- التفاصيل
تُعتبر انتفاضة الشعوب وحراكها الجماهيري بغية تغيير واقعها السيء بمثابة زلزال مدمر بالنسبة للأنظمة والمتسلطين على رقابها الجاثمين على صدرها.
وهذا ما شاهدناه عيانا مع انطلاقة ثورة الشام المباركة في الأيام والشهور الأولى منها، والتي وبشهادة أعدائها لو أنها استمرت سلمية لبضعة أشهر لتحقق لها سحق النظام والنيل منه، ولكن أمريكا ودول الكفر التي تعلم جيدا بدهائها السياسي خطورة الحراك الشعبي في تحقيق نجاح عملية التغيير وإسقاط الأنظمة العميلة لها وخاصة إذا قاد هذا الحراك من يتملك الوعي السياسي والتصور الواضح للتغيير وطريقته، أوعزت لعميلها المجرم أسد باستخدام القوة العسكرية لقمع الاحتجاجات، وكذلك القوة الأمنية (فروع المخابرات) التي أخذت تسجن وتنكل وترهب الثائرين، كل ذلك دفع أهل الشام لحمل السلاح، والدفاع عن أنفسهم وأعراضهم، وبذلك نجح أول مكر سياسي بالثورة حيث تم جر الثورة إلى المنطقة كان نظام الإجرام يظن أنه متفوق فيها، وهذا كان أيضا الخطوة الأولى لتحول ثورة الشام من ثورة شعبية تشمل كل شرائح المجتمع إلى عمل مادي (عسكري)، يقتصر على عنصر الشباب الفاعل غالبا وقد أوجد العمل العسكري بيئة مناسبة وتربة خصبة لزرع العملاء من الداخل والخارج المرتبطين جهالة أو عمالة بمخابرات الدول.
هذا التحول في الحراك أدى إلى حصول شرخ في جسم الثورة وخاصة مع غياب الوعي السياسي وبروز عقلية التسلط، ناهيك عن أن الحراك الشعبي ليس بحاجة إلى تكاليف مادية كبيرة مقارنة بالعمل العسكري الذي يحتاج إمدادات بالذخيرة والسلاح وجميع متطلبات العمل العسكري.
وهنا جاء دور الدول التي ادّعت صداقة ثورة الشام، بدعم العمل العسكري بشيء من العتاد العسكري المشروط وغير الكافي لهزيمة نظام الإجرام المتهالك، بل إن تقديمه كان وسيلة لسلب القرار والتحكم بالمعارك والجبهات.
فضلا عن أن كثيرا من هذا السلاح وُجه إلى صدور أبناء الثورة، نتيجة افتعال الاقتتالات الفصائلية والتي راح ضحيتها أعداد كبيرة من أبناء الأمة، وخسارة المساحات الشاسعة التي حُررت بدماء الشهداء وجهد المخلصين.
إلى أن بدأ حرف مسار الثورة من خلال المال السياسي القذر الذي جمد الجبهات، وأعطى نظام الإجرام المتهالك مجالا لترتيب أوراقه بدعم من أمريكا عبر أدواتها، إيران وميليشياتها الطائفية الحاقدة، والمحتل الروسي عسكريا، والدور التركي "الصديق" المخادع لاحتواء الثورة، مما أدى لتقسيم البلاد إلى أربعة مناطق لتشتيت الثورة وإضعافها وإيصال أهلها إلى اليأس والاستسلام والوقوع في فخ الحل السياسي الأمريكي الذي يحافظ على مؤسسات الإجرام التي بدورها ستسوم أهل الشام ألوان العذاب والذل والإهانة وجعلهم عبرة للشعوب التي ترنوا إلى تغيير واقعها.
ونحن نقول أنه وبالرغم من عظم المكر الأمريكي وأدواته بثورة الشام وأهلها وسوء الحال الذي وصلت إليه، إلا أنها قادرة وبإذن الله على مواصلة طريقها وتحقيق أهدافها وذلك بصدق التوكل على الله القوي العزيز، والتمسك بحبله المتين، وقطع حبائل دول الكفر وأدواتها، والقيام بحراك ثوري منظم على المتسلطين على الثورة المغتصبين لقرارها لاستعادته.
وعلى الوجهاء والشخصيات الثورية الفاعلة تحمّل مسؤولياتهم أمام الله عز وجل وأمام أمتهم والقيام بما يخدم ثورة الشام المباركة، واحتضان أبنائهم المخلصين من المجاهدين الصادقين، وحملة الدعوة الذين يدعونهم إلى فوز الدنيا والآخرة.
وعلى الجميع أن يدركوا أهمية الأعمال السياسية التي تنظم الحراك الثوري وتوجهه وتحافظ على استقامة سيره وتجنبه مكائد المتآمرين وزلّات المتخاذلين، وتجعل منه عملا منتجا يسير بخطوات ثابتة ومتصاعدة نحو تحقيق أهدافها.
ولن يكون ذلك إلا باتخاذ قيادة سياسية واعية تحمل مشروعا واضحا منبثقا من عقيدة الأمة تقود الحراك نحو النصر والتمكين، فتجعل ثمرة الجهاد والتضحيات في صالح الأمة وليس في سلة أعدائها.
ولقد هيأ الله تعالى لهذه الأمة حزبا من أبنائها فهموا معنى السياسة على أنها رعاية للشؤون، وأيقنوا أن القضية المصيرية للمسلمين هي إقامة دولة الخلافة على منهاج النبوة وهي التي تعيد تطبيق الإسلام واستئناف الحياة الإسلامية.
إنه حزب التحرير الرائد الذي لا يكذب أهله، الذي أعد شبابه ليكونوا رجال دولة قادرين على قيادة سفينة الأمة والثورة إلى برّ الأمان وكل غايتهم نيل رضوان الله وإخراج البشرية من الظلم والظلام إلى نور وعدل شرع الرحمن، وما ذلك على الله بعزيز، والحمد لله رب العالمين.
=====
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية سوريا
علاء الحمزاوي
- التفاصيل
يحاول الغرب عن طريق عملائه وقنواته وآلته الإعلامية اختزال قضية الثورات التي خرجت فيها الأمة بشعار "الشعب يريد إسقاط النظام" بشخص الحاكم إمعانا منه بإبعاد أنظارهم عن النظام الذي هو في الحقيقة سبب مآسي المسلمين ومعاناتهم.
إن مثل هذا التضليل الذي يمارس على الشعوب الثائرة لحرف مسارها عن الطريق الصحيح ليستدعي منا التفكير والتأمل مليا ويجب علينا أن لا ننخدع بأن الطغيان يمثله شخص بمعزل عن النظام وأركانه ورموزه، علما أن الذي يوجد القمع والاستبداد وينشر الظلم والفساد ويزيد معاناة الناس هو هذه الأنظمة العميلة التي فرضها علينا الغرب إبان إسقاط دولة الخلافة لإحكام سيطرته على بلادنا، ولتكون سيفا مسلطا على رقاب الأمة وتحول بينها وبين رجوعها لسابق مجدها وعزها.
وما حصل في ثورة تونس ومصر والسودان وغيرها من تغيير الحكام مع الإبقاء على الأنظمة لخير شاهد على ذلك، فبعد اندلاع الثورات في تلك البلاد أحس الغرب بالخطر يتهدده ونفوذه فصنع نصرا مزيفا بأمر عملائه بالتنحي مع المحافظة على آلة الإجرام العسكرية والمخابراتية ﻹيهام الثائرين أن هدفهم قد تحقق وهذا ما حصل، ولكن لم يتغير من حالهم شيء ولم يصلوا إلى ما كانوا يطمحون إليه من عزة وكرامة وعيش كريم فكان ذلك وبالاً عليهم وبقيت آلة القتل والإجرام جاثمة على صدورهم ونجح الغرب بخداع أهل الثورات والالتفاف على مطالبهم.
وأخيراً لا يزال الغرب وأدواته ينصبون هذا الشرك في البلدان الثائرة وخاصة في بلاد الشام للإيقاع بأهلها وتبديد جهودهم و حرف ثوراتهم عن أهدافها الحقيقية وثوابتها، علما أن خطره لا يخفى على كل ذي بصر وبصيرة.
فحذار أيها المسلمون من الركون لهذه الأطروحات فهي والله مضيعة للتضحيات وهدر للطاقات ومقتلة للثورات وإعادة شرايين الحياة للأنظمة البالية والآيلة للسقوط.
فلا حل إلا باقتلاع هذه الأنظمة بكافة أشكالها ورموزها وإقامة نظام العدل الرباني خلافة راشدة على منهاج النبوة.
=====
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية سوريا
علي الصالح
- التفاصيل
ومضات: القيادة السياسية ودورها في إنجاح الثورات
مما لاشك فيه أن وجود قيادة سياسية واعية مخلصة ذات مشروع واضح منبثق عن عقيدة الأمة يحقق إنجاح عملية التغيير، لِما لها من دور أساسي في إنجاح الثورات وذلك لأنها:
- تستطيع أن تخلص الأمة الثائرة من حالة التيه، لكونها تملك خطة محكمة لتصحيح مسار الثورة وضبط وجهتها نحو تحقيق غايتها.
- إن وجود هذه القيادة السياسية الواعية يوجه الثورة نحو تحقيق الانتصار بأقل التضحيات والجهود، لأن عملها التنظيم ورص الصفوف وسد الثغرات، أي تحويل الثورة إلى عمل واعي منظم منتج.
- القيادة السياسية الواعية تحصن الثورة وفصائلها من الانجرار نحو الاقتتالات الداخلية والمعارك الجانبية التي تنهك الثورة، وذلك لأنها تملك رؤية واضحة وثابتة للطريق الذي تسير عليه، ومن خلال أعمال التوعية التي تقوم بها لإظهار خطر الفرقة والاقتتال الذي من شأنه إضعاف الثورة وإطالة عمر الطغاة. وكذلك فضح من يقف وراء هذه الاقتتالات ومموليها.
- غياب القيادة السياسية الواعية سيخلق فراغ في هيكلية الثورة، سيجعل من يملكون القوة المادية يتحكمون بمسار الثورة ويحاولون ملء هذا الفراغ بقيادات مصنعة لا تخدم الثورة بل تخطط مخططات أعدائها، وهذه القيادات العميلة لا تمتلك مشروعا أو خطة عمل أو أهداف واضحة، بل عملها الوحيد محاولة تمرير مؤامرات الأعداء وحرف الثورة، وليكونوا شهداء زور على كل تآمر.
وعندها ستتلاشى الرغبة الحقيقية للتغيير الجذري إلى رغبة حقيقية لاحتواء الثورة من قبل القادة المسيطرين على قرارها (المرتبطين بالدول الداعمة) لينالوا على حسب ظنهم بعض المكاسب في حال تشكلت حكومة جديدة، وذلك عائد إلى سطحية تفكيرهم وضيق وعيهم السياسي، ونتيجة ارتباطهم وارتهانهم للمال السياسي القذر.
- القيادة السياسية الواعية هي بمثابة العقل المدبر لجسم الثورة، فهي التي تكشف المكر والمؤامرات التي تحكيها الدول التي تسعى لإفشال الثورة ودفع أهلها للندم على خروجهم فيها، ولليأس من جدواها ومن قدرتها على تحقيق التغيير.
فما على أهل الشام سوى الالتفات لهذا الأمر الخطير والعمل على نصرة القيادة السياسية الواعية المخلصة (حزب التحرير الرائد الذي لا يكذب أهله) فهو القيادة التي تحمل المشروع الصحيح المستنبط من كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو يسير مع أمته على بصيرة وفق طريقة الرسول صلى الله عليه وسلم في عملية التغيير ومن أجل إقامة الدولة الإسلامية، التي نحيا فيها تحت ظل الإسلام وفي ذلك عز المسلمين ونجاة للبشرية جمعاء.
====
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية سوريا
علاء الحمزاوي
- التفاصيل
إن دور القيادة السياسية في الثورات هو دور ذو أهمية كبيرة، فدورها الأهم هو السير بالثورة نحو أهدافها بخطا ثابتة ومبصرة، ورعاية الثورة وحمايتها من مكر أعدائها فهي التي تمتلك الحكمة في اتخاذ القرارات وتمتلك الوعي السياسي لكشف المؤامرات والمكائد السياسية لتفاديها.
وبدورها تعمل على جمع وتوحيد كل مكونات الثورة حول مشروع مبلور أو برنامج مفصل، وتحافظ على استمرارية حراك الأمة الثائرة إلى أن تصل إلى هدفها المنشود.
لقد تعرضت ثورة الشام المباركة إلى عدة ضربات سياسية أدت إلى إضعافها وحرف بوصلتها عن هدفها، حيث تآمر عليها العالم بأكمله، وفي مقدمة المتآمرين أمريكا وأدواتها التي ادعت صداقة الشعب السوري والتي كانت وما زالت أس الداء ومنبع كل مكر، وهي خنجر مسموم في خاصرة الثورة، حيث أدخلت أهل الشام في دوامة المفاوضات والهدن التي نتج عنها التهجير القسري وتقلص المناطق المحررة وهي قبل ذلك التي حمت نظام الإجرام من السقوط.
إن سبب ما وصلنا إليه اليوم هو عدم وجود قيادة سياسية واعية ومخلصة لله ورسوله، قادرة على قيادة سفينة ثورة الشام إلى بر الأمان.
فإن حاجة الثورة اليوم للقيادة السياسية كحاجة سفينة في ظلمات البحر تتقاذفها الأمواج ويحيط بها الموت من كل جانب، إلى قبطان خبير يمسك بدفة قيادتها متوكلا على الله وحده ليقود السفينة إلى بر الأمان، حيث العيش كما أمرنا الله تحت ظل خلافة على منهاج النبوة، تُسعد العباد وتُرضي ربَّ العباد.
====
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية سوريا
طارق جندالي
- التفاصيل
لا تزال الثورة قوية فاعلة في نفوس أبنائها، وهذا ما عبر عنه الناس في مظاهراتهم بمناسبة مرور عشرة سنوات عليها، ثم تلاها رفضهم لفتح المعابر.
والآن وصل الوعي لمستوى رفض الناس للحل السياسي الذي تطرحه أمريكا للحفاظ على عميلها أو لاستبدال عميل بعميل آخر على أبعد تقدير.
لكن هناك بعض اليائسين وبعض الغافلين عن تأثير القوة الفكرية، وأيضا هناك من يحاول أن يزرع اليأس في نفوس أبناء ثورة الشام ليجعلهم عاجزين عن متابعة ثورتهم،.
فالعدو دائما يستخدم الحرب الخفية، ليستهدف التأثير في عقول الشعوب المعادية، لتغيير قناعاتها وتوجيه سلوكها بالشكل الذي يتماشى مع مصالح هؤلاء الأعداء، كما يستخدم السلاح النفسي الذي يجعل الخصم مشلول الإرادة منهار داخليا.
إنها الحرب النفسية، السلاح الأخطر الذي يفوق بتأثيره جميع أنواع الأسلحة، لأنه يهاجم تفكير الخصم فيدمر عزيمته ويحطم إرادته ويوصله إلى الشلل التام وهو شعور كاذب بالعجز فيدفعه دفعاً إلى إلقاء السلاح وإعلان الاستسلام للذبح.
وهذا تماما ما تحاول أمريكا فعله بثورة أهل الشام، فالحذر الحذر من المؤآمرات التي أوصلتنا لهذا الوضع كأستانا وسوتشي واليوم مؤامرة الحل السياسي.
وليس لنا حل إلا باستمداد القوة من إيماننا بوعد ربنا بالنصر والتمكين ويكون ذلك باجتماع القوة الثورية مع حاضنتها مع قيادة فكرية واعية تحمل مشروع ينبثق من عقيدتنا، نجتمع عليه لنصحح مسار ثورتنا المباركة ونجعلها خالصة لله تعالى، متوكلين على الله وحده.
قال تعالى:
(ومن يتوكل على الله فهو حسبه).
=======
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية سوريا
عدنان الشامي