press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

 

 

 

photo 2025 06 16 21 59 00

مقتطف من مقال في جريدة الراية بعنوان:
شكل نظام الحكم في سوريا بين فرض رب العالمين ومكر المتربصين

ناصر شيخ عبد الحي
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا

بعد أن منّ الله على أهل الشام بإسقاط أسد المجرم، ها هي الدول الكبرى في العالم وعلى رأسها أمريكا، تسارع في الكيد لهم كي لا تخرج سوريا عن السيطرة، وأن تكون امتداداً لنظام بشار، أي تبقى كما كانت دولة تابعة عميلة وحامية لحدود كيان يهود، فبدأت تلك الدول تضع الشروط والمواصفات لسوريا ما بعد الأسد، مُجْمِعَةً في تأكيدها على محاربة الإسلام، فراحت هذه الدول التي تتقاطر وفودها إلى دمشق تربط ملف رفع العقوبات باستجابة الإدارة الحالية للضغوطات الغربية ورؤيتها لشكل الحكم في سوريا، مدعومةً بإعلامٍ علماني يُسَوِّق أن مستقبل سوريا سيكون دولة ديمقراطية مدنية علمانية تقصي الإسلام عن الحكم والدولة والمجتمع، مع تشكيل حكومة لا تقصي أحداً، ويدّعون زوراً وبهتاناً بأنها مطالب الناس.

 photo 2025 06 18 13 41 26

 

أهلنا الذين صمدوا على مدار 13 عاماً في وجه آلة القتل والدمار وبذلوا الدماء والأشلاء وعظيم التضحيات لا يرون غير الإسلام والحكم بما أنزل الله مستقبلاً لسوريا، ومن أجل هذا الهدف العظيم جاد أهلنا بما يقرب من مليوني شهيد، صابرين ومحتسبين. لذلك، فإنه من الضروري تبيان شكل الحكم في الإسلام لتنتقل القضية من شعار يتوق المسلمون لعودته إلى واقع واضح في أذهانهم ومنضبط في أفكارهم، يبذلون كل جهد من أجل ترسيخه وتحقيقه.

 

 

 20

 أهلنا الثابتين على أرض الشام، أهل الملاحم والبطولات:
إن حزب التحرير قد وضع بين أيديكم التصور الواضح لنظام الحكم في الإسلام الذي حكم به أئمة الهدى سادتنا أبو بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم أجمعين، وحريٌّ بكم الالتزام بما أمركم به ربكم الذي بيده وحده نصركم وعزكم، وقد رأيتم معيته سبحانه التي حملتكم إلى دمشق منتصرين، ولا يليق بكم أيُّ نظامٍ علماني يُطرح عليكم يُسخِط اللهَ ويشقي عباده، حتى ولو كان مُجمَّلَ الوجه مُزكّىً من القنوات الفضائية المسيّسة، وحتى لو تمسّح بذكر الإسلام ما دام مضمونه هو الديمقراطية والحكم بغير ما أنزل الله. قال تعالى: ﴿وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللهُ إِلَيْكَ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ * أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ حُكْماً لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ﴾.

 

21

 

نسأل الله لأهلنا في سوريا وكل بلاد الإسلام الثبات على الحقّ، والعزةَ بحكم الإسلام ودولته الخلافة التي بشرنا النبي ﷺ بعودتها على أنقاض الحكم الجبري حيث قال: «ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةً عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ»، فبها وحدها نستعيد عزنا المفقود وقدسَنا من يهود، وبها وحدها نعيد كتابة التاريخ من جديد ونعود بحقٍ خيرَ أمة أخرجت للناس، وما ذلك على الله بعزيز.

 

photo 2025 06 16 21 55 25



من البديهيات في السياسة أن إقامة الدولة المبدئية تقوم على فكرة عقائدية شاملة لكل نواحي الحياة، على المستوى السياسي والإقتصادي والإجتماعي والتعليمي والثقافي ونظام الحكم والقضاء وتشريع القوانين.
والدولة المبدئية الوليدة لا تكون امتدادا للدولة السابقة لا بجزئيات ولا بكليات، بل تقضي على كل مايمت إلى الدولة السابقة من الرجال والأفكار والأوساط كرجالات الدولة السابقين والأفكار السائدة والأوساط السياسية والإقتصادية و الأدبية والإعلامية وغيرها التي استخدمها النظام السابق لدعمه و ترويجه و تبرير سلوكه. وعلى هذا فالحكومة السورية الوليدة انزلقت بمنهجية تبريرية في إرضاء المجتمع الدولي تحت ذريعة الحاجة والضعف الاقتصادي وعدم القدرة على مواجهة المجتمع الدولي. وتماهت معه بعيداً عن الإسلام وأحكامه وتشريعاته الشاملة مبتغية العزة والقوة عند أعداء الإسلام. قال تعالى:(ٱلَّذِينَ يَتَّخِذُونَ ٱلْكَٰفِرِينَ أَوْلِيَآءَ مِن دُونِ ٱلْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ ٱلْعِزَّةَ فَإِنَّ ٱلْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا).
ومن المصائب في إرضاء المجتمع الدولي العفو عن الشبيحة و المجرمين من النظام البائد و تصديرهم كشخصيات محترمة ووجهاء فيما يسمى (السلم الأهلي والعدالة الإنتقالية)، وهي مصطلحات فضفاضة رغم ما ارتكبوه من جرائم قتل وتعذيب ونهب واغتصاب للحرائر لن تمر على أهل الثورة.
والمصيبة الأكبر على الدولة وأهل الثورة أن يتم دمجهم في أجهزة الحكومة بحجة أنهم أهل خبرة ولم تتلطخ أيديهم بالدماء أو لم يرتكبوا جرائم كبرى وكأنه هناك جرائم كبرى وصغرى في قتل المسلمين واغتصاب أعراضهم وتدمير مدنهم.
ونحذر الحكومة السورية الإنتقالية بأن ما تقوم به من التسامح مع المجرمين و العفو عنهم و مصطلح السلم الأهلي والعدالة الإنتقالية ما هو إلا لتدوير نفايات النظام السابق وتطبيقاً حرفياً للقرار (٢٢٥٤) القاضي بنقل السلطة سلميا وهذا يؤدي إلى تقويض الحكم الحالي ليعود النظام السابق بحلة جديدة يعيد فيها جرائمه من قتل وتدمير و سجن واغتصاب وانتقام من أهل الثورة، فالأمر جد خطير، فاتقوا الله فيما أنتم فيه.
قال تعالى :( يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ ٱسْتَجِيبُواْ لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ ٱللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ ٱلْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ * وَٱتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً وَٱعْلَمُوۤاْ أَنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلْعِقَابِ).

كتبه للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
مصطفى عتيق

 

 

photo 2025 06 16 21 38 29

المنصب في الإسلام ليس تشريفًا، بل تكليفٌ عظيمٌ وحملٌ ثقيل، أدرك ذلك الخلفاء الراشدون جيدًا، ووعاه الناس من بعدهم، فقاموا يراقبون ويحاسبون، لا بدافع الفتنة ولا بغرض التشويش، بل لأن الإسلام جعل السلطان للأمة، فهي صاحبة الحق في تعيين من ينوب عنها لتطبيق أحكام الشرع، على اعتبار أن السيادة للشرع والسلطان للأمة.
ومن هذا الفهم نشأ حق الأمة في المحاسبة، وهو جزء أصيل من نظام الحكم في الإسلام، وقد فهم الخلفاء هذا الحق وعملوا به. فكانت أبوابهم مفتوحة، وآذانهم صاغية، وقلوبهم راضية بالحق مهما كان صاحبه.
وقد جسد عمر بن الخطاب هذا المفهوم في أكثر من موقف، فقام سلمان الفارسي يوقفه وهو على المنبر، سائلاً إياه عن ثوب زائد عن حصته في القماش، فلم يغضب عمر ولم يقمعه، بل طلب من ابنه عبد الله أن يخبر الناس بالحقيقة، فقام وقال: "إن أبي أخذ ثوبي فضمّه إلى ثوبه"، فقال سلمان: "الآن نسمع ونطيع".
وفي موقف آخر، حين أراد عمر أن يحدد المهور، اعترضته امرأة من عامة الناس، وقالت له: "يعطينا الله وتمنعنا؟ ألم يقل الله: ﴿وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنطَارًا﴾؟"، فوقف عمر أمام رأيها وقال بكل تواضع: "أصابت المرأة وأخطأ عمر".
والملاحظ أنه لم يخرج أحد من الصحابة ليرد على من أنكر في هذين الموقفين باتهامه بأنه "صاحب فتنة"، أو القول بأن "الخليفة حكيم لا يخطئ، وأفعاله مدروسة، وهو أدرى بالمصلحة". لم يقل أحد ذلك، لأنهم كانوا يدركون أن للأمة حقًا مقدسًا في المحاسبة والمساءلة.

كفانا اليوم تبريرًا لأخطاء الحكام، وكفانا تصدّيًا لكل من ينكر منكرًا أو يعارض ظلمًا، وكفانا وصف من يقول كلمة الحق بأنه "مفتن" أو "لا يفقه"، وكأن الدولة معصومة، وكل قراراتها منزّهة ومدروسة بعناية لا تقبل النقاش.
إن مثل هذه الأقوال لا تضيف للدولة حكمة، ولا تمنحها هيبة، بل تكرّس الاستبداد وتغلق باب الإصلاح، فإنما نهضت أمة الإسلام يوم كان فيها من ينكر، ومن يقوّم، ومن يُسمع صوته في وجه الباطل دون أن يُخوّن أو يُتهم.
وهذه هي خيرية الأمة التي حدّدها الله تعالى في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، حيث قال عزّ وجل: ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ، تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ﴾ [آل عمران: 110].

وقد بيَّن رسول الله صلى الله عليه وسلم أهمية هذا الدور في الحديث الشريف: (مثل القائم على حدود الله، والواقع فيها، كمثل قوم استهموا على سفينة، فأصاب بعضُهم أعلاها، وبعضُهم أسفلها، فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم، فقالوا: لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقًا، ولم نؤذِ من فوقنا، فإن يتركوهم وما أرادوا هلكوا جميعًا، وإن أخذوا على أيديهم نجوا، ونجوا جميعًا). [رواه البخاري].

كتبه للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
وائل مسعود

 

 

 

photo 2025 06 16 21 42 46


مما تذكره كتب الأدب واللغة العربية أن قوماً خرجوا إلى الصيد، في يوم حار، فبينما هم كذلك إذ عرضت لهم أم عامر وهي الضبع، فطردوها حتى ألجؤوها إلى خيمة أعرابي، فاقتحمتها. فخرج إليهم الأعرابي فقال: ما شأنكم؟
فقال: صيدنا وطريدتنا.
قال: كيف وقد دخلت بيتي واستجارت بي؟ كلا والذي نفسي بيده لا تصلون إليها ما ثبت قائم سيفي بيدي، فرجعوا وتركوه، فقام إلى شاة له فحلبها وقرب إليها ذلك، وقرب إليها ماء، فأقبلت مرة تشرب من هذا ومرة تشرب من هذا حتى عاشت واستراحت، فبينما الأعرابي نائم في جوف بيته، إذ وثبت عليه فبقرت بطنه، وشربت دمه، وأكلت حشوته وتركته.
فجاء ابن عم له فوجده على تلك الصورة، فالتفت إلى موضع الضبع فلم يرها فقال في ذلك:
ومن يصنع المعروف في غير أهله . . . يلاقي الذي لاقى مجير أم عامر.
وأم عامر هي كنية الضبع،
فلأجل هذا قالت حكماء العرب: إن المعروف إلى الكرام يعقب خيراً، وإلى اللئام يعقب شراً، ومثل ذلك مثل المطر، يشرب منه الصدف فيعقب لؤلؤاً، وتشرب منه الأفاعي فيعقب سماً. وقال سفيان الثوري رحمه الله تعالى: وجدنا أصل كل عداوة اصطناع المعروف إلى اللئام.
ولعمري لا نرى شبهاً لهذه الأمثال العربية إلا ما نراه اليوم ممن يسمون أنفسهم لجنة السلم الأهلي.
فهم مثل ذاك الأعرابي الذي أجار الضبع من القتل، ثم أطعمها وسقاها، فقامت بقتله وأكله. فقد أطلقوا الشبيحة والمجرمين والوالغين بالدماء والهاتكين للأعراض، يبتغون عندهم العزة والمنعة، ويبتغون رضى الدول الغربية عنهم في التعامل مع ما يسمى بالأقليات، وقد غفلوا عن قوله تعالى: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا} [فاطر: 10].
ألا يدركون أن ما يفعلونه معناه أن الحاضنة الشعبية الثورية ستنفض عنهم وتتركهم ولن تقف معهم وستتخلى عنهم!
ألا يدركون أنهم إن فعلوا ذلك فإن هؤلاء الشبيحة سيكونون هم المعول الذي يهدم بنيانهم!
ألا يدركون أنهم يتزلفون للقتلة المجرمين على حساب دماء الشهداء التي ستلعن من ضيعها وساوم عليها وباعها في سوق النخاسة!
ألا يدركون أنهم قد فعلوا جريمة شنعاء ستكون وصمة عار عليهم إلى يوم الدين!!
ألا يدرك هؤلاء أن هذه السياسة تجاه الشبيحة والقتلة والمجرمين هي مثل قول العرب قديماً: سمّن كلبك يأكلك!

كتبه للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
محمود عبدالرحمن

 

 

مقتطف من بيان صحفي للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا بعنوان:

فتح قنوات التواصل والمسالمة والتطبيع مع كيان يهود

منزلق خطير وشر مستطير يأباه ديننا والصادقون من إخواننا

 

7

منذ سقوط النظام البائد وكيان يهود يعربد في الشام مستبيحاً أرضها وسماءها، ومستهدفاً بشكل سافر مقدراتها وأسلحتها وثكناتها ومطاراتها، يحتل أجزاء من أراضيها، ويتدخل بكل صفاقة وفجور لدعم بعض الأطراف، تحت ذريعة حماية الأقليات، واتخاذهم أدوات لتحقيق مصالحه لا مصالحهم، دون أن يواجه هذا العدوان الصفيق برد مبدئي حازم يؤدب يهود ومن وراء يهود ويرسل رسالة تحدٍّ و عز، مفادها أن من أكرمه الله بإسقاط طاغية جبار وقف معه كل أعداء الإسلام لقادرٌ أن يُنسي يهود (أجبن خلق الله في الحرب والمواجهة) وساوس الشيطان؛ ولكن بدلاً من هذا الرد المبدئي الحاسم، كانت سياسة استجداء المجتمع الدولي لإيقاف هذا العدوان رغم أن المجتمع الدولي من أوجد هذه البؤرة السرطانية على أرض فلسطين، وهو الذي يحميها ويعطيها الضوء الأخضر لحرب الإسلام وأهله خوفاً من عودة دولته وحكمه وسلطانه، وهو الذي يمدها بكل أنواع الأسلحة، وعلى رأسه أمريكا، لمواجهة ثلة مؤمنة صادقة مجاهدة في غزة، أسقطت هيبة النتن والكيان وجيشه وجنوده ومرغت أنوفهم جميعاً في التراب، رغم شح الزاد وقلة العدة والعتاد وخذلان القريب والبعيد.

 8

 

 إن المطلوب من ثورة الشام بعد أن أكرمها الله و منّ عليها بإسقاط النظام البائد، وما هو متوقع منها، وهي التي ذاقت مرارة الخذلان، أن تبادر لحشد طاقات الأمة وتوحيد عوامل قوتها لإقامة حكم الإسلام ودولته، لتبنّي قضايا الأمة المصيرية وعلى رأسها نصرة أهلنا في فلسطين، بل العمل على تحريرها من رجس يهود، وهو ما كان ينتظره منا أهل غزة بل كل فلسطين بما فيها القدس الأسيرة والأقصى الحزين، بأن يكون أهل الشام أول المسارعين لإنهاء حقبة عقود ظالمة مظلمة من احتلال الكيان المسخ لأرضنا ومقدساتنا تحت مرأى ومسمع جيوش الأمة التي يحاول حكام أنظمة الضرار تقزيم دورها بحماية عروشهم لتبقى خط الدفاع الأول عن يهود الذين لا يصمدون جولة نزال واحدة إذا جد الجد وحمي الوطيس وثارت ثائرة الأمة وأهل القوة فيها فتحركت الجيوش مهللين مكبرين لجعل الكيان أثراً بعد عين. 

 

 

9

 

إن الخوف يعشعش في نفوس ساسة كيان يهود رغم استعراض بطولاته وعضلاته، فتَفَوّقُه موهوم منكسر وكيانه بإذن الله مهدوم مندحر، طال الزمان به أو قصر، كيانٌ مسخ لا ينفع معه إلا اجتثاثه وقطع دابره المنتفش.
ولطالما قلنا أن هذا الكيان لا ينفع معه خطاب المسالمة ولا المداهنة ولا الملاينة ولا رسائل السلام، إنما هو حل واحد لا ثاني له مسطور في كتاب الله وسورة الإسراء، آيات تتلى إلى يوم الدين: (فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا).

 

10

 

وإن ما نراه من تحركات ونسمعه من تصريحات التعايش مع الجوار والانفتاح على الفجار كمقدمة للتطبيع و "سلام الشجعان" لينذر بخطر عظيم يتهدد أهل الشام وينقلب على أهداف ثورتهم وثوابتها التي قدموا ملايين الشهداء والمهجرين من أجلها.
إن مجرد التفكير ومحاولة التواصل مع كيان يهود لهو، مهما كانت تبريراته، جريمة كبرى، ومنزلق خطير ووصمة عار يجب ألا يسكت عنها أبناء ثورة قدمت عظيم التضحيات.

 

 11

 إن المواقف البراغماتية يأباها دينُنا وأنَفَةُ رجالنا، ويصنفها مسلمو سوريا أنها من الكبائر الموبقة التي يجب إنكارها والوقوف في وجهها لأنها منزلق خطير ومقدمة للسير في مستنقع التنازلات أملاً في رفع العقوبات، ولتثبيت أركان الحكم على شفا جرف هار. فالحكم ما لم يكن أساسه عقيدة الإسلام وسنده الصادقون من أبنائه، فمآله الانهيار، بعد أن يخدم مصالح الدول المتآمرة.

12 

 إن سواعد رجال الإسلام الذين تغص بهم أرض الشام وما حولها من بلاد الإسلام تتوق ليوم الزحف والملحمة خلف قيادة صادقة مخلصة تمثل بحق أهل الثورة وتضحياتهم وتقودهم لعزهم ورفعتهم، وهذا لا يكون إلا عندما يُحكّم شرع الله عبر دولة الإسلام التي وعدنا رسولنا صلى الله عليه وسلم بعودتها فقال: (ثم تكون خلافة على منهاج النبوة)، ونسأل الله أن تكون الشام عقر دارها، وما عدا ذلك فهو سير في ركاب الدول وما تفرضه علينا من سياسات وما تصدّره لنا من قرارات وتشريعات ترضي الغرب وتشقينا. إن صراعنا مع يهود ليس صراع حدود بل صراع وجود، يُتخذ حياله إجراء الحياة أو الموت، حتى يأتي أمر الله الذي خطه لنا في سورة الإسراء وإن ذلك لكائن بإذن الله ونسأل الله أن يجعله قريباً.