press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

262021raya1

 

 

التقيت أمس بأحد المثقفين فقال لي: "إني لا أتأمل من أحد خيراً، فكل الموجود ليس أهلاً للنصر، ولكني أعقد الأمل بالله".

ربما يظن الكثير أن هذا الكلام لا يعبر عن اليأس، ولكنه توصيف لواقع نعيشه، إلا أنني وقفت على هذا الكلام، ورأيت أنه يعكس قنوطاً ويأساً من التغيير، أما عبارته الأخيرة "الأمل بالله" فإنها لا تتجاوز اللسان، وذلك لأن الذي يرجو النصر من ربه عليه أن يرى في أمة الإسلام خيراً كثيراً.

فاليأس كما هو معلوم داء خطير، يجب الحذر منه، والترفع عن الوقوع فيه، وإذا أردنا أن نصف اليأس فيمكننا القول هو انتظار المجهول، والنظر للواقع السيئ على أنه قدرٌ محتوم؛ أو يمكن أن نعرف اليأس بأنه شعور بانسداد الأفق واستحالة التغيير، مما ينعكس سلباً على سلوك الإنسان فيجعله مُقعداً عن العمل، مكبل الفكر، مقيد الحركة، لا يرى إلا أنه لا بد من سنّة الاستبدال.

الحقيقة أن نتائج الشعور باليأس خطيرة على الأمم أكثر من خطرها على الأفراد، فإذا ما أُشيعت فكرة اليأس، أدى ذلك إلى استسلام الأمة أمام عدوها، وهذا أعلى ما يتمناه العدو ويهدف إليه، فإن بداية الانكسار والهزيمة تكون هزيمة نفسية، ثم يعقبها استسلام تام، ناهيك عن أن الشعور باليأس يقف عائقاً أمام أي حركة تغيير، لأن هذا الشعور يجعل الحكم بالفشل مسبقاً على أي عمل، هو السائد عند الجميع.

ولا فرق بين من يقول إنه يئس من الناس، أو أنه يئس من النصر، لأن فقدان الثقة بالأمة وبقدرتها على التغيير، هو ذاته فقدان الأمل بتحقيق النصر على الأعداء، وهذا لا يكون إلا عند من أضاع البوصلة، أو أنه لم يتصور غاية الطريق الذي يسلكه، فعندما تسلك طريقاً متأكداً من صحته، عالماً بعقباته، فهذا يجعلك تكمل المسير مهما اعترضتك من عقبات، ويجعلك لا تحيد عن الطريق أبداً، لأن أي انحراف عن الطريق هو ابتعاد عن الهدف.

وحتى نُسقط هذا الكلام على واقع الأمة الإسلامية، فإن طريق عزّة الأمة يكون بالثورة على هذه الأنظمة التي تتحكم بمصائر العباد، وتنهب خيرات البلاد، وهذا الطريق مليء بالتضحيات، وتتزاحم فيه العقبات، ولطالما هو طريق مزعج للطغاة، فيسعون جاهدين لزيادة عرقلة السائرين فيه، فتارة يلقون صخور قتلهم وسجونهم، وتارة يشقون طريقاً آخر مليئا بالورود والأموال ليحرفوا مسيرة الثائرين، ويبعدوهم عن تحقيق أهدافهم.

والشيء الوحيد الذي يجعل الثائرين يعودون أدراجهم، أو يقفون مكانهم في منتصف الطريق، هو الشعور بالعجز أمام تجاوز أية صخرة من صخور الطغاة، هذا الشعور هو اليأس بعينه، لذلك يحرص أعداء الأمة على تثبيت هذا الشعور، وبثه بين الناس ليقعدوهم عن الاستمرار في طريق ثورتهم، أو ليجعلوهم يعودون من حيث انطلقوا صفر اليدين، بعد تقديم آلاف التضحيات، دون أن يقطفوا ثمارها.

ولأن اليأس يفعل في الأمة كل هذه البلايا كان هذا محرماً على المسلمين، فقد قال تعالى: ﴿إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ﴾. إن هذه الآية وإن وردت في سياق قصة سيدنا يوسف عليه السلام، إلا أنها جاءت تعقيباً على كلام يعقوب عليه السلام، وجاءت بصيغة العموم، فهي ليست خاصة بزمن أو مكان ما، بل عامة تشمل كل الأوقات والأزمان.

وكذلك قال تعالى: ﴿قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ﴾، والقنوط مرادف لليأس، والنهي عنه واضح في الآية الكريمة، ورحمة الله تشمل نصره لعباده، وبما أن الله وعد عباده المؤمنين العاملين بالنصر والتمكين، كان لزاماً عليهم ألا ييأسوا ولا يقنطوا من تأخر النصر، بل عليهم أن يكونوا واثقين من تحقيق وعد الله ثقة مطلقة، فالله سبحانه وتعالى لا يخلف الميعاد.

وأما عن اليأس من الناس، والقول بأن هذا الجيل لا أمل فيه، وعلينا أن نربي جيلاً آخر، وأن الناس في هذا الوقت لا أمل فيهم ولا خير يرجى منهم، فهذا ما نهى عنه النبي ﷺ، حيث قال: «إذا قالَ الرَّجُلُ: هَلَكَ النَّاسُ فَهو أهْلَكُهُمْ». رواه أبو داوود.

وأخيراً أود أن أذكّر بسنّة من سنن الله في خلقه، ألا وهي أن نصر الله سبحانه وتعالى، يأتي في أشدّ أوقات البؤس والخذلان والضعف، وهذا ما دلّت عليه قصص الأنبياء جميعا، وهذا ما عاشه المسلمون واقعاً، فهذا رسول الله ﷺ مُطارداً من قريش، يختبئ في الغار، ويغير طريق هجرته، ثم بعد أيام يقيم صرحاً للمسلمين في المدينة المنورة، وهذا نبي الله موسى عليه السلام ومن آمن معه، على شاطئ البحر قد أدركهم فرعون وجنوده، وهم بلا عدة ولا عتاد، فيشق الله لهم البحر ويهلك فرعون وجنوده...

فما على العاملين والثائرين لاقتلاع الطغاة، السائرين في طريق عزة أمتهم، المهتدين بنهج نبيهم ﷺ، إلا أن يكونوا على ثقة تامّة بأن الله سبحانه وتعالى يترصد للطغاة ﴿إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ﴾، وأنه منجزٌ وعده، ﴿وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ﴾، وليحذروا كل الحذر أن يقعوا في مستنقع اليأس الذي يدفعهم إليه أعداؤهم، فإنه لا يجلب لهم إلا الدمار، ولن يعود عليهم إلا بالخيبة والخسران، قال تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً﴾.

بقلم: الأستاذ منير ناصر
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا

 

جريدة الراية: https://bit.ly/3fImuDP

2652021raya2

 

تحت عنوان: حزب التحرير يستنصر جيوش المسلمين لتحرير المسجد الأقصى، نظم شباب وأنصار حزب التحرير، عقب صلاة الجمعة، مسيرة مظاهرة مركزية حاشدة في مدينة إدلب، نصرة للمسجد الأقصى وتوجيه النداء للجيوش لتأخذ دورها في تحرر كامل فلسطين. وقالت اللافتات المرفوعة إن "طريق تحرير القدس يمر فوق حطام الأنظمة العميلة"، وخاطبت ثوار ومجاهدي الشام مؤكدة أن: نصرة الأقصى تبدأ بإسقاط نظام أسد. فانفضوا عنكم غدر الضامنين"، وتحت عنوان: "الأقصى يستنصر جيوش المسلمين"، نظم شباب حزب التحرير، الخميس، وقفتين متزامنتين في المناطق المحررة؛ ففي مدينة صوران بريف حلب الشمالي أقيمت وقفة أكدت لافتاتها المرفوعة على أن "حكامنا أموات يجب الإسراع في دفنهم وعندها فقط تحرر فلسطين"، وبينت أن "فلسطين قضية كل مسلم.. وتحريرها فرض على جيوش المسلمين"، وأشارت إلى أن "صواريخ المقاومة أثبتت هشاشة كيان يهود"، وشددت على أن "احتلال يهود ظل الأنظمة العربية العميلة إذا زالت زال الاحتلال"، وكذلك فإن "طريق تحرير القدس يمر من عواصمها". أما في مدينة الدانا بريف إدلب الشمالي، فقد رفعت لافتات أكدت إحداها أن "نصرة الأقصى لا تكون باستجداء أعداء الأمة كالأمم المتحدة ومجلس أمنها. وإنما بتحرك الجيوش وهدم العروش وإقامة حكم الإسلام"، وقالت أخرى "عندما تتحرر جيوش المسلمين من القيود.. يتحرر الأقصى من دنس يهود". وأيضا تحت عنوان: "الأقصى يستنصر جيوش المسلمين"، كان شباب وأنصار حزب التحرير قد نظموا، الأربعاء، وقفات متزامنة في كل من مدينة كفر تخاريم في الشمال الغربي من إدلب، وتجمع مخيمات الكرامة وبلدة دير حسان بريف إدلب الشمالي.

جريدة الراية: https://bit.ly/2Tkf0yb

 

 

1952021raya2

 

نظم شباب حزب التحرير في ولاية سوريا وقفة نصرة للمسجد الأقصى المبارك، في قرية السحارة بريف حلب الغربي بعد صلاة عصر الثلاثاء 11/05/2021م، وحمل المشاركون في الوقفة لافتات أكدوا فيها أن جرح سوريا وفلسطين هو جرح واحد، وأن نصرة المسجد الأقصى المبارك لا تكون باستجداء أعداء الإسلام من مثل منظمة الأمم المتحدة ومجلس أمنها، وإنما يكون بتحريك الجيوش لهدم عروش الأنظمة العميلة ومن ثم تحرير الأقصى وفلسطين. بالتزامن خرجت وقفة في مدينة أرمناز بريف إدلب تحت عنوان: "يا جيوش المسلمين الأقصى يستنصركم" أكد المشاركون فيها على أن الأقصى مسؤولية الأمة، وتحريره واجب على جيوشها.

2652021raya

 

أكد بيان صحفي للمكتب الإعلامي لحزب التحرير/ ولاية سوريا: أن الغاية السياسية من مسرحية الانتخابات الهزلية في سوريا هي محاولة إعادة الشرعية لنظام القتل والإجرام، وإعطائه دعما جديداً ريثما ينضج الحل السياسي الذي تريده أمريكا ومعها أدواتها للقضاء على ثورة الشام، ولزرع مزيد من اليأس في نفوس حاضنة الثورة. وذكر البيان: أن طاغية الشام عقد انتخابات رئاسية هزلية سنة 2014م دون أن يحرك المجتمع الدولي ساكنا، واستمر في منصبه يمارس القتل والإجرام حتى يومنا هذا، وها هو الآن يعيد الكرة من جديد؛ في محاولة يائسة منه لإضفاء الشرعية عليه، بعد أن دمر البلاد وقتل أكثر من مليون ونصف المليون مسلم، وشرد الملايين من بيوتهم، عدا عن مئات الآلاف من المعتقلين في زنازين الموت وسجون القهر والتعذيب. متسائلا: هل نرضى بأن ننتخب قاتل أطفالنا ومشرد أهلنا ومدمر بلداتنا ليحكمنا بدستور الكفر وقوانين الكفر من جديد؟! وهل يمكن أن ينجح المتآمرون في خداع أهل الشام كما حصل مع أهلنا في مصر وتونس من قبل؛ حيث حرفوا الثورة وغيروا رأس النظام السابق فقط حيث بقي دستوره وأركانه وأنظمته؟! وشدد البيان على أن القضية ليست من يحكم فحسب، وإنما القضية أيضا بماذا يحكم، فحرمة الانتخابات ليست بسبب أنها في مناطق طاغية الشام، أو لأن طاغية الشام أحد مرشحيها، بل حرمتها لأنها قائمة على غير أساس الإسلام، وحتى لو لم ينجح طاغية الشام في الانتخابات رغم نتائجها المحسومة مسبقا، فلن يتغير من الأمر شيء ولن يختلف الواقع، وسنظل نرزح تحت ظلم الحكم الجبري، فننتقل من مستبد إلى مستبد آخر، ومن عميل إلى عميل، فالجميع سواء ما دام الدستور الوضعي الذي هو سبب شقائنا وضنك عيشنا أساس حكمهم. وختم البيان مخاطبا المسلمين في الشام بالقول: إن التغيير الحقيقي والجذري يكون عن طريق استئناف الحياة الإسلامية بإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، والتي ستنهي عصر الحكم الجبري، وتجتثه من جذوره، فتطبق أنظمة الإسلام ودستوره وأحكامه، وتقطع يد الغرب الكافر عن العبث في بلاد المسلمين، ويكون الترشح فيها قائماً على أساس الإسلام وأحكامه في كافة مجالات الحياة.

 

 

جريدة الراية:  https://bit.ly/3yxCa46

1852021raya1

 

عاشت الأمة الإسلامية عيد الفطر المبارك بشكل مختلف هذا العام، ظهر فيه تلاحمها وتوحدها في ردة فعلها تجاه ما حدث ويحدث مع أهلنا في فلسطين والقدس وغزّة، وانتقلت نقلة نوعيّة في معاينتها للأحداث وطريقة ردة فعلها، ما كشف عن وعي متدفق في شرايين أبناء هذه الأمة العظيمة، الذي سرعان ما سينتج حركة فاعلة، فما زالت الحقائق تتكشف يوماً بعد يوم وتؤكد المؤكد أن ثورة الأمة مستمرة في التحول والتبلور لتكون قوة دافعة للتغيير الحقيقي الذي ينشده المسلمون لبلادهم.

أكثر ما أكد ذلك هو ما يجري الآن على الأرض المباركة فلسطين وفي القلب المسجد الأقصى المبارك، الذي تبين أنه عميق جداً في وجدان المسلمين، بل أعمق من أي شيء في نفوسهم، وتبين أن هرطقات التطبيع التي عمل عليها أعداء الأمة وأذنابهم في الخليج العربي ليست أكثر من فقاعة، وثبت بالدليل القاطع أنه لا تطبيع بين المسلمين ومغتصبي الأرض المباركة فلسطين طالما أن هناك فاتحة، وطالما أن هناك مسلمين يقرؤونها في كل صلاة وفي كل وقت وحين، فقد فاجأ أهلنا في الأراضي المحتلة عام 1948 الجميع، بعد أن كان يظن البعض أنهم قد تحولوا وأنهم أصبحوا كما يحلو للبعض تسميتهم بــ(عرب إسرائيل) أو عرب 48 وإذ بهم مسلمون فلسطينيون، وهم الذين يتكلمون اللغة العبرية ويدرسون في مدارس الكيان ويعيشون في ظل حكمه منذ سبعين عاماً، ليتبين أن التطبيع لا طريق له في الأمة نهائياً، ولم يؤثر فيمن يعيش التطبيع، فكيف بمن سيفرض عليهم التطبيع؟ وأنها هرطقات حكام يعيشون آخر أيام حكمهم وسيرون بأعينهم قريباً جداً سقوط أنظمتهم البالية.

ما يجري الآن في الأمة من غليان هو من المبشرات الكبيرة لقرب التغيير، فقد سقطت فكرة الحدود بين الدول التي أنشأها الاستعمار وتبين أنها كذبة قد تجاوزها المسلمون، ورأينا كيف أن أهلنا في الأردن قد أطاحوا بها، وكما قال أحدهم: (يا الله الملوك شو ضحكوا علينا وعلى أجدادنا)، بمعنى أن الهالة التي كانت تحيط بالحدود الناشئة عن فكرة الوطنية قد سقطت سقوطاً مدوياً لا يمكن إعادتها وإصلاحها، ولم يعد بالإمكان ترويجها بين الشعوب مرة أخرى، وكان لصمود أهلنا في القدس والمسجد الأقصى دور كبير، فهم الذين حرّكوا مشاعر الأمة الإسلامية كاملة، فاندفع أهلنا في الأردن واجتازوا الحدود، بل داسوها وداسوا معها كل ما قدّسته هذه الأنظمة وما أوهمت به شعبنا، وأن الأردن دولة وفلسطين دولة وسوريا دولة...الخ، وهذا التحول سيكون له شأن في المستقبل القريب، فالشعوب فهمت أن الأنظمة التي صنعها الاستعمار وضحكت على أجدادنا بالحدود المصطنعة لن تستطيع الاستمرار بالضحك علينا، وأننا أمة واحدة من دون الناس لا يفصل بينها حدود ولا ملوك.

ومن الأمور التي ظهرت جليا هذه الأيام أن كيان يهود أوهى من بيت العنكبوت وأن ما كان يتبجح به (القبة الحديدية) هي قبة كرتونية لن تمنع المسلمين من تحرير أرضهم المباركة، وكما لم تستطع القبة منع صواريخ الفصائل الفلسطينية من الوصول لعمق الكيان، فعاشوا الرعب في الملاجئ كالجرذان، فإنهم لن يستطيعوا منع المسلمين من النهوض مرة أخرى، وقلعهم وقلع كيانهم الهزيل بكل بساطة، فما فعلته الفصائل لا يساوي عشر معشار ما ستفعله جيوش المسلمين قريباً ليس بالكيان فقط بل وبداعميه ورعاته الصليبيين.

أما في سوريا فقد عرض الشباب أنفسهم للنظام التركي لنقلهم إلى فلسطين لقتال يهود كما ساقهم من قبل إلى ليبيا وأذربيجان لخدمة المصالح الأمريكية، لكن هذه المرة بدون أي مقابل، فقط خذونا علّنا نستشهد على ثرى القدس والمسجد الأقصى، وهذا ما يعبر عن شوق الأمة لقتال أعدائها تمنعهم من ذلك أنظمة الضرار، ولكن ذلك لن يطول فأحداث الأقصى وغزة الأخيرة كشفت عن كثير من مكنون قلوب المسلمين شرقاً وغرباً وفضحت تآمر الأنظمة عليهم وعلى مقدساتهم، مما وضع هذه الأنظمة أمام المحاسبة مباشرة، وأنه لم يبق إلا أن تتحرك الجيوش لخلع هذه الأنظمة والإطاحة بها وإعادة السلطان للمسلمين ليختاروا من يحكمهم ويحقق مصالحهم.

حدث المسجد الأقصى الأخير كشف عن توحد الأمة فكرياً وشعورياً رغم الفوارق بين دولها المختلفة، وعاد الحديث عن كون قضية فلسطين قضية إسلامية وأنه يجب تحريرها كاملة من عصابات يهود، ولم يعد يذكر أحد حدود 67 والضفة وغزة، لأنها لم تعد تشبع نهم المسلم المتابع والمتحرّق لقضايا أمته، ووصل الأمر لمطالبة الجيوش بأخذ دورها الذي بنيت لأجله في حماية المسلمين والدفاع عنهم وعن مقدساتهم حتى أصبح حديث الشارع في كافة أرجاء البلاد الإسلامية، والذي كنا ولا زلنا نعتبره أهم مطلب يمكن أن يختصر معاناة المسلمين ويحقق أهدافهم في التغيير وخلع نفوذ الغرب من بلادنا.

انحياز الجيوش إلى الأمة في كل البلاد الإسلامية يجب أن يكون عنوان المرحلة المقبلة، والدعوة لذلك يجب أن تشغل مساحة واسعة في كل أدبيات المسلمين والجماعات العاملة للتغيير، ولقطع يد الغرب عن التحكم في مصيرنا ونزع العامل الأهم في عملية التغيير من براثن أعداء الأمة، التي يركن إليها الغرب الصليبي لحماية نفوذه، فتكون المعول الذي يسقط نفوذه يجرّف مصالحه، ويقضي على تسلطه وجبروته، فيوقف نهبه وسرقته لخيرات بلادنا وشعوبنا.

لقد غيّر عيد الفطر هذا العام خارطة سير الأمة ووجّهها بالاتجاه الصحيح نحو التفكير عميقاً في إقامة دينها ودولتها التي تدافع عن الإسلام وتحفظ مصالح المسلمين، فتحرر الأرض المغتصبة وتجتث كيان يهود وتخلع من بلادنا نفوذ أمريكا وبريطانيا وباقي المستعمرين، فنقيم على أنقاض أنظمة العمالة والتجسس نظام الإسلام العظيم في دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، التي تطبق الإسلام على المسلمين وتحمله للبشرية رسالة رحمة من رب العالمين.

كتبه: الأستاذ أحمد معاز

 

جريدة الراية: https://bit.ly/33Y6xm8