- التفاصيل
إنها مطلب البشرية جمعاء، ولكلٍّ مفهومه عنها حسب نظرته للحياة وما بعد الحياة.
فغير المسلمين يظنون أنها في المنفعة والمتعة نتيجة اعتناقهم المبدأ الرأسمالي الوضعي العاجز عن تقديم أي حل جذري لأي مشكلة في المجتمع بل في كثير من الأحيان تعقد المشكلة نتيجة حلها حلا ترقيعيا لا يسمن ولا يغني عن جوع.
ولقد رأينا أن كثيرا من الأثرياء من أصحاب هذا المبدأ قد انتحروا وتركوا وراءهم رسالة قالوا فيها: "لعلي أجدها في عالم آخر".
أما المؤمن الذي آمن بالله رباً وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولاً، فيجدها في تحقيق رضا الله فتراه ينفق ويضحي بالغالي والنفيس من أجل تحقيق ذلك، لأنه قد ذاق طعمها وتغلغلت في فؤاده بعد أن أدرك صلته بربه الخالق المدبر.
وكم يكون عطاء الله للعبد عظيما عندما يفقهه دينه فيعلم العبد أن دينه هو نظام لجميع شؤون الحياة، ينظم علاقاته ويضبط تفاصيل حياته ليحقق عبوديته لله ويفوز برضاه.
لذلك نراه يسعى بكل جهده واستطاعته كي يحمل هذا الفهم إلى أبناء أمته بكل صدق وأمانة ورحمة لا يبتغي من عمله هذا إلا رضا الله ومحبته، فينهض بهم ليستأنفوا حياتهم الإسلامية بتطبيق مبدأ الإسلام في الحياة تحت ظل دولة ترعى الشؤون وتحمي الحدود وتصون الأعراض وتحقق الحياة الرغيدة لأبنائها وتحمل هذا الخير لباقي الأمم بالدعوة والجهاد.
إنها السعادة الحقيقية التي تكمن عند المؤمن في نيل رضوان الله عز وجل. وحُقّ للمسلم المؤمن الملتزم وحده أن يتذوق حلاوتها التي تسري في كيانه، وأن يحرص على حمل مفهومها للآخرين ليخرجوا من عبادة العبادة والأهواء والشهوات إلى عبادة رب العباد وحده.
أكرمنا الله وإياكم برضاه ومحبته، والحمد لله رب العالمين.
=====
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية سوريا
علاء الحمزاوي
- التفاصيل
في الذكرى المئة لهدم الخلافة نستذكر قول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم (لتنقضن عرى الإسلام عروة عروة فكلما انتقضت عروة تشبث الناس بالتي تليها، أولهن الحكم وآخرهن الصلاة) رواه الإمام أحمد في مسنده.
بعد أن فشل الغرب الكافر في تحقيق نصر حاسم على الخلافة الإسلامية عسكريا رغم أكثر من عشر حملات صليبية متتالية عرفَ أنه لا يمكنه القضاء عليها إلا إذا هزم الإسلام في نفوس أبنائها وغرس فيهم أفكاراً جديدة وأبعدهم عن أفكار الإسلام وأحكامه، فعمد إلى غزوها ثقافيا وفكريا وقام بسلسلة من الحملات التبشيرية وسخر جيشاً من المفكرين لضرب مفاهيم الإسلام وزرع مفاهيمه المشوهة بين أبناء الأمة وخاصة الأفكار التي تثير النعرات والانقسامات، فغزّى فيها النعرات القومية (عرب _ترك) وقد وجد ضالته في بعض من أبنائها (حسين _ مصطفى كمال) ومن شاركهم من قوميي العرب والترك عملاء الغرب الكافر، فكانا معاول الهدم الداخلية بأيدي أعدائها لتدمير دولتهم وتقسيم بلادهم والقضاء على الخلافة الإسلامية المتمثلة بالدولة العثمانية.
قبل مئة عام كانت المصيبة، كانت الفاجعة، حيث تلقت الأمة طعنة أودت بدولتها وألغت خلافتها
وبعدها تتالت المصائب على المسلمين من استباحةٍ لأرضهم ودمائهم وأعراضهم في كل مكان لأنه لا راعي لهم ولا حامي فأصبحوا كالفريسة التي تنهشها الذئاب، وأصبحت الأمة غثاء كغثاء السيل وأضحى المسلمون كالأيتام على موائد اللئام، وأصبحوا يسلمون قضاياهم إلى من قتل أمهم إلى الغرب الكافر.
أيها المسلمون: حتى تعودوا سادة الدنيا وتعود الأمة خير أمة أخرجت للناس فإنه لا يصلح هذا الأمر إلا بما صلح به أوله (خلافة على منهاج النبوة)، فهلموا إلى العمل لإقامتها حتى نفوز بالدارين ونحمل الخير للناس أجمعين ونكون بحق خير أمة أخرجت للناس، قال تعالى: (كنتم خير أمة أخرجت للناس).
======
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية سوريا
فريد العبود
- التفاصيل
عندما يكون التناقض في الأسس والقواعد فإنه لا يمكن إلا أن نحكم بالتناقض التام ولو تشابهت بعض الفروع ظاهرياً، لذلك كان أهم وجوه التناقض بين الإسلام والديمقراطية؛
أن نظام الإسلام هو نظام رباني من عند الخالق المدبر، وهو نظام شامل لجميع شؤون الحياة، عالج مشاكل الإنسان بوصفه إنساناً، لذلك كانت معالجاته صالحة لكل زمان ومكان.
أما الديمقراطية فهي قائمة على عقيدة فصل الدين عن الحياة، فالإنسان هو الذي يضع النظام الذي يريد، لذلك كانت أنظمتها وضعية، وهي نتاج عقول بشرية تتصف بالعجز وأحكامها عرضة للتناقض والتفاوت والاختلاف والتأثر بالبيئة.
إن أحكام الإسلام بمعالجاتها لا تنظم حياة الإنسان فقط وتعطي حلولا للمشاكل المستجدة وحسب، بل إنها من الدقة بمكان كي تضمن الوقاية من المشاكل والأزمات، لمنع حدوثها، فمثلاً في النظام الإقتصادي جعل الإسلام أساس النقد هو الذهب والفضة مما حافظ على اسقرار النقد ومنع كثيرا من الأزمات الإقتصادية كالتصخم.
وقد منع نظام الإسلام الاحتكار وكنْز المال وحرّمهما، لكي تبقى عجلة الإقتصاد في حالة متكاملة، وحركة مستمرة مما يمنع حدوث أزمة الركود الإقتصادي.
وعلى العكس تماما في النظام الإقتصادي الرأسمالي فهو فضلا عن فساد معالجاته، التي تنتج عنها المشاكل والأزمات، لأنها معالجات قاصرة، فقد أثبت أيضا عجزه عن إيجاد حلول للمشاكل، لذلك تراه يلجأ إلى الحلول الترقيعية التي تزيد الطين بلة والمشاكل تأزماً، فتتعقد المشاكل وتحصل الانهيارات والأزمات الكبيرة التي يعود سببها الأول إلى الأخطاء الموجودة في أصل النظام الإقتصادي الرأسمالي الوضعي نفسه، من إطلاق للحريات والاعتماد على البنوك الربوية وغيرها الكثير.
فشتان شتان بين النظام الرباني العادل الموضوع من قبل الله عز وجل خالق الكون والإنسان والحياة، وبين النظام الديمقراطي الذي وضعته عقول البشر المحدودة.
=====
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية سوريا
علاء الحمزاوي
- التفاصيل
كثير من الناس لا يدركون أهمية التغيير الفكري ولا أهمية العمل السياسي وأثرهما في عملية التغيير، مع أنك تجد بينهم فئة لا بأس بها من المثقفين والدارسين.
ويعود ذلك إلى فقدان النظرة المستنيرة لإدارك حقيقة التغيير وكيف تحصل في الفرد والمجتمع، ولتركيزهم على النتائج المادية القريبة.
لذلك تراهم أصبحوا لا يستجيبون ولا يبادرون إلى عمل لا يرون ولا يلمسون نتائجه، ومن هنا تأتي الصعوبة في إقناع الناس بالنتيجة المرجوة من التركيز على تغيير الأفكار وجعلهم يدركون أهمية الأعمال السياسية وأنها أخطر أثرا من الأعمال المادية.
ومن هذه النظرة ينصرف الناس عن نصرة حملة الدعوة العاملين على طريقة رسول الله صلى الله عليه وسلم في التغيير لاستئناف الحياة الإسلامية وإقامة الدولة الإسلامية، الخلافة الراشدة على منهاج النبوة.
إن عدم إدراك الأمة لأهمية التغيير الفكري والعمل السياسي، والمشروع السياسي المستبنط من الأدلة الشرعية، ومن السيرة النبوية (سنة وطريقة رسول الله صلى الله عليه وسلم في إقامة الدولة)، عدم الإدراك لاهمية هذا العمل يجعل الناس ينطلقون في تفكيرهم ونقاشهم مع حملة الدعوة بعين الاستخفاف والانتقاص، أي أنه لا جدوى من هذه الأعمال السياسية، فهي لا تبني دولة ولا تعيد خلافة، لأنه قد استقر في أذهانهم ونفوسهم أن الأعمال المادية وحدها التي تحقق هذا الهدف.
وهنا نقول ونذكر أن في التاريخ الدروس والعبر وهو يخبرنا أن الدولة الإسلامية وعلى الرغم من مراحل الضعف التي انتابتها لكنها بقيت صامدة في وجه جميع حملات الغزو والاحتلال، ولكن دول الغرب الكافر لم تنتصر علينا بالحروب المادية فقط بل أدرك أهمية الغزو الفكري، والأعمال السياسية، فركزت عليها وحققت بالأعمال السياسية ومن خلال الغزو الفكري والغزو الثقافي ما لم تتمكن من تحقيقه بالحملات الصليبية المتتابعة، فقد كان للحملات التبشيرية والغزو الفكري الدور في تشويه الأفكار الإسلامية وإضعافها بين أبناء الأمة الإسلامية وزرع الأفكار الخبيثة التي فتكت بالدولة الإسلامية وقامت بالكثير من المكر السياسي حتى تمكنت من جعل أبناء العقيدة الواحدة يقاتل بعضهم بعضا لصالح أعدائهم الذين يتربصون بهم. وبذلك تمكنوا من القضاء على الخلافة الإسلامية منذ مئة عام.
لذلك نقول إنه يتحتم على الأمة أن تدرك وتعي هذه الحقيقة، وتعمل مع حملة دعوة الخير والتغيير الحقيقي، شباب حزب التحرير، لنكون من الفائزين في الدنيا بنيل عزّ الإسلام وتحقيق الحياة العزيزة تحت ظل دولة خلافة على منهاج النبوة، وفي الآخرة الفوز برضا الله ومغفرته وجنّته.
نسأل الله أن يجعلنا من العاملين الصادقين وأن يمن علينا بالفرج والنصر والتمكين.
========
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية سوريا
علاء الحمزاوي
- التفاصيل
كانت منارةً وحصناً حصيناً للأمةِ الإسلامية خصوصاً وللبشريةِ عموماً طيلة فترة وجودها، إنها دولة الخلافة الإسلامية التي ارتقت بالبشرية ونهضت بها إلى أعلى المراتب.
ولكن بعدما هدمها الغربُ الرأسماليِّ أوجد للبشرية أنظمة ديمقراطية أدت إلى فسادِ المجتمعات وانحطاطها في كل نواحي الحياة حتى وصل بها دون المرتبة الحيوانية.
والسبب الرئيسي في ذلك هو أن البشر عاجزون بطبيعتهم عن الإحاطة بكل شيء، وينعكس عجزهم هذا على سنِّ قوانين تعالجُ وتنظم حياتهم ولهذا نجد سمةً تشترك بها جميع الأنظمة العلمانية ألا وهي تعديل التشريعات كل فترة وأخرى لتدارك النقص فيها.
وليس أدلّ على ذلك مما نراه من انحطاط القيم الأخلاقية في المجتمعات الغربية خصوصاً، حيث جعلت من المرأة أداةً للربح وتسويق البضاعة وفي حالات أخرى كانت هي البضاعة ذاتها تُباعُ وتشترى كأي سلعة، وبهذا خالفوا نظرة الإسلام للمرأة على أنها أم وزوجة وعرض يصان يجب تأمين الحماية والرعاية لها.
وزادت تلك التشريعات في انحطاط المجتمعات عندما أباحت الشذوذ باسم الزواج المثلي مخالفةً فطرة الإنسان بل حتى فطرة الحيوان -الذي لا يعقل-.
وعليه فلا يمكن لأنظمة تشرع قوانين تخالف فطرة البشر أن تكون سبباً في نهضتهم بل هي حتماً ستتدرك بهم انحطاطاً.
=======
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية سوريا
طارق جندالي