- التفاصيل
تحت شعار: "درعا ستعيدها سيرتها الأولى". نظم شباب حزب التحرير بعد صلاة الجمعة الفائتة مظاهرة في بلدة السحارة بريف حلب الغربي، وأظهرت صور نشرتها صفحة المكتب الإعلامي لحزب التحرير/ ولاية سوريا مساء الجمعة، بعضا من اللافتات التي رفعت في المظاهرة أكدت أبرزها على ثوابت الثورة الجديدة: في إسقاط النظام المجرم بكافة أركانه ورموزه، والتحرر من التبعية للدول وقطع العلاقات معها، وإعلاء كلمة الله وتحكيم شرعه بخلافة على منهاج النبوة. داعية لتوفير ما تحتاجه الثورة لتنتصر؛ من قيادة سياسية واعية، وبرنامج تسير وفقه، وجسم عسكري تحتضنه الأمة. فيما نبهت أخرى أهل الموت ولا المذلة، أن المصالحات موت بعد المذلة محذرة من أن الخدمة الإلزامية: هي قتال في سبيل الكفار لإحياء نظام بشار. من جانبها إذاعة حوران مهد الثورة، وعبر حسابها على موقع فيسبوك، ذكرت أنها قامت بالمساهمة في المظاهرة وقالت: إنها أول مظاهرة لأهل حوران في إطار الثورة الجديدة.
المصدر: https://bit.ly/2Bbd12d
- التفاصيل
ما هو دور الشعوب في عملية التغيير؟
لماذا هذا الإهمال المتعمد للحاضنة الشعبية وتهميش دورها؟
هل حقا ليس للرأي العام دور في عالم بات يحكمنا بمنطق القوة؛ وتكفلت فيه أنظمة المخابرات بالعمل على قتل أي محاولة للتغيير في مهدها؟
هل الخلل فينا؛ أم في حكامنا الذين أتقنوا فن خداع الشعوب؛ وباتوا يرون أنفسهم يقودون قطيعا من الغنم ليس له في نظرهم من الأمر شيء سوى الانقياد التام أو الذبح على مسالخ الوطنية؟
أسئلة باتت تشكل عقدة في تاريخنا المعاصر؛ ازدادت تعقيدا في ظل فقدان الثقة في قدرة الشعوب على التغيير؛ وبالتالي التخلي عن دورها وسلطانها الذي أناطه الله بها؛ والوقوف مكتوفة الأيدي وهي ترى مصيرها المحتوم يتلاعب به أعداؤها.
ثمة عوامل عدة أفقدت الشعوب ثقتها في نفسها وفي قدرتها على التغيير رغم القوة الهائلة التي تمتلكها، وهذه العوامل لا تقتصر على القمع المتكرر الذي يطالها ممن نصبوا أنفسهم أوصياء عليها؛ وادعوا قيادتها نحو التغيير كما يحصل الآن في ثورة الشام، حيث لا زالت قيادات الفصائل تمارس القمع ضد الناس بنسب متفاوتة وبأسماء مختلفة وتحت شعارات عدة، فكان هذا القمع والتسلط عاملا رئيسا في إضعاف الثقة وزيادة الشعور بالعجز؛ لا سيما وهي ترى نفسها أمام مخاطر كبيرة وعقبات كأداء ساهم في صنعها من يدعون الثورية، أضف إلى ذلك طول الطريق ومشقته وحجم المكر والخداع والتضليل الذي مورس عليها؛ والتضحيات المطلوبة التي فاقت كل التصورات.
لا شك أن للرأي العام أثراً كبيراً على مجريات الأمور؛ وله وزنه في تغيير الأحداث أو منع وقوعها؛ وهذا معلوم لكل متابع للشأن العام، وما حجم التضليل الذي يمارس على الشعوب، وحجم النفقات التي تصرف في سبيل ذلك؛ والوسائل التي أنشئت لتحقيقه؛ ما هي إلا دليل صارخ على أهمية الرأي العام؛ فهذا فرعون يطلب التأييد الشعبي ليمارس قمعه تحت شعار الحرص على المصلحة العامة ومحاربة الفساد ﴿ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ﴾. وها هو مصعب بن عمير يعمل ليل نهار لتهيئة الحاضنة الشعبية التي استقبلت رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما هاجر إلى المدينة ليقيم الدولة الإسلامية الأولى.
﴿إِنَّ اللهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ﴾
آية اختصرت الكثير من المعاني؛ وحسمت الجدل حول دور الشعوب في عملية التغيير؛ وقدرتها على تغيير واقعها بما تحمله من قوة ذاتية كامنة تحتاج إرادة قوية لتفعيلها وتوجيهاً واعياً وصادقاً لمقدراتها.
ونظرة سريعة في التاريخ ترينا بوضوح القوة الهائلة التي تمتلكها الشعوب عندما تضع نصب عينيها هدفها الذي ترنو إليه؛ بعد أن تكون مستعدة للتضحية في سبيل تحقيقه؛ وتمتلك إرادتها فتترجمها إلى أعمال تشكل سيلا جارفا لكل القوى التي تقف في وجهها حتى لو كانت هذه القوى تمتلك أعتى الأسلحة.
لقد أثبتت قوة الشعب فاعليتها في تغيير الواقع والإطاحة بالأنظمة القديمة أو المحافظة عليها والتصدي لكل محاولة تستهدف وجودها.
فها هي الجماهير في تركيا تقول كلمتها فتتحطم على صخرتها إرادة العسكر الانقلابية فتفشل الانقلاب بعد ساعات قليلة من بدء التحرك؛ ويعتلي المدنيون العزل فوق الدبابات لينتهي بذلك المشهد ويسدل الستار على أحداث هذا الانقلاب. وها هي الثورة الفرنسية تستطيع قلب نظام الكنيسة بعد سنوات طويلة قدمت فيها الغالي والنفيس في سبيل الوصول إلى هدفها المنشود فكان لها ما أرادت. ولا زالت الثورة السورية تشغل العالم ولا زالت محور تحركاته وتصريحاته ومؤامراته وما ذلك إلا لأنه يدرك أنها قادرة على التغيير لو تركت وشأنها.
إلا أنه لا بد للشعوب من أن تعي، حين سيرها في طريق التغيير، على المؤامرة وتعي على الفخاخ التي تنصب لها حتى لا تتحول أعمالها خبط عشواء، ويقطف ثمار تحركاتها أعداؤها فتذهب تضحياتها سدى؛ ويعود اليأس والعجز ليخيم من جديد فوق رؤوس أصحابها، وهذا الوعي لا يكون إلا إذا اتخذت الشعوب قيادة سياسية لها واعية ومخلصة تنظم أعمالها وتنبهها على المؤامرات والفخاخ التي تنصب لها فتسير بها نحو التغيير الحقيقي المنشود؛ وقبل كل هذا وأثناءه وبعده لا بد من صدق التوكل على الله وإخلاص النية لله عز وجل وتبني مشروع سياسي واضح مستنبط من عقيدة الإسلام لضمان تأييد الله عز وجل وضمان استقامة الطريق ومنع أي شخص من التفكير بحرف مساره، وهذا المشروع هو الخيط الذي ينظم القوى الثلاث الموجودة في المجتمع والمتمثلة في القوة السياسية والقوة العسكرية والقوة الشعبية ويضبط إيقاعها، وما حصل في تونس ومصر وغيرهما من البلدان خير دليل على كل هذا؛ حيث استطاع الناس في تونس خلع نظام بن علي في وقت قياسي؛ واستطاع الناس في مصر أن يخلعوا نظام مبارك، إلا أن مكر الغرب حال دون التغيير المنشود حيث استطاع ركوب الموجة وحرف قطار التغيير عن خط سيره لتنتهي الرحلة بتنصيب عملائه حكاما على تلك البلاد من جديد فذهبت الجهود أدراج الرياح واعتلت الفئران عرين الأسود. فكان لا بد من إدراك هذا الأمر جيدا حتى لا تصيبنا قارعة الذين سبقونا وننقض غزلنا من بعد قوة أنكاثا!
بقلم: الأستاذ أحمد عبد الوهاب
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
المصدر: https://bit.ly/2SIF2oX
- التفاصيل
لن ينسى أهل درعا يوم 18/03/2011 يوم أشعل أطفالهم أعظم ثورة بأصابعهم، ثورة كادت تنحني هامات الأمم والشعوب احتراماً لها على ما قدمته في سبيل خلاصها من أعتى الأنظمة ديكتاتوريةً وإجراماً.
ولن ينسوا يوم 25/03/2011 يوم خرج أهالي قرى حوران (بعضهم حفاة) سيراً على الأقدام يحملون المؤن والطعام إلى أهالي درعا حال وصول نبأ حصار درعا إلى مسامعهم فاجتمعوا في ساحة الصنم وأسقطوا الصنم وعبادة الصنم.
ولن ينسى أهل حوران حشوداً من إخوانهم في دمشق وحمص واللاذقية وإدلب والجزيرة وغيرها خرجوا إلى الشوارع يؤازرونهم ويهتفون "بالروح بالدم نفديك يا درعا" لم يأبهوا لما قدموه من تضحيات جسام ليكونوا مع أهل درعا في خندق واحد لإسقاط النظام المجرم وإقامة حكم الإسلام على أنقاضه.
أما ما تحتاجه الثورة لتصل إلى هدفها فثلاثة أمور لا بد منها وإلا فشلت بعد تدمير البلاد:
أولاً: تحتاج لمشروع موصل لهدف تختاره وتسير عليه حتى تضمن السير الصحيح.
ثانياً: تحتاج لقيادة سياسية واعية مخلصة ترشدها إلى طريقها، وتوعيها عند كل عقبة أو خطر لكي تتابع طريقها إلى هدفها.
ثالثاً: تحتاج الثورة لقوة عسكرية تؤازرها، وتعطي النصرة لقيادتها السياسية فتزيل العقبات من أمامها وتسقط النظام المجرم في عقر بيته في دمشق، وإقامة الخلافة على منهاج النبوة على أنقاضه.
لم يعِ أهل حوران على ضرورة أن يكون للثورة قيادة سياسية ولم يعوا على ضرورة أن يكون للثورة مشروع موصل للهدف تسير عليه.
لم يقدم أحد للثورة المشروع الذي يلزمها إلا حزب التحرير الذي وضع لها منذ باكورتها خريطة طريق لتسير عليها فلو تعاون الضباط في كل قطعة عسكرية مع الثوريين ومع من انشق من الضباط ثم رتبوا أمورهم ليكونوا من يستلم زمام الأمور في كل قطعة عسكرية ثم انقلبوا على أتباع النظام ووضعوا القوة التي يملكونها في حماية أهلهم وثورتهم ونظموا صفوفهم لقتال أعوان النظام لكانوا خيرة نصرة لأهلهم وثورتهم.
ومع تغير ميزان القوى لصالح الثوار عام 2014 قدم حزب التحرير الورقة السياسية الثانية لتكون طريقا تسير عليه الثورة حتى تصل إلى هدفها ووضعه بيد كل فعالية وكل قائد وكل صاحب رأي في الثورة علّهم يعملون لتهتدي الثورة إلى طريقها الصحيح.
ثم عاد الحزب ليرسخ في الثورة ما يلزمها من الثوابت لكي لا تنحرف مسيرتها بفعل رياح الدعم وماله السياسي القذر فوضع ثوابت الثورة التي لو رسخت فإنها تضبط سيرها على مسارها الصحيح وهي:
1-إسقاط النظام بكافة رموزه وأركانه.
2-التحرر من التبعية للدول وقطع الصلات والاتصالات معها.
3-إقامة خلافة على منهاج النبوة.
ثم تابع الحزب عمله ليبذل لها كل ما تحتاجه الثورة من كشف للطريق أمامها وفضح للعملاء المرتبطين بأعدائها وتسليط الضوء على المؤامرات التي تحاك للقضاء عليها وتعرية المؤتمرات من جنيف إلى أستانة بكل أرقامها وسمومها المدسوسة.
فكل ما يلزم الثورة من أعمال القيادة السياسية قدمها الحزب للثورة لكي تبقى مستمرة على طريقها نحو هدفها ولكن الدول وهي العالمة بتفاصيل ما يجري سارعت محاولة إيجاد قيادة سياسية للثورة من رجالاتها وممن يمشون في ركابها أو خلف ما تقدمه لهم فكان الائتلاف وهيئاته لكن لم ينقد الناس له.
ثم سارعت الدول بالدعم والتمويل لشراء ذمم الكثير من قادات الفصائل كي تتحرك بأوامر الداعمين وتوجيهاتهم.
أما المشروع الذي كانت الدول تسعى له فهو القضاء على الثورة وإعادة المناطق ثانية إلى حضن النظام.
ولما تتابعت المؤتمرات من جنيف1 إلى أستانة 8 وتوقفت الجبهات بخفض التصعيد وبدأت خطة حلف النظام لينفرد بمنطقة دون منطقة وكان قادة الفصائل من قبل قد وقعوا على تسليم المناطق وتنفيذ الموقع عليه فيها، عندها اشتد الأمر على الثورة فكان الحزب النذير العريان قدم للثورة كتاباً مفتوحاً يحذر وينذر من خطر داهم يحيق بالثورة للقضاء عليها وقدم الحلول المناسبة لكي ينقذها من الهلاك. هذا الكتاب المفتوح وصل لكل قائد وشيخ ووجيه ولكل فعالية في المجتمع على امتداد ثورة الشام.
نعم لم ينس أهل درعا اليوم الذي أعطوا فيه الضوء الأخضر لقبولهم بخفض التصعيد ولو اشترطوا له إشراك الغوطة فيه.
ولم ينسَ أهل درعا انقسامهم بعد حلول خفض التصعيد وعدم اجتماعهم بسببه على مواصلة المعركة.
لم ينسَ أهل درعا ما بذله أهل حوران للبنيان المرصوص مالاً ودعماً احتضاناً له إذ إنه كان برأيهم الفصيل الوحيد الذي قراره غير مرهون بالدول.
ولم ينسَ أهل حوران كيف ساعدت الأردن النظام المجرم فضغطت على فرقة العشائر فأدخلت جيش النظام المجرم إلى اللجاة المنطقة العصية وفصلتها عن حوران وكانت مغارة للمجاهدين لا يقدر عليها النظام.
ولم ينسَ أهل حوران أثناء معركة بصر الحرير حيث القادة في الأردن مجتمعين مع مندوبي الدول يعرضون عليهم تسليم بصر الحرير والمعبر لم نعلم ردهم ولكنهم في اليوم الذي رجعوا فيه إلى فصائلهم كان سقوط بصر.
لم ينسَ أهل حوران كيف كان مئات من المجاهدين يجتمعون في المخيمات وسلاحهم بين أيديهم لكنهم ضائعون تائهون ينتظرون قيادة يلتفون حولها ليعودوا إلى ساحة المعارك حيث تتوق نفوسهم، لكنهم كانوا يتجرعون المرارة، ينظرون إلى البلاد حولهم يعاينون سقوط الواحدة تلو الأخرى.
لم ينسَ أهل درعا أن الأردن هي من همست في آذانهم أن يجلسوا على طاولة المفاوضات مع الروس وكذبت عليهم أن الروس لم يعد بإمكانهم المضي أكثر من عشرة أيام في حملتهم، فانخدعوا لها.
ولما جلس من يمثل أهل درعا على طاولة المفاوضات مع الروس بدأت القرى والمدن تفاوض وتوقع على التسويات وتدخل النظام المجرم وجيشه إلى البلاد. ويقولون في أنفسهم هؤلاء أهل درعا جلسوا مع العدو الروسي فهل نحن أكثر ثورية منهم؟ فكان جلوسهم سبباً لجلوس غيرهم وقبولهم بالتسوية سبباً لقبول غيرهم.
لم ينسَ أهل حوران كيف ذابت الفصائل وضاع أبناؤها من المجاهدين بعدها وكيف دخل النظام المجرم إلى البلدات تباعاً بالتسويات بعد أن لم يكن يحلم أن يدخلها بالمعارك.
لم ينسَ أهل حوران كيف تركت الفصائل مستودعات من الأسلحة والعتاد والذخائر وقد كانت تكذب على أهلنا أنها لا تمتلك شيئا لفتح المعارك وإذ بها تمتلك ذخائر لتحرير دمشق، استولى عليها النظام المجرم.
لم ينسَ أهل حوران كيف فرضت عليهم تسويات الذل ومصالحات العار وهم شعلة الثورة وطليعتها.
نعم لم ينسَ أهل حوران ذلك، واليوم حوران تعلم أن النظام المجرم قد غدر بها وأهلها بين مرارة ما حصل والخوف مما قد يحصل؛ فالاعتقالات مستمرة والشباب مطلوبون للخدمة الإلزامية وموعودون ليكونوا وقود معركة إدلب.
وأما الحالة المعيشية فلم يتغير فيها شيء لصالح أهلنا بل النظام المجرم يسعى لإفقار الناس والضغط عليهم فقد نهب منهم كل الممتلكات وباعها، بل زيادة في التنكيل فقد كان يطلب من الناس أن يحملوا أغراضهم في شاحنات ضباط النظام بدل أن يتكلفوا بجلب عمال للتحميل.
لكنا اليوم نرى يقظة في وسط الشباب بدأت تتنامى حيث السلاح بين أيديهم ما يزال وعناصر النظام المجرم من حولهم يعيشون في خوف ورعب.
فلئن نظم المقاتلون صفوفهم بعيدا عن الارتباط مع الدول وقاتلوا حقا في سبيل الله فنصر الله لا شك قريب منهم كما وعدهم.
ولئن طالت بهم الغفلة وشطت بهم الحسابات فإن عدوهم قد يرمم نفسه ويستحكم بهم فهو يتوعدهم ويهددهم ولا يخفي نواياه ضدهم.
وليتذكر أهل حوران أن الفرصة اليوم فرصتهم فلئن قوي النظام فسوف تكون نهايتهم ولئن بادروا هم بثورة جديدة فسوف تكون نهاية النظام في حوران على أيديهم وسوف يعودون من جديد في طليعة الثورة وسوف تمشي معهم مناطق عديدة في كل ربوع الشام.
فيا أهل حوران استخلصوا النتائج والعبر مما مضى فلن تنجحوا ثانية إن لم تتخذوا حزب التحرير قيادة سياسية لكم تدلكم على الطريق وتتخذوا مشروعه مشروعاً للثورة، عندها تعود الثورة مجددا على خطا صحيحة تسير نحو إسقاط النظام المجرم وإقامة حكم الإسلام خلافة على منهاج النبوة.
بقلم: المهندس كامل الحوراني
المصدر: https://bit.ly/2APFXNm
- التفاصيل
نشر موقع (الحياة اللندنية، الأربعاء، 20 ربيع الأول 1440هـ، 28/11/2018م) خبرا جاء فيه: "تنطلق اليوم في العاصمة الكازاخية الجولة الحادية عشرة من محادثات أستانة بحضور وفود عن الدول الضامنة روسيا وتركيا وإيران إضافة إلى وفدين يمثلان النظام السوري والمعارضة، كما يشارك المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي مستورا بصفة مراقب.
ومن المقرر أن تبحث الجولة الحالية قضايا اتفاق إدلب لوقف النار، وموضوع إعادة الإعمار وعودة اللاجئين، إضافة إلى اللجنة الدستورية، وفق التصريحات الروسية، لكن مصادر في المعارضة أكدت أنها تولي موضوع المعتقلين أهمية قصوى، وربطت بين موضوع إعادة الإعمار وعودة اللاجئين بـ"ضمان انتقال سياسي وفق قرارات الأمم المتحدة ومسار جنيف"."
الراية: بعد أن أنجزت الفصائل ما أملي عليها به في مؤتمرات أستانة الخيانية السابقة، والمتمثل بتسليم الغوطة وريف حمص الشمالي ودرعا، تستأنف (الدول الضامنة) مسلسلها التآمري على ثورة الشام بالعمل على وضع دستور علماني يفرض على أهل سوريا.
السؤال لأهل الشام الأحرار: ماذا تنتظرون من قيادات الفصائل الذين خانوا عهد الله وميثاقه، وخانوا دماء الشهداء؟! لماذا بقي منكم من يتمسك بحبائل الغرب الكافر المستعمر، وليس بحبل الله المتين؟!
ماذا تنتظرون من أردوغان الذي باعكم بثمن بخس، بل بدون ثمن؟! أليس هو الذي قام بتسليم حلب للنظام المجرم وروسيا الصليبية، بعد أن حررتموها بدمائكم؟!
فيا أهل الشام المخلصين، يا أحباب الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، يا من خرجتم من بداية الثورة المباركة وناديتم بتحكيم شرع الله، لماذا أنتم صامتون؟!
ألم تقولوا "هي لله"؟! فانفروا وانصروا دينكم، هبوا وانصروا ثورتكم، بيعوا من باعكم وفرط في تضحياتكم وانحرف عن هدفكم، انصروا الله لينصركم ويثبت أقدامكم. ﴿وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾.
المصدر: https://bit.ly/2FZbn9R
- التفاصيل
بعد ثمان سنوات على أعظم ثورة قام بها الشعب المقيد بحكومة عميلة لا تستطيع إلا أن تنفذ أوامر الأسياد، هذه الثورة التي تمردت على المنظومة الدولية القذرة التي تتزين بشعارات كاذبة مخادعة، كان على رأسها هذه المنظومة أمريكا التي سيّرت الجيوش الدبلوماسية من جهة والآلة العسكرية من جهة مقابلة للحد من تمدد وتوسع هذا الجسم الذي يهدد مصالحهم وأطماعهم بإسقاط الحاكم العميل الذي يسحق شعبه إرضاء لهم.
تمددت هذه الثورة رغم القتل والتدمير واستخدام كافة أنواع الأسلحة المسموحة والمحرمة دوليًا من كيماوي الغوطة إلى مجازر الشمال والجنوب التي يندى لها الجبين، ورغم الدوائر والفخاخ السياسية التي نصبت بأوامر الداعمين الذين كانوا يخدعون ويرواغون تحت عنوان (أصدقاء الشعب السوري) والتي كان دورها أخطر وأقذر من دور الطرف المقابل الذي استخدام آلة القتل والإجرام لتحقيق مراده، ولكن لغياب المشروع الواضح والرؤية السياسية الواعية تمكن الذئاب من تقييدها وحرفها عن مسارها لإسقاط الطاغية عبر مالهم السياسي القذر وصناعة رأس وهمي يقاد في محافل الخزي والعار، فكانت النتيجة تهاويَ المنطقة واحدة تلو الأخرى جراء الخيانات والعمالات، وكان آخرها ما حصل في درعا مهد الثورة التي أُغرقت بالوعود الكاذبة والشعارات الرنانة من العدو المخادع والقريب المحتال، حتى أدخلوها في معاهدة تسوية تفضي إلى التنازل عن الأرض والسلاح لسفاح الشام، وتهجير الرافضين للتسوية إلى الشمال، وإعطاء مهلة ستة أشهر لمن قبل بهذه الشروط.
والآن وبعد مرور فترة على هذه المؤامرة القذرة التي كان أبطالها قادة فصائل خونة تمت صناعتهم بالمال القذر تحت أنظار غرف العمليات المخابراتية كي يفرطوا بالتضحيات بسهولة، وبعد تخطي هذه المرحلة نرى بعض المشاهد في حوران مهد الثورة تعبر عن حقيقة المفاهيم التي زرعتها أعظم ثورة في نفوسهم، تتمثل هذه المشاهد في بعض الأعمال الأمنية، وفي عودة ظاهرة الرجل المجهول "الرجل البخاخ"، هذه الأحداث تبشر بعودة الأمور إلى سابق عهدها، وتنذر بخطر يستشعره من ظن نفسه أنه قد أغلق ملف الجنوب عندما شاهد بعض المرتزقة والمتحولين والخونة يستقبلون المجرمين بالأهازيج والمآدب والوفود.
هذا الأمر يدل على الحقيقة التي حاول المجرمون إخفاءها، ولكن ما لبثت إلا أن ظهرت تعبر عن حيوية الأمة وقابليتها للتضحية من جديد. وهذا التطور الملاحظ علانية بدأ يتوسع يومًا بعد يوم وينتشر كما تنتشر النار في الهشيم وأدخل المتآمرين والمجرمين بدوامة الحيرة، يظهر ذلك من الصدمة التي يدل عليها السكون المعبر عن عجز النظام المجرم وداعميه عن كيفية التعامل مع هذا الإنذار الخطير الذي يكشف حقيقتهم الضعيفة التي تفضح كذبة هذا النظام المجرم ووهمية سيطرته الهشة على تلك المنطقة التي يسعى لتغطيتها، ولكن اتسع الرقع على الراقع!.
يا أهلنا في الشام المبارك عامة وفي حوران خاصة: ما عليكم الآن وفي هذه الفترة إلا إدراك أمر ضروري ألا وهو حقيقة النظام المجرم وهشاشته وضعفه، وأن تسعوا لاستغلال تمدده بهذه الطريقة التي جعلت منه صيدًا سهلًا، وجعلت هذه المناطق عبئًا عليه بعد أن ظن أن هذه المؤامرة ستحقق له الراحة والأمان وأن تكون خطوة لقتل ثورتكم التي ضحيتم بالغالي والنفيس من أجل إسقاط الطاغية المجرم الذي أغرق البلاد بدماء أبنائكم وأغلق السجون على أعراضكم واستعان بأنذال العالم لكسر إرادتكم، ولكن الشعوب لا تقهر إذا تمسكت بحبل الله المتين وأصرت على هدفها الذي خرجت من أجله وجعلت أغلى ما تملك رخيصًا تضحي به لتحقيقه، وعليكم أن تدركوا أنه يجب رفض الارتباط وقطع العلاقات والحبال مع الدول التي انكشف كذبها وخداعها وعداوتها لثورتكم حين تحالفت مع المجرمين ورعت مصالح دول الغرب، غير آبهة بشعارات أطلقتْها وجعجعت بها مثل "المهاجرون والأنصار" وغيره من كلمات فضحتها دماء الشهداء وأنين الجرحى وصرخات الثكالى والنازحين.
وختامًا، عليكم يا إخواننا أن تستفيدوا من الدروس والعبر التي سطرتها ثورة الشام، وأهمها كشف المؤامرات القذرة التي كانت تقودها دول مخادعة كاذبة بمالها السياسي القذر مدعية حرصها وخوفها عليكم، وأوصيكم كذلك بالثبات على الطريق الذي يرضى الله عنه، وابتغاء النصر الذي وعد به عباده الصادقين على الرغم من حقد الحاقدين وقذارة المجرمين (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ).
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية سوريا
محمد الحمصي (أبو ذر)