- التفاصيل

إلى أهل الثورة في الشام المباركة ..
إلى المخلصين، إلى الشرفاء، إلى كل من ثار على الظلم والطغيان ..
إلى أصحاب الرأي والمشورة ..
إلى المجاهدين والثائرين الصادقين الذين يقدمون أرواحهم ذوداً عن دينهم وأهلهم وارضهم وعرضهم ..
إلى أصحاب القيادة والسيادة، إلى الوجهاء، إلى العلماء، إلى كل من يثق به الناس ويجعلونه قدوةً لهم ..
لاشك أنكم وبعد أكثر من عشر سنوات من عمر الثورة تتطلعون إلى الخلاص وتنشدون سبيله، رغم ما يعتري البعض منكم من الحيرة واليأس المصطنع، متسائلين عما يجري من حولكم. لا يدري أحدكم أحياناً أيبقى في منزله وقريته وأرضه أم انه سيرحل عنها نازحاً لا يعلم حتى إلى أين، لا يعلم إن كان سيرجع يوما أم سيموت بعيداً لا يستطيع أهله حتى أن يدفنوه في أرضه.
لا يدري أحدكم ما يفعل بعد أن تفاجأ بأن من ادعى صداقته وحبه هو في الحقيقة من ينهش في جسده، يخدعه وينتظر غفوة منه ليغدر به ويبيعه بأبخس الأثمان.
ومن ادعى بأنه قد جاء لنصرتكم ووضعتموه فوق الرؤوس يوماً ها هو اليوم يبيعكم ويتسلط عليكم ويستنسخ أفعال النظام الذي خرجتم لإسقاطه. بل و بات يمارس عليكم كل أشكال الظلم والتضييق في لقمة العيش والقهر والطغيان، من إرهاب وتخويف للناس الى البطش والقتل والاعتداء على النساء، إلى الاعتقال والسجن والتعذيب، ناهيك عن سرقة أقواتكم وحرمانكم من ثروات أرضكم وفرض ضرائب ومكوس أثقلت كاهلكم لتخضعوا لما يملى عليكم من مؤامرات وحلول استسلامية وعلى رأسها الحل السياسي الأمريكي.
من مدّ إليكم يده يوماً، واهباً إياكم دعماً ادعى أنه لوجه الله لا غير، كان في الحقيقة ثعباناً قد نفث فيكم السموم وذئباً غرس أنيابه ومخالبه في خاصرتكم لتكونوا فريسة لغدره وخيانته.
من طلب منكم العون منهم بقانونهم الدولي ومنظماتهم الانسانية ومجالس أمنهم المتآمرة والشريكة في إجرام أسد، كانوا هم من يعطون الضوء الاخضر لجلاديكم بزيادة قتلكم وقصفكم وتهجيركم.
كل ذلك، لا لأنكم بعيدون عن الله كما يحلو لمشايخ السلطان وعلماء السوء تسميتكم به، ولا يزالون يعيدونه على مسامعكم كل درس أو خطبة جمعة أو حتى في موعظة.
وكل ذلك، لا لأنكم خنتم الأمانة كما خانها غيركم ممن توسد أمركم واستلم ذمام حكمكم.
كل ذلك، لا لأنكم حافظتم على أهداف ثورتكم ولا لأنكم لم ترضوا بديلا عن إسقاط النظام ولا حتى لأنكم لم تقبلوا بحلول أعدائكم الاستسلامية الهزلية التي تساوي الجلاد بالضحية، بل وتجعل الجلاد هو القاضي وهو الضامن لكم..
أتدرون لم كل ذلك حصل لكم ...؟
إنه وبكل بساطة لأنكم لم تسيروا بعد في طريق مستقيم تحددون به أهدافكم وترسمون فيه خط سيركم وكيفية قطف ثمار أعمالكم، فكان أن بقيتم تتألمون وتتقلبون وتنزل بكم النوازل ما دمتم على ذلك.
وإننا نتساءل هاهنا: أي طريق أشد استقامة من طريق رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، الذي رسمه لنا وأمرنا بالسير فيه وتحمل أعبائه لأن فيه الفوز و الفلاح والنجاة ورضوان من الله أكبر؟!
يقول عليه الصلاة والسلام:(تركتكم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك).
أدركوا سفينتكم يا من جعلتم الله ورسوله أحب اليكم من أنفسكم، قبل أن تهوي بكم الى وادٍ سحيق ليس له قرار.
كونوا على قدر المسؤولية والأمانة، وأصغوا لمن نصحكم وصدقكم القول وكان معكم في السراء والضراء وكشف لكم المؤامرات والدسائس وبين لكم طريق الخلاص.
إنه الرائد الذي لا يكذب أهله، القادر على السير بكم ومعكم لما يحبه الله ويرضاه، إلى عز الدنيا ونعيم الآخرة بإذن الله..
نعم، ها هو حزب التحرير، الناصح الأمين لكم لايزال ماداً يده اليكم لتكونوا سنداً له ورفاق درب لتجاوز المحنة سوياً، للوصول معاً إلى بر الأمان .. إلى إسقاط نظام الإجرام وتخليص الناس من شروره وإقامة حكم الإسلام عبر دولة الخلافة.
فغذوا السير ورصوا صفوفكم خلف قيادة ومشروع من صميم عقيدتكم، وانفضّوا عن كل من يريد بالثورة وأهلها سوءاً من القادة المرتبطين، وحددوا هدفكم وعاهدوا الله على السير في طريق واضح المعالم والأهداف، واضح المنهج والطريقة، هدفه إسقاط النظام وتحكيم شرع الله في الأرض وأنوف أعداء الله راغمة، في ظلال دولة لا يُظلم فيها أحد، دولة تضمن لكم العز والرفعة، دولة يرضى عنها ساكن الأرض والسماء، خلافة راشدة على منهاج النبوة.
قال تعالى:(يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين).
====
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
محمود الحمادي
- التفاصيل

وفقا للمكتب الإعلامي لحزب التحرير/ ولاية سوريا فقد أعلن "المجلس الإسلامي السوري" في بيان له رفضه للتدخلات الخارجية، مشيراً إلى التدخل الحاصل في كتابة دستور لسوريا الجديدة في اجتماعات اللجنة الدستورية في جنيف التي حصلت في شهر تشرين الأول/أكتوبر الفائت.
وقد أفصح المجلس في بيانه عن سبب رفضه للدستور المكتوب كونه يخالف القوانين الدولية، وأكد المجلس أن استقلال سوريا أساسُ استقرارها مثمناً المشاريع الوطنيّة المخلصة داعياً لمزيد من العناية بتنظيم شؤون السوريين بأيدي المخلصين من أبناء الوطن.
الراية: في الوقت الذي كان يجب على (المجلس الإسلامي السوري)، بيان واقع الدستور العلماني الذي يحاك لسوريا بأوامر غربية حتى لو كتب داخل سوريا وبأيدي بعض أبنائها، وأن هذا الدستور يخالف عقيدة المسلمين وتطلعاتهم للحكم بالإسلام وتحكيم شرع الله لا سواه، وأنه يجب على المسلمين في سوريا وغيرها من البلاد الإسلامية السعي لتطبيق دستور إسلامي يكون مستنبطا من كتاب الله وسنة رسوله ﷺ وما أرشدا إليه من إجماع صحابة وقياس شرعي، لا السعي لكتابة دستور علماني يعلن الحرب على الإسلام وأحكامه...
لم يعرج (المجلس الإسلامي) في بيانه على الإسلام أو دستور الإسلام أو أنظمة الإسلام لا من قريب ولا من بعيد، بل رأينا فيه النفس الوطني الناتج عن الاعتراف بحدود سايكس وبيكو وتقسيماتها الخادمة للاستعمار، حيث بدأ بيانه بقوله: "فإنّ استقلال سوريا أساسُ استقرارها، وإنّ صياغةَ مستقبلها ينبغي أن تكون بيد أبنائها البررة القادرين على ذلك". فعن أي استقلال يتكلم المجلس؟!
إن (المجلس الإسلامي) هذا لا يختلف عن المؤسسة الدينية الرسمية لنظام أسد، فهو لا يجرؤ على الصدع بكلمة الحق، والعمل بما يرضي الله نصرةً للثورة وأهلها، بل هو سائر في تأييد الطغاة وشرعنة موبقاتهم، وإصدار الفتاوى التي تهدف إلى إخضاع أهل الشام لمشاريع الغرب الكافر المستعمر وحلوله السياسية الخبيثة التي تهدف للقضاء على ثورة الشام المباركة وتثبيت نظام الإجرام، وهذا بإذن الله لن يكون.
جريدة الراية: https://bit.ly/3m6YRHU
- التفاصيل

بعد عقد من ثورة الشام المباركة التي تمرد أهلها على المنظومة الدولية المجرمة التي كانت تدعم طاغية دمشق بكل الوسائل والأساليب وإعطائه المهل الدموية والضوء الأخضر لسحق الشعب الثائر، الذي خرج من المساجد مكبراً مهللاً بجموع حاشدة، يهتف: "قائدنا للأبد سيدنا محمد" و"لن نركع إلا لله"، ورافعا شعارات واضحة يحدد مطالبه فيها بإسقاط النظام.
واستجابت كل المحافظات نداء الفزعة وهتفوا بصوت عالٍ: "ما لنا غيرك يا الله"، استشعر الغرب الكافر خطورة المشهد، فهرع مسرعاً لهيئة الأمم المتحدة المجرمة، وعلى رأسها أس الإجرام أمريكا، لاحتواء المشهد، فأعطت المهل وعقدت المؤتمرات وحاكت المؤامرات، وأرسلت المراقبين العرب والدوليين، ورفعت الجاهزية العسكرية في المنطقة، وأعلنت الحرب على الشعب الأعزل الذي ما خرج بثورته إلا ليبحث عن كرامته المسلوبة عبر استعادة سلطانه وقراره، فأوعزت للطاغية بإحكام قبضته الأمنية وتحريك الجيوش من ثكناتها، وأعلنت الاستنفار العام بالمنطقة وحركت أساطيل عملائها بشقيهم: الأصدقاء" و"الأعداء"!
فشكلت حلف "أصدقاء الشعب السوري"، الذي أعلن نفاقاً وقوفه مع الثورة وفتح حدوده ومد حباله من دعم لوجستي وعسكري ومال سياسي قذر، وأنشأ غرف عمليات ليسهل عليه مصادرة القرارات وسلب إرادة الثوار، وصناعة رأس للمعارضة كمجلس وطني وائتلاف ليكونوا شهود زور على بيع التضحيات التي قدمها ويقدمها أهل الشام.
أما الحلف الثاني فهو الذي جاهر الثائرين بالعداء، بدءاً من جحافل المرتزقة من إيران وحزبها في لبنان ومليشياتها الطائفية إلى القوات الروسية التي صرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن حجم وضخامة ترسانة الأسلحة التي استخدمتها قواته المجرمة وقامت بتجربتها على أرض الشام أمام مرأى ومسمع المجتمع الدولي، بل بمباركة منه.
وعلى الرغم من حجم الدمار واستخدام كافة أنواع الأسلحة من الكيماوي إلى البراميل المتفجرة والصواريخ قريبة وبعيدة المدى، إلا أن المتابع للتطورات بدقة يجد أن المعارك لم تكن تحسم عسكرياً، بدءاً من تسليم حمص وحلب مروراً بالغوطة الغربية والشرقية وحماة وشرق السكة، وصولاً لحوران ومؤخراً مناطق ريف حماة الشمالي وريف إدلب الشرقي. وظهرت حقيقة جلية أن الدول المجرمة عندما تعجز عن تحقيق أهدافها بالدبابات والطائرات تلجأ إلى المكر والدهاء السياسيين من مفاوضات وأعمال سياسية خبيثة.
حيث إنه وبعد كل صمود أسطوري تشهده ساحات المعارك وتعود قوات الطاغية المهاجمة مدحورة بين قتيل وجريح تظهر المفاوضات وتنتهي بنصر سياسي للطاغية المجرم، بعد كسره وتحطيمه عسكرياً، من القصير إلى يبرود وحلب وحمص والغوطة وحوران، وكانت دائما تباع التضحيات في سوق المفاوضين وتنقلب النتائج من خسارة عسكرية لنظام الإجرام إلى نصر سياسي له.
وإن ما نشاهده اليوم من ظاهرة التطبيع مع نظام الطاغية أسد ما هي إلا من باب محاولة تعويمه وإظهار نصر سياسي مزعوم له بعد الفشل العسكري الذي قادته روسيا بضوء أخضر أمريكي وأثبت فشله ثلة من الشباب الصادقين في حوران، الذين صمدوا لحصار دام أكثر من ثمانين يوما، فضحوا فيها الضامن الروسي وحطموا أسطورة إيران العسكرية ومرتزقتها، وكشفوا المخططات القذرة التي تهدف للقضاء على الثورة وأهلها.
أهلنا في الشام المبارك، أهل الثورة وأولياء الدماء:
اعلموا يقيناً أن النصر الوهمي السياسي الذي حققته الدول المتآمرة لإعادة الطاغية للواجهة السياسية ما كان ليحصل لولا وجود قيادة مصنعة مرتبطة وقادة متاجرين يزعمون تمثيلكم زوراً وبهتاناً.
وحتى تحفظوا تضحياتكم وأعراضكم ودماء أبنائكم عليكم باتباع خطوات مصيرية عدة، أهمها:
- إسقاط القادة المرتبطين السياسيين والعسكريين ومعهم الأجسام السياسية التي تزعم تمثيل الثورة وهي التي تسعى مع الأعداء لوأدها، من ائتلاف علماني إلى هيئة تفاوض إلى لجنة دستورية وغيرها، والبراءة منهم جميعا.
- تبني ثوابت لثورتكم المباركة بعدم القبول إلا بإسقاط النظام بدستوره وكافة أركانه ورموزه، وقطع العلاقة مع الدول المجرمة وإنهاء نفوذها، وعدم القبول إلا بالإسلام كنظام حكم يرضي الله ورسوله.
- السير مع المخلصين من أبنائكم الذين تعرفونهم وصدقوكم القول منذ اليوم الأول، والذين حذروكم من الفخاخ التي نصبها الغرب المجرم من اقتتال بين الفصائل وخطورة المال السياسي القذر وخطورة الارتباط مع الدول المجرمة.
- تبني مشروع سياسي مستنبط من كتاب الله وسنة نبيه ﷺ، مشروع الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، التي فيها عز الدنيا ونعيم الآخرة بإذن الله، وما ذلك على الله بعزيز. قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾.
بقلم: الأستاذ محمد الحمصي
جريدة الراية: https://bit.ly/333PKAV
- التفاصيل

عشر سنوات مضت على عمر ثورة الشام، وأهلها صامدون وثابتون، رغم ما يعانونه من قصف ودمار وتهجير وحصار، وتضييق ممنهج لاشغالهم بلقمة العيش عن التفكير بإسقاط النظام، وذلك تمهيداً لإعادتهم أذلة صاغرين إلى حضن نظام الإجرام وبطشه، عبر بوابة الحل السياسي الامريكي.
كل ذلك بعد أن توسد أمر الثورة من رهنوا قرارهم للداعمين فضاعوا وضيّعوا.
فما هو المخرج وسبيل الخلاص؟!
إن تشخيص المرض مقدمة للعلاج،
فما الذي ينبغي فعله لضبط البوصلة وتصحيح المسار وتتويج التضحيات بما يشفي الله به صدور قوم مؤمنين؟!
أولاً: أن ترفع الأمة صوتها وتسعى لاستعادة سلطانها الذي سلبته المنظومة الفصائلية وقادتها ومعهم حكومات وظيفية تمعن في إرهاق الناس بالضرائب والمكوس وغيرها من أساليب كسر إرادة الناس.
ثانياً: الالتفاف حول قيادة سياسية مبدئية واعية ومبصرة لطريقها، تحمل مشروع خلاص الأمة وتقود مركب الثورة الى بر الأمان، إلى إسقاط النظام بكافة أركانه ورموزه وإقامة حكم الإسلام على أنقاضه. قيادة تجمع طاقات الأمة والصادقين فيها، فتلتقي القوة السياسية مع القوة العسكرية مع الحاضنة الشعبية، لغذ الخطى لتحقيق أهداف الثورة.
ثالثاً: إدراك أهمية تبني مشروع دستور من صميم عقيدتنا، يرسم لنا معالم الدولة التي نريدها والنظام الذي نريد تطبيقه بعد إسقاط هذا النظام المجرم.
دستور إسلامي خالص، لا دستورا علمانيا يرضي الغرب ويسخط الله ويبعد النصر عنا والعياذ بالله.
دستور يكون ميثاقاً وضمانة لسلامة خط السير لمن يتصدرون مشهد التغيير سياسياً وعسكرياً وشعبياً، يبين طبيعة العلاقة بين الجميع ودور كل طرف في عملية التغيير المنشودة.
نسأل الله أن يعجل بالفرج وأن يمن علينا بنصره سبحانه عاجلاً غير آجل، فهو القائل سبحانه:
(وَلَيَنصُرَنَّ ٱللَّهُ مَن يَنصُرُهُۥٓ ۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَقَوِىٌّ عَزِيزٌ).
=====
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية سوريا
إبراهيم معاز
- التفاصيل

تدرك الأمة الإسلامية وتوقن في قرارة نفسها أنه لا عز لها ولا حياة كريمة إلا في ظل الإسلام ودولة تحكم به، وذلك رغم الضعف الحاصل في تصورها لشكل تلك الدولة، نتيجةً لتأثرها بالغزو الفكري والثقافي والعسكري الغربي الذي تعرضت له الأمة الإسلامية..
فكان من جراء ذلك أن أبعد عن الأذهان أن الإسلام هو مبدأ منه الدولة.
هذا الواقع حَتَّمَ على الأمة الإسلامية ، حتى تعود إلى سابق عزها ووضعها الطبيعي في قيادة الأمم، أن تجري عملية تفكرية جادة تتمكن من خلالها من تحديد مهمتها لتخلص نفسها أولا من الظلم المطبق عليها وضنك العيش الذي تكتوي بنيرانه، وتنقذ باقي الأمم ثانياً، وذلك بمجرد معرفة السبب الحقيقي لهذا الظلم والشقاء، و هو أنها تحتكم الى قوانين ودساتير وضعية فاسدة وضعها لها أعداؤها.
وهذه القوانين والدساتير الوضعية، عدا أنها لا تلبي حاجات الناس ولا تعبر عن تطلعاتهم، فهي لا تمت بصلة الى واقع المجتمع الإسلامي، الذي تحول عند تطبيق هذه الدساتير العلمانية الفاسدة إلى مجتمع مشوه عاجز عن التطوير والنهوض بنفسه وبغيره من الأمم والشعوب والمجتمعات.
وأضف إلى ذلك كله ما هو أخطر، وهو أنها دساتير توجب غضب الله سبحانه. قال تعالى:(وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ).
وكونها أمة إسلامية، فإنه ينبغي لها أن تحتكم لقوانين ودساتير ربانية فقط. لأن الاسلام يحتم عليها ذلك.
فكما جاء الإسلام ليحدد للمسلمين طريقة عباداتهم، كذلك جاء لينظم علاقاتهم ويفرض عليهم طراز عيش معين، وجاء ليحدد لهم طريقة عيشهم.
وها هو حزب التحرير يدعو الأمة للعودة من جديد للعيش في ظل دولة تطبق نظام رب العالمين، النظام الوحيد الذي يصلح للمسلمين ،كونه النظام الذي ارتضاه الله لعباده المؤمنين، ليعيشوا حياة هنيئة مستقرة، على بصيرة وهداية، على النقيض من حياتهم و واقعهم الحالي، مصداقا لقوله سبحانه:(ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى).
نعم إن حزب التحرير يدعو الأمة إلى العمل معه لإقامة دولة تطبق الإسلام، وهو يقدم بين يديها دستوراً مكتوباً واضحاً مستنبطاً من مصادره الشرعية، القرآن والسنة وإجماع الصحابة والقياس، اي أنه دستور رباني مصدره الوحي، وهذا ما أعطى لهذا الدستور القدسية والافضلية والصلاحية على سائر الدساتير والقوانين الوضعية.
فعلى الأمة الإسلامية أن تعلم أن تطبيقها لهذا الدستور هو بمثابة الترجمة العملية لمفهوم ارتباط عز الأمة بإسلامها، وهذا لايكون إلا عندما يكون للمسلمين دولة، هي الخلافة لاغير.
كما قالها الخليفة عمر رضي الله عنه:"نحن قوم أعزَّنا الله بالإسلام فمهما ابتغينا العزَّة في غيره أذلَّنا الله".
والحمد لله رب العالمين.
===
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
علاء الحمزاوي
