press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

25072018alrayah


بعد أن أجهز النظام المُجرم على كثير من مناطق الثورة، بات الحديث عن معركة إدلب هو حديث الساعة، والقضية الأساسية التي تُقترح لها الحلول، فتخرج أصوات تُطمئن الناس وتعدهم وتمنيهم بأن إدلب ليست كغيرها؛ فهي بحماية النظام التركي الذي زرع نقاط مراقبته على طول الجبهة بين مناطق النظام ومناطق الثوار، تلك النقاط التي لم تمنع طائرات روسيا من أن تنفذ إجرامها بحق أهل الشام متى تشاء!

وأصواتٌ أخرى ترى أن الحل يكمن في تشكيل قوّة عسكرية مخلصة تستلم زمام الأمور بعد إبعاد القيادات الخائنة، لتبادر هذه القوة بالهجوم، ولكن هذه الأصوات تتغافل عن عمل الضفادع والذي سيتركز في مفاوضة الروس في "حميميم" رافعين شعار "حقن الدماء"، معلنين الاستسلام الكامل وإلقاء السلاح، بينما المُقاتلون منشغلون برد العدوان، كما حصل في كثير من المناطق في الشام...

بالتأكيد إن الحديث عن معركة إدلب أمر عظيم إذ تُعتبر هي آخر قلاع الثورة، وبات الجميع يبحث عن حلّ يُنقذ هذه الثورة مما وقعت فيه من براثن المال السياسي القذر، ومن تسلّط قادة ما نصروا إخوانهم حتى ينتصروا لأنفسهم، رضوا أن يُقتّل إخوانهم وهم يتفرجون بل ويقتتلون فيما بينهم، وارتبطوا بأجهزة المخابرات العالمية والإقليمية والتزموا أوامرها فأوقفوا الجبهات ووقعوا في حفرة الهدن والمفاوضات...

وقبل الحديث عن الحل الذي سينقذ الثورة؛ لا بد من إدراك أن دول العالم لم تتآمر على ثورة الشام لأنها طالبت برغيف خبز أو حقيبة وزارية أو إصلاحات دستورية، بل لأنها ثورة أرادت أن تقتلع النظام العلماني الذي يحفظ مصالح الغرب، وتستبدل به نظام الإسلام، ولأن أهل الشام المسلمين رفضوا التبعية وأبوا الدنية في دينهم، وصدحوا بأعلى صوتهم "قائدنا للأبد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم"، و"لن نركع إلا لله" و"الموت ولا المذلة"، فكان هذا القتل والتدمير والتهجير وكانت هذه التضحيات الجسام التي يستحقها منهم الإسلام العظيم.

ولا بد من إدراك أن ما وصلت إليه الثورة اليوم فيه خيرٌ عظيم، حيث قد تمايزت الصفوف، وسقط كل من ارتبط بالمال السياسي القذر، حتى أولئك الذين رفعوا شعارات الإسلام؛ فقد أوغلوا في دماء المسلمين وفرضوا عليهم الإتاوات ودفعوا الناس لقبول التفاوض والاستسلام، وكذلك أولئك الذين أعلنوا خلافة مزعومة قد تبين أن إعلانهم ما كان إلا لتشويه الخلافة ولإزالة الصورة المشرقة الموجودة في أذهان المسلمين عن الخلافة والخلفاء وخاصة الخلفاء الراشدين؛ وزرع صورة مشوهة بدلا عنها؛ حتى إذا ذكرت الخلافة يتبادر للأذهان الصورة المشوهة فينفر الناس منها ومن العاملين المخلصين لها؛ الذين ما فتئوا يبذلون جهدهم لكشف المؤامرات والتحذير من المال السياسي القذر وخطره، وكشف دور الأنظمة التي ادّعت صداقتها كالنظامين التركي والسعودي وغيرهما...

ولا بد من إدراك أن الأهم من تمايز الصفوف هو تمايز المشاريع؛ المشروع الغربي الذي يحمله جلّ قيادات الفصائل والقوى السياسية؛ ومشروع الخلافة على منهاج النبوة الذي يحمله حزب التحرير، هذا الحزب الذي لم يعتقل الناس ولم يعذبهم بل تعرض شبابه للاعتقال والتعذيب، ولم يجلس مع المخابرات الدولية سواء التركية أو القطرية أو غيرها من مخابرات الدول، ولم يشترك في غرف التآمر "الموك والموم" ولم يدعُ إلى الهدن والمفاوضات بل حذر منها، ولم يشارك في المؤتمرات الدولية بل حذر من خطرها ومن المشاركة فيها، ولم يحرض على الاقتتال الذي حصل بين الفصائل بل على العكس حاول منعه بكل الوسائل المشروعة...

وإذا نظرنا إلى كل المساوئ التي حصلت في الثورة فلن نجد لحزب التحرير يداً فيها، بل سنجده عمل على إزالتها بكل وعي وإخلاص؛ وعي ناتج عن إدراكه لطبيعة الصراع وأهدافه وطريقة تنفيذ هذه الأهداف وأساليب تنفيذها والأدوات المستخدمة في التنفيذ، وإخلاص ناتج عن جعل الإسلام هو محور عمله في عقيدته والأحكام المنبثقة عنها، فهو حزب مبدئي، وهذا يفسر ثباته وعدم تلونه مع متغيرات الواقع، ولهذا حاول الغرب خداعا الاستسخاف بعمل هذا الحزب ﴿إِنَّ هَٰؤُلَاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ﴾ وأطلق ماكينته الإعلامية وكلابه البشرية غير الرسمية لمحاربة هذا الحزب وتشويه صورته والتقليل من شأنه والاستهزاء به...

نعم لا بد من إدراك ذلك كله قبل الحديث عن الحل الذي ينقذ الثورة، حيث يحلم الكثير من الناس أن الحل يكمن بأن تتدخل القوة الإلهية وبشكل مباشر فتقلب الموازين وتحقق الغلبة للمسلمين، والحق أن هذا التدخل ممكن وكائن إن شاء الله ولكنه مشروط، وهذه الشروط كانت للأنبياء والصحابة، وتتلخص اليوم في شروط ثلاثة:

أولها: أن يرفض الناس المشروع المدني العلماني سواء الحليق أو الملتحي، ويتفقون عبر مجالسهم وممثليهم وأفرادهم على تبني مشروع الخلافة على منهاج النبوة الذي أوجبه علينا ربنا سبحانه وتعالى وبشر به رسول الله e؛ وأن يكون هذا الأمر عاجلا فالأمر جلل.

وثانيها: أن تجهر الأمة بهذا المشروع وبكل وسائل الجهر؛ والحقيقة إن الجهر بالخلافة يُعتبر ميثاقاً بين الناس وبين الله، أننا يا رب لا نخشى سواك، فاجعل قوتك سبحانك معنا وانصرنا بنصرك، إن الجهر هو بالضبط معنى ﴿إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ﴾.

وثالثها: مطالبة الأمة عبر مجالسها وممثليها وأفرادها بأن تسلّم قيادة الثورة للقادر على تحمّل هذا المشروع قيادة سياسية، وأن يتقدم العسكريون المخلصون لنصرة هذه القيادة السياسية الواعية والمخلصة.

إن تحقيق هذه الشروط بعد الاتكال على الله القاهر فوق عباده، والثقة بوعده الذي لا يتخلّف، والإيمان بأن العزّة لله ولرسوله وللمؤمنين، إن هذا لكفيل باستحقاق النصر من الله تعالى، وأما اتخاذ موقف الانتظار أو الانخراط في أعمال دفاعية ضمن غرف عمليات لا تتبنى قيادة سياسية واعية مخلصة، فهو تكرار لسيناريوهات الخيانة المتكررة، ووقوع في الفخاخ الظاهرة، وتضييع للتضحيات العظيمة، وهذا ما لا يقبله مؤمن لا يقبل أن يُلدغ من الجحر ذاته مرّتين.

وإنه لمن المؤكد أن الله ناصر دينه لا محالة، وستكون بإذن الله خلافة راشدة على منهاج النبوة كما بشّرنا بها رسول الله e القائل فيما رواه أحمد والطيالسي وغيرهما «...ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ». فوجب العمل لها بكل ما أوتينا من قوة وأن نمتلك كافة الأدوات ونبتكر كافة الأساليب وفق طريقة محددة رسمها رسول الله eحتى تنتقل الأمة الإسلامية بمجموعها من عصر الذل والهوان الذي فرضه الحكم الجبري وما نتج عنه من قتل وفقر وانتهاك أعراض إلى عصر العزة والكرامة وما سينتج عنه من سعادة وهناء في ظل حكم الله عز وجل... وفي ذلك فليتنافس المتنافسون.


                         
                       كتبه لجريدة الراية الأستاذ منير ناصر بتاريخ 25 تموز/يوليو 2018م

  المصدر: https://bit.ly/2LiD67v 

maqal200718

ما حصل في تسليم درعا قد يختلف من حيث الشكل لا من حيث المضمون عما حصل فيما قبلها من تسليم للمناطق والسلاح في حزام دمشق والغوطة والقلمون وقبلها حمص المدينة وحلب ثم شرقي سكة القطار فيما يعرف بريفي حماة وإدلب الشرقي ثم ريفي حمص الشمالي وحماة الجنوبي.

لقد استطاعت أمريكا وعملاؤها من الدول التي زعمت صداقة الشعب السوري أن يزرعوا عملاءهم في الفصائل بل أوصلوهم إلى قيادتها عبر المال السياسي القذر، فقام أولئك بتخدير المجاهدين وتجميد الجبهات والدخول في هدن ومفاوضات سمحت للنظام باستعادة زمام المبادرة عبر جلب المليشيات اللبنانية والعراقية والإيرانية وجلب سلاح الجو الروسي مما أدى إلى إدخال الثورة في نفق مظلم ومنعرج قاتل من تقطيع أوصالها والاستفراد بمناطقها وحصار أهلها والضغط عليهم بالحصار والتجويع والقصف والتدمير والتهجير، مما يتخذه قادة الفصائل البائعون مبررا للمصالحات وتسليم المناطق بشكل مأساوي مذل اقتلع الناس من أرضهم وهجرهم بعد ما عانوه من القتل والحصار...

وما حصل في درعا كان الأسوأ من حيث تسليم المناطق بسرعة مفاجئة لأهلها والانضمام إلى المجرمين الروس وفيلقهم الخامس رغم أن عوامل الصمود كانت أكبر، إلا أن الخيانة كانت أكبر والسقوط المريع كان أسرع، وإن اختلف المشهد بالشكل فالانضمام للروس لا يختلف عن الانضمام إلى النظام فهم في الإجرام والعداوة شركاء.

ورغم تآمر قادة الفصائل المباعين بالدولار وإدخالهم للشرطة الروسية ورفعهم علم النظام إلا أن الضغط الشعبي كان موجودا ورافضا لهذه الخيانات مما جعل إعلام النظام يصور ويخرج على عجل ويقوم الناس بعد ذلك بتمزيق علم النظام وتكسير صور المجرم بشار وهذا يدل على أن الأمة فيها خير كثير لولا أن أمريكا وعملاءها ركزوا على صناعة القادة العملاء بالدولار وعملوا على محاصرة الناس وإغلاق الحدود الدولية للضغط على الحاضنة الشعبية غذائيا وصحيا وسكنيا حيث وقف الناس على حدود الأردن يستجدون الماء والدواء ولا من مجيب، وكذلك الأمم المتحدة التي أغمضت عينيها عن كل تلك الجرائم وأصمت أذنيها عن الاستغاثات فلم تقم بدورها الإغاثي المزعوم الذي تدعيه في مثل هذه الظروف...

والسؤال الذي يشغل بال الناس اليوم: ماذا بعد درعا وما هو مصير إدلب؟

إن الحل السياسي لا يمكن أن تنجزه أمريكا والدول العميلة لها أو تعلن عنه وهناك بارودة توحد الله وتكبره، لذا لا بد من إنهاء الحالة الجهادية في إدلب والشمال فهناك سيناريوهات عدة؛ فقد يكون بجمع السلاح تدريجيا الثقيل ثم المتوسط في مرحلة لاحقة من قبل تركيا لصالح جيش وطني يرقص على أنغام الأغاني الوطنية الكاذبة التي مل الناس سماعها من قبلُ ليندمج هذا الجيش مع بقايا جيش النظام والقوى التي يقوم الروس بتشكيلها الآن، وقد يصحب هذا السيناريو مطلب إدخال الشرطة الروسية إلى المنطقة بحجة حماية الأوتوستراد وفتحه من باب السلامة مرورا بحلب إلى دمشق ثم إلى معبر نصيب، ومعلوم ما في هذه الخطوة من الخطورة؛ فالروس لم يلتزموا بحماية مكان دخلوه بل كانوا حصان طروادة الذي مكن لقوات النظام من احتلال المناطق وتهجير أهلها وسلبها، وقيادات الفصائل في الشمال لا تختلف كثيرا عن سابقاتها الذين سلموا، فالكل رضع من ثدي واحد وشرب من كف واحدة هي الموك والموم.

ومن المتوقع أن تمارس تركيا ضغطا كالتهديد بالانسحاب فيما إذا حاول البعض أن يعرقل مشاريع الاندماج بجيش وطني ودخول الروس لحراسة الأوتوستراد، بل إن التصريحات التركية حول سحب نقاط المراقبة وإنهاء حالة خفض التصعيد فيما إذا هاجم النظام إدلب، هذه التصريحات التي تتظاهر تركيا أمامها بالعجز وتمهد بها لسحب نقاطها التي حمت بها النظام طوال أشهر سحق الغوطة وريفي حمص وحماة والقضاء على أهل درعا، هذه التصريحات ذات دلالة خطيرة وهي تذكرنا بتصريحات الأتراك حول الغوطة عندما قالوا إنهم مستعدون لاستقبالهم في تركيا فكانت رسالة تهجيرهم، بل إنه من المرجح أن تفتعل تركيا أزمة مع بعض الفصائل لمحاصرة المناطق ومنع المواد الغذائية وسواها بعد سحب نقاطها لكي يلجأ الناس إلى النظام فيكون ذلك مبررا لعودته من باب المصالحات وتقديم الخدمات والتي لا بد لإقامتها من رفع علم النظام على المباني الحكومية وإزالة علم (الثورة) الذي صدعوا رؤوسنا به وبقدسيته التي ستسقط أمام الدواء والغذاء والماء والكهرباء، فالرؤى والمشاريع التي لا تحكمها المبادئ سرعان ما تسقط وتتلاشى ويكون الانهيار الكبير، هذه هي السيناريوهات المتوقعة لإدلب بعد درعا، وتركيا هي حصان طروادة فيها، وهي في المضمون لا تختلف شيئا عما حصل في درعا وما قبلها إلا في الشكل لينتج بعد ذلك الحل السياسي المذل المهين الذي يسعى إلى إنتاج النظام بكل مؤسساته القمعية والعودة إلى حكم الحديد والنار.

وأمام هذا الواقع لا بد للبقية الباقية من المخلصين الذين تجمعوا من كل المناطق في إدلب والشمال، وهم قوة لا يستهان بها، أن يخرجوا من الحالة السابقة ويتركوا القيادات المتاجرة وأن يتوحدوا خلف قيادة سياسية واعية تحمل مشروعا سياسيا حقيقيا؛ خلافة على منهاج النبوة بقيادة حزب التحرير، وقيادة عسكرية محترفة لمواجهة المرحلة المقبلة قبل أن يجهز العدو وعملاؤه وضفادعه على هذه القوة التي تستطيع أن تقلب المعادلة إذا اجتمعت على قيادة سياسية ومشروع ينصر دين الله.

لقد وضح للجميع أن هذا هو الحل السياسي الأمريكي الذي أرادته بطريقة مأساوية ومذلة لأهل الشام لكيلا يفكروا مرة أخرى هم أو غيرهم بالثورة على عملائها بينما سقط عملاء بريطانيا كزين العابدين والقذافي وعلي عبد الله صالح.

وإذا أدركنا ذلك فمن المحزن أن يسير أغلب بني جلدتنا وأهل ثورتنا في هذا المسار الذي يعيدنا إلى حكم الحديد والنار من عملاء أمريكا القدامى والجدد فلا بد من أن نأخذ على يد أبنائنا وأهل ثورتنا من هذا المنزلق الخطير.

كتبه لجريدة الراية الشيخ محمد سعيد العبود بتاريخ 18 تموز/يوليو 2018م

المصدر: https://goo.gl/cYg173

sham revlotion050718

لا شك بأن ثورة الشام قد وصلت إلى مرحلة حرجة، فبعد أن خسر الثوار مناطق شاسعة كانت بحوزتهم وسيطر النظام وحلفاؤه عليها، بعد موجات من القتل والقصف بكافة أنواع الأسلحة التقليدية والكيماوية وصنوف التنكيل التي لم تشهدها البشرية من قبل، شاركت فيها فلول النظام مدعومة من شذاذ الآفاق من المليشيات الطائفية الحاقدة إضافة لإيران وحزبها اللبناني مدعومة بآلة الإجرام الروسي الجوية والبحرية، وبمباركة رأس الكفر أمريكا عبر سكوتها عن المجرمين بل وتأييدهم من ناحية، وبين الضغط على الفصائل عبر داعميهم ليسلموا المناطق ومنعهم من القيام بأي عمل من شأنه عرقلة هذا المخطط الإجرامي الرهيب من ناحية أخرى، إضافة إلى شرعنة ذلك عبر هيئة الأمم، التي سعت جاهدة للحيلولة دون صدور مجرد إدانة للمجرمين على ما اقترفوه من جرائم القتل والتنكيل والتهجير القسري.

حتى بدا المشهد كئيباً مرعباً، هكذا أراد تصويره المجرمون وعلى رأسهم أمريكا وأدواتها، هادفين من وراء ذلك زرع اليأس في نفوس أهل الشام، ودفعهم للاستسلام للطاغية الذي خاطب الغربَ يوماً بأنه إن سقط نظامه فستسقط آخر قلاع العلمانية في بلاد المسلمين!

لكن أهل الشام برغم كل هذه الآلام والمحن لم يرفعوا الراية البيضاء التي أرادها أعداؤهم، ولم يستسلموا بل سارعت عشائر الجنوب عقب سقوط الغوطة لإصدار بيانات واضحة، ترفض كل أشكال الاستسلام للنظام المجرم أو المصالحة معه، وبدا واضحاً وحاسماً موقف الناس. ولم يقتصر الأمر في الجنوب على المناطق التي تقع خارج سيطرة النظام، بل حتى في المناطق التي تحت سيطرته، فقد تم التصدي لدعاة المصالحة وعرابيها وتصفية بعضهم، وكذلك تم التصدي لبعض المشايخ "الضفادع" ومنعهم من نفث سموم اليأس بين الناس وإبعادهم عن المنابر.

وفي هذه الأثناء استعرت الحرب النفسية التي تشنها الآلة الإعلامية المجرمة عبر أبواقها المتعددة، تساندها قوى الكفر والشر، عبر تصريحات واجتماعات ودسائس، تهدف من وراء ذلك الكيد والمكر بأهل الشام وخصوصاً أهل الجنوب، لما للجنوب من رمزية في الثورة المباركة.

فمن هذه التصريحات ما نُشر عن اجتماع في موسكو أجراه وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو مع نظيره في كيان يهود أفيغدور ليبرمان حيث تطرقا فيه حسب ما أُعلن إلى "قضايا حيوية ومهمة" حول التسوية في سوريا، قبل أن يُعلن الكرملين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بحث هاتفياً مع نتنياهو في "بعض جوانب التسوية السورية".وقد أكد مصدر روسي لـجريدة "الحياة" أن "الاجتماع بحث عدداً من القضايا، على رأسها السماح للجيش السوري بنشر آليات ثقيلة في الجزء المحرر من الجولان مؤقتاً"، في تجاوز لاتفاقية فض الاشتباك التي وُقعت بعد حرب السادس من تشرين الأول (أكتوبر) 1973. وأوضح أن "وجود إيران ومليشياتها في سوريا استحوذ على جزء مهم من المحادثات"، كما وأشار إلى أن مشاركة رئيس الاستخبارات العسكرية في كيان يهود تمير هايمن "هدفت أساساً إلى تبادل معلومات استخبارية حول مسلحي المعارضة في جنوب غربي سوريا، وتمركز القوات الإيرانية والمليشيات اللبنانية والأفغانية والعراقية الداعمة للأسد".

كما وتناقلت وسائل الإعلام نبأ تهديد أمريكا للنظام محذرة إياه من أي عمل في منطقة خفض التصعيد في الجنوب، الأمر الذي جعل النظام يغيِّر لهجته بعد أن كان يهدد ويتوعد أهل الجنوب بالحرب إلى توجه آخر مفاده أنه يريد أخذ الجنوب بالمصالحات وليس بالقتال!!

ثم يخرج وليد المعلم نافياً أي اتفاق حول الجنوب ومعولاً على المصالحات!!

وكذلك فقد تعالت أصوات شاذة في أوساط المعارضين تطالب أهل الجنوب بفتح معبر نصيب مع الأردن، تحت حجج واهية، المكر واضح في ثناياها!

إلا أن الحقيقة الثابتة وهي أن أهل الجنوب الذين كانوا شعلة الثورة المباركة، وشرارة انطلاقتها قبل أكثر من سبع سنين، قدموا في سبيلها الغالي والنفيس، متحدّين آلة الإجرام الرهيبة التي مُورست على أهل الشام عامةً وعليهم بشكل خاص، فتراهم اليوم قد أعلنوا موقفهم واضحاً جلياً وهو "أن لا عودة للوراء" فقد حرقوا مراكبهم وليس أمامهم إلا الاستمرار في الثورة حتى انتصارها بإذن الله، وقد أصدرت بالأمس عشائرُ مدينة درعا عاصمة الجنوب بياناً "أوضحت فيه بأن أهل الجنوب باقون علىمسيرتهم وأن من صدحت حناجرهم يوماً "يا الله ما لنا غيرك يا الله" مستمرون بثورتهم حتى النصر، وقد أعدوا أنفسهم لأسوأ الاحتمالات محذرين في الوقت نفسه دعاة المصالحة والمهادنة مرددين مقولة المجاهد عمر المختار "نحن لن نستسلم.. ننتصر أو نستشهد"!

فعلى أهل الشام أن يعلموا بأن ثباتهم على ثورتهم لهو الصخرة التي تتحطم عليها كل المؤامرات مهما عَظُم مكرها وكيدها، وليعلموا كذلك بأنهم قد أذهلوا العالم بصبرهم وثباتهم فترى المجرمين حيارى متخبطين وقد شابت رؤوس أساطينهم.

ولكن من ناحية أخرى فإن للنصر مقوماته وأسبابه، فبرغم الصمود الأسطوري في وجه أمم الكفر قاطبة إلا أن ذلك لا يمنع من الانحراف مع الوقت إذا لم تُتخذ الإجراءات الواقية الكفيلة بالحفاظ على استمرار الثورة طاهرة نقية حتى تصل إلى هدفها المنشود وهو إسقاط النظام وإقامة نظام الإسلام، وهذا الأمر يحتاج إلى قطع كل ارتباط مع هذه الدول المجرمة وأدواتها من حكام المسلمين، فها هم من ادَّعوا صداقة الشعب السوري بالأمس تراهم اليوم يعيدون للطاغية شرعيته ويمدون الجسور نحوه، ويمدونه بأسباب الحياة وهو المتهالك الساقط.

ولا نستطيع تفسير هذا التكالب من المجتمع الدولي على هذه الثورة اليتيمة بهذا الشكل الفظيع، وإقدام دول بحالها، كروسيا وإيران بأمر من أمريكا، على دفع ثمن باهظ بالتضحية بالمال والرجال والسلاح للقضاء على هذه الثورة، لا نستطيع تفسير ذلك إلا أنها حرب سافرة على الإسلام، وعلى الشريعة الإسلامية التي نادت ثورة الشام بإقامتها، لتنهي بها حقبة الحكم الجبري الذي كرّس هيمنة الغرب الكافر، وسام المسلمين سوء العذاب على مدى عقود طويلة.

ولن تستطيع هذه الثورة الوقوف في وجه هذا التكالب الدولي والانتصار عليه، إلا إذا نصروا الله ﴿إِنْ تَنْصُرُوا اللهَ يَنْصُرْكُمْ﴾ ونصر الله لا يكون إلا بنصر دينه وتطبيق شرعه. ويكون ذلك بتبني مشروع الخلافة التي وعد بها الله عباده المؤمنين وبشر بها سيدنا محمد r، فبها وحدها تحمى بيضة الإسلام وتصان الأعراض والدماء والأموال، وبها تُكف يد الكافر المستعمر عن العبث بخيرات المسلمين ونهبها، وتخفف عن الأمة التضحيات الجسام التي ستدفعها وتدفعها بسبب عدم وضوح الطريق أمام هذه الثورة اليتيمة!

هذا المشروع الذي قدمه حزب التحرير ليكون طوق نجاة يعيد للأمة عزتها وكرامتها ويقودها إلى النصر المبين ﴿وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ﴾.

كتبه لجريدة الراية: عضو لجنة الاتصالات المركزية لحزب التحرير في ولاية سوريا د. محمد الحوراني، بتاريخ 4 تموز/يوليو 2018م

المصدر: https://bit.ly/2KMmNP8

maqal110718

لا تكاد تنقضي ساعة إلا وتتناقل وسائل الإعلام خبرا عن أهل الشام وما يتعرضون له من ويلات على يد طاغية الشام فرعون هذا الزمان ومغوله الجدد من دول إقليمية وعالمية، إذ رمانا الجميع عن قوس واحدة، ولم يكن هذا التناقل يوماً من باب التعاطف مع أهل الشام لا قدر الله. أو من باب نقل مأساة هذا الشعب الذي أول ما كُلِمَ بالقريب قبل البعيد، لا ورب العزة. ولا لإظهار حجم التآمر العالمي على المستضعفين والتشهير بالقتلة والمجرمين والمعاونين والساكتين والمتفرجين، أبداً. فذلك حال الإعلام غير المنحاز لجهة دون أخرى. أما والحال هذه التي كان الإعلام بها سهما من كنانة جهة يصوب باتجاه أخرى والتحيز واضح لجهات لم تجعل من الإسلام المنطلق وقاعدة ووجهة النظر في الحياة فقد كان ما ينشرونه من باب أن يعلم القاصي والداني من الشعوب المقهورة المستضعفة من حكام ظلمة مجرمين أتباع للسيد الغربي الكافر أن أي انعتاق من ربقة المجرمين لن يفضي إلا لما آل إليه الوضع في الشام من كوارث ومصائب وصورة نمطية سوداوية. وكأن الأنظمة المجرمة برويبضاتها اتخذت على نفسها عهداً أن تربي شعوبها بأهل الشام ليبقوا جاثمين على صدورهم يسحبون خيرات بلادهم لصالح السيد الغربي!

بل قد يهول المشهد أحيانا ويضخم ويعطى زخماً غير مسبوق لممارسة الحرب النفسية على الشعوب والوصول إلى مآربهم، مما ساهم إلى حد معين في أن البعض لم يعد يهتز له جفن لما يحدث من مآسٍ على امتداد العالم الإسلامي. بل حتى يلومون من يحاول أن يتلمس طعم التحرر من نير العبودية بأنهم هم من جلبوا لأنفسهم هذه المصائب، ويقنعون أنفسهم بفتات العيش والركون لحياة الذل بدعوى عدم القدرة ومفاهيم التخذيل والإرجاف فينعمون بالذل ويقبلونه مقابل ألا ينتقلوا من سيئ إلى أسوأ (كما يظنون)!

وبالعودة لما يحصل في الشام أو فلسطين أو العراق أو أفغانستان أو بورما وغيرها من بلاد المسلمين المنكوبة نقول ما كان ليكون ذلك لو وجد لهم جميعا راعٍ يرعاهم؛ يذب عنهم ويذود عن حياضهم، إمام جنة «يُقَاتَلُ مِنْ وَرَائِهِ وَيُتَّقَى بِهِ» يحكمهم في ظل دولة واحدة ويجمعهم تحت راية واحدة؛ راية لا إله إلا الله محمد رسول الله. إذ لا يحمي حماك إلا عيون ساهرة تصل ليلها بنهارها لترد كيد الكائدين ومكر الماكرين؛ الخلافة التي بشر بها الصادق المصدوق صلوات ربي وسلامه عليه والتي لا تكون إلا بتغيير جذري انقلابي لهذا الواقع والسير بالطريق التي أوحى بها الله سبحانه وتعالى الذي يعلم ما يصلح حال المسلمين ﴿أَلاْ يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ﴾ وتمثلت بالمسلك الذي سلكه رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم. خاصة بعد أن جربنا واستهلكنا كل ما طرحه علينا عقلنا المحدود من نظم وضعية وقوانين غربية وشرقية استنزفت قدراتنا وأذاقتنا الويلات وعشنا في ظلها في ظلمات بعضها فوق بعض نتخبط في دياجير الفوضى وضنك العيش لإعراضنا عن ذكر الله. فلما آن أوان بزوغ فجرنا من جديد وأزف وقت انكسار قيد الذل والانعتاق من الاضطهاد، كانت النتيجة ما أسلفنا واستنفر الكفر بقضه وقضيضه وتكالب علينا وتداعى...

ولكن سنة الله قائمة ولا بد للمعدن الثمين أن يفتن حتى ينكشف جوهره ويزول عنه ما علق به من شوائب، وكأن الله يُعِدّنا للمهمة التي خلقنا لأجلها فنكون على قدر المسؤولية المنوطة بنا من قيادة البشرية نبراسا يضيء الظلمات ويجلي الظلام ومثالا يحتذى ويتحقق فينا قوله عز من قائل ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا﴾. ولا يكون ذلك إلا بالخلافة الراشدة على منهاج النبوة، فمن للمسلمين غير الخلافة؟!! فلنشمر عن سواعد الجد ونعمل بشكل دؤوب لنيل رضوان الله والفوز في الدارين.

قال عز من قائل: ﴿إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ﴾

كتبه لجريدة الراية: الأستاذ عامر سالم أبو عبيدة بتاريخ 11 تموز/يوليو 2018م

المصدر: https://goo.gl/ejG6un

horan050718

كلما ادعت روسيا أنها تقاتل (الإرهابيين) نراها تقذف حممها على المدنيين!، وتدّعي أمريكا أنها تريد تجفيف منابع (الإرهاب) فنراها تضغط وتضيق على المدنيين! وتدّعي إيران المجرمة وحزبها اللبناني أنهما يقاتلان (الإرهابيين) فنراهما يقتلان المدنيين الأبرياء!! وكذلك النظام المجرم يدّعي قتال تنظيم الدولة و(الإرهاب) فنراه يفتح طريقا لتنظيم الدولة ليقاتل به المجاهدين وليبدأ هو بقصف المدنيين!

حتى المجتمع الدولي إذا أراد أن يتخذ خطوات لمقاتلة (الإرهاب) نراه يشجع أو يسكت عن إرهاب الأنظمة المجرمة بينما يضيق على الشعوب! ما السر في الشعوب؟ السر في الشعوب أن الغرب ينظر للإسلام أنه دين (الإرهاب) وأن المسلمين مهما كانت مواقفهم فهم حاضنة (الإرهاب) لذلك تصب الدول جام غضبها علينا.

لكن أمريكا غاضبة على أهل حوران (الجولان جزء من حوران) لأنهم وقفوا في وجه كل مخططاتها وأفشلوها. كيف لحاضنة حوران أن تقف في وجه مخططات أمريكا تفشلها وتحل عقدها؟ تبدأ المسألة منذ أن تم تحرير خربة غزالة من غير إرادة أمريكا مرورا بتحرير دير العدس وتل مرعي، إلى تحرير تل الحارة، فكل ذلك لم يكن لأمريكا رغبة في تحريره، لكن الحاضنة دفعت لتحريره.

ثم إن أمريكا أرادت أن لا تفتح معركة الموت ولا المذلة لكن الحاضنة أصرت عليها فحمت مقاتليها وتحقق بها نصر المؤمنين وخسارة المجرمين، ثم إن أمريكا أرادت أن تسلم معبر نصيب للنظام المجرم لكن الحاضنة وقفت مواقف البطولة ومنعت تسليم المعبر، ثم إن أمريكا أعادت الكرة ثانية وثالثة لتسليم المعبر لكن الحاضنة رفضت ومنعت ففشلت أمريكا في مسعاها.

ثم إن أمريكا فرضت على فصائلنا المرتبطة بالموك وقف إطلاق النار ومن ثم خفض التصعيد والتوتر فقيدت الفصائل التي امتثلت لها بينما الحاضنة كانت تتحرق لفتح المعارك من أيام داريا والمعضمية إلى قدسيا وبيت جن و حلب و إدلب ومن ثم الغوطة، ولأن الفصائل المرتبطة منعت فتح أي معركة بعدها فإن الحاضنة الشعبية اتخذت موقفا غاضبا من الفصائل وظلت تعمل وتتحرق لإنهاء خفض التوتر وفتح المعارك.

ثم إن أمريكا دفعت النظام المجرم ليبذل جهودا في المصالحات بالاعتماد على الضفادع عملاء النظام لكن الحاضنة دفعت بملاحقتهم ومحاسبتهم والتضييق عليهم واعتقال قسم منهم فخبى صوت المصالحات وفشلت خطة أمريكا بجعل النظام يسترجع حوران بالمصالحات وكل ذلك بسبب موقف الحاضنة بل ولاحقت عملاء النظام واعتقلت عملاء لحزب إيران اللبناني وفشل هذا المسعى وانتهى أثره.

ثم إن روسيا حاولت أن تتصل بشخصيات مدنية وعسكرية في حوران لكسب تأييدهم وطرحت فكرة إرسال شرطة عسكرية روسية تضبط المناطق ومن ثم عرضت تشكيل مجلس عسكري موحد في الجنوب بإشراف حميميم لإدارة الجنوب لكن الحاضنة أعلنت عن موقفها بكل صراحة أن روسيا أشد عداء من النظام المجرم وأنه من يتصل بروسيا فهو ضفدع عميل لها، ففشل هذا المسعى من جديد، ثم إن أمريكا وبعد أن أدركت عجز النظام بعد الغوطة على أن يسترجع شبرا واحدا لانهيار قواه البشرية عمدت إلى الرد على تهديدات النظام لحوران. عمدت لموقف مغاير حيث توعدت النظام بالرد الحاسم إن هو فكر بعمل عسكري في الجنوب. ظنت أمريكا أن الحاضنة ستلجأ لها راكعة بين يديها إن هي حمتها ومنعت النظام عنها. لكن حاضنة حوران أخرجت مظاهرة في درعا عاصمة حوران لترفع لافتة "نحن لسنا في كفالة أمريكا نحن في كفالة الله إن الله تكفل لي بالشام وأهله".

ففشلت جهود أمريكا في خداع الحاضنة بدعوى الحماية من النظام وخابت ولم تتمكن من رهن قرارها. وأكثر من ذلك صدحت حناجر أهل درعا بكلمات الثبات والقتال ومواقف الإيمان، وتجاوبت كل حوران مع درعا وتبنت بيانها، ووقفت موقفها.

ثم إن أمريكا أرادت أن تأخذ حاضنة حوران على حين غرة فحددت موعدا لوقف مساعدات الطحين في حين وضع النظام المجرم تسهيلات ومكافآت لاستلام القمح من حاضنة حوران...كي يسحب القمح من أيديها. لكن الحاضنة وقفت موقفا شديدا بعد أن وعت على ذلك راقبت القمح ومنعت عبوره للنظام ووضعت برامج لخزنه وهددت بمحاسبة كل من يساعد في نقل القمح إلى النظام المجرم. ففشلت أمريكا في هذا المسعى، ثم إن أمريكا بثت أفكارها حول مستقبل حوران والجنوب فطرحت حكما ذاتيا أو شبه ذاتي. لكن حاضنة حوران رفضت هذا الطرح ولم تقبل به، فأدركت أمريكا أن الذي يفشل خططها ومشاريعها هو الحاضنة...حاضنة حوران.

وكعادة أمريكا وعنجهيتها في التعامل طرحت فكرة تركيع الحاضنة ودفعت بها فحرشت عليها كل كلابها من الدول والمليشيات، لكن النظام كلب بلا أسنان فهو يخمش بأظافره ولا يعض بأنيابه... يعوي من بعيد وإن اقترب فهناك من ينتظره ليقتله.

ولن يغير من المعادلة أن روسيا دخلت على خط القتال لجانب حلف النظام المجرم، تقصف وتقتل في الحاضنة، فلولا أن الموقف حرج على النظام لما دخلت روسيا تسانده. أما أمريكا فقد كشفت عن وجهها الحقيقي الذي كان يعرفه الكثير من الناس وينخدع به الكثير من القادة... إذ أعلنت أمريكا تخليها عن الفصائل المرتبطة بها.

وهذا ديدن أمريكا إذ تتخلى عن عملائها عند تمايز مصلحتها، وترمي بهم في نار القتال. بسبب كل هذا أمريكا أرادت تأديب وتركيع الحاضنة. لكن لله حكمة ﴿إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا﴾ لينجح أهل حوران في مسعاهم الحالي بصد النظام وكسر شوكته عليهم أن ينتبهوا لنقاط قوتهم ويعززوها وهي:

1- أن يخرج من كل قرية خيارها من الثوريين المؤمنين فيستقطبوا الناس إليهم ويدفعوهم ليكونوا حاضنة حقيقية للجهاد والثورة.

2- أن تقوم قيادة الحاضنة في كل قرية بإعلان التعبئة العامة واستنفار الشباب المجاهد فعدد المجاهدين خارج الفصائل أضعاف أضعاف عددهم داخل الفصائل وأغلبهم مخلصون وهم مادة النصر بإذن الله.

3- أن تقوم قيادة الحاضنة بتجميع الصادقين المخلصين من الشباب المجاهد تحت قيادة عسكرية مخلصة، ترتب سريعا أوضاع الجبهات وواقع المجاهدين وتتعامل مع حلف النظام المجرم.

4- أن تبذل الحاضنة للجهاد ولو قل المبذول ليكون الجهاد جهاد أمة والثورة ثورة حاضنة وشعب وأن تعمل كما عودتنا على استيعاب النازحين والتخفيف عنهم ونمد يد العون لهم.

5- أن تأخذ الحاضنة وقيادتها توجهها السياسي لتهتدي للمواقف الصحيحة من خلال إعطائها قيادتها السياسية لحزب التحرير الرائد الذي لم يكذب أهله قط.

6- أيتها الفصائل أما وقد كشفت أمريكا عن خداعها وتخلت عنكم في ساعة الشدة وانتهى ارتباطكم بها، فعودوا إلى صف حاضنتكم وطهروا أيديكم من رجس العلاقة مع أمريكا، قاتلوا في صف أهلكم وأخلصوا لله.

7- أيتها الحاضنة الحبيبة رصوا صفوفكم وأخرجوا الضفادع من بينكم واحذروا فبعد أن انكشف قادة فصائل فرقة العشائر ومن قبلهم قادة جبهة أنصار الإسلام، وغيرهم عليكم أن تنتبهوا «لَا يُلْدَغُ الْمُؤْمِنُ مِنْ جُحْرٍ وَاحِدٍ مَرَّتَيْنِ».

والله غالب على أمره...

كتبه لجريدة الراية: المهندس كامل الحوراني، بتاريخ 4 تموز/يوليو 2018م

المصدر: https://bit.ly/2Ku6sQ7