- التفاصيل

مع مرور أحد عشر عاماً على انطلاق ثورة الشام، ووصولها إلى أفق مسدود بنظر كثيرين، يتساءل المرء هل ما زال هناك أمل، وهل هناك أي مؤشر للتفاؤل في ظل واقع مرير وصلت إليه هذه الثورة اليتيمة، مع كثرة أعدائها من الداخل والخارج الذين يعملون بكل الوسائل والأساليب على إخمادها والقضاء عليها؟!
فنرى في الخط الأول من جوقة المعادين للثورة قادة المنظومة الفصائلية، الذين تحولوا إلى أدوات رخيصة بأيدي الداعمين. فكان أن تم تجميد الجبهات، واتخذ هؤلاء القادة وضعية المزهرية رغم تعرضنا للقصف شبه اليومي من النظام وحلفائه وأعوانه، وأصبحت فكرة إسقاط النظام من الماضي عندهم، بل أصبح شغل هذه المنظومة الفصائلية التضييق على الناس من خلال الأمنيات والسجون وفرض الضرائب والمكوس وفتح المعابر التي تدر عليها الأموال الطائلة على حساب معاناة أهل الشام، حتى غدت الحاضنة الشعبية مدركة عظم جرم هذه المنظومة، فتعالت الأصوات مطالبة بإنهاء وجودها كي يعود للثورة ألقها وقرارها واستقلاليتها.
أما من يسمون العلماء والمشايخ في بلاد الشام فقد كانوا فريقين اثنين؛ إلا من رحم ربي، لا يقل خطرهم عن قادة المنظومة الفصائلية؛ ففريق اصطف مع قادة الفصائل وأصبح يشرعن لهم كل خيانة وتخاذل واقتتال محرم خدمةً للداعمين، ولم يتخذوا موقفاً مشرفاً حقيقياً بالاصطفاف مع الثورة وأهلها، وجزء من هذا الفريق يقيم في تركيا ويعمل تحت مسمى المجلس الإسلامي السوري، والذي تأتي فتاويه على مقاس هوى القيادة التركية التي تقود حرباً ناعمة ضد ثورة الشام بتوجيه السيد الأمريكي.
أما الفريق الثاني من العلماء فهم المشايخ الظلاميون في المناطق المحررة، الذين تنكبوا عن المسير على خطا الأنبياء في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وقيادة الناس نحو التغيير الذي يرضي الله، وأكثرهم يعتلون المنابر فلا نراهم يجرؤون على التفوه بكلمة الحق ونصرة الثورة والأخذ على أيدي الظالمين بما يساهم في تصحيح مسارها وتوجيه بوصلتها التوجيه الصحيح، وهؤلاء خطباء الحيض والنفاس ومكارم الأخلاق، إلا من رحم ربي، وهم قليل، هذا إذا سمحت لهم أوقاف الحكومات الوظيفية بالخطابة أصلا.
أما الدول (الداعمة) كتركيا والسعودية وقطر التي تتآمر على الثورة وتسير في الركب الأمريكي لفرض الحل السياسي المسموم عبر مالها السياسي القذر الذي أورد ثورتنا المهالك، فإنها بلا شك تتحمل مسؤولية كبيرة عما حصل، وجرمها كبير جداً في إيقاف الجبهات والتقاط النظام لأنفاسه وإيقاف قطار الثورة وحرف مسارها وفرض مسار التفاوض الخياني عبر الأذناب والأدوات. وقد كان لهذه الدول الدور الكبير في المشاركة في محاربة أهل الشام والتضييق عليهم، ولكن ما كان لها أن تنجح بهذا الدور الخطير القذر لولا خونة متاجرون على الأرض يسهّلون لها مهمتها وينفذون لها أجندتها.
وأخيراً رؤوس الشر من الدول العظمى، وفي طليعتهم أمريكا وروسيا، الذين اتفقوا على ضرورة حرب هذه الثورة المباركة وإخماد جذوتها والقضاء عليها كونها ثورة إسلامية بامتياز، رفعت شعارات إسلامية منذ بدايتها، وكان من أهم ثوابتها إسقاط نظام الإجرام وإقامة حكم الإسلام كبديل عن نظام أسد العلماني المجرم.
في ظل هذه الجبهة المعادية للثورة ترى المشهد كالتالي: الغرب الكافر وأدواته من جهة في حرب مباشرة مع أهل الشام الرافضين للعودة لحظيرة نظام أسد المجرم، من جهة أخرى. أما نتيجة هذا الصراع فقد حسم بالنسبة لأهل الشام بعد كل ما قدموه من تضحيات عظيمة "ثورة مستمرة حتى النصر"، مستبشرين بقول الله تعالى: ﴿وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ﴾. فلا أنصاف ثورة ولا عودة لحظيرة النظام المجرم ولا مجال للاستسلام مطلقاً، وهذا تمثل في شعار الثوار في بداية الثورة "الموت ولا المذلة".
وبعد أحد عشر عاماً من مكر أعدائنا لكسر إرادة أهل الشام، نرى دول الكفر وأنظمة الضرار قد وصلت إلى طريق مسدود، إلا أنها ما تزال تحاول وتحاول حتى تحقق مرادها، ورأس حربة مكرها حل سياسي يثبت نظام الإجرام ويعاقب كل من خرج في ثورة الشام. حيث إنها لم تستطع قتل روح الثورة في نفوس أبنائها، وهذا ما صرح به قادتهم، فالرئيس الأمريكي الأسبق أوباما يقول: "أنا على ثقة تامة أن القسم الأكبر من الشيب في رأسي بسبب الاجتماعات التي عقدتها بشأن سوريا". وهذا هو المبعوث الأمريكي السابق إلى سوريا جيمس جيفري يقول: "إن الإدارة الأمريكية ليس لديها استراتيجية شاملة في سوريا قد تؤدي إلى حل المشاكل المتعددة العالقة فيها". وأضاف أنه لا يوجد وضوح لدى السياسة العامة لإدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن حول سوريا.
وهذا يدل على تخبط الإدارات الأمريكية المتتالية في التعامل مع الملف السوري، حتى وصل الأمر إلى استمرار ممارسة الضغوط اليومية على أهل الشام ومحاربتهم في لقمة العيش عبر المنظومة الفصائلية وحكومات الأمر الواقع لإخضاعهم لقبول الحل السياسي الذي تهندسه أمريكا، من خلال ترسيخ مرجعية جنيف والقرار 2254 الذي يهدف لتثبيت النظام العلماني في سوريا وهم يدركون صعوبة ذلك.
ومما يبعث على التفاؤل أيضاً وجود حزب سياسي إسلامي يحمل مشروع إقامة دولة الإسلام، مناصر لقضايا الأمة المصيرية، ألا وهو حزب التحرير الذي يقدم نفسه كقيادة سياسية لثورة الشام، وهو يعمل ليل نهار لتحقيق أهداف الثورة وثوابتها، في إسقاط النظام برمته، بدستوره وأجهزته ومؤسساته القمعية، وليس الاكتفاء بإسقاط رأسه فقط، وإقامة حكم الإسلام متمثلاً بدولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة. وهو قد هيأ لذلك رجال دولة ومشروعاً سياسياً مفصلاً لبناء تلك الدولة بناء متيناً رصيناً شامخاً في وجه أعداء الدين والأمة.
وحزب التحرير يعمل منذ بداية الحراك الثوري في سوريا على إفشال جميع الأعمال والمؤامرات السياسية الغربية التي تهدف للقضاء على الثورة. وهو يسعى لبلورة أفكاره وآرائه ومواقفه لأهل الشام الثائرين، وخاصة بعد تساقط الأقنعة وتكشف الحقائق، ورسم خارطة طريق عملية لاجتثاث النظام من جذوره وتخليص الناس من شروره.
نعم، إن حزب التحرير رائد لا يكذب أهله، وهو يمد يده للأمة على الدوام لقيادة المرحلة الراهنة على الوجه المطلوب والوصول بثورة الشام إلى بر الأمان، إلى النصر والظفر والتمكين الذي وعد به رب العزة سبحانه القائل في كتابه: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾.
بقلم: الأستاذ أحمد الصوراني
المصدر: https://bit.ly/3qu6ief
- التفاصيل

في الذكرى الحادية عشرة لانطلاقة ثورة الشام المباركة، قال بيان صحفي أصدره المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا: كلنا يقين بأن الله عز وجل لن يخذل ثورة قدمت الغالي والنفيس في سبيله، وخرجت من مساجده، ونادت بأعلى صوتها "هي لله هي لله"، وجعلت من رسوله ﷺ قائدا لها. ولفت البيان إلى: أنه منذ اليوم الأول حاول الغرب الكافر تطويق الثورة، وحرفها عن مسارها؛ تمهيدا لإجهاضها، فنصب لها الفخاخ في مؤتمراته، وأغرقها بالمال السياسي القذر، وكبلها بالاتفاقيات والهدن والمفاوضات، وأخذ يستعد لرسم مستقبلها، عن طريق دستور مفصل على مقاسه؛ يُقصي به الإسلام عن الحكم، ويحفظ له مصالحه، ويضمن له استعماره لأرض الشام المباركة، فيكون بذلك قد استبدل عميلا بعميل؛ فيضمن بذلك شقاء المسلمين في أرض الشام المباركة، وضنك عيشهم، بعد أن يبعدهم عن دينهم ونظامه وأحكامه. وأضاف البيان: إن الغرب الكافر هو الذي أسقط دولة الإسلام، وهو الذي استعمر بلاد المسلمين وقسمها إلى دويلات هزيلة، وهو الذي وضع على كل دويلة حاكما عميلا له، فهل بعد كل ذلك يرتجى من حلوله خيرٌ لقضايانا؟! وهل قرار مجلس الأمن 2254 يسعى لخلاصنا وإنصافنا؟! وخلص البيان إلى القول: لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها، وذلك بتبني مشروع الخلافة على منهاج النبوة، والعمل الجاد والمخلص مع العاملين لإقامتها، فهي السبيل الوحيد للخلاص، وما عدا ذلك تضييع للوقت والجهد، وهدر للطاقات، وغرق في مستنقع النظام الرأسمالي العفن الذي أشقى العباد ودمر البلاد.
وفي السياق ذاته شهدت المدن الرئيسية في الشمال السوري، مظاهرات ضخمة إحياء لذكرى الثورة. وتجمع عشرات الآلاف من المتظاهرين يوم الثلاثاء من الأسبوع الماضي، وسط الساحات الكبيرة في كلٍ من مدن "إدلب، الباب، أعزاز، ودارة عزة" وغيرها. بينهم نازحون ومهجرون من جميع المحافظات، جددوا مطالبهم بإسقاط النظام، والتأكيد على ثوابت الثورة. وعمل النشطاء والفعاليات الثورية في كافة المدن والبلدات ضمن المناطق المحررة، على تزيين الشوارع بشعارات تحمل عبارات تؤكد على استمرار الثورة، وتخلل المظاهرات هتافات عرفها المتظاهرون منذ أيام الثورة الأولى من قبيل "الشعب يريد إسقاط النظام".
كذلك عمّت المظاهرات ريف إدلب الشمالي بدعوة من شباب حزب التحرير، وأقيمت مظاهرة حاشدة في بلدة دير حسان جددت العهد على استمرار الثورة حتى النصر. وأحيت مدينة درعا البلد جنوبي سوريا هذه الذكرى من أمام الجامع العمري، وخرجت مظاهرات عدة في قرى وبلدات ريف دير الزور بعد دعوات عدة أطلقها ناشطون وثوار من أبناء تلك البلدات. وخرجت المظاهرات عقب صلاة الجمعة في بلدة الشحيل حيث تجمع الأهالي وسط ساحة البلدة وهتفوا لإسقاط النظام مستذكرين بدايات انطلاقة الثورة ومؤكدين على استمرارها حتى تحقيق أهدافها. أيضاً خرجت مظاهرة أخرى لأبناء بلدة أبريهة هتفت للثورة وإسقاط النظام، كما خرج أهالي بلدة غرانيج في مظاهرة طالبت بإسقاط النظام المجرم وكل القوى والمليشيات الداعمة.
كما أكدت مقالة نشرها المكتب الإعلامي لحزب التحرير/ ولاية سوريا أنه رغم كل التآمر فما تزال ثوابت ثورة الشام متقدة في نفوس الصادقين من أبنائها. وهذا ما يبعث الأمل بإمكانية تصحيح المسار وتلافي الأخطاء وتوسيد الأمر لأهله، لتتويج التضحيات بما يرضي الله ويشفي به صدور قوم مؤمنين.
المصدر: https://bit.ly/3qrhwjC
- التفاصيل

مما سمعته أول الثورة من عوام الناس بأننا "لن ننتصر حتى نأكل أوراق الشجر"..
عندها لفت انتباهي عزيمة واستعداد أهل هذه الثورة المباركة لمثل هذا الأمر. فقد أدركوا منذ بداية الثورة أن هناك فاتورة كبيرة يجب أن تدفع حتى تستعيد الأمة هويتها وعزتها وكرامتها ومكانتها بين الأمم، "فمن يخطب الحسناء لم يغله المهر".
إلا أن ما نراه اليوم من محاولات لإرهاب الناس والضغط عليهم في المناطق المسماة "محررة"، من تضييق ممنهج وتجهيل وضرائب ومكوس واحتكار للمواد ورفع للأسعار، من قِبل من يزعمون الثورة والجهاد، هو أمر لم يكن يتوقعه كثيرون، لدرجة أن البعض راح يشبه أفعالهم بأفعال عصابة الإجرام في دمشق المدعومة أميركياً، والتي كان من خبثها ومكرها إشغال الناس بلقمة العيش كي لايعرفوا لنيل عزتهم طريقاً. أفعالٌ تستنسخها المنظومة الفصائلية وحكومات الأمر الواقع التي لا تعرف من الرعاية إلا اسمها، وذلك لإشغال أهل الشام عن التفكير والسعي الجدي العملي لإسقاط نظام الإجرام في عقر داره وإقامة حكم الإسلام مكانه. وهذا هو عين ما تريده أميركا، وهو التنفيذ الحرفي للدفع باتجاه حلها السياسي الخبيث الذي يسوق الناس تدريجياً إلى حظيرة الطغيان من جديد.
فها هي أميركا وائتلافها العميل ومعارضتها المصنعة منخرطون بمكر عظيم لإنجاز خططهم لوأد الثورة، من مؤامرات ومؤتمرات وهيئات تفاوض وجولات متلاحقة، ولجنة دستورية تسعى لتثبيت النظام العلماني الذي يقصي ديننا عن الحكم والحياة والمجتمع والدولة، وذلك في محاولة بائسة لتثبيت الحكم الجبري الذي نعاني من شروره.
و كل هذا التآمر هو لقتل تطلعات الثائرين وآمالهم بتتويج تضحيات ثورتهم بحكم الإسلام ممثلاً بخلافة راشدة على منهاج النبوة لا على مناهج الطواغيت، أدوات الكافر المستعمر الرخيصة.
طبعاً، هذا مكر أعدائنا وأذناب أعدائنا، ولايعني أنهم نالوا مرادهم أو سينالونه، فالله ولي الصادقين الصابرين المحتسبين. فأهل الشام الثائرون لايزالون على الوعد، وهاهم يخرجون في مظاهراتهم الشعبية لإحياء جذوة الثورة من جديد، والأخذ على أيدي القادة المرتبطين والفصائل المفرّطة، والوقوف صفاً واحداً في وجه الظالمين جميعاً، وضبط البوصلة لتصحيح مسار الثورة وتوسيد أمرها إلى من يخشون الله في الثورة والثائرين، و اتخاذ من يحمل مشروعاً سياسياً من صميم عقيدتنا، قيادة سياسية ترسم لنا الخطوات العملية لإسقاط النظام و إقامة حكم الإسلام، وماذلك على الله بعزيز.
وختاماً، نقول لكل المتآمرين على ثورتنا إن أهل الشام ماضون في ثورتهم، متمسكون بثوابتها، ولن يشغلهم عن السعي لتحقيق أهدافها تضييق في المعيشة أو إشغال بمؤونتها، فثورتنا مبدئية لم تقم لتحسين ظروف العيش أو لإصلاحات دستورية شكلية فقط، إنما قضيتها أعظم من ذلك بكثير، أن نطوي صفحة الظلم والقهر والطغيان والحكم بغير ما أنزل الله، لننعم بتطبيق نظام الإسلام و عدله و حمل رسالته رسالة هدى و نور، في ظلال دولة غائبة آن لها ان تعود وتعيدنا أعزة من جديد، ولإقامتها فليعمل كل مخلص يبتغي وجه الله.
قال تعالى:(ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز).
===
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
فادي العبود
- التفاصيل

مع رؤية هذه التجهيزات وهذه الاحتفالات والمظاهرات في الذكرى الحادية عشرة لانطلاق ثورة الشام المباركة، مترافقة مع مكر شديد من أعدائنا وأدوات أعدائنا في ديارنا، يحضرني قول الشاعر عمر أبو ريشة:
أمتي هل لك بين الأمم .. منبر للسيف أو للقلم
أتلقاك وطرفي مطرق .. خجلاً من أمسك المنصرم
كيف أغضيت على الذل ولم .. تنفضي عنك غبار التهم؟
أوما كنت إذا البغي اعتدى .. موجة من لهب أو من دم؟!
كيف أقدمت وأحجمت ولم .. يشتف الثأر ولم تنتقمي؟!
أبيات مؤثرة تستنهض همم الصادقين لضبط البوصلة وتصحيح مسار الثورة وقلب الطاولة على كل من يبغونها عوجاً من المجرمين والمتآمرين.
وإنه لأمر طيب أن تستمر أنفاس الثورة ورفع أهلها لراية التحدي رغم ما يعتري هذه الثورة العظيمة اليتيمة من صعاب وآلام وتحديات، وعلى رأسها قادة مجرمون رهنوا قرارهم للدول الداعمة فهادنوا وفاوضوا وفرّطوا بالثوابت، وحكومات وظيفية لا تعرف للرعاية معنى، همها الأوحد التضييق على الناس ليقنطوا ويستسلموا لحلول أعدائهم، وأجسام سياسية دخيلة على الأمة نصبها أعداؤها عليها لتبيع التضحيات باسمها، تروج بخبث للحل السياسي الأمريكي وقرار مجلس الأمن رقم 2254 الذي ينسف تضحيات الثائرين ويعيد الناس إلى بطش نظام الإجرام وقهره.
إلا أنه وفي المقابل، لا تزال جذوة الثورة متقدة في صدور الصادقين تلهج بها ألسنتهم وتصدح بها حناجرهم.
فقد خرجت هذه الثورة المباركة من المساجد بشعارات ورايات إسلامية حملها الثائرون بداية الثورة، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر. فلا يزال السواد الأعظم من أبناء الأمة رافضاً الذل والخنوع والعودة إلى حضن النظام، ولازال الثائرون على عهدهم ثابتين على مبدئهم وثوابت ثورتهم، وهي إسقاط النظام بدستوره العلماني وكل رموزه وأركانه ومؤسساته القمعية، وإقامة حكم الإسلام مكانه، خلافة راشدة على منهاج النبوة بشرنا بعودتها نبي الهدى محمد صلى الله عليه وسلم، حيث قال:(ثم تكون خلافة على منهج النبوة).
وعليه، فإننا نهيب بأهلنا الثائرين جميعاً أن يلتفوا حول إخوانهم الصادقين العاملين لإقامة حكم الإسلام ودولة الإسلام لتحكيم شرع الله، الذين يقدمون للأمة مشروع خلاص كامل ومفصل مضمون النتائج بإذن الله، والذين يقدمون أيضاً دستوراً إسلامياً خالصاً من ألفه إلى يائه، مستنبطاً من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وما أرشدا إليه من إجماع الصحابة والقياس المعتبر، لنعيد معاً ثورتنا سيرتها الأولى، ولتستمر في خروجها من المساجد ضد الظلم والطغيان، وجعل شعارها قولاً وفعلاً:"هي لله هي لله .. ولتحكيم شرع الله"، مع ضرورة وحتمية قطع حبال الداعمين وأموالهم السياسية المسمومة، ووصلها بالله سبحانه الذي لا يخذل عباده، وهو ناصرهم بإذنه إن نصروه بحق والتزموا بمطلبه، فهو القائل في كتابه سبحانه:(إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم).
===
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
عادل محمد البرغوت
- التفاصيل

لقد خرجت ثورة الشام عام ٢٠١١م من بيوت الله، بشعارات واضحة تنادي بإسقاط النظام وتحكيم الإسلام. فعندما صدحت الأصوات بهتاف: "هي لله هي لله ولتطبيق شرع الله"، كان واضحاً أن هدف الثورة المباركة هو تحكيم شرع الله على انقاض هذا النظام البائد، موقنين بوعد الله سبحانه لعباده بالنصر والاستخلاف. قال تعالى:
(وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ۚ وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ).
ومستبشرين ببشرى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعودة حكم الإسلام عبر دولة الخلافة على أنقاض الحكم الجبري. قال صلى الله عليه وسلم:(ثم تكون خلافة على منهاج النبوة).
إلا أنه وبعد أن منّ الله على أهل الشام بخروجهم على طاغية العصر وتحرير معظم المناطق، استطاع الغرب من خلال أدواته من حرف مسار الثورة والتحكم بالجبهات وبسير المعارك ثم تعطيلها، عبر تسليط الداعمين وأدواتهم من قادة المنظومة الفصائلية المرتبطة. ثم جاءت الحكومات الوظيفية التي تسلطت على أقوات الناس لتكمل الدور في ترويض الناس و جعلهم يقبلون بأي حل، فراحت هذه الحكومات تشغل الناس بلقمة عيشهم لينسوا هدفهم الذي خرجوا من أجله ألا وهو إسقاط نظام الإجرام برمته وتخليص الناس من شروره.
نعم، لقد أمعنت هذه الحكومات بفرض الضرائب والمكوس وفتحت محاكم تحكم على مزاج من انشأها.
كما هادنت هذه المنظومة الفصائلية، بأوامر تركية ومن ورائها أميركا، هادنت نظام الإجرام، فأمن العقوبة وأساء الأدب. وعملت هذه الفصائل على إلهاء الناس وإرهابهم بالضغط عليهم لكي يتراجعوا عن أهدافهم وعن ثوابت ثورتهم، و يقبلوا بالعودة إلى حكم النظام وقهره وجبروته.
لقد قدم أهل الشام طيلة عقد كامل الغالي والنفيس من الأرواح والدماء والأشلاء في سبيل الله، لتتويج التضحيات بحكم الإسلام وعدله وعزته، وليس من أجل إصلاحات دستورية شكلية و تغييرات في وجوه بعض المتسلطين.
و رغم كل التآمر فما تزال ثوابت ثورة الشام متقدة في نفوس الصادقين من أبنائها. وهذا ما يبعث الأمل بإمكانية تصحيح المسار وتلافي الأخطاء وتوسيد الأمر لأهله سياسياً وعسكرياً، لتتويج التضحيات بما يرضي الله و يشفى به صدور قوم مؤمنين. وإن ذلك لكائن قريبا بإذن الله.. ولمثل هذا الخير العظيم فليعمل العاملون.
===
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية سوريا
عبد الرزاق مصري
