- التفاصيل

أعلن الرئيس الأمريكي ترامب في أكثر من مناسبة عن إعجابه بالرئيس السوري للمرحلة الانتقالية أحمد الشرع، فقد نقلت سي إن إن بالعربية: "أعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الاثنين، عن ثقته بقدرة الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع على قيادة بلاده، وذلك بعد لقائه به في البيت الأبيض". وقال ترامب للصحفيين في المكتب البيضاوي عن الشرع: "هو قائد قوي للغاية، قادم من بيئة صعبة للغاية، وهو رجل حازم، أنا معجب به، وأتفق معه... وسنبذل قصارى جهدنا لإنجاح سوريا".
وفي الثاني من كانون الأول/ديسمبر 2025 سلّم المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، توم براك، رسالة خطية من ترامب إلى الشرع، وجاء في الرسالة: "أحمد، ستكون قائداً عظيماً، والولايات المتحدة ستساعدك".
فما سر هذا الرضا؟ وما الذي فعله أحمد الشرع حتى كسب هذا الرضا والإعجاب من أمريكا التي تقود حرباً صليبية ضد الأمة الإسلامية منذ عقود وحتى يومنا هذا؟
أولاً: قبل أحمد الشرع بأن لا يغيّر من طبيعة نظام الحكم في سوريا بعد سقوط أسد، فقد أعلن أن سوريا سيبقى نظامها جمهورياً علمانياً يفصل الدين عن الدولة، وحافظ على الدستور السابق مع بعض التعديلات غير الجوهرية، كما حافظ على جميع القوانين الوضعية المعمول بها، واستمرت المحاكم والقضاء على تنفيذ تلك القوانين التي كان معمولاً بها أيام بشار.
ثانياً: انضمّ أحمد الشرع إلى التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب، والإرهاب بنظر أمريكا يشمل كل جهة أو شخص يدعو لتحكيم الإسلام في واقع الحياة، ومواجهة الاستعمار الغربي، وعدم الخضوع للإرادة الدولية.
ثالثاً: سار أحمد الشرع في عملية التطبيع مع كيان يهود بعد التحرير مباشرة، معلناً التزامه باتفاقية عام 1974، وأن سوريا لن تستهدف كيان يهود وأعلى من الخطاب الوطني. والتقى وزير الخارجية السوري أكثر من مرة بمسؤولين يهود، كما لم يعلن أحمد الشرع رفضه خلال لقائه مع ترامب في الرياض الانضمام لاتفاقيات أبراهام التي دعا لها ترامب.
رابعاً: عمل أحمد الشرع على تطبيق القرار 2254 من خلال عفوه عن المجرمين والقتلة من أزلام نظام الأسد، بل حتى إدخال بعضهم في مناصب حكومية. فقد عُيّن المجرم فادي صقر عضواً في لجنة السلم الأهلي، وعيّن بعض شبيحة النظام ومؤيديه في مناصب وزارية، مثل وزير التربية محمد تركو الذي كان موظفاً لدى بشار الأسد ومؤيداً له حتى يوم التحرير، وكذلك هند قبوات التي تم جلبها من كندا وهي المعروفة بتأييدها للمثليين. فهي تشكيلة تضم المؤيد والمعارض والمتشبّع بالفكر الغربي، في صورة من صور تطبيق القرار 2254، وهذا ما سعى إليه المبعوث الأممي بيدرسون في لقائه مع أحمد الشرع بتاريخ 16/12/2024، حيث طالبه بضرورة تطبيق القرار 2254.
خامساً: يتوجه أحمد الشرع إلى منع أي نشاط سياسي حزبي على أساس الإسلام في سوريا، فقد صرّح مستشاره الشخصي أحمد زيدان بضرورة أن تحلّ جماعة الإخوان المسلمين نفسها، وما زالت سجونه تضم العشرات من معتقلي الرأي السياسي من شباب حزب التحرير، حيث حكمت محاكم أمنية (قضاتها ملثمون) على بعض منهم بأحكام سياسية جائرة وصلت حتى عشر سنوات. والمفارقة العجيبة أن هذه الأحكام صدرت بالتزامن مع زيارة أحمد الشرع إلى أمريكا لإلقاء كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة.
سادساً: منع أحمد الشرع حركة حماس من افتتاح مكاتب لها على الأراضي السورية، في خطوة ترضي أمريكا التي تشارك كيان يهود في حربه على تلك الجماعات التي أشعلت معركة طوفان الأقصى التي هزت كيان يهود بل العالم كله.
إن كل هذه الأسباب المذكورة، بالإضافة إلى نهج الإدارة السورية الحالية في الخضوع التام للإرادة الأمريكية، تفسّر هذا الرضا الأمريكي؛ فهي لا تخرج عن توجيهات أمريكا، شأنها شأن باقي حكام المسلمين الذين يسارعون لإرضائها، وأعانوها على استمرار هيمنتها على بلاد المسلمين بكافة أشكالها السياسية والاقتصادية والثقافية.
إن نهج الإدارة السورية الجديدة في إرضاء أمريكا والخضوع لإملاءاتها نهج لا يرضي الله، ثم لا يرضي عباده الصادقين في الشام الذين ثاروا على نظام أسد، وأرادوا تغييره تغييراً جذرياً، والانعتاق من الاستعمار الغربي الذي عاث في بلاد المسلمين الفساد، وارتكب وما زال يرتكب أفظع الجرائم بحق المسلمين.
وفي الختام نعود لنؤكد على الحقائق القرآنية التي خاطبنا الله سبحانه وتعالى بها فيما يخص علاقتنا بالكفار المحاربين، حيث قال سبحانه: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾، وقال تعالى: ﴿وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ﴾. وقال عز وجل: ﴿وَلَنْ تَرْضَىٰ عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَىٰ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ﴾.
فتولّي الكافرين والركون إليهم ومحاولة إرضائهم كلها موجبة لسخط الله وغضبه، ومانعة من هداية الله ونصرته وهذا هو الخسران المبين في الدنيا والآخرة.
نسأل الله تعالى أن يحفظ الشام وأهلها، وأن يهيّئ لها قيادة صادقة مخلصة، تحكم بشرع الله، وترعى شؤون الأمة، وتذود عن دينها، وتقطع كل تبعية للكافرين. والحمد لله رب العالمين.
---------
بقلم: الأستاذ أحمد الصوراني
- التفاصيل

جريدة الراية:
بيت جن أكدت هشاشة كيان يهود وخوار الإدارة السورية الجديدة
قامت قوّةٌ تابعةٌ لكيان يهود فجرَ يوم الجمعة 28/11/2025 بالتوغّل داخل بلدة بيت جنّ في ريف دمشق لاعتقال عددٍ من الشبان، إلّا أنّ بعض المجاهدين في القرية تصدّوا لهم وأجبروهم على الانسحاب بعد إيقاع عددٍ من عناصرهم بين قتيلٍ وجريح.
الراية: لم يتوقف توغل كيان يهود في سوريا منذ قرابة عام، بعيد سقوط المجرم بشار، إذ دخلت قواته لتنشئ منطقةً عازلة انطلاقاً من هضبة الجولان المحتل، حيث احتلّت قمّة جبل الشيخ وعدداً من القرى والبلدات في القنيطرة وصولاً إلى ريف دمشق.
إلا أن اقتحام بلدة بيت جن لم يسر كما أراد، حيث واجهت قواته مقاومةً شرسة وحوصرت لأربع ساعات، ما اضطره إلى استخدام سلاح الجو لإخراجها. وخرج جنوده يجرّون أذيال الخيبة مع قرابة عشرين جريحاً وأنباء عن قتيلين، وتركوا خلفهم آلياتٍ وذخائر، خاصة بعد تدفق المقاتلين من القرى المجاورة المتشوقين لمواجهته.
خرجت الحشود الشعبية بعد صلاة الجمعة في مختلف المدن السورية من دمشق إلى حلب وحمص وحماة واللاذقية، تطالب بمواجهة يهود وترفع رايات التوحيد، وتهتف بالهتافات الإسلامية، لتؤكّد أن النفس الثوري ما زال متقداً، وأن الأمة مستعدة لمواصلة الثورة الإسلامية لإقامة حكم الإسلام وتطبيق الشريعة، والسير بجحافل المجاهدين لدحر قواته حتى تحرير فلسطين.
أمّا الإدارة السورية الجديدة فلم ترقَ إلى مستوى خطاب الشارع، إذ صدر عن وزارة خارجيتها بيانٌ هزيل، ثم جاء تصريح مندوبها في الأمم المتحدة إبراهيم علبي ليكشف حجم هوانها حين قال إن الرد العسكري المباشر على يهود "ليس خياراً حالياً حفاظاً على مكاسب في العلاقات الدولية"، وإن سوريا مستمرة بالالتزام باتفاقية فضّ الاشتباك لعام 1974 وقرارات مجلس الأمن، زاعماً أنّ هذا يزعج كيان يهود أكثر من الرد العسكري.
إنّ التعامل مع الكيان الغاصب لا يكون إلا بمواجهته عسكرياً، وهذا مطلب الأمة في الشام وفي العالم أجمع. لكن مع الأسف لا يُرجى هذا من الإدارة السورية الحالية، فهي أثبتت خلال عامٍ كامل فقدانَ الإرادة وارتهانَ قرارها للتوجيهات الخارجية والأمريكية. لذلك، فإن الواجب اليوم على المجاهدين الصادقين والثوار في سوريا أن يقولوا كلمتهم، وهم قادرون بإذن الله على دحر كيان يهود وإعادة أمجاد الإسلام وانتصارات حطّين من جديد.
- التفاصيل

ترتفع بعض الأصوات في كثير من الأحيان تقول: إننا في حالة ضعف، والبلد مدمر، و أنه يجب ترتيب الجيش، وعلينا ضغوط من الدول، ويهود تتربص بنا.
وحقيقة الأمر أن هذا كله خداع لترسيخ الوهن والضعف في نفوس الناس تبريرا لسياسات الرضوخ للإملاءات الخارجية.
فأهل الشام ما كانوا يوما على مر التاريخ ضعفاء، وبعد إسقاط النظام البائد صاروا وهم في معية الله في أوج قوتهم، فالمنتصر بعد صبر وثبات يزداد قوة الى قوته ويرى بأنه لن تقف أي قوة أمامه.
فمن قال: إننا ضعفاء فهو مخادع، مهزوم.
أهل الشام يثبتون يوما بعد يوم أنهم ما تخلوا عن أهداف ثورتهم وجهادهم، وإنهم قادرون على المواجهة والانتصار، وها هي جموعهم كما حدث في بيت جن وما تلاها من تفاعلات شعبية تتحدى يهود، ومن ورائهم أمريكا، وتطالب بتطبيق الإسلام وإعلان الجهاد.
هذا هو نبض الأمة الحقيقي.
الشعب يريد تحكيم شرع الله،
فعبثا يفعل من يحاول طمسه أو إخماده.
كتبه للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
محمود البكري
- التفاصيل

يقول الله عز وجل مخاطبا عباده المؤمنين:
{ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار وما لكم من دون الله من أولياء ثم لا تنصرون}. (هود:113).
فسر أئمة اللغة (الركون) بمطلق الميل والسكون إلى الشيء. وذكر القرطبي أن حقيقة الركون في اللغة الاستناد والاعتماد والسكون إلى الشيء والرضا به.
وللسلف أقوال في المقصود من هذا النهي القرآني؛ فالمنقول عن ابن عباس رضي الله عنهما قولان: أحدهما: النهي عن الركون إلى أهل الشرك. ثانيهما: النهي عن مداهنة أهل الظلم، على معنى قوله تعالى: {ودوا لو تدهن فيدهنون} (القلم:9)، والمداهنة نوع من النفاق والمصانعة، ومداهنتهم تكون بالرضا على ظلمهم وعدم الإنكار عليهم.
وروي عن أبي العالية، قوله: {ولا تركنوا إلى الذين ظلموا}، يقول: لا ترضوا أعمالهم.
وقال الطبري في معنى النهي: ولا تميلوا، أيها الناس، إلى قول هؤلاء الذين كفروا بالله، فتقبلوا منهم، وترضوا أعمالهم. قال ابن كثير تعقيبا على قول الطبري: وهذا القول حسن، أي: لا تستعينوا بالظلمة، فتكونوا كأنكم قد رضيتم بصنيعهم.
وهذه الأقوال كلها متقاربة المعنى، تفيد النهي عن الرضا والقبول بما يفعله أهل الكفر والظلم.
وقد استخدم القرآن الكريم لفظ (الركون) وهو مطلق الميل، ما يفهم منه من باب أولى المنع من موالاة أهل الظلم ومناصرتهم. فالتعبير بـ (الركون) يحمل دلالة أبلغ على المراد من هذا النهي، على حد قوله تعالى: {إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه} (المائدة:90). فالتعبير بـ (الاجتناب) أبلغ من التعبير بقوله: (لا تشربوا الخمر، ولا تتعاطوا الميسر...).
وعلى الجملة، فإن لفظ (الركون) دال على النهي عن الميل إلى الذين جعلوا الظلم شعارهم، وتخطوا حدودهم، وجاوزوا الحق.
وقد رتبت الآية الكريمة نتيجتين على الركون إلى أهل الكفر..
أولهما: دنيوية، وهي عدم النصر والمعونة من الله.
ثانيهما: عذاب النار في الآخرة.
وهاتان النتيجتان مستفادتان من قوله تعالى: {فتمسكم النار وما لكم من دون الله من أولياء ثم لا تنصرون}، فكأنه سبحانه يقول لنا: إنكم إن رضيتم بمسلك أهل الظلم، ومشيتم في ركابهم، وناصرتموهم في باطلهم، مستكم نار جهنم في الآخرة، ولم ينصركم الله في الدنيا، بل يخليكم من نصرته، ويسلط عليكم عدوكم.
قال ابن عاشور: هذه الآية أصل في سد ذرائع الفساد المحققة أو المظنونة، حسب تعبيره.
فكل ما أدى إلى تعطيل فرض شرعي فلا يجوز قربانه، وكل ما أدى إلى تحريم ما أحل الله فلا يجوز إتيانه، وكل ما أدى إلى تحليل ما حرم الله فلا يجوز تناوله.
وقال الحسن البصري :
جعل الله الدين بين لائين: {ولا تطغوا}، {ولا تركنوا}. فقد لخص الحسن الدين كله بأمرين: النهي عن الطغيان، والنهي عن الركون إلى الظالمين. وفي هذا دلالة على أهمية تجنب الركون إلى أهل الظلم؛ لما في ذلك من توهين لأمر الدين، وإضعاف لشأنه.
فيا أهل الشام ، بعد هذا البيان الشافي لحكم الركون للظالمين و بعد بيان معنى الركون، هل بقي شك أن الانضمام لحلف المشركين حرام؟
وخصوصا أن هذا الحلف يرفع شعار واضحا لا لبس فيه انه لمحاربة الإرهاب أي الإسلام، وكلنا يعلم ما هو الإرهاب في نظر أميركا وأوروبا، ففي مقابلة تلفزيونية مع شبكة CNN عام 2016، صرّح دونالد ترامب بأن "الإسلام يكرهنا"، هذا التصريح جاء ضمن سلسلة من المواقف التي اتخذها ترامب خلال حملته الانتخابية، والتي شملت دعوته إلى فرض حظر مؤقت على دخول المسلمين إلى الولايات المتحدة، وهو ما اعتبره كثيرون استهدافاً مباشراً للدين الإسلامي وليس فقط للمتطرفين أو الإرهابيين،
و قال جيري فالويل في مقابلة مع برنامج "60 دقيقة" على شبكة CBS الأميركية، قال : "أعتقد أن محمد كان إرهابيًا، لقد قرأت ما يكفي عن تاريخ حياته الذي كتبه مسلمون وغير مسلمين".
و قال وصف روبرتسون وهو قس أميركي آخر، النبي ﷺ بأنه متعصب.
وقد وصف فرانكلين غراهام، نجل القس الشهير بيلي غراهام، الإسلام بأنه ( دين شرير).
أما إيلون ماسك (رجل أعمال ومستشار سابق لترامب) وصف بعض المنظمات الإسلامية الأميركية بأنها "منظمات إرهابية".
و أما الفرنسي جيرالد دارمانان (وزير الداخلية الفرنسي السابق وهو الآن وزيرا للعدل) صرّح بأن "الإسلام السياسي" هو أبرز خطر يتهدد فرنسا وأوروبا ، واعتبر أن "الإرهاب السني" هو التهديد الأول للأمن الأوروبي ، في تصريحات أدلى بها خلال زيارة للولايات المتحدة.
و أما الهولندي (خيرت فيلدرز ) معروف بتصريحاته العدائية تجاه الإسلام ، وقد وصفه علنًا بأنه "أيديولوجيا إرهابية" وطالب بحظر القرآن وإغلاق المساجد .
هذا بعض ما بدا من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر ،
فيا أهل الشام ، ألم ينصرنا الله سبحانه وتعالى على طاغية الشام من غير حول منا ولا قوة؟
أبعد ان أكرمنا ربنا جل جلاله بالنصر نترك كتابه وسنة نبيه ونحالف أعداءه ؟
أليس هذا الحلف هو من دعم النظام البائد من فوق الطاولة تارة ومن تحتها تارة أخرى ، ومرة كان يدعمه بستار ومرة من دون ستار ؟
هل نسيتم تصريح ديمستورا ( المبعوث الامريكي ) عام 2014 أن الأسد جزء من الحل وليس جزء من المشكلة وكان أول مسؤول (من الدول التي كانت تزعم زوا ونفاقا صداقة الشعب السوري) يعطي هذا المجرم شرعية بحجة أنه يحارب الإرهاب ؟
ثم من هم الإرهابيون في نظر أميركا وغيرها من دول النفاق قبل سقوط النظام البائد بيوم واحد ؟ ألسنا نحن المسلمين فيما كان يعرف ( بالمحرر )؟
هل تصدقون ابتسامات ترامب الذي وقف ومازال يقف مع كيان يهود في حربهم على غزة العزة ؟
لا يغرنكم قول من في قلبه مرض إننا ضعفاء وإننا لا نقوى على تحقيق باقي أهداف ثورتنا التي تتمثل بإنهاء نفوذ دول الكفر والاستعمار من بلادنا وإقامة شرع الله عز وجل ، حتى لا نقع فيما نهانا الله تعالى عنه، فقد قال تعالى:
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ ۘ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (51) فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَىٰ أَن تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ ۚ فَعَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا أَسَرُّوا فِي أَنفُسِهِمْ نَادِمِينَ (52).
ولا يغرنكم قول من أفتى بجواز الانضمام للحلف الصليبي وجاء بشبهات ما أنزل الله بها من سلطان ليلبس على المسلمين أمر دينهم ، فلا يقال أنه يجوز الاستعانة بالكافر على قتال المسلم في حال الضرورة ، لأن الواقع عكس ذلك تماما، فالحقيقة هي أن الكافر هو من يستعين بالمسلم لقتل المسلم بحجة الإرهاب ، وكلنا يعلم أن عداء أميركا وأوروبا للإسلام والمسلمين لا يقتصر على جماعة بعينها وكلنا يعلم ماذا فعلت أميركا بأفغانستان والعراق وما فعلته فرنسا في تونس والجزائر وما فعلته بريطانيا في مصر والقائمة تطول ، والله تعالى يقول :
(وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ).
والحمد لله رب العالمين.
كتبه للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
سامر عيد
- التفاصيل

لم يكن تصور الجهاد لدى حملة الإسلام الأوائل بأنه مجرد صدام عسكري بين طرفين لاكتساب مناطق نفوذ جديدة، بل كان الجهاد في تصورهم هو الطريق التي شرعها الله لحمل الإسلام رسالة هدى ونور فانطلقوا يحطمون بالجهاد الحواجز المادية والأنظمة المتسلطة التي تجبر الناس على عبودية البشر. لذلك كان الجهاد هو صراع مبدئي بين نظام رباني ينظم علاقات البشر ويحفظ حقوقهم، ويجلب لهم طمأنينة العيش بعد رضا الله عز وجل، وبين أنظمة وضعية تشقى فيها الشعوب في سبيل نعيم حكامها وترفهم.
فلم يكن بدّ من أجل حمل كل ذلك الخير الذي بين أيديهم إلى الشعوب المضطهدة إلا أن يكسروا ذلك الحاجز المادي الذي يحول بينهم وبين تلك الشعوب، ويحموا ذلك المبدأ من أن يطغى عليه مبدأ آخر، ليقول التاريخ كلمته المشهورة (ما عرف العالم فاتحا أرحم من المسلمين).
إن الأمة التي تتخلى عن الصراع المبدئي مع المبادئ الأخرى ستكون أمة خاضعة منهزمة ذليلة تستباح أرضها وتنهب ثرواتها وتسلب سيادتها، وهذا واضح جليّ منذ أن هدم الكافر المستعمر دولة الخلافة، بعد أن أصبح كثير من أبناء أمة الإسلام مضبوعين بثقافة الغرب.
أما في ثورة الشام، فإن الناظر إلى الفترة التي مرت بها الثورة، يدرك أنه في كل المراحل لم يتوقف القتال قط، رغم كل المكر والتآمر، فكان في كل مرة يحصل فيها توقف للقتال، هدنة هنا واتفاقية وقف إطلاق نار هناك، يقابلها انسحاب وضياع للمناطق والقرى تباعا، مما كرس ضغط الدول على أهل الثورة لإخضاعهم إلى الحل السياسي، إلا أن جذوة الجهاد في القلوب وعلى الألسن لم تنطفئ، ولم يركن أهل الشام لحلول أعدائهم، فكان خيارهم إعلان الجهاد وفتح الجبهات وإسقاط النظام المجرم، ليحصل ما أكرمنا الله به من نصر مؤزر هيأ الله له أسبابه، فسقط النظام البائد في مدة ١٢ يوما فقط.
لكن اليوم ما نراه من صعوبات وحركات تمرد للمتربصين بنا من قسد وفي السويداء والفلول في الساحل، لا يسعنا إلا أن نقول كلمة واحدة، أنه لم يحصل بنا ما حصل إلا نتيجة إغلاق باب الجهاد في وجه هؤلاء، وفتح الطريق للدخول معهم في مفاوضات أدت لاحقا إلى الاعتراف بهم مما زاد تأليبهم علينا.
فلا إدخال المساعدات للدروز والتودد لهم سيكسر شوكتهم، ولا حماية مظاهرات الفلول سيسكت حركات تمردهم ولا المفاوضات الناعمة مع قسد في أروقة الأمم المتحدة ستوقف إجرامهم ..
كلا .. بل هو الجهاد ، جهاد من لا يخشى في الله لومة لائم، جهاد من أخذ على عاتقه نصرة الدين، وإقامة شريعة رب العالمين، جهاد من عرف قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما ترك قوم الجهاد إلا ذلوا) فأخذ سيفه ضاربا به يبتغي من ذي الجلال عزا وتمكينا.
(وَلَیَنصُرَنَّ ٱللَّهُ مَن یَنصُرُهُۥۤۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَقَوِیٌّ عَزِیزٌ).
كتبه للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
عبد الحي حاج حسن
