ألقى الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية أحمد الشرع كلمةً على إثر الأحداث الجارية في السويداء وتحرك كيان يهود وضرب العديد من المواقع الإدارية منها والعسكرية وسقوط عدد كبير من الشهداء تقبلهم الله، وقد كانت كلمته مغمورة بالوطن والوطنية بل هي مرجعية للخطاب وأساس في الحكم.
إن كلمة وطن في اللغة تعني الحي الذي ولد فيه الانسان، فمثلا يقول قائل أنا ذاهب إلى وطني، أي إلى حارتي التي ولدت فيها ونشأت بها، وهذا معروف عند العرب.
وإن الغرب الكافر عندما قسم بلاد المسلمين بعد إسقاط دولتهم فخّم معنى الوطنية وأعطاها أكبر من حجمها بكثير، فقد مزق وحدتهم بهذا التقسيم فجعل لكل دويلة علما وحاكما ودستورا خاصا به، فضمن بذلك تفريق المسلمين فلا يكونون أمة من دون الناس والله سبحانه يقول: ﴿إِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ﴾. [ سورة الأنبياء: 92].
ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا أيها الناسُ! إنَّ ربَّكم واحدٌ، وإن أباكم واحدٌ، ألا لا فضلَ لعربيٍّ على عجميٍّ، ولا لعجميٍّ على عربيٍّ، ولا لأحمرَ على أسودَ، ولا لأسودَ على أحمرَ إلا بالتقوى إنَّ أكرمَكم عند اللهِ أتقاكُم).
إن الوطنية ليست من الإسلام في شيء، بل هي مصطلح وضعه أعداء الأمة والبسوه اللبوس الإسلامي، فعندما تحدث الرئيس احمد الشرع عن حماية وحدة البلاد ومحاربة تفريق الأمة، فهو يقصد سوريا فقط، أي لا علاقة لإدارة المرحلة في سوريا لا بأهل فلسطين ولا غزة ولا كشمير ولا السودان ولا أفريقيا ولا أفغانستان ولا غيرهما من المسلمين في العالم الإسلامي.
إن على إدارة المرحلة اليوم إدراك ما يحاك لسوريا ولهم وإدراك أن التبعية للغرب الكافر وعلى رأسه أمريكا لن يجلب إلا الخسران الذي جاء على نظام أسد المجرم البائد وغيره من الأنظمة التي سبقته، وأن العملاء في بلاد المسلمين هم أدوات عند الغرب يتم تبديلهم في أي وقت يريدون ذلك.
وإن أرض سوريا هي أرض الجهاد والرباط والمرابطين ومنها منطلق الجهاد في سبيل الله، فهي أرض الغزو والتكبير، والحرب مع كيان يهود ليست حربا لا طائل منها كما ذكر في الكلمة، بل هي حرب مباركة بشر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأن الخائضين فيها منتصرون ضد قتلة الانبياء.
إن الوطنية كانت ولا زالت لا تجلب الخير لا للإسلام ولا للمسلمين، بل على العكس، فرقت الأمة وجعلت بين أبنائها حدوداً مصطنعة تهدف إلى كسر بيضة المسلمين واستئصال شأفتهم وشوكتهم، ومن أولى الأولويات في بناء دولة جديدة هو فتح الحدود مع من حولهم من بلاد المسلمين فتكون أقوى مما عليه وأشد بأسا على أعداء الله ورسوله والمؤمنين، وهذا لا يكون إلا عندما نتوحد في ظل دولة الإسلام، الخلافة التي بشر بعودتها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال تعالى: ﴿إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ﴾. [غافر:51].
كتبه للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
أحمد شهاب الدين