- التفاصيل
ومضات: الحل..
يتساءل البعض: كيف سأحيا في مجتمع ربوي بلا ربا؟
الحقيقة أن الذي يستحق الوقوف عنده ليس هذه النقطة بالذات، بل ما يجب الوقوف عنده هو العقلية التي يتم اتباعها في محاكمة الأمور.
فهذه النقطة هي فعلا مجرد نقطة من بحر كبير متلاطم الأمواج، ذلك أن هناك مشكلتين أساسيتين تعاني منها الأمة عامة والمشايخ خاصة:
-المشكلة الأولى: هي الإغراق في التعايش مع الواقع الحالي بدل العمل على تغييره، وبدل بذل الجهود لقلبه من حالة الحكم بغير ما أنزل الله إلى الحكم بما أنزل الله، ومن حالة الركون للمجتمع الدولي وللقانون الدولي إلى حالة تغيير المجتمع الدولي وتغيير القانون الدولي.
وهذا الإغراق في التعايش مع الواقع جعل الناس عامة والمشايخ خاصة تبحث عن حلول إسلامية لمجتمع يعيش تحت أنظمة لا تحكم بالإسلام وهذه هي الطامة الكبرى.. فالإسلام كل متكامل، لا يقبل التجزئة ولا التبعيض، وقد ذم الله تعالى من فعل ذلك فقال (كَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى الْمُقْتَسِمِينَ (90) الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ) [الحجر : 90- 91].
ومعنى عضين أي عدة أعضاء متفرقة، يأخذ كل امرئ منهم العضو الذي يعجبه ويناسبه
-وأما المشكلة الثانية والتي هي من جنس الأولى: ذلك أن عقلية التعايش مع الواقع بدل العمل على تغييره ، أنتجت العقلية الترقيعية للواقع وإضفاء الشرعية عليه، والتي كرّست ورسّخت فكرة جعل المصلحة مقدمةً على شرع الله، فصار يتم شرعنة تغيير شرع الله باسم المصلحة، وتدمير شرع الله باسم المصلحة، والالتفاف على شرع الله باسم المصلحة، والتخلي عن شرع الله باسم المصلحة، وتحليل الحرام باسم المصلحة، وتحريم الحلال باسم المصلحة، والحكم بغير ما أنزل الله باسم المصلحة، والتحاكم إلى الطاغوت باسم المصلحة.
هذه العقلية المدمرة لن تستوعب الحلول الجذرية، بل همّها البحث عن حلول ترقيعية، تضفي على الواقع لبوساً إسلامياً مهما كان مخالفاً للإسلام ، فهي ستقف عند كل صغيرة وتريد من الإسلام أن يوجد لها حلاً ضمن هذه المنظومة الدولية العالمية.. وسيقف الإسلام عاجزاً عن المجيء بالحل، لا لأنه عاجز فعلاً، بل لأنه يطلب من الإسلام أن يوجد حلولاً للمشاكل في ظل دول هي أصلاً تعلن الحرب على الاسلام أصلا وتعتبره خطراً عليها.
لأجل هذا فمن أراد حلاً إسلامياً لأية مشكلة، فعليه أن يسعى إلى الإطاحة بالأنظمة الحاكمة الحالية التي لا تحكم بما أنزل الله، ليقيم بدلاً عنها خلافة تحكم بما أنزل الله. وهناك ستجد أن الامة ستقوم بحل المشاكل بشكل طبيعي وعفوي سهل وسلس ومن دون تعقيدات، وهذه الحلول على أساس الإسلام، والإسلام وحده فقط ولا شيء معه
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير - ولاية سوريا
أ. معاوية عبد الوهاب
- التفاصيل
ومضات قرآنية: وجوب أخذ منهج الله وشرعه بقوة
قال تعالى: (وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) [البقرة : 63].
الشرح:
في هذه الآية إشارة من الله سبحانه وتعالى إلى وجوب أخذ منهجه وشرعه ووحيه بقوة، والآية تتحدث عن بني إسرائيل وما طلبه الله منهم من الأخذ بالتوراة التي أنزلها على موسى عليه السلام وحياً سماوياً وشرعاً ومنهاجاً للحياة.
وفي هذا الصدد يقول الشيخ الشعراوي رحمه الله عند حديثه عن الآية:" إن الإنسان يأخذ بقوة ما ينفعه في حياته الدنيا، ومن طبيعة مناهج الله أن تُؤخذ بقوة لأنك لابد أن تفهم أنها ما جاءت لك إلا بالخير، فإن كنت حريصاً على حب الخير لنفسك فعليك بأخذ ما جاء بالكتاب بقوة، فخذه بقوة ويقين لتعطي ما أخذت بقوة ويقين أيضاً".
وهذا حال المسلمين الأوائل عندما أخذوا الوحي بقوة والمتمثل بالكتاب والسنة وما أرشدا إليه من إجماع صحابة وقياس فتبنوا منهج الإسلام وشريعته كنظام شامل للحياة فأخذوه بقوة وطبقوه بقوة فأمدهم الله بقوة فوق قوة حتى سادوا الدنيا وحكموها بقوة الفكر والعقيدة وعدل الإسلام وشرعته لا بالقوة العسكرية الباطشة أو الظالمة والمستبدة كما تفهم بعض الجماعات الإسلامية اليوم قوة الإسلام وسلطانه وهو فهم مغلوط بلا شك قد كان له أثر سلبي كبير على الأمة الإسلامية عاد عليها بالويلات والمصائب.
الأخذ بالكتاب بقوة يعني اليوم بالنسبة لأمة الإسلام هو تطبيق الإسلام وعدم التنازل عن شيء منه بسبب الضغوطات الدولية أو لعدم سماح المجتمع الدولي بتطبيق الإسلام أو تشييد صرح دولته العتيدة.
فإن لم نأخذ الكتاب بقوة بقينا ضعفاء وبقينا كالأيتام على موائد اللئام تتكالب علينا أمم الكفر وعملاؤهم من الحكام المجرمين الذين يستصغرون قوة الأمة ويتمادون يوماً بعد يوم بغيهم، لكن غداً لناظره قريب عندما تعود الأمة للتمسك بكتاب ربها وشرعة إسلامها ففي ذلك العزة والقوة في الدنيا والنجاة من غضب الله في الآخرة.
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير - ولاية سوريا
أحمد الصوراني
للاستماع للتسجيل:
- التفاصيل
ومضات: من غيابة الجب إلى سعة القصور
قال الله عز وجل : { لَقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِلسَّائِلِينَ } [يوسف: 7]
ففي قصة يوسف من العبر لهذه الأمة الشيء الكثير ، الذي يلامس واقعنا ، بل كأنها صورة مصغرة عما تعيشه الأمة اليوم عامة وحملة الدعوة خاصة ،ذلك أن اخوة يوسف قاموا بعقد مؤتمر قمة لمناقشة قضية يوسف الخطرة، {إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} كما يفعل الحكام اليوم بعقد مؤتمر قمة لمناقشة قضية الاسلام الخطرة على عروشهم وعلى أسيادهم من الدول الغربية ثم وفي هذا المؤتمر طرحوا عدة أطروحات ، وناقشوا عدة خيارات منها خيار التصفية البدنية والاغتيال {اقْتُلُوا يُوسُفَ} ومنها خيار سياسة التهجير والنفي في الأرض { أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا} والغاية بقاء المنزلة عند ابيهم لهم وحدهم خشية ان تكون المنزلة ليوسف دونهم...وهو ما اختصروه بقولهم {يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ} .
كما هو الحال اليوم تماماً ، فهذه الدول الغربية تريد الخلاص من الإسلام وتسعى إلى منع عودة الخلافة مرة ثانية ، كي تبقى المنزلة العليا للدول الغربية في الأرض وحدهم دون سواهم ، خشية من ان تقوم دولة الخلافة بأخذ هذه المنزلة منهم وتجعل السيادة العليا في الأرض للإسلام فقط ثم استقر رأي إخوة يوسف على خيار آخر أل وهو إلقاؤه في بئر عميقة {قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ لَا تَقْتُلُوا يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ}
ومن يلقى في الجب فإنه ينقطع خبره ، ويموت ذكره ، وهكذا يفعل الغرب مع حملة الدعوة ولكن بأسلوب عصري ، حيث يتم التعتيم الإعلامي على نشاطاتهم كيلا يعلم بها احد فكم من مظاهرة نظمها حملة الدعوة بلغت الآلاف ، وكم من مؤتمر للخلافة تم عقده ، ومع كل هذا لم تتم تغطيته اعلاميا ، بل لا يتم حتى مجرد ذكره بينما لو قام أحد العلمانيين بأي نشاط ، فيتم تركيز الأضواء عليه ، مهما كان العمل تافها ومهما كان الحضور قليلاً فعندما يتبع الغرب مع حملة الدعوة سياسة التعتيم الإعلامي ، فإنه يسير على خطا إخوة يوسف في إلقائه في الجب كي ينقطع الخبر عنه ولكنهم لا يدرون أنهم يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين ، ذلك أن لطف الله تعالى يأتي في أقسى اللحظات ، وأن الله ينصر عباده في أحلك الظروف وأصعبها . فأصعب لحظة مرت على يوسف هي القاؤه في الجب غلام في الصحراء وحيداً لا يراه أحد ولا يسمعه أحد لينقذه ولا يستطيع هو أن يمشي ليجد من ينقذه ولو صرخ فلن يسمعه أحد ومع كل هذه الوحشة والوحدة هناك العذاب النفسي ...
إخوته هم من فعل هذا به وليس أحد غريب ، وقديما قال الشاعر : وظلم ذوي القربى أشد مضاضة على المرء من وقع الحسام المهند . وهنا وفي أقسى لحظات الألم يأتي الخلاص ، وفي أشد لحظات الضيق يأتي الفرج ، وفي أصعب حالات اليأس يأتي النصر فيرسل الله قافلة لتخرج يوسف وتأخذه من حفرة صغيرة كأنها القبر إلى منزل كبير بل إلى قصر ، فيخرج من ضيق الجب إلى سعة القصور وحدائقها وكذلك حال هذه الأمة ... فإنها لامحالة ستخرج من هذه الظلمات إلى النوروستنجو من غيابات جب الرأسمالية إلى قصور الحكم بما أنزل الله لأجل هذا قال تعالى بعد وصول يوسف إلى القصر : {وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} .
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية ـ سوريا
الأستاذ معاوية عبد الوهاب
- التفاصيل
ومضات قرآنية: الإنسان مستخلف في الأرض لإعمارها
قال تعالى: (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ) [البقرة:30].
الشرح:
حوار جميل يدور بين رب العزة ومخلوقاته من الملائكة المكرمين حيث يخبرهم الله سبحانه وتعالى أنه سيخلق بشراً يكون خليفة في الأرض أي مستخلفاً فيها حسب أوامر الله ونواهيه ويكون مختاراً صاحب إرادة حرة في أن يفعل ما يشاء، وليس المقصود هو شخص آدم عليه السلام بل المقصود جنس البشر، ولعل الله أخبر ملائكته أنه سيخلق في الإنسان شهوات ودوافع ويجعله مختاراً يختار طريق الخير أو الشر ولن يكون مخلوقاً مسيراً على الطاعة كما هو حال الملائكة الكرام، لذلك اعترضت الملائكة اعتراض تعجب من صنيع الله عز وجل فقالوا ( أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ) أي يا رب ما الحكمة من خلق هذا المخلوق والذي ستقوم ذريته بمعصيتك فيفسدون في الأرض ويستحلون الدم الحرام بقتل بعضهم البعض، وهذا لا يليق بعظمتك وجلالك مع وجود أمثال الملائكة التي تعرف حق الله فهي دائمة التسبيح والتقديس له ولا يمكن أن تعصيه أو تخالف له أمراً.
فرد الله سبحانه وتعالى ( إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ) فكان رد الله أن في علمه الأزلي والمستقبلي لن يكون الإنسان على وتيرة واحدة ولن يكون فيه الشر المطلق بل هناك من البشر من سيصطفيهم الله وهم سائرون على منهجه مؤمنون بربوبيته وألوهيته ويعرفون حق الله كما الملائكة وهؤلاء البشر السائرون على منهج الله وشريعته سيكون لهم السيادة على الأرض وسيعملون على محاربة المفسدين والمجرمين، وكان لله في ذلك الحكمة البالغة.
ولعل أبرز ما خلق الله في البشر هو العقل المميز بين الخير والشر وبالعقل جعله مختاراً فيختار بكل حرية المنهج الذي سيسير عليه في الحياة الدنيا، ولعل هذا المعنى المراد من اختبار الملائكة في الآيات التالية عندما قال رب العزة: ( وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا ۖ إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ) [البقرة: 31].
فهذا الإنسان متميز عن الملائكة بأن فيه قابلية التعلم والبحث عن الحق إن أراد أن يسير حسب مراد الله من خلقه واستخلافه في الأرض، وعليه أن يصغي لمن سيرسلهم الله من الأنبياء والرسل والمناط بهم تبليغ دين الله وشرعه ومراده.
إذن لن يكون البشر كلهم فاسدون مفسدون بل سيكون فيهم الأنبياء، ويكون فيهم الرسل، والأخيار، والعلماء الصالحون، والعباد المخلصون، والملايين من الأتباع على مر العصور وهؤلاء الذين سيرضى الله عنهم فهم سيخلصون العبادة لله وحده، ويحكمون شريعته في جميع نواحي الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية ويعملون على إعمار الأرض بما يُرضي الله، ويلتزمون ما أمر الله به وينتهون عما نهى عنه حتى يعم دين الله الإسلام مشارق الأرض ومغاربها ويسود منهج الله وتتلاشى المناهج الباطلة من الوجود. فعن ثوبان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إِنَّ اللهَ زَوَى لِي الأَرْضَ، فَرَأَيْتُ مَشَارِقَهَا وَمَغَارِبَهَا، وَإِنَّ أُمَّتِي سَيَبْلُغُ مُلْكُهَا مَا زُوِيَ لِي مِنْهَا) . رواه مسلم
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير - ولاية سوريا
أحمد الصوراني
للاستماع للتسجيل :
- التفاصيل
ومضات: سبيل الخلاص لثورة الشام
بعد سنوات من عمر الثورة المباركة على أرض الشام وبعد مشاهد عدة لتضحيات وقربات ومشاهد سطرت ثبات أهل الثورة على ثورتهم وصبرهم على الشدائد وتحملهم للصعاب وبعد أن شاهدوا بأم أعينهم سقوط كل من قدم نفسه منجيا لثورتهم وحاضنا لها ومنقذا ، وبعد أن أدركوا يقينا معنى قوله سبحانه" ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب ."
بعد كل ذلك رأوا أن طول عمر الثورة ليس شرا مطلقا لهم بل فيه خير وخير كبير وكبير جدا.
فقد سقط كل مدّع وكذاب أشر كان يُظن ابتداءً عنه أنه حامي الحمى وراد المظالم، فمن دول العالم متباينة التصريحات إلى مدعي صداقة أهل الشام حتى دول الجوار الجائرين من بريطاني العمالة عبدالله حتى نظيره الأمريكي أردوغان بل ووصل البل حتى شخصيات من داخل الثورة ابتداءا برموز الائتلاف وهيئة المفاوضات وصولا إلى قادة العديد من التشكيلات العسكرية ذات الأسماء الرنانة التي يصدق فيها قول الشاعر أنها أسماء مملكة في غير موضعها كالهر يحكي انتفاخا صولة الأسد.
اليوم وثورة أهل الشام أمام مفترق طرق يكون يمينه إيمان لا نفاق فيه اختاره أهله رغم ما قد يحل عليهم من ابتلاء ولكن نهايته طاعة من الله ورضوان ويساره نفاق لا إيمان فيه سار إليه أهله ونهايته غضب من الله وإمهال حتى إذا حان وقت القبض لم يكن الله ليفلتهم . يقف أصحاب اليمين أمام سؤال مهم ، ألا هو ما هي الألية الناجعة التي ستصل بثورتهم لبر الأمان ودائرة الطاعة ؟ ومن هو الربان الذي سيوكلون له أمرها ليقودهم بعين خبرة وبصيرة لشاطئ السلامة والراحة؟ .
إن سنة الله يا أهل الإيمان في خلقة والآلية التي وجب أن تعتمد كي تصل بسفينتكم لبر السلامة واضحة وضوح الشمس في كبد السماء أرسل الله من يرسمها لكم لتعتمدوها وتكونوا بذلك خلفاء الله في أرضه . فسيدكم محمد صلوات ربي وسلامه عليه خط لكم طريقا واضحة للخلاص وكيفية العمل لأجل بناء صرح عزكم وكرامتكم بأي وقت كان و كل زمان .
فهذه ثورتكم حالة من حالات الارادة التي تمر على الشعوب ، فوجب استغلالها وهي فرجة من الله ومنة عليكم بعد سنوات من القهر والإستبداد والقمع عشتموها تحت ظل الأنظمة الجبرية، فبعد مرور سنوات من عمر ثورتكم تبينت لكم الشخصيات التي وجب أن تقود ثورتكم وهي من مخلصين ثائرين لا يخافون في الله لومة لائم ثبتوا رغم كل المغريات فهذه أولها . كما تبين لكم العسكريون المخلصون بعد أن سقط كل المرتبطين بدول الدعم في دول الجوار وهذه ثانيها .
كما وقد وضح أصحاب المشروع الحق الذي يعبر عن عقيدتكم التي جبلتم عليها بعدما ظهرت عمالة كل أصحاب المشاريع المنتجة في سفارات الظلم وهذه آخرها. بهذه فقط تنجو ثورتكم وتصل لبر الأمان وتنتصرون لتضحياتكم وتقطعون نفوذ دول الكفر في بلادكم بعد سنوات مرت . فادفعوا بهم ليتصدروا المشهد وليكونوا ربان ثورتكم الخبير، وكونوا من خلفهم سندا وظهيرا وتحملوا تمحيص الله لكم وابتلائه فهي سنته للتمايز واثبتوا عسى الله أن يتلمس منكم صدق عمل فينزل عليكم رحمته وفرجه ورضوانه . وأما طروحات الاستسلام فما هي إلا تلبيس لإبليس بلبوسات شتى ما غايتها إلا إعادتكم لحظيرة السفاحين وتحكيم شرعة البشر عليكم ونقلكم لدائرة معصية الله .
هذه نظرة خبير ولا ينبأكم مثل خبير فمنذ بداية الثورة لم يكذبكم رائدكم حزب التحرير وصدقكم في كل ما قال فكونوا معه تفوزوا بعزي الدنيا والآخرة وتكونوا عند الله شهداء بأن من عليكم بإستخلاف أرضه .
ألا هل بلغنا اللهم فاشهد
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير - ولاية سوريا
عبدو الدلي أبو المنذ