- التفاصيل
أكد المكتب الإعلامي لحزب التحرير/ ولاية سوريا أن أي مريض كلما تأخر عن العلاج ضعف. وهذا الحال ينطبق تماما على مصيبتنا في تسلط الظلمة والطغاة علينا، فكلما سكتنا عنهم وتأخرنا عن تغييرهم واقتلاعهم، زاد طغيانهم علينا واحتاج تغييرهم إلى فاتورة أكبر. وأكد أيضا: أن عدم التشخيص الواعي يؤخر نجاح العلاج، رغم كل التضحيات والجهود المخلصة. وكما أن المريض يحتاج إلى الطبيب البارع. كذلك تحتاج الأمة إلى الثلة الواعية من أبنائها لتشخيص مرضها الأخطر، وتقديم العلاج المناسب لها، لافتا إلى أن حزب التحرير قد بين أن غياب الحكم بما أنزل الله وتسلط حراس مصالح الغرب الكافر وأنظمته العفنة هو الداء الحقيقي. لذلك كانت قضيتنا المصيرية هي العمل لاستئناف الحياة الإسلامية، بإقامة دولة الخلافة على منهاج النبوة. وعلينا أن نؤمن بأن ما نقدمه من تضحيات وأثمان ونحن نسير في الطريق الصحيحة أقل بكثير مما نبذله من معاناة وتضحيات في حال استمرار الحكم الجبري.
- التفاصيل
قررت الدنمارك سحب تصاريح الإقامة من لاجئين سوريين، تمهيدا لإعادتهم إلى بلادهم، مبررة ذلك بـ"تحسن الوضع الأمني" في دمشق. وقال وزير الهجرة الدنماركي ماتياس تسفاي إن بلاده أبلغت سابقاً اللاجئين السوريين أن تصاريح إقامتهم "مؤقتة"، وبهذا تصبح الدنمارك أول دولة أوروبية تجرد اللاجئين السوريين من تصاريح إقامتهم، في حين، توفي اللاجئ السوري أكرم بطحيش المقيم في الدنمارك، إثر تعرضه لأزمةٍ قلبيةٍ مفاجئة، بعد استلامه قرارا بسحب إقامته.
الراية: إن هذا الخبر يؤكد أن ما يحصل في سوريا هو حرب كونية صليبية ضد الإسلام والمسلمين، فالعالم بعجره وبجره قد أجمع على إجهاض ثورة الأمة في سوريا ومنعها من تحقيق غايتها بإقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، فاستنفر هذا العالم المجرم جميع أدواته الدولية والإقليمية من مثل إيران وحزبها في لبنان وروسيا وتركيا ومملكة آل سعود وغيرها، والمال السياسي القذر، وها هي الدنمارك تريد أن تسلم لاجئي سوريا للمجرم السفاح الذي فروا من مجازره وسجونه وبراميله المتفجرة، إنها النظرة الساخرة نفسها للبشر، التي ميزت سياسة اللاجئين في الاتحاد الأوروبي بأكملها. إن واجهة ما يسمى بالإنسانية وحقوق الإنسان، التي تختبئ الثقافة الأوروبية الليبرالية وراءها لعقود من الزمان، قد تصدّعت وتركت وراءها القيم اللاأخلاقية والعنصرية ليراها الجميع.
جريدة الراية: https://bit.ly/2PcL1Xg
- التفاصيل
انطلقت ثورة أهل الشام في آذار/مارس من عام 2011 عفوية تطالب بأبسط الحقوق بالنسبة لشعب عاش سنوات من القمع والاستبداد، كانت الشرارة مدينة درعا وسرعان ما توسعت لتشمل كل سوريا.
طال عمر الثورة في الشام مقارنة بمثيلاتها التي كانت دافعاً لها فازداد الأمر تعقيداً وأصبح الصراع بين من خرج يطالب بحقوقه وبين من يسعى جاهداً لأن يجهض الثورة.
اختلفت مواقف الدول من حيث الظاهر تجاه الثورة بين مؤيد وبين داعٍ لحل سياسي لها؛ لذلك فقد تعددت مبادرات الحل، فمن مطالب بحسم عسكري إلى مطالب بحل سياسي، وعليه عُقدت اللقاءات الدولية وتمت المؤتمرات وشهدنا التحركات الدبلوماسية وجميعها تهدف لغرض واحد وهو إجهاض الثورة.
الثورة والدور الأمريكي فيها:
مر على ثورة الشام ثلاث إدارات أمريكية اختلفت التصريحات باختلاف الموظف، ففي أيار من عام 2011 كانت الدعوات لإجراء إصلاحات تلبي مطالب المتظاهرين لتتطور في آب من العام نفسه لتصبح مطالبة بالتنحي وهذا ما ذكرته إدارة أوباما؛ وكانت نتيجته اتفاق جنيف الذي تم في حزيران من عام 2012.
في إدارة ترامب اختلف الأمر فقد اعتبر أن بشار أسد ليس عدواً لأمريكا وإنما التنظيمات الجهادية، وأيضاً كانت المرجعية في نهاية كل قول مقررات مؤتمر جنيف.
واليوم بايدن يصرح بأن إدارته ستتبنى استعادة الدور في سوريا بعد التراجع الذي حصل في المرحلة السابقة.
وعليه فإن الدور الأمريكي من الثورة لم يخرج عما قرر في حزيران 2012 مهما تعالت الأصوات واختلفت الوجوه؛ ما يدفعنا للسؤال: ما هي حقيقة الموقف الأمريكي من الثورة؟
تنظر أمريكا لسوريا على أنها مستعمرة سياسية حصلت عليها في ستينات القرن الماضي بعد صراع كبير مع بريطانيا، لذلك فهي تسعى جاهدة لمنع أي حركة تعكر صفو سيطرتها، سواء أكانت ثورة شعبية أو تدخل دول؛ لذلك فقد سعت خلال سنوات الثورة الماضية لمنع حصول أي شيء على كونها صاحبة السيادة في سوريا.
فضبطت الحركة الثورية من خلال تجهيز مشروع سياسي لها وجهزت المعارضة لتوقع على ذلك، بالمقابل فقد أغلقت حدود الدول التي قد يأتي منها ما يخرب عملها، وضبطت المال والسلاح الداخل للبلاد عبر غرف عمليات.
وكذلك أوعزت لرجالاتها في تركيا والسعودية وغيرهما للتدخل المؤثر لاحتواء المشهد وضبطه بكافة أدواته، وهذا ما حصل، كل ذلك لمنع أي تحرك مناوئ لسياستها.
والسؤال هل استطاعت أمريكا كبح جماح الثورة؟
إن القارئ لما سبق والمتابع بغير بصيرة للساحة يجد أن أمريكا استطاعت كبح جماح الثورة وضبطها، ولكن ما حصل في الذكرى العاشرة للثورة يؤكد عكس ذلك، فقد كان إحياء الذكرى موعداً سعت من خلاله أمريكا لتثبيت عدة نقاط؛ ودعوات من الحاضنة لتنفيذ القرار 2254 الذي قرر في جنيف 2012 القاضي بحل سياسي على الطريقة الأمريكية.
ولكن لم يحصل شيء مما ذُكر فلا مطالبات بتطبيق جنيف ولا شرعية أُعطيت للتركي، وإنما أعادات الذكرى شعارات الثورة في بداياتها "الشعب يريد إسقاط النظام".
كان المميز بالمتظاهرين العدد والمناطق، فبالإضافة لإدلب انضمت درعا وبعض مناطق الغوطة، وهي مؤشرات دللت على أن الثورة لا تزال على عهدها الأول وأنها لم تتغير أو يتم كبح جماحها؛ فالثورة تولد كل يوم وتنمو في كل يوم وليس ما حصل من مظاهرات السنة العاشرة إلا دليل على ذلك.
هل هناك حل أمريكي يلوح في الأفق؟
تعيش الإدارة الأمريكية اليوم موقفاً لا تحسد عليه، عبر عنه كبار موظفيها على مستوى الرئاسة والخارجية والناطقين الرسميين فتارة لا محل للأسد، وتارة نحن لا نريد تغيير النظام ولكن نريده أن يغير سلوكه، مرة يتم الوصف بأنه فاقد للشرعية ثم يُقال إنه سيكون في المرحلة الانتقالية.
بناءً عليه وإلى الآن لا بوادر حل تلوح في الأفق وحتى من جهزتهم كشخصيات بديلة يخطفون الأنظار في بداية قولهم سرعان ما ينساهم الناس كأي سلعة تجارية كاسدة، فلا حجاب نال الشعبية المطلوبة ولا غيره.
ثورة الشام إلى أين؟
إن الله قد تكفل بالشام وأهله، فاليقين عندنا نحن أهل الشام أن ما يحصل إنما هو دائر في كفالة الله سبحانه، فالثورة على مر سنوات عشر مضت كانت ذخيرتها دماء وأعراضاً وتهجيراً وخوفاً وكل ذلك قد يراه البعض شراً ولكن الله وصف بأن فيه الخير، قال تعالى: ﴿وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ﴾.
تضحيات كفيلة بأن تُبقي الثورة متقدة حتى تحقق ما خرجت لأجله، وما ارتقت للحصول عليه؛ إسقاط النظام بكافة أركانه ورموزه وإقامة حكم الإسلام.
لقد وصلت الثورة اليوم إلى نهاية طريقها إن شاء الله تعالى وهذا يقيننا بربنا والأيام تشهد أن بوادر التغيير الصحيح لاح بريقها فالظلم قد غطى كثيراً من المناطق والأقنعة تسقط تباعاً والغربلة لا تزال قائمة، وبالمقابل البناء مستمر والوعي أصبح السمة العامة للثورة؛ ولكن وحتى لا يتكرر ما حصل عام 2011 بأن يتم ركوب موجة الثورة وحرفها كان لزاماً أن تكون هناك ثوابت تحدد طبيعة الصراع، وكيف هو، وبين من ومن، وكيف السبيل للخلاص، وفوق كل هذا تكون هذه الثوابت أسساً تقوم عليها عملية التغيير لعل الله يجعلها باباً من أبواب تنزيل نصره.
بقلم: الأستاذ عبدو الدلي (أبو المنذر)
جريدة الراية: https://bit.ly/3goIWTj
- التفاصيل
راج كثيراً بين أوساط أهل الشام مسألة أن نظام تركيا أردوغان بالتعاون مع قادة الفصائل سيعيدهم إلى قراهم التي هُجروا منها بالتواطؤ بين النظام التركي وبين قادة الفصائل.
فاستحضروا شعار ما يسمى (حق العودة) الذي رفعه وطالب فيه أهل فلسطين طوال عشرات السنين، ولكنه بات طي النسيان أو كاد بتقادم الزمن وتعاظم المؤامرات.
لقد تداول أهل بعض مدن الشام التي تم تهجير أهلها تنفيذا للمؤامرات الدولية من مثل (خان شيخون والمعرة وسراقب وكفر نبل وتل رفعت وحمص والغوطة) هذا المصطلح، وأصبحت العودة إلى الديار أقصى ما يتمناه من يسكن مع عائلته في خيمة لا تقيهم برد شتاء ولا حر صيف مع معاناتهم من تسلط أمنيي الفصائل وظلمهم، وأصبح شياطين الإنس الذين كانوا سببا في مأساتهم يزيّنون لهم هذا الشعار - حق العودة - ويحاولون من خلاله إعادتهم إلى حظيرة نظام الإجرام عبر الحل السياسي الذي تريده أمريكا الصليبية بذريعة حقن دماء أهل الشام ووضع حد لمعاناتهم ومآسيهم.
إلا أن المآسي والنكبات التي يعاني منها أهل الشام بسبب تهجيرهم من مدنهم وقراهم وبيوتهم، ورغبتهم التي تعتمل في صدورهم في العودة إلى مواطنهم، يجب أن لا تمنعهم من رؤية الأمور على حقيقتها، والوعي على خطر المكيدة التي تدبر لهم والمؤامرة التي يحوكها ضدهم المتآمرون - الدوليون والإقليميون والمحليون - عليهم للالتفاف على ثورتهم المباركة وإجهاضها، والقضاء على كل تطلعاتهم وأهدافهم وهدر دمائهم وتضحياتهم.
والسؤال الذي يقحم نفسه في ذهن كل صاحب بصر وبصيرة هو، هل يعقل أن مَن كان وما زال سببا في مأساة أهل الشام، يمكن أن يكون مشفقا عليهم رحيما بهم حريصا على مصالحهم؟! أم أن ما يقوم به من دعوة للحل السياسي الأمريكي وسعي إلى تنفيذه، ومن ثم المناداة بحق العودة؛ ما هو إلا مكر وخداع، ليعيدهم إلى العيش في كنف الظلم وتحت وطأة القهر والعبودية من جديد في ظل حكم نظام طاغية الشام العلماني عميل أمريكا الصليبية الحاقدة على الإسلام والمسلمين؟!
لذلك فالواجب على أهل الشام أن يدركوا أن شعار حق العودة، وحتى العودة نفسها إن حصلت في ظل الظرف القائم، ووفق الحل السياسي الذي تسعى له أمريكا؛ لن تنهي معاناتهم بل ستزيد من مأساتهم ومن فاتورة التضحيات التي سيستمرون في تسديدها دون مقابل.
وبناء عليه يجب على أهل الشام أن يؤمنوا بأن الحل الوحيد الذي سيعيد الأرض ويحمي العرض ويحفظ التضحيات ويصون دماء الشهداء، يكمن في تصحيح مسار الثورة والتمسك بثوابتها وأهدافها وعلى رأسها إسقاط نظام الإجرام بكل أركانه ورموزه، وإقامة حكم الإسلام في ظل دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، التي بشر بها رسول الله عليه الصلاة والسلام بقوله: «ثم تكون خلافة على منهاج النبوة» فهذا دليل وبشارة على عودتها بإذن الله من جديد بعد هذا الحكم الجبري لتكون ملء سمع العالم وبصره.
فسارعوا يا أهل الشام إلى العمل مع حزب التحرير الرائد الذي لا يكذب أهله لإقامتها تقية نقية راشدة على منهاج النبي ﷺ، ففي ذلك وحده خلاصكم ونجاتكم وعزكم أنتم وأمتكم الإسلامية في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد. ﴿وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِأَعْدَائِكُمْ وَكَفَى بِاللَّهِ وَلِيّاً وَكَفَى بِاللَّهِ نَصِيراً﴾.
جريدة الراية: https://bit.ly/2QM7wCx
- التفاصيل
شـهدت سـوريا في الآونة الأخيرة حراكاً سياسياً كبيراً، وذلك مع وصول الثورة إلى ذكراها العاشرة، في محاولة من الدول المتدخلة في الشأن السوري كسر الجمود القائم منذ سنة تقريباً، طبعاً هذا الحراك ليس ذا شأن بالنسبة لتغيير المواقف من الثورة السورية وإنما تحريك للأجواء، وبيان الموقف الشعبي وبالون اختبار لنفسية أهل الثورة ومعنوياتهم.
حيث انطلقت بداية شهر آذار لقاءات سياسية عدة في عدة عواصم، فكانت زيارة وزير الخارجية التركي إلى قطر ولقاء المسؤولين القطريين، ترافقت مع تصريحات بتقديم دعم مادي لحكومات الأمر الواقع في الشمال المحرر، وفي الوقت نفسه زار وزير الخارجية الروسي المملكة السعودية، ورشح عنها محاولات روسية لدعم النظام السوري ورفع الحصار عنه وإعادته إلى الجامعة العربية، هذه الزيارات واللقاءات خرج الجميع فيها بتصريح وحيد أنهم جميعاً مع الحل السياسي وتنفيذ القرار الأممي 2254 وأنه هو الحل الوحيد لـ"الأزمة السورية".
في المقابل كان هناك حراك إعلامي وحديث عن مجلس عسكري ورياض حجاب ومرض الطاغية بشار وزوجته بوباء كورونا، وتسريبات إعلامية عن خروجه إلى روسيا، ونشاط أوروبي محموم يتحدث عن محاكمة طاغية الشام وأركان نظامه، جاء ذلك كله في وقت تعاني مناطق النظام من سوء المعيشة نتيجة ارتفاع صرف العملة السورية أمام الدولار ووصولها أرقاماً فلكية، وفقدان المواد الأساسية من الأسواق وازدياد طوابير الخبز والمازوت وانقطاع الكهرباء، وتوقف المواصلات العامة في مناطق عدة.
هذه المحاولات الدولية لاستغلال الذكرى العاشرة للثورة السورية لتمرير مؤامراتها على الشعب السوري، اصطدمت برياح الثورة القوية التي عبّر عنها الشعب بخروجه بمظاهرات حاشدة أكدت مرة أخرى على مطلب إسقاط النظام، هذا المطلب الذي يبدو أنه تجذر في نفوس أهل الشام ولم يعد بالإمكان اقتلاعه رغم المكر الدولي الكبير الذي يعصف بالثورة وأهلها، مما حدا بأعداء الثورة إلى العودة للحل العسكري ودفع الروس لتشغيل آلة الإجرام مرة أخرى للرد على الروح الثورية التي انبعثت في الذكرى العاشرة للثورة، فارتكبت المليشيات الروسية مجزرة دموية باستهداف مشفى في مدينة الأتارب بريف حلب الغربي، كما قصفت القوات الروسية منطقة المخيمات في بلدة قاح بصاروخ باليستي، بالإضافة لشن غارات جوية على معبر باب الهوى في عمق الشمال المحرر بريف إدلب الشمالي، رافقه حديث عن فتح معابر بين مناطق النظام والمناطق المحررة لاقت هي الأخرى رداً شديداً ورفضاً كبيراً من الثوار والحاضنة الشعبية، وكل ذلك للتغطية على الأسباب الحقيقية لهذا الحراك العسكري، الذي كان رداً على تأكيد الثورة على هدفها بإسقاط النظام.
لقد شكلت الذكرى العاشرة صدمة في الدوائر السياسية والمخابرات الدولية، التي تحضّر الأجواء لإنزال الحل السياسي والقضاء على الثورة، من حيث الحشود الهائلة التي خرجت ونوعية مطالبها، ليس ذلك فحسب فرغم محاولات فتح قضية علم الثورة وجعله قضية وخلق بلبلة في أوساط الثورة والثوار إلا أنها لم تؤت أكلها، فمطالب الناس لم تذهب في الاتجاه الذي أريد لها بل كانت تأكيداً على مطالب الثورة وتحقيق أهدافها وعلى رأسها إسقاط النظام، والذي تبين أنه ما زال هدفاً يوحّد الجميع لا بديل عنه، فقد جاءت المظاهرات الحاشدة تأكيداً على التمسك به، بينما كانت الدول تتربص الدوائر بالثورة وثوارها تريد دفعهم للموافقة على القرارات الدولية وعلى رأسها القرار 2254 الذي تبين أن الناس كشفت حقيقته وأنه لا يحقق أهداف الثورة وإنما هو هدية ومكافأة للنظام على جرائمه، وإعفاء له من المحاسبة بل وتكريس وجوده ومشاركته في السلطة.
إن حيوية الثورة رغم كل ما تواجهه في الداخل من فصائل وحكومات وظيفية مرتبطة بأعدائها، في مقابل وضع النظام المتهالك دفع وزير الخارجية الأمريكي لترؤس جلسة مجلس الأمن الدولي لبحث ما يسمونه الأوضاع الإنسانية في سوريا، والذي يسبق انعقاد مؤتمر بروكسل لما يسمى هو الآخر دعم الشعب السوري، هذه الجلسات والمؤتمرات وإن أخذت الشكل الإنساني إلا أنها في الحقيقة ذات بعد سياسي، ودليل ذلك ما صرح به قبل أيام بيتر ماريرو رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر خلال لقائه محافظ مدينة الحسكة شرق سوريا، بأن لجنته ستطالب مؤتمر بروكسل برفع الحصار عن سوريا، وهو ما يعتبر حبل نجاة جديداً تلقيه المنظمات الدولية للطاغية ونظامه المجرم.
أمريكا وأدواتها من دول ومنظمات ولجان ما زالت تعمل بوتيرة عالية وتناسق منقطع النظير عبر مؤامرة الحل السياسي الذي فصلته أمريكا على مقاس مصالحها ونفوذها في سوريا، لرسم نهاية الثورة وفق ما تريد وتشتهي، ولكن الحاضنة الشعبية للثورة كانت وما زالت الرقم الصعب الذي لا يمكن تجاوزه، إن هي تسلحت بالوعي على ما يحاك لها من مؤامرات.
إن الرد على ما تحوكه الدول من مؤامرات لا يكون إلا بتبني المشروع السياسي الإسلامي الذي يقدمه الرائد الذي لا يكذب أهله (حزب التحرير)، الذي أصدر مؤخراً الورقة السياسية الثالثة لأهل الشام قراءة لواقع الثورة - تشخيص وعلاج - حدد فيها أهداف النظام الدولي وأدواته في مواجهة الثورة السورية من حل سياسي ودستور جديد وهيئة حكم انتقالي وانتخابات هزلية، مساحيق تجميل للنظام المجرم الذي لن يتغير، بل سيبقى بمؤسساته الأمنية والعسكرية وعلى رأسهما أزلام أمريكا، في عنوان ثابت عن كيفية خداع الشعوب عندما توسّد أمرها إلى غير أهله.
كتبه: الأستاذ أحمد معاز
جريدة الراية: https://bit.ly/3wUit5W