- التفاصيل
نشر موقع (عنب بلدي، الجمعة 5 جمادى الأولى 1440هـ، 11/01/2019م) خبرا ورد فيه: "دعت وزارة الخارجية الروسية الولايات المتحدة إلى تسليم المناطق التي تنسحب منها من سوريا إلى النظام السوري.
وفي مؤتمر صحفي عقدته المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، الجمعة 11 من كانون الثاني، قالت فيه إن عودة سيطرة النظام السوري على مناطق الأكراد شمال شرقي سوريا "يجب أن يحيد المخاطر الأمنية عن جيران سوريا"، في إشارة إلى تركيا التي تتخوف على أمنها القومي من القوات الكردية السورية.
الراية: إن أمريكا ستستمر في امتطاء تركيا أردوغان إلى أن تتمكن من تطبيق حلها السياسي في سوريا، فتركيا تسير في سياستها الخارجية وفق ما تمليه عليها أمريكا وتنفيذا لمخططاتها والشواهد على ذلك تكاد لا تحصى، وهي ستقبل بالانتقال من سياسة المنطقة العازلة إلى سياسة المنطقة ذاتية الحكم، كما قبلت الانتقال من مرحلة انتقاليةٍ دون بشار إلى مرحلةٍ انتقاليةٍ بوجوده.
- التفاصيل
على الرغم من الضغط الشعبي الكبير والرافض لفتح الطرقات الدولية، إلا أن بعض المشوشين يسعون لتمرير هذا الفعل بحجج واهية الهدفُ منها كسب تأييد أبنائنا من المجاهدين الذين ستستخدمهم الفصائل في إتمام هذه المهمة، وبنفس الوقت سيكون لهم دور كبير في إفشال المخطط إن وضعت الأمور في نصابها السليم.
ولعل من أهم الأسئلة التي يطرحونها قولهم: لماذا ترون أن فتح الطرقات جريمةً في الوقت الذي نرى فيه الطرقات مفتوحة من مورك إلى المنصورة؟! خاصة أن هذا الأمر يقدم للمحرر فائدة اقتصادية، بل إن هذه الطرقات مفتوحة أصلًا، فما الذي تغير؟!
وعليه نجيب بالآتي: لو كان فتح الطرقات كما تقولون هو فتحًا للمعابر "المفتوحة أصلًا" فلماذا كانت المطالبة في مؤتمر سوتشي من قبل الروس بفتح الطرقات الدولية؟! ولماذا قالوا فتح الطرقات الدولية ولم يقولوا فتح المعابر (المفتوحة أصلًا كما أسلفنا)؟!
يضاف لذلك: هل يعتقد عاقل أن اتفاق سوتشي الروسي التركي الإيراني يعمل على إنعاشنا اقتصاديًا؟ سيقول بعض المرقعين إن النظام لن يستفيد اقتصاديًا لأنه يملك طرقات حمص وحماة وحلب ودمشق والميناء والوضيحي وغيرها. نقول نعم، لن يستفيد النظام اقتصاديًا بالقدر الذي سيستفيد منه سياسيًا ثم عسكريًا. حيث سيكون فتحُ الطرقات الضربةَ الأخيرة في إعادة الشرعية للنظام المجرم وجعْلِ وجوده طبيعيًا غير مستنكر، إذ أنه يسيطر على ما يقارب 60 بالمئة من مساحة الأرض ويستحوذ على الطرق الدولية، وإذن: انتهت الثورة وتم لبشار الأمر!
ولو عدنا للسؤال الأول فإن كل ذي عقل يدرك أن فتح المعابر شيء، وتدويل الطرقات شيء آخر. حيث إن طبيعة هذه الطرق أنها خاضعة لاتفاقات دولية وتشرف عليها الدول، مما يعني فقدان السيطرة عليها من الفصائل التي ستتحول إلى موظف ترفيق يأخذ الضرائب على ترانزيت النظام والمحرر ثم تسلمها إلى تركيا وروسيا اللتين ستشرفان على إدارتها وحمايتها بشكل نهائي.
دون أنْ ننسى أنّ عملية فتح الطرق تؤدي إلى أن يصبح هدف إسقاط النظام الماضي وأن مناطق شرقي الطريق على أبواب أن تصبح من الماضي أيضًا (لأن من يقبل بسوتشي وأستانا لن يصعب عليه الاستغناء عن شرقي الطريق مقابل معركة استنزافية وهمية في ريف حلب الجنوبي أو حلب بعيدًا عن الساحل والقرى المؤيد للأسد). وتُحوِّل -أي عملية فتح الطرقات- الفصائلَ في المحرر إلى جيوب متوزعة بين الطرقات الدولية، تعيش على فتات تلقيه لهم حكومة تمت صناعتها لتقوم بتدجين الناس وتسيطر نظريًا على 8% من سوريا وفعليًا على مادون ذلك.
وأخيرًا: لا بد أن ننوه إلى أمر مهم، وهو أن أصواتًا ستخرج لتقول -في انفصال تام عن الواقع والفهم السياسي-: لا مخافة من فتح الطرقات الدولية طالما أن سلاحنا معنا وأيدينا على الزناد ونحن أصحاب الشوكة على الأرض! وإننا نذكر من يقول هذه الكلمات بأن هذا الخطاب قيل لتبرير هدنة "كفريا والفوعة"، وأن الجميع قد رأى بعد مرور الأيام وتتابع الأحداث ما كان من أمر الهدنة، وتبين أن هذه الأقاويل لا تسمن ولا تغني من جوع، وهي إلى العبث أقرب.
وفي خاتمة المطاف، نبرق رسالة سريعة إلى إخواننا شباب الفصائل:
إننا والله قد بينا لكم كل خطر، وحذرناكم من كل فخ قبل وقوعكم فيه، وإننا مددنا ولا زلنا نمد يدنا إليكم بمشروع واضح ورجال دولة أتقياء أنقياء لم تتلطخ أيديهم بمال الغرب النتن، ولم تسكر عقولَهم وعوده الكاذبة، فاستجيبوا لهم وتبنوا قيادة سياسية واضحة، ورتبوا أوراقكم وأعيدوا رص الصفوف تحت مظلة المشروع لنسير معًا إلى دمشق حتى نسقط هذا النظام المجرم ونهدم النظام العلماني على رؤوس أصحابه ونعلنها خلافة راشدة ثانية على منهاج النبوة. (إن في ذلك ذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد).
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية سوريا
مصطفى سليمان
- التفاصيل
نشر موقع (بي بي سي العربية، الأحد، 9 ربيع الآخر 1440هـ، 16/12/2018م) خبرا جاء فيه: "كشف وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، عن استعداد تركيا للنظر في العمل مع الرئيس السوري بشار الأسد، إذا فاز في انتخابات ديمقراطية.
وقال تشاووش أوغلو، في تصريحات الأحد خلال حضوره منتدى الدوحة، "في حال جرت انتخابات ديمقراطية ونزيهة في سوريا وفاز بها بشار الأسد، فإنه قد يكون على الجميع النظر في العمل معه".
وطالما اعتبرت تركيا الأسد رئيسا غير شرعي خلال السنوات الماضية، ودعمت المعارضة السورية المسلحة لإسقاط حكمه منذ اندلاع الحرب الأهلية في البلاد عام 2011.
وأضاف تشاووش أوغلو على هامش المنتدى، الذي حضره وزير خارجية إيران جواد ظريف، أن "الأولوية الآن في هذه الفترة هي إنشاء دستور للبلاد. وأن عليهم (الشعب السوري) بأنفسهم إعداد مسودة الدستور"."
الراية: إن موقف تركيا أردوغان هذا ليس غريبا ولا جديدا؛ ذلك لمن أدرك منذ البداية أنها تنفذ سياسة أمريكا في سوريا، من خلال الخداع والمكر بالثورة وأهلها، فحينما اقتضت مؤامرتها أنْ تعلن أنها ضد بشار ومناصرة للثوار وداعمة لهم وحاضنة لقياداتها، فعلت ذلك فصدقها البسطاء وارتمى في حضنها ضعاف النفوس، حتى أصبح لها وزن وثقل وتأثير قوي على قادة الفصائل وتمكنت بما صنعت لها من نفوذ من مساعدة النظام على احتلال حلب والغوطة؛ حينما أجبرت الفصائل الموالية لها على الانسحاب للاشتراك في معارك افتعلتها في جرابلس والفرات.
ثم ها هي تركيا أردوغان تظهر على حقيقتها وتعلن بدون خجل قبولها التعامل مع بشار السفاح الذي قتل أكثر من نصف مليون وهجر أكثر من نصف أهل الشام ودمر البلاد وأهلك الحرث والنسل، وموقف تركيا هذا هو أيضا تنفيذ لمشاريع أمريكا في سوريا. ﴿وَمَكَرُواْ وَمَكَرَ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ﴾.
جريدة الراية: https://bit.ly/2ToHVfe
- التفاصيل
بعد كل مرحلة مفصلية تمر فيها الثورة السورية لا بدّ لنا من الوقوف هنيهة، كي نقرأ المشهد بموضوعية، ونلقي الضوء على بعض أهم الأحداث، ثم نركّز النظر على مواضع الخطر، ونقدم ما نراه من الحلول الناجعة، علّ الله يهدي المخلصين من أصحاب القرار، فيعودوا بالثورة إلى طريقها الصحيح.
فبعد تجميع كل من رفض مصالحة النظام في الشمال الغربي المحرر، استمرّت عجلة الاقتتال الداخلي في المنطقة بالدوران، وعلى نحو مفاجئ سقطت أمام هيئة تحرير الشام كل من حركة نور الدين الزنكي وحركة أحرار الشام، لتتبع مدن الأتارب وأريحا والمعرة لإدارة ما تسمى بحكومة الإنقاذ في إدلب بدون مقاومة حقيقية، ويُخرَج إلى عفرين قادة وأبرز جنود الحركتين المناوئتين، وتسيطر الهيئة فعلياً على عموم المنطقة، رغم وجود بعض الفصائل الأخرى تركية الهوى إخوانية التوجه كفيلق الشام، أو سلفية المنشأ قاعدية الانتماء كحراس الدين.
ولفهم المشهد جيداً نعود خطوتين إلى الوراء، لنذكر أن نواة هيئة تحرير الشام كان فصيل جبهة النصرة، الذي انشق عن تنظيم دولة العراق الإسلامية وأعلن تبعيته لتنظيم القاعدة، ثم ما لبث أن خلع ثوبه المزركش الذي كان يتباهى به على جميع فصائل الثورة، وترك تنظيم القاعدة نتيجة خضوعه لترغيب المجتمع الدولي بإمكانية الرضا عنه إن هو فعل ذلك، وترهيبه من خطر التصنيف بالإرهاب إن هو استمر بالعمل تحت هذا العنوان المخيف. ثم خطا هذا الفصيل خطوة ثالثة فاجتمع مع فصائل عدة مشكلاً هيئة تحرير الشام، التي اتصلت مع الأتراك، وأخذت على عاتقها إدخالهم إلى الداخل المحرر، بعد أن اتفقوا مع الروس والإيرانيين على الدخول بقواتهم إلى الشمال الغربي، وضمان عدم شن المجاهدين لأي عمل عسكري على النظام، تنفيذاً لاتفاقات أستانة، بضرورة إقامة منطقة خفض تصعيد في هذه المنطقة.
ثم جاء الاقتتال الأخير بين الهيئة والزنكي بعد اتفاق سوتشي - المرفوض شعبياً - بين بوتين وأردوغان، الاتفاق الذي جاء تنفيذاً لإرادة أمريكا بضرورة إنهاء الثورة بصمت، وتسليم المنطقة إلى النظام من دون قتال، من خلال القيام بثلاثة أعمال قاتلة، يكفل كل واحدٍ منها الإجهاز على الثورة بمفرده فكيف بها مجتمعة؟! لقد كانت أهم بنود اتفاق سوتشي هي إقامة منطقة عازلة منزوعة السلاح بين النظام والثوار، ونزع السلاح الثقيل من أيدي المجاهدين، وفتح طريقي حلب - دمشق وحلب - اللاذقية أمام النظام، مما يبيح المنطقة كاملة وأهلها أمام أي هجوم محتمل للنظام. في هذه الأثناء يأتي الاقتتال الأخير، وتسيطر الهيئة على عموم المنطقة، في ملابسات تُظهر أن تركيا راضية جداً عن هذه السيطرة. فما مؤشرات ذلك؟!
هل تعهدت الهيئة لتركيا بتنفيذ بنود اتفاق سوتشي المشؤوم إن هي سمحت لها بالسيطرة على المنطقة، خصوصاً وأن الفصائل الأخرى كانت أضعف من أن تستطيع فعل ذلك؟! وبالتالي تكون الهيئة قد تعهدت بإنهاء نفسها قبل أن تستطيع إنهاء الثورة، لأنها حينها ستكون في صدام مباشر مع الناس من أهل الثورة، الذين سيواجهونها حينها بكل ما يملكون غير آبهين بالنتائج، ولن يسمحوا لها بتسليمهم وتسليم ثورتهم وتضحياتهم إلى النظام لقمة سائغة.. هل تعهدت الهيئة بذلك؟! أم أن تركيا ومن ورائها أمريكا استدرجوا الهيئة إلى السيطرة على المنطقة، مع علمهم بطبيعة تركيبتها الفكرية، وتوقعهم أنها إذا سيطرت فستسيء بطبيعتها إلى الناس، وما إرهاقها الناس بالرسوم والضرائب والمكوس، إلا مؤشر خطير يشير إلى سوء الأوضاع المعيشية التي سيعانيها الناس تحت حكم الهيئة مستقبلاً؟! ومن ثم تأتي تركيا بأزلامها الآخرين الذين أخرجتهم بالأمس إلى عفرين، وتزيل بهم سيطرة الهيئة، بعد أن تفقد الأخيرة كل مناصر لها من الناس، ولا يبقى حولها إلا المنتفعون، ثم لا تجد بعد زوالها من يترحّم عليها. وينتهي المشهد بقرار من الأمم المتحدة بخروج تركيا فتخرج، ويدخل النظام على شعب تم إنهاكه وقتل روح الثورة لديه.
شخصياً فإنني أرجح، بل وأكاد أجزم بالاحتمال الثاني، وأظن أن سيطرة الهيئة على المنطقة كانت باستدراج لها من تركيا، ومن ورائها أمريكا. وكي لا نسمح لأعداء الثورة بإكمال مخططهم المرسوم، وضرب الثورة في مقتل، فإنني أتوجه من هذا المنبر الطاهر إلى قادة هيئة تحرير الشام قائلاً: ألغوا مهزلة إدلب، وأعيدوا السلطان إلى الناس الذين أنتم بدونهم لا شيء، فمن تغلّب على أهله لن يرأف به أهله حينما يتغلب عليه من الخارج متغلب، ويعود كالمُنبتّ لا أرضاً قطع ولا ظهراً أبقى. واعلموا أن الدول لا تنظر إليكم كأنداد وشركاء، بل لا تنظر إليكم إلا كأتباع ومستخدَمين. وأن السياسة هي بحر لا تجيدون أنتم الخوض فيه، فوسّدوا الأمر إلى أهله، كي لا تَغرقوا وتُغرقوا من معكم. واعلموا أن شرعة المصلحة والمفسدة ليست من الإسلام في شيء، بل هي المهلكة والمقتلة. واذكروا الهدف الذي وجدتم من أجله، ألا وهو إسقاط النظام وإقامة حكم الإسلام، وأنكم إن رضيتم بما قسموه لكم اليوم ضنّوا به عليكم غداً، ولكم فيمن كان قبلكم عبرة، فانظروا واعتبروا، إني لكم من الناصحين.
بقلم: الأستاذ عبد الحميد عبد الحميد
جريدة الراية: https://bit.ly/2WaS2Xi
- التفاصيل
لقد حرصت أمريكا منذ اليوم الأول لانطلاقة ثورة الشام أن تُحافظ على عميلها بشار أسد في الحكم، أو بالأحرى أن تُحافظ على النظام بشرعيته وأجهزته الأمنية ومؤسستي الجيش والمخابرات، فهذا ما أكدت عليه نصاً في اتفاق جنيف الأول صيف حزيران 2012م.
وتوالت أيام الثورة وسنيّها وبقيت المؤتمرات تُعقد في جنيف وأستانة والرياض وأنقرة وكلها تدور حول بيان جنيف1 وتؤكد عليه وتُطالب بتطبيق بنوده، وفي كلِّ ذلك اعتراف بشرعيّة النظام وأحقيته في الحكم، هذا عدا تلك الدول التي كانت وظيفتها منذ البداية هي دعم النظام المُجرم سياسياً وعسكرياً، كروسيا وإيران والصين وغيرها.
وبعد أن استطاعت المؤتمرات أن تُمكن النظام من السيطرة على كثير من مناطق سوريا وحصر المعارضة في إدلب كان اتفاق سوتشي أيضاً لبنة في الحل السياسي الأمريكي ويهدف لإعادة شرعنة النظام بل وبأحقيته في السيطرة على كل المناطق حيث نص الاتفاق أن اتفاق خفض التصعيد قد حقق نجاحات، ومعلوم أن ما حققه خفض التصعيد هو سيطرة النظام على ثلاث مناطق رئيسية من مناطق الثوار.
ولم تكتف أمريكا بالمؤتمرات للحفاظ على النظام، بل أوعزت إلى عملائها بالقيام بأعمال سياسية تُعيد للنظام شرعيته وتُظهره بمظهر المُنتصر على شعبه، فكانت زيارة عمر البشير رئيس السودان كأحد الأعمال السياسية التي كسرت عُزلة النظام إقليميا، واحتفل بها النظام متباهياً بنصر موهوم.
كما يأتي الحديث عن إعادة النظام السوري إلى الجامعة العربية، بعد أن تم تجميد مقعد سوريا في الجامعة في 2011م كردة فعل على الجرائم التي ارتكبها النظام، يأتي هذا الأمر في ذات سياق إعادة تعويم النظام، فإعادته للجامعة العربية يعني بشكل أو بآخر تبرئته من جرائمه بحق شعبه.
وقد سبق ذلك لقاء وزير خارجية النظام المعلم مع وزير خارجية البحرين وجرى بينهما مصافحة حارّة أثارت ضجيجاً في وسائل الإعلام، كما ظهرت تصريحات لبن علي يلدريم عندما كان وزير خارجية تركيا بأنهم سيُطبعون العلاقات مع سوريا كما طبّعوها مع روسيا وكيان يهود، ثم خرج بعد يوم ليُبرر تصريحه بأنه يقصد بعد إسقاط النظام، لكن قبل أيام خرجت تصريحات من وزير الخارجية الحالي حول استعداد بلاده للنظر في العمل مع الرئيس السوري بشار أسد إذا فاز بانتخابات ديمقراطية، ويُضاف إليه تصريح أردوغان قبل أيام بأن تركيا ليس لديها ما تفعله في منبج إذا غادرت المنظمات الإرهابية، هذا كله يُفهم منه أن حكّام تركيا يسيرون باتجاه باقي حكام المسلمين لإعادة النظام إلى الواجهة بشكل أو بآخر.
وللإمارات في دعم المُجرمين نصيب حيث أعادت فتح سفارتها في دمشق في خطوة تطبيعية مع النظام، كما دخلت قبلها أول قافلة قادمة من الإمارات عبر معبر نصيب الذي قام بدوره النظام الأردني بإعادة فتحه بعد أن كان مغلقاً طوال فترة سيطرة المعارضة على الجانب السوري من المعبر.
كما تلقى رأس النظام بشار أسد تهنئات من رؤساء العراق ولبنان والجزائر بما يُسمى عيد الاستقلال في نيسان عام 2018م، وتناقلت وسائل الإعلام أيضا خبرا عن نية رئيس تونس توجيه دعوة لأسد لزيارة تونس، وأنباء أخرى عن نية رئيس العراق للقيام بزيارة لدمشق على غرار البشير.
هذه الأعمال السياسية التي يقوم بها حكام المسلمين تكشف لنا أن معارضتهم سابقا ما كانت إلا معارضة وهمية، وأن الدموع التي سكبوها لأجل دمائنا وأعراضنا ما كانت إلا دموع التماسيح، وأن المواقف التي اتخذوها كانت بعد أن أحرجتهم شعوبهم التي كانت ترمق الشام بعين النصير فكانت هذه المواقف التي لا تسمن ولا تغني من جوع كتغطية على خذلانهم لأهل الشام.
أما اليوم فتظن أمريكا وتوعز لعملائها بهذا الظن أنها قد أجهزت على ثورة الأمة في الشام، فتطلب من عملائها أن يتقربوا من عميلها حامي كيان يهود، وتدعي هي الانسحاب من سوريا في رسالة يُفهم منها أن النظام قد انتصر على أهل الشام، لذلك نجد إعلام النظام يروج للانسحاب أنه انتصار له.
هذا في حسابات أمريكا وأدواتها وعملائها، أما أهل الشام فلم يخرجوا في ثورتهم لتجميد عضوية أسد في الجامعة العربية، ولم يُقدموا التضحيات الجسام لكي تُغلق السفارات، ولم يُشردوا ويُهجروا طمعا بالعزلة الدولية لنظام أسد، لذلك فلن يثنيهم عن الاستمرار في ثورتهم اعتراف هنا أو زيارة رئيس هناك، ولن تكون نهاية الثورة بإعادة فتح السفارات والمعابر، بل هي ثورة لله وخرجت تهدف لإسقاط النظام بكل أركانه ورموزه، واستبدال نظام آخر به يحقق لهم العدل والأمان، ولا نظام يحقق ذلك سوى نظام الإسلام كما أنزله الله على حبيبه محمد صلى الله عليه وسلم .
وأخيرا فإن لله سنناً مع الطغاة والمتكبرين، ومن سننه أن يكون هلاكهم في اللحظة التي يظنون أنهم الغالبون، هذه هي سير الأولين فيها العبرة والعظة لمن أراد أن يسلك طريق المصلحين. فهذا فرعون قد هلك يوم أن نادى في المدائن حاشرين، وتلكم الأحزاب قد أجمعوا أمرهم فانقلبوا خاسرين.
كتبه منير ناصر
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
جريدة الراية: https://bit.ly/2F1mJIf