press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

alrayah110418

إن طبائع الشعوب وصفاتها هي التي تضع دولها في مراكزها السياسية، فتبوّئها مواقع الصدارة أو تهوي بها إلى الحضيض. والواجب أن تكون النظم السياسية هي التعبير الحقيقي عن رغبة الشعوب في أن تُحكم بهذه الطريقة أو تلك، وأن تتوجه سياسياً بهذا الاتجاه أو ذاك. فإذا حدث وكان هنالك خلل ما في قمة هرم التنظيم المجتمعي، وهو قيادة المجتمع السياسية، ولم تقم القواعد الجماهيرية بالتغيير عليها وإصلاح هذا الخلل، فهذا يعني أن الخلل كامن في تلك القواعد الجماهيرية لا غير.

وإنّ صمت أهل الثورة في سوريا اليوم على جرائم قادة فصائلها لدليل سافر على أحد أمرين: فإما على رضاهم بهذه الجرائم، وإما على خشيتهم من التغيير على المجرمين، وكلا الأمرين مؤشر خطير إلى الخطأ الذي تنطوي عليه جماهير الثورة وتحمله في أحشائها. فالله أوجب على الناس إنكار المنكر عندما يرونه، والتغيير على مرتكبه كائناً من كان، وإن تحملوا في سبيله المتاعب والمشاق. وإلا فما وظيفتهم في الحياة؟! التكاسل والتقاعس والاسترخاء والخلود إلى الراحة والنوم والنسيان، وكأن مصيبة لم تصبهم؟! وكأن القادة لم يلعبوا بدمائهم، ولم يبيعوا تضحياتهم، ولم يسمحوا للمجرمين بالتقاط الصور التذكارية مع حرائر المسلمين؟!
يمراليوم شهران كاملان على بداية الاقتتال بين الفصائل لدينا في الشمال الذي لا يزال محرراً، في ظل صمت مريع عليه من المدنيين! فهل هم موافقون فعلاً على استمراره ومتحزبون متخندقون مع أطرافه؟! أم أنهم دافنون رؤوسَهم في الرمال غير مبالين، ويظنون أنفسهم غير معنيين؟! أليست الثورة التي تُقتَل هي ثورتهم، والجنود الذين يُقتلون هم أبناؤهم؟! أم أنهم باتوا يخشون قادة الفصائل وأرتالهم، وكأن الذين ثاروا على جيش النظام هم أناسٌ غيرهم؟!

إن من أعظم مشاكل الثورة اليوم هو عدم تقدير المدنيين لأنفسهم حق قدرها في هذا الصراع، وظنّهم أنهم في مقابل العسكريين لا شيء، بينما الحقيقة تقول: إن العسكريين بدونهم هم الذين لا شيء. وهذه حقيقة يعرفها السياسيون ويجهلها المدنيون ويتجاهلها العسكريون. فالمدنيون هم حاضنة الثورة وفصائلِها، وهم من يقررون مصيرها ويحسمون أمر توجّهها. فإذا منع المدنيون أبناءهم من الاقتتال فبمن سيتقاتل قادة الفصائل؟! وإذا حيّد المدنيون مدنهم وقراهم ومنعوا مرور الأرتال منها وحدوث الاشتباكات فيها فأين سيتقاتل قادة الفصائل؟! ثم لماذا يتقاتل أصلاً قادة الفصائل؟! أليس لأجل الإجهاز على الثورة التي أنتجت هذه الفصائل ثم تسليم البلاد والعباد للمجرمين؟!

إنه لوضع مخز حقاً يدفع العقلاء إلى الانزواء خجلاً من جرّاء ظهورنا بهذا المظهر بين الأمم والشعوب. ثورة خرج أهلها من المساجد ونادوا "هي لله" وطالبوا بتحكيم الشريعة وإقامة الخلافة... ثم نرى قادتها بعد سبع سنين يجرّونها من خزي إلى خزي أكبر، ومن عار إلى عار أعظم، ثم لا محاسب لهم من الناس ولا رقيب... فهذا يفاوض في جنيف وذاك يهادن في الفوعة والثالث يصالح في برزة والرابع يتآمر في أستانة والخامس يسلّم حلب والسادس ينام على حذائه في سوتشي... أية مهازل تقومون بها؟! وأي شعب ثائر تمثلون؟! وعندما نسأل جنود الهيئة لماذا أدخلتم الأتراك؟ يقولون لأننا لا نستطيع قتالهم، وكي لا يُدخلهم الأحرار، الله أكبر! أية صفاقة ووقاحة هذه؟! لأنكم لا تستطيعون قتالهم تدخلونهم بحمايتكم؟! فأين المبادئ والثوابت، ثم ما أخبار الطواغيت؟! هل أصبحتم تتسابقون على منصب التعامل معهم؟! وتتقاتلون كي يثبت أحدكم للغرب الكافر أنه الأقوى وأنه الأجدر بخدمتهم وخيانة الأمة؟! وكل ذلك يجري والمدنيون كأن على رؤوسهم الطير، أو كأن هذه الأحداث الفظيعة تحدث في عالم آخر؟!

وأخيراً قد نلوم أنفسنا على بعض القسوة، لكن علّ قوة الطَّرق توقظ أسماعاً نائمة وتنبه قلوباً غافلة، وتدفع رجالاً مخلصين للتشمير عن ساعد الجد، والتكاتف والتعاون والعمل الحثيث لإعادة ثورتنا البريئة إلى نهجها القويم. اللهم بلّغ عنا واجعل أفئدة من الناس تهوي إلينا، وانصر دينك بنا وانصرنا على من عادانا، وولّ علينا خيارنا ولا تولّ علينا شرارنا، وخذ بيدنا إلى تحقيق مرضاتك إنك أنت السميع المجيب.

كتبه لجريدة الراية: الأستاذ عبد الحميد عبد الحميد، بتاريخ الأربعاء 11 نيسان/إبريل 2018م
المصدر: https://bit.ly/2GQy2AU

maqal080418

إن ما يجري اليوم من سفك لدماء المسلمين الزكية ما هو إلا غيض من فيض في سجل أعداء مشروع المسلمين وحلقة لا تكاد تذكر في مسلسل إجرامهم بحق دماء المسلمين الطاهرة التي لم يشبع منها الغرب الحاقد وأدواته .
مجزة مروعة بكل أنواع الأسلحة وأفظعها القصف بالمواد الكيماوية التي استهدف الملاجئ التي يحتمي بها المدنيون من الأطفال والنساء من القصف البربري الحاقد من روسيا وميليشيات إيران و حزبها الذين يدعمون نظام القتل والإجرام في دمشق .
كل ذلك بمباركة أمريكية وأممية ، فكلهم في الحقد على الإسلام والمسلمين سواء ، وفي قتل المسلمين شركاء .
ففي الثالث من نيسان استهدف الطيران اﻷمريكي والحكومي في مدينة " قندوز" شمالي أفغانستان حفل تخريج (لحفظة القرآن الكريم) مما أدى إلى استشهاد أكثر من مائة وخمسين طفلا كحصيلة أولية ، وقد فاقهم ضحايا مجزرة دوما أمس .
(وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد) .
هؤلاء هم طغاة اﻷرض الذين يتحدثون عن محاربة الإرهاب ويتشدقون بكل حقد ومكر عن ذلك ، ولكن أي إرهاب أكثر من هذا الذي يعجز اللسان عن وصفه بل وتستحي الوحوش الضارية أن تفعله .
زعماء البيت اﻷسود يغزون بلاد المسلمين ويسفكون دماء الملايين من أمتنا ولم ينعتهم أحد بالإرهاب ، والروس الحاقدين وإيران وحزبها وميليشياتها الذين ارتكبوا أشنع المجازر على أرض الشام لم ينعتهم أحد بالإرهاب ، إلا بعض التصريحات الخجولة وبعض القلق المخادع ، هذه الحقائق والوقائع لا ينكرها إلا من أعمى الله بصره وبصيرته .
فالعالم بأسره الشرق والغرب والقريب قبل البعيد يتآمر على أهل الشام وثورتهم خاصة وعلى المسلمين عامة ، يجمعهم حقد على الإسلام والمسلمين وخوف من عودته مجسدا في واقع الحياة عبر دولة تحمله رسالة هدى للعالمين وتحطم عروش الطغاة والظالمين .
فما ترك الروس سلاحا إلا وجربوه على أهل الشام ، وهم يتفاخرون بذلك .
وما أبقى المجوس ميليشيا إلا وأتوا بها لقتل أهلنا في الشام ،
ولم يوفر طاغية الشام وعميلهم الفوسفور ولا الكلور ولا الساريين ولا الكيماوي و القائمة تطول . كل ذلك كي يقضوا على ثورة الأمة و على أبنائها المخلصين.
ولكن وعد الله حق ونصره قريب وبشرى رسوله قادمة إن شاء الله .
يا أمة الإسلام و يا أهلنا في الشام ثباتكم على الحق المبين والنهج القويم و نصرتكم لمشروع المسلمين بات يؤرقهم ويزلزل أركانهم ، وما تعدد المؤتمرات من جنيف وأستانا وغيرها ، إلا برهان واضح على هلعهم مما رفعتموه في ثورتكم من ثوابت وأهداف .
لقد برهن الكفار على حقدهم على الإسلام والمسلمين وكشفوا لكم عن حقيقتهم التي بينها الله عز وجل لكم في محكم تنزيله
فلن ترضيهم مداهناتكم ولا تنازلاتكم ولا تفريطكم بثوابتكم ونكوصكم عن أهدافكم ، ولن يقبلوا منكم إلا الكفر بعد الإيمان و العبودية بعد ثورة العز والكرامة .
فهم ليسوا وسطاء ولا شركاء ولا ضامنون بل قتلة حاقدون على المسلمين في كل مكان .
ولا منجاة لنا في الدنيا و الآخرة إلا بالفرار الى رب العالمين .
ننصر دينه والصادقين من إخواننا حملة المشروع الذي ينبثق من عقيدتنا نخلص العمل لله والتوكل عليه ونطلب النصر من الله وحده ، لأن النصر بيده عز وجل ، وعده الذين آمنوا من عباده الذين صدقوا الله فصدقهم الله جل في علاه
قال تعالى :
(إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم اﻷشهاد) .

للمكتب الإعلامي لحزب التحرير – ولاية سوريا
محمد أبو حذيفة .

art310318

إن أهم ما حققته ثورة الشام المبارك أنها أوصلت أهلها، بل والأمة بأسرها إلى تصور جلي عن تاج الفروض " الخلافة " وعن كيفية إقامتها، لاستئناف الحياة الإسلامية في ظلها. فعلم أولو الألباب والأبصار أن العودة لطريق العزة لن تكون إلا بإقامة هذا الكيان العظيم، و الحكم الراشد الموعود على منهاج الصادق المصدوق، فهو الفرض والوعد والبشرى.

ليس غريبا أن تمر ثورتنا اليتيمة وهي تمر بفترة التمحيص والاختبار بضعف بعد قوة، فلله حكمة بالغة،وذلك ليميز الخبيث من الطيب، وليظهر الغث من السمين.

وقد رأى أهل الشام كيف حيكت المؤامرات والمؤتمرات كجنيف وأستانا وأشكالها، فنتاجها لا يخفى على أحد من أهل الشام، تسلم القرى وتسقط البلدات بالمئات لنظام زائل بائد، من حلب إلى إدلب إلى الغوطة المغتصبة، و كأن هذه المناطق وآخرها الغوطة لم تحرر ولم يدفع ثمنها دماء زكية.

لدينا ذخائر كثيرة ومستودعات كبيرة وعدة وعدد وعتاد ولكن الأرض تسلم لمن هتك العرض وسفك الدماء وارتكب المجازر واستباح كل شيء، حتى البشر والحجر والشجر لم يسلم من حقده الدفين.

ثورة الشام وأهلها المضحون الصابرون، لم ينسوا داريا العزيزة التي طالما أوجعت الطغاة وأثخنت فيهم وعلمتهم دروسا، ولن ينسوها إلى الأبد، أن هذه العزيزة ما ذهبت إلا بعد خمس سنوات، سبحان الله فارق كبير في فترة الصمود والثبات وهم يعرفون سر هذا الفارق.

ولكن السؤال ما الذي يجري يا فصائل الشام أما جاءكم الرائد الذي لا يكذب أهله بخبرته فكان لكم من الناصحين فأخبركم بنتيجة الدعم الخطير، وشر المال المستطير، والارتباط الخبيث بالدول المتآمرة، والجبهات المتناحرة. وأخبركم عن خطر الدولار ومهمته بإسكات الجبهات وكمِّ الأفواه.

فها هم القادة ومنظوماتهم الفصائلية يقفون صامتين ينفذون أوامر دول الداعمين، ونظام الفجور والإجرام لا يرقب في مؤمن إلَّاً و لا ذمة، يُقتَّل إخوانهم ويُبطش بأهلهم، ورغم ذلك تراهم ماضين على ما هم عليه من الذل والعار،هانت عليهم التضحيات الجسام التي تجعل الولدان شيبا، ولم يبق شيء عندهم من ثوابت الثورة الفاضحة التي خرج أهلها من أجلها على مرأى من العالم كله. 

ولن يصحح المسار وتشفى الصدور وتهدأ النفوس إلا إذا عدنا للتمسك بثوابت ثورتنا من جديد وهي:

1 - إسقاط النظام بكافة رموزه وأركان.

2 - وقطع العلاقات مع دول الكفر والتحرر منها والتخلص من تآمرها.

3 - وإقامة حكم الإسلام على منهج خير الأنام بإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة.


فنحن عندما تمسكنا بهذه الثوابت ورفعناها شعارا لنا أرعبنا أنظمة الكفر قاطبة وزلزلنا عملاءهم، وما علينا إلا أن نعود من جديد الى التمسك بثوابت ثورتنا التي تُرضي ربنا، ونصبر من أجل تحقيقها مستعينين بالله وحده فالبشرى لنا إن نصرنا ربنا بإذن الله.

وهنا أورد صورة من أحسن القصص، موسى عليه السلام كان صغيرا ضعيفا رضيعا فلم يغرق ولم يقتل وهو في قمة ضعفه، وحفظته عناية الله، أما فرعون فكان في جبروته وطغيانه وقمة الاستعلاء فغرق وهلك ونفق.

نعم إنها سنة الله ولن تجد لسنة الله تبديلا ولن تجد لسنة الله تحويلا، فالحقيقة في معادلة النصر واضحة كالشمس في رابعة النهار قال تعالى: ﴿إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ﴾. فقط علينا أن نسلم أمرنا لله ونثق بوعده، ونحسن التوكل عليه وحده جل وعلا. 


فيا صفوة خلقه على خير أرضه كلنا يدرك أن السفينة ستغرق إن لم يكن لها منارات وثوابت تهتدي بها، وإن لم يكن لها ربان خبير صادق يصحح مسارها ويوجه بوصلتها حتى يوصلها إلى أهدافها.

وكذلك ثورتنا لن تفلح إن لم تجدد التمسك بثوابتها، وإن لم تتخذ لها قيادة سياسية تصدق أهلها، وتتولى أمرها وتأخذ بيدها إلى سبيل الرشاد والسداد فتحقق هدفها وهذا هو الدواء الذي ينقذنا فلنسارع إليه ولنتدارك ثورتنا قبل أن نبكي عليها وعلى ما فرطنا فيها.

وها هم إخوانكم في حزب التحرير يقدمون لكم وللأمة جمعاء مشروعا متكاملا " مشروع الخلافة على منهاج النبوة " فيه خلاصكم ونجاتكم فلا تبخلوا على أمتكم الميمونة بأن تضعوا أيديكم بأيديهم، ليقوم كلٌّ بدوره من أجل نصرة دينه وخلاص أمته ونجاح ثورتنا على أرض الشام.

وأنتم يا إخوتنا في الفصائل فقد آن لكم أن تخشع قلوبكم لذكر الله وما نزل من الحق بأن تلفظوا قياداتكم المرتبطة لفظ النواة، وأن تتخذوا المخلصين والصادقين قادة لكم فهم الذين يحافظون على دمائكم وتضحياتكم. ويقودونكم الى ما يرضي ربكم ويشفي صدوركم.

وعندها ستعود ثورة الشام عزيزة كريمة، وستعود أيام النصر بعون الله القوي المتين وهمة العاملين وإخلاص المخلصين  ﴿وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ.


للمكتب الإعلامي لحزب التحرير - ولاية سوريا
محمد أبو حذيفة

mqal070418

في مؤتمر الحوار الذي عقد في " سوتشي " بتاريخ 30 كانون الثاني 2018 كان أهم ما نتج عنه رغم تمثيلية مقاطعة المعارضة له هو تركيز العمل على صياغة دستور جديد لسوريا يفرض على أهل الشام .
وأصبح موضوع إخراج دستور جديد من أهم أوليات المؤتمرات القادمة في جنيف
في ظل القتل والتدمير والتهجير والدعم المباشر وغير المباشر لنظام الإجرام في دمشق ليبسط سيطرته على كثير من المناطق التي كانت محررة وخاصة الغوطة الشرقية ، في مثل هذه الظروف يصر المجتمع الدولي المتآمر على ثورة الشام على فرض دستور علماني وضعي لا يختلف عن سابقه إلا ببعض الجزئيات الصغيرة ولكنه يضمن الحفاظ على علمانية الدولة ويبعد أي صبغة إسلامية عنها .
وكأن استبدال دستور علماني بآخر على شاكلته هو المشكلة التي قامت ثورة الشام ، وقدمت مئات آلاف الشهداء وملايين المهجرين والبيوت المهدمة خلالها ، ويزداد العجب إذا كنا نعلم أننا في بلاد لا وزن لها لأي دستور أو قانون قبل قيام ثورة الشام ضد نظام السفاح فكيف يكون الحال بعد أن سيطرة الميليشيات وشذاذ الآفاق والمرتزقة .

ولكن العجب يزول إذا علمنا أن أعداءنا يدركون أن الصراع على أرض الشام هو صراع بين مشروعين لا ثالث لهما ولكل دستوره وأدواته ورجاله ، وأن انتصار المشروع الإسلامي الذي طالب به أهل الشام يعني بداية النهاية للمشروع العلماني الغربي وخاصة لدوله الوظيفية العميلة في المنطقة . لذلك نرى حجم التآمر على ثورة الشام من الدول الكبرى ، ومن حكام الضرار عملاء الغرب والكافر وأدواته .

ولذلك نرى إصرار هذه الدول على فرض دستور علماني ، بذريعة صياغته من قبل لجنة مشتركة صورية مؤلفة من أطياف " الشعب السوري " .
ولذلك نرى إصرار هذه الدول الحاقدة والمتآمرة على الإسلام وعلى ثورة الشام على المحافظة على نظام الإجرام العلماني العميل في دمشق ، لأنه يمثل آخر سد في وجه المشروع الإسلامي كما تم التصريح عن ذلك منذ بدايات الثورة . لقد أدركت الدول الحاقد والمتآمرة حقيقة الصراع على أرض الشام فأدارت الصراع فيها انطلاقا من هذه الحقيقة .
ولكن الكثيرين منا لم يدركوا هذه الحقيقة ولم يتبنوا أي مشروع ، بل رفضوا أن يستمعوا الى إخوانهم الذين يبصرونهم بحقيقة الصراع ، ويقدمون لهم المشروع الإسلامي " مشروع الخلافة على منهاج النبوة " الذي يجب أن يتبنوه ويخوضوا الصراع على أساسه .
لذلك ظلوا يسيرون على غير هدى ، ويتخبطون في مكائد أعدائهم ويتقلبون في فخاخهم ، وزاد الطين بلة أنهم اتخذوا لأنفسهم على المستوى السياسي والعسكري قيادات مصنعة ومرتبطة ومسلوبة الإرادة ، خاضعة لأعدائنا ، لا تؤمن بأي تغيير إلا وفق ما يسمح به هؤلاء الأعداء . فحولوا الثائرين الى أدوات ، أو الى مسلوبي الإرادة عن طريق رهن القرار لغرف الدعم ومخابرات الدول المتآمرة .
وستبقى ثورتنا تسير في طريق التراجع والانحدار في هذا المنزلق الخطير الماثل للعيان ما لم ندرك حقيقة الصراع ونتبنى مشروعنا الذي ينبثق من عقيدتنا ويرضى ربنا ، وما لم نتخذ من الواعين من إخواننا قيادة لنا نسير معهم على بصيرة لنصرة ديننا . وما لم نقطع حبائل كل العابثين بثورتنا ونعتصم بحبل الله وحده ، وبذلك ننقذ أنفسنا وثورتنا ، ونحقق عزنا و نصرنا على المشروع العلماني الكافر
قال تعالى : ( أَفَمَن يَمْشِي مُكِبًّا عَلَىٰ وَجْهِهِ أَهْدَىٰ أَمَّن يَمْشِي سَوِيًّا عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ 22 ) ( الملك )

للمكتب الإعلامي لحزب التحرير – ولاية سوريا
حنين الغريب

alraiah310318

دخلت ثورة الشام المباركة هذه الأيام عامها الثامن وهي ما زالت تعاني وتدفع أثماناً باهظة من الدماء ومقدرات البلاد في ظل صمت وتخاذل المسلمين وتآمر حكامهم مع الغرب الكافر، تدخل الثورة في العام الثامن لها وما زالت تسير على غير هدى خصوصاً ممن تتولى قيادة فصائلها، فمن الغوطة الشرقية وعمليات التهجير الجماعي لأهلها وسكانها وثوارها، إلى الاقتتال البغيض بين فصائل الشمال السوري، إلى ركون فصائل الجنوب في درعا والقنيطرة إلى الداعمين الذين حولوهم إلى دجاج ينتظر دوره بالمذبحة المستمرة في طول البلاد وعرضها.

لقد دفع أهل الشام ثمناً كبيراً بسبب تولي قيادة الثورة من أناس أقل ما يقال فيهم إنهم غير واعين سياسياً إن لم نقل إنهم عملاء لأعداء الثورة، فالتخاذل الذي تمر به الغوطة لم يكن لها وحدها فقد سبقتها في ذلك حمص وحلب وداريا و الزبداني وغيرها، فقادة الفصائل المرتبطون بأجندات خارجية مع الدول الإقليمية لم تحركهم صرخات المستضعفين ونواح الثكالى واليتامى، ولن تحركهم!! فمن لم يتحرك لدينه وعرضه فيما سبق من المدن التي هجّرت لن يتحرك الآن...

إن هذا المرض العضال كان حزب التحرير قد وضع له العلاج قبل أن يستفحل، ولكن أبى قادة الفصائل أن يستمعوا لصوت العقل والحكمة، حيث وضع حزب التحرير ثوابت للثورة وطالب الثائرين أن يلتزموا بها لضمان نجاح الثورة وعدم وصولها إلى ما وصلت إليه، هذه الثوابت التي تبدأ بالانفكاك عن الخارج وأجنداته وماله السياسي المسموم والذي كان القنبلة الموقوتة التي أدخلها الغرب عبر عملائه من حكام تركيا و السعودية وقطر إلى داخل الثورة ففخخها، وأدى إلى النتائج الكارثية التي شهدتها الساحة وتشهدها، وبدلا من التمسك بقرار الشعب في إسقاط النظام توجه قادة الفصائل ومعهم ائتلافهم العميل إلى مفاوضة النظام، وبدلاً من التحرر من دول الكفر ومنظومتهم الدولية الظالمة ناموا على أعتابها، فحولوا هدف الثورة من التخلص من العلمانية و الديمقراطية التي تحارب الله ورسوله إلى إقامة الدولة الإسلامية (الخلافة الراشدة على منهاج النبوة).

إن مأساة أهل الشام الذين غرقوا بدمائهم يتحمل جانباً كبيراً منها قادة الفصائل الذين قبلوا بالارتهان للمنظومة الدولية وربطوا قرارهم بها وبمؤتمراتها وبمبعوثيها، وأوصلهم إلى القبول أن يكون العدوان الروسي والإيراني ضامنيْن لاتفاقات خفض التصعيد، فأصبحوا الخصم والحكم، ونحن الآن لن نغرق في تفاصيل الواقع الذي عاشه أهل الشام طوال سني ثورتهم وذاقوا فيه جميع أنواع الخذلان والتآمر، فالسياسي الفذ هو الذي يعطي أمته ترياقاً ودواءً للمشاكل التي تعترضها، رغم الكم الكبير للتدخل الخارجي على الأرض ليس من طرف النظام وحسب بل وحتى من طرف الثائرين، فالثورة بحاجة ماسة إلى من يجمع شتاتها مرة أخرى ويوحد قواها ليس بالطريقة التي اعتادت عليها الفصائل ألا وهي التوحد على الدعم الخارجي، بل التوحد على مشروع يوصلها لبرّ الأمان ويسقط النظام المجرم ويسحقه، وهذا لن يكون إلّا بقيادة سياسية واعية مخلصة تحمل المشروع السياسي الكامل والواضح والمنبثق من عقيدة الأمة، تقود دفة الثورة فتحشد تحت جناحيها القوة العسكرية والحاضنة الشعبية، وهنا علينا أن نذكّر أن أركان الدولة هم الفكرة، أي المشروع السياسي ورجاله، والحاضنة الشعبية المطلعة على المشروع وتفاصيله وأدواته ورجالاته وطريقة إيجاده في الواقع، والقوة العسكرية التي تعطي النصرة لهذا المشروع وللثلة التي تحمله، وبذلك يتم التوحد الحقيقي لقوى الثورة الذي يطالب الثائرون به منذ سنين.

إن القيادة السياسية هي الضامن الحقيقي للسير بالثورة إلى هدفها الذي خرجت من أجله، وهو الذي ما زال يفتقده الثوار منذ انطلاق الثورة إلى الآن رغم أنه أمامهم وبينهم، يحمله ثلة من أبناء الأمة المخلصين الذين عاهدوا الله ألا تضعف لهم عزيمة أو تلين لهم قناة حتى يحققوا النصر الموعود مستمسكين بحبل الله ومقتدين بسيرة سيد الخلق محمد ﷺ، صاحب العزيمة والأسوة الحسنة، إنهم شباب حزب التحرير الذين نذروا أنفسهم ليكونوا شموعاً يضيئون درب أمتهم إلى النهوض والعزة والكرامة.

أيها المسلمون في العالم عامةً وفي الشام خاصةً! إنكم ترون بأم أعينكم أن خلاص المسلمين من أعدائهم وأذنابهم من بني جلدتنا لا يكون بالعمل الفردي غير المنتج ولا بجمعيات ومنظمات وفصائل وغيرها... بل يكون بإقامة دولة القرآن لتعيد ترتيب صفوف المسلمين وتحدد أولوياتهم وتسخر طاقات الأمة الجبارة في مواجهة أعدائها، ويجب على الأمة بكافة أطيافها ومثقفيها ومفكريها أن يعلموا أن الله قد اختارهم من بين كل أمم الأرض لمواجهة الكفر العالمي الذي أهلك الحرث والنسل، وآن لهذه الأمة أن تمسك بزمام أمورها وأن تمكّن الواعين المخلصين من قيادة سفينة الإسلام إلى حيث يحب الله ورسوله.

أما أنتم يا أهلي في الشام، فقد أثبتم أنكم أهل الصبر والمصابرة، وأهل التضحية والفداء، فاثبتوا على ما خرجتم لأجله ولن يتركم الله أعمالكم، ولم يبق إلّا القليل فنصر الله آتٍ لا محالة، وإنها أيام ابتلاء وتمحيص... فقولوا كلمتكم واستفرغوا وسعكم في تصحيح مسار ثورتكم بالتغيير على قادة الفصائل المرتبطين عسى أن ينزّل الله علينا نصراً يشفي صدور قوم مؤمنين ﴿وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ﴾.


 كتبه لجريدة الراية: أ. أحمد معاز، بتاريخ الأربعاء 28 آذار/مارس 2018م
المصدر: https://bit.ly/2IYaED9