- التفاصيل
جدد الرئيس الأمريكي ترامب، التأكيد على أن القوات الأمريكية ستغادر سوريا بعد أن هزمت تنظيم الدولة، مؤكدا أنه بإمكان دول أخرى مثل تركيا التعامل مع بقايا التنظيم، وكان أردوغان قد هدد قبل أسبوعين بشن عملية جديدة ضد وحدات حماية الشعب الكردية في شمال سوريا خلال أيام قليلة، لكن بعد أن قرر ترامب سحب قواته من سوريا، عاد أردوغان وقال إن العملية ضد قوات وحدات حماية الشعب الكردية وتنظيم الدولة ستجري خلال الأشهر المقبلة، إن تراجع النظام التركي عن بدء عملية شرق الفرات يدفع إلى التساؤل عن الأسباب الحقيقية لهذا التأجيل، لكن المتابع يعرف أسباب هذا التأجيل إن علم جيداً حقيقة الأنظمة القائمة في العالم الإسلامي منذ هدم الخلافة العثمانية، إن النظام التركي واقع في منطقة النفوذ الأمريكي ويدور في فلكها كما هو الحال بالنسبة للنظام السوري إلّا أن النظام السوري لا يدور في الفلك وإنما هو تابع عميل، وهذه القراءة تغنيك جداً في تحليل ما يجري وما يخطط في الخفاء وما يحاك في الغرف المظلمة، فهدف النظام التركي هو الحفاظ على مصالح سيدته أمريكا في سوريا وعلى رأسها الحفاظ على نظام الإجرام ومنعه من السقوط، وغير ذلك هو من الترهات الإعلامية التي يتم تمريرها على الناس ولكنها لا تمر على السياسي المبدئي الذي يعمل لنهضة أمته وتحريرها من أعدائها. وبهذه الصورة يتضح أن الانسحاب الأمريكي من شرق الفرات يحقق لأمريكا أهدافاً عدة في وقت واحد: أهمها تخفيف عدد المتدخلين في الشأن السوري وحصره بأيدي أتباعها وعملائها وإخراج الباقي وعلى رأسهم بريطانيا وفرنسا وألمانيا وحتى روسيا، وتقديم انتصار إعلامي لعملاء أمريكا في النظامين السوري والإيراني ووكيلتها روسيا، وكل ذلك على حساب أوروبا ودولها التي اكتشفت الخطة من الانسحاب الأمريكي وتضحيتها بالأكراد على مذبح الأتراك، فكانت التصريحات البريطانية واضحة في أن تنظيم الدولة لم ينته بعد، وتبعتها فرنسا برفضها الانسحاب من سوريا، إذاً الانسحاب الأمريكي من شرق الفرات ما كان ليتم لو لم تضمن رأس الكفر مصالحها ونفوذها في الشام من خلال وكلائها الروس والأتراك والإيرانيين.
أما على الجانب الآخر فإن حلفاء أمريكا من الأحزاب الكردية التي لم تتعلم حتى الآن من كل الدروس السابقة وخذلانها لهم عند كل مفترق طرق، وبيعها لهم مقابل مصالحها فإن عليهم أن يعلموا أن ارتباطهم بعدو الأمة الإسلامية أسقطهم ولن تقوم لهم قائمة، وأن أمريكا نفذت مصالحها على حسابهم وسترميهم الآن أمام النظامين السوري والتركي، ولا حل أمام الأكراد إلا بالتخلص من هذه الأحزاب التي ذهبت بهم إلى المكان الخطأ بعيداً عن تطلعات الأمة وتوجهاتها في التحرر من الغرب وأنظمته، وأن عليهم أن يعودوا للالتحام بأمتهم ودينهم ومبدئهم بعيداً عن التوجهات القومية والماركسية اليسارية، فالعمالة التي دأبت عليها هذه الأحزاب لم تجلب للأكراد أحفاد صلاح الدين إلا العار وجعلتهم في حالة عداء مع أبناء دينهم وعقيدتهم من العرب والترك، وهنا لا نبرئ الطرفين الآخرين من ذلك، فالأفكار القومية هي السبب في كل هذه الفرقة وهذا النزاع، ولكن الحل هو في الإسلام وعقيدته ونظامه.
أما فصائل الثورة التي حُشرت في المحرر شمالاً في إدلب فهي قد أصبحت كالمومياء بعد أن سلمت قرارها للنظام التركي فتحولت من الفعل إلى رد الفعل (إن وجد!) ومن فصائل للجهاد والقتال وتحرير الأرض والعرض إلى فصائل معابر وحواجز، فاقدة للهوية والهدف والرؤية تسيّرها سياسة المنافع والمصالح بعيداً عن الأهداف والمبادئ التي قامت من أجلها، وأصبح على الأمة أن تقرر مصير هذه الفصائل وتضع حداً لمهزلتها بعد أن تحولت إلى أدوات للقمع والبطش وتحولت من هدف إسقاط النظام إلى هدف وحيد وهو بناء جدار الخوف عند الناس الذين خرجوا على نظام القمع والإجرام عبر كتائبها الأمنية وسجونها ومعتقلاتها. لقد آن للمخلصين أن يعوا حقيقة فصائلهم، فقبل وجود هذه الفصائل استطاع الناس وبجهود بسيطة بعد عون الله وتسديده من تحرير أغلب الأرض السورية، ومع تشكيل هذه الفصائل رغم حجمها وأعدادها الكبيرة وتسليحها قامت هذه الفصائل بتسليم الأرض المحررة للنظام، هذه هي الحقيقة المجردة لهذه الفصائل؛ فلا هي أكملت المسيرة ولا هي تركت الناس تتابع عملية تحررها وانعتاقها من النظام وحلفائه، والوعي على هذه الحقيقة رغم مرارته لكنه يجب أن يكون دافعاً للتغيير الذي هو هدف الأمة الإسلامية المؤمنة بنصر الله وتمكينه رغم كل العقبات والمصاعب التي تقف في وجهها.
لقد كانت ثورة الشام صورة مضيئة في تاريخ الأمة أبرزت معدن الأمة الأصيل، فقدمت تضحيات جساماً على مذبح التغيير ولا زالت قادرة على العطاء وتقديم المزيد، ولكن على الأمة أن تكف عن التجارب وأن تقف مع نفسها وقفة تفكر وتدبر في الطريقة التي يجب أن تسير عليها حتى تتمكن من الوصول إلى الهدف، فهي صاحبة السلطان الذي منحه الله لها، فهي من تعيّن من يحكمها وهي تحاسبه وتأطره على الحق أطرا، وهذا لا يكون إلّا باتباع كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم والسير على هدي الإسلام ومنهجه فهو الهادي إلى سواء السبيل، ولتعلم أمتنا أنه لن يستطيع أي نظام من الانتصار على شعب قرر التحرر فكيف إن استعان بالله وجعل تحكيم شرعه هدفاً له! ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ﴾ واعلموا يا أهلنا في الشام أننا على أعتاب مرحلة التغيير الكبير التي سيعز الله به دينه وينصر به عباده المؤمنين الصادقين في ظل خلافة راشدة على منهاج النبوة تعز الإسلام وأهله وتذل الكفر وأهله.
﴿وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً﴾
بقلم: الأستاذ أحمد معاز
جريدة الراية: https://bit.ly/2AdYp2I
- التفاصيل
أحدَثَ القرار المُفاجئ للرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالانسحاب من سوريا عاصفةً سياسيةً هوجاء، اجتاحت عواصم صنع القرار الدولية والإقليمية، كما اجتاحت البيت الأبيض نفسه، وتسبّبت في إخراج وزير الدفاع الأمريكي جيم ماتيس من منصبه، وأدّى هذا القرار أيضا إلى التباس مُربك في المشهد السياسي في سوريا، وألقى عليه ظلالاً سياسية غامضة، فزاده تعقيداً فوق تعقيد، وقد نقلت صحيفة (وول ستريت جورنال) الأمريكية عن مصدر مطلع لم تذكر اسمه، وصف القرار بأنّه "خطوة قد تؤدي إلى زعزعة الاستراتيجية الأمريكية بالشرق الأوسط".
وكان ترامب قد أعلن يوم الأربعاء الماضي 19/12/2018 رسمياً بدء انسحاب القوات الأمريكية من سوريا بحجة إكمال تصفية تنظيم الدولة فقال: "ألحقنا الهزيمة بتنظيم داعش في سوريا الذي كان السبب الوحيد لوجودنا هناك"، وسيتم سحب هذه القوات في غضون مائة يوم على الأكثر وفقاً لتصريحات البنتاغون.
ولدى أمريكا حوالي 2000 جندي في سوريا يقومون بتدريب وتسليح قوات محلية مرتزقة، يُطلق عليها وحدات حماية الشعب، وقوات سوريا الديمقراطية لمُحاربة تنظيم الدولة، كما وأقامت أمريكا عشرات القواعد العسكرية شرق الفرات، ويقول مسؤول أمني روسي: "إنّ الولايات المتحدة أقامت نحو عشرين قاعدة عسكرية في سوريا على أراض خاضعة لسيطرة الأكراد".
والغريب أنّ أمريكا كانت ولفترة قريبة تُدعّم وتُركّز قواتها في سوريا، فقبل يومين فقط من هذا القرار، وفي 17/12 أعلن المُوفد الأمريكي إلى سوريا جيمس جيفري في واشنطن أنّ "بلاده باقية حتى إلحاق الهزيمة بداعش، والحد من نفوذ إيران"،ثم أمَرَت الإدارةُ الأمريكية السعودية الشهر الماضي بدفع 100 مليون دولار لتمويل مهام قواتها شرقي الفرات، وقال جوزيف دانفورد رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة قبل أيام: "إنّ الولايات المتحدة بحاجة لتدريب آلاف المقاتلين المحليين لضمان هزيمة دائمة للمجموعة الإرهابية".
وفجأةً تغيّرت الأحوال، فالحاجة لتدريب القوات ما عادت قائمة، وما كان يُقال عن ضرورة بقاء القوات الأمريكية إلى حين طرد الإيرانيين من سوريا لم تعد ضرورة، فقد اختلفت اللغة السياسية الأمريكية، وتبدّلت بين عشيةٍ وضحاها.
تُرى فما سبب هذا التغيّر في الموقف الأمريكي بهذه السرعة؟ ولماذا لم تعد هناك حاجة لوجود القوات الأمريكية في سوريا مع أنّ الأمور على الأرض لم تتغيّر؟ وما الذي جدّ لاتخاذ هذا القرار المُفاجئ بخروج القوات الأمريكية في غضون شهرين أو ثلاثة على أقصى تقدير؟
فكيف يُصنع القرار الأمريكي؟ ومن الذي يصنعه؟ هل هو الرئيس؟ أم البنتاغون؟ أم الدولة العميقة؟
وللإجابة على هذه التساؤلات لا بدّ من مُلاحظة المُستجدات السياسية التي سبقت اتخاذ القرار، ثمّ ملاحظة المُستجدات التي صاحبته، ثمّ المُستجدات التي تلته، وبالذات ما لها علاقة بتركيا، لا سيما وأنّ تركيا لعبت أهم وأخطر الأدوار في احتواء الثورة، وفي تدجين جبهة النصرة وشبيهاتها، وأنّها ما زالت تملك أهم الأوراق في التعامل مع الشمال السوري، وشرق الفرات.
لقد سبق هذه الخطوة الأمريكية المُفاجئةحديث مُفاجئ لأردوغان عن عملية عسكرية تركية وشيكة شرق الفرات، فقال: "يمكننا أن نبدأ عملياتنا في الأراضي السورية في أي وقت وفقاً لخطتنا الخاصة، والدخول إلى أراضيها من المناطق التي نراها مناسبة على طول الخط الحدودي الذي يمتد لمسافة 500 كيلومتر، وبشكل لا يلحق ضرراً بالجنود الأمريكيين"، ووجّه أردوغان لأمريكا كلاماً صريحاً يُشتمّ منه معرفته بالموقف الأمريكي بشكلٍ مُسبق فقال: "لكوننا شركاء استراتيجيين مع الولايات المتحدة فينبغي على واشنطن أن تقوم بما يلزم، والآن جاء الدور على شرق الفرات".
وكانت المكالمة التلفونية بين أردوغان وترامب ظاهر فيها الاتفاق على إعطاء دور جديد لتركيا في شرق الفرات، فخرج بعدها أردوغان إلى وسائل الإعلام مُفاخراً بأنّ الجيش التركي جاهز "لمُحاربة الإرهابيين من داعش ومن وحدات حماية الشعب"، وأنّه على أهبة الاستعداد للقيام بذلك، لكنّه قال: "إن مكالمته الهاتفية مع ترامب واتصالات الأجهزة الدبلوماسية والأمنية فضلا عن التصريحات الأمريكية دفعت تركيا إلى التريث لفترة عدة أشهر، ولكنها لن تكون مفتوحة"، فكأنّ أردوغان طُلب منه أنْ ينتظر ريثما يتم إخلاء الأمريكيين من مواقعهم ليبدأ بالعمل العسكري.
وليس مُصادفةً أنْ تتزامن هذه الأحداث مع إعلان وزارة الخارجية الأمريكية في اليوم نفسه عن صفقة لبيع تركيا منظومة (باتريوت) للدفاع الجوي والصاروخي بقيمة 3.5 مليار دولار.
فالمسألة إذاً بدأت تتضح أكثر فأكثر، والصورة باتت معالمها تتكامل، فأمريكا قد حسمت أمرها بترك الأمور في شمال سوريا لتركيا على حساب الأكراد، لأنّها رأت أنّها الأقدر على موازنة الروس والإيرانيين في سوريا، فضلاً عن تقليص كلفة نفقات التدخل الأمريكي المُباشر في الخارج، لذلك أدرك الأكراد خطورة قرار الانسحاب الأمريكي من سوريا، فكان له وقع الصدمة على قياداتهم المُتعاونة مع الأمريكيين والتي وصفت القرار بـ"الخيانة والطعن بالظهر".
فقرار الانسحاب من سوريا الذي تبنّاه ترامب تمّ ترجيحه من قبل المُتنفذين في الإدارة الأمريكية، وتمّ حسم الجدال الذي كان دائراً منذ مُدة في أروقة البيت الأبيض والبنتاغون حول البقاء أو الانسحاب من سوريا، فكان الانسحاب هو الأفضل للمصالح الأمريكية التي يُمكن حمايتها عن طريق وكلاء أمريكا في سوريا، ولا حاجة للتدخل المُباشر.
وشكّل هذا القرار صفعةً للأوروبيين لا سيما الإنجليز والفرنسيين الذين لهم جنود على الأرض إلى جانب الجنود الأمريكيين في سوريا، فقالت بريطانيا إنّ خطر (الإرهابيين) ما زال قائماً في سوريا، ولم يتم بعد القضاء على تنظيم الدولة كما قال ترامب، وأمّا الفرنسيون فأجبروا على البدء في تفكيك قواعدهم انصياعاً للقرار الأمريكي، بعد أنّ عاجلتهم أمريكا يوم الجمعة ببدء تفكيك مُنشآتها العسكرية القريبة من الحدود التركية.
فقرار الانسحاب إذاً هو قرارٌ جدّي، وقد اتُخذ، وابتُدئ بتنفيذه،وردّ ترامب على مُعارضي قراره، ومنهم السيناتور الجمهوري ليندسي غراهامبالقول: "من الصعب التصديق أن غراهام، سيكون ضد الحفاظ على أرواح الجنود والحفاظ على مليارات الدولارات"، وأضاف متسائلا: "لماذا نحارب بالنيابة عن أعدائنا في سوريا بالبقاء، وقتال داعش من أجلهم، روسيا وإيران وغيرهما من السكان المحليين؟".
كتبه أبو حمزة الخطواني
جريدة الراية: https://bit.ly/2Rj2rR4
- التفاصيل
• تحتاج ثورة الأمة في الشام إلى من يمثلها تمثيلا حقيقيا ويقودها بصدق وإخلاص نحو تحقيق هدفها المنشود.
• تحتاج إلى أساس فكري مبني على عقيدة أهل الشام، أساس يجب أن ترتكز عليه ثوابت الثورة بصلابة، ألا وهي إسقاط النظام بكافة أركانه ورموزه وأشكاله.
• تحتاج إلى التحرر من هيمنة دول الغرب المستعمر ونفوذها، وإقامة شرع الله؛ شرع الله الذي سيجعل من الذين يعتنقونه ويسيرون عليه بحق قادة العالم من جديد، يقفون في وجه إمبراطوريات هذا الزمان، تماماً كما وقف أسلافهم الصحابة الكرام رضوان الله عليهم في وجه إمبراطوريات ذلك الزمان.
• تحتاج إلى رجال دولة وحكام يمتازون بالدراية والخبرة والقدرة على مواجهة أعداء الثورة ومجابهة مكرهم وإجرامهم ودهائهم، ودحرهم عن أهل الشام.
• تحتاج لأن يتشبه قادتها بالصحابة الكرام أمثال أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وحمزة وخالد وأبي عبيدة رضي الله عنهم وأرضاهم.
• تحتاج إلى قيادة سياسية تعرف كيف تستفيد من الكفاءات التي تزخر بها الأمة للقيام معاً بأعباء عملية التغيير.
المصدر: https://bit.ly/2UUBOAP
- التفاصيل
أصدرت ثلة من ذوي شهداء مدينة الأتارب في ريف حلب الغربي بيانا يعربون فيه عن رفضهم الكامل لكل الهدن والمؤتمرات مع النظام السوري المجرم وآخرها مؤتمر سوتشي الخياني الذي سيبيع دماء شهدائهم فلذات أكبادهم، وأكد البيان أن كل من يقبل بهذا المؤتمر هو تاجر للدماء يبيع هذه التضحيات على طاولة المفاوضات، من سحب للسلاح الثقيل من مناطق شاسعة وفتح الطرق الدولية للنظام الذي ستنعشه اقتصاديا وتحاصرنا جغرافيا وعسكريا، وختم البيان مؤكدا على ثوابت الثورة المباركة من إسقاط للنظام بكافة أركانه ورموزه وإقامة حكم الإسلام على أنقاض هذا النظام المتهاوي.
المصدر: https://bit.ly/2R03t4g
- التفاصيل
تتالت التصريحات التركية عن معركة شرق الفرات وكان آخرها ما صرح به الرئيس التركي أن معركة شرق الفرات ستبدأ بعد أيام، وجاءت هذه التصريحات بعد زيارة وفدٍ أمريكي برئاسة المبعوث الخاص جيمس جيفري إلى تركيا حيث ربطت تصريحات أردوغان بتفاهمات سرية على هذه العملية التي تخفي أمريكا موافقتها عليها وتعلن الرفض لها.
ومما يدل على جدية هذه العملية الوقائع على الأرض من تحركات للجيش التركي على الحدود السورية التركية قبالة رأس العين شمال الحسكة وتل أبيض شمال الرقة وعين العرب شمال حلب وكذلك استدعاء مجموعات من الفصائل والمقاتلين من كافة المناطق المحررة والجيش الوطني للانضمام لهذه المعركة.
وفي الجانب الآخر يدل على جدية هذه العملية انسحاب القوات الأمريكية من نقطة الكازية في مدينة الشيوخ شرقِ منبج وكذلك انسحابها من مواقعها في قرية العاشق بريف مدينة تل أبيض إلى القاعدة الأمريكية في مدينة عين عيسى بريف محافظة الرقة بالتزامن مع تحليقٍ مكثفٍ لطيران الاستطلاع التركي في سماء مدينة رأس العين شمال الحسكة وكذلك انسحاب القوات الفرنسية من بعض النقاط في منبج وعين عيسى.
تأتي هذه التصريحات والتحركات التركية متزامنة مع الحشود التي حشدها النظام ومليشيات إيران وكذلك الخروقات التي مارسها النظام على ما يسمى المنطقة منزوعة السلاح بينما كان موقف الضامن التركي اللامبالاة أمام ما حصل من قصف وتهجير للمناطق المجاورة كالرفة وجرجناز وقريتي التح وأم جلال وكافة مناطق ريف المعرة الشرقي وريف إدلب الجنوبي.
كل هذا يدل أن هناك بنوداً من اتفاق سوتشي قد حان تنفيذها ومنها السماح للروس والنظام بالتقدم حتى الأوتسترادات الدولية أوتستراد حلب اللاذقية وحلب دمشق والسيطرة عليها من قبل الروس والنظام في مقابل الموافقة على عملية عسكرية للأتراك والجيش الوطني شرقي الفرات. إن طبيعة هذه العملية وتوقيتها تكشف وتفضح أهدافها خصوصا تزامن عملية إدلب مع عملية شرق الفرات، ومثل هذا حدث مرات عدة كحصار حلب وتهجير أهلها منها مقابل درع الفرات وشرق السكة وتهجير الغوطة وشمال حمص مقابل غصن الزيتون والآن إدلب مقابل شرقِ الفرات.
إن هذا التزامن يهدف إلى سحب أكبر شريحةٍ من مقاتلي الفصائل في إدلب وما حولها لمعركة شرق الفرات بهدف إضعاف جبهة إدلب تجاه النظام ودفع من يصمم الدفاع عن إدلب وما حولها إلى محرقة أمام الآلة العسكرية الروسية وقوات النظام ومليشيات إيران خصوصا أن من سيبقى للدفاع عن هذه المنطقة أكثريتهم من المجاهدين المخلصين الرافضين للحل السياسي والمشاريع الأمريكية التركية مما يحقق هدف القضاء عليهم والتخلص منهم حسب المطلوب أمريكياً ودولياً وتركياً.
إن الهدف من هذه الحلقة في سلسلة المؤامرات على الثورة في الشام هو القضاء على الحالة الجهادية التي يخشى أعداء الإسلام من أن تنقاد لقوة سياسية مخلصة وواعية قد تقودها لقلب المعادلات الدولية في الشام وإسقاط النظام وإقامة الخلافة على منهاج النبوة.
أما على الجانب الآخر (شرق الفرات) فإن المعركة ستكون مسرحية ضغط على الأكراد لتبرر لقيادتهم الانسحاب من المناطق العربية إلى مناطقهم ذات الأغلبية الكردية في الزاوية الشمالية الشرقية لسوريا، وهذا الضغط سيكون مبرراً لهم للانسحاب من المناطق العربية بعد معركة شكلية خصوصا أنهم قدموا كثيرا من القتلى في احتلال هذه المناطق من تنظيم الدولة، والقاعدة الشعبية لهم ومقاتلوهم يرفضون ترك هذه المناطق فكان لا بد من عمل عسكري يقنعهم بهذا الانسحاب على غرار ما حصل في عفرين.
هذه هي القراءة الدقيقة للتصريحات والتحركات التي تتكشف تباعاً حول إدلب وشرق الفرات.
أما ما يصرح به البعض من أن اتفاق سوتشي سيصمد إلى سنة أخرى وأن إدلب هي منطقة آمنة فهذا كلام للتخدير والتخذيل والتبرير لمن أراد أن يترك الدفاع عن إدلب وما حولها ويذهب إلى شرق الفرات.
إن المتوقع أن يكون هناك هجوم على إدلب من عدة محاور لقضم بعض المناطق قد يصل إلى الأوتسترادات الدولية تزامناً مع بدء معركة شرق الفرات والتي أطلق عليها الرئيس التركي معركة (لا غالب إلا الله) لإغراء بعض الجماعات الجهادية الانخراط فيها انخداعا بهذه التسمية مما يزيد في إضعاف جبهة إدلب، لذلك نحذر من الوقوع بهذا الفخ السياسي لاتفاق سوتشي الخياني والوثوق بالضامن التركي الذي يتهم المجاهدين بأنهم هم من لم ينفذ اتفاق سوتشي وأنهم هم من يخرق هذا الاتفاق ويعتدي على النظام، مما يبرر له سحب نقاط المراقبة بهذه الحجة ويترك المنطقة لقمة سائغة للروس والنظام ومليشيات إيران بعد أن وضع الناس ثقتهم به.
لذلك لا بد من التجييش الإعلامي للدفاع عن المنطقة والتحريض الجهادي لحشد القوة والعمل على تحويل الدفاع عن المنطقة إلى هجوم لا يتوقف عند حد من حدود الاتفاقيات والمؤامرات الدولية بل يستمر إلى أن يحرر المناطق ويعمل على إسقاط النظام خصوصا أن في إدلب من المجاهدين العدد الكبير من أهل دمشق والغوطة وحمص وحماة ودرعا فضلا عن أهل المنطقة وأهل سوريا من كل المحافظات.
أما معركة شرق الفرات فهي متفق على تفاصيلها التي لا بد أن يذهب فيها بعض القتلى لإتمام هذه المسرحية التي تستطيع أمريكا أن تأمر الأكراد أن يتراجعوا إلى مناطقهم وأن يسلموا المناطق العربية إلى أهلها دون افتعال هذه المعركة التي تريدها أمريكا مبرراً قوياً لسحب المقاتلين من إدلب للاستفراد بها وإشغال المقاتلين والإعلام والرأي العام عنها وما سيحصل لأهلها كما حصل لأهل حلب وشرق السكة وأهل الغوطة وغيرها من المناطق في مسرحيات درع الفرات وغصن الزيتون والآن شرق الفرات، كما ستتخذ أمريكا معركة شرق الفرات ضاغطاً على الأكراد لتشكيل قوة جديدة من العشائر تكون مرتبطة بأمريكا بشكل مباشر خصوصا أن القبائل والعشائر العربية رفضت في البداية التعامل مع أمريكا فجعلت أمريكا من تعامل الأكراد معها وتسليطهم على المنطقة العربية درسا لإرغامهم على استساغة التعامل معها والانقياد المباشر لأمريكا. هذه هي لعبة الاقتتالات وتقسيم المنطقة وخلق النزاعات بين مكوناتها على أساس طائفي أو عرقي أو مذهبي، وها هي أمريكا منذ مدة بدأت تدس الفتن بين العرب والأكراد، وقتل الشيخ بشير فيصل الهويدي نموذج على ذلك، فهل يعي أهل الشام هذه المؤامرات والمكائد فيعملوا على إفشالها بدل الوقوع في فخاخها والانقياد لصانعيها ويتخذوا الإسلام مشروعاً لهم ويقيموا الخلافة على منهاج النبوة دولة عز لهم والله وحده ناصرهم؟ هو المستعان وعليه التكلان.
بقلم: الأستاذ محمد سعيد العبود
المصدر: https://bit.ly/2UTiT9A