- التفاصيل

عُرفت القيادة بأنها القدرة على توجيه الناس نحو هدف ما، وجاء الإسلام قيادة فكرية لمعتنقيه يوجههم لما فيه خير الدنيا والآخرة.
وكانت أسوة المسلمين في فن القيادة تتمثل في رسول الهدى محمد صلى الله عليه وسلم الذي ضرب أروع الأمثلة في القيادة السياسية المبدئية، قيادة جمعت بين الفرقاء وأرعبت أعداء الدين وحيرتهم، حتى انهزمت أمامها كبرى الدول العظمى في عصر النبوة، كما حصل في غزوة تبوك عندما جبُن الروم عن ملاقاة النبي صلى الله عليه وسلم وجيشه رغم تفوق عددهم.
فما هي أبرز صفات القيادة المبدئية للنبي صلى الله عليه وسلم التي قادت المسلمين ليكونوا سادة الدنيا ففتحوا الشرق والغرب ونشروا دين الله في ربوع الأرض؟
أولاً: قوة العقيدة: تُعدّ قوة العقيدة أمرا أساسيا لِكُلِّ إنسان، وهي من الصفات المُميّزة للقائد الحقيقيّ؛ لأنها الأساس المتين الذي يحقق الثبات في وجه التحديات والصعاب ويقوم عليه النصر، كما أنها تُتيح لصاحِبِها تنمية الصفات الأُخرى لديه، وتجعل حامل الدعوة أينما كان موقعه قدوة وهو يحمل دعوته على بصيرةٍ.
وقد قام النبي عليه الصلاة والسلام بترسيخ العقيدة الإسلامية في عقول الصحابة الكرام، وزرعها في قُلوبهم. كي تتجسد الدعوة فيهم عمليا وليتمكنوا من مواجهة ما سيلاقونه من أذى وتعذيب ومحارَبَة.
وقد سطروا أروع النماذج في الثبات فكانوا دعوة عملية فاستحقوا لقب الصادقين.
ثانياً: القيادة السياسية للدولة الإسلامية: وبعد إقامة الدولة الإسلامية في المدينة المنورة كان النبي صلى الله عليه وسلم القائد السياسي الفذ الذي قاد الدولة الإسلامية الناشئة، قيادة فعلية، في وقت كانت فيه الأخطار تحيط بدولته الفتية من كل جانب فواجهها بكل صلابة وحكمة.
كما أنه عليه الصلاة والسلام كان القائد الفعلي للجيش الإسلامي الذي شكّل نواتَه المسلمون من المهاجرين والأنصار، ورغم وجود بعض القادة والأمراء العسكريين الذين لهم باع طويل في الخطط العسكرية وفنون القتال إلا أن قرار الحرب الحاسم كان للنبي صلى الله عليه وسلم وحده رغم استشارته لأهل الخبرة فيما يتعلق بالنواحي المتعلقة بالخطط الأنجع في ساحة المعركة.
وكان صلى الله عليه وسلم يقود الغزوات ويرسل السرايا فيوصيهم ويعقد لهم الألوية، ويحدد لهم الأهداف.
كل ذلك يدل أن النبي صلى الله عليه وسلم كان هو القائد الفعلي للجيش في الدولة الإسلامية وهذا ما سار عليه الخلفاء من بعده أيضاً.
ثالثاً: الثبات على المبدأ: من أبرز صفات القائد الثبات على المبدأ وعدم الحيد عنه مهما تعرض هذا القائد لضغوطات تحت وطأة الترغيب أو الترهيب. فقد حاول مشركو مكة حرف النبي صلى الله عليه وسلم عن دعوته وعرضوا عليه العديد من العروض المغرية فرفضها كلها وأصر على المضي قدماً في الدعوة إلى الله وتمكين دينه. فعن عقيل بن أبي طالب رضي الله عنه قال: (جاءت قريش إلى أبي طالب فقالوا: أرأيتَ أحمد يؤذينا في نادينا وفي مسجدنا فانهَهُ عن أذانا، فقال: يا عقيل ائتني بمحمد، فذهبتُ فأتيته به فقال: يا ابن أخي إن بني عمِّك زعموا أنك تؤذيهم في ناديهم وفي مسجدهم فانتَهِ عن ذلك، قال: فلحَظ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ببصره ـ وفي رواية فَحَلَّقَ رسول الله صلى الله عليه وسلم بَصَرَه ـ إلى السّماء فقال: أَترَون هذهِ الشَّمس؟ قالوا: نعم، قال: ما أنا بَأَقدرَ على أن أَدَعَ لكُم ذلك مِنْ أن تُشْعِلوا لي منها شُعْلة (يعني الشمس)، قال: فقال أبو طالب: ما كَذَبنَا ابنُ أخي قط (أبدا)، فَارْجِعوا) رواه الطبراني وأبو يعلى وحسّنه ابن حجر.
ونحن نرى اليوم بأم أعيننا كيف سقط كثير من التيارات والجماعات في فخ التنازلات ثم ما لبثوا أن غاصوا في مستنقعه الآسن بذريعة التدرج حينا وما يسمونه زورا بالمصلحة الشرعية التي هي في الحقيقة مصلحة أهوائهم ورغباتهم، فضاعوا وأضاعوا لعدم تأسيهم بالرسول صلى الله عليه وسلم في ثباته على المبدأ وعدم التنازل ولو عن حكم واحد في أحلك الظروف وأشدها.
رابعاً: الماضي المُشرق والسيرة الحسنة للقائد: عُرف النبي صلى الله عليه وسلم بالصادق الأمين قبل بعثته وكان ذكره طيبا في قومه وعُرف بأعالي الأخلاق ومكارمها وهو ما عزز فيه صفات القيادة، وجعل أتباعه مطمئنين له ولما يأتيهم من خبر السماء فإن كان القائد من سجيته الصدق والعفاف والتنزه عن المعاصي والمنكرات، فإن ذلك يجعله أقدر على القيادة والقيام بأعبائها.
وقد اصطفى الله خير البشر ليكونوا أنبياء ورسلاً يبلغون رسالات الله.
خامساً: الشجاعة والإقدام: كان النبي عليه الصلاة والسلام يتمتّع بالشجاعة والجُرأة، ويشهد له الصحابةُ الكرام بِذلك، وظهرت هذه الصفة في جميع معاركه التي شارك بها، كما ظهرت في أعماله الأخرى، وفي يومِ حُنين فرّ عنه معظم المسلمين في ساحة المعركة، ولكنّه عليه الصلاة والسلام بقي ثابتنا في مواجهة الأعداء وهو يردد: أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب.
و قد روي عن علي ابن أبي طالب وهو الفارس المقدام قوله: كنا إذا حمي الوطيس نلوذ برسول الله صلى الله عليه وسلم.
وهو عليه السلام يضرب لنا الأسوة الحسنة في ثقته بربه عز وجل، وقوّة توكُّلِهِ عليه.
سادساً: الحزم: الحزم من أهم الصفات التي يجب أن يتميز بها القائد الناجح، وقد كان أسوتنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حازما فلمّا سرقت المرأة المخزومية راع الناس كيف ستقطع يد امرأة من بني مخزوم، وبدأوا يبحثون فيمن يكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم كي لا يقطع يدها وأرسلوا له أسامة ابن زيد فقد كان حِبّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم قال لأسامة غاضبا مستنكرا أتشفع في حد من حدود الله؟.
ثم جمع الناس وخطب بهم فكان مما قال: ..و الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها.
وفي بدر التي كانت أوّل معاركه، وكان معه جمعُ من الصحابة، يقدر بثلاث مئة رجل خرجوا لملاقة عير قريش ولم يتهيؤوا لمواجهة جيش يفوقهم بأكثر من ثلاث مرات عدداً وعدة، كان النبيّ صلى الله عليه وسلم حازماً وشُجاعاً باتّخاذ قرار المواجهة فكانت معركة بدر، معركة الفرقان وأول نصر للمسلمين على صناديد قريش.
وفي غزوة تبوك عندما سمع أن الروم وهم دولة عظمى آنذاك، يجمعون الجموع ليغزوا المدينة ويقضوا على المسلمين، اتخذ صلى الله عليه وسلم قرار المواجهة بكل حزم على حدود الجزيرة العربية، ولم ينتظرهم في المدينة المنورة، رغم صعوبة الظروف، وقلة المؤنة، وبعد المسافة، وخرج على رأس جيشه يقطع الصحراء الملتهبة، فما كان من قادة الروم عندما سمعوا بذلك إلا أنه جبنوا عن المواجهة بعد أن قذف الله في قلوبهم الرعب، وهم الذين جربوا قتال المسلمين وثباتهم وإقدامهم في غزوة "مؤته".
هذه أبرز صفات القيادة المبدئية الفذة للنبي صلى الله عليه وسلم وهي كانت متمثلة بالخلفاء الراشدين من بعده الذين حملوا الأمانة وقادوا الأمة الإسلامية من نصر لنصر حتى وصلت جيوش الفتح إلى الصين شرقاً وإلى الأندلس غربا، تحمل رسالة الإسلام، فكانت دولة الخلافة الإسلامية أعظم دولة عرفتها البشرية لقرون عديدة، حتى استطاع الكافر المستعمر القضاء عليها، وتفرقت الأمة إلى دويلات وطنية هزيلة يسيطر الغرب فيها على قراراها السياسي والعسكري.
وإن الأمة الإسلامية اليوم لا بد لها أن تستعيد سلطانها وتنصب خليفة مسلم يقودها إلى عز الدنيا والآخرة وهو فرض عليها بعد أن مر على الأمة الإسلامية 100 عام وهي بلا خلافة، حيث تم إعلان إلغاء الخلافة على يد المجرم مصطفى كمال بتاريخ 28 رجب 1342.
وحزب التحرير الذي نذر نفسه لقيادة الأمة الإسلامية لاستئناف الحياة الإسلامية وإعادة صرح الخلافة المنشود أعد العدة لاقامة الخلافة منهاج النبوة من جديد. وهو الأجدر لأن تسير الأمة معه وتعطيه قيادتها السياسية، فقد تمثلت به وبأميره حفظه الله صفات القيادة السياسية الإسلامية الحكيمة فإن الحزب وشبابه قد نذروا أنفسهم للقيام بهذا الفرض العظيم متأسين في ذلك برسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، ملتزمين طريقته في إقامة الدولة، ثابتين على المبدأ الإسلامي رغم ضغوطات الحكومات العميلة التي حاولت ثني الحزب عن دعوته لعقود طويلة فلم تفلح، كما أن الحزب ضمن مسيرته الطويلة وعمله السياسي الدؤوب كان دائم الصدق مع أمته فكان يكشف عمالة الحكام ومخططاتهم في تمكين الكافر المستعمر من بلاد المسلمين، كما أنه كان شجاعاً في تحركاته رغم كل الضغوطات التي تعرض لها، ناصحاً أميناً مبيناً لها طريق الخلاص، والحلول لجميع مشاكلها وفق رؤية شرعية صحيحة.
لذلك فحري بالأمة بعد مضي 100 عام على سقوط الخلافة أن تغذ السير وتعمل مع حزب التحرير لإعادة أمجاد الإسلام وإقامة الدولة الإسلامية من جديد، خلافة راشدة على منهاج النبوة.
====
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية سوريا
أحمد الصوراني
- التفاصيل

لقد مضى مئة عام على هدم الغرب الكافر للخلافة، مئة عام على غياب الحكم بما أنزل الله، وفقدان الأمة لدرعها الحامي وسدها المنيع، تزعزع بنيان الأمة الإسلامية ومزقها الغرب بأفكاره الدخيلة القاتلة من قومية ووطنية وحريات، زرعها في أفكار أبناء الأمة، وفرق الدولة الواحدة إلى أقطار ودويلات، رسم لكل قطر حدوداً وجعل له علماً.
لقد كان العمل لهدم الخلافة حثيثاً من الغرب الكافر لسنوات طويلة، حتى تمكن من هدم خلافتنا فقد كان ذلك قضيته المصيرية.
ولم يكن هدم الخلافة نهاية الكيد وآخر مراحل الصراع، بل أصبحت قضية منع عودة الخلافة وصرف المسلمين عن العمل لها ومحاربة العاملين لها -وهي ما تزال فكرة- هي القضية المصيرية له أيضاً.
وذلك خوفا من عودة الخلافة من جديد، وتوحد الأمة الإسلامية تحت راية واحدة و قائد واحد.
لذلك نراه ينفق أمواله ويسخر طاقاته وجهوده للحيلولة بين المسلمين وعودة حكم الإسلام في ظل دولة الخلافة.
وقد ظهر هلعهم من الخلافة القادمة بإذن الله في تصريحاتهم وتصرفاتهم، ومحاولتهم ابتكار الأساليب التي من شأنها منع عودة الحكم بما أنزل الله، وتغييب الأمة الإسلامية عن أهمية هذا الحكم، وابتكار دين جديد لهم، يتجدد كلما اشتعلت جذوة الشوق إلى العيش في كنف دولة الإسلام من جديد.
حيث يقول كرزون وزير خارجية بريطانيا في تصريح له بعد أن تمكنوا من هدم الخلافة العثمانية:
"لقد قضينا على تركيا التي لن تقوم لها قائمة بعد اليوم، لأننا قضينا على قوتها المتمثلة في أمرين: الإسلام والخلافة".
ويقول هنري كيسنجر في خطاب له في الهند عام ٢٠٠٤:
"إن التهديدات ليست آتية من الإرهاب، كذلك الذي شهدناه في
١١ أيلول /سبتمبر، ولكن التهديد آت من الإسلام الأصولي المتطرف الذي عمل على تقويض الإسلام المعتدل المناقض لما يراه الأصوليون في مسألة الخلافة الإسلامية".
وقال أيضاً: "إن العدو الرئيسي هو الشريحة الأصولية الناشطة في الإسلام التي تريد في آن واحد قلب المجتمعات الإسلامية المعتدلة وكل المجتمعات الأخرى التي تعتبرها عائقا أمام إقامة الخلافة".
و تحدث رئيس وزراء بريطانيا السابق توني بلير أمام المؤتمر العام لحزب العمال في ٢٠٠٥ فقال: "إننا نجابه حركة تسعى إلى إزالة دولة إسرائيل وإلى إخراج الغرب من العالم الإسلامي وإلى إقامة دولة إسلامية واحدة تحكم الشريعة في العالم الإسلامي عن طريق إقامة الخلافة لكل الأمة الإسلامية".
و صرح بوش في ٢٠٠٥ قائلاً: "إنه عند سيطرتهم على دولة واحدة سيستقطب هذا جموع المسلمين ما يمكنهم من الإطاحة بجميع الأنظمة بالمنطقة، وإقامة إمبراطورية أصولية إسلامية من إسبانيا وحتى أندونيسيا".
و ذكرت جريدة "مليات" التركية في عام ٢٠٠٥ نقلاً عن صحيفة نيويورك تايمز أن "أصحاب الصلاحية في إدارة بوش باتوا يتداولون كلمة "الخلافة"
في الآونة الأخيرة بكثرة؛ لقد باتت إدارة بوش تستخدم وصف الخلافة قاصدة به الإمبراطورية الإسلامية التي كانت في القرن السابع تمتد من الشرق الأوسط وحتى آسيا الجنوبية، ومن شمال افريقيا إلى إسبانيا".
و كتب المعلق الأمريكي "كارل فيك"
تقريراً مطولاً ذكر فيه: "أن إعادة إحياء الخلافة الذي يهاجمه
الرئيس الأمريكي جورج بوش يتردد في أوساط السواد الأعظم من المسلمين".
وذكر أيضاً: "أن المسلمين يعتبرون أنفسهم جزءا من الأمة التي تشكل قلب الإسلام كما ينظرون إلى الخليفة كشخص جدير بالاحترام".
يقول قائد قوات التحالف "ريتشارد مايرز": "إن الخطر الحقيقي والأعظم على أمن الولايات المتحدة هو التطرف الذي يسعى لإقامة دولة الخلافة، كما كانت في القرن السابع الميلادي وإن هذا التطرف ينتشر بأماكن أكثر من العراق بكثير ولكنه أيضا يعمل في العراق وينتشر فيه ويحرض المقاومين على الأعمال المادية ضد أمريكا في العراق".
وعاد جورج بوش ليتحدث من جديد عن الخلافة في عام ٢٠٠٦ فقال: "إنهم يسعون إلى إقامة دولتهم الفاضلة الخلافة الإسلامية حيث يحكم الجميع من خلال هذه الأيديولوجية البغيضة ويشتمل نظام الخلافة على جميع الأراضي الإسلامية الحالية".
و في مؤتمر صحفي في البيت الأبيض يتكلم فيه جورج بوش الابن
عن "عالم يحاول فيه المتطرفون إضافة الناس العقلانيين من أجل قلب الحكومات المعتدلة وإقامة الخلافة".
ويضيف: "يريدوننا أن نغادر ويريدون أن يقلبوا الحكومات ويريدون أن يبسطوا خلافة أيديولوجية ليس لديها مبدأ الحرية الطبيعي في معتقداتها".
هذا غيض من فيض، و هذا مكرهم، وحقدهم على الإسلام، لقد أدرك الغرب الكافر بقادته ومفكريه خطر الخلافة القادم، وهم يدركون قرب ولادتها لتكون بداية النهاية لهم، فهم يعلمون أن قيامها يعني إنهاء نفوذهم و سيطرتهم.
لذلك جعلوا العمل على منع عودتها قضيتهم المصيرية وشغلهم الشاغل.
في الوقت الذي يعمل لجعلنا غافلين عنها بل ومنكرين لوجوبها، وقد آن الآوان لندرك مبعث عزنا وصرح مجدنا، ونشمر عن ساعد الجد لنعمل مع العاملين لإقامتها من جديد.
======
#أقيموها_أيها_المسلمون
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية سوريا
وفاء الخطيب
- التفاصيل

في كل يوم تظهر انتكاسة جديد أو أزمة للحضارة الغربية العفنة، ويظهر وينكشف عوارها وفساد معالجات النظام الرأسمالي لكل ذي عينين بعد أن كان مفضوحا ومكشوفا لكل ذي عقل مستنير.
و على الرغم من المحاولات المتكررة من مفكري العالم الرأسمالي ودوله لابتكار خطط، أو ترقيعات لمعالجة ما يواجهونه من أزمات فكرية أو اقتصادية أو سياسية أو اجتماعية، إلا أن الحضارة الغربية لا تزال تسير في طريق الانحدار ويفقد أبناؤها إيمانهم بها حتى اعترف مفكرو الرأسمالية وساستها بفشلهم في وقف الانحدار الحاصل وبفشل الخطط التي يضعونها لمنع ذلك، وهذا دليل ساطع على مدى الانهيار الذي وصلت إليه الحضارة الرأسمالية والدول القائمة على هذا المبدأ.
لقد فقدت الشعوب الغربية إيمانها بالمبدأ الرأسمالي ولمست فشل معالجته واكشتفت الخديعة الكبرى التي كانت تعيشها طوال سنين مضت، خديعة الديمقراطية الكاذبة التي يتحكم بها أصحاب رأس المال وأصحاب السلطة والقرار. فما إن تخرج هذه الشعوب لتحتج وتطالب بحقوقها وتسعى للتغيير حتى ترى العقلية المتسلطة والمستبدة تبرز لتسكت أفواههم بالحديد والنار.
فضلا عن أن المعالجات الرأسمالية القاصرة هي التي تسبب الأزمات فقد رأينا جميعا انهيارات اقتصادية حدثت منذ أكثر من عشر سنين، ورأينا في فرنسا أيضا انتفاضة جماهيرية سميت بالسترات الصفراء والتي خرجت تطالب بالتغيير والإصلاح، وأما في أمريكا المجرمة والتي نأمل أن تكون نهايتها قريبة بإذن الله، فقد شهدنا فيها ثورة كاسحة في مناطق متعددة منها تطالب بالعدالة والتغيير بعد مقتل رجل أمريكي أسود خنقته ركبة رجل شرطة أبيض، لم يأبه لمناشدات الناس الذين كانوا من حوله فتحركت قوافل الجيش الأمريكي بعقليتها المتجبرة وغطرستها إلى الشوارع والساحات شأنها كشأن عملائها المجرمين في بلاد المسلمين، كيف لا وهم الذين يعلمونهم القتل والإجرام وسفك الدماء.
وقد بدأ التصدع الداخلي يظهر على شعوب هذه الدول فالانقسام الداخلي في أمريكا ظهر جليا في الانتخابات الأمريكية الأخيرة وهذا ينم عن حالة الأزمة العميقة الفعلية التي تعيشها أمريكا المجرمة، وأما الاتحاد الأوروبي فليس بأحسن حالاً.
نعم هذا هو حال الدول الغربية وحال شعوبها البائسة التي تشهد أفول نجم هذه الحضارة التي ملأت العالم أجمع بالقتل والظلم والاستبداد والقهر. وباتت الأرض تتشوق لمن ينقذها من هذا النظام الرأسمالي المتوحش.
بالمقابل لو نظرنا إلى العالم الإسلامي وحال شعوبه نرى بشارات عظيمة، فشعوب العالم الإسلامي تتوق إلى تحطيم قيود العبودية والتخلص من الظلم والاستبداد الذي تعيشه والانعتاق من ربقة الاستعمار الغربي الذي لا زال ممسكا بخناق هذه البلاد ويمنعها من التفلت من يده عبر الحكام الرويبضات التي تأتمر بأمره وتنفذ مايمليه من أوامر حتى لو وصل بها إلى القتل وسفك الدماء وتدمير البلاد وتهجير العباد فهذا كله ليس في حسابات الدول الغربية المتوحشة التي تدعي زورا وبهتانا الديمقراطية وتنادي بحقوق الإنسان صباح مساء.
إن العالم الإسلامي اليوم أدرك بعد ثورات الربيع العربي أن صراعه ليس مع حكامه المجرمين العملاء بل مع الغرب المجرم المتمثل بأدواته الموجودة في بلاد المسلمين وبدأت تتوضح أمامه معادلة التغيير الصحيحة بأن تغيير هذه الأنظمة لا يكون تحت سقف المجتمع الدولي الذي يحمي وجوده وحكامه في بلادنا بل في التحرر والخضوع لله وحده دون سواه، وهذا لا يكون إلا بوجود مشروع حضاري ينبع من صميم العقيدة الإسلامية، مشروع يكون منقذا للبشرية جمعاء، مشروع تحمله قيادة سياسية واعية باتت اليوم أقرب إلى الناس أكثر من أي وقت مضى، بعد أن انكشف زيف كثير من الطروحات التي ثبت فشلها واقعا وحقيقة والتي ربطت التغيير بمساعدة المجتمع الدولي أو بعض دوله، فهي تطلب العون والمدد من الدول الغربية لمساعدتها في تغيير عملائها ونواطيرها.
فهؤلاء سقطوا بعد أن سقطت مشاريعهم وأفكارهم الضيقة التي لم تتسع لما يطمح له المسلمون من قيام دولة تطبق عليهم نظام الإسلام وترعى شؤونهم بشريع ربهم وفي ذلك خلاصهم وعزهم ومجدهم.
وهذا لن يكون إلا بإقامة الخلافة الراشدة الثانية التي نعيش الذكرى المئوية لسقوطها على يد المجرم مصطفى كمال عام 1342هجريا.
نعم سترجع الدولة التي بشر بها الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام ولن تستطيع هذه الدول الغربية الوقوف في وجهها لضعفها وهوانها وكثرة الأوراق التي تستطيع دولة الخلافة استخدامها للضغط على هذه الدول اقتصاديا وسياسيا وعسكرياً.
لقد اقترب انهيار حضارته الغربية المتوحشة التي عانى منها البشر والشجر ، واقترب بزوغ فجر حضارة الإسلام ثم سطوع شمسها لتنشر نور وعدل الإسلام في أرجاء المعمورة، وإن هذا كائن لا محالة وقد أصبح هذا اليوم قريبا بإذن الله، فطوبى لمن كان من العاملين لإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، ووضع يده بيد إخوانه من حزب التحرير لإقامة هذا الصرح العظيم.
#أقيموها_أيها_المسلمون
=======
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية سوريا
شادي العبود
- التفاصيل

تمر علينا أيام شهر رجب وتحمل في طياتها ذكرى مؤلمة للمسلمين حصلت قبل مئة عام وبالتحديد في الثامن والعشرين من شهر رجب عام ١٣٤٢ هجرية، ألا وهي هدم الخلافة الإسلامية على يد المجرم مصطفى كمال.
أُسقطت الخلافة وسقط معها درع المسلمين المنيع وتبعها على الأمة الإسلامية من النكبات والويلات ما تبعها، وأصاب المسلمين ما أصابهم من ظلم وذلٍّ وقتل وتشريد، فإلى متى سيبقى المسلمون على هذا الحال؟
ألا يمكن أن تعود دولتهم من جديد وتخلصهم من هذا الواقع المرير؟
ولمعرفة ذلك تكفينا نظرة إلى واقع المسلمين اليوم وإلى واقع الغرب الذي قام بهدم دولة الخلافة. فالأمة الإسلامية اليوم بدأت الحركة تدب في جسدها بعد سُبات طويل وبدأ المسلمون يطالبون بحقوقهم التي أكتشفوا أنها سرقت من بين أيديهم وأدركوا أن حكامهم ما هم إلا مجرد عملاء للغرب تم وضعهم لكبت الشعوب وترويعها وسرقة مقدراتها وحقوقها ولإشغالهم برغيف الخبز وزرع الخوف والرعب في قلوبهم بإحكام القبضة الأمنية حتى صار المرء لا يجرؤ على الحديث أمام جاره.
لكن هبت رياح التغيير وثارت الشعوب على حكامها الخونة العملاء وحصل الشرخ بين الأمة وحكامها؛ واليوم الأمة بعد الثورات لم تعد مثل قبلها ولن تكون مثل قبلها.
فلم يعد المسلمون يرضون بالذل والخنوع وأصبحوا يعرفون ما هي حقوقهم وبقي فقط أن يعرفوا الطريق ويتبنوا المشروع الذي يوصلهم لحقوقهم واسترجاع دولتهم وعزهم.
أما واقع الغرب فالإتحاد السوفيتي ومبدؤه الشيوعي سقط منذ ٣٢ سنة والمبدأ الرأسمالي الذي يعتنقه الغرب آخذ إلى زوال بإذن الله حيث بدأ بالترنح، فها هو الغرب المنتفخ نراه من الداخل مهترئ وضعيف حتى صارت تظهر للعلن تصريحات بحثه عن هويته التي احترقت، وها هو اليوم يحتاج لمؤثر خارجي بسيط فينهار تماماً، فالديون على الأنظمة أصبحت بأرقام خيالية والشركات الكبرى على عتبة الإفلاس لولا القوة السياسية للغرب، كما أن طباعة الدولار بدون تغطية ذهبية وبمبالغ خيالية ستكون له نتائج كارثية قريبا على تركيبة المنظومة الرأسمالية التي استفردت بحكم العالم بعد غياب شمس الخلافة.
والأحداث التي حصلت في مبنى الكونغرس من هجوم أنصار ترامب دليل واضح على تصدع النظام الديمقراطي الذي صدعوا رؤوسنا ورؤوس شعوبهم به وأمريكا قبل هذه الحادثة ليست كما بعدها.
كما صار واضحاً أن الشعب الأوربي قد فقد ثقته بهذا المبدأ المتعفن من الداخل ولعل جائحة كورونا هي التي كانت القشة التي فضحت عفونة هذا المبدأ، وكل هذا يعتبر مقدمة انهيار لهذا المبدأ وذاك النظام المنبثق عنه.
والنظام البديل هو النظام الإسلامي لأنه النظام الوحيد الذي يحقق الإستقرار والسعادة للبشر ويضمن حقوقهم ومصالحهم ويوافق فطرة الإنسان ويملأ القلب طمأنينة.
هذا من ناحية الواقع أما من ناحية البشريات فهي عندنا دين وعقيدة وقد وردت في ديننا الاسلامي بالقرآن والسنة؛ فلقد وعد الله المؤمنين بالاستخلاف بعد العمل الحثيث الرامي إلى تطبيق شرع ربنا حيث قال الله تعالى في كتابه الكريم: (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ۚ يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ۚ وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ).
فدولة الإسلام قادمة قريبا بإذن الله وستكون قوية منيعة قادرة على الصمود أمام أعتى أنظمة الكفر في العالم وستكون قائمة على نهج النبوة كما بشر بها المصطفى صلى الله عليه وسلم، وهذا قوله وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى فقد بشرنا سيدنا محمد بعودة الخلافة الراشدة الثانية بعد الحكم الجبري الذي يحكمنا في أيامنا هذه، فقد روى الإمام أحمد عن النعمان بن بشير رضي الله عنه أن حذيفة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (تكون فيكم النبوة ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء الله أن يرفعها،ثم تكون خلافة على منهاج النبوة فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون ملكًا عاضًا فيكون ما شاء الله أن يكون، ثم يرفعها إذا شاء الله أن يرفعها، ثم تكون ملكًا جبرية فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة، ثم سكت).
وقد بشر الرسول بفتح روما واسطنبول وقد تحققت بشرى فتح القسطنطينية على يد محمد الفاتح ولم تتحق بشرى فتح روما بعد، وهي ستفتح بإذن الله بعد قيام الخلافة الراشدة الثانية، روى الحاكم في المستدرك عن عبد الله بن عمرو قال:(بينما نحن حول رسول الله صلى الله عليه وسلم نكتب إذ سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي المدينتين تفتح أولا قسطنطينية أو رومية؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا بل مدينة هرقل أولا )ـ يعني القسطنطينية.
فالخلافة قادمة بإذن الله ولا شك في ذلك، فيا أبناء الأمة إن هذا الدين منصور بنا أو بدوننا فهبوا لنكون في السفينة ونعمل على إقامتها فننال عزَّ الدنيا وخير الآخرة نرضي ربنا ونرهب عدونا ونعيد أمجاد أمتنا الإسلامية، فالمطلوب اليوم الرجال الرجال للعمل على إقامة الخلافة ونصرة الدين وتحكيم شرع الله في الأرض.
=======
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية سوريا
حسام الإبراهيم
- التفاصيل

صرح الأستاذ أحمد عبد الوهاب رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير/ ولاية سوريا: من جديد قامت أمنية هيئة تحرير الشام بتاريخ 2/3/2021م، باعتقال ثلاثة من شباب حزب التحرير وهم: محمد أبو يزن من مدينة اللطامنة؛ وتم اعتقاله في مدينة سرمدا، والشابان رائد ديبو وسليمان سليمان من قرية السحارة؛ تم اعتقالهم على حاجز معراتة، على خلفية نشاطهم في الحملة العالمية التي أطلقها حزب التحرير بعنوان "أقيموها أيها المسلمون"؛ بمناسبة الذكرى المئوية لهدم الخلافة. وأضاف عبد الوهاب: إن شباب حزب التحرير يتقربون إلى الله عز وجل بالدعوة إلى تطبيق شرعه؛ عن طريق الدعوة إلى إقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، وأمنيات هيئة تحرير الشام وغيرها تتقرب إلى المجتمع الدولي باعتقالهم واعتقال كل من يخالف السياسة الدولية؛ لتبييض صفحتها وإثبات ولائها. متجاهلين يوماً تبيضّ فيه وجوه وتسود فيه وجوه ولن ينفعهم لثام ولا مال ولا سلطان. من جانبه قال الأستاذ ناصر شيخ عبد الحي عضو لجنة الاتصالات المركزية لحزب التحرير في ولاية سوريا: إن الحملة العالمية التي أطلقها حزب التحرير في الذكرى المئوية لجريمة هدم الخلافة، قد آذت الأنظمة والحكومات التي تحادد الله ورسوله. وما الاعتقالات التي تطال شباب الحزب في روسيا وبلاد آسيا الوسطى وتونس، وتركيا وأذنابها في شطري المحرر من سوريا إلا دليل على قوة أثر الدعوة إلى إقامة حكم الإسلام ودولته، وإلى جبن وضعف وإفلاس من يعلنون الحرب على الله ورسوله عبر اعتقال من يدعو لتحكيم شرعه عبر إقامة دولة الخلافة. وتابع: ألا فليعلم الطغاة الكبار وأذنابهم من الصغار أن الظلم والظالمين المسربلين بالخزي والعار إلى زوال، وأن هذه الاعتقالات لن تزيدنا إلا ثباتاً، ولن تثنينا عما أقسمنا أن نضحي لأجله بالمهج والأرواح؛ ألا وهو إسقاط أنظمة الكفر والجور وإقامة حكم الله في الأرض وأنوف أعداء الله راغمة، ﴿وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ﴾، وفي السياق ذاته نظمت حرائر قرية السحارة بريف حلب الغربي وقفة بعنوان: ما هي مشكلتكم يا هيئة تحرير الشام مع دعاة الخلافة حتى يعتقلوا؟! كما أصدرت حرائر السحارة بيانا، استنكرن فيه اعتقال هيئة تحرير الشام لأبنائهن.
جريدة الراية: https://bit.ly/3evX8sN
