press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

26022020thwaar

نشر موقع (سما الإخبارية، الثلاثاء، 24 جمادى الآخرة 1441هـ، 18/02/2020م) خبرا جاء فيه: "حذرت الأمم المتحدة ومنظمات إنسانية عدّة من تداعيات الوضع الكارثي في شمال غرب سوريا خصوصاً على الأطفال في منطقة تؤوي أساساً ثلاثة ملايين شخص نحو نصفهم من النازحين، وسط موجة نزوح ضخمة تنذر بكارثة إنسانية غير مسبوقة بعد فرار قرابة 900 ألف شخص في ظل ظروف إنسانية صعبة وبرد قارس.

قالت مسؤولة المفوضية الأممية لحقوق الإنسان ميشال باشليت، إن سوريا تشهد حاليا أكبر حركة نزوح منذ بداية الحرب، محمّلة النظام والأطراف الداعمة له، مسؤولية ذلك. وأضافت أن الوضع الإنساني في شمال غربي سوريا "يدعو للدهشة".

وأوضحت باشليت في بيان صادر عنها، أنه وبحسب معطيات الأمم المتحدة، فقد نزح 900 ألف مدني سوري منذ مطلع كانون الأول/ديسمبر 2019 وحتى الآن، 80 في المئة منهم من الأطفال والنساء، مبينة أنه أكبر حركة نزوح منذ عام 2011، بداية الحرب الداخلية في البلاد".

الراية: إنّ ما يجري ضد المسلمين على أرض الشام هو حرب صليبية كونية بكل ما تحمل الكلمة من معنى، ينفذها النظام السوري المجرم عميل أمريكا، والنظام الروسي الحاقد صنو أمريكا وحليفها ضد الإسلام، والنظامان الإيراني والتركي المجرمان الدائران في فلك أمريكا، ومن خلفهم جميعا أمريكا رأس الكفر والإجرام، ورأس الحربة في محاربة الإسلام والمسلمين، وهذه الأيام يبرز الدور الخبيث لتركيا أردوغان بشكل واضح جلي خاصة وأن الحديث يدور الآن عن مدينة إدلب والمنطقة المحاذية للحدود التركية، ولا شك أن الدور الأخطر والأخبث في تمكين النظام السوري المجرم من إحكام قبضته على هذه المناطق هو دور نظام تركيا أردوغان.

وما لم يدرك المقاتلون في الفصائل هذه الحقيقة المُرّة، ويأخذ المخلصون فيهم على أيدي قادتهم المفرّطين منهم ليعودوا إلى رشدهم، أو ينتزعوا القيادة منهم؛ فإن مأساة أهل الشام ستطول أكثر وتتعمق.

وفي السياق ذاته قال بيان صحفي أصدره الاثنين، 17 شباط/فبراير المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا: إن حكام تركيا لا يختلفون كثيراً عن قيادات الفصائل؛ فهم بدورهم لا يملكون قرارهم وإرادتهم إلا بالقدر الذي يسمح به أسيادهم، ولذلك يكثرون من اللقاءات والتنسيق والاتصالات مع النظامين الأمريكي والروسي وعلى كافة المستويات. وأوضح البيان: إن ما يسمى الحل السياسي الأمريكي هو ما يسعى الغرب الكافر لتطبيقه وفرضه على أهل الشام بالقوة، وهو بلا شك لا يقل خطورة عن الحسم العسكري فالمضمون واحد وإن اختلفت الأشكال، وختم البيان مبشرا أهل الشام: إن هناك من يصل ليله بنهاره لكي تصلح الثورة مسارها، لإنهاء الحكم الجبري والانتقال إلى الخلافة الراشدة على منهاج النبوة التي بشر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإياكم أن تثقوا بأعداء الله من الدول العميلة المجرمة؛ واعلموا أن خلاص المسلمين الوحيد هو بالعمل الجاد والمخلص مع العاملين لإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، والعاقبة للمتقين.

26022020tastanfer

 

قامت أمنية هيئة تحرير الشام في 18 شباط/فبراير باعتقال ماهر شيخ والي "أبو فاضل" أحد شباب حزب التحرير من أهالي قرية الكستن وهو عائد في طريقه إلى القرية وفق ما أفاد به الأستاذ أحمد عبد الوهاب رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية سوريا، وأضاف عبد الوهاب في ما نشره على قناته في موقع تلغرام: أن أمنيات هيئة تحرير الشام لا تزال تمارس سياسات القمع والتنكيل ضد شباب حزب التحرير وكل من ينطق بكلمة الحق؛ دون حياء من الله ولا خجل، متجاهلة ما تتعرض له المناطق المحررة من هجمة شرسة من عصابات أسد، فبدل أن تستنفر طاقاتها ضد طاغية الشام؛ نجدها تستنفر طاقاتها ضد أصحاب كلمة الحق، ولفت عبد الوهاب: أن الشاب ماهر مصاب بإعاقة دائمة نتيجة إصابته في المعارك في منطقة الكبينة من الطيران الروسي المجرم. والجدير بالذكر أنه لا يزال شباب حزب التحرير في سجون هيئة تحرير الشام منذ أكثر من سبعة أشهر.

وختم عبد الوهاب متسائلا: إلى متى ستبقى أمنيات الهيئة تمارس سياسة القمع والطغيان والبغي والعدوان؛ أليس فيهم رجل رشيد يضع حدا لهذه المهازل؟!

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بابانِ مُعجَّلانِ عُقوبتُهما في الدنيا: البَغْيُ، والعقُوقُ».


https://bit.ly/2TiVnCO :المصدر 

522020raya3

 

انتشرت دعوات للتظاهر في مناطق الشمال السوري المحرر للمطالبة بإسقاط المنظومة الفصائلية من جذورها، وتشكيل كتائب ثورية لاستعادة قرار الثورة من جديد. حيث خرجت مظاهرة حاشدة في بلدة كللي شمال إدلب طالبت بإسقاط المنظومة الفصائلية بكل أشكالها، وتشكيل كتائب مستقلة. هذا وحذر الأستاذ أحمد عبد الوهاب رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير/ ولاية سوريا: من التشكيلات الرديفة للمنظومة الفصائلية المرتبطة، فالرديف للمرتبط مرتبط، وما تشكلت هذه المجموعات الرديفة إلا لاحتواء الشباب الغاضب والمندفع؛ وذلك لضمان عدم خروجهم عن خط السير المرسوم من الدول الداعمة.

 

جريدة الراية: https://bit.ly/2GXLWD0

 

 

19022020saia7sum

 

إن المتتبع لخط السير الذي تتقدم به قوات طاغية الشام ومليشياته المدعومة من الطيران الروسي المجرم؛ يرى بوضوح أنها تسير مع مسار الطرق الدولية حلب دمشق، حلب اللاذقية "M4،M5" هذه الطرق التي اتفق على فتحها في مؤتمر سوتشي 2018م، فبعد أن سيطر طاغية الشام على مدينة خان شيخون الواقعة على الطريق الدولي حلب دمشق "M5" أخذ يتمدد شمالا باتجاه ريف مدينة معرة النعمان الشرقي ثم غربا باتجاه مدينة معرة النعمان الواقعة أيضا على طريق حلب دمشق "M5" ثم شمالا باتجاه مدينة سراقب وريفها الشرقي الواقعة على عقدة الطرق حلب دمشق، حلب اللاذقية "M4،M5" وصولا إلى قرية العيس في ريف حلب الجنوبي؛ ليسيطر بشكل كامل على الطريق الدولي حلب دمشق، وفي المقابل أخذ يتمدد باتجاه طريق حلب اللاذقية "M4" سيطر به على قرية النيرب وذلك قبل عدة أيام.

ومع كل تقدم لقوات طاغية الشام نلاحظ دخول أرتال عسكرية كبيرة للنظام التركي وبشكل يومي، تتمركز هذه الأرتال على طول خط التماس مع قوات طاغية الشام، والعديد منها أصبح داخل المناطق التي سيطر عليها طاغية الشام؛ ابتداء من نقطة مدينة مورك الواقعة على طريق حلب دمشق، وليس انتهاء بالنقاط التركية حول مدينة سراقب، وكل هذا يجري بتنسيق كامل مع النظام الروسي المجرم، "روسيا تنسق بشكل وثيق مع تركيا وإيران من أجل تحقيق الأمن والاستقرار في إدلب" (الخارجية الروسية).

يتبع طاغية الشام ومليشياته المدعومة من طيران المجرم الروسي في تقدمه سياسة الأرض المحروقة؛ وذلك عن طريق القصف العنيف والمركز من أسراب الطيران الحربي والمروحي؛ مع راجمات الصواريخ والمدفعية، وذلك لسببين:

الأول هو للتغطية على عجز نظام طاغية الشام وضعفه، والسبب الثاني هو لإيجاد مبرر لقيادات الفصائل للانسحاب السريع من المناطق المستهدفة؛ وذلك للتغطية على تنفيذها العملي لسياسات ما يسمى "الدول الداعمة" لكي تحفظ ما تبقى من ماء وجهها إن بقي في وجهها ماء، فما يسمى "بالدول الداعمة" حريصة كل الحرص على بقاء المنظومة الفصائلية أكثر من حرصها على أي شيء آخر، وأكثر ما تخشاه هذه الدول أن تنقلب حاضنة الثورة على المنظومة الفصائلية المرتبطة؛ ويخرج المجاهدون المخلصون من تحت عباءتها ليعلنوا فك ارتباطهم بأية دولة، وما حصل في كفر تخاريم من تدخل النظام التركي بعد أن تمددت المظاهرات المناوئة لتصرفات هيئة تحرير الشام القمعية خير شاهد على ذلك، وما الأعمال العسكرية الشكلية التي تقوم بها قيادات الفصائل واستنفارها لفرقة الطبالة لامتصاص غضب الشارع ونقمته إلا دليل على ذلك، فبدون المنظومة الفصائلية لا تستطيع "الدول الداعمة" تنفيذ شيء من بنود سوتشي أو غيره، ولا تستطيع مخابرات "الدول الداعمة" إلزام الفصائل بسياسة المحور الواحد؛ أو كبح جماح المجاهدين المخلصين عن جبهة الساحل، فالمنظومة الفصائلية هي الأداة الفعلية للتنفيذ؛ وهي العصا التي تستخدمها مخابرات الدول لقمع معارضيها وكل من يقف ضد سياساتها.

ومع هذا الواقع المؤلم تراود الناس تساؤلات عديدة أهمها، هل سيتم حسم ملف الثورة السورية عسكريا؟ وما هو الحل لهذا الواقع الأليم الذي وضعت قيادات الفصائل الثورة السورية فيه؟

بداية يجب أن يدرك الجميع أن أمريكا لن تسمح لروسيا بإنهاء ملف الثورة السورية عسكريا؛ فهذا يعتبر نصرا لروسيا ومكسبا كبيرا لها، ومعلوم للجميع أن دخول روسيا على خط المؤامرة على ثورة الشام عام 2015م كان بضوء أخضر أمريكي، بالإضافة إلى تأكيد أمريكا منذ بداية الثورة على أن الحل في سوريا هو حل سياسي ضمن إطار الأمم المتحدة ومقرراتها، ولكن هذا لا يعني أن الحل السياسي هو أقل كارثية على ثورة الشام من الحسم العسكري؛ فالحل السياسي كما قلنا سابقا؛ هو عبارة عن تسوية مع النظام أو استسلام له؛ ولكن هذه المرة بدون باصات خضر، فالاختلاف هو في الشكل فقط؛ أما المضمون فالمجتمع الدولي متفق على إعادة أهل الشام إلى حظيرة عميله طاغية الشام، وإعادتهم إلى قفص العبودية من جديد، وهذا يقودنا إلى البحث عن حلول خارج مكر المجتمع الدولي والمنظومة الفصائلية المرتبطة به، فكان لزاما على كل من يريد العمل الجاد لاستعادة زمام المبادرة والحفاظ على تضحيات أهل الشام أن يفكر خارج صندوق المجتمع الدولي الأسود؛ وأن يخرج من تحت عباءة المنظومة الفصائلية المرتبطة به، ليجمع نفسه مع باقي إخوانه تحت قيادة عسكرية مخلصة غير مرتبطة إلا بحبل الله المتين؛ تتبنى مشروعا سياسيا واضحا تكون العقيدة الإسلامية أساسا له؛ وقيادة سياسيىة واعية ومخلصة؛ تحفظ الجهود وتقي من المؤامرات والتسلق؛ وتحافظ على خط السير من الانحراف، فمعركة المسلمين هي معركة إيمان وكفر؛ وقضيتهم المصيرية التي يجب أن يتخذ حيالها إجراء الحياة أو الموت هي الإسلام متجسدا في دولة تطبقه عمليا على الأرض، وتنهي معاناة المسلمين المستمرة، فلا بد أن ننطلق من هذا المنطلق؛ ولا بد أن نبني أعمالنا على هذا الأساس حتى نستحق نصر الله وتأييده،

قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾.

 

 

بقلم: الأستاذ أحمد عبد الوهاب

رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا

 

جريدة الراية: https://bit.ly/39PpuIR

522020raya2

 

عُقد مؤتمر طهران تحت مسمى القمة الثلاثية في 7 أيلول/سبتمبر 2018، وركّز فيها المجرمون الثلاثة على مستجدات الأوضاع في "مناطق خفض التصعيد" بمحافظة إدلب، مبرمين في نهاية المؤتمر بنودا كان من أهمها؛ "عزمهم مواصلة التعاون من أجل القضاء في نهاية المطاف على تنظيم (داعش) الإرهابي وجبهة النصرة وجميع الأفراد والجماعات والمشروعات والهيئات الأخرى المرتبطة بالقاعدة"، كما أقروا "بأنه لا يمكن أن يكون هناك حل عسكري للصراع السوري، وأنه لا يمكن أن ينتهي إلا من خلال عملية سياسية متفاوض عليها. وأكدوا من جديد عزمهم على مواصلة التعاون النشط من أجل دفع العملية السياسية بالتوافق مع قرارات مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي، وقرار مجلس الأمن رقم 2254".

وخلص المؤتمر عن تصعيد من الدب الروسي بشكل غير مسبوق ومركز لم يكن إلا مساعدة لتركيا لأن تحرك رجالاتها كي تأخذ الشرعية بأن تصبح صاحب الصلاحية المطلقة بإنهاء الثورة السورية، وكان لها ذلك بأن خرجت مظاهرات رافعة الأعلام التركية طالبت تركيا بالتدخل كضامن وصديق للثورة؛ وبذلك تحققت مقاصد مؤتمر طهران. فبعد عشرة أيام، التقى أردوغان وبوتين في سوتشي، وتوصلا إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإنشاء منطقة منزوعة السلاح في إدلب بين قوات النظام وفصائل المعارضة المعتدلة.

تعود جذور كل ما سبق لمؤتمرات عُقدت ومهدت لذلك بدأت في شهر أيار عام 2017 حيث اتفق المجتمعون في حينها على اتفاق يتضمن خفض التصعيد في إدلب وعملية عسكرية مشتركة تستهدف كل من يحمل الفكر المتطرف من وجهة نظر المجتمعين، بالإضافة لإقامة منطقة آمنة يشرف عليها الجيش التركي مع فصائل المعارضة المدعومة منه، بالإضافة لملف ثالث متعلق بتشكيل لجنة صياغة الدستور. تلا ذلك المؤتمر مؤتمران، سارا على نفس ما قد سبق من بنود، وعُقدا في أنقرة وطهران على التوالي في نيسان وأيلول 2018.

يمكن القول إن سوتشي كان نتيجة حتمية لما تم البدء به عام 2017 وأن بنوده كان تنفيذها بناء على مقررات طهران 2018 القاضي باستخدام القوى الغاشمة كي يتم تحصيل المطالب التي تم الاتفاق عليها. وليس اجتماع كل من وزيري دفاع تركيا وروسيا خلوصي أكار وسيرغي شويغو، في أنقرة بعد عقد سوتشي بأيام إلا لرسم مخطط التنفيذ المتفق عليه بين الضامنين وتحريك البيادق بحسب المطلوب.

لم يكن ليحصل ذلك كله في ظل توزع مناطق السيطرة على المحرر، فكان لا بد من قوى واحدة تبسط سيطرتها على كافة المناطق وتبتلع ما هو موجود من فصائل، ليس من باب منع تشتت المحرر ودمجه تحت قيادة واحدة ومن باب رص الصفوف - وهذا ما عمل على الترويج له المطبلون والمرقعون وزبانية الفصائل والقادة -، بل لتكون أوامر التنفيذ محددة وموجهة وكي لا يحصل أي تشويش تجاه ما تم الاتفاق عليه؛ فابتلعت هيئة تحرير الشام كل الفصائل الموجودة في المناطق المتفق أن تكون ضمن دائرة مناطق خفض التصعيد والمنزوعة السلاح التي يجب أن تُشرف عليها تركيا هي وفصائلها المدعومة منها، من مناطق ريف حماة الشمالي وإدلب الجنوبي والشرقي وكذلك ريف حلب الغربي.

إن ما يحدث الساعة في آخر معقل من معاقل ثورة الشام المباركة كانت بدايته منذ لحظة إعلانها، حيث سرعان ما بدأ الغرب أعماله الخبيثة لإنهائها؛ نعم هو همّ بأن ينهيها منذ بدايتها ولكنه لم يكن ليبدأ في ذلك قبل توفر الأدوات المناسبة لذلك، فكانت البداية الحقيقة عند دخوله بشكل داعم وممول ومساعد، ووقوف الناس موقف المتفرج لما يحصل، ومن حينه بدأ العد التنازلي فكان سقوط المناطق وإرجاعها لحضن أسد شيئاً طبيعياً نتيجة انقياد المرتبطين بحبالهم من قادة وفصائل وشخصيات. وهذا ما تولى كبره دي ميستورا من خلال خطته المسماة مناطق خفض التصعيد. واليوم يعتبر المحرر تحت المجهر بعد مؤتمر طهران.

فليس ما يحصل من تضييق على الناس وتهجير ممنهج لهم من الفصائل بخيانتها والحكومات بانفصالها عن الواقع وسيرها على خطا مثيلاتها في أنظمة الحكم الجبري، بالإضافة لتوهان البوصلة عند كثير من المفاصل على الأرض وغيره، إلا بعد تخطيط كبّار دبر بليل في دور ندوة حقيرة، في مشهد يشابه ما حصل بالأمس القريب في درعا، فلسان حال الناس يقول حينها إن يوم الحشر قد تم، وإن الحساب قد اقترب، وفعلياً قولهم حق ونظرتهم كذلك ولكن ليس حساب آخرة بل زجرة دنيا علّنا نعود إلى الله، فليس ما حصل حينها إلا نتيجة غفلة عن سلطانٍ سرقته الفصائل وغياب قاعدة المحاسبة وغشاوة عن ثوابت تسير عليها الثورة، يضاف لذلك مصادرة القرار السياسي للثورة من الخارج.

ما يحدث الساعة في المحرر يشابه ما حصل فيما مضى في سياسة دفع الناس لطلب الخلاص من هذا الواقع المرير الذي صُنع لهم.

ولكن رغم كل ذلك فإن الحل في متناول اليد، وليس الحال اليوم بأفظع مما كان عليه عند تسلط نظام أسد ما قبل آذار لعام 2011، ورغم ذلك خرج الناس وكسروا قيود عبوديتهم وتسلط النظام الجبري عليهم...

تُعتبر القاعدة الشعبية بيضة القبان في كل الأعمال، وليس السحق الممنهج لها إلا لإدراك المتآمرين ذلك، وعليه فقد وجب على هذه الحاضنة أن تعود من جديد وأن تُجدد العهد مرة أخرى فتتحرك كما في بداية الثورة وتُسقط المنظومة الفصائلية كما أسقطت المؤسسة العسكرية، وتُسقط قيادة هذه المنظومة كما أسقطت قيادة المؤسسة العسكرية، وأن تتسلح فيما يحصنها ويمنع وقوعها في المطبات السابقة نفسها، فلا يُسمح بارتباط لا داخلي ولا خارجي مهما قل، ولا قرار سياسي للثورة سوى القرار الداخلي النابع من عقيدة الناس ومعتقداتهم، ولا فصائلية مقيتة ولا عصمة لأحد إلا ما عصمته الثورة فقط، فلا نجاة إلا بتخطي أخطاء الماضي ولا فلاح إلا بتأسيس الثورة بثوابت لها مرضية لله ولرسوله ومحققة رضوانه.

فعلى المحرر الساعة أن يسير بعيداً على الفصائل وقرارها المصادَر، وأن يخلع هذه العباءة التي أنهكت كتف الثورة بالتبعية.

إن نصر الله بيد الله سبحانه والذي لن يكون إلا بناء على رضوانه سبحانه، فلا تبتئسوا من مكر الظالمين وإن علا، ﴿فَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ﴾.

 

بقلم: الأستاذ عبدو الدّلي أبو المنذر

 

جريدة الراية: https://bit.ly/2RXJyTe