- التفاصيل
ومضات قرآنية: كلا إن معي ربي سيهدين
قال تعالى : (( فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَىٰ إِنَّا لَمُدْرَكُونَ * قَالَ كَلَّا ۖ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ * فَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ ۖ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ ))
الشرح:
إن من يتأمل الآيات الكريمة الواردة يرى أن أسباب النجاة المادية المحسوسة الملموسة قد انقطعت أمام بني اسرائيل و ليس من سبيل أمام العقول البشرية المحدودة سوى التسليم والاستسلام لليأس ، فجيش فرعون صار يراهم وهو على صعيد واحد معهم و البحر من أمامهم ولا حيلة تمكنهم من اجتيازه فكان قولهم لموسى عليه السلام (( إنا لمدركون )) و هذا ناتج عن العقلية المادية لبني اسرائيل الذين أراهم الله سبحانه وتعالى آيات كثيرة هي أدلة على وجوده سبحانه وتعرفهم بقدرته جل وعلا وبعد كل آية كانوا ينكثون عنها و يعودون ليطلبوا آية جديدة تؤكد المؤكد .
و البعض اليوم تتملكهم هذه العقلية من الحكام أو الجماعات أو الأفراد فهم ينظرون للأمور بمقياس المادة المحسوسة الملموسة .
و لكن ما كان رد سيدنا موسى عليه السلام إلا أن قال (( قَالَ كَلَّا ۖ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ )) و هذه هي عقلية المؤمن الذي أيقن بوجود الله و قدره حق قدره -جلت قدرته- فكان وجود الله محسوسا" ليس فكرة خيالية لا أثر لها على سلوكه في واقع الحياة ، فقد علم أنه عندما أطاع الله في الأمر الذي أمره به بقوله : ((۞وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي إِنَّكُم مُّتَّبَعُونَ )) علم يقينا" أن الله لن يضيعه وهذا هو الإيمان اليوم عند المسلمين عامة" وعند أهل الشام خاصة" وهم يرون فرعون الغرب ( أمريكا ) تنادي في الملأ تحشرهم لقتال المؤمنين في الشام بعد أن أغلقت أمامهم كل السبل المادية المحسوسة الملموسة لتحقيق النصر على طاغية الشام و لكنهم يؤمنون بأنهم إن أطاعوا الله و امتثلوا لأمره بنصرة دينه وإقامة شرعه في دولة خلافة راشدة فإنه لن يضيعهم و أهل الشام الذين قدروا الله حق قدره - جل ثناؤه - و تيقنوا أن الله فعال لما يريد مؤمنون أنه سينزل النصر عليهم بأسباب ليس لهم أن يتصوروها أو تخطر لهم على بال . اللهم عجل لنا بالنصر المبين بإقامة الخلافة كخلافة الراشدين والحمد لله رب العالمين .
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير ـ ولاية سوريا
مرعي أبو حسن
للاستماع للتسجيل:
- التفاصيل
ومضات قرآنية: اليأس مرض لا يصيب المؤمنين
قال تعالى: (إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ" يوسف (87)).
الشرح:
هذه الآية هي جزء من كلام يعقوب عليه السلام لبنيه عندما قال لهم: (يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ) فهو يحثهم على أن لا يقطعوا رجاءهم وأملهم من الله فيما يرومونه ويقصدونه فإنه لا يقطع الرجاء من الله إلا القوم الكافرون.
وهذا ينطبق في كل أحوال المؤمن وفي كل أعماله، فالواجب في حقه وهو ينفذ أوامر الله وينتهي عن نواهيه أن لا يقطع رجاءه بالله، فأهل الشام اليوم وهم في طريقهم لإسقاط النظام يجدون أن أبواب الشرق والغرب تُوصد في وجههم، فعليهم أن يلجؤوا لباب الله ولا ييأسوا وهم يطرقونه ويطلبون النصر منه وحده.
فقد بات مُدركاً أن كل أبواب البشر هي أبواب وهمية لا تُقدم ولا تُؤخر، وعلى المؤمن أن ييأس من هذه الأبواب فلا يطرقها، ولا يسلك لها طريقاً، ويتخذ طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم طريقاً له، ويُصرّ عليه ويثبت عليه، مهما كانت العقبات والصعوبات، فالمؤمن دائم الثقة بربه، معتزٌّ بما يحمله من عقيدة راسخة، لا يهون ولا يضعف ولا يستكين، كل ذلك استجابة لأمر الله تعالى (وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ) يوسف(139).
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية سوريا
منير ناصر
للاستماع للتسجيل:
- التفاصيل
ومضات قرآنية: لا يجوز التدرج ولا الحكم ببعض الإسلام
قال تعالى: { وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ * أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ} [المائدة:49-50].
الشرح:
يأمر الله سبحانه وتعالى النبي صلى الله عليه وسلم بأن يحكم بين الناس بالوحي وبحكم الإسلام وألا يتبع أهواءهم أي ألا يحيد عن ذلك ويتبع أهواء البشر الذين قد لا تقنع عقولهم بتشريعات الله، فكل رفض لحكم الإسلام هو اتباع للهوى ولخطوات الشيطان، ثم حذر الله سبحانه نبيه الكريم ألا ينساق حتى للتخلي عن بعض الإسلام أو أحكامه في سبيل إرضاء هؤلاء المغرضين من أصحاب الأهواء والضلالة.
وأشباه هؤلاء موجودون في عصرنا وبعضهم من أبناء جلدتنا يتكلمون بلغتنا ويدعون أنهم على دين الإسلام، ورغم ذلك يدعون إلى التخلي عن بعض أحكام الإسلام المتعلقة بالسياسة والدولة بحجة عدم استعداء الغرب وبحجة جواز التدرج في الإسلام!
إن الحكم ببعض الإسلام والحكم ببعض الكفر هو في الحقيقة حكم بالكفر وليس حكم بالإسلام ولا يجوز تحت أي ذريعة كانت التخلي عن شيء من أحكام الإسلام ولو كان حكماً واحداً.
ثم أتبع الله سبحانه وتعالى في الآية التالية: (أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ). فليس هناك أفضل ولا أحسن من حكم الله فمن فضل حكم البشر والقوانين الوضعية على قوانين الله فقد كفر بالله وبدين محمد، وحتى لو ساوى بين حكم الله وحكم البشر خرج عن دين الإسلام باتفاق العلماء.
فكل حكم غير حكم الإسلام هو من أحكام الجاهلية ولو ادعى الأفاكون أنه من الحداثة والتطور في القوانين، ومن يمزج الكفر بالإسلام بحجة التدرج هو كذلك يطبق الجاهلية ويشرعن تطبيق الكفر تحت مسمى المصلحة والمفسدة التي هي فكرة خبيثة تعني بالمحصلة هدم الدين من أساسها وتمييع أحكامه لموافقة أهواء الغربيين.
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير ـ ولاية سوريا
أحمد صوراني
للاستماع للتسجيل:
- التفاصيل
ومضات قرآنية: ثقة المؤمنين التي لاتهتز
قال تعالى: (وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِندَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ (46) فَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ (47))
الشرح:
هذه الومضة القرآنية لمن آمن بالله رباً وبدينه مبدأً ونظام حياة، فهي له نفحة ثقة وقوة يستمدها من تأكيد الله على ما أسلف في كتابه من وعد بنصرة الإسلام وإعلاء كلمة دينه .
وفي الآيات إخبارٌ بواقعٍ يجده الساعون من الرسل ومن يتبعهم في مسار التغيير، من حربٍ شعواء يخوضونها ضد أعداء هذا الدين، يجدون فيها من مكرهم كل خبيث ويعايشون ما يحاك من مؤامراتٍ ضارية تستهدفهم، منها ما قد مضى ومنها ماهو آت .
لكن المؤمن بالله يقيناً يثق أن الله هو القوة العظمى في هذا الكون و يثق بأن مكره محبط لكل مكر ، والله عز وجل قد أخبر ثم كرر إخباره مع التوكيد بكفالته نصرة عباده المؤمنين ، فكيف لمن آمن به أن يخالج قلبه مثقال ذرةٍ من شك ؟
من هنا تأتي الثقة للمصطفّين خلف شرع الله إماماً يؤمهم في حياتهم بأن مسيرهم مهما طال فهو موصل إلى النهاية المشرقة التي يملؤها نور الله بدينه يعم الكون من أقصاه إلى أقصاه ، وإلى هذا الفسطاط ندعو كل القلقين والخائفين ، فمن أراد الثقة والطمأنينة فالموقع خلف شرع الله موصل إلى عز الدنيا و إلى الفوز في الآخرة .
فإلى من استفاق على غدر الأنظمة العميلة في تركيا والسعودية وقطر ، وإلى من آلمه إجرام شرذمة الأشرار حكام روسيا وإيران وعصابة أسد : إن ملأ اليأس صدوركم وظهر الفشل في مساعيكم فهي لأنها خُطّت على غير أمر الله ، فلوذوا إلى ملاذ يعصمكم من سوء العاقبة ، لوذوا إلى الله ربكم مالك الملك واستقيموا على ما أمر في تدبير شؤون هذه الثورة المكلومة يكن إشراق النصر مانشهده عما قريب بعون الله .
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير - ولاية سوريا
حسن نور الدين
للاستماع للتسجيل:
- التفاصيل
ومضات قرآنية: وجوب الحكم بين الناس بعدل الإسلام
قال تعالى: (إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِيراً) [النساء:58].
الشرح:
في هذه الآية الكريمة يؤكد الله سبحانه وتعالى على وجوب حفظ الأمانة وتأديتها لأصحابها وأهلها سواءً كانوا مسلمين أو غير مسلمين، ثم يعطف الله سبحانه وتعالى على ذلك بوجوب الحكم بالعدل، والعدل والإسلام أمران متلازمان لا يفترقان، فلا عدل بغير حكم الإسلام وتطبيق أنظمته التي هي من الله، لذلك أخطأ من قال بأنه قد يكون الحاكم عادلاً وهو يطبق غير الإسلام، واستدل بعضهم بقول النبي صلى الله عليه وسلم عن النجاشي حاكم الحبشة بأنه لا يظلم عنده أحد، بأن ذلك يقتضي بأنه عادل في حكمه وهذا غير صحيح، فمجرد وصفه في هذه الجزئية ونفي الظلم عنه في معاملة الرعية لا يقتضي أن يكون حاكماً عادلاً في عموم حكمه.
فإذا نظرنا إلى بلاد الغرب الآن فإنه يسمح حسب نظام الحريات المتبنى في الدول الرأسمالية، بأن يمارس المسلمون شعائرهم بدون مضايقات فيصلون ويجتمعون في المساجد ويلبسون لباسهم الشرعي في كثير من الدول التي تحكم بالكفر بدون مضايقات، فهل يمكن في ظل هذا الواقع أن نطلق على حكام تلك الدول بأنهم حكام عادلون؟!
إن واقع مراد النبي صلى الله عليه وسلم أنه أراد المقارنة بين حاكم الحبشة وحكام قريش الذين كانوا يضيقون الخناق على المسلمين ويمنعونهم من إظهار أبسط الشعائر الإسلامية بل كانوا يحاولون جاهدين دفعهم إلى الارتداد عن الإسلام والعودة إلى الشرك وعبادة الأصنام.
لذلك جاء الحديث في سياق طلب النبي صلى الله عليه وسلم من الصحابة الهجرة إلى المدينة فراراً من بطش قريش وقد حدد لهم وجهة هجرتهم بأن تكون إلى الحبشة معللاً ذلك بأن ملكها لن يظلمهم ولن يبطش بهم كما فعلت قريش، وإن كان ملك الحبشة يحكم بغير ما أنزل الله وإن كانت بلاده دار كفر كما هو واقع مكة المكرمة في ظل حكم قريش.
ومثل ذلك العبارة التي انتشرت عند كثير من الكتاب المعاصرين وهي أن "الله ينصر الدولة العادلة وإن كانت كافرة، ولا ينصر الدولة الظالمة وإن كانت مؤمنة" فهي عبارة غريبة وعجيبة في تناقضها فكيف تكون كافرة وعادلة بنفس الوقت وهل مع تطبيق الكفر عدل؟! ومن ثم كيف ينصر الله الدولة الكافرة وعلى من ينصرها؟
لا شك أن هذه العبارة والتي كثيراً ما نسمعها من المؤيدين للأنظمة العلمانية القائمة في بلاد المسلمين، المراد منها إضفاء نوع من الشرعية على الدول التي تسمي نفسها إسلامية، وتحارب الإسلام فهي برأيهم عادلة وإن كانت توصف بالكافرة كونها أقصت حكم الإسلام!
والخلاصة لا عدل إلا بتطبيق الإسلام تطبيقاً شاملاً لجميع نواحي الحياة في ظل دولة الخلافة على منهاج النبوة فبها يسعد المسلم وغير المسلم ويعيشون الحياة الهنيئة الرغيدة، ونحن نتكلم عن واقع ملموس عرفته البشرية على امتداد قرون من الزمان في حين كان الغرب الصليبي في تلك الحقبة يعيش العصور المظلمة تحت وطأة حكام يمارسون أشد أنواع الظلم ضد شعوبهم المقهورة.
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير - ولاية سوريا
أحمد الصوراني
للاستماع للتسجيل: