- التفاصيل
دائماً ما تصرح أمريكا بأن الحل في ليبيا يجب أن يكون سياسياً ويجب وضع حدٍ للعنف ولإطلاق النار كما صرح بومبيو في أواخر السنة الماضي (بومبيو: الحل الوحيد في ليبيا سياسي ونقرُّ بأهمية وضع حد للعنف ولإطلاق النار في ليبيا) (القدس العربي 2/10/2019م).
إن المتتبع للتصريحات الأمريكية المعسولة يرى أنها لا تشجع على العنف بل على العكس فهي تدعو لوقف إطلاق النار وحل المشاكل عن طريق المفاوضات بالحل السياسي، فهي تسعى لوقف شلال الدم كما سعت لإيقافه في الشام على حد زعمها.
أيها الأهل في ليبيا لقد صدعت أمريكا رؤوسنا بالحل السياسي الذي دعت لتطبيقه في الشام وها هي الآن تدعو لتطبيقه في ليبيا، فما هو الحل السياسي الذي سعت لتطبيقه في الشام، وما هي الخطوات التي اتبعتها؟ وسنعرض لكم خطواته وبنوده لعلكم تأخذون من أهل الشام عبرة فلا تنخدعوا بهذه الألاعيب...
ففي الشام قامت ثورة عارمة على نظام الإجرام فأضحى النظام هو الجهة الأضعف بين طرفي النزاع فاستنفرت أمريكا لحماية عميلها وذلك بمحاولة السيطرة على طرفي النزاع، فأوعزت لأزلامها في إيران وحزبها اللبناني ليساندوا النظام فلم يفوا بالغرض فأتت بروسيا. وهكذا عملت أمريكا على عدم انهيار النظام بشكل مفاجئ، وهذا ما صرح به حزب إيران وإيران وروسيا. أما الطرف الآخر فهم المجاهدون وهم الجهة الأصعب في الضبط والتوجيه، وهذا ما تطلب جهداً كبيراً من أمريكا فاستعملت معهم أسلوب الترغيب والترهيب. أما الترهيب فقد كان من نظام بشار ومن المجتمع الدولي كالتهديد بالوضع على لائحة الإرهاب وغيرها. وأما الترغيب فقد كان عن طريق القوة الناعمة التي عملت على اختراق المجاهدين، وقد أوكل هذا الدور لما يسمى "أصدقاء الشعب السوري"، والأدوار الأساسية كانت لتركيا في الشمال والأردن في الجنوب وكانت الغوطة من نصيب السعودية، وجميعها جاءت بصفة المحب للمجاهدين المبغض لنظام الإجرام زوراً وبهتاناً.
وفعلاً استطاعت أمريكا ربط الفصائل وسلبت قرارها وصاغت أسس الحل السياسي في جنيف وأرست قواعده وبدأت بالعمل له، وكل المؤتمرات التي انعقدت حول ثورة الشام كانت مرجعيِّتها مؤتمر جنيف الذي وضع قواعد الحل السياسي.
وسنسرد أهم ثلاثة بنود لهذا الحل السياسي ولن نغوص في التفاصيل التي وضعت لخداع أهل الشام:
البند الأول: المحافظة على وحدة الأراضي السورية.
البند الثاني: المحافظة على أجهزة الدولة.
البند الثالث: إنشاء هيئة حكم انتقالية كاملة الصلاحيات.
فللوهلة الأولى يمكن أن ترى أن هذه البنود هي لصالح الثورة والجهاد، ولكن اسمحوا لي أن أنظر نظرة فاحصةً عميقة تخرج نوايا المجتمع الدولي الحقيقية؛
فالمحافظة على وحدة الأراضي السورية لا تعني الحرص على عدم التشرذم أبداً بل تعني إعادة كامل المناطق التي خرجت عن بيت الطاعة وإعادتها للحكم العلماني وعدم السماح لأي جهة كانت باقتطاع جزءٍ منها مهما كان مشروعها.
أما البند الثاني فهو المحافظة على أجهزة الدولة، وهنا لا يقصد فيها المؤسسات الخدمية كمؤسسة الماء أو الكهرباء طبعاً، فحتى أشباه الدول تملك أجهزةً خدمية، ولكن المقصود هنا هو المحافظة على الأجهزة التي حكم من خلالها أسد أهل الشام وهي الجيش والأمن، هذا الجيش الذي تشرّب كره الإسلام وتربى على ذبح المسلمين بعد أن تمت تنقيته من جميع المخلصين بانشقاقهم أول الثورة، وأما جهاز الأمن فهو الجهاز الذي ضمن بقاء حكم المجرم الأب أسد والذي رسّخ لحكم ابنه من بعده، هذا الجهاز الذي أذاق المسلمين شتى أنواع العذاب. هذه الأجهزة التي كان اقتلاعها هو أحد الأهداف الأولى للثورة المباركة يعود المجتمع الدولي للدعوة للمحافظة عليها وتثبيتها من جديد بتعبيرات براقة وأساليب ملتوية لخداع الناس وإعادتهم لما كانوا عليه.
أما البند الثالث فهو مربط الفرس والغاية التي تطمح أمريكا والمجتمع الدولي من ورائها للوصول إليها وهي تاج الحل السياسي الذي عملت أمريكا لتهيئته وتهيئة رجالاته وأجوائه، وكذا تسعى له في ليبيا أيضاً. إن إنشاء هذه الهيئة قد تتطلب من أمريكا تهيئة طرفي النزاع؛ فأما الطرف الأول فهو مضمون السلوك والتبعية وهو نظام المجرم أسد، وأما الطرف الثاني فهم الثوار الذين ثاروا على الظلم والطغيان وهم في جموحٍ كالأسد الجريح فوجب على أمريكا تطويع هذا الأسد لإعادته لقفص المجتمع الدولي، فاعتمدت أمريكا في تطويع الثوار على سياسة العصا والجزرة؛ فمن جانب سلطت عليهم إيران وحزبها والروس حتى يبطشوا ما استطاعوا بأهل الشام، ومن جانب آخر أرسلت أمريكا القوة الناعمة التي لعبت دور الناصح الأمين للثوار وتغلغلت فيهم حتى تمكنت منهم، وقد استخدمت لهذا الدور كلاً من السعودية والأردن وتركيا بشكل رئيسي فكان لكلٍ منها دورٌ معين؛ فكانت مهمة الأردن اختراق ثوار درعا الذين قالت لهم في آخر المطاف نحن لن ندافع عن أحد، أما السعودية فقد كان عملها في الغوطة وقد نجحت بكبح جماح المجاهدين عن طريق اختراقها للفصائل وترتيب أوراق الغوطة حتى أصبحت الفصائل هناك تستعرض قواها بعرض عسكري لا يبعد عن القصر الجمهوري سوى بضعة كيلومترات فصمتت بنادق المجاهدين وتم تكبيلها بالمال السياسي القذر وبالقيادات المتاجرة الخائنة التي لم تجلب للثورة إلا الذل والهوان. وأما الشمال المحرر فقد كان من نصيب المخادع أردوغان الذي ظهر بصورة الصديق للشعب السوري والذي صدَّع رؤوسنا بتصريحاته الكاذبة كقوله "لن نسمح بحماة ثانية" و"حلب خط أحمر" و"سنعيد المهجرين لما بعد مورك"... وغيرها من التصريحات، طبعا يرافق الدور التركي فرقة ترقيع محترفة عملها الترقيع للدور التركي والفصائل المرتبطة به... ولا يخلو الأمر من بعض علماء السلاطين الذين ألقمتهم الفصائل المرتبطة بعض الدراهم ليكونوا طبولاً تقرع حين اللزوم! وقد نجح أردوغان أيضاً باختراق الفصائل عن طريق المال وبعض القيادات الرخيصة حتى أصبحت الفصائل لا تعصي أمراً للسيد التركي مهما كان هذا الأمر، حتى ولو كان تسليماً للمناطق التي حُررت بالدماء...
والآن بقيت العثرة الوحيدة التي تعمل أمريكا على تذليلها وهي النفَس الثوري وروح التغيير الذي لا زال موجوداً عند الحاضنة الشعبية وما تبقى من البقية الباقية المخلصة من المقاتلين، وهذا يحتاج ضغطاً كبيراً، فأوكلت هذه المهمة للحكومات التي شكلتها الفصائل، والمهمة الوحيدة لهذه الحكومات هي فرض الضرائب والتضييق على المسلمين في جميع جوانب حياتهم، وفعلا لا تزال حكومة الإنقاذ وأختها المؤقتة يعيشون على أقوات الناس ويسعون في الأرض الفساد حتى يصلوا بالناس لمرحلة اليأس، ولن يصلوا بإذن الله. ولا ننسى سياسة القضم التي اتبعها النظام والتي زادت من معاناة أهل الشام جراء النزوح والقتل والتهجير الممنهج، وكل هذا لتعود بأهل الشام للمربع الأول ليقبلوا بالحل السياسي الذي تصوغه أمريكا وأزلامها ليتناسب مع مصالحها فتستبدل عميلاً بعميل كما التفّت على ثورات الأمة من قبل...
هذا هو الحل السياسي الذي تسعى له أمريكا وهو إعادة إنتاج النظام ولكن بوجوه جديدة.
أما البنود الأخرى مثل إطلاق سراح المعتقلين وإعادة الإعمار ورفع العقوبات فهي كمساحيق التجميل التي توضع على وجه العجوز الشمطاء لتعيد لها صِباها!
فهل عرفتم أيها الأهل في ليبيا ما هو مفهوم الحل السياسي الذي تسعى له أمريكا في ليبيا أيضاً؟ وها هو أردوغان قد بدأ باختراق حكومة الوفاق بدعمها بالمال والمرتزقة حتى يسيطر على قرارها ويقودها للحل السياسي الذي يدعون له، وسيخرج عليكم السيسي ليعرض عليكم مبادرات وبادرات هدفها تغلغل النفوذ الأمريكي في ليبيا وقطع أيدي أوروبا من المنطقة، فاحذروا يا أهلنا في ليبيا من ألاعيب الغرب الكافر وأساليبه.
وإلى أهلنا في الشام نقول: أما آن الأوان لتنفضوا عنكم غبار الذل التركي، وقد آن الأوان لتبصروا أمريكا وحلها السياسي على حقيقته. وإلى المخلصين المجاهدين: انفضّوا عن المنظومة الفصائلية التي نخرها المال السياسي القذر حتى النخاع وانتقوا لأنفسكم قيادة عسكرية ترضونها تتقي الله في الدماء والتضحيات، ولتتخذوا قيادة سياسية واعية تحمل مشروع الإسلام العظيم؛ مشروع الخلافة الراشدة على منهاج النبوة... وقد قدم حزب التحرير نفسه وقدم مشروعه وقد نصح لكم ولا يزال كذلك، فالتفوا حوله واتخذوه قيادة لكم حتى تُعِدُّوا العدة لإسقاط نظام الإجرام وإقامة حكم الإسلام وما ذلك على الله بعزيز، فالنصر من عند الله وحده فتوكلوا على الله فهو حسبكم ونعم الوكيل ﴿إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾.
بقلم: الأستاذ مصطفى رضوان
جريدة الراية: https://bit.ly/31vjEve
- التفاصيل
في تغريدة على تويتر قالت السفارة الأمريكية بدمشق، إن استراتيجية الخروج الوحيدة المتاحة للنظام السوري هي قرار مجلس الأمن 2254. وأضافت أنه يجب على النظام اتخاذ خطوات لا رجعة فيها لتنفيذ حل سياسي يحترم حقوق وإرادة الشعب السوري، أو يواجه المزيد من العقوبات والعزلة، وأضافت السفارة: كما قال السفير جيفري مراراً وتكراراً، إن بشار أسد ونظامه مسؤولون مباشرة عن الانهيار الاقتصادي في سوريا.
الراية: ليس بعد هذا وضوح يبين سعي أمريكا الدؤوب لحماية نظام الطاغية أسد ومدّه بأسباب الحياة وإنقاذه من مآزقه، وضمان استمرار مؤسساته القمعية؛ الأمنية والعسكرية، جاثمة على صدور الناس بعد تضحيات مليوني شهيد. فما القرار 2254 والحل السياسي برمته سوى مقدمة لتثبيت أركان نظام الإجرام، سواء أبقي رأسه أو رحل، وبدء فعلي بإعادة أهل الشام الثائرين إلى حظيرة الطغيان من جديد. من أجل ذلك كله لا بد من التأكيد على استمرار الثورة لإسقاط النظام بكافة أركانه ورموزه وتخليص الناس من شروره، لأن أنصاف الثورات قاتلة.
جريدة الراية: https://bit.ly/2NrovW8
- التفاصيل
منذ قرن من الزمان وبعد هدم دولة الخلافة والعالم يعيش عصر التوحش الرأسمالي الجائر الذي تفرد في حكم العالم قبيل نهاية القرن الماضي وخاصة بعد انهيار المنظومة الشيوعية التي شاركته الإجرام.
وقد فرض هذا الغول المتوحش على العالم مبدأه وقيمه التي أرهقت الناس وأذاقتهم الويلات؛ ويلات حربين عالميتين أَزهقتا أرواح ملايين البشر ودمرتا البلاد، ولا يكاد يخلو عقد من الزمن إلا وفيه حرب مدمرة يشرّد نتيجتها شعب من شعوب الأرض وتزهق آلاف النفوس.
ولم تكن الأمة الإسلامية في معزل عن هذا، فبعد هدم خلافتها أصبحت مستباحة أمام هذا الغول المتوحش، الذي غزاها في عقر دارها ونهب خيراتها وقتّل أبناءها وشرّد أهلها ودنّس عرضها وأرضها، فضلاً عن تنصيب حكام عملاء أكملوا مهمته القذرة، وذلك عندما تظاهر المجرمون بالانسحاب من بلادنا بعد أن قسموها لكانتونات أسموها دولاً وفي الحقيقة ما هي إلا مزارع لهم.
لقد عاش العالم ومنه الأمة الإسلامية على زيف الشعارات التي أصبح ذكرها يزكم الأنوف، بعدما ظهرت حقيقتها ليس للمسلمين فحسب، بل وللعالم أجمع، فقد رأينا الانهيارات الاقتصادية الفادحة منذ ما يزيد عن عقد من الزمان، كما ورأينا انتفاضة الناس ضد مركز حيتان المال في وول ستريت عندما رفعوا شعار "الشعب يريد إسقاط وول ستريت"، وكذلك رأينا انتفاضة فرنسا فيما سمي بثورة "السترات الصفراء" مطالبة بالتغيير والإصلاح، بعدما تحولت المجتمعات الغربية إلى مجتمعات متوحشة بربرية، يأكل فيها القويُ الضعيف، وتسود فيها شريعة فاسدة مفسدة أنهكت البشر والحجر...
ومع مرور عقد من الزمن على ثورات الأمة فيما سمي "بالربيع العربي" نشهد في هذه الأيام انتفاضة عارمة في مدن وولايات متعددة في رأس الكفر أمريكا، رفعت شعار "لا أستطيع التنفس" وطالبت بالعدالة والتغيير، هذه المظاهرات التي اندلعت على إثر مقتل رجل أمريكي أسود تحت ركبة رجل شرطة أبيض، رغم مناشدات الناس الذين حوله.
هذا المشهد كشف زيف الشعارات التي تشدق بها أتباع هذه الحضارة الظالمة ودعاتها، بل وأسقطها في عقر دارها، أسقطها في نفوس الناس، وأدرك الناس بطلانها وزيفها فثاروا يريدون التغيير وينشدون العدالة والكرامة.
ولكننا رأينا كيف تصرفت الحكومة الأمريكية، حيث نشرت المدرعات والمصفحات وقوات الجيش في الشوارع وحول البيت الأبيض، مرسلة برسالة فحواها أن ديدن الطغاة واحد لا يختلف، وأن من يتحكم برأس الكفر هو كبيرهم الذي علمهم كيف تقمع الشعوب.
والسؤال الذي يبرز جليا هنا هو: ما البديل الحضاري للرأسمالية المتوحشة التي ظهر زيف شعاراتها البراقة حتى بين شعوبها؟ ما هو البديل الذي ينقذ البشرية من براثن الرأسمالية ويحقق للبشرية العدالة التي تنشدها والعيش الكريم بعيداً عن كل أنواع التمييز الذي أرهقها؟
إن الأمة الإسلامية هي وحدها التي تملك هذا البديل وتملك أسباب نجاحه. فهي تملك المشروع الحضاري الرباني الذي يحل العقدة الكبرى عند الإنسان حلا صحيحا وينظم علاقاته جميعها، بنظام تطبقه دولة ليكون مجسدا في واقع الحياة، وهذا ما يعمل له حزب التحرير، لينقذ أمته والبشرية جمعاء من شرور الرأسمالية.
إن مشروع الخلافة ليس مشروعاً نظرياً، يقبع في بطون الكتب، بل هو امتداد للدولة التي أسسها رسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة منذ أربعة عشر قرناً، والتي حكمت العالم لقرون عديدة وكانت لها كلمة الفصل في العلاقات الدولية لقرون عدة كذلك.
والآن ومع انكشاف زيف النظام الرأسمالي الذي يتحكم بالعالم ويتشدق بالديمقراطية وحقوق الإنسان، وسقوطه في عقر داره في نفوس أبنائه، وجب على المسلمين جميعاً أن يلتفوا حول مشروع نهضتهم، ويتوحدوا على العمل لتطبيقه، ويأخذوا على يد كل من يحاول أن يحرفهم عنه.
وعليهم أن يحذروا الحل السياسي الذي تريد رأس الكفر أمريكا فرضه للقضاء على ثورة الشام فهو سيضغط على أعناقنا ليقطع أنفاسنا ويقضي علينا، كما حصل للمتظاهر الأسود، وهو سم قاتل يتخفى ببراقع الإنسانية، لذلك علينا أن نرفضه ونعمل جاهدين لإسقاطه وإسقاط كل من يدعو له.
ولنتذكر جميعاً أن خلاصنا وفوزنا ونجاتنا في العمل من أجل تطبيق المشروع الحضاري الذي ارتضاه لنا ربنا سبحانه وطبقه رسولنا صلى الله عليه وسلم فهو الذي ينقذنا وينقذ البشرية.
ولنثق بوعد الله سبحانه وبشرى رسوله صلى الله عليه وسلم، وأنه آن أوان دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، وأن "يوم بعاث" قد هيأ الظروف لإقامتها وأن يوم الفرقان لا بد آت، فعليكم مسؤولية إقامتها لتنالوا شرف ذلك، وليكن على أيديكم خلاص البشرية جمعاء من ذلك الغول المتوحش الذي بدأ نجمه بالأفول.
يقول الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾ [سورة الأنفال: 24]
كتبه: الدكتور محمد الحوراني
جريدة الراية: https://bit.ly/3hD3h5x
- التفاصيل
عندما انطلقت ثورة الشام المباركة وبدأت تتلمس طريقها بالوصول إلى غايتها بإسقاط النظام وتحكيم الإسلام، حاولت أن تجرب كل الطرق فنادت المجتمع الدولي الذي كان يرى ويشاهد قتل أهل الشام بالأسلحة التي تسمى كذبا بالأسلحة المحرمة دوليا ومنها الكيماوي، فاكتشف أهل الشام كذبة المجتمع الدولي وأعلنوا في إحدى جمعهم أن المجتمع الدولي شريك في قتلنا.
ثم راحوا ينادون الدول بالتدخل وفرض حظر طيران أو تزويد المجاهدين بمضاد الطيران أو إنشاء منطقة آمنة، لكن كل ذلك لم يلق من تلك الدول آذانا صاغية.
فأدرك أهل الشام أنهم وحيدون في مواجهة العالم ورفعوا شعار "ما لنا غيرك يا الله"، واعتمدوا على أنفسهم وصنعوا السلاح وحرروا المناطق وأصبح النظام على حافة السقوط مما استدعى تدخل الأعداء و(الأصدقاء!)؛ فقسم دعم النظام وسانده عسكريا ومادياً، وقسم ادعى أنه داعم للثورة وهذا الأخطر؛ إذ إنه بعد فترة استطاع من خلال الدعم أن يتحكم بالقرارات وفتح وإغلاق الجبهات وإلزام الفصائل بالهدن والمؤتمرات، مما جعلهم يخسرون معظم المناطق المحررة، وجعلهم تحت رحمة هذه الدول التي لم تألو جهدا في إعادتهم إلى حظيرة النظام مستخدمة كل الأساليب من ترهيب وترغيب وتهديد.
واليوم وبعد أن أدرك أهل الشام أن جميع هذه الطرق لن توصل الثورة وأهلها إلى غايتهم بإسقاط النظام وتحكيم الإسلام، وبعد إدراكهم لدور الدول التي ادعت صداقتهم، وبدل أن يعملوا على قطع حبال هذه الدول الواهية والاعتصام بحبل الله المتين، وإعادة الثورة إلى ما كانت عليه من توكل على الله وحده وطلب النصر منه، هناك من يحاول إعادة الثورة إلى المربع الأول (المجتمع الدولي)!
فيا أهل الشام المؤمنين الصابرين: لطالما كانت ثورتكم الكاشفة الفاضحة فلا تتركوا المفضوحين ليسرقوا ثورتكم ويؤخروا وصولها لغايتها، وامضوا على بركة الله مستعينين به وحده طالبين رضاه معتصمين بحبله لا تخشون في الله لومة لائم... فتستحقوا بذلك نصره وتفوزوا في الدارين. ﴿إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ﴾، ﴿وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ﴾.
جريدة الراية: https://bit.ly/2Z7EXA4
- التفاصيل
نشر موقع (الأناضول، الخميس، 13 شوال 1441هـ، 04/06/2020م) خبرا جاء فيه: "انسحبت قوات روسية من قرية سورية كانت تنوي إقامة نقطة عسكرية فيها، بعد ضغوطات أمريكية.
وصباح الأربعاء، وصلت قوات عسكرية روسية، عبر مروحيات وعربات مدرعة، إلى قرية "قصر ديب" التابعة لمدينة المالكية، شمال شرقي سوريا، حيث تمركزت هناك، إلا أن دوريات أمريكية قطعت الطريق على شاحنات كانت تحمل معدات لوجستية إلى النقطة التي نزلت فيها القوات الروسية، وأجبرتها على العودة إلى القامشلي قرب الحدود السورية التركية.
وأفادت مصادر محلية للأناضول، بأن القوات الأمريكية طالبت الروس بالانسحاب من النقطة، وأجرت دوريات مكثفة حولها، ما دفعهم إلى الانسحاب منها، والعودة إلى قاعدتهم في مطار القامشلي".
الراية: تؤكد هذه الحادثة أن روسيا لا تستطيع التحرك في سوريا بدون إذن أمريكا، وعندما تطلب منها أمريكا سحب قواتها من أي مكان في سوريا فإنها تنفذ ذلك مباشرة؛ ذلك أن روسيا جاءت أصلا إلى سوريا بطلب من أمريكا عام 2015 خلال زيارة قام بها رئيس أمريكا السابق أوباما إلى روسيا، وإذا ما تمكنت أمريكا من فرض حلها السياسي في سوريا فإنها ستطالب روسيا الانسحاب منها، فأمريكا تستخدم روسيا مثلما تستخدم تركيا أردوغان وإيران وأشياعها لحماية نظام بشار العلماني البعثي الذي أذاق وما زال أهل سوريا المسلمين الأمرين. وإن الله لهم جميعا لبالمرصاد، فسيحبط مؤامراتهم وينصر عباده المخلصين ولو بعد حين، قال تعالى: ﴿وَقَدْ مَكَرُواْ مَكْرَهُمْ وَعِندَ اللّهِ مَكْرُهُمْ وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ * فَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ﴾.
جريدة الراية: https://bit.ly/2UrxF8I