- التفاصيل

لكل دولة مبدئية منهاج معين في الحياة وسلوك يتم من خلاله بناءً على مفاهيمها عن الكون والإنسان والحياة لنشر مبدئها ورعاية شؤون الناس، أو ما يقال عنه وجهة النظر.
والدول الإسلامية وتفكيرها الاستراتيجي يقوم على:
١- نشر المبدأ والحفاظ عليه.
٢- رعاية شؤون الناس (رعايا الدولة) في جميع مناحي الحياة السياسية والاقتصادية والثقافية والقضائية والاجتماعية.
أولاً، نشر المبدأ والحفاظ عليه:
إن طريقة نشر المبدأ في الإسلام تكون بالدعوة والجهاد، وهذه مهمة الدولة، حيث تكون دائماً على أُهبة الاستعداد لفتح البلدان والأمصار وحكم الناس بالإسلام ليروا عدل الإسلام ولإخراجهم من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، وبنفس الوقت حريصة كل الحرص أن يكون الإسلام من عقيدة ونظام منبثق عنها هو السائد والنظام العام في الدولة وتمنع أي فكرة من خارج الإسلام أن تتغلغل داخل الدولة كالأفكار العلمانية والديمقراطية والوطنية والقومية وما هو على شاكلتها.
ثانياً، رعاية شؤون الناس (رعايا الدولة):
آ- الناحية السياسية في الدولة مبنية على الإسلام في كامل نظام الحكم وأجهزة الدولة من حيث النظام والرجال.
ب- الناحية الاقتصادية في الدولة تكون وفق الأحكام الشرعية من حيث تأمين حاجات الناس الأساسية وحتى الكمالية والحفاظ على الثروات التي تكون من الملكية العامة كالبترول والفوسفات والغاز والمعادن الباطنية والمرافق العامة كالموانئ والمطارات والطرق والساحات والكهرباء والمياه والشواطئ، ومن حيث المال وادارته وتأسيس الشركات والعقود يكون ذلك فقط وفق الشريعة الإسلامية.
ج - الناحية الثقافية في الدولة تكون مبنية على الكتاب والسنة وما يلزم لفهمهما من علوم اللغة والأصول والعقائد والفقه وعلم الحديث وحقائق التاريخ الإسلامي. أما العلوم المدنية فتؤخذ بما لا يتعارض مع الإسلام.
د - الناحية القضائية وتكون مبنية على أحكام العقوبات والحدود والبينات التي جاء بها الإسلام.
ه - الناحية الاجتماعية وتكون على ما أقره الإسلام من العلاقات بين الرجل والمرأة وعن لباس المرأة والرجل وأحكام الزواج والطلاق والبنوة والأبوة...
كتبه للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
مصطفى عتيق
- التفاصيل

يتداول الناس في سوريا خبر رفع العقوبات، وكثير منهم يحلم بمستقبل مشرق ويظن أن رفع العقوبات سيساهم بتحسين الوضع الاقتصادي، وأنه متى حلت المشكلة الاقتصادية في البلاد حلت باقي المشاكل. وتساهم وسائل الاعلام التابعة في تضخيم الامر حتى يظن المتابع لهذه القنوات أن قرار رفع العقوبات سيجعل السماء تمطر والارض تنبت. فالأصل ألا يصرفنا الإعلام بهذه القضية (على أهميتها) عن القضايا الأهم، فقضيتنا كانت ومازالت وستبقى تحكيم الإسلام على أنقاض النظام البائد وقطع يد الكافر المستعمر من التدخل في بلادنا.
فبغير تحكيم الإسلام في كل مناحي الحياة لن ننهض لا في مجال الاقتصاد ولا حتى في أي مجال غيره، قال تعالى: (وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ).
وما تصريحات ساسة الإدارة الحالية بأن رفع العقوبات سيفتح الباب أمام مرحلة جديدة من الانفتاح والتكامل مع النظام العالمي إلا تسويقاً لفكرة أننا أصبحنا جزءاً من كل، فهل النظام الرأسمالي العالمي القائم على عقيدة فصل الدين عن الحياة والدولة والمجتمع، والقائم على الربا، يرضي الله عز وجل؟!
هل هذا ما قدمنا في سبيله أكثر من مليون شهيد وملايين المهجرين في الداخل والخارج، واغتصبت لأجله الأعراض وكبست الناس في سجن صيدنايا بالمكابس وأذيبوا بالأسيد؟
قال تعالى: (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ ٱلْقُرَىٰٓ ءَامَنُواْ وَٱتَّقَوْاْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَٰتٍۢ مِّنَ ٱلسَّمَآءِ وَٱلْأَرْضِ وَلَٰكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَٰهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ).
وقال عز من قائل: (وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ).
فالطمأنينة التي نبحث عنها (آمنة مطمئنة) والبحبوحة الاقتصادية التي نحلم بها (يأتيها رزقها رغدا من كل مكان) مرهونتان بتطبيق الشريعة في كل مناحي الحياة، وإن سكوتنا عن تطبيق غير شرع الله، أو مشاركتنا بتطبيق أي شرع غير شرع الله هو أحد أشكال الكفر بأنعمِ الله توجب العقوبة المذكورة والعياذ بالله (فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون).
ونقول لأهلنا في الشام:
هل كلام ترامب أصدق أم الله!
هل كلامه أحكم أم كلام كتاب الله!
إنه لا يصلح حال آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها، فلنعد بتفكيرنا وسلوكنا الى قول ربنا وما ربانا عليه حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم: (قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين * لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين).
------------
كتبه للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
سامر عيد
- التفاصيل

إن المتأمل فيما حصل في السعودية بحضور ابن سلمان وبمباركة أردوغان الذي له اليد الطولى والكلمة العليا على الحكومة الجديدة في سوريا، ليدرك تماماً حجم المنزلق الخطير والحفرة الكبيرة التي أوقعونا فيها، وكيف أنهم باعوا بلادنا وسينهبون خيراتنا، وعلى رأسها النفط والغاز، التي هي ملك للناس ولا يحق لأحد أن يتصرف بها كيفما يريد.
كما أن الرضا بالانضمام إلى "اتفاقات أبراهام" والقبول بالتطبيع مع كيان يهود وهم الذين يقتلون أهلنا في غزة وغيرها ويحتلون مقدساتنا ويغتصبون أقصانا، لكارثة كبرى وجريمة عظيمة عند الله وعند عباده الصادقين.
إن ما حصل لأمر خطير جداً من كافة الأبعاد والجوانب، وجب ألا نقع فيه، بل يجب إنكاره والتحذير من المضي فيه، وخاصة بعد أن عرفنا أطرافه وتاريخهم تجاهنا ودورهم الخطير في ثورتنا وشامنا.
أيها الصادقون في أرض الشام: إن الأمر جد خطير وعلينا أن نتنبه ونكون على حذر ولا نخون دماء شهدائنا وتضحيات أهلنا التي ما قدموها إلا لإقامة حكم الإسلام على أنقاض النظام البائد، فلنكن على قدر الدماء التي سفكت والتضحيات التي بذلت، قبل يوم لا ينفع فيه الندم.
المصدر: https://tinyurl.com/bdcun3jc
- التفاصيل

إنّ ما تقوم به القيادة الحالية في دمشق من اندفاع مريب نحو السفارات الأجنبية وسفارات أدواتهم الإقليمية، وتقرّبها من رموز وأعوان النظام الساقط وتوظيف بعضهم في مفاصل الدولة وبحثها عن حاضنة بديلة في أوساطه، يمثّل تحوّلاً خطيراً ينذر بعواقب وخيمة على مرحلة ما بعد سقوط بشار وعلى مصير سوريا جميعها.
هذه السياسة المريبة تأتي بالتزامن مع تهميش المجاهدين الذين نذروا أنفسهم لنصرة ثورة الشام، وهم الذين كان لهم الفضل الأكبر بعد الله عز وجل على هذه القيادة في حملها وإيصالها إلى قصر دمشق بعد سقوط نظام أسد المجرم.
هذا التوجه الخطير لا يعدّ فقط تنكّراً لتضحيات أولئك الرجال الذين صنعوا النصر بدمائهم أو للحاضنة الثورية التي قدّمت الكثير على مدار سنوات الثورة، بل هو أيضاً انزلاق خطير نحو فخّ كبير تنصبه القوى الخارجية، تهدف من خلاله إلى زيادة وهن القيادة الحالية، وتجريدها من حاضنتها الشعبية، لتصبح في نهاية المطاف عارية من كل سند داخلي، لا تجد أمامها إلا الارتهان للعدو أو انتظار رصاصة الرحمة منه.
لقد بات هذا الوضع يطرح تساؤلات عميقة ومقلقة لدى المجاهدين والثوار وأوساط واسعة من أهل الشام: هل النصر الذي أكرمنا الله به يعبر فعلاً عن تطلعات الحكومة الجديدة وآمالها؟ هل ما تحقق هو وفاء لدماء الشهداء وتضحيات الجرحى والمعتقلين؟ أم أننا بصدد نصر ناقص مفرّغ من مضمونه، بل ربما يكون قد تحوّل إلى انتكاسة مغلّفة بشعارات النصر؟
إن السياسات الحالية المتبعة في دمشق، بما تحمله من انكفاء عن القيم الثورية وبما تحمله من مظاهر الارتهان للخارج، تزيد من فقدان القيادة الحالية للسيادة والاستقلالية، وتضعف قدرتها على اتخاذ قرارات مصيرية تخدم البلاد فضلا عن خدمتها لعقيدة أهل البلاد. كما أنها ترسّخ تبعيتها للقوى الدولية التي لا ترى في سوريا سوى ساحة لخطر مبدئي، حيث تعاظمت الخشية من خطر إقامة حكم الإسلام على أرض الشام، ولهذا ولتحقيق مصالحها تحرص أمريكا وأشياعها ومنافسوها على أن تكون لهم اليد العليا في سوريا.
ولا يمكن تبرير هذا الاندفاع باتجاه أحضان الدول وسفاراتها بحجة البحث عن الدعم أو الحماية أو القوة، فالقوة تنتزع انتزاعاً ولا تستجدى أو تهدى من عدو.
لقد كانت قيادة دمشق الحالية، ومنذ لحظة استلامها للسلطة، لا تمتلك مشروعاً سياسياً واضح المعالم بديلاً عن نظام بشار، ولا جاهزية حقيقية لإدارة المرحلة الانتقالية التي لم تكن تتوقع الوصول لها، ولا رجال دولة وشخصيات سياسية ناضجة قادرة على إدارة شؤون الدولة أو التعامل مع الأنظمة الدولية بمسؤولية وكفاءة. ولذلك، فإن سعيها الآن لاكتساب القوة من خارج الحدود ما هو إلا انعكاس لعجز داخلي وضعف في الرؤية وغياب للمشروع، وهو ما يجعلها تتخلى تدريجياً عن مكامن القوة الحقيقية لأي دولة وعلى رأسها الحاضنة الواعية الجاهزة للتضحية والتي هي السند الطبيعي القوي لأي حاكم، أما محاولة استنادها للدول والدعم الخارجي فإنه سيفقدها السيادة، والقرار المستقل ويجعلها عرضة للسقوط متى أرادت الدول ذلك.
لقد بات واضحاً أن هذه القيادة بدأت تفرّط بمقومات النهوض وتدير ظهرها للحاضنة وتتنكّر لمن لهم الفضل عليها، وبدلاً من أن تبني قوتها من داخل المجتمع وتعلي من شأنه، راحت تفكك بنيان القوة الداخلية بتهميشها أو باستبدال تحالفات هشة بها مع أطراف خارجية لا يؤمَن جانبها، أو بغرز أعوان آل أسد في صفوفها. وهذا ما سيجعل منها، عاجلاً أم آجلاً، أداة طيعة بيد خصوم الثورة وأعداء الحاضنة.
إنه لمن المسلمات السياسية الثابتة أن أي دولة أو قيادة تبحث عن الاستقرار الحقيقي والنهضة المستدامة لا يمكن لها أن تتنازل عن سيادتها أو ترهن قرارها مقابل دعم مؤقت أو شرعية زائفة، وإن الاعتماد على الخارج لن ينتج سوى التبعية والانكشاف، ولن يحقق إلا قوة وهمية سريعة الزوال، في حين إن البناء الحقيقي يكون عبر تمكين الشرفاء والاستعانة بهم وتعزيز الاستقلال السياسي، وتحقيق الاكتفاء الذاتي.
إن الرسالة التي يجب أن تصل للقيادة في دمشق اليوم، بكل وضوح وقوة، هي أن الطريق الذي تسير فيه خطر، بل سيقودها إلى الهاوية، وعليها إن أرادت فعلاً أن تحافظ على مكتسبات الثورة وتحافظ على نفسها؛ أن تعود فوراً إلى جذورها، إلى المجاهدين وإلى أبناء الثورة الصادقين، وأن تتوقف عن الارتهان والارتماء في أحضان القوى الخارجية. فالقوة الحقيقية تستمدها من التمسك بما يرضي الله عز وجل ثم بالاستناد إلى الحاضنة الصادقة، وهي لا تستجدى من السفارات، بل من الإرادة الحرة والقرار المستقل والسيادة الكاملة.
ومن لم يكن حسبه هذه الحقائق فحسبه قوله تعالى: ﴿فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنفُسِهِمْ نَادِمِينَ﴾.
------------
كتبه: الأستاذ مصطفى سليمان
لجنة الاتصالات المركزية لحزب التحرير في ولاية سوريا
المصدر: https://tinyurl.com/52d6ncme
- التفاصيل

معلوم أن الدول ليست جمعيات خيرية تقدم لك محبة أو كرماً او ترأف بحالك ووضع بلدك إذا كان في ضائقة اقتصادية،
إنما ما تقدمه هو فتات مقابل ما تأخذه من ثروات وخيرات بلاد المسلمين، فكيف إذا كانت تلك الدول عدوة للإسلام والمسلمين والصراع معها صراع عقدي! حينها ستكون الفاتورة التي ندفعها باهظة الثمن.
أما الناظر الى اللقاء مع ترامب باعتباره حنكة سياسية وفيه خير للبلد وأن الناحية الاقتصادية والمعيشية ستتحسن
وستزدهر الاستثمارات من شركات تلك الدول، فسيكون حاله كحال رجل اغتُصب ماله فحاول استرجاعه بأي وسيلة ولكنه لم يستطع وبعد محاولات قرر المغتصب إعطاء الرجل فتاتاً بسيطاً من المال الذي اغتصبه، ففرح الرجل بذلك كثيراً وأثنى على من اغتصب ماله وشكر له هذا العطاء، وصار يقول حصّلنا شيئاً أفضل من أن نخسر كل شيء.
فهل نفرح بعطاء أعدائنا مما هو حق لنا!
نحن لا نتكلم عن حكامٍ ظهرت خيانتهم وعمالتهم ووضعوا كل ثروات البلاد بأيدي ترامب ومن سبقه وهم صاغرون، لكن نتكلم عن ثورة انتصرت على الطاغية واستلمت قيادة جديدة إدارة البلد، فوجب عليها الحذر من الانزلاق في معالجة المشاكل والقضايا الاقتصادية وغيرها منزلق استرضاء الدول المتآمرة و تظن أن الحلول تأتي من أنظمتهم، و تخشى مواجهتهم، يقول الله تعالى: (أَتَخۡشَوۡنَهُمۡۚ فَٱللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخۡشَوۡهُ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِینَ).
وعلينا جميعا أن ندرك أن تلك الأموال والثروات التي تأخذها أميركا من بلادنا ستكون سلاحاً تقتل فيه أهلنا في غزة والسودان واليمن وغيرها ومن قبلهم الشام، فالأرض أرض الشام والمال مال الأمة، والقوة بتوكلنا على ربنا سبحانه والحكم بما أنزل و العمل بما يرضيه لا بما يرضي أمريكا وغيرها.
قال تعالى:
(وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا).
كتبه للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
محمود البكري
لجنة الاتصالات المركزية لحزب التحرير في ولاية سوريا
