- التفاصيل

مقالة:
في مثل هذا الأيام من السنة الماضيه أكرمنا الله عز وجل بإسقاط النظام البائد على أيدي المجاهدين الذين ضحوا بدمائهم الزكية الطاهرة ليعيش أهلهم حياة كريمة في ظل حكم الإسلام، فلهذا جاهدوا ولأجله ضحوا.
لقد كانت ثورة الشام أكثر وعيا من باقي الثورات التي تم الالتفاف عليها وإعادة إنتاج النظام بوجه جديد، ولكن أهل الشام وضعوا ثوابت لسلامة السير. وهذه الثوابت كانت واضحة لا لبس فيها وعلى رأسها إسقاط النظام البائد بكافة أركانه ورموزه وثانيها التحرر من هيمنة دول الكفر وإنهاء نفوذها بالمنطقة وثالثها إقامة حكم الإسلام على أنقاض النظام البائد.
ولهذا جمعت أمريكا سحرها وسحرتها وألقت بهم على ثورة الشام ، ولكن كفالة الله جعلت سحرها في بوار وكان النصر حليف أهل الشام عقر دار الإسلام رغم كيد الكائدين وضعف إمكانيات أهل الشام ليرينا الله أن النصر منه وحده.
وبعد سنة من سقوط النظام البائد أين نحن من الثوابت التي كانت صمام أمان ثورتنا!
للأسف وبعد عام من سقوط النظام لم يتم تطبيق أي من ثوابت ثورة الشام وعلى رأسها الحكم بما أنزل الله، فهذه التضحيات لا يكافها إلا تحكيم شرع الله وإلا فالفاتورة ضخمة والنتيجة البقاء تحت الحكم الجبري.
إن الواجب علينا في هذه الذكرى أن نتذكر أن شهداءنا قدموا دماءهم لنتوجها بحكم الله، خلافة على منهاج النبوة، فبها وحدها نرضي ربنا ونحرر أرضنا ونعيش حياة كريمة.
فيا أهل الشام إن ثورتكم لا تكتمل إلا باكتمال تطبيق ثوابتها فاثبتوا عليها وارفعوا صوتكم للمطالبة بها فهي سبيل نجاتنا جميعا وهي ثمن دماء الشهداء فلا تفرطوا بها.
كتبه للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
فادي العبود
- التفاصيل

في مثل هذا الأيام من السنه الماضية تحركت جحافل المجاهدين لزلزلة حكم الطاغية أسد، ما أسفر عن اسقاط النظام البائد. وكان هذا التحرك نقطة تحول، حيث استعاد المجاهدون قرارهم وأعلنوها معركة مفتوحة حتى إسقاط النظام المجرم في عقر داره دمشق. أحد عشر يوما كانت كفيلة بإسقاط النظام المتهالك الذي كان يترنح ولا يحتاج إلا الى ضربة قاضية. نعم لقد أكرمنا الله عز وجل بإسقاط النظام البائد بفضله وحده سبحانه وتعالى ثم بهمة الثائرين المجاهدين المخلصين.
لقد نصرنا الله ونحن في أضعف حالاتنا ليرينا أن النصر من عنده فقط. واليوم وبعد عام تقريبا من إسقاط النظام المجرم يجب أن نتذكر أن هذه الثوره وتضحياتها كانت لإسقاط النظام البائد وإقامة حكم الاسلام على أنقاضه.
إن تضحيات أبنائنا وشهدائنا ومعاناة أهلنا لا يكافئها الا تحكيم شرع الله عز وجل، ودون ذلك ستكون خسارتنا كبيرة.
ثورة الشام خرجت في سبيل الله ولتحكيم شرعه ولرفع راية رسول الله. هكذا أرادها أهل الشام، هي لله هي لله ولتحكيم شرع الله، وهكذا ستكون إن شاء الله. وعلى من توسد أمر الحكم بعد إسقاط النظام البائد أن يتدارك أمره ويعمل لتحقيق هذه الثوابت وأن يطبقها على أرض الواقع وأن لا يخشى الأعداء والدول المتآمرة علينا، فقد قارعناهم أربعة عشر عاماً، وبفضل الله عز وجل انتصرنا عليهم ونحن كما كان يقول عنا النظام البائد عصابات مسلحة، فكيف بنا ونحن اليوم جيش ودولة وعتاد وسلاح ومعنا الله الذي نصرنا ونحن أذلة فلن تغلبنا أمريكا مهما ملكت من قوة إن نصرنا الله.
إن بيننا وبين تحرير مسرى رسولنا الكريم هو إقامة الخلافة على منهاج النبوة التي ستحرر الأقصى وتعيد الأمة الإسلامية لعزتها ومكانتها ونكون بذلك قد حققنا بشرى رسولنا صلى الله عليه وسلم بعودة الخلافة على منهاج النبوة فنكون نعم الثورة ونعم الرجال.
كتبه للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
فادي العبود
- التفاصيل

إثر لقائه المغلق برئيس سوريا للمرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، في العاشر من الشهر الماضي، في البيت الأبيض، صرح رئيس أمريكا ترامب للصحفيين أنه على وفاق مع الشرع، وأنه على ثقة ويقين من أنه سيتمكن من القيام بمهامه وعمله بنجاح، وكانت الخارجية الأمريكية أشادت يوم الجمعة بما وصفته "تقدّما ملحوظا" في سلوك القيادة السورية الجديدة. فيما أكد وزير الإعلام السوري، حمزة المصطفى، "توقيع سوريا مؤخراً إعلان تعاون سياسي مع التحالف الدولي لهزيمة داعش"، وأن "سوريا شريك في مكافحة الإرهاب"، وأضاف: "إن الرئيس ترامب أشاد بتحول سوريا وأنه أبدى دعمه لترتيب أمني محتمل مع إسرائيل". أما وزارة الحرب الأمريكية فأكدت أيضاً أن سوريا "في طريقها للانضمام إلى التحالف الدولي".
وكان المبعوث الأمريكي إلى سوريا توم براك، قد أعلن أن الرئيس أحمد الشرع سيوقع خلال زيارته على وثيقة شراكة تضع سوريا داخل هذا التحالف الدولي الذي تقوده أمريكا، فيما علق على لقاء ترامب بالشرع بالقول: "سوريا كانت هي المشكلة واليوم أصبحت سوريا شريكا أساسيا لنا...، الحكومة السورية شريك أساسي في الحرب ضد تنظيم الدولة والحرب على "الإرهاب"... سوريا التي كانت مصدرا للإرهاب اليوم هي شريك في مكافحته". أما نائب المتحدث باسم الخارجية الأمريكية فصرح قائلاً: "سوريا تحولت من دولة كانت وكيلة للنظام الإيراني إلى دولة تتعاون معنا الآن في مكافحة الإرهاب".
فيما ذكر تقرير معهد الشرق الأوسط، نقلاً عن مصدر في مديرية الأمن العام، أن "التنسيق الأخير بين دمشق وقيادة التحالف شمل اتفاقيات عملياتية متعددة، أبرزها: تبادل المعلومات الاستخبارية بين وحدة الاستطلاع في وزارة الداخلية وغرف عمليات التحالف الدولي، بما يمهّد لتأسيس قنوات تعاون أمنية أكثر مؤسسية واستدامة".
ويأتي هذا اللقاء بالتزامن مع تقارير إعلامية كثيرة، منها ما نقلته رويترز في 6 تشرين الثاني نقلاً عن مصادر مطلعة، عن سعي أمريكا لتأسيس وجود عسكري لها في قاعدة جوية بدمشق، ليعقب ذلك نفيٌ سوري أمريكي متوقَّع.
إن الانخراط الكارثي للإدارة الحالية في التحالف الدولي هو شرعنة للوجود الأمريكي في سوريا، وتبرئة للتحالف الدولي من الجرائم التي ارتكبها على مدار عقد كامل ومن المجازر المروعة التي ابتدأها في أيلول 2014م تحت ذريعة مكافحة الإرهاب، وقوننة لكل ما يمكن أن يرتكبه من إجرام مستقبلاً. تحالف صليبي حاقد يتلطى خلف شعارات كاذبة خاطئة ليخفي هدفه الحقيقي في الضغط على الأمة وتأديب الناس لتجرؤهم وخروجهم على المنظومة الدولية، واستهداف النفس الثوري والجهادي الذي تجذر في نفوس أهل الشام وأمة الإسلام وتطلعهم للحكم بالإسلام عبر دولة بعد عقود تطاولت من الذلة والمهانة وجريمة الحكم بغير ما أنزل الله.
لقد كان من أهم ثوابت ثورة الشام التي جادت بمليوني شهيد التحرر من سطوة دول الغرب وإنهاء نفوذها. وما إن أكرمنا الله بإسقاط بشار حتى تحول التعامل مع أمريكا والغرب والانفتاح عليهما، بنظر الإدارة الجديدة، إلى كونه المصدر الوحيد للأمن والأمان والسلام والتقدم والازدهار الاقتصادي! بل وتركز وسائل الإعلام على الجانب الاقتصادي الرأسمالي بعيداً عن ضوابط الإسلام وأحكامه وشروطه وخاصة في الاقتصاد وفي التعامل مع دول الكفر وخصوصا المحاربة منها، وعلى رأسها أمريكا التي يقطر سلاحها من دمائنا في العراق وأفغانستان والصومال واليمن، بل حتى في سوريا حيث دعمت النظام البائد على مدار 14 عاماً بكل مقومات الحياة لوأد ثورة الشام وإعادة أهلها إلى حضن الجلاد.
ثم إن ربط الوضع الاقتصادي البائس برضا الغرب وبرفع العقوبات فيه من العبث والتدليس ما فيه، لإبعاد أذهان الناس عن الحقيقة القرآنية الخالدة بأن سبب البؤس والشقاء هو إقصاء شرع الله عن الحكم والحياة والدولة، قال تعالى في سورة طه: ﴿فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَىٰ * وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ﴾.
والأنكى من ذلك تبرير هذا المنزلق الخطير بتحقيق مكاسب سياسية واقتصادية وأمنية محتملة تحت ذريعة جلب المصالح ودرء المفاسد بفهم مغلوط لأساسيات ديننا وآلية التعامل مع الدول في السياسة الخارجية.
وإنه لمن الغريب العجيب أن يتحول الموقف من التحالف الدولي من تحالف صليبي يحارب الإسلام إلى حليف وشريك في مكافحة "التطرف والإرهاب"، أي الحرب على الإسلام ومنع عودته إلى سدة الحكم! فأين شعارات الولاء والبراء التي حملها الشرع وأتباعه قبل وصولهم للحكم؟! ألم يسمعوا بقوله تعالى: ﴿قَالَ عَسى رَبُّكم أنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكم ويَسْتَخْلِفَكم في الأرْضِ فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ﴾؟! أم أن هذه الشعارات كانت سُلّماً للوصول حتى إذا كان ما كان باتت نسياً منسياً؟!
يقول الله تعالى: ﴿ما يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ وَلا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ ...﴾. فهل نصدق أمريكا رأس الكفر ورأس حربته في الحرب على الإسلام، أم نصدق قول الواحد القهار الذي أوصلتنا معيته إلى دمشق منتصرين؟! وأين نذهب بقوله تعالى: ﴿وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ﴾؟!
لقد ربطت دول الغرب برمتها ملف رفع العقوبات عن سوريا بشروط واضحة فاضحة، على رأسها تعاون الإدارة الجديدة في ملف محاربة الإسلام، وهذا بات واضحاً لكل ذي عينين.
إن إعلان الانخراط الصريح مع أمريكا في هذا التحالف الصليبي الحاقد لهو فخ خطير وشر مستطير لن يطال شؤمه الإدارة الحالية فحسب بل سينعكس على كل من يقره أو يسكت عنه ويتغافل عن آثاره ونتائجه، والتي من أوضحها ملاحقة كل من حمل شعار الإسلام كنظام حياة سواء من أهل البلد أو ممن جاء لنصرتهم من أبناء أمة الإسلام، وما تنظيم الدولة إلا شماعة لتضليل الرأي العام للرضا بالانضمام لهذا التحالف، علاوة على ما سيسببه هذا الانخراط من تبعية سياسية واقتصادية وفرضٍ لخطط سياسية تمس ملفات داخلية كإعادة هيكلة الأجهزة الأمنية على هوى أمريكا التي تريد أن تكون هذه الأجهزة أدواتها وعيونها الداخلية تستخدمها لخدمة مخططاتها كيف تشاء.
إننا اليوم في الشام على مفترق طرق، إما أن نعود لديننا وهدي ربنا ونهج نبينا ﷺ ونعلن التبرؤ التام من كل ما يخالف شرعنا، أو أن نلهث وراء سراب رضا أمريكا لنقع في سخط الله وتذهب التضحيات الجسام والدماء الزكية التي روّت ثرى الشام أدراج الرياح، فأي الطريقين يجب أن يختار أهل الشام؟!
إنه لحري بأبناء ثورة الشام وأهل التضحيات أن يكونوا على العهد بأن يعلنوا تمسكهم بثوابت دينهم وثورتهم، وعلى رأسها تحكيم الإسلام في ظل دولة الإسلام لتحقيق بشرى النبي ﷺ وقوله: «أَلَا إِنَّ عُقْرَ دَارِ الْمُؤْمِنِينَ الشَّامُ»، قبل أن نندم جميعاً في وقت لا ينفع فيه بكاء أو نحيب.
--------
كتبه: الأستاذ ناصر شيخ عبد الحي
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
- التفاصيل

أقريطش جزيرة في البحر المتوسط، فتحها المسلمون وسكنوها زمناً طويلاً، فعمروها وغزوا جميع ما حولها من جزائر القسطنطينية ففتحوا أكثر الجزائر وغنموا وسبوا .
ولم يكن لملك القسطنطينية بهم طاقة ، ففكر فيما يفعله معهم من المكر والخديعة .
فأقبل الملك أرمانوس إلى عبد العزيز بن شعيب بن عمر صاحب جزيرة أقريطش . وتقرب إليه بالهدايا والتحف ، وأظهر له المودة والمحبة، فلما استحكمت الوصلة بينهم وتأكدت ، أنفذ أرمانوس رجلاً من المسلمين ومعه هدية جليلة . فلما حضر بين صاحب أقريطش وقدم الهدية ، قال له : الملك يسلم عليك ويقول لك : نحن جيران وأصدقاء ، وهؤلاء المساكين سكان الجزائر قوم ضعفاء فقراء ، وقد خلا أكثرهم من خوفك ، وقلوبهم تحن إلى أوطانهم . ولي ولك بهم راحة وفائدة . فإن خفّ عليك أن تحسب ما يحصل لك من غزوهم في كل عام وأنا أضاعفه لك أضعافاً ، وتؤمنّهم وترفع عنهم الغزو وتفسح لهم في السفر إلى جزيرتك ، ويتوجه التجار إليك ، ويحصل لك من الحقوق أضعاف ما يحصل لك من الغزو .
فأجابه إلى سؤاله . وتحالفا وتصالحا واتفقا على مال يؤدّي في كل عام ، فوفى له أرمانوس بجميع ذلك، وألزم التجار بالسفر إلى أقريطش والقسطنطينية وجميع الجزائر . فكثرت أموال صاحبها وأخذ في جمع الأموال واختصر العطاء للجند .
فكان هذا أول نتيجة لفخ الغدر والمكر، حيث توقف المسلمون عن غزو الجزر التي تتبع للقسطنطينية، ثم ونتيجة لتوقف الغزو قل عدد المجاهدين، ونقصت عدتهم
ثم وقع بالقسطنطينية قحط وغلاء، فأنفذ الملك إلى صاحب إقريطش رسولاً يقول : قد وقع بالبلاد ما اتصل بك من الجدب، ولنا خيل أصيلة برسم النتاج تعزّ علينا ، فإن رأيت أن أنفذها إلى الجزيرة ، وما نتجت من الذكور تكون للملك ، وما نتجت من الإناث فهو لك .
فأجابه حاكم أقريطش إلى ذلك، فأرسل إلى الجزيرة خمسمائة فرس في المراكب ومعها رعاتها .
فلما استقرت الخيل بالجزيرة ، عبأ الروم العساكر على تلطف واستخفاء ، وقدموا عليها وذلك في غرة المحرم سنة خمس وثلاثمائة، فدخل الأسطول إلى الجهة التي فيها الأفراس . ونزل كل فارس بسرجه ولجامه
وفاجؤوا أهل الجزيرة على غرة وغفلة، فملكوها وقتلوا صاحبها ومن معه من الجند ، ووجد الروم الأموال التي كانوا بذلوها مضاعفة فأخذوها، وسبوا نساء الأجناد وذراريهم . وشحنوها بالعدد والأجناد، وهكذا ضاعت أقريطش، بالحيلة والمكر وغفلة الوالي وانخداعه بمعسول كلام الروم.
وهذه نتيجة التحالف مع الدول الكبرى، فهي تظهر للمسلمين أنها تريد لهم الخير، وهم يمكرون بالخفاء لهذه الأمة. فانظر كيف جاء المكر الثاني حيث أن ملك الروم أرسل هدايا ظاهرها فيه الرحمة وباطنها العذاب، مثل القواعد العسكرية الأمريكية في بلاد المسلمين، حيث يخدعون المسلمين أنها لحمايتهم، والواقع أنها لمنع عودة الإسلام إلى الحياة ولمنع المسلمين من أن تقوم لهم قائمة، ولحماية نواطير أمريكا من غضب الشعوب
المرجع: نهاية الأرب في فنون الأدب (24/ 211).
كتبه للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
عبدالرحمن محمود
- التفاصيل

على مدى قرنٍ من الزمان، والأمة الإسلامية تئنّ تحت وطأة المصائب والنكبات؛ دماء تُسفك، وبلاد تُدمَّر، وشعوب تُهجَّر، وفقرٌ يشتدّ، وجوعٌ يفتك، وخيراتٌ تُنهب. تتوالى الأزمات عاماً بعد عام، حتى غدت أحوال المسلمين في زماننا هذا من أشدّ ما مرّت به الأمة في تاريخها الطويل.
وحين يبحث الناس عن الحل، تتردّد الدعوات كل عام إلى التوبة والرجوع إلى الله، غير أن الواقع لا يتبدّل، والأحوال لا تنصلح، وكأنّ التوبة لم تؤتِ أُكلها بعد. وهنا ينبغي أن نقف مع أنفسنا وقفة صادقة: ممّ نتوب؟ وكيف تكون التوبة التي يرضاها الله سبحانه؟
يقول الله تعالى: (ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركاتٍ من السماء والأرض). [الأعراف: 96].
(ولو أنهم أقاموا التوراة والإنجيل وما أُنزِل إليهم من ربهم لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم). [المائدة: 66].
فهذه الآيات تُبيّن أن البركة والرخاء مرهونة بإقامة شرع الله، وأن العدل والطمأنينة لا يتحققان إلا في ظل حكمٍ يحكم بما أنزل الله. فكيف نرجو بركة السماء ونحن نُعرض عن حكم رب السماء؟!
كيف تكون توبتنا صادقة، ونحن لا نزال نُحكم بأنظمةٍ علمانيةٍ تستمد تشريعاتها من الغرب، لا من الوحي؟
كيف نتحدث عن وحدة الصف، ونحن ما زلنا نقدّس حدوداً رسمها المستعمر، فرّقت بين أبناء الأمة الواحدة وقطّعت أوصالها؟
كيف نرجو نصر الله وإخواننا يُقتلون في غزة، ويُجوّعون في السودان، ويُحاصرون في اليمن، وتُنهب ثروات الأمة وتُقدَّم قرابين لعدوّها؟
إن الله تعالى يقول: (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم). [الرعد: 11].
ولا يكون هذا التغيير الحقيقي إلا بالرجوع إلى الإسلام كاملاً، في نظامه وحكمه واقتصاده وسياسته، لا في عباداته الفردية فحسب.
إن توبة الأمة اليوم لا تكتمل إلا بالعمل لإزالة أنظمة الجور التي تحكم بغير ما أنزل الله، وإقامة خلافة راشدة على منهاج النبوة تجمع شمل المسلمين، وتطبق شرع الله، وتعيد للأمة عزتها ومكانتها بين الأمم.
قال رسول الله ﷺ: (تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون ملكًا عاضًا فيكون ما شاء الله أن يكون، ثم يرفعها إذا شاء الله أن يرفعها، ثم تكون ملكًا جبرية فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة، ثم سكت." (رواه أحمد).
فيا أمة الإسلام، ألم يأنِ للقلوب أن تخشع؟ ألم يأنِ أن ندرك أن خلاصنا لا يكون إلا بالعمل لتحكيم شرع الله في الأرض؟!
قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم). [الأنفال: 24].
كتبه للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
وائل مسعود
