- التفاصيل
ومضات: تأملات في الحديث الشريف:
عن ابن عباس، رضي الله عنهما، قال: كنت رديف رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال لي:
" يا غلام، أو يا بني، ألا أعلمك كلمات ينفعك الله بهن؟ فقلت: بلى، قال: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده أمامك، تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، جف القلم بما هو كائن، فلو أن الخلق كلهم جميعا أرادوا أن ينفعوك بشيء لم يقضه الله لم يقدروا عليه، وإن أرادوا أن يضروك بشيء لم يقضه الله عليك لم يقدروا عليه، فاعمل لله بالشكر في اليقين، واعلم أن في الصبر على ما تكره خيرا كثيرا، وأن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسرا ".
أخرجه الترمذي والبيهقي بإسناد حسن والحديث بلفظ البيهقي.
في هذه الأوقات العصيبة حيث تصب حمم الكفر والإجرام على حلب وأهلها المحاصرين، وقد خذلها القريب قبل البعيد، وتساقطت آمال أهلها في تدخل دولي أو حتى إقليمي، يتوجب على أهل الشام الوقوف أمام هذا الحديث الشريف والذي فيه الحل لمأزقنا، فالمصطفى صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى، بل هو وحي من عند خالق السماوات والأرض، وهو أمر لنا يجب أن نطبقه حتى ننال رضوانه عز وجل، فلكي يحفظنا الله عز وجل علينا أن نحفظ شرعه وأوامره، والتي تتمثل بامتثال أوامره في الرخاء والشدة، وأن يكون التوحيد خالصاً له بالعبادة والإستعانة والرجاء، فلو اجتمعت كل المخلوقات بإنسهم وجنّهم على أن ينصروا ثورتنا لن يستطيعوا إلا بأمر الله، ولو اجتمع كل المخلوقات بإنسهم وجنّهم على أن يقضوا على هذه الثورة لن يستطيعوا إلا بأمر الله، فكل شيء بقضاء الله عز وجل وقدره، وقد قدر العليم الحكيم على أهل الشام أن يكونوا في طليعة الأمة لمواجهة قوى الإجرام العالمي، وهذا شرف عظيم وابتلاء كبير في الوقت ذاته، فإما أن نعمل بأوامر الله عز وجل وهو أن نعتصم بحبل الله وحده لا بغيره، و نسقط نظام الإجرام ونقيم بدله نظاماً يرضيه جل جلاله، لتكون الشام المدينة المنورة الثانية و ينطلق منها نور الإسلام ليعم العالم مرة أخرى، أو أن نتبع شياطين الإنس والجن، فنرضى بالمال القذر القادم من أعداء الله، ونضع أنفسنا وسلاحنا في يد مخابرات أمريكا وعملائها في المنطقة، فنجمد الجبهات ونوقف القتال ونتوقف عن نصرة إخواننا، ثم نرضى بالحلول السياسية، ليتحول بعض القادة إلى أمراء حرب، يبيعون آخرتهم بمتاع قليل في الدنيا.
ولنعلم أن ما قدره الله عز وجل ماض، لذلك فلنحمد الله على نعمة الإسلام ونشكره أن منّ علينا فجعل من بيننا شهداء يشفعون لنا ووضعنا في كربٍ شديدٍ يحط من خطايانا ويرفع من درجاتنا، ومالنا إلا أن نكون من عباده العاملين في سبيله فينصرنا الله عز وجل بعد صبر وجهد، نعم فالانعتاق من المال السياسي ليس بالسهل لكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يخبرنا بأن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب وأن مع العسر يسرا، فالنصر بيد الله عز وجل وحده رفعت الأقلام وجفت الصحف.
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير - ولاية سوريا
مصعب الرشيد الحراكي
- التفاصيل
ومضات: "التَوَكُّلَ عَلَى اللَّهِ"
قال تعالى: (وَمَا لَنَا أَلا نَتَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَى مَا آذَيْتُمُونَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ) (12) إبراهيم.
إن التوكل على الله أمر التبس على البعض فراح يقعد عن القيام بالواجبات تحت ذريعة التوكل على الله، وهناك فارق بين التوكل والتواكل، حيث هنا تأتي هذه الآية بعد نقاش بين الرسل وقومهم، أي بعد تبيلغ الدعوة والقيام بالواجب، يأتي التوكل على الله والصبر على الأذى الذي سيلحق بهم جراء قيامهم بقول الحق وتبليغ الدعوة، فليحذر الذين يتركون القيام بما فرضه الله ويدّعون أن ذلك توكلاً على الله، ولعل حديث (اعقلها وتوكل) أخرجه الترمذي من حديث أنس. لا يخفى على أحد وهو يبين حقيقة الأخذ بالأسباب الشرعية وأن التوكل يكون قبل القيام بالعمل مع ملاحظة استمراره أثناءه لقوله تعالى (...فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ) أي بعد المشاورة والعزيمة توكل على الله واعمل. وإننا في ثورة الشام، لا يصح القول أننا نتوكل على الله دون القيام بما فرضه الله علينا، والواجب اليوم هو جمع القوى المتفرقة وتوحيدها حول مشروع سياسي واضح، وقطع جميع أشكال نفوذ الغرب الكافر عن بلادنا، والعمل الجاد لإقامة دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، وهنا تأتي حقيقة التوكل على الله.
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير - ولاية سوريا
منير ناصر
- التفاصيل
ومضات: ترامب... وجه أمريكا الحقيقي
شعر الكثير من المسلمين بصدمة كبيرة بعد صدور نتائج الانتخابات الأمريكية، والتي أوصلت الملياردير المتعصب دونالد ترامب لقيادة أقوى دولة في العالم، الشخص الذي ما فتئ يهاجم الإسلام والمسلمين و ينادي بمنع دخولهم إلى الولايات المتحدة بل وطرد اللاجئين، وتعدى ذلك لإبراز مواقف عنصرية ضد الأمريكين من أصول إفريقية ولاتينية وغيرهم من الأعراق.
رغم أن صدمة البعض مبررة إلا أن الأمر ليس كما هو ظاهر، فالديمقراطيون أمثال أوباما وهيلاري كلينتون لم يكونوا أصحاب قلوب رحيمة كما يدعون، بل هم ذئاب متخفون خلف قناع الحمل، و على الرغم من تصريحاتهم الإنسانية و إدعائهم دعم الديمقراطية نشاهد حجم الإجرام والدمار الذي حل في بلاد المسلمين بأمرهم، وأبرز ساحات الإجرام الأمريكي هي سورية التي تقبع تحت حكم عملائهم لعقود، حيث خرجت ثورة تنادي بالتحرر من قيد النظام ومخابراته فقوبلت بالقتل والقصف والتهجير، ودفع كلام أوباما المعسول و غياب الوعي السياسي عند البعض لأن يعقدوا آمالهم على القيادة الأمريكية التي مافتئت تقول إن بشار فقد شرعيته، وأن أيامه في السلطة باتت معدودة، لكن الواقع أثبت أن أوباما أعطى الضوء الأخضر للنظام في قتل وتهجير المسلمين، بل واستخدام الأسلحة الكيماوية، وفي ذات الوقت أعطى أوامره لباقي العملاء في المنطقة بدعم النظام ومنع سقوطه تحت ضربات الثوار، ليصل به الحال لاستدعاء روسيا المجرمة كي تقوم بدور القاتل المأجور في سبيل إجبار أهل الشام على العودة لسلطة النظام، وليس خافياً إجرام أمريكا عبر عملائها في العراق و مصر وليبيا واليمن ..... والقائمة تطول.
إن سياسة أمريكا الخارجية ثابتة في محاربة الإسلام، لكن أسلوب الديمقراطيين يبطن الشر ويظهر الخير، أما الجمهوريون فلا يستطيعون إخفاء حقدهم، ويظهرونه بشكل علني، فلا خلاف بين الحزبيين في الطريقة لكن الخلاف في الأسلوب.
ورغم أن ظاهر هذه الانتخابات مصيبة كما يراها البعض إلا أننا نسأل الله عز وجل أن يجعلها فرجاً لأهل الشام الصابرين المحتسبين، وبشرى بأن ثورتهم المباركة لن تتراجع أمام هذا المتعصب ترامب، فالثورة التي شيبت رأس أوباما المجرم مدعي الديمقراطية ومناصرة الثورات، لن تقبل التراجع أمام من يظهر العداء صراحة، حيث أن بعض المسلمين وللأسف تم استدراجهم وخداعهم من قبل أمريكا و شعاراتها الكاذبة، فقبلوا أن يكونوا عملاء لها سواء في الجانب السياسي أو العسكري، و رضوا بأن تزودهم أمريكا بالدعم، لكن قناع أمريكا سقط اليوم ليظهر وجه سياستها القذرة، وتزول الغشاوة عن أعين الكثيرين، فإما العودة إلى الثورة النقية التي شعارها "يا الله مالنا غيرك يا الله"، أو العودة إلى حضن النظام عميل أمريكا والذي لن يوفر دمائهم.
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير - ولاية سوريا
مصعب الرشيد الحراكي
- التفاصيل
ومضات: لماذا أضحى مشروع الخلافة هاجساً يرعب الغرب الكافر
لقد نجح حزب التحرير في أن يكشف حقيقة الصراع بين المسلمين والغرب على أنه صراع حضاري بين مبدأ الإسلام القائم على العبودية لله وحده وبين مبدأ الكفر القائم على فصل الدين عن الحياة الذي يؤدي أن الحكم ليس لله وإنما للبشر .
لقد كشف الحزب عن عقيدة الغرب الكافر وعن النظام المنبثق من عقيدته ليظهر للمسلمين اختلاف عقيدة الغرب الكافر ومانتج عنها من تشريعات عن عقيدتهم وشريعتهم اختلافا واضحاً وهو على النقيض من عقيدة الإسلام.
وفي سبيل حسم هذه المواجهة ينادي حزب التحرير بوحدة الأمة وإعادة الخلافة كما كانت خلافة إسلامية راشدة على منهاج النبوة وإزالة نفوذ الغرب الكافر وأعوانه وعملائه وأذنابه ومؤسساته ومنظماته من بلاد المسلمين فيكشف واقعها ويفضح أعمالهم في بلاد المسلمين ولذلك يعمل الحزب على ضرب الأفكار الغربية المسمومة وبيان فسادها واستبدالها بما هو خير منها: الإسلام وأفكاره ومفاهيمه الصحيحة ودستوره العظيم بما يحويه من نظام حكم ونظام إقتصاد وتعليم واجتماع ...الخ
إن للخلافة تاريخا عالميا ناصعا ولما كان زعماء الغرب يعرفون هذا التاريخ ؛ بدؤوا بحرب استباقية على المسلمين وخاصة أهل الشام خوفا من مارد الخلافة الراشدة الثانية التي نحن على أبوابها فسلطوا على المسلمين عملائهم وأذنابهم وجيوشهم وأسلحتهم الفتاكة لوأد ثورة الشام ومنع أي خطر يهدد مصالحهم في بلاد المسلمين بحجة الحرب على الإرهاب.
إن الغرب يخشى فكرة الخلافة لأنها ستحسم الصراع الحضاري لصالح المسلمين وقد تآكلت حضارتهم وتهاوت ولايفصل بينها وبين الهلاك سوى بروز مشروع حضاري آخر وهو المشروع الإسلامي
فهل نكون نحن من وعد الله أن تقوم الخلافة على أيديهم حين قال الله تعالى : (وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون).
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير - سوريا
يمامة الشام
- التفاصيل
ومضات: نجوم القرن الحادي والعشرين
كثيرا ما تبرز الشاشات التي تشد الناظرين من الناس رموزا وأشخاصا تجعلهم في مقام النجوم التي يستضاء بنورها ويهتدى بها، وهم في حقيقتهم ظلمات بعضها فوق بعض إن كانوا في مقدمة الركب فهم سائقوه إلى الهلاك، عن النجوم المزيفين من المغنين والراقصين ولاعبي الكرة ذكورهم وإناثهم وغيرهم أتحدث، بل عن رموز فكرية و سياسية في بعض الأحيان ممن تلمعهم الشاشات وتكتب حول خياناتهم الأقلام ليجعلوا من الخيانة سلوكا عنوانه الذكاء وغلافه فقه الواقع عن هؤلاء أتحدث أيضا على سبيل القدح والتحذير فتلك نجوم آفلة.
أما مدحا وتمجيدا فعن نجوم ساطعة ولازالت، لن أبدأ بأبي بكر ولن أنتهي بخالد بن الوليد فتلك أمة قد خلت وحديثنا الآن عن نجوم القرن الحادي والعشرين.
حديثنا عن تلك الفتاة من بنات الشام التي أحاط بها الركام من كل صوب وقد أطبق السقف عليها إثر غارة جوية فتداعى لها من حولها من أهل الخير في غوطة دمشق لينقذوها وينتشلوا حياتها من بين الركام فماسمعت الآذان منها إلا "عمو لاتصورني ماني محجبة" ومثلها كثير من رموز العفة والحرص أشد الحرص على لزوم أحكام الله.
حديثنا عن المحاصرين في أرضهم الثابتين على أمر ربهم الماضين في ثورتهم، لا تنال من عزيمتهم مدافع أسد ولاطائرات روسيا ولا مقاتلو إيران، ولاتنطلي عليهم أكاذيب ديمستورا ولا يقيمون أي حساب لترغيب سفير أمريكا راتيني لهم بنعيم الهدنة ومكاسب الحل السياسي الأمريكي.
حديثنا عمن حمل السلاح دفاعا عن أهله وعرضه وأقسم أن لايضعه حتى يفنى طاغية الشام وعصاباته وتفنى معه تشريعات العلمانية وتولي إلى غير رجعة التبعية الذليلة لدول الكفر، فعرف أن طريقه لن تعينه عليه مؤونة تركيا أو سلاح آل سعود ولن يهونه عليه قلق بانكيمون أو قرارات مجلس الأمن الدولي فمضى متوكلا على ربه وقلبه ينبض بـ (حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله إنا إلى الله راغبون).
حديثنا أيضا عمن هاجر نصرة لإخوانه وقد عبرت صرخات أهلهم في الشام حدود سايكس بيكو نحوهم بلا تأشيرة، فجسدوا آية (إنما المؤمنون إخوة) جسدوها وداعا لأهليهم وأموالهم ووداعا لنعيم الدنيا وملذاتها وقد باعوها لله بـ (أن لهم الجنة).
حديثنا عن حملة الدعوة المؤمنين، الساعين إلى جمع شتات الأمة على ميراث النبوة، زادهم في ذلك كتاب الله وسنة رسوله، يقولون الحق محذرين عند الأخطار، مرشدين إلى صراط الله المستقيم لايقيمون اعتبارا لرضا فلان ولايخشون غضبة سلطان، إلى تاج الفروض يدعون وبقوله صلى الله عليه وسلم "ثم تكون خلافة على منهاج النبوة" يبشرون.
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير - ولاية سوريا
حسن نور الدين