press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

 

3333




بتاريخ 16/7/2025م، وبشكل صادم ومفاجئ، أعلنت وزارة الدفاع السورية، بدء انسحاب قوات الجيش السوري من مدينة السويداء، بعد اتفاق بين الحكومة ومشايخ عقل الدروز وإعلان الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية أحمد الشرع تكليف فصائل محلية ومشايخ عقل الدروز مسؤولية حفظ الأمن في السويداء، بعد أيام من الاشتباكات العنيفة الدامية التي راح ضحيتها المئات من إخواننا شهداء، وذلك بعد دعوة أمريكية إلى خروج القوات الحكومية من المحافظة، وبعد شنّ طيران كيان يهود سلسلة غارات عنيفة على دمشق استهدفت مبنى الأركان ووزارة الدفاع ومحيط القصر الرئاسي، وبعد قصف سابق طال مناطق عدة في أرياف دمشق ودرعا والسويداء، موقعاً أعداداً كبيرة من الشهداء والجرحى. ليتلو هذا الانسحاب أعمال غدر انتقامية قذرة يندى لها الجبين، طالت دماء أهلنا بدو السويداء وأعراضهم؛ خطف وقتل وتعذيب وسحل بالسيارات في الشوارع، على يد المليشيات الدرزية التي تستقوي بكيان يهود، وبتحريش كبير من حكمت الهجري الذي بات رمزاً للإجرام والتحريض على الدولة والدعوات الانفصالية والمطالبة بحماية دولية وحكم ذاتي مستقل.

في ظل هذا المشهد وتفاصيله المؤلمة، انطلقت صرخات الاستغاثة تستنصر نخوة المسلمين وغيرة الصادقين، وإذ بنا أمام مشهد مهيب، أرتال ضخمة من أبناء الأمة وعشائرها تغطي عين الشمس تلبية للنداء، من شمال البلاد إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها، بل حتى تجاوز ذلك حدود سايكس بيكو التي خطها المستعمر، فكانت نخوة أهل العراق حاضرة وبقوة، وكذلك أهل الأردن والسعودية وغيرها، لتتلقى المليشيات التي تستقوي بيهود ضربات موجعة فراحت تتهاوى أمام ضربات أبناء العشائر وهجمات شباب الأمة. وكما هو متوقع علت أصوات أمريكا والغرب ويهود بضرورة تدخل الإدارة السورية لفض النزاع. ليعقب ذلك اتفاق مذل جديد استجابة لضغوط أمريكا ومطالب يهود! حيث أعلنت وزارة الداخلية السورية توقف الاشتباكات في مدينة السويداء وإخلاء المنطقة من مقاتلي العشائر عقب انتشار قوات الأمن السورية لتطبيق وقف إطلاق النار، فيما راح الهجري يتبجح بشروطه المذلة للدولة، ومنها أن يكون الأمن العام على الحدود الإدارية للمحافظة، أي يكون حرسَ حدودٍ فقط، وإشرافه على قبول المساعدات ومنع استقبال وزراء الدولة، أي عدم اعترافه بها أو بممثليها! إضافة لمطالبه بفتح معبر مع الأردن وبحماية دولية!

ونتيجة لذلك انتشرت حالة استياء بل غضب شعبي وعشائري عارم من إصرار الإدارة الحالية على وقف المعارك داخل السويداء تنفيذاً لأوامر أمريكا واستجابة لمطالب يهود قبل أن يكمل الأحرار مسيرتهم لدحر أزلام يهود من العصابات المسلحة التي قتلت أطفالنا واعتدت على حرمات أهلنا وقاموا بتقطيع مجاهدينا أشلاء وهم أحياء! ولم يكتفوا بذلك، بل قاموا بضغط شديد لوقف إطلاق النار ونشر الحواجز لمنع دخول الذخيرة للثوار ومنع وصول الفزعات إليهم، ناهيك عن سلب سلاح الثوار والتضييق عليهم. علماً أن أعداداً غفيرة من المقاتلين ما زالوا في المدينة يرفضون الخروج ويؤكدون عزمهم على مواصلة المعارك حتى إنهاء ملف العصابات المسلحة أزلام يهود، إضافة لأعداد أخرى دفعها الأمن العام دفعاً لمغادرة السويداء بالتضييق عليهم وحرمانهم من الذخيرة والإمداد.

وأمام كل ما سبق من أحداث ووقائع وحقائق، لا بد من التأكيد على الأمور التالية:

أولاً: يثبت أهل الشام ومنهم العشائر أنهم بحق أهل صدق ونخوة وفزعات وميدان، وأنهم نِعْمَ الرجال ونعم الحاضنة ونعم السند لمن عرف حقهم وأعطاهم قدرهم وأنزلهم منازلهم.

ثانياً: إن تحرك العشائر أكد حقيقة عقدية وسياسية راسخة، بأننا أمة واحدة من دون الناس، نعم، أكد قوة الأمة وكشف هشاشة الأنظمة. كما أثبت تفاعل الأمة مع الحدث أن الإسلام متجذر في صدرها وأن وحدتها على أساس الإسلام هي نبضها وتطلعها فيما هو قادم بعد أن كسرت حدوداً وهمية خطها الكافر المستعمر بيديه الآثمتين. تحرك مبارك يعيد نفَس الثورة والجهاد في قلوب شباب الأمة ويورث الحقد على يهود وقرب اللقاء الموعود وحديث الغرقد.

ثالثاً: إن القوة الحقيقية لأي دولة والسند الحقيقي لأي قيادة مخلصة تستلم زمام القيادة، بعد التوكل على الله، هي الأمة والحاضنة الشعبية بما تمتلكه من قدرات بشرية ومادية ووعي سياسي ونفس ثوري وجهادي. ومعلوم دور حاضنة الثورة على مدار 14 عاماً. وعليه، لا يكرمها ويرفع من شأنها إلا صادق حاذق، ولا يتنكر لها متقرباً لأعدائها إلا جاهل يسير بجهله إلى الهاوية.


رابعاً: إن فصائل الغدر في السويداء، وكبيرهم المنتفش بدعم يهود، لا عهد لهم ولا ميثاق، لم يتركوا جريمة بحق أهلنا إلا ارتكبوها ولا موبقة إلا وقعوا فيها، تحت مرأى العالم المتواطئ والمتآمر، وجريمة أن يتم استرضاؤهم ومكافأتهم على ما فعلوه بتثبيت إدارتهم لبؤر إجرامهم تحت أي ذريعة أو مبرر. فطريقة التعامل المتهاونة مع ملف الدروز كشفت عن استخفاف خطير بالإدارة الجديدة، حيث تم طرد ممثليها، وطلب الحماية الدولية، وجرى التواصل مع كيان يهود، ما يُعد خيانة لا لبس فيها.

خامساً: أعداؤنا لا يريدون أن تقوم لنا قائمة، يمعنون في إضعافنا وتشتيت شملنا وتفتيت بلادنا لنبقى لهم تابعين أذلّة لا تقوم لنا بدونهم قائمة، وهم يريدون أن يبقى الجنوب السوري خالياً من وجود الجيش وسلاحه حتى يأمن كيان يهود الذي فضح أبطالُ غزة هشاشته بعدّتهم وعتادهم القليل المبارك.

سادساً: إننا يجب أن نكون على يقين أن الخضوع للإملاءات الدولية والثقة بالوعود الأمريكية لن توصلنا إلا إلى الخسران المبين في الدنيا والآخرة، وإن ترك الإدارة الحائرة للحسم والحزم، ومسارعتها للتطبيع مع يهود، واسترضاءها للشرق والغرب تبتغي عندهم العزة، على حساب أهل الثورة وثوابتها بدل الاعتماد على الله والتمسك بشرعه والتقوّي بعباده، يؤكد أنها باتت تنحو منحىً خطيراً، فتركُها لتطبيق شرع الله يفقدها معية الله التي حملتنا إلى دمشق منتصرين، وتكرارها للأخطاء ذاتها يضعف هيبة الثورة ويضيّع مكتسبات عظيمة دفع ثمنها المجاهدون من دمائهم، ونذكرها بقوله تعالى: ﴿وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللهِ مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ﴾.

سابعاً: لقد حددت لنا عقيدتنا طبيعة العلاقة مع كيان يهود المغتصب لأرضنا المدنس لمقدساتنا، الذي يرتكب أفظع الجرائم بحق أهلنا في غزة وسائر فلسطين، بأنها علاقة حرب وصراع وجود، معركة قادمة لا محالة، وحتمية لا مفرّ منها، والتأخير فيها لا يعني إلا مزيداً من استنزاف الأرواح والإمكانات، لذلك يجب أن نعدّ لها العدّة ونتجهز لخوضها بكل إمكاناتنا. وعليه، فلا يجوز التطبيع مع يهود أو الدخول بأي شكل من أشكال المعاهدات التي تقر بسيادتهم ولو على شبر واحد من أرض المسلمين.

وختاماً، إن أول خطوة في طريق تحقيق النصر هي إعلان الالتزام الحقيقي بتطبيق شرع الله، دون مواربة أو تأخير، طلباً لرضا الله ونصره، لا رضا أمريكا ولا غيرها، فبدون ذلك لن تقوم لنا قائمة، ولن يثبت للبلاد أمن ولا سيادة، ويجب أن نعتمد على حاضنة الثورة والصادقين من أبنائها، فهم السند الحقيقي بعد الله عز وجل وقت الأزمات والشدائد، ﴿وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً﴾.

---------

كتبه: 
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا

 

22222





منذ 8 كانون الأول/ديسمبر 2024م، تشهد سوريا زيارات دبلوماسية متنوعة وعلى مستويات مختلفة، لا يمكن وصفها بأنها بريئة، خاصة بعد الاطلاع على تاريخ الدول التي زارت دمشق ومعرفة واقعها.

يمكننا القول إن سوريا اليوم تعيش تحوّلاً جذرياً في علاقاتها الدولية منذ هروب بشار الأسد؛ ذلك الحدث المفاجئ الذي فعّل هذا الحراك الدبلوماسي، خاصة بعد فترة ركود سياسي طويلة وخطوات متعثّرة نحو التطبيع. حدث أربك المنطقة؛ فإما أن تكون نتيجته إعادة تشكيل خارطة الدبلوماسية الإقليمية، أو مجرد السير على خطا من سبق.

لقد توافدت إلى دمشق وفود عديدة من دول عربية وغربية، في مشهد غير مسبوق منذ اندلاع الثورة عام 2011. فمن هي هذه الوفود؟ ولماذا جاءت؟ وما الذي تهدف إليه؟

زيارة بريطانية بعد 14 عاماً:

في 5 تموز/يوليو 2025، زار وزير الخارجية البريطاني، ديفيد لامي، العاصمة السورية، هي الأولى منذ أكثر من عقد. التقى خلالها بالرئيس السوري الانتقالي، أحمد الشرع، ووزير الخارجية، أسعد الشيباني، وأعلن عن تخصيص نحو 129 مليون دولار كمساعدات إنسانية وتنموية، مؤكداً دعم بلاده لاستقرار سوريا وتعافيها. وأكد لامي أن المملكة المتحدة تفتح صفحة جديدة مع سوريا، مشيراً إلى أن الدعم سيشمل إزالة الألغام، وإعادة تأهيل البنية التحتية، وتمكين المجتمع المدني، مع التشديد على ضرورة محاسبة المتورطين في جرائم الحرب.

تخفيف أمريكا للعقوبات:

بتاريخ 30 حزيران/يونيو 2025م، أصدرت أمريكا قراراً بتخفيف العقوبات الاقتصادية المفروضة على دمشق. وقد جاءت هذه الخطوة ضمن حزمة تغيّرات في السياسة الخارجية الأمريكية تجاه الشرق الأوسط. مصادر أمريكية أشارت إلى أن القرار يهدف إلى "تشجيع الحكومة السورية على المضي قدماً في مسار التحول الديمقراطي، ودعم الاستقرار الإقليمي".

دعم سعودي واضح:

في شباط/فبراير 2025م، زار أحمد الشرع السعودية، حيث استقبله ابن سلمان استقبالا رسميا. وتناول اللقاء ملفات إعادة الإعمار، والتعاون في مجالات الطاقة والتعليم والصحة، إضافة إلى مناقشة دعم الاستثمارات الخليجية في البنية التحتية السورية. وقد حملت الزيارة رمزية خاصة، باعتبارها أول زيارة خارجية للرئيس السوري الجديد، ما اعتُبر مؤشراً على تقارب متنامٍ بين دمشق والعواصم الخليجية.

المجتمع الدولي يتحرك:

في 12 كانون الثاني/يناير، احتضنت الرياض مؤتمراً دولياً شارك فيه ممثلون عن 17 دولة، بينها أمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا، إضافة إلى عدد من الدول العربية. ناقش المؤتمر مسألة رفع العقوبات تدريجياً، ودعم جهود بناء المؤسسات في سوريا، وتمكين الحكومة الانتقالية.

زيارات أوروبية: دعم مشروط ومراقبة حذرة

في 3 كانون الثاني/يناير 2025، وصل إلى دمشق وزيرا خارجيتي فرنسا وألمانيا، في زيارة تحمل أبعاداً سياسية وإنسانية. وأجريا جولة في سجن صيدنايا، والتقيا بقيادات من المعارضة ومن الجهات الرسمية، في إطار دعم العدالة الانتقالية وبناء الثقة مع النظام الدولي.

وفي آذار/مارس، أعادت ألمانيا فتح سفارتها في دمشق، بعد 13 عاماً من الإغلاق، وأعلنت عن حزمة مساعدات تبلغ 300 مليون يورو، مخصصة لدعم البنية التحتية، والرعاية الصحية، وبرامج تعليم اللاجئين العائدين.

عودة السفارات العربية:

لم تكن الدول العربية بعيدة عن هذا الحراك، ففي أيار/مايو 2025م أرسلت المغرب وفداً فنياً لترتيب إعادة افتتاح سفارتها في دمشق، تنفيذاً لتوجيهات ملكية. كما زار وزير الخارجية الجزائري دمشق في شباط/فبراير 2025م، معلناً دعم بلاده الكامل للمرحلة الانتقالية. أما العراق، فقد أوفد وفداً أمنياً رفيعاً في كانون الأول/ديسمبر 2024م، لتنسيق التعاون على الحدود ومنع تسلل الجماعات المتطرفة.

ما سبق يظهر أن النتيجة التي تحققت، رغم الجهود الكبيرة من الحاضنة الشعبية والمجاهدين، لم تكن مرضية للدول، كما أنها لم تكن مطمئنة. وكيف تطمئن، وهي التي عملت ليل نهار على وأد الثورة وإنهائها؟

كانت تتحرك بخطوات واضحة لا غموض فيها: التطبيع وإعادة إنتاج النظام. وما أفعال الضغط على الحاضنة إلّا دفعة إضافية لما خطط له.

لم تكن تصريحات وزير خارجية تركيا عبثاً، ولا كانت لقاءات سراقب وأبو الزندين بلا معنى، ولا الحديث عن فتح المعابر من معارة النعسان وأبو الزندين مجرد أحاديث عابرة، بل كانت جميعها خطوات حقيقية ضمن مخطط واضح.

فإذا كان المطلوب لم يتحقق، فلماذا هذه الوفود؟ ولماذا هذه الزيارات؟ أليس من الأولى أن تتم مقاطعة سوريا وعزلها بالكامل؟

الجواب نجده في التصريحات التي رافقت المعركة، والتي تحدثت بوضوح عن ضرورة ضبط الحراك ومنعه من الانزلاق نحو مسارات لا ترضاها تلك الدول.


تصريحات العراق والأردن وكيان يهود، التي عبّرت عن "خطورة الوضع" و"ضرورة التدخل لضبطه"، تكشف السبب وراء هذا الزخم الدبلوماسي، من زيارات إلى تخفيف عقوبات وغيرها.

الدول التي ورد ذكرها في المقال، إذا ما رجعنا إلى مواقفها من الثورة، فسنجد سجلاً سيئاً ونوايا خبيثة، دون استثناء. فالجميع شارك في محاولات إنهاء الثورة، وخطّط ودبّر وسعى، بكل وسيلة، كي لا تصل إلى برّ الأمان.

وبعد هذا التاريخ من المواقف والسياسات، يتّضح أن الوفود اليوم لا تأتي حباً في الخير، بل لمنع مسار لا يرغبون فيه. فهم يسعون إلى إبقاء سوريا دولة علمانية تابعة فاقدة لقرارها، أسيرة لقوانينهم وأفكارهم ومعالجاتهم. يريدون منعنا من التحرر، ومن امتلاك القرار، ومن أن نكون أعزّاء.

فأيّ خلاص يمكن أن يأتي ممن استعمرنا وقمعنا؟ وأيّ نجاة من يد من سلبنا حريتنا وقوّض حاضنتنا وثورتنا؟!

اليوم، وبعد سبعة أشهر من هذا الحراك، لا نقول إن سوريا قد اختارت بعدُ. فلا تزال الفرصة قائمة، وما زال التراجع عن الخطأ ممكناً؛ فإما أن نختار أن نكون أصحاب قرار وكلمة في هذا العالم، أو أن نبقى على مسار التبعية، فنكون مسلوبي القرار ومنهوبين!

الفرصة لا تتكرر.. فاسعَوا نحو الصواب، وسابقوا إلى الكرامة، واحذروا أن تتأخروا أو تترددوا، فيتخلى عنكم من وهبكم الانعتاق من بشار، ويوكلكم إلى أنفسكم، فتسيروا نحو الهاوية وأنتم تبصرون!

إن تلك الدول ليست جمعيات خيرية، ومواقفها تجاهنا لا تبشر بخير. وما يحصل اليوم ليس في صالحنا ما لم نكن نحن أصحاب القرار. فالخيار بأيدينا، والدائرة لا تزال تحت سيطرتنا. فالحذر، كل الحذر! فلنحوّل ما يجري اليوم إلى بوابة ندخل منها إلى العالم أسياداً، مهابين، أصحاب كلمة.

---------------

كتبه: 
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا

صورة واتساب بتاريخ 1447 01 26 في 12.00.43 a851f886

 


إن قيادة الدولة، وخاصة في المراحل المفصلية، لا يمكن أن تكون بعقلية قيادة الفصيل أو الجماعة أو الحزب، بل لا بد أن تُقاد بعقلية قيادة الدولة ويجب الاعتماد على إمكانيات وطاقات وخبرات أبناء الأمة جميعهم.
ويبدو أن الإدارة الجديدة في دمشق لم تنتقل من عقلية الفصيل إلى عقلية الدولة التي تنظر إلى الأمة كوحدة متكاملة، بما تملك من طاقات شعبية وثورية ومراكز قوة تتجاوز حدود العناصر التنظيمية الضيقة للفصيل.
لذا ما يزال التعامل مع التحديات قائماً على ما تملكه القيادة من عناصر وعدّة وواجهة تنظيمية، لا على ما تملكه الأمة من مخزون قوة وشرعية.
ومن هنا، تُبنى التوازنات السياسية والتحركات الأمنية عند هذه القيادة من إحساس داخلي بالضعف، مصدره عقلية الفصيل التي لا ترى خارج صندوق الفصيل ومصلحته وطاقاته، فتهمل طاقات الأمة من حسابات القوة عندها بل وتخشى الانفتاح على الأمة والاعتراف بأنها صاحبة القوة الحقيقية التي تتجاوز الفصيل وتتماهى فيها، وقد يكون أحد أسباب الاقتصار على عقلية الفصيل اختلاف هوى الأمة عن هوى الفصيل وتعارضهما.

إن المرحلة خطيرة لا تحتمل مزيداً من التجريب، وإنّ القيادة التي تنظر للأمة كجمهور يجب احتواؤه أو ضبطه، أو ترى في الأمة خصماً محتملاً لا حليفاً وسنداً استراتيجياً، لن تستطيع أن تبني كياناً مستقلّاً ولن تتمكن من مواجهة مشاريع الهيمنة والاحتواء وهي مفصولة عن سندها الطبيعي من الأمة.
إن الاستمرار بهذه العقلية مقتلة واستهتار، بينما يتعامل العدو من حولنا بعقلية دول، واستراتيجيات دول، وتحالفات دول، وينظر للخطر فينا على أنه خطر كامن في الأمة والرأي العام فيها لا خطراً في أشخاص الحكم.

اللحظة التاريخية تحتاج قيادة بمستوى الأمة.. قيادة تستمد قوتها من الالتفاف الشعبي حول مشروع مبدئي منبثق من عقيدة الأمة الإسلامية. فالفراغ كبير لا تملؤه إلا قيادة صادقة مبدئية شجاعة وواعية تمتلك مشروعاً، تخشى الله وتسعى لرضاه وحده، لا حسابات المرحلة المبنية على المصلحة العقلية.

للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
مصطفى سليمان
لجنة الاتصالات المركزية لحزب التحرير في ولاية سوريا

WhatsApp Image 2025 07 23 at 10.04.09 AM

 


تحركات العشائر وفزعتها لإخوانها الذين تعرضوا للغدر من أذناب يهود كان لها تأثير واضح على عشائر الأردن، ما رفع درجة الغليان وأصبحت الأنظمة تخشى من تحركاتها المباركة، ولاحتواء ذلك سارع النظام الأردني لدفع العشائر إلى النزول للشارع، لا لأنّه يُشاركها الهمّ أو يعبّر عن نبضها، بل حتى لا تسبقه بالتحرك وتُحرجه وتخرج من عباءته، فيفقد السيطرة عليها.
كما يخشى أن تُشكّل حالة وعي متصلة بما يجري في سوريا، تنطلق خارج وصايته وتلامس قضية الأمة الحقيقية.
هذا التحرك الإيجابي من العشائر الأصيلة يقابله تحرك من الحكومة كتكتيك استخباري لحصر الغضب ضمن السقف المسموح به، ومنع تحوّله إلى حالة ثورية مستقلة أو منضبطة بمشروع أمّة.
فما يجري في ثورة الشام لا تقف آثاره عند حدود سوريا، بل يمتد إلى الأمة كلّها، لأن الشام اليوم تمثل بوصلة الصراع، ومقياس الحركة، ومصدر الإلهام.
وهذا بالتحديد ما يخشاه العدو: أن تتصل خيوط الوعي بين شعوب الأمة، فتتجاوز الأنظمة الوظيفية، وتفتح أبواب التغيير الحقيقي.

للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
مصطفى سليمان
لجنة الاتصالات المركزية لحزب التحرير في ولاية سوريا

 

 

الدول

مكر الدول لا ينتهي، وحكامها كلهم، عربهم وعجمهم، وقفوا الى جانب النظام البائد ودعموه لإبقائه في الحكم وانهاء الثورة، وكلٌّ لعب دوره بذلك، وفجأة تحولت تلك الدول بعد سقوط النظام البائد الى حمل وديع، يفكر بسوريا الموحدة الحرة، يتكلمون عن سلامة أهلها يريدونها سوريا جديدة تحتضن كل أبنائها ومكوناتها، يتكلمون عن سلم أهلي وتعايش بين الطوائف، وأن ننسى القتل والإجرام الذي مارسه علينا النظام وأكابر مجرميه، وأن نرمي كل تضحيات الثورة جانبا، ويؤكون على بناء سوريا الديمقراطية المفصلة على مقياس أنظمة الغرب وحضارته.
وكل تلك الدول تدعو لتثبيت حكم علماني بقوانين ودساتير وضعية من عقول البشر وشعارات محاربة لدين الله، ومحاربة الإرهاب، أي محاربة الإسلام السياسي، والمحافظة على أمن الجوار وأنه لا يوجد عداء معها، أي المحافظة على كيان يهود، والالتزام بالقانون الدولي، وطلب الرضا من أمريكا بحجة رفع العقوبات وتحسين الناحية الاقتصادية، حتى وصل الحال الى تصريحات وتمهيدات وتسريبات حول لقاءات مع كيان يهود بحجة ضمان استقرار المنطقة وأننا غير قادرين على مواجهتها!
وما تسارع الدول لفرض نظام علماني في سوريا إلا لهاجس ينتابها ويقض مضاجعها بقرب قيام دولة الخلافة، وتصريحاتهم السابقة والحالية تدل على مخاوفهم. فقد صرح وزير خارجية امريكا بلينكن قائلاً: "كل شي مقبول وربما تنجح الثورة إلا أن تكون خلافة اسلامية فهذا غير مقبول"!
وقال نتنياهو خائفاً: "لن نقبل بقيام خلافة على شاطئ المتوسط".
لقد أصبح الحكم بالإسلام عبر دولته الخلافة رأياً عاماً يقض مضاجعهم، فنطقت ألسنتهم تصرح بذلك، قال تعالى: (قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ).
ونقول ناصحين ومنذرين، أن احذروا يا أبناء الشام أن تتخلوا عن ثوابتكم وهي تحكيم شرع الله على أنقاض النظام البائد،
ولتعلم الادارة الجديدة بأن طرق أبواب الدول والسعي لإرضائها والتودد لها واتخاذ المبررات مسوغاً لذلك، لن تنفعها، لأن دول الغرب وغيرها ممن وقفوا مساندين للنظام البائد، بل هم شر مستطير لا بد من قطع أيديهم عن أي تدخل في شؤوننا وليس مصافحتهم والتماشي مع مطالبهم والركون إليهم، وبذلك مخالفة لأمر الله وتضييع لتضحيات أهل الشام، فكيف إذا جعلنا لهم سلطاناً علينا وعلى مقدراتنا وثرواتنا! والله سبحانه يقول: (وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ).
إن أمة عاشت كجسد بلا رأس عقوداً طويلة من الحرمان والقهر والتسلط آن لها ان تستعيد مجدها وعزتها ومكانتها، آن لها أن تسقط عروش الظالمين والطغاة وهي قادرة بعون الله على ذلك، وما صمود غزة وانتصار الشام إلا بشرى للمسلمين.
وإن الأمة قادرة بعون الله موعودة بتحقق وعد ربها، وبشرى نبيها صلى الله عليه وسلم، خلافة راشدة على منهاج النبوة، إنها خير عظيم لمثله فليعمل العاملون.

للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
محمود البكري
لجنة الاتصالات المركزية لحزب التحرير ولاية سوريا