press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

2222

 



وصل وفد رسمي من وزارة الدفاع السورية، برئاسة رئيس هيئة الأركان العامة اللواء علي النعسان، إلى العاصمة الروسية موسكو، حيث كان في استقباله نائب وزير الدفاع الروسي يونس بك يفكيروف. وتندرج هذه الزيارة ضمن جهود تطوير آليات التنسيق بين وزارتي الدفاع في البلدين وتعزيز التعاون العسكري المشترك.

الراية: بتاريخ 30/9/2015، بدأ تدخل روسيا العسكري المباشر في سوريا بطلب من رئيس أمريكا الأسبق لحماية النظام وإنهاء الثورة المباركة. فقتلت الآلاف من أهل سوريا، ودمّرت الكثير من مرافقها. وارتكبت المجازر من مثل مجزرة بداما في ريف إدلب الغربي، ومجزرة الحمامة في ريف جسر الشغور، ومجزرة عين شيب...

هذه هي روسيا، التي تدخلت بعدما عجزت إيران القاتلة وحزبها في لبنان عن إجهاض الثورة، فجاءت لتضع قدميها من حديد حتى لا يسقط عميل أمريكا في المنطقة.

فهل بعد كل مجازر روسيا هذه ومكائدها، يقال: "عفا الله عما سلف"؟! هل ما جرى بينكم وبينها كان مجرد مشكلة في حارة؟! لقد كانت دماء وأشلاء وتاريخاً مكتوباً بالدم. كان تاريخاً أسود سطّرته روسيا ضد سوريا وثورتها. فلا تجاوز عنه، ولا قيمة لأي فكرة تتحدث عن علاقة معها.

 

 1447 04 14 في 00.03.29 df2e726d



بدأت يوم الأحد 5-10-2025، عملية انتخاب أعضاء مجلس الشعب السوري الجديد، وشُكلت هيئات ناخبة في جميع المحافظات السورية لانتخاب أعضاء مجلس الشعب، فيما يرى بعض المحللين أن مجلس الشعب في حلته الجديدة لن يختلف عن سابقه في عهد النظام البائد.
وحسب الإعلان الدستوري، في مادته 24، فإن ثُلث الأعضاء يتم تعيينهم من قبل رئيس الجمهورية، بينما يتم انتخاب باقي الثُلثين من هيئات ناخبة من شتى المحافظات السورية؛ تُشكّل هذه الهيئات من قبل لجنة عليا للانتخابات يعينها رئيس الجمهورية أيضًا، في حين يُستبعد أي دور للشعب السوري في اختيار ممثليه.
أما مهام مجلس الشعب السوري فلن تختلف عن سابقيه؛ بل لا يختلف عن مجالس الشعب في العالم الغربي أو الإسلامي من كونه مجلسًا تشريعيًا يقرّ القوانين التي تُطرح في جلساته، ويقرّ القوانين بناءً على رأي أكثرية أعضاء مجلس الشعب، بغضّ النظر عن مصدر القانون، وكونه من مصدر الشرع الإسلامي أم من التشريعات الوضعية.
وللمجلس حق اقتراح القوانين المختلفة وإقرارها، وتعديل أو إلغاء القوانين السابقة في عهد النظام السابق؛ كما له دور في المصادقة على المعاهدات الدولية، وإقرار الموازنة العامة للدولة، ومنح العفو العام.
كما لمجلس الشعب دور في مساءلة ومحاسبة الحكومة على أي تقصيرٍ بحقِّ الشعب.
ومن المثير للاستغراب أن عددًا من الشبيحة ومؤيدي النظام البائد يترشّحون لمجلس الشعب الجديد، ممّا أثار موجةَ غضبٍ عام في الشارع السوري.
في ظل هذه المعطيات، لا بدّ من تناول هذه النقاط بشيءٍ من التفاصيل وبيان حكم الشرع المتعلق بها.
أما قضية التشريع وسنّ القوانين فليس لأحد أن يشرّع قانونًا من دون الله ابتداءً، أو أن يتم اختيار حكم شرعي — لو كان مصدره الإسلام — بناءً على رأي الأكثرية؛ بل يتم تبنّي الأحكام الشرعية وسنّها قوانين نافذة من الدولة من قبل رئيس الدولة الإسلامية أو الخليفة، بناءً على قوة الدليل الشرعي الصحيح.
ودور المجلس النيابي في الإسلام — وهو ما يُسمّى مجلس الأمة — تقديم المشورة للحاكم أو الاستجابة لمشورته من قبل النواب المسلمين، ومحاسبته ومساءلته عن التقصير بحقِّ الرعية من خلال النواب المسلمين وغير المسلمين.
كما أنه للأعضاء المسلمين في مجلس الأمة دور في حصر المرشحين لمنصب الخليفة؛ فهم في ذلك ينوبون عن الأمة في اختيار المرشحين ليكون أحدهم رئيسًا للدولة بعد موت خليفة سابق أو عزله.
ويتم انتخاب أعضاء مجلس الأمة من قبل الناخبين في كل ولاية من ولايات الدولة الإسلامية، ولا يتم تعيينهم تعيينًا من قبل الحاكم لما في ذلك من سلبٍ لسلطان الأمة وأحقيتها في اختيار الحاكم أو محاسبته وكذلك في اختيار ممثليها ووكلائها الذين ينوبون عنها.
أما قضية المصادقة على المعاهدات الدولية أو المعاهدات السياسية أو العسكرية، فهذه أيضًا ليست من صلاحية مجلس الأمة؛ بل هذا منوط بالحاكم ويكون منضبطًا بالأحكام الشرعية.
ويرى مراقبون أن تشكيل مجلس الشعب السوري، وخاصة في ظرفٍ لا تزال البلاد مقسمة ومفتّتة وإبعاد خمس محافظات عن التصويت بسبب فقدان السيطرة عليها، كلُّ ذلك يدلّ على محاولة حكومة الشرع تمرير الاتفاقيات الأمنية مع كيان يهود بأسرع وقت، وأخذ موافقة شكلية من مجلس الشعب لجعل الأمر يبدو وكأنّ هناك تأييدًا شعبيًا لهذه الاتفاقيات الخيانية.
في ظل واقع مجلس الشعب السوري الجديد يتبيّن أن الدخول إلى هذا المجلس لا يجوز شرعًا ضمن الصلاحيات المعطاة له دستوريًا، ولكن يجوز الدخول إلى هذا المجلس بهدف المحاسبة والتكلّم بوضوح عن وجوب الانتقال بسوريا من النظام الجمهوري العلماني إلى نظام الخلافة، وأن تكون سوريا نقطة انطلاق لدولةٍ تضمّ كافة بلاد المسلمين.
هذا حصل سابقًا مع النائب الشيخ أحمد الداعور، عضو حزب، عندما ترشّح في ستينيات القرن الماضي لمجلس النواب الأردني، وعندما نجح خرج في خطاب داخل المجلس بيّن فيه بطلان نظام الحكم القائم في الأردن ووجوب تحكيم الإسلام كبديلٍ شرعي وحيد؛ فمنذ الجلسة الأولى هدم كيان الدولة الوطنية القائم، وتمّ على أثر ذلك اعتقالُ الشيخ وإيداعُه السجن.
هذا واقعُ مجلس الشعب السوري وغيره من المجالس البرلمانية في بلاد المسلمين، وهذا واقعُ مجلس الأمة بالإسلام؛ ونحن لا نكتفي فقط بأن يكون لدينا مجلس أمة منضبط بالأحكام الشرعية، بل ندعو لتبنّي نظام حكمٍ إسلامي متكامل مبني على العقيدة الإسلامية، ودستورٍ إسلامي مستنبط من الكتاب والسنة وما ارشدا إليه، تكون قوانينه الفرعية كلها مصدرها الشرع الإسلامي الحنيف. عندها فقط يُقام العدل وتُقطَف ثمار تضحيات أهل الثورة الذين قدّموا الغالي والنفيس لنحكم بشرع الله لا بالقوانين الوضعية وأنظمتها الفاسدة.

كتبه للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
أحمد الصوراني

 

 

مقتطف من مقال في جريدة الراية العدد (560) بعنوان:
النهوض لا ينتظر إذناً والانهزام الداخلي ووهم الاستضعاف لن يُنتج تمكيناً

محمود البكري
لجنة الاتصالات المركزية لحزب التحرير في ولاية سوريا

 

6

 

 

في زمن التحوّلات الكبرى، ليست الهيمنة العسكرية أخطر ما يُكبِّل الأمم، بل الاستسلام العقلي والنفسي الذي يُقنع الشعوب بأنها ضعيفة، ويُشعرها بأن التغيير رهين رضا العدو أو موافقة الداعم، فيُخدّر الطاقات ويشلّ الإرادات، فيُمكّن للاستضعاف بدل التمهيد للتمكين.
وهذا تحديداً ما يُراد ترسيخه اليوم في بلاد الشام، بعد أن تكسّرت قوى الطغيان وانهارت أركان النظام، وتقدّمت الثورة إلى قلب العاصمة، فإذا بالخطاب المسيطر يعود ليقول "نحن دولة فقيرة، نحتاج دعم الخارج، لسنا قادرين على إدارة أنفسنا...، نحن ضعفاء ولنكن واقعيين ولنقبل بالواقع"!
غير أن الأخطر من مجرد الشعور بالاستضعاف، هو أن يتحول ترويج هذا الشعور وتحويله إلى سياسة ممنهجة تُزرع في الوعي الجمعي لشلّ إرادة التغيير والنهوض.

 7

غير أن الأخطر من مجرد الشعور بالاستضعاف، هو أن يتحول ترويج هذا الشعور وتحويله إلى سياسة ممنهجة تُزرع في الوعي الجمعي لشلّ إرادة التغيير والنهوض. فهذا النمط من الخطاب الذي نشاهده لم ينشأ من فراغ، بل يُراد له أن يُصبح قاعدة، تغذيه جهات داخلية وخارجية تخشى من وعي الأمة وتحررها وثقتها بقدرتها على التغيير. فكلما اقتربت الأمة من لحظة الإمساك بقرارها، وامتلكت أدوات النهوض، سارعوا لتذكيرها كذباً أنها "غير مؤهلة"، وأن "الواقعية" تقتضي التنازل، وأن "العالم لن يسمح الآن"، وكأنّه سيسمح لهم غداً أو كأنّهم يظنّون أنهم يخدعونه! وهنا تتحول "المرحلة الانتقالية" إلى عقيدة سياسية جامدة، يتعطّل فيها المشروع، وتُجمد فيها الثروات، وتُكبل فيها القيادة بأوهام الحاجة والعجز، فتزرع الهوان الذي في نفسها في نفوس شعبها.

8 

حين دخل رسول الله ﷺ المدينة لم يطلب الإذن من قريش، ولم ينتظر اعتراف الروم، بل أقام دولة، ووضع دستوراً، وربّى رجالاً، وخاطب الأمم... لأنه كان يحمل مشروعاً عالمياً مبدئياً منبثقاً من الوحي، فاستحق نصر الله.
أما اليوم، فمتى نُدرك أن مشكلتنا ليست ضعفاً حقيقياً إنما هي الوهم المصطنع؟
ومتى ندرك بأنَّ الحاضنة هي جوهر القوة؟
في سوريا، الحاضنة الثورية التي لم تُهزم، بل ما زالت قادرة على العطاء، هذه الحاضنة التي قدّمت أولادها وأموالها ودعمت الثورة في أحلك الظروف، ولكنها بعد سقوط النظام البائد تُعامَل باعتبارها مجرّد جمهور يُراد ضبطه لا تحشيده، يُستحضر حين الحاجة ويُقصى حين الخلاف، وتسعى الإدارة الجديدة للقضاء على روح الثورة والجهاد في نفوس الحاضنة، فمتى ندرك أنَّ الدولة تُبنى بالحاضنة لا على حسابها، وبالمشروع لا بالتكتيك، وبقيادة صادقة مبدئية لا بحسابات المناصب والمرحلة؟!

 9

إن من أهم ما يُقوّض النهوض الحقيقي هو أن يُختزل دور الناس في الصمت والانتظار، وأن يُختزل دور القيادة في التنسيق والتكتيك، فيغيب المشروع، ويتقدّم "الإجراء المؤقت" القائم على قاعدة "نحن ضعفاء" ليصير سياسة ثابتة.
إن النهوض لا ينتظر مؤتمراً دولياً، ولا يُصنَع القرار السياسي في قاعات الفنادق، ولا تستجدى الكرامة من عواصم الغرب. فالنهوض قرار ذاتي شجاع، والإقدام إيمان وثبات، والتمكين عطاء من الله لمن صدق وأخلص وثبت.
وهنا لا بد أن نقف لنُميّز بين من ضلّ الطريق تحت وطأة الواقع، ومن انتكس عن الثوابت تحت عباءة الواقعية، فالأول قابل للتصحيح بالحوار والمكاشفة، أما الثاني فمكانه على رصيف الإقصاء السياسي، لا في موقع القيادة.
فمن أراد تمكيناً حقيقياً، فليُعدّ عدته التي تتمثل بمشروع مبدئي، وقيادة واعية، وأمة مجندة، ونظرة إلى الله لا إلى واشنطن أو أنقرة أو الرياض، وثقة بالنفس لا انهزام داخلي وهوان.

 10

سوريا ليست ضعيفة ولا فقيرة، وهي غنية بثرواتها وطاقاتها المادية والبشرية: نفط، غاز، زراعة، موقع جغرافي نادر، وحاضنة معطاءة، ومع ذلك تُقدَّم على أنها منطقة منكوبة، وكأن الثورة ولّدت فقراً! بينما الفقر جاء من عقود النهب الممنهج على يد نظام أسد والذي ينبغي أن يُزال بزوال أسبابه لا بتلميعها أو الالتفاف حولها.

 11

إنّ الخطورة لا تكمن فقط في الخطاب الانهزامي، بل في تحوّله إلى مسلمات فكرية تُدرّس وتُكرر وتُشرعن في المؤتمرات والدراسات، حتى يُصبح النقد جريمة لمعارضته للواقع الفاسد وللواقعية التي تتخذ الرضا بفساد الواقع قاعدة لها، وحتى يصير البديل المبدئي طوباوية غير واقعية.
فما أحوجنا اليوم إلى خطاب صريح يحاكم الواقع ويقر بصعوباته ولكن لا يتكيف معه، يفتح أفق الأمة ولكن لا يسجنها في غرف التفاوض، خطاب يُنهي عقلية الانتظار والهوان، ويستبدل بها عقلية الإقدام والعزيمة، ويرفع سقف الثقة بالله لا بسفراء الغرب. فالتمكين عندنا نحن المسلمين يأتي من الإيمان بالله لا بالأمم المتحدة. وما نعيشه اليوم هو لحظة نادرة في عمر الأمة، لا يجوز أن تُدار بعقلية المستضعف. ومن امتلك الأرض، وحرّر العقول، وفضح المشروع الدولي، لا يجوز له أن يعود خطوة بل خطوات للوراء، لأنه بذلك يُفرّط بثمرة الجهاد، ويُعيد إنتاج النظام البائد بشعارات جديدة.

 12

فالواجب ألا ننتظر اعترافاً دولياً أو معونة خارجية، بل نستنبط مشروعنا المنبثق من عقيدتنا، ونعيد اكتشاف ثرواتنا وطاقاتنا. ولا ينبغي أن نبقى في آخر الركب ننتظر قيادة توافقية ونصفق لدروشتها، بل نُفرز قيادة صادقة تحمل مشروعاً مبدئياً دون مساومة.
إن الثورة باعتبارها فكرة راسخة في قلوب الناس لا تزال ذاخرة بالطاقات، والحاضنة لا تزال تنبض بالإيمان، وما على أصحاب العزم إلا أن يشمّروا ويقودوها بصدق وثبات، فاللحظة لحظة نهوض، لا لحظة مساومة، والقرار يجب أن يُصنع هنا، على الأرض، لا هناك في غرف المساومات على يد المندوب السامي باراك!

 

 

 

 

 

WhatsApp Image 2025 10 06 at 12.03.30 AM

أهلُ غزّةَ ومجاهدوها يسيرون على خطى الصحابة الكرام، ويسيرون على خطاهم في جهاد يهود وفي مواقف الثبات والتضحيات في سبيل الله.
فقد شهد التاريخ صفحاتٍ مشرقةً لصحابةِ رسولِ الله ﷺ، قدّموا فيها أروع البطولات وبذلوا أغلى ما يملكون طلبًا لرضوان الله. واليوم نرى مشاهدَ شبيهةً لمواقف الصحابة الكرام رضوان الله عليهم، في غزّة العزّة، حيث يسطّر أهلُها ومجاهدوها مواقفَ تعجزُ الكلماتُ عن وصفها.

فهذا الصحابي الجليل البراء بن مالك رضي الله عنه اقتحم "حديقة الموت" يوم قتال أصحاب مسيلمة، إذ حمله أصحابه على تُرسٍ فوق أسنّة الرماح، فألقوه بين جموع الأعداء، فقاتلهم حتى فتح باب الحديقة، وخرج منها مثخنًا بأكثر من ثمانين جرحًا.

واليوم يتكرر شبيه ذلك المشهد في غزّة؛ إذ صعد مجاهدٌ فوق دبابة "ميركافا"، ووضع عبوة ناسفة داخلها، وهو بين خيارين: إما أن يدمر دبابة يهود ويعود سالمًا إلى موقعه، أو يلقى اللهَ شهيدًا تحت أزيز الرصاص والمدافع والطيران المسيَّر والحربي وقنّاصة العدو. إنها تضحيةٌ لمن جعل الصحابة الكرام كالبراء وغيره قدوة لهم.

ومن مواقف الصحابة، حين تشتدّ المعارك ويعظم البلاء، كانوا ينادون بأعلى أصواتهم: "يا ربّ خُذْ من دمائنا حتى ترضى". واليوم، نسمع الصرخةَ ذاتها في غزّة، من رجلٍ يخرج من تحت الأنقاض، وقد فقد أهلَه وأطفالَه، فيقف ثابتًا صابرًا محتسبا، يردد رافعًا صوته: "يا ربّ خُذْ من دمائنا حتى ترضى".

وكما صبر الصحابةُ على حصار شعب أبي طالب، وأكلوا ورق الشجر ولم يتنازلوا عن دينهم، يصبر أهلُ غزّةَ على الحصارٍ والقصفُ يدمّر البيوت فوق ساكنيها، والجوع يفتك بالأجساد، ورغم ذلك تراهم شامخين كالجبال، لا يفرّطون بدينهم ولا بمسرى نبيّهم صلى الله عليه وسلم، عاهدوا الله أن يكونوا طليعةَ الأمة وشعلتها المضيئة حتى تتحرّر فلسطين من رجس يهود.

وقد بشّر النبي ﷺ بما يرفع المعنويات ويثبّت القلوب، إذ روى الدارقطني عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال عن مدينة عسقلان:
«مقبرةٌ بأرض العدو يُقال لها عسقلان، يفتحها ناسٌ من أمتي، يبعث الله منها سبعين ألف شهيد، فيشفع الرجل منهم في مثل ربيعة ومضر، ولكل عروسٍ — وعروسُ الجنة عسقلان».

فهنيئًا لكم يا أهلَ غزّةَ ومجاهديها، يا من اقتديتم بصحابة رسول الله و أثبتم أن المسلمين قادرون بعون الله أن يعيدوا سيرة ثباتهم وتضحياتهم ومواقفهم، فما أعظمَ مقامكم عند الله، وما أكرمَ تضحياتكم في سبيله.

كتبه للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
مصطفى نِجار

 

 

مقتطف من مقال في جريدة الراية العدد (552) بعنوان:

مؤتمر "السلم الأهلي" في دمشق قفز على الحقائق وتبرئة لأزلام النظام البائد

ناصر شيخ عبد الحي

عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا

11

 

لقد كان ملف رفع العقوبات ملفاً أمريكياً أوروبياً ضاغطاً على الإدارة الحالية لفرض رؤيتهم للحكم وتوجهه وضبط إيقاعه، بدءاً من "محاربة الإرهاب" إلى علمانية الدولة، إلى خرق سيادتها عبر إبقائها مرتبطة بالغرب وما يقرره لنا من قرارات وما يفرضه علينا من إملاءات، إلى دمج فلول النظام البائد وشبيحته في مؤسسات الدولة تدريجياً تحت ذرائع وشعارات ومبررات واهية شتى.

 12

إن ظهور فادي صقر وكثير من القادة في عهد النظام البائد في صدارة الداعين للسلم الأهلي، وتأمين الحماية الأمنية لهم، إضافة لكبار التجار ومجرمي الحرب الكبار المعروفين بولائهم ودعمهم للنظام البائد، ممن عادوا إلى دمشق مؤخراً، إضافة للموالين من الشبيحة والفنانين والشخصيات التي ساندت الطاغية الهارب لسنوات طويلة ودعت بصفاقة وفجور للقتل والتدمير، ولا تزال في مأمن ودون محاسبة تحت ذريعة "السلم الأهلي"، كل ذلك يؤجج مشاعر الحقد والغضب عند عموم السوريين وبالأخص ذوي الشهداء والمفقودين.

 13

إن حاضنة الثورة وقوتها التي تستمدها من إيمانها وعقيدتها هي السند الطبيعي بعد الله لأي حكم يريد العزة بالإسلام، أما التنكر لهذه الحاضنة وما قدمته من دماء وتضحيات ظناً أن رضا أمريكا والغرب هو بوابة الخلاص فهو منزلق خطير وشر مستطير سيطال شؤمه وأذاه الجميع لا سمح الله، وقد بين الله لنا في كتابه كيفية التعامل المبدئية مع أعدائنا الذين يتربصون بنا الدوائر.

 14

 

لقد قامت ثورة الشام لإنهاء حقبة الظلم والظالمين، قامت وبلورت عدداً من الأهداف والثوابت، ليكون العدل والأمن والأمان والطمأنينة ورغد العيش وعزته، حتى ينعم الناس بحياة ملؤها العز والنصر والتمكين، وهذا لا يكون، بعد تحقيق أولى هذه الثوابت، وهو إسقاط النظام البائد، إلا بتحكيم الإسلام عبر دولة الإسلام وأحكام الدين وقوانينه وتشريعاته، عبر نظام منبثق من صميم عقيدتنا، أمرنا به ربنا سبحانه، لا عبر نظام علماني يفصل الدين عن الحياة والدولة والمجتمع، يريد الغرب فرضه علينا، يرضي أعداءنا ويشقينا ويعيدنا للمربع الأول من البؤس والظلم والشقاء والتبعية لأعداء الأمة في مشارق الأرض ومغاربها.

15