press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

14112018makerr

 

لم يكن مشهد الجنوب "حوران" عندما وقع في فخ التآمر الدولي، بدعاً من الأمر، بل كان حلقة من مسلسل المؤامرات التي حاكتها دول الكفر وعلى رأسها أمريكا، محاولة القضاء على هذه الثورة المباركة!

وقد كان دور "رجال المصالحات" و"الضفادع" بارزاً في ذلك، بل كان دوراً أساسياً وخطيراً قامت به حثالة من المتسلقين والمنتفعين، وكثير منهم كان قد أرهق الثورة والناس - عندما كانوا في صف الثورة - بأعمال مكشوفة رهنوا الثورة ووضعوا مصيرها بيد أعداء هذه الأمة عبر الموك والموم، أو من خلال المزاودة على المخلصين من أبناء الأمة الذين ما برحوا يحذرونهم من الانجرار إلى دهاليز الغرب والدخول معهم إلى الغرف السوداء، والتي كانت نتيجتها بيع التضحيات الجسام التي قدمها أهل الشام الصابرون المحتسبون الذين ما فتئوا يقدمون الغالي والنفيس في سبيل الوصول بالثورة إلى النصر المبين المتمثل في إسقاط هذا النظام العلماني وإقامة نظام الإسلام العظيم.

فقد ظنت هذه الفئة المنتفعة بروسيا والنظام خيراً، فوثقت بهم وسلمتهم نفسها في بداية الأمر، ثم سلمتهم أهلها وديارها "على شاكلة ابن مفلح الحنبلي فقيه دمشق أيام التتار"، الذي سرعان ما بدأ بالبطش والتنكيل به، بعد أن تمكن من دمشق وأهلها!

وهكذا أعاد التاريخ نفسه، فقد ألقي القبض على الكثير من هذه الفئة، إن كان في الجنوب أو في حمص والغوطة، كما صُفي العديد منهم، وكذلك سيق الآلاف من أبناء أهل الجنوب والغوطة وغيرهما من المناطق إلى جبهات القتال المشتعلة في المناطق المختلفة ليبطش بهم وليعودوا إلى بيوتهم جثثاً هامدة.

كما ابتدع النظام طريقة أخرى في الفتك برجال المصالحات، انتشرت هذه بشكل واسع في مناطق الجنوب، إذ قام بدفع أزلامه لرفع دعاوى ذات صبغة جنائية، أغلبها بتهمة القتل أو الخطف والترويع، ومن ثم شن حملة اعتقالات بحق هؤلاء، ليكتشفوا بأنهم وقعوا في فخ مسرحية خطيرة هي المصالحات.

ولهم أن يسألوا الضامن الروسي، عن ضمانته وجدواها، ولم يعلموا بأنه لا يرتجى من مثل هؤلاء إلا الغدر والخيانة، بعدما رأيناهم بأم أعيننا يسوون مدناً وقرىً عامرةً بالأرض، يدمرونها فوق ساكنيها، غير عابئين بأهلها إن كانوا شيوخاً أم أطفالاً ونساءً.

ولقد كان بوسعهم لو فقهوا مساعدة أهلهم أهل الشام الصابرين المحتسبين والاصطفاف بجانبهم ونيل شرف العمل معهم تحت قيادة الثلة الواعية التي لم تخذل أهل الشام يوماً منذ اندلاع ثورتها المباركة لإتمام مسيرة هذه الثورة، نحو تحقيق هدفها العظيم، ولكن يأبى الله إلا أن يميز الخبيث من الطيب، ويأبى الله إلا أن يمحق المنافقين بعد كشفهم وفضحهم على رؤوس الأشهاد في الدنيا والآخرة.

وفي هذه الفترة التي تواجه الثورة أخطر مؤامرة حاكتها دول الكفر وتقوم على تنفيذها أدواتها الإقليمية بزعامة النظام التركي، نرى الكثير من أبناء الأمة لا يزالون غافلين، أو يتغافلون عن القيام بالعمل الحقيقي الذي من شأنه نصرة الثورة والوصول بها إلى بر الأمان، فهم لا يزالون يقومون بالدور نفسه الذي قام به رجال المصالحات وضفادع الجنوب، من الوثوق بالروس أهل الغدر المجرمين والعمل معهم والاستماع لهم، وكذلك هو الحال مع النظام التركي الذي بدأ يدندن على معركة شرقي الفرات، حيث طلب من الفصائل المؤثرة في الشمال تجهيز نفسها ومقاتليها لمساعدة الجيش التركي في مهمته هناك، وقد غاب عنهم أن الحكومة التركية تمتلك جيشاً عرمرماً هو السابع على مستوى العالم، وأنها ليست بحاجة لبضعة آلاف من المقاتلين…، لكنه الخداع الذي يقوم به هذا النظام، ليتمكن من تنفيذ ما تآمر زعيمه أردوغان والمجرم بوتين في سوتشي على أهل الشام عامة وعلى أهل إدلب بخاصة.

فقد رأى بأن مؤامرته هذه مكشوفة لأهل الشام الذين حباهم الله وتكفل بهم، وذلك من خلال إظهارهم لرفض سوتشي من خلال الأعمال الشعبية، من بيانات صدرت عن أغلب المدن والمناطق، ومن خلال التظاهرات الشعبية، وليس آخراً من خلال الوفود الشعبية من مناطق متعددة التي زارت النقاط التركية في إدلب، وحمّلوها كتباً إلى الحكومة التركية، عبروا فيها عن رفضهم لسوتشي ومخرجاته الخطيرة بحقهم وبحق ثورتهم التي قدموا في سبيلها الغالي والنفيس!

فعلى الفصائل والمجموعات والأفراد الذين لا تزال على أعينهم غشاوة أن يتنبهوا ويستفيقوا ويصحوا قبل فوات الأوان، فأدوات الكافر المستعمر لا تزال تفتك بثورتكم وبأهلكم وتكيد بكم لترجعكم إلى نير عبوديتها.

فالنظام التركي يريد أن يخرجكم من إدلب إلى شرقي الفرات ليمكن النظام وروسيا من أهل إدلب تماماً كما فعل عند تسليم حلب، ومناطق شرقي السكة، وهو كذلك مع روسيا يريدون فتح الطرقات الرئيسية التي بنتيجتها ستسلم مناطق شاسعة للنظام بدون إطلاق رصاصة واحدة، وسيستعيد شرعية كبيرة طالما فقدها لسنين، وستكون بمثابة فتح شرايين الحياة له، وسيكون النظام التركي على تماس معه، وحينئذ لن يدخل لإدلب شيء إلا بموافقة النظام.

أمام هذه المخاطر الجسام التي تحيط بأهلنا في إدلب، نسأل المقاتلين المخلصين والثوريين والفاعلين على الساحة ونقول ماذا أنتم فاعلون؟ ألا ترون مصير من وثق بالنظام وروسيا؟ ألا ترون نتيجة المفاوضات والمؤامرات التي تجريها هذه الدول وأنها كلها تكيد بكم وتريد القضاء عليكم؟

لذلك يتوجب عليكم قطع أواصر الغرب الكافر وأدواته الإقليميين، وعدم الوثوق بهم البتة، والعمل مع الثلة المخلصة من أبناء هذه الأمة التي تحمل مشروع خلاصكم، مشروع الإسلام العظيم، الذي سيكنس كل مخلفات الكافر المستعمر من بلادنا إن شاء الله تعالى.

فالعاقل من اتعظ بغيره.. والأمة لن تسامح من خذلها وتآمر عليها والتاريخ لا يرحم، والله يعلم السر وأخفى،

(فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ) [سورة غافر: 44]

 

بقلم: د. محمد الحوراني
 عضو لجنة الاتصالات المركزية لحزب التحرير في ولاية سوريا

 

المصدر: https://bit.ly/2JZViyR

17102018rukban

 

الصحراء المقفرة في أقصى الجنوب السوري تضم بين كثبان رمالها خياماً تحوي آلافاً من النازحين التاركين بيوتهم المدمّرة بفعل طائرات التحالف المُجرمة بحجة محاربة "الإرهاب"، آلافاً فرّوا بحياتهم ومواقفهم الرافضة للعيش تحت حكم نظام الإجرام؛ واستوطنوا إلى جانب قاعدة عسكرية أمريكية في التنف على الحدود السورية العراقية الأردنية.

منذ أكثر من أسبوع توقفت الأردن عن السماح لسيارات المساعدات بالمرور تجاه المُخيم، وقام نظام أسد المُجرم بقطع الطرقات المؤدية للمخيم، ليمنع وصول المواد الغذائية إليها، ليُطبق حصارٌ على هذا المخيم يُهدد حياة قاطنيه جميعاً خاصة الأطفال منهم، وقد وردت أنباء عن وفاة رضيعين وامرأة نتيجة الظروف الصحية السيئة التي يعيشها المُخيم.

ليس من الغريب أن تعلم أن هذا المخيم يقع في المنطقة الحدودية بين الأردن والعراق وسوريا، ويتعرض للحصار من جانب النظام الذي قطع الطرقات ومن جانب الحدود التي تقف عليها جيوش للمسلمين تحمي خطاً مستقيماً رسمه سايكس وبيكو بالمسطرة، وتصل المؤن لهذه القطعات العسكرية وتصل أيضاً إلى القاعدة العسكرية الأمريكية ولكنها تعجز أن تصل إلى هذا المُخيم!

نعم ليس غريباً لأن هذه الأنظمة باتت معروفة بخستها وجرائمها في حق المسلمين؛ فللأردن سابقة ليست ببعيدة عندما أغلق حدوده في وجه الفارّين من وابل القذائف والصواريخ التي كان يلقيها نظام أسد المُجرم على بيوتهم وقراهم، حتى كان شريكاً في دفعهم للقبول بمصالحة النظام والعيش تحت حكمه، أو التهجير نحو إدلب؛ وكذلك لا يخفى على أحد جرائم أمريكا المنتشرة في طول البلاد وعرضها...

كثيرٌ من النشطاء ناشدوا وطالبوا بفك الحصار، وحتى "منظمة الأمم المتحدة للأطفال" ناشدت أطراف الصراع، وطالبت بإجراء حاسم، وكأنها ليست شريكة في الجريمة، وكذلك خرجت مظاهرات ووقفات في مناطق عدة تطالب بفك الحصار عنهم، ولكن من سيستجيب لهذه النداءات؟ وكيف سيفك الحصار عنهم؟ تُرى من بوسعه أن يفك الحصار عنهم؟

وللإجابة على هذه الأسئلة نعود بذاكرتنا القريبة إلى مناطق كثيرة شابهت مخيم الركبان في حصاره، ابتداء بأحياء حمص القديمة ومروراً بمضايا والزبداني وحي الوعر بريف حمص ثم داريا فالغوطة ودرعا، كلها مناطق تعرضت للحصار وانطلقت المناشدات تطلب النجدة، فوجدنا أن الاستجابة كانت بتهجير الرافضين لمصالحة النظام وضم المناطق لسيطرة نظام الإجرام!

وما حصل هذا مع كل هذه المناطق إلا لأن القائمين على الثورة قد طرقوا الأبواب الخطأ، فقبلوا بعقد الهدن والجلوس على طاولة المفاوضات مع نظام الإجرام، وسلكوا الطريق الذي رسمه الغرب لهم في جنيف والرياض وأستانة وسوتشي، هذا الطريق كان واضحاً أن نهايته "حضن النظام" والقضاء على الثورة؛ ابتداء بتقسيمها كفصائل وكمناطق نفوذ، وأخرى محاصرة، ثم يستفرد النظام بكل منطقة ليعيدها تحت حكمه وسيطرته.

فالحصار في مخيم الركبان ليس مشكلة جزئية في منطقة ما، بل هو جزء من معضلة كبرى تعرّضت لها الثورة في الشام بفعل المتآمرين عليها، هذه المعضلة أصابت عقول القائمين على الثورة وقرارها، فلم يُميزوا بين عدوٍّ وصديق، وتجرعوا سمَّ المال السياسي، وأصابهم العمى فوقعوا في حفر الهدن والمفاوضات وأوقعوا الثورة معهم وأوردوها سبل أعدائهم.

ففي الوقت الذي يتجرع فيه أهل مخيم الركبان مرارة الحصار والجوع، فإن فصائل الشمال يقف بعضها مكتوف اليدين يبحث عن فتوى شرعية تُبرّر تخاذله، والبعض الآخر أعلن سحب سلاحه الثقيل وفق مقررات اتفاق سوتشي، فليس له قرار في نصرة أي مظلوم أو حتى إنه لم يعد يفكر بإسقاط النظام، بينما تجد النكتة في دعوة أحدهم للقيام بعمل عسكري ضد النظام! من تدعو؟ ألست تملك السلاح؟ ماذا تنتظر؟

إن التأخر في إسقاط النظام هو السبب في وجود "مخيم الركبان" والسبب في حصاره، وبالتالي فإن الإسراع بإسقاط النظام هو العلاج الجذري ليس لمُخيم الركبان فحسب بل له ولغيره من القضايا والملفات التي نتجت عن التأخر في إسقاط النظام، كملف المعتقلين واللاجئين، وغيرها، وإن كل تأخير آخر يعني حصاراً جديداً ومعتقلات جديدة وتهجيراً جديداً.

وإذا ما أدركنا أن إسقاط النظام لا يكون أبداً بعقد الهدن والمفاوضات، بل أثبتت سنوات الثورة الماضية أن هذا الطريق قد أودى بالثورة وأهلها وسلّم رقابهم لأعدائهم، إذا ما أدركنا ذلك فإنه يتحتم علينا أن نرفض كل أشكال التفاوض، وندوس على كل الاتفاقيات التي جاءنا بها مُتسلقو الثورة وأدعياؤها، ومدّعو صداقتها، ونوحد صفوفنا لنسلك طريق إسقاط النظام كما أمرنا الله عز وجل.

طريق إسقاط النظام يتطلب منا الوعي على مكائد أعدائنا والاعتصام بحبل ربنا جل جلاله وذلك بتبني مشروع الإسلام "الخلافة الراشدة على منهاج النبوة"، ويتطلب منا أن نستعيد قرارنا فنتخذ قيادة واعية راشدة مخلصة، ونسير معها نحو تحقيق الهدف المنشود "إسقاط النظام وتحكيم الإسلام"، وبهذا فقط ننقذ كل الركبان في سفينة الثورة ونمنع أن يتكرر هذا المشهد مرة أخرى.

أما السير في طريق الهدن والمفاوضات فلن يودي بنا إلا إلى المهالك، فها هو اتفاق سوتشي الأخير الذي عقده النظام التركي والنظام الروسي يسعى لسحب السلاح الثقيل، وإنعاش النظام المُجرم بفتح طرقات التجارة، تمهيداً للقضاء على الثورة، وإعادة الثائرين لحكم نظام أسد المُجرم؛ وما اتفاق أستانة عنا ببعيد والذي سلّم درعا والغوطة وريف حمص الشمالي للنظام المُجرم.

ما زال في الوقت متسع لنحزم أمرنا ونعيد ترتيب صفوفنا ونقلب الطاولة على أعدائنا، فحصار مُخيم الركبان لن يكون المشهد الأخير ما لم نُصحح مسار ثورتنا، وكل الأمر يُختصر بإرادة في التغيير وثقة بنصر الله ووعده وعمل دؤوب بما أمر الله، تحقيقاً لمرضاته، واستجلاباً لنصره.

 

كتبه لجريدة الراية: منير ناصر

عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا

المصدر: https://bit.ly/2PGT9KJ

07102018sutshi

 

pdf

(يَعِدُهُم ويُمنِّيهم وَما يَعِدُهُمُ الشيطانُ إلا غُروراً)

اتفاق سوتشي بين الحقيقة والتطبيل

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

هناك عدد من الحقائق الواضحة والتي يجب أن لا تغيب عن أذهاننا وهي:

  • لم يستطع نظام العمالة والإجرام، وحلف اللئام الذي يدعمه يوماً أن يتقدّموا شبراً على الأرض بقوّتهم العسكرية، وإنما حصّلوا جميع المناطق بالهُدن والمصالحات.
  • اتخذت الدول التي تكيد لثورة الشام ذريعة حقن الدماء وتحقيق الأمن، لتسويق الهدن والمصالحات مع نظام العمالة والإجرام.
  • قام الروس ونظام السفاح بشار ومن يدعمه، بخيانة كل الوعود، والتنكر لكل شروط المصالحات التي لم تحقن دمًا، ولم تصن عرضًا ولم تحفظ كرامةً ولا أرضًا.
  • كل الدول الضامنة لاتفاقات خفض التصعيد والمصالحات شريكة في جريمة التآمر على أهل الشام، وإن اختلفت الأدوار والأوصاف.
  • إن قادة المنظومة الفصائلية وشرعيّيهم الذين جعلوا المصلحة العقلية لهم إلهاً، يحللون ما حرم الله على أساسها، هم -بغض النظر عن نواياهم- شركاء في جريمة حرف ثورة الشام عن أهدافها وتخليها عن ثوابتها، وفقدانها لبوصلتها، وتسليمهم قرار الثورة لأعدائها والمتآمرين عليها، حتى وصل بنا الحال إلى ما لا يخفى على أحد من تراجع وانحسار.

اتفاق سوتشي بين الحقيقة والتطبيل:

إن حقيقة اتفاق سوتشي ليس كما يُروج المطبلون لتركيا، المخدوعون بسياسة سلطانها، ولا كما يتوهم الحالمون المخدوعون، بأنها نصرٌ عظيم، وفتحٌ مبين، حفِظَ الدماءَ، وأنقذ إدلب وما حولها من الدمار والخراب، بل هو نعش يُراد أن يُحمل فيه ما تبقى من جسد الثورة، بعد القضاء عليه، إلى مثواه الأخير كما يُخطط الأعداء والمتآمرون علينا، حتى يعلنوا احتفالهم الكبير بالقضاء على ثورة الشام والمخلصين من أبنائها، الذين ثاروا على نظام العمالة والإجرام، وعلى ما خلفه من رأسمالية عفنة ونظام دولي مجرم، وتطلعوا إلى تطبيق شرع ربهم وإقامة دولة عزهم، دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة.

  • إن اختلاف طريقة القضاء على ثورة الشام واستبدال الأعمال السياسية بالأعمال العسكرية؛ لن يُغيّر من حقيقة سعي الجميع لتحقيق نفس النتيجة وإن اختلفت الطريقة والأساليب، وإذا كانت الغاية التي اتفق عليها الجميع هي موت ثورتنا والقضاء على آخر نفَس فيها؛ فمن الغباء أن نُصفّق لمن يحاول خنقنا بدعوى أنه أرحم بنا من الذي يحاول سحقنا بآلته العسكرية الفتاكة، ومن العار أن نُطبل ونصفق ونمتدح من يلف حبل الموت حول أعناقنا؛ بدعوى أنه أفضل ممن يريد قتلنا بطائراته وصواريخه، فالقتل هو القتل مهما اختلفت أساليبه وطرائقه.
  • سوتشي هو كأس الموت الذي يُراد لنا أن نتجرعه مبتسمين، وهو حبل المشنقة التي يراد أن نسير نحوه فرحين ونحن نتغنى بأمجاد قاتلنا العظيم.
  • أليس تسليمنا لتحصيناتنا في الخطوط الأولى؛ والتي بذلنا من أجل إقامتها الجهود والأموال والدماء، هو بمثابة تجرع السم القاتل.
  • وهل سحب السلاح الثقيل من نصف المحرر باتفاقٍ سياسي يُعتبر ذكاءً من الضامن التركي ونصراً لثورتنا؛ أم هو حبل موت يلتف حول أعناقنا؟!!!.
  • هل تسليم الطرقات الدولية (حلب-حماه) و(حلب-اللاذقية) ليُشرف عليها نظام الإجرام والروس والأتراك؛ مصلحةٌ للثورة أم مقتلة لها؟!!!، وهل يرضى نظام سفاح دمشق ومن يدعمه أن يُشارك الثوار بالإشراف على الطرقات الدولية التي تحت سيطرته.
  • وهل وجود المنطقة العازلة [15 -20 كلم على طول خطوط الرباط]؛ التي تفصل مناطق الثوار عن مناطق نظام الإجرام؛ ليتوقف عندها الجهاد؛ وتتفرغ بعدها الفصائل للاقتتال؛ الذي تُدق طبولُه وتنعق غربانُه؛ هو نصرٌ عظيمٌ أم شرٌ مستطير؟؟!!!.
  • وهل القضاءُ على فكرة إسقاطِ النظام؛ وشعارِ (الموت ولا المذلة)؛ الذي صدحت به حناجر أهل الشام نابعا من قناعتها، ليحل محله الرضى بعيش الذل والهوان والعودة إلى حظيرة نظام القتل والإجرام ليحكمنا بالكفر؛ ويسوسنا بالظلم والانتقام، هو فرج نُهلل له؛ أم عيش ذلٍّ وهوان نرتضي أن نحيا بظله؟؟!!!.
  • أمَا علم المروجون لهذا الاتفاق؛ وما يتضمنه من بنود وأفكار؛ أنَّه يهدف إلى فصل المجاهدين المخلصين عن حاضنتهم الشعبية؛ وتهيئة هذه الحاضنة للوقوع في مستنقع اليأس والاستسلام؛ وبذلك يفقد الثائرون سندهم الطبيعي؛ فيسهل اجتثاثهم والقضاء عليهم، فهل هناك أخطر على الثورة وأبنائها من ذلك الخطر الداهم؟؟!!!.

ولكن الكثيرين يتساءلون عن سبب تحول طبول الحرب التي كانت تُقرع إلى ما نتج عن سوتشي من مقررات منها "مناطق منزوعة السلاح" وإعطاء تركيا الدور الأبرز في إدلب وما حولها، وسنركز على الوضع الداخلي أكثر من الوضع الدولي، حيث تريد أمريكا فرض الحل السياسي على طريقتها، واستخدام إطالة الأزمة لترويض الناس؛ والضغط على الروس من خلال إطالة أزمتهم في سورية، حتى تتوصل أمريكا لإزالة القواعد الروسية من سوريا.

أما بالنسبة للوضع داخلياً:

فقبل انعقاد مؤتمر (سوتشي) أظهر كثيرٌ من الناس استعدادهم للمعركة القادمة؛ وأنها -بإذن الله- ستكون حاسمة تقلب الطاولة؛ وما بعدها لن يكون كما قبلها، وقد برز ذلك في مشاركة الناس في تحصين نقاط الرباط؛ وفي المظاهرات التي خرجت بالآلاف تصرُّ على إسقاط النظام.

هذا النَفَس الثوري والاستعداد للتضحية؛ جعل (أمريكا وروسيا وتركيا) يُدركون أن شنّ معركةٍ جديدة سيكون حماقة يرتكبها الدب الروسي؛ فتشتعل الثورة والجهاد من جديد؛ وتنقلب الطاولة عليهم، خاصة وقد ظهر أن هناك حاضنة شعبية للثورة يجب عزلها عن المجاهدين، وهكذا وجدت تلك الدول أن نزع السلاح من نقاط الرباط؛ و"تليين دفاعات إدلب"؛ خيرٌ من حربٍ طائشةٍ قد تقلب الطاولة، فتحوِّل معركة إدلب من معركة للقضاء على آخر أنفاس الثورة إلى معركة بدء التحرير باتجاه دمشق، و يلخص ما سبق قول أحد المسؤولين الروس: "اتفاق سوتشي يهدف لتليين دفاعات إدلب".

ويحقّ لأهل الشام بعد كل ذلك أن يتساءلوا: هل وقف قائدٌ من قادة الفصائل يوماً مسائلاً (الحليف التركي المزعوم) عن خروقات اتفاق أستانة وتهجير الناس من ديارهم؟؟!!! .

يحق لهم أن يسألوا لماذا سقطت مناطق خفض التصعيد واحدة تلو الأخرى؟؟؟؛ والضامن إما مشاركٌ في قتلنا أو مباركٌ لهذه المشاركة.

يحقّ لأهل الشام أيضاً أن يَسألوا (القادة): ماذا بشأن أصابعكم التي قلتم إنها ستبقى على الزناد؟؟!!! ألم تتعهدوا منذ [اتفاق وقف إطلاق النار والهدنة الشاملة في 29-12-2016] أن "أصابعكم ستبقى على الزناد"؟؟؟، فهل لا زالت على الزناد؟ أم أن "الخدر" قد أصابها فقررتم معالجة ذلك بتوجيه بنادقكم باتجاه صدور إخوانكم؟!!!.

هذا واقع الحال وأس الداء فكيف يكون العلاج والدواء:

  • قطع العلاقات مع الدول المتآمر سواء تلك التي تدعي صداقتنا أو تلك التي تجاهر بعداوتنا.
  • إدراك مدى الإمكانيات التي نملكها؛ والوعي على ضعف أعدائنا؛ وعدم الوقوع في اليأس وفيما يروج له أعداؤنا من أن الثورة انتهت ونظام السفاح قد انتصر، والإيمان بأننا نأوي إلى ركن متين عندما نتوكل على الله وحده.
  • الاعتبار والاتعاظ بحوادث التاريخ القديمة والحديثة؛ وتذكر ما حلَّ ببغداد من دمار بعد الاستسلام للتتار، وما حلَّ بأهل "سربرنيتشا" من قتل واغتصاب من قبل الصرب الأشرار؛ عندما وثقوا بوعود الأمم المتحدة وقواتها الدولية ورضوا أن يسلموا أسلحتهم لهم؛ ليُسلموهم بعد ذلك للصرب يُمعنون بهم ذبحا واغتصابا.
  • رفض كل الحلول التي يطرحها علينا الآخرون؛ حيث يتم تخييرنا بين طريقتين للقضاء علينا وعلى ثورتنا، إما القصف والقتل والتدمير؛ أو الاستسلام والخنوع والرضا بالعودة إلى حظيرة نظام الطاغية من جديد.
  • إيماننا أن الحل الصحيح يكون منبثقا من عقيدتنا؛ وهو ما يُوجبه علينا ربنا من العمل؛ معتمدين عليه متبعين ما أمرنا به؛ غايتنا بعد التوكل على الله نصرة دينه، وإعلاء كلمته؛ والعمل لإقامة دولة الخلافة الراشدة الثانية التي بشرنا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
  • لن يصلح أمرنا إلا بما صلح به أمر أسلافنا؛ وذلك باعتصامنا بحبل الله كما اعتصم من قبلنا ليؤلف الله بين قلوبنا ويوحد كلمتنا ويمن علينا بالنصر والتمكين؛ وعندها يفرح المؤمنون بنصر الله، ونحقق خلاصنا الحقيقي ونعود من التيه والضياع الذي أوصلنا إليه اعتمادنا على غير الله؛ ومحاولتنا إرضاء غيره من شرق وغرب، اتبعنا سبيلهم واستضأنا بنارهم، فأضلونا عن سبيل الهدى والرشاد؛ وأوردونا المهالك.
  • لن تجتمع كلمتنا ولن يتوحد صفنا؛ إلا إذا تبنينا المشروع الذي ينبثق من عقيدتنا "مشروع الخلافة الثانية على منهاج النبوة"، فلنجدد عهدنا صادقين مع الله؛ ولنضع أيدينا بأيدي إخواننا العاملين من أجل نصرة دينه وحملة مشروعه؛ ولنكن يدًا واحدةً وإخوةً في الله، نعمل متكاتفين كالبيان المرصوص؛ ليس فقط من أجل الدفاع عن إدلب والرضا بعيش الذل والهوان؛ بل نعمل من أجل نصرة دين الله؛ وتحكيم شرع الله؛ وإقامة دولة الإسلام بعد إسقاط نظام القتل والإجرام.

قال تعالى :( إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ).

 

كتبه للمكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية سوريا

أسامة أبو زيد الشامي

10102018lkaa

 

انتهى لقاء سوتشي الذي جمع يوم الاثنين 17/9/2018م كلاً من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالاتفاق على إنشاء منطقة منزوعة السلاح بعرض يتراوح بين 15 إلى 20كم على طول خط التماس، وذلك في الخامس عشر من شهر تشرين الأول الحالي، ومع اقتراب موعد التنفيذ كان لا بد لنا من أن نسلط الضوء على الآثار المترتبة عن هذا الاتفاق؛ الذي يعتبر منعطفاً خطيراً يضاف إلى باقي المنعطفات التي شهدها مسار الثورة منذ انطلاقتها وحتى الآن.

بداية لا بد لنا أن نضع هذا الاتفاق في سياقه الصحيح حيث يعتبر هذا الاتفاق خطوة من الخطوات نحو تحقيق الحل السياسي الأمريكي؛ هذا الحل الذي بموجبه سيتم إجهاض ثورة الشام وتضييع جميع تضحيات أهلها، حيث سيقتصر هذا الحل على بعض التغييرات الدستورية التي تبقي أهل الشام تحت السيطرة الأمريكية؛ ولا بأس من تحجيم صلاحيات الرئيس؛ أو حتى تحييد طاغية الشام عن الواجهة...

هذا على المدى البعيد والآثار المترتبة عليه؛ أما بالنسبة للآثار القريبة المترتبة عن هذا الاتفاق فمن أهمها: جعل هدف إسقاط نظام سفاح الشام والذي يعتبر من أهم ثوابت ثورة الشام من الماضي، حيث إن المنطقة المنزوعة السلاح ستضرب طوقاً على المناطق المحررة بحيث يصعب معه أي عمل جاد من شأنه إسقاط النظام؛ أو حتى توجيه ضربات موجعة له، فهو سيكون في مأمن عن أي تهديد حقيقي وخاصة بعد أن أمّن العاصمة دمشق ومحيطها، بالإضافة إلى أنه يضع ما تبقى من المناطق المحررة في سجن كبير ريثما يتم الانتهاء من الحل السياسي الأمريكي، ليس هذا فحسب بل يمد طاغية الشام بشرايين الحياة بعد أن يتم فتح كل من الطرق الدولية التي تصل بين حلب والعاصمة دمشق وحلب واللاذقية، بالإضافة إلى أنه يهيئ المناخ المناسب ويضع المنطقة في أتون اقتتال فصائلي لا يبقي ولا يذر؛ تحت ذريعة حماية المدنيين المترتبة عن ما يسمى محاربة (الإرهاب) التي ستبقي الباب مفتوحا للقصف الروسي الذي لن يميز بين مدني وعسكري أو بين فصيل وفصيل، وهذا يعني استمرار الضربات الجوية الروسية؛ واستمرار القتل والتشريد... ليس هذا فحسب بل سيسعى الغرب الكافر لسحب السلاح من كافة الفصائل التي لا تخضع للحل السياسي الأمريكي.

وبهذا يتبين أن ما عجز عنه الروس عسكرياً أخذوه سياسياً على شكل اتفاق، وكله برعاية النظام التركي وتحت مسميات إنسانية!! هذا النظام الذي لعب دورا خطيرا للغاية فيما وصلت إليه ثورة الشام؛ وهذا الدور لن يدرك خطورته إلا من تخلى عن الأماني والأحلام، فالنظام التركي يبيع الأوهام ويسوق المنطقة نحو الحل السياسي الأمريكي، وهو كحصان طروادة قد استطاع أن يخترق قيادات الفصائل ويقيدها، ويفتح الأبواب مشرعة للغرب الكافر للسيطرة على كافة المناطق ليعيدها من جديد تحت الاحتلال بواجهة حكومات وطنية ورئيس منتخب!

وحتى ندرك ما آلت إليه ثورة الشام وخطورة ما هي مقدمة عليه؛ لا بد أن ندرك حقيقة الصراع الذي يحاول الغرب الكافر جاهداً صرف النظر عنه، فليست حقيقة الصراع هي على شخص طاغية الشام؛ رغم كل المحاولات الغربية لجعله كذلك، وإنما حقيقة الصراع هي بين الحق والباطل؛ وهو صراع بين الكفر والإيمان؛ صراع بين حضارة الغرب وحضارة الإسلام، وهذه حقيقة شرعية أكدها الله عز وجل مراراً وتكراراً في كتابه الكريم حيث قال عز من قائل: ﴿وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا﴾، وقال سبحانه: ﴿يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ﴾. هذه هي حقيقة الصراع، وبإدراك هذه الحقيقة ندرك يقيناً أن حصر الصراع في شخص طاغية الشام هو خداع وتضليل، فما معنى أن نستبدل بطاغية الشام طاغيةً آخر؟! وهل لهذا خرجت ثورة الشام وقدمت الغالي والنفيس؟! ولكم في تونس ومصر عبرة...

وبإدراك حقيقة الصراع ندرك يقيناً أننا سنبقى نعاني الظلم والشقاء طالما بقيت هذه الأنظمة الوضعية تحكمنا لأنها صادرة عن الجاهلية بكل معانيها، قال تعالى: ﴿أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ﴾، وإن الخضوع لها والإعراض عن شرع الله إنما هو الشقاء بعينه، قال تعالى: ﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى﴾، فمن أراد طيب العيش والسعادة في الدنيا والآخرة لا بد له أن يدرك هذه الحقيقة جيداً؛ ويعمل جاهدا للعيش في ظل شرع الله من خلال قطع أي ارتباط مع الدول الداعمة من أجل استعادة القرار ومن ثم العمل مع المخلصين لإقامة الخلافة الراشدة التي بشر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه أحمد في مسنده بسند صحيح «...ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ؛ ثُمَّ سَكَتَ».

وأخيرا لا بد أن ندرك أن الغرب الكافر وعلى رأسه أمريكا؛ قد اعتمدوا الحل السياسي كطريقة نهائية لإجهاض ثورة الشام، وإن ما يحدث من اتفاقيات وما يعقد من مؤتمرات إنما هو في هذا السياق مهما اختلفت الأدوات ومهما تنوعت أساليب المكر والخداع، ولا بد أن نعلم جميعاً أن نجاح أمريكا في حلها السياسي؛ يعني تضييع دماء أكثر من مليون شهيد؛ وتضييعاً لكل التضحيات التي ضحى بها أهل الشام على مدى ثماني سنوات...

 

بقلم: الأستاذ أحمد عبد الوهاب

رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا

جريدة الراية: https://bit.ly/2RzgHlQ

2092018muzahrat

 

أكد بيان صحفي أصدره المكتب الإعلامي لحزب التحرير/ ولاية سوريا: أن المظاهرات الحاشدة التي تشهدها المناطق المحررة، لتؤكد على أنّ جذوة الثورة لم تنطفئ في نفوس أهل الشام الصابرين، وأنها لا زالت شعلة متقدة، ولا زالت ثابتة ثبوت الجبال الراسيات. وأضاف البيان محذرا: من الوقوع في الأخطاء القاتلة نفسها التي تم الوقوع فيها سابقاً، والحذر كل الحذر من أن يُتَّخذ أي قرار رهناً لمصالح الدول الفاعلة على الساحة السورية، بذريعة عدم إغضابها في محاولة للحصول على سراب دعمها. وشدد البيان على: أنه لا بد للحراك الشعبي الجديد أن يحصِّن نفسه من الانحراف، حتى لا تضيع التضحيات العظيمة التي قدمها أهل الشام سدى وذلك: بوجود مشروع واضح يلتف حوله الناس بحيث يكون نابعا من عقيدتهم، وتكون المحاسبة على أساسه. ولا بد أيضاً للحراك من قيادة سياسية واعية ومخلصة؛ توجهه نحو الأعمال التي من شأنها أن توصله إلى أهدافه. ولا بد من التمسك بثوابت الثورة التي تبلورت عبر مسيرتها الطويلة، والمتمثلة بإسقاط النظام بكافة أركانه ورموزه، وقطع العلاقات مع الدول الداعمة، وأن يكون الهدف من كل ذلك هو إقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة. وختم البيان بالقول: إن مكر الدول الكافرة بأهل الشام الصابرين وثورتهم مكرٌ كبيرٌ، علينا أن نحذر الوقوع فيه بتحصين أنفسنا، والاعتصام بحبل ربنا، والتوكل عليه، والركون إلى ركنه المتين، ففي ذلك نجاتنا وخلاصنا ونصرنا.

جريدة الراية
المصدر: https://bit.ly/2MKop95