- التفاصيل

كما أن الأم في الإسلام راعية ومسؤولة عن أولادها، بالحفظ والرعاية والغذاء، تنظر لهم بعين العطف والرحمة، تتوجع لوجعهم وتحزن لحزنهم وتجوع لأجلهم، كذلك الحاكم والدولة في الإسلام، هو أول من يجوع وآخر من يشبع. فالدولة هي أم وراعية تنظر للرعية على أنهم أبناؤها وبحاجة لرعايتها ولا تنظر لهم بعقلية التاجر أو بعقلية الربح والخسارة..
قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الشريف: (من أصبح منكم آمناً في سربه، معافى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها).
ويعتبر المأكل والمسكن والملبس من حاجات الفرد الأساسية الواجب على الدولة مساعدة الفرد لتأمينها، وتعتبر الصحة والتعليم والأمن والأمان من الأمور الأساسية التي يجب على الدولة العمل لتأمينها.
أما أشكال الوقود من محروقات وغيرها وكذلك الكهرباء والطرقات فهي ملكية عامة أو ما يتعلق بها وعلى الدولة تأمينها للناس مجانا او بأجور رمزية.
فالدولة يجب ان تكون دولة رعاية لا دولة جباية، فهي تسهر على تأمين أفضل ما يمكن من الخدمات والحاجات بشكل مجاني أو بأجور رمزية. قال عليه الصلاة والسلام: (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته).
كتبه للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
محمود النعسان
- التفاصيل

إن الحكم على صحة فكرة ما أو وصف ما يكون بمدى انطباق هذا الفكرة على واقعها، فالقول بأن النار تحرق هو وصف صحيح والقول بأن الماء يروي العطش بينما البنزين لا يرويه أيضا فكرة صحيحة، والقول بأن يهود أهل عهد ووفاء فهو باطل.
اما الحكم على جواز أفعالنا أو شرعيتها فيكون بناء على الحكم الشرعي ودليله، فالعمل بالنجارة لكسب الرزق جائز أما الربا فحرام، (وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا). والإفطار للمريض أو المسافر جائز: (فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوۡ عَلَىٰ سَفَرٖ فَعِدَّةٞ مِّنۡ أَيَّامٍ أُخَرَۚ). والحكم بما أنزل الله وإقامة شرعه وعدم الالتفات عن أي جزئية منه واجب: (وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ). وأما الربط بين الفقرتين فهو قاعدة أن الحكم على شيء هو فرع عن تصوره.
فحتى يستنبط المجتهد أو يفتي المفتي في مسألة عليه أن يدرك واقعها إداركا صحيحا حتى يستطيع أن ينزل حكم الله عليها، فالرسول عليه الصلاة والسلام أقطع صحابيا أرضا ولم يكن يعلم أنها منجم، وعندما بيّن له الصحابة أنها ماء عد عاد في عطائه لأنها حق لكل المسلمين.
ومَن فَهِمَ أن الإسلام مجرد شعائر وعبادات أجاز للناس العيش في ظل الأنظمة المدنية والديمقراطية والرضى بها، وأما من فهم أن الإسلام دين ونظام شامل لكافة نواحي الحياة، السياسية والاقتصادية والاجتماعية، دعا الناس لتطبيق الشريعة وعدم الرضا إلا بإقامة دولة الإسلام وتحكيم الشريعة، والأمثلة على ذلك كثيرة.
كتبه للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
جهاد الكيال
- التفاصيل

قدمَ عديُّ بنُ حاتمٍ على النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ وهو نصرانيٌّ فسمعه يقرأُ هذه الآيةَ: (اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ). قال: فقلتُ له: إنَّا لسنا نعبدُهم، قال: (أليسَ يحرمونَ ما أحلَّ اللهُ فتحرِّمونَه، ويحلُّونَ ما حرَّمَ اللهُ فتحلُّونَه)، قال: قلتُ: بلى، قال: (فتلك عبادتُهم) أخرجه الطبراني والترمذي..
إن أمر الاتّباع والانقياد لأشخاص ورموز لا للأفكار والعقائد أمر خطير يجب أن يَعيهُ الإنسان المسلم ويحذر منه، فالله عز وجل خلقنا مسلمين نعتنق مبدأ الإسلام الذي تنبثق عنه العقيدة الإسلامية والشرائع والأنظمة، وبالتالي فإن المسلم ينقادُ إلى الله تعالى بالتزامه بأوامره والانتهاء عمّا نهى عنه، وهذا الالتزام والانقياد لله عز وجل يجب أن يكون في كافة شؤون الحياة، بما فيها شؤون الدولة والحكم، فالله عز وجل جعل للمسلمين نظام عيش فريد. قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ ۖ﴾، ثم أوضح لنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم بأن الطاعة مرتبطة بما يرضي الله تعالى وأنّها لا تجوز فيما يسخطه سبحانه، حيث قال: (لا طاعةَ لمخلوقٍ في معصيةِ الخالقِ). وفي هذا الباب أيضاً جعل الله للأمة حقّ محاسبة الحاكم إن خالف شريعته ووصفنا في كتابه حيث قال: ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ﴾، ولنا في قصّة سيدنا عمر ابن الخطاب رضي الله عنه دليل واضح على حق الأمة في محاسبة الحاكم حين كان يخطب في الناس وطلب منهم ألّا يغالوا في المهور فاعترضت امرأة مستشهدة بآية من القرآن الكريم فأدرك سيدنا عمر رضي الله عنه وقال مقولته: (أصابت امرأة وأخطأ عمر)، وهنا نضع النقاط على الحروف فيما ذكرناه سابقاً ونؤكد بأن الطاعة تكون لله ولرسوله ولأولياء الأمور الشرعيين في كافة شؤون الحياة، أي الالتزام بما فرضه الله علينا والانتهاء عمّا نهانا عنه، وثم أن هذه الطاعة تكون وفق ما أمر الله ولا تجوز الطاعة لأيٍّ كان في معصيته، والأمر الأهم هو إدراك الأمة لحقّها الذي منحها الله تعالى إياه وهو حقّ محاسبة الحاكم إن أخطأ أو حاد شرع الله.
إننا في سوريا مقبلون على مرحلة جديدة نسعى فيها للانعتاق من المستعمرين وأدواتهم، وقد كان من أهم ثوابت ثورتنا التي خرجنا لأجلها هو إقامة حكم الإسلام في ظل دولة الخلافة على منهاج النبوة بعد إسقاط النظام البائد، فكان لابد من التمسك بالأحكام الشرعية التي تضبط وتنظم التعامل بين الحاكم والرعية في الإسلام والتي تضع الحاكم موضع المسؤولية و تجعل للأمة حق المحاسبة والمراقبة بل تجعله واجبا عليها أفرادا وجماعات، بدل التبرير لكل منزلق وكل سقطة، وذلك حتى لا تضيع التضحيات والدماء والتزاماً بالعهود التي قطعناها، ولنكون كما وصفنا ربنا سبحانه آمرين بالمعروف وناهين عن المنكر وقوّامين بالحق، حتى ينصرنا الله ويكرمنا بعودة الإسلام إلى الحكم في دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة وما ذلك على الله بعزيز.
كتبه للمكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية سوريا
علي معاز
- التفاصيل

في زمان الفتن يصبح الوعي هو الدرع الحامي والضوء الذي يستنير به المؤمن في ظلامات الجهل، الوعي الذي يمكننا من التفريق بين الحق والباطل، بين الصواب والخطأ، لأن في زمن الفتنة الكل يظن نفسه أنه المصيب وأنه على حق، ولولا ذلك لما سميت فتنة. وحتى نستطيع تمييز الحق من الباطل والصحيح من الخاطئ كان لزاما علينا أن نوحد المقياس، فالملحد يرى الصلاة طقوسا متخلفة والتعري تقدما، بينما يراها المؤمن عبادة ويرى الحشمة عين الحضارة والرقي، وقسْ على ذلك.
وبدل الغرق في مهاترات مواقع التواصل، رأيت أن أبدأ بطرح ثوابت ومقاييس وقناعات، تؤكد ضرورة النظر للإسلام كنظام حياة كامل، علّها تقرب وجهات النظر وتساعدنا على التمييز بين الحق والباطل، وأولى هذه الثوابت والمقاييس أن الحق لا يعرف بكثرة الاتباع، إنما بكونه موافقا لما أمر الله. ولنا في كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم خير دليل؛ عن ابن عباس رضي الله عنه عن النبي ﷺ أنه قال: (عُرِضَتْ عليّ الأمم، فرأيت النبي ومعه الرهط والنبي ومعه الرجل والرجلان، والنبي وليس معه أحد). فهل كان هؤلاء الأنبياء على باطل (حاشاهم) حتى لم يتبعهم إلا قليل أو حتى لم يتبعهم أحد؟!
كتبه للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
جهاد الكيال
- التفاصيل

إن الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان وجعل له تشريعا ينظّم به حياته ويشبع رغباته وحاجاته، ولم يترك الأمر لعقله العاجز القاصر. وقد جعل الله لذلك طريقة ثابتة لا تتغير في أي زمان ومكان لأداء ما فرض الله من تشريع، ولم يترك صغيرة ولا كبيرة إلا أوجد لها معالجة وكيفية تنقيذ لتلك المعالجات. قال تعالى: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا).
فالواجب على المسلم أن يسيّر كل أعماله وينظم كل علاقاته بينه وبين ربه، ونفسه وغيره، وفق نظام أوجده الله سبحانه وتعالى، وهو نظام متكامل لا يتجزأ ولا يقبل أن يطبق جزء منه ويترك بعضه، كالالتزام بما يخص العبادات الفردية، من صلاة وصوم وزكاة وحج وغيرها، والتوهم أننا نطبق شرع الله باقتصارنا عليها وتركنا للحكم بما أنزل الله.
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لتُنْقَضَنَّ عُرَى الإسلامِ عُرْوَةً عُرْوَةً، فَكلَّما انْتَقَضَتْ عُرْوَةٌ تَشَبَّثَ الناسُ بِالَّتِي تَلِيها، فأولُهُنّ نَقْضًا الحُكْمُ، وآخِرُهُنَّ الصَّلاةُ).
ولم تكتفِ الأمة بنقضها وتركها! بل استبدلت نظاما وتشريعا من عقول البشر بها، وجعلته دستورا يعمل به وجعلت له مجلسا تشريعيا يشرعن ما أقرته تلك العقول.
نعم نحن مسلمون ولكن ما يطبق علينا ليس من جنس عقيدتنا، بل مسميات ديمقراطية وعلمانية وغيرها مخالفة لأمر الله تحت أي حجة وذريعة واهية. فالواجب علينا أن نسعى للحكم بما أنزل الله، ولقد توعدنا الله سبحانه إذا حكمنا بغير شرعه، قال تعالى: (وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ). والأمة الإسلامية ستبقى تعاني الذل والهوان، وتظل عرضة لأطماع الغرب الكافر، يستبيح دماءها وينهب خيراتها ويجعل أرضها مرتعا لأطماعه، ونفوذه يتحكم فيها اقتصاديا وسياسيا وفكريا ما بقيت الأمة معطِّلة لنظام ربها ألا وهو نظام الخلافة الراشدة الذي وعدنا الله به وبشر به نبينا صلى الله عليه وسلم بقوله: (ثم تكون خلافة على منهاج النبوة). وهذا ما يخشاه الغرب الكافر ويعمل بكل جهده وقوته ومكره لإبعاده عن سدة الحكم، وهو يقبل بأي شي إذا اضطره الأمر لكن لا يقبل بوصول الإسلام السياسي إلى الحكم، لأنه يدرك تماما أن أطماعه ونظامه ومصالحه ستزول.
فما طريق النجاة لأمة الاسلام؟! إنه العمل الجاد لاستئناف الحياة الإسلامية، وإقامة دولة الإسلام وحصنهم الحصين، ليصل الإسلام إلى الحكم وليس فقط وصول مسلم إليه، ويطبق الإسلام كنظام حياة من جديد كما أمرنا الله سبحانه وتعالى، وبذلك فقط تعود للأمة عزتها ومكانتها وريادتها، وتقطع دابر الكافرين، (وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ).
كتبه للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
محمود البكري
