press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

٢٠٢١١٠١٥ ٢١٢٩٥٥

 

إن واقع ما يسمى بالمحرر اليوم، وللأسف الشديد، بات مؤلماً. ففي الوقت الذي تعج فيه المراصد يومياً بإعلان متابعتها ورصدها لطيران الإجرام ومدفعيته، ترى الرد مخجلاً ومخزياً، وهو الاكتفاء بالتعميم على المراصد وقنوات الأخبار، وإطلاق صفارات الإنذار.
مع غياب تام لأصوات مضادات الطيران التي تملكها الفصائل التي يقودها قادة مرتبطون يخذلون العناصر المرابطبن بقرار عدم الرد، وأيضا غياب أي ردة فعل ممن نصب نفسه علينا "ضامنًا"!
وكأن لسان حالهم يقول للمدنيين العزل المستهدفين: "عند سماعكم لصفارات الإنذار سارعوا للنطق بالشهادتين، فنحن لا حول لنا ولا قوة للرد على العدوان، لأن ضمائرنا قد أماتها حب الدولار، وعشعش في قلوبنا حب الدنيا، والخنوع لأسيادنا،، و لم يسمح لنا ضامننا ولا السيد الأمريكي بالرد . فالسلاح الذي ترونه بين أيدينا مسلوب الإرادة، لا نملك أمر استخدامه إلا في حالات الاقتتال الداخلي، وفي إرهاب الناس والتضييق عليهم وإجبارهم على دفع مزيد من الضرائب والإتاوات والمكوس، وحماية دوريات الحاقدين، وملاحقة المخلصين والمستقلين تحت ذريعة تخليص المحرر من الإرهابيين والمطلوبين لأجهزة المخابرات الغربية الكافرة، لعلنا ننال بذلك القبول والرضا من أسيادنا .. وبمعى آخر: خلاصكم ليس بأيدينا فنحن للمستعمر أدوات"!!

قال تعالى:(وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ).

إن هذا الحال لم يعد خافياً على أحد، والوعي على الواقع مقدمة لتغييره، ولكن لا سبيل لتغييره مادمنا ساكتين وراضخين ومستسلمين، وكأننا فريسة تنهشها الضباع وتكبّلها شباك العنكبوت الضامنة، عبر أدواتها، من قادة مأجورين ومشايخ مبررين مطبلين، وحكومات تسلطت على رقاب العباد لإخضاعهم لما يريده الأعداء من حلول استسلامية تعيدنا لحظيرة طاغية الشام عميل أميركا.

لقد آن الأوان لمخلصي الأمة وأهل القوة فيها أن يقولوا كلمتهم وأن يُرُوا اللهَ من أنفسهم خيراً، فيتحدوا تحت قيادة سياسية واعية ومخلصة لا تخاف إلا الله ولا ترتبط إلا به، تحمل مشروع خلاص رباني واضح المعالم والهدف وخطوات الطريق، لقطع حبائل الشيطان وتمزيق شباك المخادعين، والعودة بالثورة سيرتها الأولى، لتستعيد قوتها وسلطانها بعد استعادة قرارها، لتواصل السير نحو إسقاط النظام المجرم بدستوره العلماني وجميع أركانه ورموزه، لتحكيم شرع الله على أنقاضه، عبر دولة تحمى الحمى وتنصر المستضعفين في جميع أصقاع الأرض، وتحمل الإسلام العظيم رسالة نور وهداية تنقذ به البشرية جمعاء من شر أنظمة الكفر الوضعية المفروضة علينا، وما ذلك على الله بعزيز.

قال تعالى:(ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض و نجعلهم أئمة و نجعلهم الوارثين)

======
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
علاء الحمزاوي

٢٠٢١١٠١٣ ١١٠١٥١

 

خرج الناس في ثورة الشام ضد نظام الإجرام، وظن البعض أن الصراع هو مع نظام الطاغية وحده، لكن سرعان ما تكشفت الحقائق أن المنظومة الدولية برمتها وعلى رأسها أميركا تقف خلفه وتمده بأسباب الحياة.

فكان ان رفعت الثورة شعارات تؤكد حقائق:
- "أمريكا .. ألم يشبع حقدك من دمنا"؟!.
- "المجتمع الدولي شريك في قتلنا".
- "صمتكم يقتلنا وغير الله ما لنا".

نعم، لقد كشفت ثورة الشام أكاذيب كثيرة كحقوق الإنسان والأسلحة المحرمة دولياً، وعرّت من يدّعون صداقة الثورة وكشفت حقيقة "المجتمع الدولي" وغير ذلك الكثير ..

وقد كلّفَ كشفُ هذه الحقائق تضحيات جسام أنارت للثورة طريقها كي لا تقع في شراك الغرب فتكون ضحية لمؤامراته ومؤتمراته.

ثم يأتي بعد ذلك كله من يطالب، بإصرار عجيب مشبوه، بتنفيذ قرارات المجتمع الدولي الشريك في قتلنا، ويطالب بالحل السياسي الأمريكي الذي يعني وأد ثورتنا ونسف تضحياتنا وإعادتنا إلى حضن نظام الإجرام وبطشه.(فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى ٱلْأَبْصَٰرُ وَلَٰكِن تَعْمَى ٱلْقُلُوبُ ٱلَّتِى فِى ٱلصُّدُورِ).

يجب على أهل الثورة والتضحيات تنبيه من لازال غافلاً عن حقيقة المجتمع الدولي شريك النظام في حربنا، والتنبه لأصحاب الدعوات المشبوهة التي تريد السير بالثورة إلى حتفها ونبذهم وتوجيه أصابع الاتهام لهم وتحذير الناس منهم ومن سمومهم التي يبثونها.

فإنه ليس من الثورة وأهلها من لا يتبنى ثوابتها ويطالب بتحقيق أهدافها ويحافظ على تضحياتها.

نعم.. قلناها منذ البداية و نحن عليها بإذن الله ثابتون:
لا تراجع، لا استسلام حتى إسقاط النظام، وإقامة حكم الإسلام"
وإنه لكائن عما قريب بإذن الله.
(وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ الله).

=====
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
فادي العبود

244045481 123845173336780 8572429115582551846 n

 

 

اجتمع في سوتشي النسخة الأخيرة كُلٌّ من الرئيس الروسي بوتين، والرئيس التركي أردوغان، وذلك يوم الأربعاء 29/9/2021 من الأسبوع الماضي لتصدر تصريحات يُعرب فيها الضامنان عن ارتياحهما لما تم بينهما، وقد تناقلت الأخبار أن من بين الملفات التي بحثت التوتر الأخير الجاري في سوريا، والحاصل نتيجة القصف المتكرر من الطيران الروسي لمناطق خفض التصعيد التي تُشرف تركيا عليها وعلى فصائلها، وكذلك القصف الذي طال مقرات الجيش الوطني (فرقة الحمزة في مدرسة قرية براد بريف عفرين) التي هي تحت وصاية الضامن التركي.

ولقد كانت السمة الظاهرة للقاء هي كمية النفاق السياسي بين الرئيسين. فبعد أن افتضح كيف يتعاملان مع بعضهما يأتي هذا اللقاء لإظهار عكس ذلك، فالذاكرة السياسية لم تنس بعد كيف انتظر أردوغان دقائق حتى يتسنى له لقاء بوتين، الذي بدوره رد الصاع بالمثل. في نهاية اللقاء شكر بوتين زيارة أردوغان قائلاً: "شكرا لزيارتك، كان ذلك مفيدا جدا، سوف نبقى على اتصال". من جهته وصف أردوغان اللقاء بأنه "مثمر" دون الكشف عن تفاصيل، لتنتهي بذلك القمة التي جمعت بينهما.

يُذكر أن هذا اللقاء الذي تم في سوتشي يأتي ضمن سلسلة لقاءات أستانة، وجاء في أوضاع صعبة تعيشها المناطق المحررة هذه الأيام. فالفقر أصبح سمة ظاهرة يعيشه أغلب الناس ضمن سياسة ممنهجة تمارس عليهم لكسر إرادتهم ودفعهم للقبول بأي حل يفرض عليهم.

فهذه المؤتمرات عادة ما تأتي بعد حملة من الضغط تُمارسه الدول المتآمرة على أهل الشام، فالفصائل التي تحت سيطرة الضامن التركي تثقل ظهور الناس بالتضييق والتسلط والاستبداد، والاحتلال الروسي يقوم بقصفهم وترويعهم.

إن ثورة الشام منذ أن اندلعت عام 2011 وهي يمارس عليها الكثير من الضغوطات بأساليب مختلفة، تهدف لأمر واحد ألا وهو ثنيها عما حددته من ثوابت وسعتْ له من أهداف في بداياتها وعلى رأسها إسقاط النظام بدستوره وكافة أركانه ورموزه.

 هذا الضغط الذي كلما اقترب أهل الشام من تحقيق أهدافهم زاد مرات ومرات. ضغط بلغ مبلغه بعدما تحول أهل الشام من شعار "إسقاط النظام" إلى مطالبتهم بنظام سياسي يعبر عما يحملونه من عقيدة، ضغوطات مورست عليهم بأوجه مختلفة، منها ما كان بالحديد والنار مارسها النظام المجرم ومن يسانده كإيران وروسيا، ومنها ما كان عبر طرق خبيثة دخلت الثورة من باب الصداقة وادعاء الحرص والدعم، وكانت تركيا أبرز من مارس هذا الدور.

ولكن ما يمكن قوله يقيناً هو أن كمية الضغط هذه التي تمارس على الثورة في أعلى درجاتها، غايتها هي منعها من تحقيق هدفها، وترويض أهل الثورة للاستسلام للحل السياسي الأمريكي، يقابله أمر أصبح أكثر وضوحاً عند حاضنة الثورة وهو الرغبة بالاستمرار بالثورة والثبات بالسير فيها، بل والرغبة بإكمال المسير نحو تحقيق الثوابت والأهداف رغم كل ما تقاسيه من مآسٍ وصعوبات وما تواجهه من كيد ومؤامرات؛ وهذا ما يثير جنون الدول المتآمرة ويدفعها لزيادة الضغط عليها لإفشالها والقضاء عليها.

نعم لقد كان لروسيا وتركيا الدور الأساس فيما ذكرنا، وأهل الشام أصبحوا يدركون ذلك تماماً. وعليه، فقد أصبحوا يعبرون عن سخطهم ورفضهم لهذا الدور الخبيث.

لقد أصبح الناس يتناولون الدور التركي بنوع من السخرية الواضحة، فما إن تدخل الأرتال التركية منطقة من المناطق حتى تبدأ تعليقات الناس بأن المنطقة "عليها السلام" وأنه سيتم تسليمها، في إشارة واضحة منهم إلى حقيقة دور تركيا أردوغان في التآمر على الثورة.

اليوم وبعد أن أصبحت معلومةً لأهل الشام أدوارُ الدول جميعها ومواقفها تجاه ثورتهم، فقد آن لهم أن يتحركوا من جديد، ولكن هذه المرة بوعي واستقامة؛ وذلك تحت قيادة سياسية واعية مخلصة تحمل مشروعا حضاريا، يرسم لها طريق سيرها ويحدد لها كيفية الوصول لهدفها، ويقدم لها النظام الذي يحكمها والمنبثق من عقيدتها. إن حزب التحرير ومنذ بداية الثورة وهو حريص كل الحرص على تضحيات أهل الشام، وحريص أن تتكلل ثورتهم بالنجاح والوصول للهدف، وأن تقطف الثمرة ولا تضيع التضحيات، فهو لم يبخل يوما عن التحذير من المطبات والمكائد السياسية، بل ويصف ويشرح كيفية تخطيها.

فيا أهل الشام، ضعوا أيديكم بيد الرائد الذي لا يكذب أهله وانصروه وتبنوا مشروعه الذي به فقط نحقق ما خرجنا لأجله وبه نحقق رضوان الله في الدنيا والآخرة، ﴿وَلَيَنْصُرَنَّ اللهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾.

 

 

=======
بقلم: الأستاذ عبدو الدلي (أبو المنذر)
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا

 

المصدر: https://bit.ly/3a8vUF2

٢٠٢١١٠١٣ ٠٣٢٩٢٠

 

بعد سقوط الخلافة العثمانية
وتقسيم بلاد المسلمين، نصّب الغرب الكافر على كل دويلة رويبضةً يخدم مصالحه وينهب ثروات المسلمين ويسعى جاهداً للحيلولة دون وصول الإسلام إلى الحكم. فقد مضت مئة عام والحكام العملاء نواطير الاستعمار يحكمون بغير ما أنزل الله.

كما وضع الكافر المستعمر حواجز بين البلاد الإسلامية وحصّنها بالوطنية والقومية وأخواتهما. فترى كل بلد مسلم يُقتل ويُهجّر أهلُه دون تحرك حقيقي أو نصرة حقيقية من البلد الآخر. ومن يتحرك يلاحقه جلاوزة الحكام لزجّه في أقبية السجون. فأصبح هؤلاء الحكام أدوات الغرب وخط الدفاع الأول لتحقيق أهدافه وحماية مصالحه.

وإذا ما أسقطنا هذا الواقع على أرض الشام اليوم، فإننا نراه نموذجاً مصغراً عما يصيب الأمة الإسلامية جمعاء.
قصف وبطش وتدمير من أعداء ثورة الشام، ومكر ممن زعم "صداقتها". وفصائل مرتبطة وقادة لايرجون لله وقاراً، وحكومات وظيفية تأتمر بأمر النظام التركي، تشرف على تقسيم المناطق المحررة إلى كانتونات، مع تضييق مدروس ممنهج لإيصال الناس إلى مرحلة اليأس للقبول بحلول أمريكا القاتلة التي تريد فرضها على أهل الشام.
فصائل وحكومات لم يعد هدفها إسقاط نظام الإجرام، إنما تقاسم فتات سلطة معه، فكان أن تحولت إلى سياسة القمع والبطش بحق الثائرين، وتشييد المزيد من السجون، وتثبيت الهدن مع النظام وفتح المعابر وفرض الضرائب والإتاوات والمكوس، مايزيد من ألم الناس ويفاقم معاناتهم المعيشية.
علاوةً على التحول من قتال النظام المجرم إلى حراسة الدوريات الصليبية الروسية التي تحمي النظام. والمصيبة أن ذلك يحدث باسم الدين والجهاد وفقه الواقع وذريعة المصلحة المفسدة والسياسة الشرعية!

وكما أن حال المسلمين في بلاد الإسلام لايصلح إلا بإسقاط أنظمة الضرار بدساتيرها وأنظمتها وكافة أركانها، كذلك حال مسلمي الشام، الذين لايصلح حالهم إلا بسعيهم لاستعادة سلطانهم وقرارهم ممن اغتصبه وتسلّط على رقابهم.
فكان لابد من تحركٍ واعٍ هادفٍ مدروس ومنظم، تتقدّمه قيادة مخلصة واعية تحمل مشروعاً واضحاً يرسم الخطوات العملية لإسقاط النظام وتتويج تضحيات مليوني شهيد بحكم الإسلام.
فإنه لن يدافع عن المسلمين ويحفظ دماءهم وأموالهم وأعراضهم بحق إلا خليفة قائد وجيش مظفّر يغزو باسم الله لنشر دين الله، حتى لا يبقى بيت مدر ولا وبر إلا ويدخله الإسلام بعز عزيز أو بذل ذليل، وماذلك على الله بعزيز.

قال تعالى:(ونريد أن نمنّ على الذين استضعفوا في الأرض و نجعلهم أئمة و نجعلهم الوارثين).

=====
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
عبدالرزاق المصري

243385692 122318203489477 2710341055380978023 n

 

حوران مهد الثورة منها انطلقت ثورة الشام المباركة التي كانت كفيلة بتحطيم أسطورة نظام العمالة الأمنية التي تميزت بإجرامها وبطشها وجعلته في مقدمة أجهزة الإجرام بأبشع صوره، من قتل واعتقال وتدمير للبيوت وهتك للأعراض وسفك للدماء، وأيضا حطمت حاجز الخوف عند أهل الشام الذين لبوا نداء الفزعة وآزروها بكل ما يملكون وقدموا الغالي والنفيس لأجل كرامتهم فخرجوا يهتفون "يا درعا، حمص ودمشق وإدلب وغيرها معاك للموت".

كما فضحت ثورة الشام محور إيران الذي صدّع الرؤوس بمصطلحات المقاومة والممانعة وأن الموت لأمريكا وكيان يهود هو هدف تكتلهم من طهران وبغداد مرورا بدمشق وصولا لبيروت، وكشفت زيف الجيش العقائدي الذي نشأ وترعرع على حساب سرقة لقمة عيش أهل الشام وكانت ميزانية الدولة لرعايته وتربيته لمواجهة يهود ونصرة للقضية العربية الأولى والدفاع عن عروبة فلسطين وقد ظهر للجميع زيف هذه الادعاءات.

وبعد عقد من الكفاح والصراع وتحدي المؤامرات القذرة التي قادتها أمريكا رأس الإجرام عبر الأمم المتحدة ومخرجات مؤتمراتها من جنيف حتى أستانة وسوتشي التي لا تهدف إلا للقضاء على ثورة الشام وإعادة أهلها وحاضنتها لحظيرة أسد المجرم، وبتنفيذ الثالوث المجرم لهذه الاتفاقيات: روسيا الضامن لهذه المسرحيات، وإيران آلة الإجرام، والنظام التركي الذي كبل الفصائل وصادر قراراتها وأجبرها على السير ضمن مخطط قذر هدفه بيع التضحيات وهتك الحرمات والأعراض والركوع للطاغية المجرم.

* وبعد ما حصل مؤخرا لا تزال حوران تستحق لقب مهد الثورة حيث إنه بعد حصار دام أكثر من سبعين يوما وحشد الطاغية أسد كل سحرته ورهبانه بعدما رفضت حوران الاعتراف به وبشرعيته وقاطعت مسرحية انتخاباته الهزلية، فحشر فنادى وجمع خيله ورجله واستعد للاقتحام بعدما أنهك البلد حصارا ومنع عنها كل مقومات الحياة وقصفها بكل أنواع الأسلحة، وكما كان دور حوران بداية الثورة كشف وفضح وتحطيم لا تزال كما سابق عهدها.

* حطمت غطرسة آلة النظام العسكرية، حيث تصدى له أبطال درعا البلد بسلاحهم الفردي الخفيف المستقل بقراره المتمسك بسيادته وأرضه، حيث تمكّن صمود أهل درعا البلد الصادقين من إفشال محاولات نظام القمع والمليشيات الموالية له، التقدم. فقد عجز جيشه بقواته المتعددة من التقدم شبرا واحدا، وأبرزت هشاشته وضعفه وتهلهله.

* فضحت حقيقة الاتفاقيات والتسويات المذلة التي ضمنتها روسيا زورا وهي التي دمرت الحجر والشجر بطائراتها التي عاثت في الأرض الفساد، وأظهرت أن التسويات والتهجير ما كانت لتحصل لولا هذه الاتفاقيات التي سهل تنفيذ بنودها وجود قادة فصائل مسلوبي القرار ممتلئة بطونهم بالمال السياسي القذر مرتهنين للدول المجرمة، ولذلك باعوا التضحيات ودماء الشهداء استجابة لأوامر الداعمين.

* بينت أن الدول المجرمة عندما تعجز عن تحقيق أهدافها عسكريا تلجأ إلى المفاوضات لتحقق بها ما عجزت عنه بالدبابات وقوة السلاح، وقد سهل ذلك أيضا وجود ممثلين في لجان التفاوض يحملون نفسية المنهزمين ويفتقرون إلى أدنى درجات الوعي السياسي، ولولاهم ما حقق نظام الإحرام ومن يدعمه أهدافهم من خلال جلسات التفاوض.

* أثبتت أن وجود مقاتلين صادقين، ولو بسلاحهم الخفيف، مستقلين بقرارهم متمسكين بثوابت ثورتهم قادرون على هزم أكبر الجيوش وخاصة إذا كان يقف خلفهم حاضنة صابرة محتسبة قادرة على تحمل شتى أنواع القتل والدمار ومستعدة لتقديم الغالي والنفيس وتدعو لهم بالصبر والثبات وتتوق إلى نصر يشفي الصدور.

* فضحت ما تسمى بالجيوش الوهمية المتحصنة في الشمال المحرر ولكنه في الحقيقة المكبل بحبال الضامن التركي، حيث سلب الداعمون والضامنون قراره، فتركت معظم فصائله الجهاد وباتت تلهث وراء فتح المعابر وفرض الضرائب والمكوس والتضييق على أهل الثورة الذين رفضوا التسويات والركوع وقبلوا بالتهجير وتحمل أعباء الخيم صيفاً شتاءً.

وأخيراً حتى تحافظ حوران على شرف تسميتها مهد الثورة وتبقى درعاً لها وحتى لا تنجح مؤامرات التفاوض والاتفاقيات في حوران وفي غيرها من المناطق المحررة على أرض الشام، لا بد من خلع لجان التفاوض وإسقاط شرعيتهم، وتصحيح مسار الثورة باستبدال قيادتها المرتبطة، والعمل على إيجاد قيادة سياسية واعية تحمي تضحيات أهل الشام وتجمع كلمتهم وتسير بهم نحو الهدف الذي يحمي دماءهم وأعراضهم وكرامتهم ويتوحد الجميع على مشروع منبثق من عقيدتهم ونظام يرعى شؤونهم ويرضي ربهم ألا وهو مشروع الخلافة الراشدة على منهاج النبوة.

وبذلك تتوضح الأهداف وتستقيم طريق العمل المستقيم الذي يسير فيه الصادقون على بصيرة من أجل تحقيق خلاصهم وعزهم ومرضاة ربهم.

بقلم: الأستاذ محمد الحمصي

 

المصدر: https://tinyurl.com/epa4353y