press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

1822019eyes

 

تنقلٌ سريع بين الوكالات الإخبارية وقنوات نقل الحدث مروراً بالصفحات المُوالية لنظام طاغية الشام يُنبيك عن بلدٍ يدّعي نظامه الاستقرار في الحكم والإدارة، والقوة في المواجهة لمعارضيه ولكنّه في حقيقته نمِر من ورق أو كما قال الشاعر ألقاب مملكة في غير موضعها كالهر يحكي انتفاخاً صولة الأسد.
فعلى صعيد وهم استقراره في الحكم وسيادته الوطنية نقلت الدرر الشامية وغيرها من الوكالات أن أذرع النظام في دير الزور متمثلة بكل من "حزب البعث" و"اتحاد الطلبة" و"اتحاد شبيبة الثورة"، أجبرت مئات الموظفين والطلاب على الخروج بمسيرات رفضًا لما أسمته التدخل الخارجي.
ووفقًا لما تداولته صفحات إعلامية؛ فإن المتظاهرين طالبوا -في مظاهراتهم الإجبارية- بخروج القوات الأمريكية والفرنسية والتركية من سوريا، خلال تجمعهم في ساحة عامة بمحافظة دير الزور.
وبحسب المصادر، فإن مؤسسات النظام أجبرت مديري الدوائر والمدارس على إلزام الموظفين والطلاب خلال ساعات الدوام على المشاركة في المسيرة.
هذه الأساليب النتنة وغيرها الكثير يتبعها طاغية الشام وزملاؤُه حكام العمالة وطواغيت النفاق يُروّجون بذلك لشعبية زائفة وشرعيّة لهم كاذبة، فقد باتت الصفحات المُوالية لمليشيا أسد تعجّ بكلمات السآمة ومنشورات العتب لقيادتهم، يوم يتداولون فيه أخبار مواد إغاثية فاسدة توزع على عوائل قتلى عسكرهم، ويوم آخر تغص الصفحات والتعليقات بتحميل الدولة السورية مسؤولية سقوط عمارة في صلاح الدين بحلب وحي الجرمانة بدمشق، وفي زحمة التعليقات والمنشورات السائمة من الطاغية تتصدر الأزمة الاقتصادية والحالة المعيشية الموقف فلو وقفنا في السويداء مثلاً تلك المحافظة التي لم يكن لها موقف مناهض من نظام الطاغية سوى أنهم رفضوا الزج بأبنائهم في جيشه "الباسل"، عنونت شبكة "السويداء 24" الموالية تقريرها الذي نشرته، يوم الأحد من هذا الأسبوع: "ست سنوات وطوابير العيش تحكم أبناء السويداء" تحدثت فيه عن الأزمة الاقتصادية التي تواجه سكان السويداء، من قلة في توفير المحروقات وانقطاع الكهرباء بشكل مستمر.
ونشرت الشبكة صورًا تظهر تجمع الناس ضمن طوابير بشرية طويلة بعدة مناطق في السويداء للحصول على مادة المازوت المُخصّص للتدفئة، في ظل أجواء باردة وكميّات قليلة متوفرة بحجج مختلفة، في مشهد لا يخلوا من إذلال للمواطن السوري البسيط.
وأجرت الشبكة مقارنة بين ماضي المحافظة وحاضرها عبر نشر صور قديمة يعود تاريخها إلى العام 2013، وتظهر تجمع مئات المواطنين أمام الفرن الآلي للحصول على مادة الخبز، إذ شهدت المحافظة حينها أزمة خانقة في توفير مادة الدقيق، وقالت الشبكة بالرغم من مرور السنوات بقي المواطن مرهونًا بطوابير العيش، للحصول على أقل حق من حقوقه كمواطن سوري.
كما اتهمت "الشبكة" الإعلام الرسمي التابع لطاغية الشام بالكذب وتجاهل معاناة المواطنين اليومية، عبر قولها إنه ينقل على شاشته أنّ السماء صافية والعصافير تزقزق، في إشارة على أنّ سوريا لا تعاني من أيّ أزمة تُذكر.
كما نوّهت الشبكة الموالية أنّ الحكومة غير صادقة في وعودها بتحسين حياة المواطنين وأوضاعهم المعيشية.
هذه الأخبار وغيرها الكثير في المناطق التي يسيطر عليها الهرّ المنتفخ كالأسد تشير إلى حالة معيشية مأساوية ومستوى اقتصادي على شفا جرف، فندرة الغاز وكثرة انقطاع الكهرباء ومئات الأمتار من طوابير المازوت وعدم تلبية الخدمات يشهد بذلك.
وعلى صعيد وهم قوّته في مواجهة الثورة المباركة من عسكر وأحلاف ومليشيات فهي ظلٌّ زائل وأمرٌ حائل وغداً كما قال المثل يذوب الثلج ويظهر المرج وينجلي الغبار ويبان أفرس أم حمار ويشهد لذلك أنباء عن تكثيف النظام خلال الأيام الماضية دعوات الاحتياط لتشمل لأول مرة فئة الشباب من مواليد السبعينيات؛ أي قد يصل سن المطلوبين لخدمة الاحتياط 50 عاماً، علمًا أن السن القانونية للدعوة الاحتياطية في سوريا هي 42 عامًا.
كل ما سبق يؤكد توفر عوامل السقوط الداخلية فأيّ دولة أو حضارة لا تسقط إلا بتوفر عوامل سقوطها الداخلية قبل الخارجية فالرذيلة والفحشاء وازدياد المجون والاستهزاء بالدين وكثرة الاعتقالات وقهر الرجال واغتصاب النساء كلها عوامل سقوط داخلية تلاحظ بعين البصر أما عين البصيرة فترقب في أرض الشام أمة حية خذلتها منظومة فصائلية وجمدتها حكومات مرتبطة، لكن آن لها أن تنفض عن جبينها غبار الهوان وتخلع ثوب الخنوع فتكون هي العامل الخارجي لسقوط نظام الطاغية ليس هذا فحسب بل تكون العامل الخارجي الذي يسقط الحضارة الرأسمالية العفنة بنظامها الديمقراطي البائس وتقيم على أنقاضها حضارة إسلامية راقية بنظام الخلافة الرشدة لتعيش في عز الدنيا وثواب الآخرة ورضوان الله عزل وجل.
قال تعالى: "لاَ يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُواْ فِي الْبِلاَدِ مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ"

 

للمكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية سوريا
أحمد حاج محمد

 

 

1322019lukaa

 

دوام الحال من المُحال، وإن لم تتقدم فسوف تتأخر، وإن لم تبادئ النظام بالهجوم وتقض عليه فسيبادئك هو به ويقضي عليك. بذا قضت سنة الله في خلقه، ولا مناص.

ونحن في ثورتنا، عندما كنا أصحاب المبادرة، وكنا نحن المهاجِمين، كان النصر حليفَنا، وسقطت بأيدينا بل تحت أقدام مجاهدينا حصون النظام وقلاعه، واغتنمنا سلاحه وعتاده، ورأى المجرمون منا ما لم يكونوا يحتسبون.

وعندما بعنا قرارنا بالمال الذي ظننا أنه سينصرنا، عُدنا كالدمى تُحركنا بالخيوط من فوق أصابعُ الدول. فأوقفنا جبهاتنا مع عدونا، وحوّلناها إلى ما بيننا، ثم قتلنا أنفسنا وخسرنا ديارنا وأرقنا ماء وجوهنا، وننتظر أن يمُنّ علينا المجرمون بالأمن والأمان، مُضحكين منّا كل لُكَع بن لُكَع!

أين أنتم يا أصحاب: (جعل رزقي تحت ظل رمحي)؟! أين أنتم يا أصحاب: (وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة)؟! أيُعقل أنكم تركتم الكتاب والسنة وتمسكتم بشريعة المصلحة والمفسدة؟! أيُعقل أن تعاليم الدول وأوامرها باتت أولى بالتمسك لديكم من أوامر الله ورسوله؟! أتخشونهم؟!! فالله أحق أن تخشوه إن كنتم مؤمنين.

اللهم اهدِ إخواننا المجاهدين، وأعنهم على طاعتك ومعصية الكافرين والمنافقين، وأعنّا اللهم على أداء واجب التغيير على كل مخطئ، والنصح لكل مسلم، وهيئ لنا من أمرنا رشدًا.

 

للمكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية سوريا
عبد الحميد عبد الحميد

 

 

1322019raya tramp

 

قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمام أعضاء التحالف الدولي "سيتم الإعلان الأسبوع المقبل بأننا سيطرنا رسمياً على مئة في المئة من أرض الخلافة". (بي بي سي).

يتبجح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالسيطرة على أراضي الخلافة المزعومة، وكان ذلك أمام ممثلين لأعضاء التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة، وبحضور مسلمين وعرب يمثلون عددا من بلاد المسلمين، لكنهم لم يطأطئوا رؤوسهم خجلاً من نذالتهم أمام عدو الأمة، عدو الإسلام والمسلمين، ولا حياءً من تآمرهم معه في الحرب على بلاد المسلمين، بل وصل بهم الحد في النذالة والخيانة والتآمر أن يفخروا ويتباهوا بمشاركتهم ذلك العدو في تلك الحرب، فقد ساقهم إلى التحالف سَوقَ النعاج إلى الذبح، وساقهم إلى عاصمة الكفر واشنطن ليملأ ماضِغَيه فخراً أمامهم، كالجبان الذي يتباهى بقتل دودة أو حشرة صغيرة...

نعم يتبجح ترامب أمام ذلك الجمع الذين شاهت وجوههم، ولكن بم يتبجح؟ إنه يتبجح بالسيطرة على أكثر الأراضي التي كان يسيطر عليها تنظيم الدولة، ويَعِدُ بالسيطرة بنسبة مئة في المئة على تلك الأراضي.. ولكن أراضي من؟ أراضي تنظيم أعلن خلافة مزعومة... فيا للعجب!!

ترامب يعلم، كما يعلم الجميع، أنه يتحدث عن مجرد تنظيم، ويعلم هو ويعلم الجميع أنه لم يكن دولة، ولم يكن يملك مقومات الدولة.. فضلاً عن أن يكون دولة كبرى بحجم دولة خلافة حقيقية تدوّي سمعتها في الآفاق، وتبسط نفوذها في القارات، يرهبها القاصي والداني.. ويطمع في عدلها عامة الناس، ويلوذ بقوتها ملوك الأرض يحتمون بسلطانها وهيبتها، كما فعلت فرنسا، فخاطبت خليفة المسلمين لاستنقاذ ملكها المأسور..

أمثالك يا ترامب يلثمون أعتاب الخلافة الحقيقية لو كانت موجودة، ولكنك تعلم - كما نعلم - أنك لم تفعل ما فعلت في أفغانستان والعراق وسوريا إلا خوفاً من الخلافة الحقيقية، فعلت وما زلت تفعل، وأنت تصرح بمثل هذا التصريح أمام شرذمة من السفهاء يقتاتون على فتات الرويبضات، الذين يسترضون العلوج أمثالك للحفاظ على كراسيهم المعوجّة قوائمها...

ولكنك ما أطلقت تلك التصريحات إلا لتشويه صورة الإسلام، وتشويه الخلافة الحقيقية والتقليل من شأنها، وتضليل المسلمين، محاولاً الإمعان في إذلالهم وإخضاعهم، لتصرفهم عما اتخذوه قضية مصيرية لهم من إقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، أنت تعلم هذا كما نعلمه نحن علم اليقين، ولكنك لم تجد في الحضور أمامك - من ممثلي البلاد الإسلامية التي شاركتك تحالفك القذر - لم تجد فيهم رجلاً واحداً.. بل كلهم باعوا أنفسهم للشياطين من أمثالك ومن أمثال الحكام الرويبضات في بلادنا، فقدوا الشهامة والنخوة والرجولة من أجل ساقطٍ من المتاع ليبقوا في مناصبهم الزائلة لا محالة.. وهيهات هيهات - يا ترامب - أن تنجح في تشويه صورة الإسلام وصورة الخلافة.. فرغم الآلة الإعلامية المسخّرة لأكاذيبكم وتضليلاتكم، ورغم جيوشكم الجرّارة، ورغم كثرة عملائكم في بلادنا، ورغم التقتيل والتعذيب والتشريد الذي تقومون به في بلادنا؛ رغم كل ذلك فإنكم ترون الأمة الإسلامية تسعى سعياً حثيثاً لإقامة الخلافة الحقيقية، التي هي على منهاج النبوة، فاتخذتها قضية مصيرية لها، فوالله الذي لا إله إلا هو إن الأمة الإسلامية لتمتد يدها إلى رِتاج باب الخلافة لتعلنها خلافة راشدة على منهاج النبوة تحمل الإسلام رسالة إلى العالمين، وتحمل الويل والثبور لأمثالك ممن يتبجحون ويتطاولون على الخلافة وعلى الإسلام والمسلمين.

وليتك من العقلاء لتعي التاريخ وتعتبر مما حدث لأقرانك لما رفضوا أن يدفعوا الجزية لدولة الخلافة. ولا تقولَنَّ إنك وبلدك أمريكا لستم كأولئك، ولا تغرَّنك قوتك وقوة بلدك.. فلا شك أنّ بلدك قد جرّب قتال أفراد وتنظيمات من المسلمين فولّيتم هاربين.. مع أنكم لم تواجهوا جيشاً مسلماً حقيقياً من جيوش دولة الخلافة الحقيقية، فكيف بكم لو واجهتموه... دعنا نذكرك إذن بالمعاهدة التي وقّعتموها مع والي الجزائر قبل حوالي قرنين من الزمان، وكيف دفعتم الفداء لتطلق دولة الخلافة سُفُنَكم وجنودكم الذين على متنها... أونسيتَ هذا يا من يتغافل عن التاريخ وحقائقه، ويعمي بصره عن حقيقة الإسلام وحقيقة المسلمين، فأنتم تعلمون أن المسلمين لا يُغلَبون، وإن خسروا معركةً فلا يخسرون الحرب، ولا ييأسون من نيل مبتغاهم من عدوهم.. ألا يكفي - يا ترامب - أن المسلمين يحبّون الموتَ في سبيل الله كما تحبُّ أنت وجندُك الحياة؟ فإن كنت قد نسيت فاسأل أرشيف وزارة الدفاع عندك عن عدد القتلى من جنودكم في بلادنا.. واسأل وزارة الصحة عندك عن عدد الجرحى والمصابين.. واسأل المَصَحّات العقلية والنفسية عن عدد المرضى النفسانيين من جندك الذين استطعت أن تنجو بهم من أتون الموت في أفغانستان والعراق.. فهربْتم بهم قبل أن ينكشف كذبكم وخداعكم لشعبكم.. مع أنكم لم تواجهوا جيشاً حقيقياً من جيوش دولة الخلافة الحقيقية.. فكيف بك وبجندك لو واجهتم مثله؟... لا شكّ أن مصيرك سيكون أسوأ من مصير جدك هرقل وجحافل جنوده وجيوشه...

إن الخلافة على منهاج النبوة - يا ترامب - لن تترك لك أدنى فرصة لتأتي بجيوشك إلى أراضي المسلمين، بل سترى جيوشها في عقر دارك - إن بقي لك عقر دار، وإن لم تفعل كما فعل جدك هرقل - ولن تتمكن دولتك بما أوتيت من قوة، وبما لديها من تقدم تقني، وأقمار صناعية، وأجهزة رصد؛ لن تتمكّن من الحيلولة دون أن تمسك دولة الخلافة بحلقومك، وحينها لن يبقى لك لسان تتبجح وتتطاول به على الخلافة، وتتمنى أن لو لم تكن قد خلقت.. نعم، لو كانت الخلافة حقيقية لما تجرأ أمثالك على التطاول عليها للنيل منها والتقليل من شأنها ومن شأن الأمة الإسلامية.. فضلاً عن أن تحاربها وتتفاخر بالسيطرة على أراضيها... فصبراً ثم صبراً.. فبيننا وبينك وعد الله، ولن يخلف الله وعده.

- كتبه خليفة محمد 

جريدة الراية: https://bit.ly/2GFEjSJ

 

1322019raya turk

 

نشر موقع (روسيا اليوم، 2 جمادى الآخرة 1440هـ، 07/02/2019م) خبرا جاء فيه: "كشف وزير خارجية تركيا، مولود تشاووش أوغلو، عن تشكيل قوة مهام مشتركة بين أنقرة وواشنطن، بهدف تنسيق انسحاب القوات الأمريكية من الأراضي السورية.

وجاء تصريح تشاووش أوغلو هذا، في مؤتمر صحفي بالعاصمة الأمريكية واشنطن التي يزورها للمشاركة في اجتماع وزراء خارجية الدول الأعضاء في التحالف الدولي لمكافحة (تنظيم داعش الإرهابي)".

الراية: إن التنسيق السياسي والعسكري بين تركيا وأمريكا ليس غريبا، حيث إن تركيا تدور في فلك أمريكا وتسير سيراً محكماً مع السياسة الأمريكية في سوريا. وما يقال عن انسحاب القوات الأمريكية من شرق سوريا هو عبارة عن تبديل أدوار، فأمريكا وعن طريق تسليم النظام التركي بعض المناطق بحجة حمايتها من التنظيمات الإرهابية (حزب العمال الكردستاني)؛ تريد إعادة هذه المناطق إلى نظام أسد المجرم كما فعل في حلب سابقا.

يجب أن تعلم أمريكا وأتباعها أن أهل الشام قالوا كلمتهم ولن يتراجعوا عن هدفهم المنشود الذي قدموا في سبيله التضحيات الجسام، ألا وهو إسقاط النظام بكافة أركانه ورموزه وإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة على أنقاضه. ﴿يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ﴾.

 

جريدة الراية: https://bit.ly/2UXumUN

 

1322019raya

 

أشرفت ثورة الشام على إتمام عامها الثامن، ولم تحقق أهدافها؛ ولم تتمكن بعد من إعلان انتصارها، ولا زالت تخشى من تآمر العالم عليها.

لم تعد أهداف الثورة موضع نقاش وجدال؛ بل صارت ثوابت يعرفها الصغير والكبير؛ ويعلمها العدو قبل الصديق، فإسقاط النظام المجرم بكافة أركانه ورموزه وإقامة حكم الإسلام خلافة على منهاج النبوة كما وعد الله وبشر نبيه صلى الله عليه وسلم، فهذه أهداف ثورة الأمة في الشام.

بالتأكيد لا يمكن إقامة حكم الإسلام قبل إسقاط النظام المجرم؛ فهذه حقيقة أولى يعي عليها أهل الشام، فعدم انشغالهم بكيفية إقامة الخلافة لا يعني إلا شيئا واحدا عندهم وهو التركيز على الخطوة الأولى لاجتيازها للخطوة الثانية.

غير أن أهل الشام الذين انتزعوا قرارهم بثورتهم؛ وخرجوا في وجه عدوهم يتحدون قوته؛ يعلنون أنهم استعادوا سلطانهم، وهم عازمون على إسقاط النظام المجرم وإقامة حكم الإسلام؛ شاهدوا بعين الرضا الفصائل تتصدر الثورة وتتولى قرارها، ولحبهم للفصائل وتقديرهم لجهاد عناصرها؛ ترك أهل الشام لها الحبل على الغارب، فاحتكرت الفصائل القرار واستبدت به ثم لاحقا أعادت اغتصاب قرار أهل الشام.

والحقيقة الثانية أن قيادات الفصائل (وهي المنوط بها تحقيق الخطوة الأولى) قد فشلت فشلا ذريعا في قيادة الثورة لإيصالها لإسقاط النظام المجرم، وهذا الفشل لم يكن بسبب غياب القدرة عند فصائلها؛ بل أهل الشام لم يبخلوا بشيء على الفصائل؛ فهم من حبهم للثورة قدموا لها أبناءهم وأموالهم ودورهم وقرارهم، بل لم يكترث أهل الشام بدمار ولا بتهجير ولا بفقر ولا بتشريد؛ بل قدموا كل ما لديهم للثورة؛ وجعلوه في يد قيادات الفصائل التي أساءت استخدام إمكانات الثورة؛ وضيعت الأمانة وأهدرت الطاقات وفرطت بالمسؤوليات ولم ترع الثقة التي وضعت فيها.

والحقيقة الثالثة أن قيادات الفصائل لم تحمل يوما مشروع الأمة؛ ولا همّ الثورة، وإنما حملت همها ومصالحها، فتركيبة الفصائل تشبه إلى حد بعيد تركيبة الأنظمة العربية؛ من حيث إنها لا تملك بناء تقوم هيكليته على أفكار محددة تجعل قرارها باتجاه تحقيق الأهداف التي وجدت لأجلها، وإنما قرار الفصيل هو قرار قائده وبعض من بطانته كحال الحكام؛ وهو يتركز على مصالح القادة الشخصية بعيدا عن مصالح وأهداف الأمة.

وهذا الأمر هو الذي سهل على الدول الداعمة استمالة قادة الفصائل بتحقيق مصالحهم الشخصية؛ لتمسك عليهم أوراقا تضغط بها عند اللزوم كي تجعلهم يسيرون في ركاب مصالحها، فالمجرم بشار كان يتطلع للرحيل منذ الأيام الأولى للثورة؛ ولكن أمريكا لم تربِّه عميلا لينجو بنفسه بل ليحقق مصالحها.

لقد غرقت قيادات الفصائل في مستنقعات الدعم ووحول التمويل وفخاخ الارتباطات، فلم تعد صاحبة قرار؛ بل صارت تنفذ ما يطلب منها؛ وأما ما يطلب منها فهو يقرَّر في مؤتمرات دولية جنيف وأستانة وسوتشي، لقد غدرت قيادات الفصائل بثورة الشام؛ وأسلمت أهلها لمكر الدول تساوم عليهم.

الحقيقة الرابعة أن أهل الشام كانوا يتحاشون أن يروا ثورتهم في مواجهة دول العالم؛ وهم غير مستعدين بعد لمثل هذه المواجهة، لكن الحقيقة أن ثورة الشام طوال ثماني سنين كانت في قلب المواجهة مع دول العالم؛ من أمريكا وروسيا والأمم المتحدة؛ إلى دول الجوار ودول الخليج وإيران وحتى تركيا التي لا تزال تتظاهر بلبوس الحمل الوديع.

والحقيقة الخامسة أن أهل الشام صمدوا وصبروا وثبتوا على ثورتهم فهم لا يزالون يحتضنونها ولا يستبدلون بها غيرها؛ ولكن قيادات الفصائل هي التي اغتصبت قرار الثورة، فينبغي عليهم إن كان عندهم قليل الخوف من الله وقليل حس بالمسؤولية أن يتوقفوا عن اغتصاب قرار الثورة ويتنحوا جانبا، أو يعدوا العدة للجهاد فهذا عملهم ولهذا وجدوا ولهذا لا زال أهل الشام يتحملونهم.

والحقيقة السادسة أن الثورات بالرغم من كونها مكلفة على الأمة؛ إلا أن الأمة رأتها السبيل الوحيد للخلاص من أنظمة الحكم الجبري، ولأن الأمة تدين لربها بدين الإسلام فهي مستعدة للتضحية في سبيله بلا حدود وهي راضية بذلك؛ بل وتتقرب إلى الله به، لكن ولأن الأنظمة المجرمة أحكمت قبضتها الأمنية على القوة الرئيسية في البلاد وهي الجيش؛ لذلك كانت الأمة تشعر بعجزها عن هدم الأنظمة الحاكمة، فلما ولجت طريق الثورات سارت فيها بقوة واندفاع فاسترجعت قرارها المسلوب ولم تكترث كثيراً لحجم التضحيات فهي أمة التضحيات.

والحقيقة السابعة أن دول العالم شعرت بالرعب لما شاهدت الأمة تنتزع قرارها في ثوراتها، فأخذت تدعم قيادات الفصائل حتى تمكنت من جعلها تغتصب قرار أهل الثورة؛ ولتعود الأمة ثانية مسلوبة القرار، فهي اليوم تشاهد الفصائل تصول وتجول تقرر عن أهل الشام كيف تشاء، فاقترفت الاقتتالات وسفكت الدم الحرام وسلمت البلدان وهي اليوم تسعى لتسليم الطرقات وما خفي أعظم.

والحقيقة الثامنة أنه وإن كانت الثورة انحسرت شكلاً في المحرَّر؛ إلا أن في المحرر ملايين المسلمين وهم حاضنة الثورة ولا يرضون بغير إسقاط النظام المجرم وإقامة حكم الإسلام، حاضنة تدربت على الحروب؛ ومارست التهجير وتحملت الحر والقر وشظف العيش، رضيت بالقليل وتأقلمت مع ظروف المخيمات الصعبة، لم تبدل ولم تغير؛ أغلب أهلها من الرجال والشبان، تطمع أعظم الدول أن يكون لديها مثل هذه التركيبة السكانية، نعم فالثورة اليوم لا تزال تمتلك كل الإمكانيات لتنتصر على أعدائها، ولا تزال تملك الإرادة للوصول إلى أهدافها... ولكن ماذا تحتاج الثورة لتنتصر؟

ما تحتاجه الثورة لتنتصر نستعرضه بالنقاط التالية:

1- أن يتكتل المخلصون من المجاهدين الصادقين فيما بينهم على ثوابت الثورة، يحصل هذا في كل بلد ثم في كل منطقة.

2- أن يتكتل القادة المخلصون مع بعضهم ليكونوا القيادة العسكرية التي تقود تكتل المجاهدين.

3- أن يتكتل الوجهاء الثوريون والمؤثرون من الثوار مع بعضهم على ثوابت الثورة في كل بلد ثم يتلاقوا في مناطقهم ليكونوا القيادات الشعبية التي تقود الحاضنة.

4- أن يتوجه الوجهاء الثوريون إلى حواضنهم ليكتلوها حولهم على ثوابت الثورة، ويقودوها لاحتضان تكتل المخلصين المجاهدين.

5- إذا حصلت هذه التكتلات في حاضنة الثورة يكون قد حصل البناء المطلوب في الأمة.

6- أن يقوم تكتل الوجهاء بالطلب من حزب التحرير كي يدلهم كيف يسيرون بأهلهم ليصلوا إلى أهدافهم؛ إسقاط النظام وإقامة حكم الإسلام، وهذا يعني أن يتخذوا حزب التحرير قيادة سياسية للثورة؛ يسير بهم على مشروع الخلافة الراشدة برؤية وبصيرة ويجنبهم مطبات الدول وشراكها.

هذه حقائق عن ثورة الشام أنها قادرة على أن تنتصر بمقدراتها لو تكتلت على ثوابت ثورتها؛ وسارت بتوفيق ربها مؤمنة به مستجيبة لأمره، فالنصر من عنده وهو وعد به، فقال الله سبحانه: ﴿إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ﴾.

 

 بقلم: الأستاذ أحمد عبد الوهاب
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا

جريدة الراية: https://bit.ly/2UW4Lvn