press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

2222222

 

 

كانت أوروبا في العصور الوسطى تتبنى العقيدة النصرانية المحرَّفة التي تمنح الحاكم حق التشريع وتمنح تشريعاته وكافة أعماله قدسية تمنع محاسبته والتغيير عليه فيما يعرف بالتفويض الإلهي، والذي يعني أن الملك يمثل إرادة الله في الأرض، فكانت العقيدة النصرانية المحرفة هي الأساس الذي مكن للملك إصدار التشريعات والقوانين وأكسبها قوة الإلزام للأتباع.

وأسّس ذلك للاستبداد باسم الدين، وبسببه ولما نتج عنه من ظلم ثار الصراع بين رجال الكنيسة والمفكرين الداعين للتخلص من فساد الحاكم وسيطرته مع الكنيسة على حياة الناس ومقدراتهم، وانتهى هذا الصراع بتبني الناس عقيدة فصل الدين عن الحياة، فيما أصبحت التشريعات الناظمة للعلاقات بين الأفراد أو بينهم وبين الدولة تصدر عن مجلس تشريعي يجسد إرادة الناس وتكون السيادة فيه للشعب لا للدين.

وإذا ما رجعنا إلى بداية الإسلام مع بعثة الرسول ﷺ نجد أن أهل يثرب بعدما تبنوا الإسلام في عقيدته وشريعته، وبعد إعطاء الأنصار النصرة لرسول الله ﷺ في بيعة العقبة الثانية، وبعد الهجرة إلى المدينة المنورة، وضع رسول الله وثيقة المدينة، فكانت الدستور الناظم للحياة في المدينة المنورة.

وفي سوريا أصدرت قيادة المرحلة الإعلان الدستوري بتاريخ 13/3/2025 متضمناً 53 مادة دستورية تكرس العقيدة الرأسمالية العلمانية وهي ذاتها عقيدة نظام أسد الذي ثرنا عليه لإسقاطه، إلا أن ما حصل بعد ذلك يدل على أن الطاغية سقط ولكن دستوره لم يسقط.

وإذا وقفنا مع بعض المواد الواردة فيه للتدليل على ذلك التناقض:

ففي المادة الأولى ينص على أن (الجمهورية العربية السورية دولة مستقلة ذات سيادة كاملة وهي وحدة جغرافية وسياسية لا تتجزأ ولا يجوز التخلي عن أي جزء منها)، فقد أقرت شكل نظام الحكم الجمهوري المنبثق عن العلمانية والتشريع فيه للبشر من دون الله. والإيمان بالله يقتضي الإيمان بحقه الحصري في التشريع: ﴿أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ﴾.

وفي الكلمة الثانية (العربية) كرست العصبية القومية التي تفرق بين المسلمين على أساس قومياتهم وأعراقهم وتخالف قوله عليه ﷺ: «لَا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى عَجَمِيٍّ وَلَا لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ، وَلَا لِأَبْيَضَ عَلَى أَسْوَدَ وَلَا لِأَسْوَدَ عَلَى أَبْيَضَ، إلَّا بِالتَّقْوَى». والقومية تخالف ولا تساوي بين المسلمين في الحقوق والواجبات، فالمسلم العربي وَفْقَها يحق له ما لا يحق لغيره من بربر أو تُرك، وتوجب عليه ما لا توجبه على غيره.

وفي الكلمة الثالثة (السورية) كرّست الوطنية المنحطة التي تفرق بين أبناء الأمة وتجعل الولاء للأرض ومحصورة داخل الحدود التي خطها الكافر المستعمر لتمزيق الأمة.

واذا ما انتقلنا إلى تتمة المادة (... دولة مستقلة ذات سيادة كاملة وهي وحدة جغرافية وسياسية لا تتجزأ ولا يجوز التخلي عن أي جزء منها)، فهل هي دولة مستقلة عن ضغوط النظام الدولي أم أنها مستقلة بمعنى منفصلة عن بقية البلاد الإسلامية؟! وبالتالي فإن هذا الاستقلال هو تكريس للتفرقة التي خطها وأسس لها المستعمر الغربي في اتفاقية سايكس بيكو. فالجميع يقولون إن الأعداء يتعاملون معنا وفق قاعدة (فرق تسد)، ثم ترى الكثيرين لا يدركون أن هذه الأنظمة تحفظ وترعى هذه التفرقة بل وتزيدها!

وفي المادة الثانية (دين رئيس الجمهورية الإسلام، والفقه الإسلامي هو المصدر الرئيس للتشريع) فعبارة المصدر الرئيسي المذكورة تجعل الإسلام أحد مصادر التشريع فيقرّ وجود مصادر أخرى، وهذا فيه اتهام مبطن للشريعة الإسلامية بالقصور وعدم اشتمالها على كافة الأحكام اللازمة للإنسان في حياته وينافي قوله تعالى: ﴿وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ﴾، فإن كان هناك قصور فهو قصور عن فهم أحكام الإسلام الناظمة للحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية وعدم قدرة على الاجتهاد لاستنباطها.

وبالانتقال إلى الباب الثالث من الإعلان الدستوري:

أولاً- يمارس السلطة التشريعية مجلس الشعب: ففي هذا الباب مناقضة مباشرة ومخالفة للعقيدة الإسلامية، والدليل على ذلك أن رسول الله ﷺ بينما كان يتلو قوله تعالى: ﴿اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَـهاً وَاحِداً لَّا إِلَـهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾ إذ دخل عليه عدي بن حاتم وكان قبل الإسلام نصرانياً، فقال (يا رسول الله ما عبدناهم) فرد عليه رسول الله ﷺ: (ألم يحلوا الحرام ويحرموا الحلال؟)، قال: بلى، قال: وأطعتموهم؟، قال: بلى، قال: فتلك عبادتكم إياهم). وهذا بيان منه ﷺ لمعنى العبودية ألا وهي الطاعة والخضوع للمشرع. ويكون مجلس الشعب هو مجلس أرباب يشرعون من دون الله.

والمادة 30 من الإعلان الدستوري تقول يتولى مجلس الشعب المهام التالية:

أ- اقتراح القوانين وإقرارها.

ب- تعديل وإلغاء القوانين السابقة.

فبحسب هاتين الفقرتين فإن لمجلس الشعب حق اقتراح القوانين وإقرارها، مع أن القوانين والتشريعات في الإسلام تؤخذ باجتهاد صحيح من مصادر التشريع المعتبرة، وهي الكتاب والسنة وما أرشدا إليه من إجماع الصحابة والقياس الشرعي. أما إلغاء القوانين وتعديلها فإنه عدا عن مخالفته للعقيدة الإسلامية وشريعتها فإنه يجعل الأعمال التي كانت بالأمس ممنوعة ومحرمة، مسموحة وحسنة اليوم. وهذا يؤدي إلى اضطراب الحياة رغم أن طبيعة البشر تميل إلى الاستقرار في الزواج والسكن والعمل وجميع العلاقات، ولا يضمن ذلك الاستقرار إلا ثبات التشريع، أما التغيير فيه فيحيل الحياة ضنكاً وشقاءً، قال تعالى: ﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىَ﴾.

ولو تتبعنا جميع المواد الواردة في الإعلان الدستوري المذكور فلن يتسع المقام لبيان المخالفات الشرعية التي تضمنتها، ولهذا سأكتفي بما ذكرته.

وإنني أتوجه بالخطاب لأمتي العظيمة عامة، ولأهل ثورة الشام خاصةً، إننا عشنا ردحا طويلا من الزمن تحت حكم هذه الأنظمة التي كانت تحكمنا وتغذينا بمفاهيم الغرب وعقيدته العلمانية، مع تضليل متعمد وتجهيل ممنهج بالمفاهيم الإسلامية، خاصة ما يتعلق منها بأنظمة الحكم والاقتصاد والاجتماع، حتى صار شكل الدولة في الإسلام ونظام حكمه غريباً عن المسلمين بل مستهجناً عند بعضهم.

ورسالتي إلى إدارة المرحلة الحالية في سوريا، ما زال بمقدوركم تدارك الأمر، والرجوع عن الذنب فضيلة، ورجوعكم إلى تبني الدستور القائم على أساس العقيدة الإسلامية وتطبيق شريعته واجب من الله تعالى الذي منَّ على أهل الثورة بالنصر منه وحده، فأروا الله من أنفسكم خيرا.

وتبنيكم للدستور الإسلامي واجب أيضاً عليكم وفاءً بما عاهدتم عليه مجاهدينا وشهداءنا من غير تبديل به ولا تنكب عنه، فتكونون: ﴿مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً﴾.

وبهذا فقط نؤدي واجب الشكر لله على نصره ونصون التضحيات لئلا تضيع على عتبات المجتمع الدولي، فلا نصل إلى رضا الله سبحانه وتعالى إلا بتطبيق شرعه، ولن نصل إلى رضا الغرب إلا باتباع عقيدته وشريعته: ﴿وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ﴾.

إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد، والحمد لله رب العالمين.

--------------
بقلم: الأستاذ مرعي الحسن

 

المصدر: https://tinyurl.com/nhhc8bww

1

 

أعلنت دوروثي شيا القائمة بأعمال المندوب الأمريكي لدى الأمم المتحدة هذه الشروط علناً. وقالت إن الولايات المتحدة تريد من السلطات السورية نبذ الإرهاب وقمعه بشكل كامل، واعتماد سياسة عدم الاعتداء على الدول المجاورة، مضيفةً أن الولايات المتحدة تواصل مراقبة تصرفات السلطات المؤقتة، وستحدد إجراءاتها بناء على نمط سلوكها، يجب على القيادة الأساسية أن تتجاوز ماضيها".

مقتطف من بيان صحفي للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا بعنوان:
استمرار عربدة يهود في غزة والشام توجب التحرك الفوري لاجتثاث الكيان لا مسالمته على خطى "سلام الشجعان"!

 

2

 

لقد شكلت تصريحات الشيباني التي تعكس توجه الإدارة السورية الحالية صدمةً كبيرة بل صاعقةً لأهل الشام الذين يرون عربدة كيان يهود وغطرسته في المدن السورية في ظل غياب واضح للموقف المبدئي الرادع الذي ينسي النتن وكيانه وساوس الشيطان. ومع تواتر التصريحات المسالمة لكيان يهود فقد حقّ لأهل الشام أن يدقوا ناقوس الخطر كونها مقدمة لخطوات عملية على الأرض، وخاصة مع غياب أي نفي رسمي من الإدارة الحالية لتصريحات ميلز وستوتزمان حول التطبيع مع يهود والانضمام إلى اتفاقيات "أبراهام"!

 

3

 

مواقف وتصريحات تعلن بوضوح سقوط الشعارات التي رفعت على مدار سنيّ الثورة، وتعكس حالة التنكب والانتكاس والتحول من تصريحات سابقة تعلن أن سقوط نظام الطاغية أسد يتبعه سقوط تل أبيب إلى التصريحات الجديدة التي هي مقدمة للمسالمة مع كيان يهود ورسائل تطبيع مع قتلة الأنبياء الذين أعلنوا الحرب على الله وشرائعه وعباده وأمعنوا قتلاً في مسلمي غزة وأخواتها بكل صلف وغطرسة وغرور!
أين نذهب بآيات الله التي تحضنا على قتال الكفار ورفع راية الجهاد لتكون مشارق الأرض ومغاربها تحت حكم الإسلام وقيادة إمام دولته؟!
أين نذهب بأحاديث رسولنا الكريم ومنها: (أُمِرْتُ أنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حتَّى يَشْهَدُوا أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وأنَّ مُحَمَّدًا رَسولُ اللَّهِ)؟!
أين نذهب بحماس أمة الجهاد والاستشهاد وبسالة أبنائها الذين صقلتهم الشدائد والصعاب؟!

 

photo 2025 05 06 21 25 52

 

لقد بيّن الله سبحانه طبيعة الصراع وحقيقته مع كيان يهود، وكذلك النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام وعلى رأسهم سيد الأنصار سعد بن معاذ رضي الله عنه وعن حكمه في يهود بني قُريظة. إنه صراع وجودي مبدئي تفرضه العقيدة وثوابت المبدأ ويصدّقه الواقع الذي ينطق بجرائم يهود الذين راح كبيرهم يرعد ويزبد ويهدد بأنه لن يسمح بعودة الخلافة، لأنه يعلم يقيناً أن إقامتها سيجعل منه ومن كيانه أثراً بعد عين.

 

photo 2025 05 08 19 56 42

 

إن المسارعة في استرضاء المجتمع الدولي، وعلى رأسه أميركا التي تمد كيان يهود بكل أنواع الأسلحة حتى تبقى رأس حربة الكفر في محاربة الإسلام، هو استعجالٌ للانزلاق نحو الهاوية ونسف تضحيات ما يقرب من مليوني شهيد كان شعارهم وأملهم إقامة حكم الإسلام على أنقاض النظام البائد ومن ثم تحرير فلسطين كل فلسطين من دنس يهود.
سياسةٌ تنذر بخطر فقدان معية الله التي حملتنا إلى دمشق منتصرين، وتنذر بفقدان الحاضنة الشعبية السند الطبيعي الأول والقوة الأصيلة التي بيدها تغيير القوى والموازين حال الحيد عن ثوابتها التي أعلنتها على مدار سنيّ الثورة.

 photo 2025 05 08 19 57 42

 

إن استجداء المجتمع الدولي والانصياع لإرادته وقراراته والخضوع لإملاءاته أملاً في سراب رفع العقوبات التي تستخدم كورقة ابتزاز قذرة للخضوع والركوع، ورفع الراية البيضاء أمام ألد الأعداء، هذا الاستجداء ليس من ورائه إلا خزي الدنيا وحساب عسير في الآخرة، وهو منزلق خطير وجب إنكاره لأن خطره لا يشمل الإدارة الحالية فحسب بل يعم أهل الثورة والتضحيات وشرفاء الأمة جميعهم. فهل من معتبر قبل فوات الأوان؟!

 

photo 2025 05 12 10 00 13

 

إن استجداء المجتمع الدولي والانصياع لإرادته وقراراته والخضوع لإملاءاته أملاً في سراب رفع العقوبات التي تستخدم كورقة ابتزاز قذرة للخضوع والركوع، ورفع الراية البيضاء أمام ألد الأعداء، هذا الاستجداء ليس من ورائه إلا خزي الدنيا وحساب عسير في الآخرة، وهو منزلق خطير وجب إنكاره لأن خطره لا يشمل الإدارة الحالية فحسب بل يعم أهل الثورة والتضحيات وشرفاء الأمة جميعهم. فهل من معتبر قبل فوات الأوان؟!

 

 photo 2025 05 12 10 05 36

 لقد كانت أميركا هي رأس من حمى نظام الطاغية أسد وأمدته عبر الأدوات والعملاء والصنائع بكل أساليب وأدوات ووسائل البطش بأهل الشام حتى يتراجعوا عن ثورتهم ومطلبهم بإسقاط النظام البائد، فهل تحولت أمريكا فجأة من ذئب مفترس ووحش ضارٍ إلى حمل وديع بل إلى صديقٍ ترجى مودته والسعي لنيل رضاه؟!

 

 photo 2025 05 12 10 11 23

 إن اتخاذ المواقف المبدئية وخاصة في القضايا المصيرية هو واجب الوقت وضرورة المرحلة، وإن رمزية الشام وثورتها في قلب كل مسلم، كيف لا وهي التي أحيت فيهم الأمل وحماس العمل لتوحيد المسلمين في ظلال دولة تحكّم فينا القرآن وتعيد لنا ذكريات معارك الفرقان.

 

 photo 2025 05 12 10 12 45

 إن صراعنا مع يهود هو صراع حتمي، والمواجهة الحاسمة قادمة مهما تأخرت. وإن قضية فلسطين قضية إسلامية خالصة، يتحمل مسؤوليتها أبناء الأمة وعلى رأسهم ضباط الجيوش وأهل القوة والمنعة في بلاد الإسلام من مشارقها إلى مغاربها، الذين آن لهم أن يقفوا وقفة لله ثم للتاريخ، بأن يسقطوا العروش التي تحمي كيان يهود ويحركوا الجيوش لهدم خطوط الدفاع الأولى عن كيان يهود، ويقيموا دولة الإسلام ويعيدوا عزة المسلمين، فلن يحررنا من استعباد أمريكا والغرب ولن يحرر فلسطين سياسات خزي ولا خذلان ولا استرضاء أعداء الدين والقرآن؛ إنما التحرير يكون عبر دولة الخلافة التي تقيم الدين بحق وتجيّش الجيوش نصرة للدين ومستضعفي المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها. فإلى هذا الخير العظيم ندعو المسلمين ونحن نذكّرهم بوعد الله بعلو هذا الدين ووعدِ رسول الله صلى الله عليه وسلم بعودة الخلافة وأنوف النتن والكيان وجنودهما ومن يحميهم ومن يقف في صفهم راغمة.

 

 

 

 

photo 2025 04 26 22 14 43

 

ليست العبرة فقط بمن سيحكم، إنما الأهم من ذلك هو بمَ سيحكم. فحتى لو كان الوزراء من أتقى الناس وأكثرهم كفاية وإخلاصاً (لو افترضنا ذلك جدلا)، إلا أن العبرة بالدستور الذي سيطبق لأن الحكومة هي التي ستطبقه عملياً، كما أن العبرة أيضاً بالقوانين التي ستسير شؤون الناس وأمور الدولة داخلياً وخارجياً. فما كان عدل عمر رضي الله عنه إلا عندما طبق نظام الإسلام وأحكامه وتشريعاته. فالدستور الذي يرضي الله ويسعد العباد هو الذي يكون أساسه العقيدة الإسلامية لا غير، وهو وحده الذي يمثل تطلعات أهل الشام وثوارها الذين جادوا على مدار 14 عاماً بما يقرب من مليوني شهيد حتى تتوج تضحياتهم بحكم الإسلام ودولته ودستوره وتشريعاته، وتطبيق الإسلام بشكل جذري انقلابي شامل في الحكم والسياسة والاقتصاد والعلاقات الدولية وغيرها، بأن تكون العقيدة المصدر الوحيد للدستور والقوانين، وأن يكون التشريع لله وحده لا لغيره ممن هم ملتزمون بسن القوانين الوضعية العلمانية وفرض تطبيقها على الناس على غير إرادة منهم.


مقتطف من مقال في جريدة الراية بعنوان:
تشكيل الحكومة الجديدة في سوريا بين تطلعات أهل الشام وتربّص أمريكا والغرب

ناصر شيخ عبد الحي
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا

 

 photo 2025 04 28 00 04 50

 

تطبيق الشريعة هو الذي يمكننا من التصدي لكل المؤامرات وليس استرضاء الدول بحجة التدرج والخداع والسياسة والمصالح! فالسياسة يجب أن تكون مبنية على الأحكام الشرعية لا على أهواء العقل والمصالح.

 

 

 photo 2025 04 29 01 25 33

لطالما قلنا إن رضا الله الذي أمرنا بتطبيق الإسلام ورضا أمريكا التي تطالب بمحاربة الإسلام تحت ذريعة "مكافحة الإرهاب" ضدان لا يلتقيان. وبالتالي، لا يجدر الالتفات كثيراً لنيل الرضا والقبول من دول الشرق والغرب التي تبتزنا بملف رفع العقوبات، إنما المطلوب هو المواقف المبدئية التي ترضي ربنا ولأنها العلاج الجذري الوحيد لكل قضايانا في كل نواحي الحياة، وذلك بأن تكون سياسة البلاد ورعاية شؤون الناس فيها وفق أحكام الإسلام، لا وفق تشريعات غربية غريبة عن ديننا وأمتنا وهويتنا وثقافتنا وحضارتنا، ولا أن تكون خاضعة لضغوطات الغرب وإملاءاته وتوجهاته المعادية للإسلام وتحكيمه في ظل دولة.

 

 

photo 2025 04 30 10 57 35

لا يغيب عنا تحذير وزيرة خارجية ألمانيا من دمشق بقولها: أوروبا لن تمول "هياكل إسلامية"، وتحذيرها من إقامة "حكومة إسلامية" عقب إسقاط الطاغية، ولا تغيب عنا شروط أمريكا المعلنة وغير المعلنة لترضى عن الحكم في دمشق، فهي التي تدفع بثقلها حتى يكون الحكم في سوريا علمانياً لا حظ فيه للإسلام وأحكامه، بل إقصاء للإسلام عن الحكم والدولة، وهي التي تحرص على أن يكون لها رجالاتها وأدواتها في السلطة الجديدة حتى تطمئن، إضافة لحرصها على سلامة وأمن ربيبها كيان يهود، وتباكيها على الطوائف والدفع لمنحهم دوراً مؤثراً في الحكم، وحرصها على بقاء الشام حبيسة المفاهيم الوطنية القطرية المقيتة لترسيخ واستمرار الهيمنة الغربية على بلاد الإسلام.

 

 

photo 2025 05 01 23 54 57

 

لقد أثبتت حاضنة الثورة يقيناً أنها جديرة بالاعتماد عليها، فهي التي تحمي الثورة وثوابتها وتطلعات أهلها في كل الأزمات، وهي القوة الضاربة والسند الطبيعي الذي يجب الاعتماد عليه وعدم التفكير مجرد تفكير بالركون إلى من يتربصون بنا الدوائر من الأنظمة والدول، وليست عربدة كيان يهود في غزة والشام، بضوء أخضر بل بتغطية أمريكية كاملة، عنا ببعيدة.

 

photo 2025 05 06 21 29 01

 

 

لا بد من التذكير بأنه لا يكافئ التضحيات العظيمة التي بذلت والدماء الزكية التي أريقت على أرض الشام إلا تطبيق الإسلام في دولة عز وقوة ومنعة، تحمل لواء الإسلام ويقودها رجال الإسلام. فمن يمثل تطلعات أهل الشام بحق هم من يرفع لواء رسولهم ﷺ وراية هويتهم وحضارتهم وعزة إسلامهم، لا يمثلهم إلا من يضع رضا الله سبحانه قبل كل رضا ويضع تطبيق شرعه أول الثوابت، وهذا ما جاد أهل الشام بفلذات أكبادهم لأجله. فنسأل الله الذي أكرمنا بنصر مرحلي وأعاننا على إسقاط نظام آل أسد أن يتم نعمته علينا وفضله بإقامة حكم الإسلام في ظل دولة الإسلام التي بشّر رسولنا ﷺ بعودتها بعد الحكم الجبري فقال: «ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةً عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ».

333

 

 

إن ما حدث في سوريا من سقوط الطاغية أسد وهروبه إلى خارج البلاد بتاريخ 08/12/2024م لهو حدث عظيم، يستدعي التأمل فيه في ضوء السنن الإلهية المتعلقة بالنصر والتمكين.

فقط أحد عشر يوماً من الحراك العسكري كانت كفيلة بانهيار بشار وجيشه وكافة المليشيات الموالية له، في وقت وقفت فيه قوى دولية كأمريكا وروسيا مذهولة أمام ما جرى، عاجزة عن إنقاذ عميلها والحيلولة دون سقوطه. اضطرت هذه القوى إلى التسليم بالأمر الواقع، والتعامل مع واقع جديد، ومع إدارة جديدة يراد لها أن تملأ الفراغ السياسي والأمني الذي حصل بعد سقوط بشار المجرم.

وصلت إدارة العمليات العسكرية إلى دمشق بقيادة أحمد الشرع، الذي نُصِّب رئيساً للمرحلة الانتقالية في 29 كانون الثاني/يناير 2025. وقد استعان بعدد من قادة هيئة تحرير الشام السابقين لتولي مراكز السلطة والحكم.

لا شك أن معركة تحرير سوريا كانت منحة إلهية عظيمة، عامة لأهل الشام بتخليصهم من الظلم، وخاصة لمن أوصلهم الله إلى سدّة الحكم، لاختبار أهليتهم ومدى استحقاقهم للتمكين وفق الشروط الشرعية، ﴿قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾.

ونجد في قصة نبي الله موسى عليه السلام وبني إسرائيل مع فرعون إضاءة سننية تغييرية فيما يخص قضية التمكين وشروط استمراره. فقد جاء في سورة الأعراف على لسان سيدنا موسى عليه السلام ﴿قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ﴾، فهو يُصبِّر قومه على ما يلاقونه من بطش فرعون وزبانيته وهو يذبح أبناءهم ويستحيي نساءهم، وقد زاد ذلك البطش بعد ظهور دعوة موسى عليه السلام ومواجهته فرعون وقومه فكان جواب قومه: ﴿قَالُوا أُوذِينَا مِن قَبْلِ أَن تَأْتِيَنَا وَمِن بَعْدِ مَا جِئْتَنَا﴾ فرد عليهم موسى عليه السلام: ﴿قَالَ عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ﴾.

نعم أشار سيدنا موسى عليه السلام إلى إمكانية إهلاك فرعون ولكن بعد الصبر والاستعانة بالله والعمل وفق التوجيهات الإلهية، وقد جاء الأمر الإلهي لموسى عليه السلام بعدها بأن يخرج هو وقومه فارين بدينهم متجهين نحو اليمّ، حيث كان مهلكة فرعون وجيشه إذ أغرقهم الله ونجى موسى عليه السلام والمؤمنون معه.

نعم هلك فرعون وهامان وجنودهما فسقط نظامهم المعادي لله، وأصبح الطريق ممهدا للمؤمنين ومعهم نبي الله موسى عليه السلام لأن يعودوا إلى مصر ويمكنهم الله ويورثهم الأرض ويستخلفهم فيها فيحكمون بشرع الله ويقيمون العدل بين العباد.

إلا أن بني إسرائيل وهم في طريق العودة لم يشكروا النعمة العظيمة التي منّ الله بها عليهم بإهلاك عدوهم وإعطائهم الملك وتمكينهم في الأرض، فما كان منهم إلا أن عبدوا العجل بمجرد غياب موسى عليه السلام عنهم برهة للقاء ربه عند جبل الطور، فماذا كانت النتيجة؟ فقد غضب الله عليهم وكتب عليهم التيه؛ ﴿أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الأَرْضِ﴾، وهكذا جرت سنة الله عليهم فنزع منهم الملك وعاقبهم بالضياع والفرقة والشتات.

وهنا الدرس البليغ لقادة الإدارة الجديدة في سوريا بأن النصر المؤقت الذي حظوا به مشروط، لا يتحول إلى تمكين دائم إلا بتحقيق شروطه؛ أن تكون السيادة لله، وأن يحكموا بشرع الله، وأن يعلنوها خلافة راشدة على منهاج النبوة، يحكمها خليفة يبايع على الحكم بكتاب الله وسنة رسوله.

أما ما نراه اليوم من استنساخٍ للنظام السابق، والاحتكام للدستور الوضعي، وتسمية الدولة بأنها "جمهورية سورية"، فهو انتكاسة تعيد إنتاج الظلم وتضيع تضحيات الثوار، كما خان بنو إسرائيل الأمانة حين عبدوا العجل بعد نجاتهم من فرعون وظلمه.

إن التمكين هبة إلهية واختبار في آنٍ معاً. فإما أن يُحسن من يصل إلى سدة الحكم أداء الأمانة، ويقيم حكم الله وعدله، فيبارك الله خطواته ويفتح له أبواب النصر، وإما أن يعيد أخطاء من سبقه، فيذوق مرارة التيه والخذلان. فالفرصة سانحة، والمرحلة مفصلية، فإما طريق موسى عليه السلام والفوز بالدنيا والآخرة، أو تكرار أخطاء وخطايا بني إسرائيل، ومن ثم الخسران المبين والخزي في الدنيا والآخرة!

-------------
بقلم: الأستاذ أحمد الصوراني

 

 

المصدر: https://tinyurl.com/3kpxkvks

 

photo 2025 04 26 22 10 42

منذ أن هرب المجرم بشار وكيان يهود يرصد ويقصف وطيرانه يرصد ويدمر، وذلك لأجل أمر واحد هو القضاء على ما تبقى من قدرة الجيش في سوريا. الكيان حتى اللحظة لم يتلقَّ أي رد على أفعاله، لذلك تراه يصول ويجول في طول البلاد وعرضها، وطيرانه يحلق في كل مكان ويدمر كيفما يشاء دون أي محاسبة، يسعى بكل ما أوتي من إمكانيات لأن يمنع خطراً قد يحل عليه في المستقبل الذي لن يكون بعيدا أبدا، كما أنه يسعى لأن يستعيد هيبة فقدها في غزة هاشم، فترى إجرامه يحل في كل مكان، كل ذلك ليستعيد ما فقده من هيبة لن تعود.

يا أهل الشام: ليكن معلوماً لكم أن الصراع مع يهود صراع أزلي، وأن السعي للتفاوض معهم بالطرق السياسية ضرب خيال، فقد أعجزوا أنبياء الله من قبل وتجاوزوا حق الله وخانوا العهود والمواثيق، فلتكن هذه هي القاعدة التي نستند إليها في التعاطي معهم وفي التعامل مع أفعالهم.



 

photo 2025 04 28 00 05 48

يا أهل الشام عموما وأهل حوران خصوصا:
إن يهود قوم بهت، لا ينفع معهم بيانات شجب ولا استنكار ولا استعطاف. والمجتمع الدولي شريك الكيان في قتلنا، فلا ينفع معهم إلا المواجهة الحتمية وقوة السلاح.
إنكم يا أهلنا في الشام والله أهل القوة وأهل اللقاء وأهل المواجهة وأهل الشهادة، فلتكن لغة التفاهم معهم هي لغة الحراب والسلاح ليس غير، لتكن بلاد الشام مقبرة لأبناء الكفرة كما كانت من قبل مقبرة لكثير ممن حاول إذلال أهلها.
صحيح إن فرق الإمكانيات المادية موجود، وفرق القدرات حاضر وبقوة، ولكن ما يعلي قدمنا عليهم هو عقيدتنا التي تدفعنا دوما للتضحية والبذل، وإن ما حدث في محيط نوى البارحة وقبلها ما حصل في منطقة عين ذكر يوضح لنا كيف تكون مواجهة هؤلاء، فالبلاد بلادنا والأرض أرضنا والحاضنة حاضنتنا، فلنستثمر ذلك حتى نذيق أبناء الكفرة مرارة بأسنا.

 

 photo 2025 04 29 01 27 38

 

يا أهل الشام:
إن من يأمن العقوبة يسيء الأدب ويهود أمنوها وأساؤوا، فلو ضُربوا تمت مواجهتهم بحزم من بداية تدخلهم لما وصلوا لما وصلوا إليه اليوم من تمادٍ وعجرفة، إلا أن الأوان لم يفتْ، فالتعاطي مع هؤلاء يجب أن يتغير، ويجب أن يلاحظوا ذلك، ولتعلموا أن المعركة قادمة قادمة، فلنستعد لها أحسن الاستعداد، ولنتجهز لها أعلى التجهيز، ولنحضر لهم ما يكسر شوكتهم ويستأصل شأفتهم ويذيقهم بأسنا. قال تعالى: ﴿قاتِلوهُم يُعَذِّبهُمُ اللَّهُ بِأَيديكُم وَيُخزِهِم وَيَنصُركُم عَلَيهِم وَيَشفِ صُدورَ قَومٍ مُؤمِنينَ﴾.