press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

772021raya1

 

تعتبر الكثير من المنظمات والجمعيات التي دخلت على خط ثورة الشام بمختلف أشكالها ومسمياتها وانتماءاتها بما فيها المنظمات غير الحكومية؛ إحدى السلطات الفاعلة والمؤثرة على مجرى حياة أهل الشام الثائرين، وإحدى الجهات التي ساهمت في صياغة حياتهم وصبغها بألوان مختلفة، فكان لها دور كبير في تقييد أهل الشام وتخديرهم والمساعدة في تكميم أفواههم والتسلط عليهم؛ عن طريق ما يسمى سلة الإغاثة والمبالغ النقدية التي تقدمها بين الحين والآخر، والتي تعتبر بمثابة مخدر خدّر الكثير من الناشطين؛ ناهيك عن عامة أهل الشام، ووسيلة ضغط وابتزاز رخيصة لشراء المواقف، حيث أصبح الكثير من الناس يخشون قول كلمة الحق؛ أو اتخاذ مواقف صادقة مخافة قطع المساعدات عنهم وحرمانهم من المعونات، فكان ذلك ضغثا على إبالة وحالة أخرى من حالات الخوف التي تضاف إلى حالة الخوف التي عملت قيادات الفصائل على زرعها بين الناس عن طريق القمع والتسلط والملاحقة والاعتقال والقتل.

لقد شكل اقتلاع حاضنة الثورة من قراها وبلداتها وتهجير الناس من مختلف مناطقهم إلى الشمال السوري؛ وحشرهم في سجن كبير ضمن مخيمات النزوح، حالة من عدم الاستقرار، وخلق حالة من الضياع والتشتت، فبعد أن كان جل تفكير الناس في كيفية إسقاط النظام والتخلص منه؛ أصبحوا يفكرون كيف يتدبرون أمورهم المعيشية لتأمين حاجاتهم الأساسية من مسكن ومأكل وملبس، وهنا جاء دور ما يسمى بالمنظمات الإغاثية، حيث عملت هذه المنظمات على إنشاء المخيمات المؤقتة؛ وتقديم المعونات وسلل الإغاثة، ثم ما لبثت أن بدأت بعملية إحصاء لكافة الموارد البشرية والحيوانية والاقتصادية، ناهيك عن سيطرتها على غالبية القطاعات الخدمية والصحية والتعليمية وغيرها، وعملت سبرا لكل شيء، حتى باتت تستطيع أن تحصي على الناس أنفاسهم بكامل رضاهم في أكبر عملية تجسس جماعي تعجز عنها الكثير من شبكات التجسس في العالم، ثم حولت المخيمات المؤقتة إلى مخيمات شبه دائمة في خطة تشبه إلى حد كبير ما حصل مع أهلنا المهجرين في فلسطين الذين ضاع أملهم في العودة مع أول حجر تم بناؤه في مخيمات نزوحهم.

لقد كان تقديم المساعدات بمثابة صمام الأمان الذي يمنع الناس من الانفجار والتفكير الجدي بالتغيير، وإسفينا يزيد من الشروخ الطبقية والاقتصادية بين الناس، حيث يعتبر حجم المساعدات المقدمة محدودة ولا تشمل جميع المحتاجين الذين يشكلون الغالبية العظمى من سكان ما يسمى المناطق المحررة، وخاصة مع عِظم عملية التهجير التي حصلت، مما خلق نوعا من الصراع الخفي حتى بين العائلة الواحدة للحصول على المساعدات، وزرع بذور الفتنة والتفرقة بين الأهل نتيجة عدم تغطية الاحتياجات بالشكل المطلوب والكافي، وإذا أضفنا إليها فساد القائمين على المنظمات بمختلف مواقعهم؛ زاد ذلك الطين بلة، وزاد الشرخ اتساعا، وساعد الفاسدين الذين انتقتهم سلطات الأمر الواقع بعناية لفرض سيطرتهم على الناس.

لقد لعبت المنظمات والجمعيات دورا مكملا لدور ما يسمى الدول الداعمة، ولعبت المساعدات والمعونات المقدمة من المنظمات والجمعيات لعامة الناس دورا مكملا لدور المال السياسي القذر المقدم من الدول الداعمة لقيادات الفصائل والقوى العسكرية التي حملت على عاتقها يوما ما إسقاط النظام، حيث تولت الدول الداعمة ربط قادات الفصائل بها ومصادرة قراراتهم وسلب إرادتهم في التغيير وتقييد أعمالهم وإحصاء أعداد مقاتليهم وكمية أسلحتهم ونوعها وأماكن مستودعات الذخيرة، وتحويلهم إلى أدوات بيدها للقمع والتسلط على رقاب الناس لتحقيق سياساتها بعد أن كانوا أمل أهلهم وحاضنتهم ومعاول بيدهم لهدم نظام طاغية الشام وإسقاطه.

في حين كانت المنظمات أداة ساعدت في ربط الحاضنة الشعبية وتقييد عامة الناس وسلب إرادتهم ووسيلة ضغط عليهم للسير في سياسات الدول وحلولهم السياسية القذرة.

يجب على أهلنا في الشام أن يدركوا أن الوقوف في منتصف الطريق مهلكة، وأن أنصاف الثورات مقتلة، وأنه لا بد لهم من إكمال ثورتهم حتى إسقاط النظام المجرم بدستوره وكافة أشكاله ورموزه، وأن أي اعتماد على الغرب الكافر وأدواته هو انتحار سياسي، فمن خرج في ثورة وقدم الغالي والنفيس لا يصح أن يسكته رغيف خبز أو سلة إغاثة ولا يصح أن يشغله عن هدفه شاغل.

 

 

كتبه: الأستاذ أحمد عبد الوهاب
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا

 

جريدة الراية: https://bit.ly/3jSeD9k

3062021raya2

 

قام بعض الصبية الحاقدين على حزب التحرير بتزوير قناة على التيلغرام تحمل اسم حزب التحرير- ولاية سوريا، بعد عجزهم عن مقارعة الحجة بالحجة وبعد إفلاسهم في مواجهة مشروع الخلافة السياسي، لينشروا في تلك القنوات شرورهم وحقدهم على الحزب بأسلوب مليء بالكذب والافتراء والسخرية والاستهزاء ناهيك عن التزوير وعدم الإحساس بالمسؤولية، مخالفين بذلك كل الأحكام الشرعية التي تنهى عن ذلك كله وتحرمه.

وإزاء هذا التصرف الخسيس، قال رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا الأستاذ أحمد عبد الوهاب في بيان صحفي أصدره السبت، 19/06/2021م: إننا في المكتب الإعلامي لحزب التحرير/ ولاية سوريا؛ نبين لأهلنا في الشام خاصة ولوسائل الإعلام بكافة أشكالها بشكل عام أن قنواتنا على مواقع ووسائل التواصل (الاجتماعي) تحمل اسم المكتب الإعلامي لحزب التحرير/ ولاية سوريا بما فيها قناته على التيلغرام، وسنرفق روابطها، وكل ما عدا الروابط المرفقة فهو موقع مزور يهدف إلى تشويه صورة حزب التحرير ولصق الافتراءات به بأساليب رخيصة مفضوحة، ومعروف من يقف وراءها، وإن مكاتب حزب التحرير الإعلامية منتشرة في معظم دول العالم ويسهل التواصل معها عبر مواقعها الإلكترونية ومعرّفاتها الرسمية المعروفة للجميع، لكل من يريد التثبت والتبين من أي مسألة.

الموقع الرسمي: http://www.tahrir-syria.info/

تيلغرام: https://t.me/tahrersy

تويتر: https://twitter.com/AttahrirSyria

فيسبوك: https://www.facebook.com/Tahrer.syr/

يوتيوب: https://youtube.com/channel/UCOy90DvIHcKgjxzsoJOSdTA

 

جريدة الراية: https://bit.ly/3y8NdQs

2362021raya2

 

أكد رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا، الأستاذ أحمد عبد الوهاب: أنه ليس هناك خلاف بين النظام الروسي والنظام التركي على إعادة أهل الشام إلى نير العبودية من جديد، إنما الخلاف في كيفية إعادتهم؛ فروسيا تريد إنهاء الملف السوري بأسرع وقت ممكن وتعمل على إنهائه عسكريا، بينما النظام التركي ومن خلفه أمريكا ليست على عجلة من أمرها وتريد إنهاء الملف سياسيا على طريقتها، وفي الحالتين النتيجة واحدة. جاء ذلك تعليقا على قول السفير الروسي لدى النظام السوري ألكسندر يفيموف، بأن اتفاق بلاده مع تركيا بشأن إدلب، لا يلغي ضرورة "إعادة سيطرة النظام السوري عليها من جديد"، وأن الاتفاقات الروسية التركية بشأن إدلب "سمحت بتثبيت ما حرره الجيش السوري، بدعم من القوات الروسية"، وأن تنفيذ بعض العناصر من تلك الاتفاقات، "استغرق وقتاً أطول مما نود"، مضيفاً: "مع ذلك نستمر بالعمل مع الجانب التركي حول هذا الموضوع على مستويات مختلفة".

 

جريدة الرية: https://bit.ly/3qkQ6ej

3062021raya1

 

يقول رسول الله ﷺ: «إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ مَعَالِيَ الْأُمُورِ وأَشْرَافَهَا، وَيَكْرَهُ سَفْسَافَهَا».

وإن من أعظم المعالي التي تتصف بها أمة الإسلام هي الثبات على الحق وسلامة المنهج.

فالقائد لا يداجي ولا يحابي ولا يداهن، وأمة الإسلام هي الأمة القائدة، أو التي يفترض أن تكون كذلك، وبالتالي فلا تخاذل ولا تفاهات ولا تذبذب ولا تلون.

وفي زمن المحن والشدائد تجد الكثير من المسلمين من يبحث عن منهج السلامة ويحاول أن يبرر ذلك بادعاءات شرعية، بينما القلة القليلة هم من أتباع سلامة المنهج، وشتان بين هؤلاء وأولئك.

فأصحاب سلامة المنهج كالقمم الرواسي، وأولئك كالزئبق المتماهي.

ولعلك تجد أكثر أولئك المميعة هم من مشرعني المصلحة والمفسدة التابعة لأهوائهم والذين يلوون أعناق النصوص ويحمّلونها ما لا تحتمل والذين يتنازلون عن الثوابت بحجة حقن الدماء حينا والبعد عن المخاطر أحيانا، مع أن المسلّم به أن من أراد التمكين فسيختبر إن كان أهلا لذلك أم لا، قال عز من قائل: ﴿الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ﴾.

وقد سئل الشافعي رحمه الله أيهما خير للمرء أن يمكّن أو يبتلى؟ فقال: لا يمكّن حتى يبتلى.

وفي القوانين الإلهية الثابتة أن العاقبة للمتقين والنصر حليف الثابتين الصابرين والعطر سيرة العاملين لنصرة الدين بينما المتزلفون والمميعة وأهل الأهواء من أصحاب منهج السلامة لا يصلون لمبتغاهم ولا يرتضيهم الباطل الذي يسايرونه وربما يكون أول المضحين بهم.

وقد قال أبو بكر رضي الله عنه: "احرصوا على الموت توهب لكم الحياة".

ولعل الأمثلة على من آثر سلامة المنهج على منهج السلامة شاهدة في التاريخ وهي عند الأنبياء على وجه الخصوص أجلى وأبين.

فهذا إبراهيم عليه السلام كان من الممكن أن يتجنب استفزاز قومه الغلاظ وألا يستعلن بدعوته حفاظا على حياته خاصة وأنه في ريعان شبابه ويكتفي بوعظهم وإقناعهم فيسلَم بذلك ويبقى مقيما بينهم ولا يرمى في النار ولا يضطر لقطع الفيافي والقفار مهاجرا ولقومه هاجرا.

لقد ثبت إبراهيم عليه السلام وانتصرت دعوته لأنه اختار الثبات منهج الحق فاستحق أن يكون خليل الله وأن يخلد ذكره في العالمين ﴿إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ * شَاكِرًا لِّأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ﴾.

إن صحة المنهج لا توصل فقط لانتصار الدعوة وتمكينها وانتشارها وهيمنتها على ما سواها بل توصل للنجاة والفوز يوم الدين.

وهذا موسى عليه السلام سلك طريقا مملوءة بالصراع مع الباطل وأهله من طغاة الأرض في زمانه فرعون وهامان وجنودهما وحاشيتهما فما توانى ولا انكسرت عزيمته وصبر على المكاره وصبّر من اتبعه ﴿قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُواْ إِنَّ الأَرْضَ لِلّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ﴾ فمضى في معركته إلى منتهاها حتى إذا ما هلك فرعون وجنوده استعد لمرحلة أخرى من الجهاد ﴿يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الأَرْضَ المُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلاَ تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِينَ﴾.

وهذا رسولنا الكريم ﷺ ثبت وصبر ولم يتنازل مع ضخامة العروض التي قدمت له بل كان في دعوته سافرا متحديا، وانتصرت دعوته بإقامة دولة الإسلام في المدينة المنورة. وها هو يقول في الحديبية: «فَمَاذَا تَظُنُّ قُرَيْشٌ، وَاللَّهِ إِنِّي لَا أَزَالُ أُجَاهِدُهُمْ عَلَى الَّذِي بَعَثَنِي اللَّهُ لَهُ حَتَّى يُظْهِرَهُ اللَّهُ لَهُ، أَوْ تَنْفَرِدَ هَذِهِ السَّالِفَةُ».

وأما اليوم وقد أكرمنا الله بثورة مباركة في الشام فقد ظهر من القوم من حديثي الأسنان من ألبس الحق ثوب الباطل والباطل ثوب الحق، متخذا السلامة منهجا يبرر تخاذله ويغري الآخرين بها، والتنازل طريقا فسوّق للمال السياسي القذر وشرعن الهدن والمفاوضات ورهن إمكانيات الثورة لأعدائها وأفتى بقتال كل من لا يضمن ركونه، حتى وصل بهم الحال لإدخال الصليب وأعوانه إلى بلاد المسلمين، وحمى دورياتهم، واستحوذ على الأموال، ونهب وسلب وشرعن المكوس والضرائب والقائمة تطول.

كل ذلك بدعوى الاستضعاف وبحجة عدم المقدرة، وبدعوى المصلحة الباطلة، وما ذلك إلا لكسر عزيمة أهل الشام، وهزيمة ثورتهم كرمى لعيون أعداء الدين وتغطية لتخاذلهم.

وراح بعضهم يخطب ود الغرب الكافر، وعلى رأسهم أمريكا حامية نظام الإجرام، وراح يلتقي بهم وينسق معهم. كل ذلك بحجة الحفاظ على ما تبقى من "محرر"، مع أنهم هم من باع وتاجر بكل ما سبق، ويسعون اليوم لهزيمة ما تبقّى.

بينما تجد في الطرف المقابل، يعتقل ويضيق عليه ويحارب، من آثر سلامة المنهج، بل يصفونه بالتشدد والجمود، يريدون منه أن يسير سيرهم، ويبيع دينه بعرض من الدنيا قليل، بل حتى إنهم يعيّرونه بثباته وكأنه سبة ومذمة!

ولكن في نهاية المطاف الحق أبلج والباطل لجلج ﴿فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ﴾. وليعلم المميعة أنهم لن يُرضوا أسيادهم ﴿وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ﴾. وأن الباطل إلى زوال وأن الثورة تكون بمن صدق، ولا تزال تغربل الناس حتى يحصل التمايز بين الصادقين وأصحاب الدعاوى الباطلة، وحتى تعبر ثورة الشام بإذن الله إلى بر الأمان واصلة لغايتها بالصادقين، وإن النصر صبر ساعة.

إن ثورة خرجت تنادي (هي لله هي لله) لن تكون إلا لله وهي بإذن الله بكفالته ورعايته، وسنة التمحيص لتكون خالصة لله قائمة، وقد شهدنا على مر زمنها سقوط الكثير من أهل الباطل والزيغ والأهواء وما هي إلا مدة قصيرة حتى نشهد بزوغ فجر الإسلام بخلافة راشدة على منهاج النبوة، وعد الله وبشرى رسوله ﷺ. نسأل الله أن يثبتنا على المنهج السليم القويم وأن يستعملنا ولا يستبدلنا إنه ولي ذلك والقادر عليه والعاقبة للمتقين.

بقلم: الأستاذ عامر السالم (أبو عبيدة)

 

جريدة الراية: https://bit.ly/3A9K1Wq

2362021raya

 

إن القيادة السياسية في المجتمع تقوم مقام الرأس من الجسد، فهي تنظم طاقات الناس وتسير بهم نحو تحقيق المشروع الذي قدمته لهم، والناظر إلى الثورات في البلاد الإسلامية يرى بوضوح كيف سعى الغرب الكافر المستعمر للالتفاف عليها فأجهض بعضها مثلما فعل في مصر وتونس والسودان، وما زال يسعى لإجهاض بقيتها مثلما يفعل في اليمن وسوريا، وما مكنه من ذلك إلا غياب القيادة السياسية المبدئية عن هذه الثورات.

فالشعوب التي ثارت ضد قيادتها السياسية وما تحمله هذه القيادة من مشروع علماني رأسمالي عاث في الأرض الفساد، هذه الشعوب كانت مشكلتها أنها لم تتخذ قيادةً سياسيةً تنظم لها ثورتها وترسم طريقها وتوجه طاقاتها. فأصبحت جسداً بلا رأس يقودها، فتشتتت طاقتها وتباطأت حركتها، وهذا طبيعي رغم أنه غير مقبول، فعندما تقوم لتغيير قيادة سياسية فمن البديهي أنك تحتاج لقيادة جديدة تسد الفراغ مكان سابقتها، فلا يمكن لأي مجتمع أن يعيش بلا قيادة سياسية، ونظرة واحدة إلى كل دول العالم تدل دلالة قاطعة على هذا الأمر.

والجماعة المؤهلة لتلك القيادة يجب أن تمتلك مشروعاً سياسياً مكتوباً حتى تطلع الأمة عليه، يوضح رؤيتها لكيفية تنظيم علاقات الناس في الحكم والاقتصاد والاجتماع والقضاء والسياسة الداخلية والسياسة الخارجية، وهذا المشروع هو محل العقد، وطرفا العقد هما الأمة والحاكم، فالمشروع يبين للناس حقوقهم وواجباتهم ويبين للدولة حقوقها وواجباتها، وبناء عليه تتم المحاسبة.

ومن يتعمق بفعل النبي ﷺ في دار الأرقم بن أبي الأرقم رضي الله عنه يجد أنه صنع من الصحابة الكرام رضوان الله عليهم أجمعين رجالَ دولةٍ كانوا أهلاً لقيادة الأمة من بعده، قيادةً سياسيةً على أساس العقيدة الإسلامية، فبعدما حكم الناس في المدينة بكتاب الله وسنته ﷺ أمرنا أن نهتدي بهديه وبسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعده ثقةً منه بقدرتهم على قيادة الأمة.

وكان مما أصاب ثورة الأمة في سوريا نتيجة غياب القيادة السياسية المبدئية عنها أن صارت جزءاً من مشروع غيرها من حيث تدري أو لا تدري، وما تحويل النظام التركي لمجاهديها إلى مرتزقة في ليبيا وأذربيجان إلا صورة من صور تحولهم إلى أدوات لخدمة مشاريع الغرب المستعمر.

فإن لم يدرك أهل سوريا أهمية القيادة السياسية اليوم فمتى؟! وإلى متى سيبقون بلا قيادة سياسية تقود دفة الثورة نحو بر الأمان؟ وإلى متى سيبقى قادة فصائلهم عبيداً للداعم وهم صامتون لا يأمرونهم بمعروف ولا ينهونهم عن منكر مخافة بطشهم؟!

إن أولى خطوات النصر لثورة الشام أن يوسد الأمر إلى أهله رغم أنف القادة المرتبطين مسلوبي الإرادة، وأن تكون هذه القيادة ذات مشروع واضحٍ على أساسه تتم محاسبتها، وليس أي جماعة تدعي أنها صاحبة مشروع في حين إن لسان حالها أبلغ من مقالها يثبت أنها أداة رخيصة بيد المخابرات والداعم، وليعلم أهل الشام جيداً أن ضريبة الصمت عن هذا الأمر أكبر بكثير من ضريبة القول والعمل الذي يرضي الله عز وجل.

قال تعالى: ﴿قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾.

 

جريدة الراية: https://bit.ly/3gLPYRN