- التفاصيل

ومضات: المشروع الإسلامي سر حياتنا ومنقذ ثورتنا من ظلمات التيه
بدأت ثورة الشام وانطلقت عفوية من شدة الظلم والجور والفساد، ولما امتازت الرؤى لدى أهلها وأصبح لهم مطالب وتبلورت للثورة ثوابت كان من أبرزها إسقاط النظام بكافة رموزه وأركانه، وإقامة حكم الإسلام مكانه.
استنفر الغرب ومعه زبانيته من الدول العميلة له، وأرادوا منذ البداية قمع الثورة والقضاء عليها لكي تكون عبرة لغيرها من شعوب الدول المجاورة، ولكنها بفضل الله عز وجل، تحولت الى ثورة شعبية عارمة، وعجز الغرب الكافر بكل أدواته وعملائه عن إسقاطها رغم مرور سبع من السنوات العجاف على أهل الشام.
لقد توزعت الدول المتآمرة الأدوار وفق ما يريده السيد الأمريكي، وكان أخطر الأدوار تلك الدول التي مثلت على ثورة الشام دور الصديق الداعم، ولكن أثبتت الأيام أن دعم تلك الدول كان، كما حذرنا منه سابقا، حبالا كبلت إرادة قادة الفصائل، وسلبت قرارهم، وجعلتهم في خدمة مخططات أعداء الثورة.
فها هي الغوطة تباد بمن فيها في أفظع هجوم وحشي تحت سمع العالم وبصره واستغاثات حرائرنا ونداءات أهلنا هناك تصل أسماع قادة الفصائل،دون أن نجد من يحرك ساكنا أو يلبي نداء أو يفتح جبهة ليخفف عن إخوانه هناك.
بل تعامى قادة الفصائل عن كل الجرائم والمجازر ضد أهلنا في غوطة الشام والتي ترتكبها روسيا ونظام الإجرام، وسارعوا إلى الاقتتال فيما بينهم، وكلٌّ يدعي بغي الآخر، ويحرشهم على سفك الدم الحرام علماء السوء وأصحاب الفتاوى المعلبة الجاهزة حسب طلب قائد الفصيل أو الدول الداعمة.
أما القسم الآخر فقد كان تحذير أمريكا في نفوسهم، عندما حذرت فصائل الجنوب من نصرة إخوانهم في الغوطة أعظم من تحذير الله عز وجل لهم وأمر بنصرة إخوانهم وأهلهم.
واللافت أن ذلك يحصل ونظام السفاح يعيث فسادا وتدميرا في غوطتنا،بمباركة من جميع الدول، و في مخطط مشبوه لأشغال المقاتلين عن نصرة إخوانهم أو التفكير بالقيام بأي عمل ضد نظام الإجرام. وهذا الأمر يتكرر كلما وجدت حالة مماثلة تستدعي صرف بندقية المجاهدين عن وجهتها الصحيحة.
إن مشكلة الثورة الجوهرية ليست في امتلاك السلاح، فقد امتلكت فصائل الشام الكثير منه، ما يمكنها لو استخدمته مخلصة لإسقاط نظام طاغية الشام، ولو اتخذت قرارها بذلك لأسقطته بإذن الله.
ولكنها رغم امتلاكها الإمكانات العسكرية الكبيرة والعناصر المضحية، افتقدت سر حياة الثورة وسر قوتها، الذي يجعلها تمتلك قرارها، ويجعلها تستمر على بصيرة. وتضمن السير على هدى وفق الثوابت التي حددتها لنفسها والتي ترضي ربها.
إن سر حياة الثورة وسر قوتها الذي يضمن استمرارها وسيرها على هدى وبصيرة، هو المشروع الذي ينبثق من عقيدتها "مشروع الخلافة على منهاج النبوة"، به ترضى ربها وتجمع صفوفها، وتعرف دربها، فتسير عليه خلف قيادة سياسية واعية، متوكلة على الله وحده نحو النصر والتمكين.
وما لم نتبن ذلك المشروع ونسير خلف القيادة الواعية متمسكين بثوبتنا فسنبقى ندور في التيه الذي نحن فيه، لا نهتدي طريق خلاصنا كمن يمشي مكبا على وجهه.
قال تعالى: (أفَمَن يَمْشِي مُكِبًّا عَلَىٰ وَجْهِهِ أَهْدَىٰ أَمَّن يَمْشِي سَوِيًّا عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ).
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير - ولاية سوريا
علي ابو عبيدة
- التفاصيل

ومضات: التعلق بحبائل المتآمرين أس الداء... والاعتصام بحبل الله هو الدواء
لقد وصلت بنا الحال في ثورتنا المباركة على أرض الشام إلى ما وصلت إليه من الضياع والتشتت، والبعد عن المسار الصحيح القويم، وعن الغاية التي خرجت الثورة من أجلها، حتى أشرفت، إن لم يتداركها المخلصون من أبنائها، على الهلاك.
أليس هلاكنا في أن نرى إخوتنا في الغوطة يتعرضون لأعنف هجمة بربرية وحشية من نظام الإجرام ومن يسانده من ميليشيات القتل والحقد الطائفي، بمؤازرة ودعم جوي من روسيا الحاقدة، ونقف متفرجين عليهم دون أن ننصرهم بل نستمر في خذلانهم متناسين أنهم إخوتنا وقد أوجب الله علينا نصرتهم؟
أليس هلاكنا في أن تنحرف بنادقنا من مقاتلة نظام الإجرام، ومن نصرة المستضعفين من الشيوخ والنساء والولدان، إلى صدور إخواننا، ومن كنا معهم بالأمس القريب في خندق واحد، نرد طغيان المعتدين، وما ذلك إلا لأننا اتخذنا المتآمرين على ثورتنا بطانة، بل وجعلنا لهم أعظم السلطان علينا، عندما قبلنا بدعمهم المسموم الذي كبلنا، واستعبدنا؟
أليس هلاكنا في أن نقبل بمفاوضة من يقتلنا ويدمر منازلنا ويشردنا في الآفاق؟ّ
أليس هلاكنا في أن نتخلى عن أهداف ثورتنا، ونتنكر لثوابتها، وننسى شعاراتها، وما عاهدنا عليه ربنا وأمتنا، ونقبل بنظام علماني، وديمقراطية كاذبة، ومشاركة مع القتلة والمجرمين، تحت سقف العبودية لأمريكا ومنظماتها الدولية التآمرية؟
أيها الثائرون على أرض الشام:
لقد ضاق الخناق، وآن الأوان كي ندرك أس الداء، وأن نجد الحل والدواء. إن أس الداء، وسبب ما نحن فيه من تيه وضياع وبلاء، هو أننا تركنا الاعتصام بحبل الله وتمسكنا بحبائل من سواه، فركن بعض قيادات الثورة الى الدول المتآمرة الحاقدة، وعملائها، وأخذوا منهم المال السياسي القذر، والدعم المسموم، وتخلوا عن التوكل على الله ونصرة دينه والمستضعفين من عباده، ليقبلوا أن يكونوا مطايا وأدوات لتنفيذ مخططاتها.
وقد نهانا الله عز وجل في كتابه عن هذا الركون، وبين أن عاقبته ونتيجته ستكون عذابا في الآخرة وفقدان نصره عز وجل في الدنيا، قال تعالى: (فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا ۚإِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ * وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ).
أما الدواء والعلاج لما تعاني منه ثورتنا من تيه وتراجع فقد رسمه لنا رب العباد، وهو علاج مجرب ناجع، إنه ترك معصية الركون لتلك الدول الظالمة ونبذ الأموال المسمومة، والاعتصام بحبل الله، والتوكل عليه وحده، و نصرة المشروع السياسي الذين ينبثق من عقيدتنا، خلف قيادة سياسية واعية تحمله على بصيرة، من أجل إيجاد هذا المشروع مجسدا في واقع الحياة، وعندها نحافظ على الدماء والتضحيات التي بذلت، ونحفظها من الضياع، لأن جهودنا لن تهدر في معارك جانبية، بل ستوجه نحو إسقاط نظام السفاح في عقر داره، وإقامة نظام الإسلام مكانه. قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُم).
وقال تعالى: (إِن يَنصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ ۖ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ ۗ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ). والسير في هذا الحل هو واجبنا جميعاً فلنعمل ولنسع له قبل فوات الأوان وقبل غرق السفينة لأن السفينة إن غرقت فسنغرق جميعاً وإن نجت فسننجوا جميعاً، فواجبنا جميعا تصحيح المسار، والأخذ على يد المنحرفين والعابثين، فلم يعد للسكوت عن المنكر مكان، ويا ويل قوم يصمتون.
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير – ولاية سوريا
أحمد القاصر أبو عبادة
- التفاصيل

ومضات: الاقتتال هو فخ التدمير الذاتي بيد أعدائنا
أصبح معلوما لدى القاصي والداني، أن أمريكا هي من يحارب ثورة الشام، لأنها قامت ضد عميلها السفاح بشار وزمرته؛ ولكن أمريكا لأنها تزعم أنها سيدة العالم الحر، وإمعانا منها في المكر والتضليل، لم تشأ أن تقف إلى جانب عميلها بشكل مباشر، فأدارت صراعها ضد ثورة الشام عبر وكلائها الروس والإيرانيين والأتراك، وعبر عملائها من حكام العرب.
ولما فشلت القوة المفرطة وكل أشكال القتل المستخدمة ضد ثورة الشام بالقضاء عليها، لجأت الى الألاعيب السياسية والمكر الخدع، والتي قام بها من يدعون زورا صداقة الشعب السوري والوقوف الى جانب الثائرين على أرض الشام.
ومن أفظع هذا المكر تقسيم فصائل ثورة الشام إلى (معتدلين ومتطرفين)، وقد عملت الأبواق الإعلامية على تصوير المتطرفين الإسلاميين على أنهم من جلب لثورة الشام الويلات، واستعدى عليها الدول جميعها، ولولاهم لتمكنا من جلب المزيد من الدعم لثورتنا من الدول الكبرى، التي كانت ستقف معنا لولا هؤلاء المتطرفين.
وقد بدأ التحريش بين الطرفين، يغذيه تبعيةٌ للداعمين المتآمرين من جهة، وفهمٌ محدود للإسلام، وفقدانٌ لطريقة إيجاده في واقع الحياة، وتعصبٌ فصائلي مقيت، ومشاريعُ مناطقية، في ظل غياب تبني مشروع الإسلام العظيم.
كل ذلك أوجد الأرضية الخصبة لبذرة الاقتتال الخبيثة. فانحرفت البندقية، وسُفكَ الدم الحرام، وتقاتل أخوة الأمس الذين كانوا يقدمون أرواحهم دفاعا عن بعضهم بعضا، وكلُّ طرف يدعي بغي الآخر وعدوانه، وأن أوجب الواجبات علينا رد هذا البغي وهذا العدوان. متناسين العدوان الأكبر الذي يقصف أهلهم وإخوانهم بشكل بربري حاقد في الغوطة، وعلى امتداد أرض الشام التي روتها الدماء الزكية، وكأن طائرات السفاح ومن يسانده ترميهم بالورود والرياحين. لتبدأ المرحلة التي طالما حذرنا منها وهي مرحلة التدمير الذاتي للثورة عبر اقتتال بغيض بين أبنائها، وصلنا اليه عبر مقدمات كنا نتجاهلها ولا نكترث بها، ونصم آذاننا عمن يحذرنا منها.
واهمٌ من يظن أن أمريكا والغرب الصليبي الكافر وعملاءهم يفرقون بين مسلم ومسلم، أو بين متطرف ومعتدل. فهذه التقسيمات ما هي إلا نوع من المكر ليضربوا بعضنا ببعض، وليسفك بعضنا دم بعض، فيتمكنون بذلك من القضاء على الثورة بأيدي أبنائها، وقبل ذلك يخنقون باقتتالهم الأمل بالخلاص من نظام السفاح وجرائمه في نفوس أهلهم وحاضنتهم الشعبية، ويتحولون جميعا وهم يتخبطون في فخ الاقتتال الى أدوات بأيدي أعداء ثورتنا وديننا، غرباء عن أهلهم وحاضنتهم.
ولكن منفذ الخلاص من دوامة التيه والاقتتال التي وصلنا اليها ليس بعيدا عنا، رغم محاولة أعدائنا لفتنا عنه، والتعمية عليه. إنه طريق الخلاص الذي أنقذ العرب من تيه الجاهلية وظلماتها، فأصبحوا خير أمة أخرجت للناس، إنه "حبل الله " المتين الذين إن تمسكنا به نجونا، وأنعم الله علينا بأن يؤلف بين القلوب، ويجمع كلمتنا، لنكون بنعمته أخوانا كما ألف بين الأوس والخزرج ومن ثم بين المهاجرين والأنصار، لنكون أنصارا لله وحده، حربنا واحدة، ورايتنا واحدة ن وهدفنا واحد، نضعه نصب أعيننا لا يصرفنا عنه صارف، ألا وهو " إسقاط نظام الإجرام وإقامة حكم الإسلام "، نسير إليه على بصيرة وهدى من ربنا، خلف قيادة واعية مبصرة. عندها بإذن الله، نحفظ دماءنا، وننصر ربنا، ونرد كيد أعدائنا الى نحورهم، و ننال خلاصنا، ونبني عزنا في ظل خلافة راشدة على منهاج النبوة.
قال تعالى: (وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ۚ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ ۚ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا) (الطلاق 3).
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير – ولاية سوريا
علي أبو عبيدة
- التفاصيل

ومضات: أهل الغوطة يحتاجون إلى جيش ينصرهم وليس إلى مخيمات تؤويهم
عندما تبكي القلوب قبل العيون على ما يجري على أهلنا في الغوطة، وعندما تعجز الكلمات عن وصف ثبات و صبر أهلنا في الغوطة، وعندما يصل قهر الرجال ذروته لأنهم لا يستطيعون نصر أهلهم بالغوطة، وعندما تبلغ القلوب الحناجر لما نراه من تخاذل القادة والأمراء عن نصرة إخوانهم المسلمين في الغوطة، يخرج علينا خائن الإسلام والمسلمين بكل وقاحة وبأسلوبه الماكر يقول:
"لقد عرضنا أن نستضيف أهل الغوطة على أراضينا وقوبل عرضنا بالرفض". ولنسمع بعدها ممن يسبحون بحمده وأبواقه يتغنون بطيبته ووقوفه إلى جانب أهلنا وثورتنا.
وهنا يتبادر إلى الأذهان عدة أسئلة:
هل عميت الأبصار والبصائر؟ هل ألجمت هذه العقول بالمصالح والدولار؟ كيف يمكن أن تقلب الحقائق فيصبح الأسود أبيض؟ أليس فيكم رجل رشيد؟ أما زلتم تصدقون كذبه وخداعه بأنه سينصركم؟
كيف يمكن أن يكون هذا العرض بإخراج أهلنا في الغوطة من ديارهم هو نصر لهم؟ هل هذا الهراء هو نصر للغوطة أم نصر للنظام؟.
و إن كان فعلاً يريد نصرة الغوطة فلماذا يعمل جاهداً على تنفيذ مخرجات الأستانة، بإقامة مناطق خفض التصعيد وتجميد الجبهات و جعل النظام يلتقط أنفاسه ويستجمع قواه على قتل أهلنا في الغوطة؟
كيف له أن يتباكى على أهلنا في الغوطة، وخطوطه الحمراء هي من تقف سدا منيعا أمام نصرتهم، بل هي من تحول دون إسقاط نظام السفاح في دمشق؟!.
فمالكم كيف تحكمون ومالكم إلى الآن تكابرون؟ أم مازلتم بوعوده وتصريحاته مخدوعون؟
فإن عجزتم عن الرد فخذوها مني على لسان أهل الشام:
إن من لامست هممهم وتضحياتهم وثباتهم وصبرهم عنان السماء لن يقبلوا عيشة الذل في المخيمات، وإن من خرج على هذا الحكم الجبري لن يتوقف إلا بإسقاطه و قامة حكم الله مكانه. فمرحلة نهاية الحكم الجبري وزواله قد اقتربت بإذن الله، ونحن على يقين من ذلك لأنه وعد الله وبشرى رسوله الكريم.
نصرة أهل الشام عامة، والغوطة خاصة لا تكون بذرف دموع التماسيح، ولا بإطلاق تصريحات الاستنكار الرنانة ممن يفترض به أن يحرك جيشه لنصرة أهل الشام.
إن أهل الشام كالجبال الرواسي، يغسلون عار المتخاذلين من حكام الأمة وجيوشها، ويسطرون أروع ملاحم البطولة والتضحية والثبات على أرضهم الطاهرة، و هم واثقون من نصر الله لهم.
إن الله قد تكفل بالشام وأهلها، فهي شام الرسول عليه الصلاة والسلام، وهي أرض المعراج التي دعا نبينا لها بالبركة حين قال: (اللهم بارك لنا في شامنا ويمننا).
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير – ولاية سوريا
عماد حميد
- التفاصيل

ومضات: هدن العار لإنقاذ الجزار
ما يهدف إليه المجتمع الدولي من المطالبة بالهدنة في الغوطة، والإعلان عنها، ليس لأن مناظر الأشلاء المتناثرة على أرض الغوطة نتيجة القصف البربري لنظام الإجرام، وحالة التدمير والخوف والهلع الذي يصيب أطفالنا وأخواتنا في الغوطة قد أثر فيه فحرك بقية من إنسانية. بل يقوم بمثل هذه المسرحيات المبكية ليمثل دور الإنسانية المزيفة التي يدعيها، وليقوم بامتصاص حالة التذمر من مواقفه المؤيدة لهذه الجرائم، بل والمباركة له.
ومن أجل تخفيف الضغط والاحتقان الحاصل بين الأوساط الثورية، بسبب ما يحصل من جرائم في الغوطة، بعد الهجمة البربرية الشرسة عليها... هذا من جهة، ومن جهة أخرى، فهذه الهدن المطروحة هي وسيلة لإيجاد شرخ بين فصائل الغوطة، وذلك عندما يتم تصنيفها إلى فصائل "معتدلة ومتطرفة"، ويتم الترويج بأن هذه الجرائم هي بسبب وجود تلك الفصائل "المتطرفة" هناك، وتحريض الفصائل "المعتدلة" لمحاربتها أو إخراجها، متوهمين أنهم بإخراج تلك الفصائل يكونون قد سحبوا ذرائع القصف الهمجي عليهم. متناسين أن هذه التجربة يتم استنساخها في أكثر من مكان وأن القصف والتدمير يطال جميع من في الغوطة "معتدلين" و"متطرفين" حسب زعم أعداء ثورة الشام.
لقد عجز نظام السفاح في دمشق، ومن يسانده من مليشيات الإجرام، أن يكسروا إرادة أهلنا في الغوطة، أو أن يحققوا نصرا ذا بال على ثوارها، لذلك وبعد تثبيت معظم الجبهات بما يسمى "مناطق خفض التصعيد" التي تهدف بالدرجة الأولى لحماية نظام السفاح، وتمنع الثوار من مناصرة إخوانهم، بذريعة التزامهم بخفض التصعيد.
بعد ما ذكرنا ومن أجل القضاء على الثورة المباركة في فسطاط المسلمين "الغوطة" كان التوجه لاستخدام كل أشكال القصف واستهداف الحاضنة الشعبية مترافقا مع دعاية كبيرة للتأثير على معنويات الثوار، وعلى معنويات أهلنا الصابرين في الغوطة.
وحتى تكتمل خيوط المكر فإنهم أبقوا أبواب هدن الاستسلام والإذعان مفتوحا وصوروا أنها المخرج الوحيد الممكن لما يعانيه أهلنا المحاصرون وهم تحت حمم الموت.
هكذا هي دول الإجرام ومنظمات العار، كلهم شركاء يتقاسمون الأدوار للقضاء على ثورة الشام. وكل ذلك ليصرفونا عن طريق خلاصنا الحقيقي، الذي لا خلاص لنا ولا فوز إلا به، ألا وهو الاعتصام بحبل الله وحده وتبني المشروع الذي يرضي الله عز وجل وقطع العلاقة مع الدول المتآمرة، واتخاذ قيادة مخلصة واعية من أبنائنا وإخوتنا، لنمتلك عندها قرارنا، ونحقق نصرنا بعون الله العزيز الحكيم.
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير – ولاية سوريا
أبو ذر الحمصي
