- التفاصيل
لقد أصبحنا في زمن أصبح فيه شهداؤنا ومآسينا مجرد أرقام نرددها على وسائل التواصل الاجتماعي عقب كل يوم أو إحصائية لكل أسبوع، فما زلنا نعد الشهداء والجرحى في سوريا وغزة وباقي بلاد المسلمين ونضع الرقم بجانب الرقم وكأن الذين يموتون ليسوا مسلمين وليسوا بشرا! وكل ذلك على أيدي أحفاد القردة والخنازير كيان يهود المسخ الذي يحتل أراضينا ويدنس مقدساتنا ويعربد في بلاد المسلمين يمنة ويسرة دون رقيب ولا حسيب! ومن يحميه ويقدم له السلاح والأموال هم حكام المسلمين الخونة ومن يحمي حدوده للأسف هم أبناء المسلمين وجيوشهم الذي يشاهدون خيانة حكامهم ويكتفون بالسكوت عليهم وبمشاهدة أهل غزة يقتلون ويمزقون وتتلاشى أشلاء أطفالهم وهم في صمت مطبق أذهل الكفار قبل المسلمين!..
إن نصرة إخواننا في الدين وتحرير بيت المقدس هي قضية عقدية مصيرية يتخذ حيالها إجراء الحياة أو الموت وإعلان النفير العام وتعبئة الجيوش لتحرير فلسطين وإنقاذ إخواننا المستضعفين، فهذا هو الإجراء الوحيد حيال هذه القضية كما هو الحال تجاه قضية إقامة دولة الخلافة وتطبيق الإسلام كاملاً كنظام للحياة وكسلطان ودرع يحمي المسلمين وغيرهم ممن هم تحت حكمه وسلطانه، وقد خاطبنا الله سبحانه بقوله: ﴿إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾. وفي آية أخرى أمرنا سبحانه بنصرة إخواننا في الدين وأن نكون أولياء بعض قال تعالى: ﴿وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ﴾.
إننا اليوم كمسلمين نعيش واقعا يرثى له في ظل تآمر القريب والبعيد وضياع كلمتنا وانفراط عقدنا وأمرنا الذي تركنا عليه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم حيث قال: (إني قد تركت فيكم ما إن اعتصمتم به فلن تضلوا أبداً، كتاب الله، وسنة نبيه). فهذا كتاب الله وسنة رسوله بين أيدينا وما ينقصنا هو تطبيقهما في دولة الخلافة. قال عليه الصلاة والسلام: (كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء، كلما هلك نبي خلفه نبي، وإنه لا نبي بعدي، وسيكون خلفاء فيكثرون، قالوا: يا رسول الله، فما تأمرنا؟ قال: أوفوا ببيعة الأول فالأول، أعطوهم حقهم، واسألوا الله الذي لكم، فإن الله سائلهم عما استرعاهم). متفق عليه.
فالواجب اليوم على جماعات المسلمين عامتهم وخاصتهم وعلى عامة المسلمين أن ينزلوا تحت حكم الله وينصروا إخوانهم في الدين وينصروا أهل غزة وفلسطين ويحرروا مسرى رسولنا الكريم، وذلك لا يكون إلا بإزالة عقبة من يحرس يهود وإقامة حكم الإسلام خلافة راشدة ثانية على منهاج النبوة على أنقاض أنظمة الحكم الجبري وكسر الحدود والسير خلف إمام المسلمين لتحرير بيت المقدس وتطهيره من دنس يهود وبعدها نشر الإسلام رسالة عالمية بالدعوة والجهاد إلى ربوع العالم أجمع ورفع راية الإسلام في روما والبيت الأبيض بإذن الله وما ذلك على الله بعزيز.
-----------
كتبه للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
إبراهيم معاز
- التفاصيل
إنه لن يرفع شأنكم ويحفظ أعراضكم ويقهر أعداءكم إلا حكم الإسلام ودولته. فقد أثبتم بصبركم وثباتكم وتضحياتكم على مدار 13 عاماً أنكم بحق أحفاد الصحابة والفاتحين الذين رووا بدمائهم أرض الشام حتى يصلكم هذا الدين العظيم، وأثبتم بهتافكم الأجمل: "قائدنا للأبد سيدنا محمد" أنكم لن ترضوا عن حكم الإسلام بديلاً، فذلك وحده ما يكافئ دماءكم التي سُفكت وتضحياتكم التي بُذلت. فاثبتوا على ما خرجتم لأجله كي يكون الإسلام وحده هو المطبق في ظل دولةٍ يكون نظام الحكم فيها نظام الخلافة التي بشر بعودتها نبينا ﷺ بقوله: «ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةً عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ»، دولة تكون رئاسة عامة للمسلمين جميعاً، تجمع شتاتهم وتوحد قوتهم، وتعيد لهم قدسهم وأقصاهم وتطهرهما من دنس يهود، دولة لا تعترف بحدود وطنية أو قطرية خطها الكافر المستعمر بيديه الآثمتين.
يا أهل الشام: اعلموا أنه لا يجوز أن يكون نظام الحكم جمهورياً يكون التشريع فيه للبشر من دون الله، ولا يجوز أن يكون ملكياً أو إمبراطورياً أو غير ذلك، لأنه لا أمن للمسلمين ولا عزة ولا هناءة عيش إلا عبر نظام حكمٍ يرضي الله سبحانه ورسوله ﷺ.
يا أهل التضحيات، يا من نصركم الله وأعزكم: لقد آن لنا أن نرضي الله دون أن نخشى فيه شرقاً أو غرباً، فالله وحده أحق أن نخشاه. قال تعالى: ﴿أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾. نعم، لقد آن لنا أن نسعى لإنهاء حقبة الحكم الجبري التي أذاقت أمتنا الويلات وأوردتنا المهالك، وأن يكون جل همنا وسعينا وحشد طاقاتنا باتجاه إقامة حكم الإسلام عبر دولة الإسلام، دولة الخلافة التي آن أوانها وأطل زمانها بإذن الله وما ذلك على الله بعزيز.
المصدر: https://tinyurl.com/4mmw4hdp
- التفاصيل
إن أمريكا ودول الغرب لا تدخر جهداً في استثمار ملف "رفع العقوبات" بخبث كورقة ابتزاز رخيصة وسيف مسلط على رقبة الإدارة الحالية للحكم في سوريا لإخضاعها للإملاءات الأمريكية الأوروبية ورؤيتهم لشكل نظام الحكم في سوريا، ليكون علمانياً خالصاً لا حظَّ فيه للإسلام وأحكامه، وليكون قائماً على أساس الرؤية الغربية الرأسمالية وضوابطها للحكم الجديد، مع استغلال قذر للوضع الاقتصادي الحالي الصعب الذي تعيشه البلاد بسبب إجرام النظام البائد وتبديده لأموال المسلمين في سوريا وثرواتهم عبر تجييش المـ.رتزقة لحربهم وشراء الأسـ.لحة لصب حمـ.مها فوق رؤوسهم.
مقتطف من مقال في جريدة الراية بعنوان:
ملف رفع العقوبات ورقة ابتزاز غربية رخيصة لفرض رؤيتهم لشكل الحكم في سوريا
ناصر شيخ عبدالحي
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
ومن تكرار ساسة الغرب الحاقد لعبارات "محاربة الإرهـ.اب"، ولا يقصدون به إلا الإسلام والعاملين لتحكيمه في ظل دولة، يتبين حرص الغرب الشديد على الحيلولة دون وصول الإسلام كنظام حياة متكامل لسدة الحكم.
ما تأكيد ساسة الغرب أنهم لن يكونوا ممولين "للهياكل المتطـ.رفة أو الإرهـ.ابية أو الإسلامية الجديدة" إلا من باب حرصهم الشديد على ملء الفراغ السياسي في سوريا بما لا يشكل خطراً على رؤية الغرب ومصالحه وتطلعاته الاستعمارية المتجددة.
إن سياسة الابتزاز السياسي والضغوطات والإملاءات التي تمارسها أمريكا ودول الغرب لا ينفع معها رسائل الطمأنة والاسترضاء ولا الظهور بثوب الاعتدال، إنما الموقف المطلوب شرعاً وعقلاً هو الموقف المبدئي المستقل الحازم الذي يحتمه الإيمان والعقيدة والمبدأ، فإنهم، كما أخبرنا ربنا سبحانه، لن يرضوا عنا حتى نتبع ملتهم. فكان لا بد من العمل على استقلالية القرار مهما كانت الصعوبات والتضحيات، فلن تنعم مجتمعاتنا بالأمن إلا بإنهاء النفوذ الاستعماري الأمريكي والغربي من البلاد وتطهير وسطها السياسي منه ومن كل أدواته.
لا يُستغرب سعي الغرب لاستغلال العقوبات والحصار فهذا ديدنه في الحقد على الإسلام والمكر بأهله، إلا أن المطلوب هو البحث عن البدائل والاستعداد لمواجهة هذه الصعوبات والتحديات وترتيب الأمن الداخلي والأمن الغذائي وحسن استثمار موارد الطاقة والثروات المتوفرة لصالح الشعب، لتقوية قدرته الإنتاجية باتجاه الاكتفاء الذاتي ما أمكن ليكتفي من متطلبات الحياة كخطوة باتجاه الاستقلالية واستعادة القرار، عبر سياسة زراعية وصناعية واقتصادية تناسب ظروف المرحلة. مع ضرورة السعي الجاد لوضع اليد على الثروات المتاحة من نفط وفوسفات والتعاون مع الصناعيين والمنتجين لتقديم سلع رخيصة لسد حاجات الشعب الأساسية.
إن التوكل على الله وحده، مع الأخذ بالأسباب المادية الشرعية، والعزوف عن كل ما حرمه الشرع من مواقف ووسائل وأساليب وأدوات، من شأنه أن ينقلنا من حال الضيق إلى السعة بإذن الله، فمن نصرنا على طاغية جبار وقف معه كل أعداء الإسلام لقادر سبحانه أن يكرمنا بتتويج تضحياتنا بحكم الإسلام، في ظل الخلافة الراشدة الثانية، ولمثل هذا الخير العظيم فليعمل العاملون.
- التفاصيل
في خطوة مفاجئة، بتاريخ السادس من آذار الجاري، عمدت تجمعات كبيرة من فلول النظام البائد إلى الهجوم على مقرات الشرطة والأمن وقتلت العشرات بالإضافة إلى قيامها بكمائن تتصيد فيها قوات الجيش السوري الجديد، ما تسبب بارتقاء وجرح المئات. جاء ذلك بالتزامن مع عمليات لهم داخل العاصمة دمشق وتحديداً في حي المزة الذي كان يحوي سابقاً تجمعات لجيش النظام وعناصر الدفاع الوطني والشبيحة، وأيضاً تحركت عناصر لقسد شمال حلب محاولين توسيع مناطق سيطرتهم في حلب. وكادت منطقة الساحل السوري تخرج عن سيطرة الإدارة السورية الجديدة لولا تحرك عشرات الآلاف من المقاتلين من حاضنة الثورة من إدلب وأرياف حلب، واتجاههم إلى مدن اللاذقية وطرطوس وجبلة والقرداحة وإعادة السيطرة عليها وقتل واعتقال المئات من الفلول.
وفي هذا الواقع الميداني الصعب لا تزال مناطق شمال شرق سوريا تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد) وما تزال محافظة السويداء تشهد نوعا من التمرد السياسي ضد الإدارة الجديدة رافضة الاندماج في هيكلية الدولة السياسية والعسكرية.
يضاف إلى ذلك استمرار توغل قوات يهود في محافظة القنيطرة بل واحتلال أجزاء من ريف محافظة درعا وإنشاء قواعد لها على جبل الشيخ، معلنة أن بقاءها سيكون طويل الأمد وذلك لتخوّف حكومتهم من المستجدات في سوريا والتي تعتبرها "تهديدا خطيرا" وأن دمشق "قد تهاجمها" ذات يوم. وأشارت علنا إلى أنها لا تثق في هيئة تحرير الشام التي قادت هجوما أطاح بالأسد، وكانت تتبع تنظيم القاعدة قبل فك الارتباط معه في 2016. وقال رئيس وزراء يهود نتنياهو، إن كيانه لن يتهاون مع وجود هيئة تحرير الشام أو أية قوات أخرى مرتبطة بالإدارة الجديدة في جنوب سوريا، وطالب بنزع السلاح من المنطقة.
في ظل هذه المعطيات ما هي الطريقة المثلى للتعامل مع هذه القضايا وخاصة قضية الفلول وخطرهم الداهم؟
لا شك أن تعامل الإدارة الضعيف مع هذه المسألة بُعيد عملية التحرير ومعاملتهم على أساس "اذهبوا فأنتم الطلقاء" وعرض العفو العام عليهم وتسوية أوضاعهم هو الذي جرأهم على تنظيم هذا الهجوم العكسي والذي كانت الغاية منه في الساحل الانفصال في كانتون مستقل أسوة بمناطق قسد والدروز الذين يمشون في خطوات انفصالية قد تدعمها بعض الجهات الخارجية بهدف زعزعة استقرار الوضع في سوريا ومحاولة لإعادة إنتاج النظام الطائفي.
والأصل أن يتم التعامل مع قضية الفلول بحزم واعتقال رؤوس الإجرام ومحاكمتهم محاكمات سريعة ليكونوا عبرة لغيرهم، مع التأكيد على تحصيل أكبر كمية من المعلومات منهم لملاحقة غيرهم.
إن سياسة استئصال الوسط الأمني والعسكري والسياسي السابق ومحاسبة أكابر مجرميه هي السياسة الوحيدة الناجعة ضد هؤلاء المجرمين الذي أوغلوا في دماء المسلمين وأعراضهم على مدار أربعة عشر عاماً، ولم يتركوا طريقة سادية بشعة إلا واستخدموها ضد المدنيين العزل من النساء والأطفال.
ولا زال شبح الفلول ماثلاً، فإنه وإن كانت الإدارة الجديدة استطاعت إعادة السيطرة على المدن الرئيسية في الساحل فما زال ريف الساحل يعج بآلاف المقاتلين ورؤوس الإجرام الذين يتخذون من الجبال والمناطق الوعرة ملاذاً لهم وهو ما يجب على الإدارة الجديدة التعامل معه وعدم تركهم في مأمن، وهم لا شك سينظمون هجمات جديدة في المستقبل.
أما موضوع قسد فقد هُرع قائدهم مظلوم عبدي إلى دمشق لتوقيع اتفاق مع الرئيس أحمد الشرع يقضي باندماج قسد مع الحكومة الجديدة لكن ضمن فترة تمتد لتسعة أشهر حتى نهاية عام 2025، ما يُشعر أن الاتفاق غير جدي في التعامل مع الانفصاليين وكانت الغاية منه تهدئة الأمور وإبعاد شبح هجوم الفصائل الثورية المحتمل على مناطق قسد على غرار ما حصل في الساحل.
إن أكبر خطأ سياسي ستكون له نتائج خطيرة لاحقا وسيؤسس لإيجاد كنتونات طائفية مع قسد وغيرها هو التهاون معها ومعاملة هذه الكيانات على أساس الندية وفقا لتوجيهات الدول المتآمرة على أهل الشام، فيجب عدم التعامل معهم كأنداد ولا عقد اتفاقات هشة معهم تعطيهم فرصة للاستمرار والتمرد على الحكومة الجديدة، ولا شك أن هناك إملاءات أمريكية تمنع حسم قضيتهم عسكرياً، وهو ما يجب على الإدارة الجديدة تجاوزه وعدم الخضوع لأي ضغوط خارجية.
أما ملف السويداء فيجب أيضاً حسمه عسكرياً مع التأكيد أن آلاف المقاتلين مستعدون للانخراط في العمليات العسكرية وإخضاع كافة المناطق الخارجة عن السيطرة، يضاف إلى ذلك التأييد الشعبي لإخضاع الفلول والانفصاليين لسلطة الدولة.
إن التعامل مع الفلول والكيانات الأخرى يجب أن يكون بحزم على أساس الإسلام من خلال جعل العقيدة الإسلامية هي المصدر الوحيد للدستور والقانون ومعاملة الطوائف وفق أحكام الشرع التي تضمن حقوقهم وتبين ما عليهم من واجبات.
إن تطبيق أحكام الإسلام بحزم لتلمس الرعية عدل نظام الإسلام وقوة سلطانه هو الكفيل بحل كل المشاكل الناجمة عن العرقيات الصغيرة، أما تطبيق غير الإسلام والاستجابة لمطالب الدول المتآمرة فلن يزيد الأزمات إلا تفاقما وتشكيل خطر عظيم على أهل الشام. ولنا في رسول الله أسوة حسنة عندما تعامل مع بعض مجرمي قريش وأمر بقتلهم ولو تعلقوا بأستار الكعبة وكذلك تعامله مع بني قريظة وإفناء رجالهم نتيجة خيانتهم العظمى في معركة الخندق.
إن سوريا تحتاج نظاماً إسلامياً راشداً وحاكماً قوياً يقود الأمة بكتاب الله وسنة نبيه ولا يخضع للإملاءات الخارجية بل يجابه كل دول الكفر مستعيناً بالله ساعيا لتكون كلمة الله هي العليا ويسود حكم الإسلام ربوع الأرض، وعسى أن يكون ذلك قريباً.
----------------
بقلم: الأستاذ أحمد الصوراني
المصدر: https://tinyurl.com/5n94mv5w
- التفاصيل
وصلت الثورة إلى دمشق، فكان حدث وصولها مزلزلاً للجميع ومربكاً للكثيرين، والكل شد مئزر تآمره ووضع يده على قلبه، كيف سيتم ضبط الإيقاع، كيف سنحرف المسار، كيف سنسحب من المجاهدين والثوار نشوة نصرهم، فبدأت الوفود تأتي تترى لأجل تدارك الأمر، وفرض الإملاءات والقضاء على التوجه الإسلامي لأهل الشام، ولأجل منع محاولة التفكير المستقل.
مقتطف من مقال في جريدة الراية بعنوان:
الشام لا يُصلحها إلا أن تُحكم بالإسلام
عبدو الدلي
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
عقدت الدول المؤتمرات ورتبوا الزيارات، جاءت الوفود تحمل شروطها للدعم، جاءت تفرض عقليتها كيف يجب أن تكون الدولة، جاءت لتقول لنا إما أن تحكموا كما نريد أو أن نجعلكم تموتون من الجوع، وفي دافوس الأمر نفسه اجتماع اقتصادي تحول لسياسي عنوانه العريض: لا دعم ولا أموال إلا بعد أن توقعوا على ورقة قبولكم بأن السيادة لنا وأن التشريع لنا.
لقد قدمت الثورة على مر عقد ونصف القافلة تلو القافلة من الشهداء، لقد كانت ردات فعل الناس عند التضحية حمداً لله على قضائه وشكره على نعمه، لقد كان ارتباطهم بالله عظيما ووثيقا، لقد كان الله في كل لحظات الثورة معنا، فلنحذر كل الحذر أن ندير له ظهورنا، ولو سألنا أي ثائر اليوم أو مجاهد أو أي فرد من أفراد الحاضنة كيف تم النصر ليقولن الله هو من أكرمنا به، فكيف بعد كل ذلك ندير ظهورنا للخالق الذي أكرمنا بالنصر ونتوجه نحو من يضرنا ولن ينفعنا؟! نيمم وجوهنا نحو بشر كانت أسمى غاياتهم أن يكسرونا وينهوا ثورتنا؟!
إن بلاد الشام بمدنها وقراها وبلداتها لا يليق بها إلا أن تُحكم بالإسلام وأن تكون السيادة فيها لشرع الله وحده، إن الشام لا يليق بها إلا أن تكون حاضرة للإسلام ولدولة الإسلام.
وإننا على ثقة بأن الله عز وجل الذي أكرمنا بالنصر سيكرمنا بالتمكين لإقامة دولة الإسلام وتحكيم شرعه.
مقتطف من مقال في جريدة الراية بعنوان:
الشام لا يُصلحها إلا أن تُحكم بالإسلام
عبدو الدلي
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا