press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

مقالة حتمية

 

إن المسلمين منذ أن أقيمت دولتهم على يد النبي ﷺ وهم في ازدهار وقوة لم يشهد التاريخ لهم إلا بالانتصارات المتوالية وبعض الانكسارات النادرة التي لم يكن سببها قلة في عدة أو عتاد عسكري وإنما بسبب قلة الوعي والحيلة .
أما اليوم وبعد أن أسقطت آخر دولة إسلامية " الخلافة العثمانية " على يد المجرم مصطفى كمال لم يعد للمسلمين دولة تمثلهم وإنما مجرد إسلام نظري في أفئدة المسلمين فقط إلا أن هناك من يعمل لاستئنافها ويبذل قصارى جهده لإعادتها من جديد لتكون رقما صعباً أو وحيداً في معادلة القوى .

وعلى هذا فإن أول وأهم عامل قوة لابد أن يكون بيد المسلمين هو توحدهم تحت قيادة إمام واحد في ظل دولة تقيم حكم الله في الأرض وتجعله واقعا مطبقا يلمس عدله الأعداء قبل الأصدقاء ويستمدون قوتهم وشوكتهم من دولتهم ومن إمام عادل يحسن تطبيق شرع ربهم ويحمي بيضتهم ، قال عليه الصلاة والسلام :
" إنما الإمام جنة يقاتل من ورائه ويتقى به "
وهذا ما يشهد عليه تاريخ أمتنا على تعاقب الأزمان ، فما ذكر التاريخ يوماً عن انكسارات المسلمين إلا وذكر معها تشرذم أمتنا وتشتتها وغياب دولتها وسلطانها أو تعدده ، تلك الانكسارات التي تجعل الأسبقية في الانتصار لأصحاب القوة المادية ، وهذا ما عبر عنه سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه بمقولته المشهورة :
" إنكم لا تغلبون عدوكم بعدد ولا عدة ولكن تغلبونهم بهذا الدين فإذا استويتم أنتم وعدوكم في الذنوب كانت الغلبة للأقوى "

فقد تتساوى القوى المادية بيننا وبين أعدائنا وقد تكون أيضا كفتهم أرجح ولكن المعيار ليس بالقوة المادية وإنما باتباع أمر الله سبحانه وتعالى فهو ناصر دينه إن نحن نصرناه .
وعليه فما على المسلمين ليستحقوا نصر الله ومعونته إلا أن يتبعوا أمره برصّ صفوفهم وإعادة سلطانهم المسلوب وانقيادهم خلف إمام واحد وبذلك يتبعون سنة الخلفاء والصحابة من قبلهم عندما كانوا يقيمون شرع ربهم وينصرونه ويجاهدون في سبيل الله لإعلاء كلمته و يواجهون عدوهم بإيمانهم الراسخ فكان هو عدتهم وعتادهم .
ولنا في سيرة سيدنا خالد بن الوليد رضي الله عنه القائد المحنك دروساً وعبر ، يقود جيشاً منظماً من الصحابة والتابعين ويتّبعون أمره فيما أمر ، يواجه جيش الروم البالغ عدده 200 ألف مقاتل بجيش المسلمين البالغ عدده 36 ألفا في معركة اليرموك !!!
إن الناظر لهذه المعركة نظرة سطحية مادية يجزم أن النصر لجيش الروم محقق وأنه لا مفر لجيش المسلمين من السحق ، وكذلك كانت قبلها معركة أجنادين وبنفس التفاوت بالقوة المادية لكلا الجيشين .

كان رضي الله عنه يُقبل على كل جمع من جيشه يقول لهم : " اتقوا الله عباد الله، قاتلوا في الله من كفر بالله ولا تنكصوا على أعقابكم، ولا تهنوا من عدوكم، ولكن أقدموا كإقدام الأسد وأنتم أحرار كرام، فقد أبيتم الدنيا واستوجبتم على الله ثواب الآخرة، ولا يهولكم ما ترون من كثرتهم فإن الله منزل عليهم رجزه وعقابه، ثم قال: أيها الناس إذا أنا حملت فاحملوا ".
ولكن الحقيقة التي لم يصدقها عقل كافر أن انتصر المسلمون وأبلوا بلاءاً حسناً وغلبت الفئة القليلة الفئة الكثيرة بإذن الله وأيقن الجميع أن المنتصر دوماً هو من كانت عدته وعتاده الإيمان بوعد الله بقيادة صالحة توسّد الأمر لأهله كما فعل سيدنا أبو بكر رضي الله عنه عندما أوكل أمر الجيش لقيادة سيدنا خالد بن الوليد القائد العسكري المحنك الذي خطط للمعارك بعناية وتنسيق جيد فاستخدم الاستراتيجية بدلاً من القوة المجردة للتعامل مع العدو ، وقد كان تحت إمرته جيشاً عظيماً يحمل عقيدة عسكرية تفقدها معظم جيوش العالم .

يقول نورمان شوارتسكوف جنرال أمريكي متقاعد : " إذا لم تمتلك عقيدة عسكرية راسخة لن تصبح أفضل جيش في العالم حتى إذا امتلكت أضخم الجيوش وأفضل التقنيات العسكرية على الإطلاق " بحسب موقع بريني كوت .
ويعني ذلك أن العامل والمعيار الحاسم في تصنيف قوة الدولة هو العقيدة العسكرية التي يحملها جيش الدولة ، وتعد من أحد أهم عوامل فهم الطبيعة العسكرية للجيوش وتقدير حدود ممارساتها خلال الحرب والسلم ، اي أنها تتعلق بالمستوى التعبوي والذي يشمل تحديد ميدان المعركة وحدود انتشار القوات .
فالعقيدة العسكرية هي توظيف العلم العسكري في السلم والحرب في سبيل تحقيق هدف العقيدة الدينية التي يحملها الجيش ، وعقيدة المسلمين تجعل من جيشها أبطالا مغاوير لا تخشى الموت ولا تبالي لأنها تؤمن بأن ما بعد الموت جنة عرضها السماوات والأرض ورضوان من الله أعظم وهو غاية المؤمنين ، فتقدم أرواحها رخيصة في سبيل الله الذي أمرها بأن يكون الحكم كله لله وألا تجعل للكافرين على المؤمنين سبيلاً ومن هنا كانت العقيدة العسكرية هي الأساس في قوة الجيش .

وعلى هذا فإن المعايير المادية في تصنيف قوة الدول لا تنفعنا نحن المسلمين بشيء إن لم تكن لدينا دولة وإمام ، فإن وجدوا فتكون المعايير المادية التي سنذكرها هي قوة إضافية تضاف إلى القوة الأساس .

أما بالحديث عن المعايير المادية فلا تقاس قوة الدولة بعدد جنودها وحجم عتادها العسكري فقط ، بل تشمل معايير أخرى أبرزها الموقع الجغرافي ، والقوة البشرية ، إضافة إلى قوتها الاقتصادية .

فإن تحدثنا عن الموقع الجغرافي الذي تبرز أهميته خلال الحروب الهجومية أو الدفاعية نجد أن المسلمين منتشرين في كثير من البلدان نتيجةً للفتوحات الاسلامية التي أنجزتها دولتهم خلال ثلاثة عشر قرناً ، وأن موقع البلاد الاسلامية يمثل قلب العالم ومنتصفه ورغم تفاوت كل منطقة بالنسبة لموقعها ولكنها دولٌ تقع على عقدة اتصال قارات العالم ببعضها ووجودها أيضا على سواحل البحار والمضائق وبالتالي تهديد خطوط إمداد الدول المتحاربة وتأمين إمداد ودعم لوجيستي دائم مما يساعد على مواصلة القتال بكفاءة عالية ، كسوريا مثلا والتي تعد ممراً وعقدة اتصال لقارات العالم الثلاث أوروبا وأفريقيا وآسيا مما يعطي موقعها الجغرافي أهمية لتكون نقطة ارتكاز للدولة الإسلامية القادمة .

وإن تحدثنا عن القوة البشرية التي تعتبر من إحدى معايير تصنيف قوة الدولة ولكنها لا تشكل عنصراً حاسماً في التصنيف ، وإذا علمنا أن الصين لديها أضخم جيش في العالم حيث يبلغ تعداده 2.18 مليون جندي ، وأمريكا 1.28 مليون جندي بحسب موقع "ستاتيستا" الأمريكي ، نجد أن القوة البشرية في الدولة تكون عندما تجمع الجيوش الإسلامية في مختلف بلاد المسلمين بسلاحها وعتادها ورابطتها العقدية التي تربط فيما بينها وتوحدها تحت راية واحدة في ظل دولة واحدة وخليفة واحد ، وبالتالي سيتشكل لدينا جيش عرمرم لا يقهر بإذن الله ، لاسيما وأن تعداد هذا الجيش سيكون بعدد كل انسان مسلم قادر على الجهاد وحمل السلاح أي سيكون جيش أمة وليس مجرد جيش دولة هذا بالنسبة للقوة البشرية المتمركزة في الدولة الاسلامية .

وإن تحدثنا عن القوة الاقتصادية التي تعد أيضا من أبرز معايير تصنيف القوة لما لها من أهمية في قدرة الدولة على الإنفاق لتزويد جيشها بأحدث المعدات العسكرية المتطورة والإنفاق على تدريب قوات احترافية بصورة تمكنها من امتلاك اليد العليا في الحرب بفضل المزج بين الأسلحة المتطورة والاحترافية في استخدامها ، وبإنزال هذا المعيار على واقع البلاد الاسلامية نجد أن بلادنا هي من أغنى البلاد من حيث الموارد الطبيعية التي تحويها وخاصة النفط والغاز الطبيعي والمعادن النادرة ، لأنها تؤمن قدرة الجيوش على خوض حروب طويلة الأمد دون أن تكون مجبرة على تغيير خططها العسكرية بسبب نقص مخزونها الاستراتيجي من الوقود على سبيل المثال .

أما بالحديث عن القوة العسكرية وما تملك الدولة من قوة جوية وبحرية وبرية فإنها تعتبر من أحد المعايير في التصنيف ولكنها غير حاسمة رغم مالها من دور فعال في إضعاف الخصم ، فتقاس القوة الجوية بناءاً على ما تملكه الدولة من طائرات حربية بجميع أنواعها " ذات الأجنحة الثابتة والمروحيات وطائرات التدريب والنقل العسكري " ، أما القوة البحرية فتقاس بعدد ما تملكه الدولة من قطع بحرية عسكرية وأنواع سفنها ومستوى التسليح والتقنيات العسكرية التي تحويها السفن ، إضافة لحاملات الطائرات الحربية والمروحية والغواصات النووية والتقليدية " ، أما القوة البرية فتشمل كل ما تملكه الدولة من دبابات وخاصة دبابات القتال الرئيسية ذات القدرات النيرانية الهائلة والدبابات الخفيفة والمركبات المضادة للدبابات بالإضافة إلى قوة المدرعات التي تضم " مركبات نقل الأفراد المدرعة ومركبات القتال المدرعة والمركبات المضاد للألغام "إم آر إيه بي" وراجمات الصواريخ والمدافع ذاتية الحركة " ،
أما عن كيفية الحصول على هذه القوة فإن البلاد الإسلامية تملك من هذه القوة ملايين الأطنان من القطع العسكرية المتنوعة والآلاف من الأسلحة التكتيكية كالطائرات والبوارج البحرية الحربية والقواذف الأرضية والتي باستطاعتها المواجهة ، ولكن بفعل حكام المسلمين تعطلت هذه المعدات وأضحت سلاحاً موجهاً إلى صدور المسلمين لقمعهم إذا ما أرادوا اليقظة والتغيير ، إضافة إلى أن الأمة الإسلامية أمة حيّة وبالتالي فلها القدرة على إفراز عقول مفكرة ومبتكرة قادرة على اختراع وتنمية القدرات الميكانيكية والتكنولوجية التقنية الحديثة في مجال الصناعة العسكرية والتفوق على الغرب إذا رعتها الدولة حق الرعاية .

وأخيراً وبناءاً على ما سبق فإن المعايير المادية التي ذكرناها آنفاً توفر للدولة الاسلامية قوة سياسية هائلة لامتلاك الأمة وإيمانها بفكرة مبدئية تموت وتحيى في سبيلها بالإضافة لامتلاكها طاقات حيوية وانتشار بشري واسع ، لاسيما بوجود قيادة سياسية صالحة ومحنكة قادرة بأعمالها السياسية على إخضاع الدول لنفوذها .
فقوة المبدأ وتمسك الأمة به وامتلاكها لطاقات حيوية وموارد الدولة ومقوماتها وانتشار المسلمين في بقاع الأرض وضغطهم السياسي المؤثر وتأثير الخليفة على جميع المسلمين بالإضافة إلى سقوط المبادئ الأخرى في نظر معتنقيها كل ذلك يعتبر عاملاً حاسماً في حتمية الانتصار وصعود الدولة الاسلامية لمرتبة تمكنها من امتلاك مركز الدولة الأولى في العالم .

فإن أردنا أن نعيد مجدنا التليد ونكون سادة الدنيا من جديد فعلينا العمل الجاد لإعادة الإسلام ليحكم الوجود دولة تطبق مبدأ الإسلام وتحمله للعالم كما حملها رسول الله ﷺ رسالة هدى ونور ففتح قلوب العباد قبل فتح البلاد .
ومن هنا كان لزاماً على المسلمين في كل أقطار العالم أن يكون يقينهم بنصر الله لهم حاضراً على الدوام وأن يتجهزوا لذلك ويُعدّوا أنفسهم إيمانياً و سياسياً وعسكرياً لتمكين دينهم على الأرض وإعادة استئناف الحياة الاسلامية في ظل دولة الخلافة الراشدة الثانية التي وعدنا الله سبحانه وتعالى بها حين قال :
(( وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ۚ يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ۚ وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ )) .

وإنها لآتية بإذن الله وستحكم مشارق الأرض ومغاربها ولن تجابهها قوة في العالم بل سيخضع الجميع لسلطانها قال عليه الصلاة والسلام :

" إِنَّ اللهَ زَوَى لِي الأَرْضَ، فَرَأَيْتُ مَشَارِقَهَا وَمَغَارِبَهَا، وَإِنَّ أُمَّتِي سَيَبْلُغُ مُلْكُهَا مَا زُوِيَ لِي مِنْهَا "

 

كتبه للمكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية سوريا
عبد الباسط أبو الفاروق

 

 

582020raya1

 

 

أفاد الأستاذ أحمد عبد الوهاب، رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير/ ولاية سوريا: بأن مسلحي هيئة تحرير الشام قاموا باختطاف الشاب عبد القادر هلال من شباب حزب التحرير في مدينة إدلب بعد توزيعه همسة بعنوان: التعلق بوعود الداعمين؛ هلاك وخسران مبين. وأوضح عبد الوهاب في تدوينة على قناته في تلغرام: بأن الشاب عبد القادر هلال اعتقله طاغية الشام قبل انطلاق ثورة الشام؛ واستمر اعتقاله ما يقرب من سبع سنوات؛ وذلك بسبب انتمائه لحزب التحرير؛ ودعوته لإقامة الخلافة على منهاج النبوة؛ ثم بعد خروجه من المعتقل استأنف نشاطه مع حزب التحرير. وهذه ليست المرة الأولى التي تقوم فيها أمنية هيئة تحرير الشام باعتقال شباب حزب التحرير؛ والاستيلاء على الأملاك الخاصة بالحزب وشبابه؛ فقد سبق هذا الاعتقال اعتقالات لعشرات الشباب استمرت شهورا طويلة. والجدير بالذكر أن الاعتقال جاء في وقت يتجهز فيه طاغية الشام لاستلام جبل الزاوية الذي يقع جنوب طريق m4. وختم عبد الوهاب متسائلا: لمصلحة من تقوم أمنية هيئة تحرير الشام باعتقال شباب حزب التحرير؟ ولمصلحة من تقضي على كل من خالفها من الفصائل المسلحة؟ ولمصلحة من كل هذه المضايقات للناس حتى في لقمة عيشهم؟ وإلى أين تسوق هيئة تحرير الشام المناطق المحررة؟ ألم تعلم هيئة تحرير الشام أن الظلم ظلمات يوم القيامة، وأن يوم الحساب قريب؛ وعند الله تجتمع الخصوم؟!

 

جريدة الراية: https://bit.ly/3gwBySP

 

جردية الراية2

 

إن ثورة الشام التي خرجت من المساجد ونادت من البداية (واحد واحد واحد، الدم المسلم واحد)، وعندما كانت تقصف حمص كانت حلب تخرج لتقول لها (يا حمص حلب معك للموت). وعندما كانت تقصف درعا تخرج أختها دير الزور لتقول لها وتواسيها (يا درعا حنا معك للموت)، شعارات خرجت من رحم هذه الثورة لتعبر عن وحدة الهدف والغاية التي خرج أهل الشام من أجل تحقيقها وبأنها جسد واحد لا ينفصل عن بعضه بعضا، جسد واحد يتألم كله إذا اشتكى منه أحد أعضائه من هذا النظام النصيري البعثي العلماني الحاقد عميل أمريكا.

هذا الأمر أغاظ الغرب الكافر المستعمر وأذنابه أتباع حدود سايكس بيكو فبدأوا يحوكون المؤامرات الواحدة تلو الأخرى، ويبثون الأحقاد في أهل الشام الثائرين على منظومة الكفر وعميلها بشار أسد ونظامه؛ ليعملوا على تقسيم ثورة الأمة في الشام فكريا وجغرافيا خدمة لأعدائها الدوليين والإقليميين والمحليين، حتى أصبحت للأسف ترزح تحت وطأة ما يسمى (حكومة الإنقاذ، والحكومة المؤقتة) محددة بحدود اتفاقية سايكس بيكو اللعينة.

وقد ألبس الداعمون المجرمون كل واحدة من هاتين الحكومتين ثوبا باليا يناسب أهداف مؤامراتهم وخياناتهم، ويزيد في الوقت نفسه من فكرة التقسيم تلك، فأصبحت توحدهم أوامر الداعمين وتفرقهم أطماع القادة المرتبطين وفتاوى الشرعيين المأفونين؛ الذين ابتلي بهم أهل الشام وثورتهم.

نعم أيها المسلمون الثائرون في أرض الشام المباركة وفي كل بقاع الدنيا، إن فكرة تقسيم مناطق الثورة هي فكرة ماكرة خبيثة، عمل عليها أعداء الأمة الإسلامية (الغرب الكافر المستعمر، وعملاؤه في بلاد المسلمين) في السابق فقسموا البلاد الإسلامية بعد هدم دولة الخلافة العثمانية إلى دويلات كرتونية هزيلة بلغت ستين دويلة أو كادت ليسهل عليهم بذلك السيطرة عليها، وللأسف قد كان، واليوم وفي ثورة الشام المباركة أصبح قادة الفصائل المرتبطون ينتهجون ذلك النهج نفسه ويا للعار؛ فقسموا المناطق المحررة إلى أجزاء وجعلوا لكل جزء منها حدودا نصبوا عليها الحواجز، وصاروا يتعاملون مع الجزء الآخر كما تتعامل الدول بين بعضها بعضا من فرض للضرائب ووضع للمكوس متجاهلين أنهم بذلك لا يخدمون إلا نظام البعث المجرم وحلفاءه لإضعاف الثورة ولكي تسهل سيطرة النظام وأسياده عليها ومن ثم القضاء عليها قضاء مبرما.

فيا أهل الشام الأطهار الأبرار: أما آن لكم أن تعوا على هذه المؤامرات التي تحاك ضدكم وضد ثورتكم المباركة؟! ألم يأن لكم بعدُ أن تقولوا كلمتكم في وجه كل الظلمة والمتآمرين وأسيادهم الدوليين والإقليميين الذين يسمون أنفسهم زورا وبهتانا بالأصدقاء والداعمين، وتعيدوا لثورتكم المباركة عافيتها، وتعيدوها سيرتها الأولى جسدا واحدا إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى، وترصوا صفوفكم لتحقيق الهدف الذي خرجتم بثورتكم من أجله وهو إسقاط النظام البعثي المجرم العميل بكافة أركانه ورموزه وإقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة على أنقاضه؟!

بلى والله لقد آن، فالعمل العمل والنجاء النجاء!

وكونوا على ثقة بأن مكر أعدائنا إلى بوار، وأن الليل آذن بالزوال، وبزوغ فجر النصر قد آن، وإن ذلك على الله يسير. قال جل من قائل: ﴿إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ﴾.

 

جريدة الراية: https://bit.ly/2E89W8s

 

582020raya2

 

نشر موقع (بلدي نيوز، الخميس، 9 ذو الحجة 1441هـ، 30/07/2020م) خبرا جاء فيه: "هددت وزارة الخارجية الأمريكية بفرض المزيد من العقوبات على النظام السوري بموجب قانون "قيصر" خلال الأسابيع المقبلة، وذلك بعد فرض حزمة جديدة منها أمس الأربعاء بحق عدة شخصيات وكيانات مرتبطة بالنظام.

وقالت الناطقة الإقليمية باسم وزارة الخارجية الأمريكية "جيرالدين غريفيث" في حديث لموقع "عنب بلدي" السوري المحلي، إن الولايات المتحدة ستفرض في الأسابيع والأشهر المقبلة مجموعة إضافية من العقوبات على الأفراد والشركات التي تدعم نظام بشار الأسد، وتعرقل التوصل إلى حلّ سلمي للصراع.

وأشارت "غريفيث" إلى أن الكثير من عمليات الإدراج الإضافية على لوائح العقوبات صارت جاهزة.

وأضافت، أن الوقت قد حان لينهي رئيس النظام السوري بشار الأسد، حربه المروعة التي لا معنى لها على الإطلاق.

وأكدت أن "نظام الأسد يواجه خياراً بسيطاً متمثلاً باتخاذ خطوات لا رجعة فيها، باتجاه حلّ سياسي لإنهاء الصراع السوري بشكل يحترم حقوق الشعب السوري وإرادته، أو مواجهة مجموعات جديدة من العقوبات الخانقة"."

الراية: ما زالت أمريكا مستمرة في سياسة المكر والاستغفال التي تتبعها في سوريا، حيث إن أمريكا هي التي تدعم نظام طاغية الشام ومدته بأسباب الحياة على مدار تسع سنوات. وهي التي سخّرت له حلفاءها وعملاءها للبطش والتنكيل بأهل الشام، ليقبلوا بحلولها السياسية، التي تسعى من خلالها إلى تثبيت نظام الإجرام، ومعاقبة كل الذين ثاروا عليه. وأمريكا هي التي صرحت مؤخراً، أنها لا تريد إخراج روسيا من سوريا ولا تريد إسقاط نظام بشار، إنما فقط تريد تعديل سلوكه. فيا أهل الشام لا تركنوا إلى أمريكا والغرب الكافر المستعمر وسياساتهم ومشاريعهم فتفشلوا في ثورتكم، واعلموا أن خلاصكم بأيديكم لا بأيدي أعدائكم؛ وذلك باعتصامكم بحبل الله هازم الطغاة والمتجبرين.

 

جريدة الراية: https://bit.ly/30sYJI5

 

جريدة الراية1

 

بعد أن أحكم النظام التركي قبضته على قيادات الفصائل عموما؛ وعلى مناطق ما تسمى درع الفرات وغصن الزيتون والتي تقع شمالا وإلى شمال غرب مدينة حلب على الحدود السورية التركية؛ عمل النظام التركي على تشكيلها إداريا وعسكريا بشكل معين، بحيث يضمن هيمنته ويتوافق مع سياساته المستقبلية وسياسة أمريكا؛ ويمهد للحل السياسي الأمريكي، وذلك بالعمل على إزالة كافة العراقيل المحتملة التي من الممكن أن تقف في طريق تنفيذه، فحصر القرار العسكري في مجموعة محددة من القيادات المرتبطة؛ والتي تعمل تحت سقف ما يسمى الجيش الوطني، ومنع أي عمل عسكري خارج الإرادة التركية، فأصدر أحكاما بالسجن لمدة خمس سنوات على أحد القادة العسكريين رغم انتمائه "للجيش الوطني" وذلك لخروجه عن الخط المرسوم بالسيطرة على منطقة تخضع لنظام أسد، وكان ذلك رسالة واضحة منه لكل من تسول له نفسه العمل خارج التعليمات التركية ومنظومتها الفصائلية، ولم يكن الجانب السياسي والمدني أفضل حالا؛ حيث تسيطر ما تسمى الحكومة المؤقتة على الحياة السياسية والمدنية في المنطقة، والجميع يعلم أن الآمر الناهي وأن القرار الأخير بيد النظام التركي، وبذلك تكون مناطق درع الفرات وغصن الزيتون جاهزة لاستقبال أي حل يفرض عليها، ومقيدة بشكل كامل بحيث لا تستطيع التحرر من هذه القيود التي فرضت عليها حسب تصوره.

وفي المقابل في القسم الآخر مما يسمى المناطق المحررة؛ والتي تسيطر عليها هيئة تحرير الشام، كان تشكيل هذه المناطق وضبطها حسب رغبة النظام التركي أكثر صعوبة، وذلك لأسباب عدة، أهمها: تاريخ الهيئة وماضيها المرتبط بتنظيم القاعدة المحسوب على ما يسمى "التيار الإسلامي"، بالإضافة إلى وجود الكثير من التنظيمات المسلحة المحسوبة على هذا التيار؛ والتي يصعب تمرير قتالها وتصفيتها وتحييدها عن الساحة، فكل ذلك يحتاج لوقت لتبريره وتمريره، وقد عمدت هيئة تحرير الشام إلى العمل على تحسين صورتها أمام الغرب الكافر ومجتمعه الدولي منذ سنوات عديدة، فبدأت بإجراء تغييرات جذرية على سياساتها لتضمن وجودها وهيمنتها على المناطق، ففكت ارتباطها بتنظيم القاعدة منتصف عام ٢٠١٦م؛ وغيرت اسمها من جبهة النصرة إلى فتح الشام ثم هيئة تحرير الشام، وتبنت العمل تحت مظلة النظام التركي والسير ضمن سياساته؛ فأدخلت الجيش التركي وعملت على حمايته وتسهيل انتشاره في الشهر العاشر من عام ٢٠١٧م، ثم أخذت بتصفية خصومها المحتملين ليس ابتداء بحركة أحرار الشام المحسوبة على التيار الإسلامي؛ مرورا بحركة نور الدين الزنكي، وليس انتهاء بغرفة عمليات "فاثبتوا" والتي تضم مجموعة من الفصائل المحسوبة على التيار الإسلامي؛ كفصيل حراس الدين وأنصار التوحيد وأنصار الدين وتنسيقية الجهاد التي أسسها أحد قادة الهيئة السابقين، وليس آخرا الكتائب المستقلة التي تشكلت بعد تسليم مناطق شاسعة لنظام أسد في وقت قياسي، كما عملت على منع تشكيل أي فصيل أو كيان جديد وحصرت القرار العسكري بغرفة عمليات الفتح المبين؛ والتي تعتبر الهيئة العمود الفقري لها وصاحبة قرار السلم والحرب فيها؛ مع مراعاة الخطوط الحمراء التي فرضها النظام التركي.

ثم عملت هيئة تحرير الشام على خطب ود الأمم المتحدة ومغازلتها من خلال إصدار بيان ردا على بيان الأمم المتحدة دعت فيه الأمم المتحدة إلى إعادة النظر في بيانها الجائر؛ وأبدت فيه استعدادها لاستضافة فريق من الأمم المتحدة للوقوف على مجريات الحياة اليومية في منطقة إدلب التي تتمتع بدرجة من الأمن وحرية التعبير والصحافة حسب تعبيرها، حدث بعض ذلك بعد توقيع اتفاق الخامس من آذار بين النظام التركي والنظام الروسي والذي يقضي بوقف إطلاق النار وتسيير دوريات روسية تركية مشتركة على طريق m4 الذي يخترق المناطق التي تقع تحت سيطرة هيئة تحرير الشام؛ وذلك بعد أن سيطر نظام أسد على كامل طريق m5.

هذا على الصعيد العسكري، أما على الصعيد السياسي والمدني؛ فمعروفةٌ تبعية حكومة الإنقاذ وما يسمى مجلس شورى المحرر لهيئة تحرير الشام التي تسعى من خلالهما للسيطرة على الحياة السياسية والمدنية؛ ناهيك عن السيطرة على المعابر والمنظمات الإغاثية والخدمية وغيرها، وبذلك توشك هيئة تحرير الشام على إحكام قبضتها على منطقة إدلب في كافة مجالات الحياة؛ وتشكيلها وفق هيكلية معينة تتوافق مع معايير المجتمع الدولي؛ ليتسنى للنظام التركي بعدها السعي إلى تحويل إدلب لمنطقة آمنة وذلك حسب تصريحات مسؤوليه حيث قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، إن بلاده "تسعى إلى تحويل إدلب لمنطقة آمنة، وإنه قد يتم إجراء ترتيبات جديدة وإعادة تمركز القوات التركية والاستخبارات الموجودة في نقاط المراقبة بإدلب". ولتتاح أمام النظام التركي خيارات إضافية منها دمج الحكومتين؛ الحكومة المؤقتة وحكومة الإنقاذ في حكومة واحدة، ودمج الفصائل المسلحة ضمن تشكيل واحد؛ سواء أكانت الفصائل المنضوية تحت مسمى الجيش الوطني؛ أو الفصائل المنضوية تحت مسمى غرفة عمليات الفتح المبين، كأحد الخيارات، أو استنساخ تجربة القضية الفلسطينية التي قسمت بين فتح وحماس كخيار آخر، وذلك حسب ما تقتضيه المصلحة الأمريكية؛ وحسب ما تحتاجه جريمة تمرير الحل السياسي الأمريكي؛ الذي سيسقط ثورة الشام؛ وجميع تضحياتها ويحافظ على نظامه العميل بجميع جرائمه، فهل سيكون لأهل الشام موقف يحبه الله ورسوله؛ فيتحركوا جميعا لإنقاذ ثورتهم والحفاظ على تضحياتهم؟ أم ستصيبهم قارعة من قبلهم، ليرزحوا تحت نير العبودية من جديد؟!!

 

كتبه: الأستاذ أحمد عبد الوهاب
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا

 

جريدة الراية: https://bit.ly/2CRSeW6