع ويعترف بالخطأ، وغيرها الكثير من الآثار التي تُظهر وقوف الصحابة رضوان الله عليهم سرّاً وعلناً لمنع أيّ خطأ قد يرتكبه الخليفة صغر أم كبر، وليس ذلك عن سوء ظن أو كراهية، بل لأنّهم يعلمون أنه بشر يُخطئ ويصيب، وأنّ الأمر ليس شخصي بل هو مسألة تهم المسلمين عامة، رغم ما يشهدون من صلاح الخلفاء الراشدين وهم المُبشرون بالجنة، ووزراء رسول الله وأهل بيته.

فإذا قارنّا ما سبق بحالنا في هذا الزمان المُنحط فكرياً، نجدُ عِظم كميّة التعصّب الأعمى المُنتشرة بين المسلمين، فكلّ من يؤيد حاكماً ما أو تياراً فكرياً أو فصيلاً مسلحاً (كما هو الحال في سوريا وفلسطين)، يراه على حق، وصاحب المنهج السليم، نجده يجتهد في مدحه ومهاجمة كل من يُعارضه، ويصفُ كلّ خطوة يخطوها بالحكمة ونصرة الإسلام، فإذا انتقل هذا الحاكم أو التيار أو الفصيل من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، وخالف مبادئه وتصريحاته السابقة، والتقى بألدّ أعدائه، نجدُ مُؤيديهم يُبرّرون ذلك ويصفونه بالحنكة السياسية والدراية بخفايا الأمور، فالإسلام والحق عندهم هو ما يفعله هذا الحاكم أو ذاك الفصيل، ولا يكلف المؤيد نفسه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، كما كان الصحابة رضوان الله عليهم يفعلون مع الخلفاء الراشدين، وحتى لو قوبل بالنص الشرعي القطعي الذي يعتبر ذاك العمل حراماً، فإن المُبرّر الدائم هو تحقيق المصالح ودرء المفاسد، فأيّ مصلحة تُرجى من مخالفة كلام الله ورسوله، وأيّ مفسدة أعظم من تعطيل الإسلام.

إنّ التزام المسلمين في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، يُعيد الحاكم والتيار والفصيل إلى جادة الصواب إن كانوا وقّافين على الحق، ويفضحهم ويسقطهم إن أصرّوا على غيّهم وضلالهم، فلا صلاح للمسلمين إلا به مهما كانت عاقبته والفاتورة المدفوعة لتحقيقه قال تعالى: (وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) "سورة آل عمران آية 104".

 

للمكتب الإعلامي لحزب التحرير - ولاية سوريا
مصعب الرشيد الحراكي