- التفاصيل
ومضات: مؤشرات تقدم الإسلام وتحطم الأصنام
نشهد هذه الأيام أحداثاً متسارعة تظهر فيها تباشير فجر الإسلام، وتتحطم فيها العقبات التي كانت تحول دون عودة الأمة إلى ماضيها التليد والمشرق، ولا تحتاج هذه العقبات إلا لضربة مخلصة تلقي بها في مزابل التاريخ إلى غير عودة يإذن الله، والمؤشرات على ذلك كثيرة نذكر منها:
١- سقوط الحكام العملاء وانكشافهم أمام الناس وظهور خيانتهم للعلن.
٢- سقوط مشايخ السلاطين والمطبلين لهم، وسقوط الأفكار المخدرة التي كانوا يروجونها، والتي يحاولون بها صرف الأمة عن أفكار الإسلام الصحيحة.
٣- سقوط الجماعات التي كانت تكتفي برفع الشعارات وتتاجر بها دون أن يكون لها مشروع واضح على الأرض وإذا كان لها عمل ما، فهو لاحتواء جهود المندفعين وتفريغ حماسهم في أعمال جانبية وثانوية. ومن هذه الحركات من استغل رفع شعارات إسلامية، ومنها من تاجر بقضية فلسطين، والشعارات القومية.
4 – افتضاح عمالة الحكام والرويبضات عامة وتبعيتهم لأمريكا والغرب الذي كان يدعم كل هؤلاء سياسياً ويروج لهم إعلامياً، مما جعل الدول الكافرة تقف عاجزة عن تثبيت عملائها في بلاد المسلمين إلا عن طريق استخدام القوة المفرطة التي ستنعكس عليهم سلباً بإذن الله.
٥- تفكك الغرب من الداخل ووقوفه عاجزاً أمام المشاكل الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي تنخر المجتمع الغربي المتهاوي، مما جعل الشعوب الغربية تفقد ثقتها بعقيدة الغرب الرأسمالية الفاسدة وبقيمه العفنة، ليغدو الإسلام والحضارة الإسلامية هو البديل المطروح.
ونلاحظ وقوف الغرب عاجزا أمام الصحوة التي ظهرت بين المسلمين اليوم. وقد غدا الإسلام هو البديل الحضاري الوحيد الذي يخوض الصراع مع الحضارة الغربية، وربما كان البديل لها حتى بين أبناء الغرب أنفسهم وهذا يفسر إدراك الغرب لخطر الصحوة الإسلامية ومحاولة القضاء عليها من جهة، والعمل على نشر الخوف من الإسلام ووصمه بـ "الإرهاب" كي ينفر المجتمعات الغربية منه من جهة ثانية.
٦- تمسك الأمة بعقيدتها حتى أصبحت الأمة كالتيار الجارف الذي يزلزل أركان الكافرين وسيقضي على مؤامراتهم ويرد كيدهم إلى نحورهم، ويشف صدور قوم مؤمنين بعودته إلى واقع الحياة من جديد متمثلا بالخلافة الراشدة على منهاج النبوة.
إننا نشهد أياما فاصلة، تتحطم فيها الحضارة التي جلبت للناس التعاسة والشقاء. وسنشهد بإذن الله ظهور حضارة الإسلام من جديد، وعندها سيتغير وجه التاريخ وينتنشر الخير والعدل والأمان في العالم أجمع، بعد أن ساده الظلم والفساد والشر.
فكونوا أيها المسلمون - بشبابكم وفعالياتكم وأهل قوتكم - ممن يضع اللبنات الأولى في صرح هذه البناء العظيم.
قال تعالى:
(لَا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ ۚ أُولَٰئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا ۚوَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَىٰ ۚ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ) ( الحديد 10).
كتبه للمكتب الإعلامي لحزب التحرير - ولاية سوريا
عبد اللطيف الحريري -أبو جرير -
- التفاصيل
ومضات: قيادة سياسية وعسكرية موحدة... لكن على أي مشروع؟!
لا أحد من أهل الشام ضد القيادة السياسية والعسكرية الموحدة بل هذا هو مطلبنا منذ أن بدأنا ثورتنا المباركة ضد النظام المجرم، ولكن قيادة سياسية وعسكرية موحدة لماذا؟ وما هي أهدافها؟؟!
هل لتصل بنا إلى أن نضع أيدينا بيد من قتلنا وسفك دماءنا وهتك أعراضنا ويتّم أطفالنا ورمّل نساءنا، تحت مسمى حل سياسي (أمريكي)، يحافظ على النظام العلماني المجرم، مع بعض التجميل بشخصيات من المعارضة، ويوقّع في النهاية على إنهاء الثورة والقضاء على أمل الناس بالخلاص من المجرمين ونظامهم العفن؟!
أم قيادة سياسية وعسكرية تقودنا إلى مرضاة ربنا، وتحقيق خلاصنا وعزنا، وذلك بالعمل على إسقاط النظام بكافة أركانه ورموزه، وبقطع علاقاتها مع كل الدول الاستعمارية والدول الداعمة ورفض مالها السياسي القذر الذي شل إرادتنا ورهن قرارنا، وبالعمل على إقامة حكم الإسلام على منهاج النبوة، فتعيد لنا مجدا قد أضعناه منذ عشرات السنين عندما تخلينا عن تحكيم شرع ربنا، وهدمنا دولتنا بأيدينا، واتبعنا سنن من كان قبلنا؟
إن تبني مشروع الإسلام من قبل القيادات السياسية والعسكرية ليس منقصة ليختفي من مؤتمراتكم أو لتعبروا عنه مواربة وعلى استحياء، بل هو واجب أوجبه الله علينا، وهو طريق الخلاص الوحيد للتيه والضياع الذي يعاني منه كثيرون منا وهو الهدى الذين إن اتبعنا وسرنا به على بصيرة أرضينا ربنا وحققنا عزنا.
وكلنا يتذكر قول الفاروق عمر - رضي الله عنه - وهو يصف الدواء الذي لا دواء غيره لما عانيناه في سنوات التيه والضياع والسير على غير هدى:
(إنا كنا أذلّ قوم فأعزنا الله بالإسلام فمهما نطلب العز بغير ما أعزنا الله به أذلنا الله).
كتبه للمكتب الإعلامي لحزب التحرير – ولاية سوريا
شادي العبود
- التفاصيل
ومضات: خلاصنا اعتصامٌ بحبل الله، واتباعٌ لمنهجه، ونصرةٌ لحملة دعوته
منذ انطلاقة ثورة الشام وحناجر أهلها تصدح بما يعبر عن مكنونات صدورهم من إرادة التغيير على أساس الإسلام رغم بساطة شعاراتهم وعدم بلورتها بمشروع تفصيلي من الإسلام.
لكنهم وبعد أن تقدمت بهم المراحل وبدأت نبتة الوعي عندهم تنمو، أصبحت الغاية عندهم هي الحكم بالإسلام، نعم الإسلام الذي بدأوا يتطلعون للعيش في ظل عدله وفي كنفه نظام حياة يسعدون في حِماه.
لكن هذه الثورة العظيمة رغم التضحيات الجسام التي قدمتها ورغم الشعارات التي رفعتها لم تتبن بعدُ مشروعها الذي ينبثق من عقيدتها، ويحقق لها عزها ونصرها إذا تبنته وناصرت إخوانها الذين يقدمونه لها ويحملون دعوته، واتخذتهم قيادة سياسية تقودهم بعون الله الى تحقيق ثوابت ثورتهم المباركة.
ولأهمية ذلك لثورة الشام نرى كيف أن أعداءنا لإدراكهم خطورة أن تتبنى ثورة الشام مشروع الإسلام العظيم الذي سيقضى على مشروع الغرب الكافر ومصالحه بدأوا يعرضون علينا نماذج مشوهة ومشاريع قاصرة يحاولون أن يخدعوا الأمة بها، ويصرفوها عن مكمن عزها ونصرها، ويسوّقون مشرعهم العلماني وإن اختلفت تسمياته ويقدمونه على أنه المشروع الوحيد الذي يجب أن تتبناه ثورة الشام.
وقد صنّعوا قيادات سياسية تتبنى مشروعهم العلماني وقدموها على أنها ممثلة للثورة ولكن هذه القيادات في حقيقة الأمر ما هي إلا أدوات بيد الدول الكبرى لتنفيذ مخططها بالقضاء على ثورة الشام والمخلصين من أبنائها واستمرار التمكين للمشروع العلماني الكافر ليبقى النظام كما هو مع تغيير بعض الوجوه والمظاهر الشكلية. وما محاولة صياغة دستور علماني جديد برعاية دول الكفر وأوامرها، وتقديمه على أنه مطلب الشعب السوري الذي توافق عليه ممثلوهم، إلا خطوة في هذا المسار. ولن نغفل عن أن من أهداف إبراز بعض الجهات أو الشخصيات على أنها ممثلة للثورة وقائدة لها هو صرف الثائرين عن اتخاذ القيادة السياسية التي تتبنى المشرع الذي ينبثق من عقيدتنا ويرضي ربنا، بالإضافة الى محاولة صرفهم عن المشروع الذي تقدمه لهم.
إن أبناء ثورتنا المباركة وأهلنا في أرض الشام الذين قدموا مئات ألاف الشهداء وملايين المهجرين حري بهم أن يحققوا عزهم ونصرهم وخلاصهم بالوعي على مكائد الكافرين ومكرهم، وقطع كل علاقة معهم ورفض كل ما يأتي منهم من مشاريع وقيادات مصنعة. وحري بهم أن يتخذوا قيادة واعية تمتلك مشروعا مفصلا من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم تسير بها نحو ما يرضي ربنا ويحقق أهدافنا بإسقاط نظام الإجرام وإقامة حكم الإسلام في ظل خلافة راشدة على منهاج النبوة، كما بشر بها رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم، تزهر بها الدنيا وتمحى المظالم، ويعود ما أنفق الكافرون من أموال للقضاء على ثورة الشام حسرة عليهم ويحيق بهم مكرهم السيئ.
( ... وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ(4) بِنَصْرِ اللَّهِ ۚيَنصُرُ مَن يَشَاءُ ۖوَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ ) ( الروم 5 ).
كتبه للمكتب الإعلامي لحزب التحرير - ولاية سوريا
عمر الشامي
- التفاصيل
ومضات: مؤتمرات ومشاريع في الجنوب السوري يسودها الغموض والريبة
(أفَمَن يَمْشِي مُكِبًّا عَلَىٰ وَجْهِهِ أَهْدَىٰ أَمَّن يَمْشِي سَوِيًّا عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ) (الملك 22).
في ظل المؤتمرات والمشاريع التي تطرح في الجنوب السوري والتي ترفع شعارات التوحد ونبذ التفرق واتخاذ قيادات سياسية وعسكرية موحدة، وبعد ما يقرب من سبع سنوات عجاف مرت بها ثورتنا المباركة التي انطلقت شرارتها الأولى من أرض حوران الأبية، حيث تتكرر دائما نفس التجربة ونفس الشعارات، ولكننا لم نرَ في الغالب إلا تجمعات مصلحية مؤقتة تفتقر الى وضوح الهدف وغياب المشروع والتفكير على أساس فصائلي ومناطقي.
لذلك يحق لنا أن نتساءل ونحن نرى حراكا جديداً:
• بماذا تختلف هذه المحاولة الجديدة عما سبقها من محاولات وتجارب فاشلة؟
• ولماذا لم تطرح هذه المبادرة أهدافا واضحة وثوابت محددة يفترض أن تكون هي نفس الثوابت التي رفعها الثائرون الصادقون على أرض الشام وهي إسقاط نظام الإجرام العميل بكل أركانه ورموزه، وقطع العلاقات مع الدول المتآمرة على ثورة الشام ورفض مالها السياسي القذر، وإقامة حكم الإسلام؟
• ما هو موقف أصحاب المبادرة من الحكومة المؤقتة والائتلاف المعارض المصنعين خارجيا وما هو موقفها من مؤتمرات الخيانة التي تهدف لإعادة الشرعية لنظام القتل والإجرام من جديد؟
• ولماذا تفتفر كل المبادرات والمحاولات بما فيها المبادرات الأخيرة إلى المشروع الواضح المحدد، مما يجعلها تفتقد الرؤيا الواضحة والطريقة المستقيمة ويجعلها عرضة للمساومات ومحاولات حرف البوصلة عن وجهتها الحقيقة وقد نرى أنفسنا تحت قيادة سياسية وعسكرية موحدة تصادر قرار الثورة باعتبارها ممثلة له وتقودنا إلى المفاوضات لفرض الحل السياسي الذي سيحقق للنظام ومن سانده ما عجز عن تحقيقه عسكريا بفضل الله عز وجل وثبات المخلصين من أبنائنا وأهلنا؟؟
إن ما مرت به ثورة الشام من محن ومآسي طوال هذه السنوات والحالة التي وصلت إليها تدفعنا جميعا لإدراك حقيقة الصراع وكيف تخوضه الدول المتآمرة والمشاركة في محاولة القضاء على ثورة الشام والمخلصين من أبنائه؛ إنه صراع بين المشروع العلماني الذي يريد الغرب فرضه علينا عبر إعادة انتاج نظام القمع من جديد، وبين المشروع الذي يرضي ربنا عز وجل، وهو سر قوتنا وسر نهضتنا وعزنا.
لذلك وجب علينا، ونحن نؤمن أن النصر بيد الله وحده، أن نخوض معركتنا وصراعنا في أرض الشام على أنه صراع بين مشروعين لا ثالث لهما، أحدهما يحقق خلاصنا وعزنا وتحررنا، والآخر يبقينا عبيدا أذلاء خانعين، وكيف نرضى بالذل من جديد ونحن الذين هتفنا من أعماقنا (الموت ولا المذلة)!!
إن كل اعتصام لا يكون بحبل الله لن ينقذنا من ذلنا ومعاناتنا، وكل توحد لا يكون على كلمة سواء ترضي ربنا ومشروع ينبثق من عقيدتنا نعمل لتحقيقه على بصيرة سيبقينا نعيش سنوات التيه الذي يراد لنا ان نضيع فيه
إن من بريد أن يتصدر لقيادة الناس أن يقودهم بمشروعه الواضح وأفكاره الشرعية، لا أن يقودهم بالخداع والغموض والتبعية للآخرين. فالأمة ليست حقل تجارب نجرب فيها ما جربناه وفشلنا فيه مئات المرات، بل هي أمة عزيزة بدينها، قوية بإيمانها واعية على كل من يتآمر عليها تسطيع أن تميز بفطرتها السليمة ووعيها المتزايد من يريد خيرها ومن يحاول خداعها، فتسقط كل متآمر مخادع وترفع كل صادق مخلص يبتغي الخير لها .ولم تعد تنقاد إلا لصاحب مشروع واضح المعالم والرؤى والأهداف.
لذلك كان لزاما على من يتصدى لقيادة الأمة ويحاول إنقاذها أن يكون واضح الأهداف صادق المواقف يقدم للأمة مشروعه الواضح النقي، يطرحه عليها بكل قوة حتى تحمله معه وتتوحد عليه وتأمن به أن تزِل أو أن تضِل لتصل بإذن الله إلى تحقيق أهدافها وثوابتها.
كتبه للمكتب الإعلامي لحزب التحرير - ولاية سوريا
شادي العبود
- التفاصيل
ومضات: أفكار سلبية تُكبّل الأمة وتُعيق نهضتها
صحيح أن حملات الغزو الغربي التبشيري والفكري والثقافي للأمة الإسلامية آتت أكلها بهدم الخلافة الإسلامية، ولكن هذا الغزو ما كان لينجح لولا أنه وجد أرضا ينبت فيها، وعمل بجد على تعزيز هذه الأفكار أو زرع أفكار سلبية جديدة. ولعل أخطر الأفكار الهدامة التي وجدت في الأمة الإسلامية، والتي ساعدت المبشرين في عملهم هي الأفكار المتعلقة أساسا بفكرة ضرورة التغيير وبمعنى آخر الأفكار التي تدفع إلى التخلي عن الأحكام الشرعية المتعلقة بوجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، التي أوجبها الله على المسلمين أفرادا وجماعات لأهميتها في المحافظة على صفاء الفكرة الإسلامية ونقائها وعلى سلامة تطبيقها أو تجسيدها في واقع الحياة.
فقد ظهرت في الأمة الإسلامية أفكار سلبية تصرف الأمة وأفرادها عن القيام بواجبهم تجاه ما تواجهه أمتهم وما يتعرض له دينهم من غزوات فكرية ومحاولات تشويه.
و كان من أهم نتائج تمكن هذه الأفكار السلبية الهدّامة في الأمة:
• أنها أفقدت الأمة مناعتها ضد الأفكار الدخيلة التي كانت فيروسات قاتلة أصبحت تفتك بالأمة من داخلها.
• جعلت بحث الفرد عن عيشه وسلامته الشخصية هي القضية الأساسية في حياته في الوقت الذي يجب أن تكون العقيدة الإسلامية والعيش في ظل دولتها التي تطبق أحكامها هي القضية المصيرية للإنسان المسلم قال تعالى (قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لَا شَرِيكَ لَهُ ۖ وَبِذَٰلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ) ( الأنعام 163).
• زرعت في نفوس المسلمين الرضا بالواقع والخنوع له وقتلت في نفوس المسلمين فكرة العمل من أجل التغيير، فلم تعد الأمة تمتلك إرادة التغيير، بل أخذت تحارب كل فكر أو عمل يهدف الى تغيير واقعها وترى فيه خطرا عليها.
• إن إدراك الواقع الفاسد هو الذي يدفع للتفكير بتغييره والبحث عن الطريقة الصحيحة لهذا التغيير وعندها تدب الحيوية في الأمة وينتشر التفكير بالأساليب المناسبة للعمل من أجل التغيير.
ولخطورة هذا الأمر (التفكير بالواقع وكيفية تغييره) فقد عمل الغرب الكافر على ترميز شخصيات فكرية وشرعية للقضاء على أي فكر يهدف إلى تغيير المجتمع وتشويه أي عمل صحيح للنهوض بالأمة ولتغيير واقعها فكانت هذه الشخصيات الدينية والفكرية بمثابة الكهنة التي تعمل للمحافظة والترويج والدعاية لكل فكرة سلبية زرعها الغرب الكافر في جسد أمتنا لتفتك بها من الداخل كي تبقيها عاجزة مكبلة عن الانعتاق من سيطرته.
• ولعل أهم الأفكار السلبية التي ساهمت في تعطيل طاقات الأمة الإسلامية، وأسهمت في إماتة روح التغيير فيها بصورة مجملة هي: (اعتزال الناس وإيثار الوحدة – القدرية الغيبية - الزهد بالمفهوم الخاطئ - ذم طلب الإمارة أو القضاء - خوف الفتنة – إقفال باب الاجتهاد - الواقعية والرضى بالواقع ....).
• ويضاف إليها في الوقت الحالي (استحالة التغيير دون رضا المجتمع الدولي – وأننا لسنا جيل التغيير بل جيل التضحية - وأن التغيير يحتاج لأجيال ولا يمكن لجيل واحد أن يحققه – والتدرج في تطبيق الأحكام – وأنه ليس في الإسلام أحكام تنظم أمور الحكم). وأفكار كثيرة غير ما ذكرنا تعتبر من العوائق الفكرية التي يعتبر وجودها في الأمة شلّ لإرادتها وتقييد لتحركها أو حرف لهذا التحرك إن حصل عن خطه المستقيم.
وكل فكرة من هذه الأفكار تحتاج إلى بحث مفصّل سنعرضه عليكم من خلال سلسلة قادمة إن شاء الله.
وكما أن الأمة تجاوزت بوعيها وحركتها كهنة الأفكار السلبية الهدّامة وأسيادهم وأسقطتهم وأثبتت أقدامها على طريق نهضتها وعزها محطمة القيود التي كانت تكبلها، ستسقط علماء السلاطين وعبيد الفكر الواقعي والمصلحة العقلية الجدد وستواصل صحوتها وسيرها حتى تحقق أهدافها في تغيير واقعها لما أوجبه عليها ربها عز وجل وهو ناصرها ومعينه.
قال تعالى:
(وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا) (الطلاق 2-3).
كتبه للمكتب الإعلامي لحزب التحرير- ولاية سوريا
أ. معاوية عبد الوهاب