- التفاصيل

لن نتكلم عن شؤون الحكم والحرب والسلم وعن الفتوحات وتوسيع البلاد، ولو كان هذا الأمر لا يتحقق حقيقةً إلا بوجود دولة وسلطان وقيادة صادقة واعية لديها مشروع وطريق واضح من صلب عقيدتنا الإسلامية.
سنتكلم بموضوع يخص عامة الناس، وهو الوضع الأقتصادي في ما يسمى "المحرر" وممارسات الحكومات الوظيفية من الضغط على الناس وفرض الضرائب والمكوس ورفع الأسعار وأحتكار المواد في شركات تابعة لها، وغير ذلك من القمع والبطش والتضييق الممنهج على الناس ليخضعوا لما يملى عليهم من حلول استسلامية ودساتير علمانية تعلن الحرب على أحكام الإسلام.
فلو اتخذ الناس قيادة سياسية صادقة وواعية، تحمل مشروع خلاص من صميم عقيدة الأمة، وتحركوا تحت قيادتها لاستطاعوا من خلال أعمال مدروسة منظمة تغيير الواقع المؤلم إلى واقع يرضي الله ورسوله والمؤمنين الثائرين.
ناهيك عن الأعمال التي يكون بها الخلاص الجذري، وهو إسقاط هذه الأنظمة والحكومات وإقامة حكم الإسلام عبر دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، لتحقيق بشرى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقوله:(ثم تكون خلافة على منهاج النبوة)..
وقوله صلى الله عليه وسلم:(يكونُ في آخِرِ الزَّمانِ خَلِيفَةٌ يَقْسِمُ المالَ ولا يَعُدُّهُ)..
وفي رواية أخرى:(خَلِيفَةٌ يَحْثُو المالَ حَثْيًا، لا يَعُدُّهُ عَدَدًا).
قال تعالى:(إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَذِكْرَىٰ لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ).
=====
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
عبد الرزاق مصري
- التفاصيل

كثيراً ما نسمع مقولة:(معارك وهمية لتحقيق مكاسب سياسية).
وإذا ما أردنا فهم هذا المصطلح السياسي فلابد أن نضرب أمثلة من أرض الواقع..
فمثلا نسمع في سوريا عن قرع طبول حرب وضجيج إعلامي وأرتال تركية، وحشود مرتزقةٍ النظام وإيران واستعدادات الطيران الروسي!
ولكن في الحقيقة لا نرى على أرض الواقع أي معارك حقيقية أو صدام بين النظام التركي ونظام أسد ومعه روسيا وإيران.
فما المكسب السياسي إذاً من وراء هذ الجعجعات الفارغة.
إن المكسب السياسي الأبرز لأعدائنا هو كسر إرادة المسلمين في سوريا وإرغامهم على التنازل عن ثورتهم والقبول بالحلول السياسية التي تقررها الدول الغربية وعلى رأسها أمريكا، بعد زرع فكرة خبيثة في أذهانهم أن خلاصهم ليس بأيديهم إنما بأيدي الدول التي تتربص بهم الدوائر.
وللمزيد ؛ هذه الحلول السياسية لا بد أن تكون مكتوبة ومقننة، وهذا ما تفعله اللجنة الدستورية عندما تجتمع في جنيف، وتسير في خطة الحل السياسي الأمريكي والذي تعتبر اللجنة الدستورية أحد عوامل إنضاجه، عبر العمل لصياغة دستور علماني خالص يقصي الإسلام عن الحياة والدولة والمجتمع.
إن صياغة صنائع الأعداء لدستور مسموم يفرضونه على أهل الشام، بعد تضحيات مليوني شهيد، إنما هي خنجر مسموم في خاصرة ثورة الشام، والقبول باللجنة الدستوية وما يصدر عنها هو خيانة لله ولرسوله ولدماء الشهداء.
========
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
أسعد جراد
- التفاصيل

تسعى سفينة التآمر المستمر على أهل الشام منذ انطلاق ثورتهم قبل أكثر من عشر سنوات إلى الرسو في محطتها الأخيرة، والتي تستهدف إجهاض حراك المسلمين فيها كما فعلوا من قبل في بقية الثورات الأخرى، فقد أرقت ثورة الشام المتآمرين وأرهقت كاهلهم، بسبب قوتها وتميزها عن غيرها بما امتلكته من حاضنة شعبية قوية، دفعت الدول إلى تغيير الكثير من الوسائل والأساليب في التعامل معها واستبدال أخرى بها، لكنها لم تغير في الأهداف ولا في الطريقة.
الغرب الذي خاض ثورة قبلنا وتخلص بها من الحكم الكهنوتي الكنسي الاستبدادي يعرف الطريق الذي تسير به أي ثورة في الوصول لأهدافها. ولذلك كانت دوائر صنع القرار تقف بالمرصاد للثورة بعد أن عرّفتها بأنها ثورة المسلمين وتستهدف إعادة الإسلام إلى الحياة مرة أخرى. ولذلك وجّهت مراكز الدراسات الاستراتيجية لتزويدها بكل ما يلزم من خطط سياسية تعيق تقدم الثورة وتقطع عليها الطريق. وكما أصبح معروفاً أن الارتباط بالدول الخارجية وأخذ المال السياسي هو البوابة التي ولجت منها الدول إلى داخل الثورة، مع أن هذا الأمر لم يكن بالسهولة التي تصوروها ولكنهم نجحوا في النهاية بالدخول، وهنا كانت البداية لفتح الطريق لتنفيذ مخططات المجرمين. وقد ساعد في ذلك دول عدة وعلى رأسها السعودية وقطر اللتان خف تأثيرهما بمسار الثورة بعد أن نفذتا مهمتهما وأغرقتا الثورة بالمال السياسي المسموم القذر.
ولأن كثيراً من الثائرين لا يمتلكون الحنكة السياسية الكافية لإدارة بوصلة الثورة وكشف ما يخطط لها من أعدائها المتربصين بها فقد سقطوا في فخ الارتباط والدعم الذي لم ينجُ منه إلا المخلصون الصادقون الذين تمت إزاحتهم عن التأثير الفعلي في قرار الثورة، في غمرة الاندفاع خلف المتسلقين الذين مكّنتهم مخابرات دول الارتباط من كل الإمكانيات التي تضمن تحكمهم بمفاصل الثورة وتنفيذ أجندات الدول للسير بها إلى حتفها، وهذا بإذن الله لن يكون.
وبالانتقال إلى الشق السياسي وإلى أين وصلت أمريكا وأدواتها من دول ومنظمات في سعيها لإجهاض الثورة وتثبيت أركان نظامها العميل في دمشق، فإن التركيز في هذه الفترة منصبٌّ على معالجة قضية شرق الفرات، (الأمانة) التي تسلمها حزب العمال الكردستاني وفرعه السوري حزب الاتحاد الديمقراطي، والتي آن أوان إعادة تسليمها للنظام المجرم، وهو ما كشفه شاهين أحمد، القيادي فيما يسمى المجلس الوطني الكردي، أحد مكونات الائتلاف الوطني السوري الموالي للغرب، بأن نظام أسد اتفق مع حزب العمال الكردستاني في إقليم كردستان العراق في بداية الثورة على انسحاب النظام من بعض مناطق شمال شرق سوريا وتسليمها لحزب الاتحاد الديمقراطي بهدف تحييد المكون الكردي عن الحراك الثوري، وتفرغ النظام للجبهات الأكثر سخونة، وبحسب أحمد فإن الاتفاق المذكور يتلخص في أنه إذا بقي النظام وتم القضاء على الحراك الثوري عندئذٍ لن يختلف الطرفان في إعادة الأمانة.
وكانت مصادر إعلامية نقلت عن مصدر في الإدارة الذاتية الكردية قوله إن مفاوضات تجري بين مسؤولين كبار في حزب الاتحاد الديمقراطي ونظام أسد برعاية روسية وبضوء أخضر أمريكي للتوصل إلى اتفاق في شمال شرق سوريا، وهو عين ما صرح به آلدار خليل القيادي في حزب الاتحاد الديمقراطي عن استعداده للتفاوض مع نظام أسد بشكل مباشر، ودعوته لنقل الحوار المتعلق بقرار مجلس الأمن 2254 من جنيف إلى دمشق، وهي خطوة متقدمة جداً لخدمة مصالح أمريكا التي وضعت هذا القرار للحفاظ على مصالحها ونفوذها في سوريا التي يمثلها نظام أسد.
الغائب الحاضر عما يجري شرق الفرات هو تركيا التي ساعدت كثيراً في الضغوط الأخيرة على الجانب الكردي للعودة لأحضان النظام عبر إعلانها عن عمل عسكري لم يأخذ الموافقة الأمريكية، بل تم استغلاله أحسن استغلال من روسيا وأمريكا في المفاوضات الجارية بين النظام والأكراد، فكانت وسيلة ضغط على الكرد ليس أكثر، في الوقت الذي تقوم أدواتها من حكومات وفصائل بممارسة كل أنواع الضغط الاقتصادي والأمني وحتى العسكري على كل مخلص في الثورة، في صورة من أبشع صور الثورة المضادة التي يتقمّصها هؤلاء الأدوات بغية الخضوع لمصالح الدول مقابل لعاعة من الدنيا، وليس آخر هذه الضغوط ما قامت به هيئة تحرير الشام من إخراح المستقلين في جبل التركمان تنفيذاً لرغبة تركيا في تطبيق القرارات الدولية الخاصة بهذا الشأن، وما تبع ذلك من مهاجمة الحراك الشعبي الرافض لما تقوم به الهيئة بهذا الخصوص. فقد خرج الناس في مظاهرة في باب الهوى قرب الحدود التركية استنكاراً لصنيع الهيئة، فما كان منها إلا أن قامت باعتقال عدد من المشاركين فيها.
ما يحصل في الشام بشكل عام ومنها المناطق المحررة في الشمال لا يختلف كثيراً عن بعضه، لأن من يدير الملف السوري واحد، فالجوع والفقر في عرف من يحارب الثورة ويسعى لإجهاض حراك أهل الشام هو من متطلبات الحلول السياسية الاستسلامية التي يريدون فرضها عليهم عبر الأدوات والصنائع، وحال مناطق النظام لا تختلف عن باقي المناطق بل أسوأ في ظل تدافع الشباب على دوائر الهجرة والجوازات للسفر والهروب من الجحيم السوري بدل مواجهته والخروج عليه، أما في مناطق الثورة شمالاً وهي معقد الأمل، فإنها تتركز فيها جموع الثائرين الذين يتزايد غليان حاضنتهم على القائمين والمتنفذين الخاضعين لما تمليه عليهم الدول ولو على حساب أهل الشام ومصالحهم.
إن الثورات تمر دائما بأطوار مختلفة وثورة الشام هي أم الثورات وهي التي بيدها تغيير وجه المنطقة والعالم إن أعمل ثوارها تفكيرهم خارج الصندوق وفكروا خارج ما يراد جرّهم إليه، فأهداف الأعداء مكشوفة جلية، فكان لا بد من الهمة والعزيمة في تحطيم ما يخططون له، ومن رجال ثابتي الخطا، ومخططات صادقة لمواجهة مكر الأعداء بهم.
إن من أولى أولويات المواجهة معرفة قوتك وقوة عدوك، ونحن في الشام بحمد الله نمتلك قوة هائلة مادية ومعنوية، ونمتلك أكثر من ذلك، القوة الروحية التي لا يمتلكها أعداؤنا، والتي تعتبر حاسمة في أي مواجهة، ومن يمتلكها هو منتصر حتماً بإذن الله، ولنا في تاريخنا الكبير والمشرف دروس وعبر، فمن يحمل الإسلام لا يهزم ولو تمالأ عليه أهل الأرض.
لقد خرجت ثورة الشام لله وفي سبيله، وقدمنا شهداءنا الأبرار بنفوس راضية ومسلّمة لله وعاهدنا الله بالعمل لإزاحة طاغوت الشام وإقامة حكم الإسلام، وهذا لن يكون إلا بالتفاف الحاضنة الشعبية حول قيادة سياسية تحمل مشروع الإسلام ودولته، فنحن في الشام لا ناصر لنا إلا الله، ومن تمسك بحبل الله فإن الله لن يخذله ﴿بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ﴾، فالله يمكر لمن يتمسك بدينه وشريعته، ويمكر بأعدائه أمريكا وأدواتها ﴿وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِين﴾. فلا خوف على أهل الشام، فرغم أن أعداءهم كثر وامتحانهم كبير إلا أن الله ناصرهم ولو بعد حين. قال تعالى: ﴿وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾.
كتبه: الأستاذ أحمد معاز
المصدر: https://bit.ly/3kmaklO
- التفاصيل

إن الطاغية مهما سما سلطانه وزاد طغيانه، فلا بد له من جنود وأتباع وأنصار وأشياع، يأتمرون بأمره ويبادرون في بغيه، فلا يستغني عنهم ولا يستغنون عنه، بل هم له كالمستنقع الذي لا يقدر العيش إلا به.
مستنقع يعيش فيه الطاغية مع حاشيته وجنوده ومخابراته بل ومشايخه وسحيجته المطبلين له.
ويمكن أن نطلق على ما سبق اسم
"مستنقع الطغاة".
نعم .. فكلُّ من فيه يعتبر طاغية ويحمل وزر منظومة الظلم والإجرام.
ألا ترى قول الله تعالى عن فرعون في سورة القصص:(وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لَا يُرْجَعُونَ)؟!
ألا ترى أن الاستكبار والظلم يكون من القائد والأتباع على السواء؟!
ثم ألا ترى في قوله تعالى:(وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لَا يُرْجَعُونَ) أنهم يشتركون في طريقة التفكير والقناعات، مما يجعل كل واحد من جنود فرعون مؤهلًا لأن يرث الفرعنة بجدارة بل أن يسبق سلفه؟!
وبذلك استحقوا جميعهم جزاءً عادلًا من المنتقم الجبار إذ يقول في الآية التي تليها:(فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ ۖ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ).
هذه عاقبة الظالمين، أتباعًا وسادة أو جنودًا وقادة. لأن جابي الضرائب والمكوس يتمنى مكان رئيس بلدية، والشرطي يتمنى مكان رئيسه، وعنصر الأمن والأمنيات يتمنى مكان ضابط الأمن أو مسؤول فرع المخابرات، وهكذا هي سلسلة متصلة يتمنى فيها صاحب المرتبة الأدنى في منظومة الظلم أن ينال درجة أعلى في إجرامه وإسخاط الله عز وجل.
مستنقع يفرَّخ فيه الطغاة ويتمنى الفرعون الحديث أن يصبح مكان القديم والصغير أن يصبح مكان الكبير!
ولكن نسوا أن الله أكبر وأن الله أعلى وأن الله أجل وأن الله أعظم وأنه القاهر فوق عباده وهو الحكيم الخبير.
وتأمل كلام الواقعين في مستنقع الطغاة سترى أمثلة عديدة وشواهد كثيرة على صدق مقالتنا وقد ذكر الله لنا آية تتلى دائما وأبدًا ليعيها كل واع ولتكون عظة لمن تنفعه الموعظة. آيات في سورة القصص كذلك، قال تعالى:(فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا يا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَآ أُوتيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ* وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِّمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً وَلاَ يُلَقَّاهَآ إِلاَّ الصَّابِرُونَ* فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الأرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِن فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنتَصِرِينَ* وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْاْ مَكَانَهُ بِالأمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلا أَن منَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ).
تمنوا مكانه فلما خُسف به قالوا: (ويكأنه لا يفلح الكافرون). تمنوا مكانه لأن تفكيرهم الدنيوي قاصر عن إدراك العواقب .. غفلوا عن قدرة الله ونصرته للمستضعفين وقدرته على قهر الكفرة والقياصرة والأكاسرة والطغاة الظالمين، فأكد الله لنا ولهم في آخر سور القصص:(تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الأَرْضِ وَلا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ).
======
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
أحمد حاج محمد
- التفاصيل

يا أهل الشام الكرام: هل تتوقعون أن تحرك صور أشلاء شهداء أريحا المتناثرة وصور أجساد أطفالها الغارقة بدمائها الطاهرة، وصور الآباء والأمهات وهم يودعون فلذات أكبادهم وداعاً لا يمكن ترجمته بكلمات تُكتب أو بأخبار تُنقل، هل تتوقعون أن تحرك نخوة قادة مرتبطين اعتادوا على الخنوع والطاعة العمياء لأوامر أسيادهم؟! بعد أن أُشربوا في قلوبهم حب أكل المال السياسي القذر (السحت) من ضرائب ومكوس ظالمة، وغرقوا في ملذات الدنيا الفانية، وأخذوا يعمرونها قصورا ومزارع ومنتزهات ومعابر ومطاعم، ونسوا حظهم من الآخرة، ونسوا أنهم غداً بين يدي الله العزيز الجبار، موقوفون، وعن تخاذلهم وجبنهم وخيانتهم مسؤولون؟
إن تلك الصور والآهات وأصوات أنين الجرحى لم تحرك شيئاً من تلك المشاعر الميتة، رغم أنها لامست أسماعهم ووقعت تحت أبصارهم لكنها لم تلامس غيرة ونخوة الرجال فيهم. وليت الأمر اقتصر على ذلك بل تجاوزه إلى تسيير الأرتال والعربات المحملة بالأسلحة الثقيلة من أجل قتال المجموعات المستقلة وإخراجها من نقاط رباطها في جبال التركمان وغيرها تمهيدا لتسليمها لنظام الإجرام تنفيذا لمقررات المؤتمرات التآمرية.
يا أبناء ثورة الشام المباركة: أما آن الأوان لتقولوا كلمتكم وتنهضوا فتخلعوا عنكم تسلط قادة الذل والمهانة وعباد الدرهم والدينار؟!
واعلموا أن الأمة تنتظر منكم أن تصححوا مسار ثورتكم، وتستعيدوا قرارها المسلوب، وتعطوا قيادتكم لحزب التحرير؛ القيادة السياسية الواعية المخلصة التي تحمل مشروعا منبثقا من صلب عقيدتكم، تقودكم نحو العز والنصر والتمكين بإذن الله.
المصدر: https://bit.ly/3wy3NcC
