- التفاصيل

أكّد حزب التحرير/ ولاية سوريا في نشرة أصدرها الثلاثاء 16/11/2021م أنّ أهم مكائد الغرب الكافر وأدواته ضد ثورة الشام؛ كانت اصطناع قيادات سياسية وعسكرية هي الأداة الداخلية لتنفيذ المخططات الخارجية. فغابت الثوابت، وتلاشت الأهداف، ولم نعد نسمع بمن يتحدث عن إسقاط النظام، ولا عن وجوب الحكم بالإسلام، وبدأ حديث الدول المتآمرة، عن لجنة دستورية، اختارت لها أمريكا بنفسها مزيجاً متجانساً من ممثلي نظام الإجرام ومعارضته العلمانية. فكانت لجنة دستورية لتعديل الدستور الوضعي الذي كان يحكمنا به سفاح دمشق. وقالت النشرة: لم نخرج في ثورتنا من أجل تعديلات دستورية، بل ضد نظام الكفر والطغيان، ولنُحكم بشرع ربنا. وأضافت مخاطبة أهل الشام: نضع بين أيديكم مشروع دستور إسلامي منبثق من عقيدتنا الإسلامية، وندعو الصادقين لتحمل مسؤولياتهم أمام ربهم، وأمام أمتهم، فيعملوا معنا من أجل تحكيم شرع ربنا، ورفض كل الدساتير الوضعية. والتمييز بين أصحاب الشعارات البراقة التي ما يلبثون أن ينقلبوا عليها، وبين أصحاب المبدأ الحق، الذين لا يتخلّون عنه مهما قست الظروف. وعلى أساس المشروع الواضح والمفصل نستطيع حينها أن نحاسب على بصيرة كل من ضلّ فتاهت به الدروب، وإلا لن يكون السير إلا خبط عشواء، كما هو حالنا مع قادة ثورتنا منذ عشر سنين. وعليه: نضع بين أيديكم اليوم مشروع دستور دولة الخلافة، حيث السيادة للشرع، والسلطان للأمة، في دولة العدل والرعاية بأحكام الإسلام، لا دولة البطش والظلم والاستبداد، في ظل أحكام وضعية أو نزوات استبدادية تسلطية. وختمت النشرة بالقول: لنذكر أن خلاصنا وعزنا لن يكون إلا بتطبيق شرع ربنا، وإقامة حكم ديننا، في ظل خلافة راشدة على منهاج النبوة. وإنها لقائمة بوعد ربنا سبحانه وبشرى نبينا صلوات الله وسلامه عليه. فاستجيبوا لربكم وكونوا معنا من العاملين لها.
كتبه: جريدة الراية (حزب التحرير)
المصدر: https://tinyurl.com/mbtcrjae
- التفاصيل

إن القيادة السياسية هي الجهة الموجهة للأمة المرشدة والناصحة لها، فهي التي تكشف الطريق أمامها وتحذرها من الأخطار، وتذلل لها العقبات حتى تصل إلى هدفها. كيف لا وهي الواعية على الطريق المتبصرة به، وهي حاملة مشروع التغيير العارفة به، وهي العالمة بمصالح الأمة والمتبنية لها والساعية لتحقيق هذه المصالح. وهي المتتبعة لكل من يتربص بالأمة ويكيد لها ويتآمر عليها. فهي التي تسعى لكشف المؤامرات قبل وقوعها وتفضح العملاء وتضرب الخطط الشريرة التي تحاك ضد الأمة.
والجهة المؤهلة لأن تكون قيادة سياسية للأمة لا بد أن تكون صاحبةَ رؤيةٍ واضحةٍ شاملةٍ لواقع الأمة، واعيةً على طريق التغيير الذي تنشده ومتمتعةً بخبرة سياسيةٍ وحنكةٍ ودرايةٍ به، حريصةً على الأمة، ملتزمةً أمر الله وحاملةً مشروع الإسلام العظيم منهجَ حياة بكافة جوانبها، ساعيةً لتحميله الأمة ومساعدتها على حمله كي يتم تطبيقه في الواقع.
والقيادة السياسية لأي أمة هي حاجة ملحة وضرورة لا يمكن الاستغناء عنها بحال، لأن الأمم بشكل عام عندما تسعى للتغيير، فحركتها يغلب عليها الطابع الشعبي الفوضوي، هذه طبيعتها، فإن لم تتخذ قيادة سياسية تقود حركتها وتنظمها فإنها لا شك ستغرق في الفوضى وتخسر أيما خسران. فكيف إذا كانت كما هي حال الأمة الإسلامية الآن يتربص بها كل أراذل الأرض وشياطينها ومجرميها؟!
فقد تحركت جموع الأمة بعد أن قُضِي على خلافتها، تحركت ضد قوى الاستعمار بثورات قدمت الملايين من الشهداء، لكن ما لبثت أن وجدت نفسها تحت حكم أدوات الاستعمار، الذين نصبهم عليها فرزحت تحت حكمهم وظلمهم عشرات السنين.
ولو استعرضنا صفحات تاريخ الشعوب لوجدنا الحال نفسه مع معظم الثورات وحركات التغيير التي اندلعت في الماضي، إلا أن التاريخ يشهد أن الثورة البلشفية استطاعت أن تنتصر على حكم القيصر الروسي في بداية القرن الماضي بفضل اتخاذها قيادة سياسية مبدئية وهي الحزب البلشفي بقيادة لينين، حيث استطاع هذا الحزب وبفترة وجيزة إقامة دولة عظمى كانت تنافس الدولة الأولى على مكانتها.
وينطبق الحال نفسه كذلك على الثورة الفرنسية، التي تخبطت كثيراً قبل اتخاذها قيادة سياسية مبدئية قادتها لبناء النموذج الحالي للدول الغربية على أساس المبدأ الرأسمالي، والتي يقوم فيها بدور القيادة السياسية في الوقت الحاضر الأحزاب السياسية الفاعلة، والناس تنتخبهم بناءً على ما تحمله هذه الأحزاب من مشاريع وبرامج.
أما الأمة الإسلامية فقد كان رسول الله ﷺ هو قيادتها السياسية. فقد قاد ﷺ عملية التغيير الشامل، وأقام صرح الدولة الإسلامية التي امتدت لأكثر من 13 قرناً.
وبعد النبي ﷺ كانت القيادة السياسية للأمة تتمثل في الخلفاء الذين قادوها إلى العلياء، حيث تربعت الدولة الإسلامية على رأس هرم الأمم لقرون عدة، مطبقةً الإسلام منهج حياة داخلياً، وحاملةً الإسلام بالجهاد إلى أرجاء المعمورة. فقد تم القضاء على جبابرة الأرض وقتئذٍ عبر قتال أعظم دولتين في تلك الفترة، وهما الفرس والروم في الوقت نفسه والتغلب عليهما.
وهذا الأمر لم يكن مقتصراً على هذه الأمة الكريمة بل هو شأن الأمم السالفة. فعن أبي هريرة أن رسول الله ﷺ قال: «كَانَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ تَسُوسُهُمْ الْأَنْبِيَاءُ، كُلَّمَا هَلَكَ نَبِيٌّ خَلَفَهُ نَبِيٌّ، وَإِنَّهُ لَا نَبِيَّ بَعْدِي، وَسَيَكُونُ خُلَفَاءُ فَيَكْثُرُونَ» قَالُوا: فَمَا تَأْمُرُنَا؟ قَالَ: «فُوا بِبَيْعَةِ الْأَوَّلِ فَالْأَوَّلِ، أَعْطُوهُمْ حَقَّهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ سَائِلُهُمْ عَمَّا اسْتَرْعَاهُمْ». متفق عليه.
ولما تعاون الغرب الكافر مع أدواتهم من أبناء الأمة على إبعاد الإسلام عن الحكم وفصله عن حياة المسلمين، ظل العلماء والمشايخ هم القيادة السياسية للأمة، فصارت أنظمة الجور تقرب المفتين وتعين المشايخ وتبرز المقربين لها، لعلم هذه الأنظمة أن الناس تقاد للعلماء والمشايخ، فاتخذت لها طبقة من علماء السلاطين يستعينون بها على قيادة المسلمين سياسياً في عصر الحكم الجبري، مع محاربة هذه الأنظمة المجرمة للعلماء الأتقياء وللإسلام بشكل عام.
وقد كان لعلماء السلاطين دور كبير في ترويض الناس تحت حكم هذه الأنظمة المجرمة لعقود كثيرة، وقد كان ذلك جلياً في السعودية ومصر وغيرها من بلاد المسلمين.
وعندما شعرت الأمة بحقيقتهم وثارت عليهم منذ عقد من الزمان، استطاعت الجموع الثائرة أن تخلع عدداً من هؤلاء الحكام المجرمين، كما استطاعت أن تخلخل حكم البعض، لكنها بالرغم من التضحيات الجسام التي قدمتها في أفغانستان والعراق واليمن وغيرها لم تستطع أن تصل للتغيير المنشود، بل كانت النتائج في بعض البلدان كارثية بكل المقاييس، ويعود ذلك كله إلى سبب واحد وهو أن الأمة لم تتخذ قيادةً سياسيةً واعيةً مخلصةً تقودها إلى النصر وتحقيق التغيير المنشود.
ولما اندلعت ثورة الشام وأحست دول الكفر بخطورتها وخطورة توجهها، فسارعت لعقد المؤتمرات وتصنيع قيادات، لقيادة الثورة نحو حتفها قبل أن تصل لمبتغاها في القضاء على نظام الإجرام.
فتقاسمت أمريكا مع هذه الدول الأدوار في هذه المهمة القذرة، وكلٌّ أخذ دوره، فشكل المجلس الوطني، ثم بعد فشله عمدوا إِلَى تشكيل الائتلاف الوطني واختاروا قياداته على عين بصيرة.
ثم شكلت المخابرات الأمريكية وغيرها غرفتي الموك والموم في الأردن وتركيا، وكانتا للسيطرة على طرق الدعم وامتلاك القدرة على شراء الذمم وتوجيه الفصائل المقاتلة.
هكذا تدخلت الدول المتآمرة فساهمت في دفع الفصائل لتعيين قادة ترضى عنهم، وجرى ربطهم بها، وتم تعيين "شرعيين" يبررون للقادة تنازلاتهم وتخاذلهم وتفريطهم بحق الأمة.
وهكذا أصبحت مخابرات الدول عبر غرفتي الموك والموم هي بمثابة القيادة السياسية للفصائل، فسُحب القادة إِلى مؤتمرات جنيف وفينّا وأستانة والرياض والقاهرة، وبدت الفصائل وكأنها تقود الثورة سياسياً، ولكن ليس نحو النصر، بل نحو تطويعها وتكبيلها والقضاء عليها وإحياء النظام المجرم، من خلال تنفيذ تلك الاتفاقيات الخبيثة التي وقّع عليها قادة الفصائل بعد تلقيهم للمال السياسي القذر، فحدثت الانسحابات المتكررة وحدث الاقتتال بين الفصائل وتم تسليم المناطق الواحدة تلو الأخرى، حتى تقلصت مناطق الثوار إِلى مساحة ضيقة تعج بالمخيمات التي تحوي ملايين المهجرين، وتم التضييق على الناس في رزقهم وأسباب معيشتهم لتطويعهم، فانعكس كل ذلك على الثورة وأهلها كوارث وتراجع وهزائم.
وإضافة لذلك، أقيمت السجون السرية، فتم اعتقال المخالفين والثوار الصادقين وزج بهم في السجون، وكثرت حوادث القتل والاغتيال بينهم.
ولما أدركت الأمة دور المنظومة الفصائلية الخطير نفضت أيديها منها، وشرعت تبحث عن قيادة سياسية مخلصة واعية رشيدة، ترسم لها الطريق نحو النصر وتنيره لها.
ولقد برع حزب التحرير بأعمال القيادة السياسية في الأمة بشكل عام وفي ثورات الربيع العربي بشكل خاص، برز ذلك من خلال مواكبته الحثيثة لثورات مصر وتونس وليبيا واليمن والسودان، فكان حاضراً متابعاً ورائدا لا يكذب أهله، يحذر الأمة قبل كل أزمة، ويعطي المعالجات لها ويقدم الإرشادات لتجنبها.
وفي ثورة الشام، خاصة كان متابعاً لها خطوة بخطوة، فقد حذر من البداية من دور الجامعة العربية ودور دول الخليج، وحذر من فخ أصدقاء الشعب السوري، وحذر من خطر دور النظام التركي على الثورة، وحذر من أموال الداعمين، وحذر من الارتباط بالدول ومن لقاء قادة الفصائل بها، وحذر من التبعية.
كما قدم الأوراق السياسية الثلاث، في 2012 و2014 و2021م، وهي بمثابة خارطة طريق لتحقيق أهداف الثورة، كما قدم في 2017 كتاباً مفتوحاً لكل الفعاليات الثورية والعسكرية والشعبية، موضحاً خطر ما تقوم به المنظومة الفصائلية.
كما قدم للأمة مشروعا منبثقا من عقيدتها لإقامة الدولة الإسلامية على منهاج النبوة، ووضع مشروع دستورها بين يدي الأمة.
لكن واقع الأمة الممزق بفعل عمل الأنظمة المجرمة وبأدواتها، وفعل الفصائل كذلك، وبتأثير الدعاية الكبيرة التي تقوم بها دول الكفر وأدواتها ضد حزب التحرير، كل ذلك حال دون أن تتخذ الأمة الحزب قيادةً سياسيةً لها.
فعلى الأمة أن ترتب أوراقها لكي تختار من يمثلها بصدق وأمانة، وهي أمة الخير، ولا يصلح إلا حملة مشروع الإسلام المفصّل والمبلور قيادةً سياسية، على الأمة أن تسير معهم إلى النصر والتمكين بإذن الله، ليتحقق هدف هذه الأمة في إقامة الكيان الذي يقيم لها دينها ويرجع لها عزتها ومكانتها الرائدة بين الأمم، وهذا الكيان هو الخلافة الراشدة على منهاج النبوة. ﴿وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ﴾.
كتبه: الدكتور محمد الحوراني
عضو لجنة الاتصالات المركزية لحزب التحرير في ولاية سوريا
المصدر: https://tinyurl.com/872xxyty
- التفاصيل

إن مصادر الضوء في حياتنا معروفة فإذا امتلك الإنسان نور البصر رأى ما حوله و إذا سلبه الله نور البصر لم يستطع رؤية الشمس في رابعة النهار قال تعالى:
(مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَّا يُبْصِرُونَ).
ويقول سبحانه:(.. يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ ۚ نُّورٌ عَلَىٰ نُورٍ ۗ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ).
إنّ مصادر الضوء مع نور العين، وإن كشفت السبل و الطرقات، ولكنها لا تبين الطريق المستقيم، بل تكشف العين ما حولها فحسب.
أما النور الذي يكون في قلب الإنسان المؤمن وعقله فهو الذي يرشدهم الى الطريق المستقيم دلّهم إيمانهم بالله عليه وبينه لهم نبينا صلى الله عليه وسلم.
فالله عز وجل يجعل للمؤمنين نوراً من عنده يمشون به، فتعمل حواسهم للمهمة التي خلقت من أجلها، لأنها تنقاد لأمر الله والأحكام الشرعية المنبثقة من العقيدة الإسلامية.
فالعمى الحقيقي ليس بعمى الأبصار الظاهر، وإنما هو عمى القلوب التي أذهب الله عنها نور الإيمان والهداية، لإعراضها وتكذيبها واستهزائها، فضلّت عن صراطه المستقيم.
من أجل ذلك أمرنا رسول الله فقال:(لا تستضيئوا بنار المشركين)،
ولو أبهر بريقها وزخرفها العيون، لأنها هو طريق الضلال فلا تقربوه،
فكيف بمن ركنوا إليهم ومشوا في أضوائهم مطمئنين واقتدوا بدساتيرهم التي دخلوا بها دهاليز وغرف نومهم وتفاصيل حياتهم! فإذا هم من بعدها لا يستطيعون خروجاً وهم فيها يتخبطون.
وإنّا لنعلم أنّ النور مصدره واحد، وأما الأضواء والظلمات فكثيرة متفرقة، وهذه الظلمات لا يبدّدها إلا نور الله ولو كشفت طرقاتها تلك الأضواء. ذلك بأنّ النور نور البصيرة، والضوء لتبصر العين فهي بوابة تسهل عمل الجوارح، وانظر وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم للصلاة بأنها نور، وأنّ الصبر والصدقة والصوم ضياء، فالنور أصل عام والضياء فرع عنه، وكما أنّ الصبر جلَد، والصدقة بذل ما تحب وأنت له محب، والصوم إمساك عما تحب، فتكون هذه الأعمال وقوداً لهذه الأضواء على طريق النور، فتعينك وتثبتك بإذن الله.
يقول الله عز وجل:(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ وَيَجْعَل لَّكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ۚ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ).
والحمدلله رب العالمين
=====
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
رضوان الخولي
- التفاصيل

استخدمت أمريكا عدة دول من عملائها للقضاء على ثورة الشام و الحفاظ على نظام العمالة في دمشق.
ولعبت هذه الدول أدواراً مختلفة في محاولة القضاء على الثورة. منها دور القمع و التقتيل والإجرام كروسيا و إيران وحزبها و ميليشياتها الطائفية الحاقدة، و منها دور الاستيعاب والاحتواء والصداقة الخادعة كالسعودية والأردن وقطر وتركيا.
وبما أن تركيا تملك موقعا استراتيجياً مجاوراً لسوريا، كان لها الدور الأبرز والأخطر في العمل لاحتواء فصائل الثورة عن طريق الدعم الذي يمر عبرها، مستغلةً بذلك حدودها الطويلة مع سوريا و الحاجة للعبور عبرها ولجوء كثيرٍ من قادة الفصائل والضباط المنشقين إلى الحضن التركي.
كما أن وجود مخيمات اللجوء داخل تركيا وعلى حدودها ضمن الأراضي السورية مكّنها من استغلال هذه الورقة في تقاطع المصالح بينها و بين الدول المتدخلة في الملف السوري حسب النظرة الرأسمالية النفعية التي تنظر من خلالها إلى كل شيءٍ نظرة استغلال وانتفاع.
و قد كان للسياسة التركية التي كانت أداة أمريكا الناعمة للقضاء على الثورة السورية دور ناجح، تمكنت من خلاله تكبيل الفصائل في المناطق المحررة عبر ربط قادة الفصائل بها و سلب قرارهم إلا من التسلط على حاضنة الثورة و ظلم أهلها و بيع التضحيات في المؤتمرات التآمرية وما نتج عنها من مقررات خفض التصعيد وبنود أستانا و سوتشي. فسلمت حلب بعد معارك وهمية لنظام الإجرام، كما سلمت له شرق السكة وغربها في معارك استنزافية للثوار، وسلمت له مناطق شمال حمص و غرب حماه بأعمالٍ تآمريه بعد حصارها. كما شجعت أهل الغوطة على الخروج منها بإغراءات مادية من تأمين المسكن والمأوى لهم وتأمين الطبابة والعلاج لجرحاهم و مرضاهم، واحتضان القادة وتأمين مصالحهم.
إن غاية أمريكا من بداية الثورة هي المحافظة على نظام العمالة و الإجرام في دمشق و القضاء على ثورة الشام و الصادقين من أبنائها.
وهذه هي غاية كل الأدوات العاملة على الساحة السورية و إن اختلفت الأساليب و الأدوار. حيث تقرر الإبقاء على مؤسسات النظام و خاصة الجيش و المخابرات، و إجراء تغييرات شكلية لا تؤثر على نظام الإجرام شيئاً، لخداع حاضنة الثورة التي يجري ترويضها لترضى بالحل السياسي الأمريكي، بغض النظر إذا ما بقي رأس النظام أو رحل، وهذا يقتضي إعادة المناطق إلى سيطرة النظام المجرم و لو بصورة شكلية بعد اجتثاث جذوة الثورة من نفوس أبنائها.
و من هذه المناطق مناطق شمال شرق سوريا التي سيطرت عليها قوات حزب العمال الكردستاني pkk وقوات سوريا الديمقراطية، و أنشأت فيها شبه دولة مستقلة، محاولةً تكريس واقعٍ انفصالي رغم إدعائها الوحدة ظاهرياً، إلا أنها كرّست حدوداً لا يدخل اليها أحد الا بإجراءات، كمن يدخل إلى دولة ثانية من طلب كرت زيارة للوافدين ثم استخراج إقامة بعد ذلك لمن أراد الإقامة في تلك المناطق. وكذلك أنشأت ساحات للجمارك وترسيم البضائع الوافدة من الخارج، ما يمثل انفصالاً حقيقاً كاملا، وهذا ما لا تريده أمريكا حاليا.
فأمريكا لا تزال تفضل الدولة المركزية الأمنية الدكتاتورية لضبط شعوب المنطقة ومنعها من التحرر و اختيار تقرير مصيرها، لأنها تدرك أن شعوب المنطقة إذا تحررت من النظم العسكرية الاستبدادية سيكون الإسلام هو خيارها الوحيد، لما له من عمقٍ في نفوس أهل الشام.
إن التهديدات التركية، بمهاجمة بعض البلدات الحدودية التي هي تحت سيطرة( قسد) لتحقيق مكاسب سياسية و عسكرية، والذي قابلته الإدارة الأمريكية بالرفض لأكثر من مرة ولكنه قلل من طموحات الإدارة الذاتية الكردية و جعلها تتوجه لإقامة تسويات ومصالحات مع نظام الإجرام، ولكنها توقفت بعد إعلان أمريكا مؤخرا عدم رغبتها بالانسحاب من سوريا بذريعة داعش ومعارضتها لأي عمل عسكري .
إن الأعمال السياسية و العسكرية التي تجري إنما هي في حقيقتها عبارة عن تفاهمات دولية تقوم بإدارتها أمريكا التي توزع الأدوار.
فمثلا كانت معركة "نبع السلام" من أهم الأعمال التركية التي سهلت للنظام الدخول إلى مناطق شرق الفرات بحجة الفصل بين الأكراد و الجيش الوطني. وقد أسر الجيش الوطني عدداً من أفراد الجيش السوري في عملية "نبع السلام" ولكن تم إطلاق سراحهم في اليوم التالي دون مقابل، مما يدل على عمق التفاهمات لإدخال نظام الإجرام إلى كافة الأراضي السورية.
طبعاً، هذا مكر المجرمين ومكر الله بهم أكبر.
قال تعالى:(ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين).
=====
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
الأستاذ: محمد سعيد العبود
- التفاصيل

نشر المكتب الإعلامي لحزب التحرير/ ولاية سوريا على موقعه، مقالة بعنوان: "مستنقع تفريخ الطغاة" بقلم الأستاذ أحمد حاج محمد، قال فيها: إن الطاغية مهما زاد طغيانه، لا بد له من جنود وأتباع، يأتمرون بأمره ويبادرون في بغيه، فلا يستغني عنهم ولا يستغنون عنه، بل هم له كالمستنقع الذي لا يقدر العيش إلا به. فكلُّ من فيه يعتبر طاغية ويحمل وزر منظومة الظلم والإجرام. ألا ترى أن الاستكبار والظلم يكون من القائد والأتباع على السواء؟! ثم ألا ترى أنهم يشتركون في طريقة التفكير والقناعات، ما يجعل كل واحد من جنود فرعون مؤهلاً لأن يرث الفرعنة بجدارة بل أن يسبق سلفه؟! وبذلك استحقوا جميعهم جزاءً عادلاً من المنتقم الجبار إذ يقول: ﴿فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ﴾. فهذه عاقبتهم، أتباعاً وسادة أو جنوداً وقادة. سلسلة متصلة يتمنى فيها صاحب المرتبة الأدنى في منظومة الظلم أن ينال درجة أعلى في إجرامه وإسخاط الله عز وجل. ولكن نسوا أن الله أكبر وأعلى وأجل وأعظم وأنه القاهر فوق عباده وهو الحكيم الخبير.
جريدة الراية: https://bit.ly/3Do2nEs
