- التفاصيل

مقتطف من مقال في جريدة الراية العدد (552) بعنوان:
التطبيع مع يهود قطيعة مع ثوابت ثورة الشام
مصطفى سليمان
لجنة الاتصالات المركزية لحزب التحرير في ولاية سوريا
إنّ طيَّ صفحة المعاناة الطويلة التي خلّفها نظام أسد وسنوات القمع والانبطاح وفقدان السيادة يحتاج إلى قيادة مبدئية جريئة، تمتلك من الصلابة ما يؤهّلها لحمل تطلعات ثورة الشام التي انطلقت عام 2011 بشعارات "الموت ولا المذلة"، "لن نركع إلا لله"، و"إما نعيش بكرامة أو نموت".
وما زال تحقيق تلك الأهداف أمراً ممكناً، لا سيما في ظل الطاقة المعنوية الهائلة لأهل الشام، الذين أسقطوا أعتى طاغية في العصر الحديث، ولو استثمرت هذه الطاقة في الاتجاه الصحيح، لما وقفت في وجوههم الصعوبات. يكفي أن نُذكّر بانتفاضتهم العفوية الأخيرة ضد الفلول، حيث خرج ما يقارب نصف مليون ثائر في يوم واحد دفاعاً عن ثورتهم ومكتسباتها. هذه الروح وحدها كفيلة بأن تصنع مستقبلاً سياسياً حرّاً لو وُجِدت قيادة صادقة توظفها لصالح الثوابت، لا لصالح الحسابات الدولية والمصالح الشخصية.

إن مجرد التصريح بوجود "أعداء مشتركين" مع كيان يهود هو انزلاق خطير، يعكس استعداداً للتخلي عن المبادئ العقائدية والثورية، مقابل كسب رضا واشنطن وتل أبيب. هذا الموقف لا يعبّر عن رؤية سياسية جريئة أو واعية، إنما هو تنكر للدماء، وقطيعة مع الموقف الشعبي الذي لم يتنازل يوماً عن حقه في تحرير فلسطين والجولان، ولم يقبل الاحتلال، لا بوعد بلفور ولا باتفاقيات أوسلو، فكيف يقبل بشراكة أمنية مع غاصب أولى القبلتين؟!

لقد كان الناس يعيبون على نظام الأسد الذليل تبجّحه الكاذب بالمقاومة، بينما هو يحرس حدود يهود ويقصف شعبه. واليوم تقف قيادة المرحلة في موضع أشد خطورة، إذ انتقلت من شعار "المقاومة" إلى طرح "الشراكة"، لتفقد الثورة ما تبقى من هويتها السيادية، وتذوب في مشاريع إقليمية مشبوهة تحت لافتات براقة مثل "البراغماتية"، و"المصلحة العامة"، و"إطعام الناس"!
نعم، أهل الشام يحتاجون إلى اقتصاد واستقرار، إلى تعليم وخدمات، ولكنهم لم يقدّموا ما يقرب من مليوني شهيد ليحصلوا على الخبز من سفارة! ولن تبنى دولة مستقلة برهن القرار لقوى أجنبية أو بالتماهي مع مشاريع تطبيعية. كما أن سعياً كهذا، حتى لو تحقق فيه بعض الاستقرار، لا يصح شرعاً، لأنه يقوم على بيع السيادة وإرضاء الأعداء وتضييع دماء الشهداء، والله تعالى يقول: ﴿وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ﴾.

إن منطق "الشراكة الأمنية" مع كيان غاصب لم يقبل به حتى بعض الأنظمة المطبعة، التي رغم توقيعها اتفاقيات سلام لم تدخل في تعاون أمني معلن بهذا الشكل. فكيف بثورة كان عنوانها "التحرير"؟ وكيف بثوار قضيتهم المركزية فلسطين؟
ورغم ضغوط الاحتلال ومكر السياسة، أثبتت تجارب شعوبنا أن التطبيع لا يصنع الاستقرار، بل يخلق فجوة بين الحكام والشعوب. الأردن ومصر مثال، ولم يجنِ المطبّعون غير الغضب الداخلي والاستعباد للخارج.
إنّ المشروع السياسي للثورة يجب أن ينبثق من عقيدة، وينبغي أن يكون على قدر تضحياتها ودماء شهدائها، لا من دهاليز السياسة الدولية والسفارات الأجنبية. ويجب أن تكون القيادة نابعة من حاضنتها لا من رجال الأعمال، وأن يعاد السلطان للأمة لا للممول، وأن تبنى الدولة على أساس الإسلام لا على مائدة المساومات!
إن الثورة التي خُطّت بدماء الشهداء لا تُختزل في مشاريع أمنية مشبوهة ولا تُختطف لمصالح دولية. فالثورات لا تُختزل، والسيادة لا تُباع، والكرامة لا تُقايَض. نحن اليوم أمام مفترق طرق: إما أن نعيد ثورتنا إلى مسارها المبدئي الرافض للتطبيع والارتهان، وإما أن نتركها تتهاوى على أعتاب مشاريع أمريكا ويهود الخيانية.
- التفاصيل
في ظل ما يحصل في سوريا من خضوع لإرادة أمريكا والنظام الدولي يشعر الناس باستلاب الإرادة وفقدان القرار والخوف على المصير. ولكي نفهم من يقرر في سوريا ولماذا فقدنا القرار لا بد لنا من استعراض مسيرة الثورة السورية منذ البدايات.
عندما استخدم النظام البائد الجيش والأمن ضد الناس لجأ الثائرون إلى تشكيل مجموعات تحمي المتظاهرين بأسلحة خفيفة وتطور الأمر إلى تشكيل فصائل ثورية أصبحت تغنم أسلحة النظام واستطاعت أن تحرر سبعين بالمائة من البلاد ورفعت رايات الجهاد ودعت إلى تحكيم الإسلام، بل تبنى بعضها مشروع الدستور المقدم من حزب التحرير، ما أرعب القوى الدولية وعلى رأسها أمريكا، فتدخلت لدعم النظام من تحت الطاولة ما جعل الناس يطلقون جمعة (أمريكا ألم يشبع حقدك من دمنا؟)، ما يدل على وعي الناس على عمالة النظام البائد لأمريكا ودعمها له، ما اضطر أمريكا أن تمعن في خداعها، فأوعزت لأدواتها من الأنظمة المجاورة كتركيا والسعودية والأردن وقطر والإمارات بالتدخل لاحتواء الثورة عبر مصادرة قرارها بواسطة الدعم بالمال السياسي القذر، وأنشأت لذلك غرفتي الموك والموم، وكان هدف هذا الدعم اختراق صفوف الثورة وسلب قرارها والتحكم بها وتوجيهها إلى معارك جانبية لاستنزافها، خصوصاً أن الدعم كان بأسلحة غير فعالة وغير قادرة على إيقاف القصف الجوي والصاروخي والمدفعي. وكانت الرواتب ضعيفة بل أصبحت وسيلة لإفساد القادة الذين وجدوها مصدر ثراء بطرق فساد كثيرة، ما كبل الثورة التي عانت من الفساد والاتكال على الدعم البارد بدل الغنائم الحارة بالمعارك مع النظام البائد التي كانت سبباً في الإثخان به وإضعافه وتحرير المناطق منه.
وبهذه الطريقة فقدت الثورة استقلالها وقرارها وخرجت لذلك مظاهرات تطالب بتصحيح المسار واستعادة القرار ولكن جوبهت بالمبررين والمطبلين كما هو عليه الحال الآن بحجة من أين يأكل الناس؟! وكأننا في ثورة جياع! وانشغلت الفصائل بالدعم والداعمين وتجميع الفصائل بالاندماج ولكن دون فائدة لأنهم أصبحوا مكبلين بأوامر الداعمين.
وقد كانت تبريرات قادة المنظومة الفصائلية دائما "أنهم سيأخذون المال ولكن لن ينفذوا أوامر الداعمين"، وهذا ما يقوله المبررون لسياسة التبعية والخضوع لتوجيهات أمريكا وأدواتها التي تتبعها الحكومة الجديدة في دمشق. ولكن هيهات هيهات، فقد أفقد الدعم قرار قادة المنظومة الفصائلية فنفذوا التعليمات وسلّموا المناطق ونفذوا بنود سوتشي وأستانة والتزموا خفض التصعيد، بل خاضوا معارك استنزاف للمجاهدين المخلصين الذين كانوا يعترضون على إغلاق الجبهات.
وقريب من هذا ما يحصل على يد الحكومة الجديدة اليوم حيث تتدخل لمنع المجاهدين من تحقيق الحسم في معارك متعددة كما حصل في معارك الساحل والسويداء، وما ذلك إلا تنفيذاً لأمر الداعمين، ما أوقع أهل الشام في مخاطر كبيرة كان من السهل تجاوزها والقضاء على المخاطر الكبيرة التي حصلت لو كان القرار ذاتيا.
نعم، لقد بدأ الانحراف منذ البدايات؛ فرهن القرار للدول المتآمرة وعلى رأسها أمريكا والخضوع لتوجيهات توماس باراك المبعوث الأمريكي إلى سوريا والذي بات يعرف بالمندوب السامي، لن يوصلنا إلا إلى الهاوية، ففاقد القرار في الثورة لن يكون صاحب قرار في السلطة، لأن من يدعمه هو من سيتحكم بقراره وما عليه إلا التنفيذ، لأنه قد دخل جحر ضب لن يستطيع الخروج منه إلا بقطع يد داعميه.
لقد أشغلت الإدارة الحالية في سوريا نفسها بالجانب الاقتصادي على حساب ثوابت الثورة فرحين بمشاركة النظام الدولي نظامه الاقتصادي الرأسمالي الذي يعدهم بناطحات السحاب وأنفاق المترو والمشاريع السياحية التي ستزيدهم تكبيلا ثم يزعمون أنهم سيخرجون منه إلى ظلال الإسلام! ولكن هيهات هيهات فالركون إلى الظالمين والكافرين خسران مبين في الدنيا قبل الآخرة وليس طريقا للحق وإقامة الدين.
ومن هنا كان لا بد من التحذير من التفريط بثوابت الثورة وتضحيات المجاهدين، وخاصة مع ضغط أمريكا على الإدارة الحالية لإقصاء الإسلام عن الحكم وتقريب فلول النظام البائد وإعادة كثير منهم إلى مراكز عملهم رغم ما يشكله ذلك من خطر عظيم، إضافة لمحاولات إقصاء الصادقين عن مراكز التأثير ودمجهم مع قوى لا تريد الإسلام لتزيد القيود والعوائق أمام تصحيح المسار.
والحذر اليوم من أخطر القرارات على الأمة الإسلامية ألا وهو تسويغ تعطيل الشريعة وإقامة الحكم بما أنزل الله بدعوى العجز والمصلحة والتدرج، ما أوجد انقلابا على كل الثوابت والشعارات التي رفعها أهل الشام في ثورتهم، لنرى التنازل عن قضية فلسطين وأن الشام لن تكون منطلقا لقتال يهود، وتسارع خطا التطبيع مع كيان يهود عبر اللقاءات السرية والعلنية والوعد بالسلام مع يهود والدخول في الاتفاقيات الإبراهيمية "عندما تسمح الظروف". كل هذا تكبيل للأمة عن القيام بما أوجبه الله عليها من إقامة شرعه وتحرير بلاد المسلمين، تنفيذا لأمر الداعمين وتخديرا بالرخاء الاقتصادي الذي بموجبه تباع مقدرات البلاد للمستثمرين والشركات الرأسمالية الجشعة.
وختاماً لا بد لمن يتصدر القيادة أن يكون مبدئياً يحمل مشروع الإسلام بشكل واضح ودستور كامل مستنبط من كتاب الله وسنة رسوله وما أرشدا إليه من إجماع الصحابة والقياس الشرعي المعتبر، بعيداً عن تأثير الدول وإملاءاتها التي تسخط الله وتخالف أمره، وهي منزلق خطير نحو هاوية التبعية والعمالة والهوان. قال تعالى: ﴿وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ﴾.
----------
بقلم: الأستاذ محمد سعيد العبود
- التفاصيل

لن تقف مطامع كيان يهود عند حدود السويداء فحسب، فهذا الكيان الغاصب قائم على مشروع توسعي معلنٍ يسعى لابتلاع المزيد من الأرض والسيطرة على القرار، ولن يكون وقفاً عند حدود أو تفاهمات مرحلية.
مقتطف من بيان صحفي للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا بعنوان:
اجتماع باريس بين وزير الخارجية السوري ووفد كيان يهود طعنة نجلاء واضحة في ظهر الثورة وأهلها

إن الواجب الذي فرضه الله علينا تجاه يهود واضح لا لبس فيه، فالصراع معهم صراع وجود لا صراع حدود، ولا يجوز بحال من الأحوال الرضوخ لمشاريع التطبيع أو مسارات التسوية الموهومة، بل يجب أن يكون الموقف منطلقاً من عقيدة الأمة وثوابتها، لا من حسابات سياسية آنية.

إن مجرد التفكير في التواصل مع كيان يهود، فضلاً عن لقائه، يمثل جريمة كبرى وخيانة لقضية المسلمين الأولى، فضلاً عن أنه طعنة لأهل ثورة الشام الذين كانوا ينادون في مظاهراتهم بنصرة أهلهم في فلسطين والذين كانوا يستنكرون حماية النظام المجرم البائد لحدود يهود ويتطلعون الى اليوم الذي يزول فيه كي يتمكنوا من نصرة إخوانهم في فلسطين.
نعم هذا الفعل جريمة وجريمة كبرى بحق الأمة الإسلامية جمعاء صاحبة الصراع الطويل مع المغضوب عليهم. وإن هذا المنزلق الخطير لن يجرّ إلا الويلات على أهلنا وأرضنا وعلى الجميع، ولن يحقق استقراراً مزعوماً بل سيزيد من طغيان يهود وغطرستهم.

إن خلاص الشام وأهلها وتحقيق عزتها لا يكون إلا بالتمسك بثوابت الأمة وبالدفاع المستميت عن قضاياها المصيرية ورفض كل أشكال التطبيع مع كيان مغتصب مجرم.

إن طريقة التعامل مع كيان يهود معروفة واضحة يفرضها علينا ديننا، وهي عمل دؤوب حتى نقيم حكم الله بخلافة راشدة ثانية على منهاج النبوة تأتي برجال أولي بأس شديد يجوسون خلال الديار ويحققون وعد الله في المغضوب عليهم، وإن ذلك لآت قريباً بإذن الله.
قال تعالى:.
(فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا) (7) الإسراء.
- التفاصيل

تستمر العمليات العسكرية لكيان يهود على جنوب سوريا، وهذه المرة كانت المنطقة المستهدفة هي منطقة الكسوة، التي تبعد عن قلب العاصمة دمشق 20 كيلومترًا. حيث نفذت وحدات من جيش الكيان ثلاث عمليات عسكرية خلال 24 ساعة، بدءًا من يوم الثلاثاء 27-8-2025. وقد أدت غارتان للكيان على المنطقة يومي الثلاثاء والأربعاء إلى استشهاد عدد من الأشخاص بينهم جنود من الجيش السوري. أعقب ذلك مساء الأربعاء إنزال جوي استمر لمدة ساعتين، قيل أن هذه الوحدات قامت خلاله بتفكيك معدات تجسس زرعها الكيان في المنطقة منذ عشر سنوات.
تم هذا الإنزال بهدوء وسلام، ولم يُتعامل معه على أنه اعتداء، فلم يتحرك الجيش السوري للتصدي له أو اعتراضه. بل كان انشغال الإدارة السورية للمرحلة الانتقالية بالمشاركة في احتفالات افتتاح معرض دمشق الدولي، التي شملها إطلاق الألعاب النارية والرقص والمرح!
كل ما صدر عن الإعلام السوري هو بيان من وزارة الخارجية يستنكر القصف "الإسرائيلي"، ويدعو المجتمع الدولي للتدخل ووقف الانتهاكات، في بيانات تشبه إلى حد كبير بيانات النظام البائد!
ورغم خطورة الإنزال الجوي، لم يصدر أي تعليق من الإدارة السورية، وتم تجاهل الحدث رغم ضخامته، وكأن شيئًا لم يحدث!
وإن ما تم من فعاليات واحتفالات شارك فيها رئيس الإدارة، لهو رقص على دماء شهدائنا، يجب ألا يمر مرور الكرام! أليس من الواجب إعلان الحداد على أكثر من 20 شهيدًا سقطوا بعدوان وحشي إجرامي؟ أليس من الواجب إلغاء الاحتفالات المزمع إقامتها احترامًا لهذه الدماء الزكية؟ فضلًا عن وجوب الرد الحاسم، وإعلان الحرب الفورية على هذا الكيان، الذي لن يصمد أمامها لأيام، وسينهار أمام ضربات المجاهدين، تمامًا كما حصل مع نظام الطاغية أسد الفار!
إن ما تقوم به الإدارة السورية من السير في ركب المطبعين، وما يرافقه من تمهيد لاتفاقيات أمنية مع الكيان، والتزامها باتفاق 1974 الباطل الذي وقّعه نظام أسد البائد، كل ذلك لن يوقف اعتداءات الكيان، ولن يمنعه من الاستمرار بالتوغل والقصف، بل وخطف المدنيين في القنيطرة، وسيضرب بكل الاتفاقيات عرض الحائط، وسيزيد من تمرده وطغيانه وإجرامه دون رادع، كيف وربيبته أمريكا ترعاه وتؤيده في كل أفعاله!
إن كيان يهود يرتعد من إمكانية تحرك عسكري ضده، شبيه بمعركة طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر 2023. ومع غليان الشارع الإسلامي، وانتظار الأمة فقط لشرارة تنطلق من الشام تمحوه من الوجود، فإنه يعتبر أي تحرك بالقرب من حدوده الجنوبية خطرًا كبيرًا، ولو كان هذا التحرك يبعد عشرات الكيلومترات عن حدوده، مما يدل على أن الكيان يعيش في حالة رُهاب شديد، ويتخوف من زواله ببدء تحرك جحافل المجاهدين.
فعلى الإدارة السورية الجديدة أن تنبذ كل الاتفاقيات السابقة، وترفض التطبيع مع الكيان، وألا تسير وفق الإملاءات الخارجية، بل تتخذ قرار الحرب الذي يطالب به أهل الشام، بل كل المسلمين حول العالم. وإلا، فستواجه غضب الله وغضب الأمة، وتكون عرضة للاستبدال القريب، وسيأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه، يجاهدون في سبيله، ويرفعون راية الإسلام فوق المسجد الأقصى، محررين، مهللين، منتصرين بإذن الله.
كتبه للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
أحمد الصوراني
- التفاصيل

بعد ألاف من الشهداء والجرحى في السويداء إثر تحرك أزلام كيان يهود بقيادة الخائن الهجري، يخرج علينا نواب أميركيون ديمقراطيون وجمهوريون بتصريحات مفادها أن "السوريين مستعدون لمسار سلام مع "إسرائيل"!
لقد قامت ثورة الشام ضد طاغية الشام ونظامه حامي كيان يهود وكانت هتافاتهم: "ابن الحرام باع الجولان"، "خيبر خيبر يا يهود جيش محمد بدأ يعود"، وكانت عيون أهل الشام تتطلع لتحرير فلسطين بعد إسقاط النظام البائد.
لقد راهنت أمريكا سابقا مع النظام التركي على التطبيع بين النظام البائد والثورة ولكن كل محاولاتهم باءت بالفشل وكانت النتيجة إسقاط النظام. وها هي اليوم تريد فرض التطبيع من جديد مع كيان يهود الذي كان السبب الرئيسي في مقتل أبنائنا في السويداء وكثير من المواقع العسكرية التي قصفها.
إن ادعاءكم هذا كذب صريح فأهل الشام لم ولن يقبلوا إلا بزوال يهود وهم بشوق كبير لإعلان الجهاد تحت راية دولة الخلافة التي اقترب وقتها والتي ستنسيكم بإذن الله وساوس الشيطان.
ونذكر الإدارة الحالية أن السير في طريق التطبيع هو إعلان انقلاب على ثوابت الثورة، وفي ذلك خسارة الحاضنة التي أوصلتها للحكم، ولن تستطيع فرض التطبيع كما فشلت من قبل بفتح معابر التطبيع مع النظام البائد، وعليهم أن يعيدوا حساباتهم قبل فوات الأوان.
كتبه للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
فادي أبو جمال
