- التفاصيل
إن واجب الأمة ان تقوم بدورها وتضطلع بمسؤولياتها المنوطة بها، ومن ذلك محاسبتها للحكام إن حادوا او قصّروا أو ظلموا، لأن الطغاة تُصنع عندما لا تجد من يردعها ...
روى مسلم عن أم سلمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «سَتَكُونُ أُمَرَاءُ فَتَعْرِفُونَ وَتُنْكِرُونَ، فَمَنْ عَرَفَ بَرِئَ، وَمَنْ أَنْكَرَ سَلِمَ، وَلَكِنْ مَنْ رَضِيَ وَتَابَعَ». فالله سبحانه وتعالى جعل القوامة للأمة في محاسبة الحكام لأن الحاكم يوضع في مكان المسؤولية لرعاية شؤون المسلمين، وإن قصّر في ذلك وجب على المسلمين محاسبته. وعندما أراد سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه تحديد المهور حاجّته امرأة قرشية قائلة له: كيف تحدد المهور والله جلَّ شأنه يقول: «وَإِنۡ أَرَدتُّمُ ٱسۡتِبۡدَالَ زَوۡجࣲ مَّكَانَ زَوۡجࣲ وَءَاتَیۡتُمۡ إِحۡدَاهُنَّ قِنطَارࣰا فَلَا تَأۡخُذُوا۟ مِنۡهُ شَیۡـًٔاۚ أَتَأۡخُذُونَهُۥ بُهۡتَـٰنࣰا وَإِثۡمࣰا مُّبِینࣰا» فقال عمر: «أخطأ عمر وأصابت امرأة».
إذاً فمحاسبة الحكام من الواجبات التي فرضها الله علينا، فالحاكم مؤتمن على الرعيّة إن فعلً خيراً فإنما يفعله لنفسه وإبراءً لذمته أمام الله في المسؤولية التي كُلّف بها، وإن أخطأ فوجب الإنكار والمحاسبة، فإن امتنعت الأمة عن المحاسبة أو قصّرت فستزداد الأخطاء تباعاً، وعليه تزداد فاتورة الصمت مع مرور الوقت..
وإنه في الأمور السياسية لا مجال للعاطفة، فموقفٌ صغير تغفل عنه ربّما يودي بك إلى قاعٍ لا تستطيع الخروج منه. ورأينا ذلك في سيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام، ففي الأمور السياسية لابد من الحزم ولا مجال للعاطفة، فعندما نقض اليهود عهودهم مع النبي عليه الصلاة والسلام لم يكن هناك مجال للعاطفة، إنما اتخاذ القرار الحاسم بقتال اليهود وإجلائهم من حصونهم واستئصال شرورهم. وكما فعل سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه في حرب الردة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، فقد كان المصاب كبيرا والخطب جللا إلا أنه وكما أسلفنا أن في الأمور السياسية لا مجال للعاطفة، فقد أعطانا درساً غاية في الأهمية ولم يتوان عن اتخاذ القرار الحاسم، فكان ردّ أبو بكرٍ رضي الله عنه كما ورد: «والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة ، فإن الزكاة حق المال، والله لو منعوني عقالاً كانوا يؤدونه إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – لقاتلتهم على منعه...» ...
لذلك لابد من النظر ببصيرة إلى الأحداث السياسية لا بالعاطفة فإنه من ينهض بالعاطفة يقع في الخيبة والخسران.
والأهم من ذلك هو الإدارك الحقيقي لمعنى أن "معيّة الله معنا ما دمنا نلتزم أوامره وننتهي عمّا نهانا عنه".
إن النصر هو فضل الله وكرمه على عباده المؤمنين الذين يتوكلون عليه وحده، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ}. وثبات النصر دائماً مَقرون بما يتم العمل به بعد النصر قال تعالى:﴿قَالَ عَسَىٰ رَبُّكُمْ أَن يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ﴾ وهذا يعني أن الإلتزام بما أوجبه الله علينا من إقامة شرعه ونشر رسالته للعالمين والإنتهاء عمّا نهانا عنه شرطٌ أساسي في ثبات النصر وهو ما يضمن للمؤمنين عزّ الدنيا والفوز العظيم في الآخرة، وإن أعرضنا عن ذلك فالعاقبة ستكون وبالاً وخسراناً مبيناً. قال تعالى: ﴿وَمَن أَعرَضَ عَن ذِكري فَإِنَّ لَهُ مَعيشَةً ضَنكًا وَنَحشُرُهُ يَومَ القِيامَةِ أَعمى﴾ ...
وأخيراً نسأل الله تعالى أن يعجل لنا بقيام دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة ويجعلنا من جنودها وشهودها ومن حملة لوائها ويعيننا على نشر رسالتها للعالمين.
كتبه للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
علي معاز
- التفاصيل
لقد شهدنا جميعاً كيف أطلّت فلول النظام البائد برؤوسها من جديد عبر الغدر بالمجاهدين ومحاولة فرض سيطرتها على مناطق الساحل بالتنسيق مع جهات متعددة داخلية وخارجية. وشهدنا كذلك كيف انتفض المجاهدون الثائرون من جديد لمواجهة هذا الخطر الكبير، فتتابعت الأرتال والمؤازرات من كل الجهات لتتصدى للمجرمين الحاقدين من فلول النظام البائد الطائفية، في مشهد أذهل من رآه.
إن ما حصل يؤكد حقائق يجب عدم التغافل عنها أو الاستهانة بها، لأننا إن تهاونّا أو أخطأنا التصرف كما حصل فسندفع ثمن ذلك من دمائنا:
أولى هذه الحقائق: هي وجوب استئصال الوسط السياسي والعسكري والأمني للنظام البائد، وعدم التهاون في ملاحقة ومحاسبة أكابر مجرميه على ما اقترفته أيديهم من جرائم، ليكون ذلك جزاء ما كسبوا، وليكونوا لمن خلفهم عبرة وآية.
ثانياً: إن الحاضنة الثورية، كما رأيناها وكما هي حقيقتها، هي السند الطبيعي لمن يتوسد إدارة البلاد، إن كانت أفعاله متطابقة مع قيمها ومفاهيمها وعقيدتها، فيجب الاعتماد عليها بعد التوكل على الله وحده والاعتصام بحبله المتين. فلقد أثبت أهل ثورة الشام أنهم أهل جهاد، فلا بد من الاعتناء بهم والمحافظة عليهم والاعتماد عليهم وإبقاء السلاح في أيديهم، ليكونوا كما عهدناهم مجاهدين في خدمة دينهم وأهلهم وثائرين في وجه كل المخاطر والمؤامرات والأطماع. فلا يمكن لجهة واحدة مهما كانت أن تبني دولة أو تتصدى للمخاطر والمؤامرات العظيمة. عن أبي الدرداء قال: قال رسول الله ﷺ: «أَهْلُ الشَّامِ وَأَزْوَاجُهُمْ وَذَرَارِيهِمْ وَعَبِيدُهُمْ وَإِمَاؤُهُمْ إِلَى مُنْتَهَى الْجَزِيرَةِ مُرَابِطُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ. فَمَنِ احْتَلَّ مِنْهَا مَدِينَةً فَهُوَ فِي رِبَاطٍ، وَمَنِ احْتَلَّ مِنْهَا ثَغْراً مِنَ الثُّغُورِ فَهُوَ فِي جِهَادٍ». كما يجب جعل أهل الكفايات والخبرات من الحاضنة الثورية هم الوسط السياسي والعسكري الذي يُعتمد عليه، واستبعاد كل الأوساط التي كان لها علاقة بالنظام البائد.
ثالثاً: إن الركن المتين الذي يجب أن نأوي إليه هو الله عز وجل، لذلك يجب أن نحرص على الاعتصام بحبله المتين وحده، ونعمل لنيل رضوانه عز وجل بإقامة دولة الإسلام التي تحكم بشرع الله، لنكون في معية الله الذي مكننا بفضله وكرمه من بلوغ دمشق وإسقاط أعتى نظام مجرم. وقد وعدنا عز وجل بالنصر إن نحن نصرناه حق النصر فقال سبحانه: ﴿يَا أيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إن تَنصُرُوا اللهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أقْدَامَكُمْ﴾.
رابعا: يجب أن نكون على يقين بأن الدول التي كانت تدعم النظام البائد حتى قبيل سقوطه والتي كانت تبارك قتلنا وتشريدنا ولم تحرك ساكنا تجاه نظام الإجرام البائد، لن تسعى لخيرنا ولن تعمل لتحقيق مصالحنا، وقد ظهر ذلك جليا من تتابع وفودها لزيارة دمشق مطالبين بدولة وطنية علمانية تقصي الإسلام عن الحكم والسياسة، ومقدمين أنفسهم كحماة للعرقيات الصغيرة، لاتخاذهم أدوات داخلية هدامة، متناسين أنه لا يوجد في الإسلام مثل هذه المفاهيم، بل رعايا للدولة لهم الحقوق نفسها وعليهم الواجبات نفسها حسب أحكام الإسلام.
إن الاعتماد على دعم الدول، والحرص عليه على حساب الحاضنة الثورية، إنما هو انتحار سياسي، لأن هذه الدول فضلا عن أنها ليست السند الطبيعي، فإنه لا يهمها إلا مصالحها، وهي حرب على الإسلام وأهله، ولنا فيمن سبقنا في تونس ومصر عبرة. ويكفينا قول الله عز وجل ﴿وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إنَّ هُدَى اللهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ﴾.
هذا فضلاً عن أننا في بلاد مباركة تفيض بالخيرات التي تزيد على حاجة أهلها وقاطنيها، ولا حاجة بنا إلى دعم غرب ولا شرق.
إن ما حدث من تحركات منظمة لفلول النظام البائد، وما تبعها من انتفاضة مباركة لأبناء ثورة الشام حاضنة ومجاهدين، يجب أن يكون لنا عبرة، لنتدارك أنفسنا وندرك مكامن قوتنا ونصحح مسارنا، فنتوكل على الله وحده، ونقيم حكم الإسلام في الأرض، ففي ذلك وحده عزنا وفوزنا وفلاحنا في الدنيا والآخرة.
قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾.
--------------
بقلم: الأستاذ عبد الحميد عبد الحميد
رئيس لجنة الاتصالات المركزية لحزب التحرير في ولاية سوريا
- التفاصيل
تتقاطر الأخبار عن تحركات الفلول هنا وهناك والتي بدأت في منطقة الساحل، حيث قتلت أكثر من ٢٠٠ عنصر من جهاز الأمن، منهم من تم حرقه في سيارته ومنهم من دفن في مقابر جماعية. واليوم يطلّ علينا رأس الفلول في دمشق، وذلك بهجومهم على حاجز بمنطقة المزة بدمشق.
لقد تمكن أهل الشام من أن يسقطوا طاغية الشام بفضل الله عز وجل و إصرار أهل الشام و جهادهم، بعد 54 سنة من القمع و الظلم والإجرام، الأمر الذي دق ناقوس الخطر عند كل المنطقة المحيط منها وغير المحيط، الأمر الذي دفع العالم كله ليتحرك وليضع الملف السوري على طاولته، وليخطط كيف ينهي حالة الانتصار التي حققها أهل الشام.
كانت ورقة الأقليات ورقة خبيثة استغلتها الدول المتآمرة، ليس حبا بالأقليات ولكن لجعلهم أدوات داخلية وخطرا عظيما يفتك بأهل الشام من الداخل.
إن الدول المتآمرة ومنذ اليوم الأول وهي تتحرك وتصل ليلها بنهارها لقطع الطريق على ما حققته ثورة الشام ولإفراغها من التأييد الشعبي الذي حصلت عليه.
يا أهلنا في ثورة الشام: إن ورقة الفلول هي ورقة بيد الدول تحركها بأي وقت كان حتى تسلبكم فرحة نصركم وحتى تكون حجر أساس لها في تحركاتها المضادة التي لن تتوقف حتى تحققها، وإننا اليوم أمام مفصل تاريخي والواجب علينا فيه اجتثاث الوسط السياسي والفكري والثقافي وكذلك العسكري الذي بناه النظام البائد ومن خلفه الدول المتآمرة عبر عقود من الزمن.
يا أهل الشام ، يامن أظهرتم أنكم أحرص الناس على ثورتكم، وذلك عندما تحركت جحافلكم ألوفا مؤلفة وخلال ساعات قليلة تعجز أن تتحرك خلالها الجيوش، أنتم صمام أمان الثورة وأنتم أكبر قوة في مواجهة تحركات الفلول والقضاء عليهم و رد كيدهم وكيد الدول التي تدعمهم وتؤيدهم، فكونوا دوما متيقظين ولو عملوا على لفت أنظاركم فالحذر الحذر.
إن أزمة الفلول كانت ستطل برأسها عاجلا كان أم آجلا، ومن تقادير الله أنها جاءت مبكرة، فالمواجهة محتومة، والدول لا تستطيع أن تبقى متفرجة، وأنتم تعيشون لحظات اجتثاثكم لعميلهم المجرم أسد.
إن أزمة الفلول ظهرت بشكل علني وواضح، والتعامل معها يجب أن يكون حازما لا هوادة فيه، فالتعامل مع الفلول مرتبط فيه مصير ثورة ونتائجها، ولنحذر أن نتغافل عن هذا الملف أو أن نؤجله فالأمر خطير والتهاون فيه قاتل، فوالله هؤلاء إن تمكنوا لن يرحموا الجنين في رحم أمه، و قد اكتوينا بحقدهم و إجرامهم.
إن دور المجاهدين و الحاضنة الثورية الحاسم الذي أظهرته الأيام الماضية يوجب عليها أن نعتني بأهل ثورتنا ونجعلهم في المقام الأول، لنكون معا في نصرة ديننا و الدفاع عن أهلنا وثوابت ثورتنا، لنحقق عزتنا بإقامة حكم الإسلام في ظل خلافة راشدة على منهاج النبوة.
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
عبدو الدلّي
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
- التفاصيل
اختتمت في 26 شباط/فبراير 2025 في دمشق أعمال "مؤتمر الحوار الوطني السوري"، بمشاركة أكثر من 600 شخصية. ويهدف المؤتمر، حسب منظميه، إلى "الإسراع في عملية وضع أسس وثوابت الرؤية الدستورية ونظام الحكم وهيكلة المؤسسات القادمة لسوريا.
وقد خلص المؤتمر إلى اعتماد مخرجات أهمها: (الحفاظ على وحدة الجمهورية العربية السورية وسيادتها، وإدانة التوغل (الإسرائيلي) في الأراضي السورية، ورفض التصريحات الاستفزازية من رئيس الوزراء (الإسرائيلي) بنيامين نتنياهو، ودعوة المجتمع الدولي والمنظمات الإقليمية إلى تحمُّل مسؤولياتها، وحصْر السلاح بيد الدولة، وبناء جيش وطني احترافي، واعتبار أي تشكيلات مسلحة خارج المؤسسات الرسمية جماعات خارجة عن القانون، والإسراع بإعلان دستوري مؤقت يتناسب مع متطلبات المرحلة الانتقالية، والإسراع بتشكيل المجلس التشريعي المؤقت، الذي سيضطلع بمهام السلطة التشريعية، وتشكيل لجنة دستورية لإعداد مسودة دستور دائم للبلاد يحقق التوازن بين السلطات، ويرسخ قيم العدالة والحرية والمساواة، ويؤسس لدولة القانون والمؤسسات، واحترام حقوق الإنسان، ودعم دور المرأة وترسيخ مبدأ المواطنة، ومشاركة مؤسسات المجتمع المدني، والتأكيد أن البيان الختامي "يمثل عهداً وميثاقاً وطنياً وخطوة أساسية في مسيرة بناء الدولة السورية الجديدة، دولة الحرية والعدل والقانون").
وفيما يلي تبيان لنقاط لا بد من تبيانها في ظل الصعاب والتحديات التي تمر بها سوريا:
أولاً: عند الحديث عن وحدة البلاد، لا بد من الدفع باتجاه استعادة السيطرة على المناطق التي تقع خارج سيطرة الدولة، وعلى رأسها مناطق سيطرة "قسد" التي تغص بالثروات التي تحتاجها الدولة للوقوف على قدميها، وذلك لضرب فكرة التقسيم والفدرلة التي تدعمها الدول المتآمرة وكيان يه.ود، وهذا لا يتطلب إلا قراراً حازماً، وخاصة مع وجود نفسٍ ثور.ي جها.دي قوي ذاخر بخيرة رجال الثو.رة والجها.د الذين صقلتهم الصعاب على مدار 13 عاماً.
ثانياً: التعامل بحزم مع تصريحات الاستعلاء الاستفزازية لكيان يهو.د التي يتبجح بها نتني.اهو وجوقته، بعيداً عن سياسة المسايرة والملاينة التي لا تنفع معهم، ولا مكان في هذا المقام للشجب والاستنكار والاحتفاظ بحق الرد الذي كان يتقنه النظام البائد، من الأسد المقبور إلى الجرذ الهارب، خاصة وأن لدينا قوة جها.دية لا يستهان بها تتوق لرؤية الأق.صى الأسير محر.راً من يهو.د وعربدتهم، وتتوق لخطاب: "يا عدو الله.. الجواب ما تراه لا ما تسمعه"، وإلا فمن أمن العقاب أساء الأدب، وقد تمادى كيا.ن يهو.د في غطرسته وعربدته رغم أنه أوهى من بيت العنكبوت.
ثالثاً: الحديث عن حصر السلا.ح بيد الدولة وبناء "جيش احترافي" يكون عند اكتمال أركان جيش عقائدي مخلص للإسل.ام وعامل لتحكيمه عبر د.ولة، وعندما يتم فرض الاستقرار والقضاء على فلول النظام وشبيحته، واستعادة المناطق الشرقية الخارجة عن سيطرة الدولة وغيرها من مناطق الجنوب المتأرجحة. فالسلا.ح يجب أن لا يكون في الأيدي الخطأ ممن يشكل خطراً على استتباب الأمن واستقرار الدو.لة، ويجب توجيهه نحو صدور الأعد.اء الذين تسول لهم أنفسهم مس الدولة بأي سوء. وقد بين النبي ﷺ أن أرض الشا.م هي أرض ربا.ط وج.هاد.
رابعاً: الأصل في المؤتمر ألا يبحث شكل نظام الحكم لأن الأصل فينا أن يحكمنا نظام الإسلام ودولة الإسلام ودستورها المستنبط من كتاب الله وسنة رسوله ﷺ بعيداً عن أي مصدر وضعي أو رابطة بعيدة عن ضوابط الإسلام، وحريّ بأي مؤتمر يجتمع فيه أعيان البلاد أن يبحث في اختيار من سيحكم البلاد في ظل نظام إسلامي خالص.
خامساً: إن أهل الشام، قدموا التضحيات الجسام من أجل إرضاء الله وتحكيم شرعه وحده سبحانه، ولا يجدر بهم أن يُحكموا بنظام وضعي من تشريع البشر تحت ظل دولة مدنية وطنية علمانية تقصي الإسلام عن الحكم والدولة والمجتمع، ترضي الغرب الكافر وتسخط الله الذي حملتنا معيته سبحانه إلى دمشق منتصرين.
سادساً: إن الممثلين الحقيقيين للأمة يجب أن يكونوا من أهل الدين والنزاهة والأهلية والكفاية، سواء من مخلصي الشام في كل مكان أو من أهل الثورة الذين جادوا بدمائهم وأبنائهم وأموالهم وهجّروا من ديارهم وعاشوا السنوات الطوال في الخيام، ليعيشوا تحت عدل الإسلام، فهؤلاء هم الأحق بتقرير مستقبل الشام، وذلك حتى لا تعود فلول النظام البائد وشبيحته ومطبّلوه ونظامه العلماني.
سابعاً: إن أي نشاط أو حوار أو مؤتمر يجب أن يكون هدفه إرضاء الله، وحسن رعاية أهل الشام بشرع الله، لا يكون فيه مجال لإرضاء دول تتآمر علينا ولا استجابة لضغوطها ومطالبها، ومعلوم إصرار كل من تواصل مع الإدارة الجديدة على علمانية الدولة وإبعاد كل ما له علاقة بالإسلام عن أن يكون له دور حقيقي مؤثر في مستقبل سوريا.
ثامناً: يجب أن ندرك أننا ما خرجنا إلا لإرضاء الله عز وجل الذي أكرمنا بالنصر وحملنا إلى دمشق بعونه وتوفيقه بعد أن قذف الرعب في قلوب فلول النظام البائد وشبيحته ومن كان معهم من مليشيات حاقدة على الإسلام وأهل الشام وثورتهم. فعلينا أن نثق بمعية الله وأن نتوكل عليه وحده وأن نسعى لما يحقق رضاه من تحكيم شرعه بإقامة دولة الإسلام، لا أن نسعى لرضا دول الغرب الحاقدة التي تريدنا أذلاء ضعفاء متفرقين لا تقوم لنا قائمة، فرضا الله ورضا أعدائه من الدول المتآمرة ضدّان لا يلتقيان.
وختاماً، فإننا ندعو الجميع أن يحذروا من مصير من سبقهم من الثورات في تونس ومصر وغيرهما، عندما حاولوا استرضاء الغرب الكافر، فعادت الثورة المضادة وسمومها وعادت الفلول المجرمة وأنيابها، فضاعت التضحيات وعادت أنظمة الحكم أسوأ مما كانت عليه قبل الثورات.
ونقول لأهلنا المسلمين في سوريا، أرض الرباط والثبات، أرض والجهاد والاستشهاد:
أنتم أبناء أمة عظيمة لا تنهض إلا بالإسلام الذي كان الحكم به على رأس ثوابت ثورتكم؛ أنتم أرقى من أن تضيعوا ثمرة جهادكم بنظام جمهوري يكون التشريع فيه للبشر من دون الله، ودولة مدنية ديمقراطية علمانية يدفع باتجاهها أعداء الله؛ أنتم أعظم من أن تقيّدكم رابطة الوطنية وحدود وهمية خطها الكافر المستعمر بيديه لينسينا أننا أبناء أمة واحدة آن لها أن تجمعها دولة مرهوبة الجانب، يقف أمامها المتجبرون بأدب بعد أن طغوا وتفرعنوا وعاثوا في الأرض الفساد. أنتم ملح الأرض التي آن لجحافل الجيوش أن تتحرك منها بعد أن تكون منطلقاً ونواة لدولة عظمى تجتمع بأخواتها في بلاد الإسلام، لتنشر الأرض عدلاً ورحمة بعد أن ملأها الكافرون ظلماً وجوراً، فذلك والله وحده ما يكافئ عظيم تضحياتكم ودماء شهدائكم، فانصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم، وحسبكم وعد ربكم سبحانه: ﴿وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾.
------------
كتبه: الأستاذ ناصر شيخ عبد الحي
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
- التفاصيل
إن ما يحصل من تحرك لفلول النظام البائد مرة أخرى، ونصبهم الكمائن للمجاهدين، والغدر بهم، يؤكد لنا حقائق يجب أن نعيها جيدا..
أولا: إن الجهات الإقليمية والدولية التي تدعي أنها تقف مع سوريا بعد سقوط طاغيتها، هي نفسها التي كانت تدعم الطاغية وتسعى بكل قوتها ومكرها لتعويمه وتثبيته ومساندته والقضاء على الثورة، وهي نفسها اليوم تحرك الفلول وتخطط لهم وتساندهم في محاولات للإنتقام من أبناء الثورة وفرض نفوذهم في منطقة الساحل ثم غيرها. فوجب التعامل بحزم مع تلك الفلول، وهدم أوكارها وكل أوساطها، والمهم أيضا هو قطع أيدي تلك الدول التي لن تكف عن مكرها بأهل الشام. وبذلك نطمئن بأننا لن نلدغ من هذا الجحر مرة أخرى.
ثانيا: إن تحرك المجاهدين والحاضنة الثورية بأرتالها وجمعها وحشودها يبشر بخير كبير، ولو سمح الأمر لرأيت أضعاف ذلك من أبناء الثورة، كبيرها وصغيرها، يتجهون لقتال الفلول. فعلينا أن ندرك أن هؤلاء هم الحاضنة، والسند الحقيقي الواجب أن نعتمد عليهم، وليس الدول. وأنه سرعان ما تلتحم الأمة جميعها وتخرج كل خيراتها، وطاقاتها، فهي أمة الشام، أمة الخيرية كما وصفها النبي صلى الله عليه وسلم.
وأخيرا لا بد أن ندرك أن معية الله معنا إذا ما وسدنا أمرنا إليه وحده. فكما نصرنا على أكبر طاغية، فهو قادر على أن ينصرنا على بقايا فلول النظام، وكل الدول التي تكيد لنا وأن يرد كيدهم في نحورهم، وأن يكرمنا كما أكرمنا بالنصر بتحكيم شرع الله في أرض الشام، وإقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة.
قال تعالى: (وماالنصر إلا من عند الله ينصر من يشاء وهو العزيز الحكيم).
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
محمود البكري
عضو لجنة الاتصالات المركزية لحزب التحرير ولاية سوريا