press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

art040318

دأب الغرب الكافر عن طريق عملائه من الأنظمة الحاكمة على إيجاد شروخ عميقة في ثورة الشام المباركة كي يوجد انقسامات يسهل السيطرة عليها على أساس فرق تسد، وليس أولها ولا آخرها الاقتتال الحاصل بين الفصائل؛ الذي سيسبب شرخاً اجتماعياً عميقاً ومديداً؛ تعاني منه الأمة الإسلامية سنين عدداً إضافة إلى باقي الشروخ؛ فيصعب على العاملين للتغير ردم هذه الفجوة الكبيرة التي أوجدناها بأيدينا؛ ناهيك عن الاستنزاف المستمر للفصائل بشرياً وعسكرياً عدةً وعتاداً. وقد بات الجميع يدرك ما اقترفت يد قيادات الفصائل الآثمة؛ التي سمحت للدول الداعمة أن تجعل منها أداة هدم للثورة زادت في معاناة أهل الشام بدل أن تكون أداة هدم لنظام طاغية الشام، فأصبحت رأس حربة بيد داعميها في مواجهة تطلعات أهل الشام في إسقاط النظام وإقامة حكم الإسلام، ليتحول بذلك الصراع من صراع بين أهل الشام بما فيها الفصائل ضد طاغية الشام؛ إلى صراع بين الفصائل فيما بينها وبين الفصائل وبين أهل الشام، فتنحرف بوصلة الثورة وتدمر الثورة نفسها بنفسها وبأيدي أبنائها، وما حصل في المناطق الصغيرة نموذج يوضح ما أقول، حيث تحول بعض أبناء هذه القرى المنتسبين لهذه الفصائل إلى رأس حربة بيد قادتهم في مواجهة بعضهم البعض وهم مسلمون وأبناء قرية واحدة؛ وفي مواجهة أهل قريتهم أيضا، فوقع المحظور وسفكت الدماء وأوجد الشرخ الاجتماعي.

لا شك أن هذا الاقتتال البغيض يؤسس إلى شلال من الدماء؛ إن لم يتم تداركه مبكراً بجهود المخلصين الواعين على مخططات الغرب وأذنابه، وبمعالجة أس المشكلة وأساس الداء؛ يختفي أعراضه التي من أحدها الاقتتال بين الفصائل، وإذا نظرنا إلى فعل النبي صلى الله عليه وسلم؛ نجده قد عالج الاقتتال الذي حصل بين الأوس والخزرج وهم في جاهليتهم؛ والذي دام لعشرات السنين ونتج عنه سيل من الدماء وشرخ عميق في مجتمع المدينة؛ عالجه صلى الله عليه وسلم بجمعهم حول مشروع الإسلام العظيم (الذي تطبقه دولة تحكم بشرع الله عز وجل دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة) تحت قيادة سياسية واعية ومخلصة حملت مشروعاً واضحاً، فتم له توحيد المدينة بقياداتها العسكرية المتناحرة وحاضنتها الشعبية تحت راية واحدة راية لا إله إلا الله محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهنا يكمن الحل ولا حل سواه فاعتبروا يا أولي الأبصار، فلا بد من قيادة سياسية واعية ومخلصة؛ تحمل مشروعاً سياسياً واضحاً؛ مستنبطاً من كتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم؛ تتبنى ثوابت ثورة الشام المتمثلة في:

1- إسقاط النظام بكافة رموزه.
2- التحرر من دول الكفر وإنهاء نفوذها.
3- إقامة دولة الخلافة على منهاج النبوة.

توحد هذه القيادة القوى العسكرية مع الحاضنة الشعبية حول هذا المشروع وتلك الثوابت؛ فنكون بذلك نسير على خطا النبي صلى الله عليه وسلم؛ ونكون قد سلكنا ذات الطريق الذي سلكه؛ وسنصل بإذن الله سبحانه وتعالى إلى النصر والتمكين كما وصل، قال تعالى: (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ). وقال عز من قائل: (قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ).

 

أحمد عبد الوهاب
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير - ولاية سوريا

art030318

عندما يكبل الدعم والارتباط فصائلنا عن نصرة أهلنا في الغوطة وتكتفي بذرف دموع التماسيح على مجازر الغوطة دون أن تعلن الجهاد فقد آن للشام أن تستبدل جهاد الأمة بالمنظومة الفصائلية السائدة الآن.

ما صدَّق أهل الشام يوماً أن أمريكا تخلت عن عداوتها للإسلام والمسلمين. ولن ينسى أهل الشام أبدا جرائم أمريكا ودول الغرب الكافر المستعمر في حق الإسلام والمسلمين. وما غفل أهل الشام يوماً عن حقيقة الأنظمة الحاكمة في بلاد المسلمين، و أنها أنظمة وظيفية صنيعة تابعة لدول الكافر المستعمر، تنفذ مشاريعه في بلادنا وتقتل في سبيل ذلك أبناءنا، وتنتهك حرماتنا، وتسخر كل ثرواتنا وإمكانياتنا له ليزداد شراسة في عداوته لنا.

نعم قد يكون الكثير من أهل الشام قد انخدع بنظام أردوغان، طيلة السنوات السابقة، لكن الغشاوة التي طالما سعى أردوغان لتبقى على أعين أهل الشام زالت في إدلب وحلب وعفرين والغوطة وحوران.

إننا لا نبالغ عندما نقول إنه برغم تلك الحقائق إلا أن الكثير من أهل الشام لما رأى أمريكا تضخ الدعم إلى فصائلنا في بداية الثورة، وتعمل على تكثير الفصائل وتسليحها عن طريق الأنظمة العميلة ظن في نفسه أنه يحتاج لمراجعة قناعاته عن أمريكا والغرب والأنظمة العميلة لها.. لم يستقم في نفسه عداوة أمريكا وأنظمتها للإسلام والمسلمين مع سعي أمريكا لتسليح فصائل المقاتلين.. ضد عميلها بشار ونظامه المجرم. نعم كانت مسألة تبعث الحيرة في النفوس ولعلها أوجدت انقساما في نفوس البعض أن يجمع بين الشيء وما يناقضه!!

ومما زاد الحيرة ودفع البعض للإقدام على قبول الدعم، ودفع آخرين للسعي لتشكيل فصائل تقوم على الدعم الخارجي، هو ما صدر عن الكثير من الشرعيين والمشايخ وبعض العلماء من فتاوى تجيز للقادة والفصائل قبول الدعم من أمريكا والغرب، وتجيز إقامة علاقات أو ارتباطات مع تلك الدول المحاربة للإسلام والمسلمين، بحجج المصلحة والحاجة الملحة وتقاطع المصالح وغيرها، وكذلك ما وقر في أذهان البعض من أننا لا نستطيع التغيير إلا إذا دعمتنا الدول الكبرى، فصاروا يخطبون ودها ويقدمون أوراق اعتماد كي تقبلهم أدوات في عملية التغيير.

ما صدر عن الشرعيين والمشايخ جعل الكثير من الناس يكذبون ظنهم، ويخالفون مشاعرهم، ويسكتون عن هذا الدعم رغم حقيقته الراسخة في أذهانهم المبنية على عقيدة الإسلام"(إنَّ الذين كَفَرُوا يُنفقون أمْوالَهم لِيَصدوا عنْ سبيلِ اللهِ).

لعله أمر يثير الاستغراب أن نرى من يقرأ هذه الحقيقة القرآنية ويؤمن بها يفكر بقبول الدعم من الدول الكافرة والعميلة، التي تسارع لتقديم الدعم لهم.

لقد مرت فترة على أهل الشام كان كل من يفكر بتشكيل فصيل، ما عليه إلا أن يجمع حوله مجموعة من المجاهدين ثم يُصدرُ بيانا بتشكيل فصيل، و يختار له اسما من الأسماء التي يرغب المسلمون بسماعها، وتظهر الرايات من حولهم، ولا تلبث أن تأتي موافقة الدول على هذا التشكيل، ويأتيه نصيبه من السلاح والذخيرة، وما يسميه الكتل المالية.....

ويعتمد على دعم الخارج ويرتبط بغرف العمليات وفي نفس الوقت يفقد سنده الطبيعي، وينفصل عن حاضنته، وبعدها ينحرف عن أهداف ثورته، ويتنكر لثوابتها.

لم تعِ الفصائل أن أمريكا هي صاحبة النفوذ في سوريا، وأنها لن تفرٍّط بعميلها نظام السفاح بشار.

ورغم أنها الدولة الأولى في العالم وقد استنفرت للمحافظة على عميلها كل أدواتها وعملائها، إلا أنه يجب أن ندرك أنها لا تستطيع التحكم بمسيرة ثورة شعب و جهاد أمة... وهذا ما يقض مضجعها ويهدد أدواتها. لذلك فكرت أمريكا بتغير المسيرة من جهاد شعب الى جهاد فصائل يسهل التحكم به. ومن ثورة شعب إلى ثورة فئات ونخب يسهل احتواؤها... فشرعت أمريكا في إحداث هذا التغير، وسخرت كل مكرها من اجل تحقيق هذا الهدف، فسعت إلى استقطاب المجاهدين في فصائل من خلال إغرائهم بالدعم، ومن ثم ربطت الفصائل بغرف العمليات الدولية وذلك بإغراء القادة فيها بالدعم والمنصب والقرار. فنجحت أمريكا عبر أدواتها من الأنظمة في بناء منظومات الفصائل على أساس الدعم والارتباط بالخارج، وأحكمت ربط الفصائل، وصارت غرف الدعم تلك أشبه بغرف العمليات التي تتحكم بعمل الفصائل.

نعم أصبحت غرف العمليات تلك هي من تحرك الفصائل لفتح المعارك الجانبية لاستنزاف المجاهدين، وهي التي تضع الخطوط الحمراء للفصائل مخافة أن تقوم بعمل حاسم يؤثر على نظام العمالة والإجرام ؛ وهي من تدفعهم لقبول الهدن المذلة، و هي من تدفع قادة الفصائل للمشاركة بالمؤتمرات الدولية التي تسعى لفرض الحل السياسي الأمريكي القاضي ببقاء نظام الإجرام ؛ حتى غدت الفصائل كأنها صاحبة القرار وهي المتحكمة بالأمن الداخلي والخارجي،وسلبت سلطان الأمة، وتسلطت عليها، وصادرت ثورتها بذريعة أنها من يقاتل ويملك السلاح.

نعم باتت الفصائل المرتبطة تتحكم بسير المعارك والهدن، ولكن تحركها غرف العمليات من ورائها، فقد غدت الفصائل مسلوبة الإرادة مكبلة بحبال الداعمين التي تلتف حول أعناق قادتها.

فبينما الفصائل في الجنوب حيث جبهات النظام ضعيفة منهارة تحافظ على الهدن، وخفض التصعيد، مما يشعر النظام المجرم بالأمان،فينقل قواته إلى الغوطة لإحكام حصارها وقتل من فيها... نجد فصائل الشمال تتقاتل فيما بينها بذريعة رد البغي والعدوان، وذلك بعد تقاعسها عن التصدي لميليشيات القتل التي سيطرت على مناطق واسعة جنوب حلب شرق السكة بعملية تشبه عملية التسليم والاستلام... وفصائل أخرى تمتنع عن دك معاقل النظام بالساحل حيث عقر داره، ونقطة ضعفه بحجة عدم وجود موافقة دولية على تلك المعارك. نجد في دمشق أيضا بعض الفصائل تسعى لتجميد القتال والسعي وراء مهادنة القتلة والمجرمين.

كل ذلك أدى إلى انحسار تأييد الحاضنة عن الفصائل، وفقدت الفصائل كلياً الحاضنة الشعبية، وتحركت مشاعر السخط على الفصائل وأعمالها المرتبطة بالداعمين، وهذا ما كانت تهدف اليه أمريكا من خلال مكرها الذي اشرنا إليه..

وفي هذه الظروف والمنزلقات التي أوصلتنا إليها المنظومة الفصائلية بارتهانها للداعمين ووقوعها في فخاخ المتآمرين، ظهر في ساحات الشام حراك شعبي وسعي حثيث، في البحث عن بديل لهذه المنظومة الفصائلية المرتبطة،يعيد مسيرة الجهاد الى رشدها ويعيد الثورة إلى ثوابتها.

ويعيد الحراك الثوري من جديد لمساره الصحيح، "إسقاط النظام المجرم بكل رموزه وأركانه" بعيداً عن الارتباطات والاتصالات مع دول الغرب المعادية للإسلام ومع الأنظمة العميلة والتابعة لها.

قد لا يكون قد تبلور عند أهل الشام البديل الصحيح للمنظومة الفصائلية المرتبطة.. ولكن صورة الجهاد الأولى للثورة.. جهاد الأمة واضحة في الأذهان ماثلة للعيان. ونحن نقدم للمخلصين من إخوتنا خطوات عملية، من أجل الوصول إلى إعادة الثورة شعبية، والقضاء على المنظومة الفصائلية، وتحويلها إلى جهاد شعبي وجهاد أمة:

1 - يقوم أهلنا في كل بلد من بلاد الشام المباركة بجمع المجاهدين الصادقين فيهم، ويختارون لهم قيادة عسكرية من الضباط الصادقين المخلصين، الذي ما عرفوا الدول ولا جربوا الارتباط والا تصال مع الأنظمة العميلة.

2- يقوم هؤلاء الضباط القادة بإعادة بناء هيكلية صحيحة لتشكيلات جديدة، تكون على شاكلة الجيش الشعبي، تنضوي كلها تحت قيادة عسكرية واحدة مخلصة.

3 – يجري العمل على تفعيل الثورة الشعبية من جديد لتعود ثورة شعب وليس مجموعات مناطقية.

4 – تتبنى الثورة ثوابت وأهداف تنبثق من عقيدتها ومشروعها وتحرص على التمسك بها، لأن نجاحها الحقيقي في تمسكها بثوابتها وتحقيق أهدافها.

5 – تتخذ الثورة بشقيها العسكري والشعبي قيادة سياسية، تتميز بأنها حاملة مشروع الإسلام بكل تفاصيله، بالإضافة إلى تمتعها بالوعي السياسي، والخبرة الواسعة بألاعيب الدول ومخططاتها.

6 – يتم قطع أيدي الدول العابثة بثورتنا وقطع العلاقة مع غرف الدعم، وتعتمد الثورة على إمكانياتها الذاتية، ففي كل منطقة تستجلب دعم أهلنا من الحاضنة لا من سواها، بنفس راضية، ودعاء إلى المولى بالنصر والفتح المبين، والجميع يعرف أن الثورة لديها من السلاح الكثير، فسلاح الفصائل هو سلاح للثورة ولأهل الشام، وليس للفصائل تستخدمه لمشاريعها الضيقة، وللتنازع والاقتتال فيما بينها.

7 – إن المشروع الذي يجب أن تتبناه ثورة الشام هو "مشروع الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة"، تحت رايته تتوحد جهودنا وتتآلف قلوبنا، ويحصل التلاحم بين حملة المشروع وأصحاب القوة والحاضنة الشعبية، ليكونوا صفا واحدا يواجه مشروع الغرب الكافر الذي يريد فرضه علينا من خلال الحل الأمريكي القاتل ودولته العلمانية ودستوره الوضعي الذي يريد أن يفرضه على أهل الشام، ليبعد عنه خطر المشروع الإسلامي الذي يُرعب الغربَ الكافر وعملاءه، الذين يدركون أنهم بسقوط نظام الإجرام في دمشق سيتساقطون كأحجار الدومينو.

 

ضاق الخناق ولكن درب الخلاص قد حدده لنا رب العباد، لنسير فيه على بصيرة وهدى، فلا خلاص لنا إلا به مهما طال الزمن، إنَّ حالة التيه التي تعاني منها ثورتنا أصبحت معروف الأسباب، ومعلوم أن العلاج الذي نقدمه هو علاج رباني مجرَّب، قد جرَّبه من هم قدوتنا ففازوا وأفلحوا، وما علينا إلا أن نسير على نهجهم، ونقتفى أثرهم، خلف قيادة مبصرة واعية، مخلصين لله وحده، ننصر الله حق نصره، لِيُنجزَ لنا وعده، ويمنّ علينا بالفرج والنصر والتمكين.

(وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ ۚ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ ۖ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ) (سورة الروم 4 – 5).

 

للمكتب الإعلامي لحزب التحرير - ولاية سوريا
المهندس كامل الحوراني

art230218

نشر موقع الدرر الشامية خبرا مفزعا تحت عنوان: 40 مجزرة وهجمات بـ"الغازات السامة"... 3 أشهر مفزعة عاشتها " الغوطة الشرقية ". وما هو الجديد؟ فعلى مدى سبع سنوات ومنذ بداية الثورة السورية سارع المجرم بشار بسفك دماء المسلمين في سوريا، ومع إصرار أهل الشام على المضي قدماً في ثورتهم من أجل إسقاط النظام الفاسد الظالم، ازداد بشار إجراما ووحشية ولم يتوان في استخدام الأسلحة الثقيلة لقمع الثورة والقضاء عليها.

ومع ذلك صمد أهل الشام وصبروا ولا زالوا؛ فثورتهم لم تكن من أجل تحسين ظروفهم المعيشية ولا من أجل تغيير رئيس مجرم بآخر، بل كانت ثورةً من أجل الله وتحكيم شرعه، وهذا ما أفزع أمريكا الكافرة، فسارعت لنجدة نظامها الرأسمالي الاستعماري المطبق في سوريا وفي كل بلاد المسلمين. أمدت أمريكا بشار بكل ما يساعده في الحفاظ على النظام، وأعطته الضوء الأخضر ليستمر في قتل أهل سوريا، فزاد في استخدام أشد الأسلحة فتكاً وتدميرا. ولكن أهل الشام بقوا صامدين صابرين، كيف لا، وحناجرهم لم تتوقف عن الهتاف بأن ثورتهم لله وليست للسلطة ولا للجاه.

مع هذا الصمود الأسطوري للشعب السوري أمام جبروت وإجرام بشار، أوعزت أمريكا لإيران ولمليشياتها لتكون عوناً له في القضاء على من تجرؤوا على النظام العلماني ويريدون استبدال نظام الإسلام به. وأوعزت إلى حلفائها وأتباعها روسيا وتركيا والسعودية وقطر لتشارك في حربها ضد ثورة الشام.

وإذا كانت أمريكا قد نجحت بشراء ولاءات بعض الفصائل المقاتلة، التي خضعت وذلت نفسها للمال السياسي المسموم، وسقطت في مستنقع المفاوضات والهدن، التي جعلتهم عبيدا لأمريكا وأتباعها، بعد أن حققوا انتصارات عظيمة، باعوها بثمن بخس، فإذا كانت أمريكا قد نجحت بذلك، إلا أن أهل الشام لا زالوا صامدين ثابتين على مطلبهم وهو إسقاط النظام وتحكيم شرع الله.

سبع سنوات مرت على ثورة الشام، رأى أهلها ما يشيب لهوله الولدان، وتقشعر له الأبدان. لم يُبق بشار ومن خلفه أمريكا وحلفاؤها وعملاؤها حجراً على حجر، وأصبحت الدماء تسيل أنهارا!

اكتفت وسائل الإعلام في بلاد المسلمين بنقل أخبار ثورة الشام، وذكر عدد الضحايا والخسائر المادية، من غير أن تعلق أو توجه المتلقين المسلمين لحقيقة ما يجري في سوريا. حتى الإعلام المؤيد للثورة السورية، لا يعكس حقيقة ما يجري على أرض الشام!

فالخبر أعلاه عن عدد المجازر والهجمات بالغازات السامة على المسلمين في سوريا، يحتم على الإعلام في بلاد المسلمين، لو كانت تهمه قضايا المسلمين، أن يُسخر كل طاقاته وإمكانياته من أجل فضح النظام السوري وروسيا وكل من يلقي قنابل حقده وإجرامه على المسلمين في سوريا. ولكن ولأن الإعلام العربي بكافة أنواعه؛ المرئي والمسموع والمقروء تتحكم به الأنظمة الحاكمة العميلة لأمريكا وأوروبا، نراه متواطئاً مع أعداء الإسلام وثورة الشام. فأعداء ثورة الشام لا يريدون لها أن تنتصر، والغرب الكافر المستعمر يسخر الإعلام العربي والغربي للترويج للحلول السياسية الاستعمارية التي يريدون فرضها على أهل الشام.

الكفار جميعهم تكالبوا على سوريا وأهلها، والمسلمون لا حسَّ لهم ولا خبر! فما هذا الصمت؟! نعم لا يخلو بلد مسلم من ويلات ومآسٍ وحروب، ولكن أليس ذلك يدفعنا إلى أن نسأل لماذا تشن هذه الحروب الشرسة على بلاد المسلمين فقط؟ ولماذا الدم المسلم رخيص إلى هذا الحد؟!

ألا يقرأ المسلمون القرآن الكريم؟ قال تعالى: ﴿مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا﴾ [المائدة: 32] هذه الآية تحرم قتل النفس البشرية، فكيف بقتل المسلم؟! قال تعالى: ﴿وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا﴾ [النساء: 93]

أيكفي منا نحن المسلمين أن نتابع أخبار قتل المسلمين على يد الكفار دون أن يرجف لهم جفن، ونتحسر ونغضب وندعو عليهم فقط؟!

وأعود للسؤال أعلاه، لماذا يحصل كل هذا، ولماذا الغرب الكافر ومن والاه يتمادون في إجرامهم ضد المسلمين، خاصة في الشام؟

والجواب: لأنه لا يوجد للمسلمين دولة تحميهم وتذود عنهم، ولا يوجد لديهم جيش يهب وينتصر لهم، فإلى متى الصمت؟!

وعندما نقول دولة للمسلمين، نقصد دولة إسلامية واحدة لها جيش واحد وترفع راية واحدة؛ راية رسول الله ﷺ ، والمسلمون فيها أمة واحدة، هكذا أمر الله سبحانه وتعالى المسلمين أن يكونوا، لا كما هو حالنا اليوم ممزقين في كيانات ذليلة تسمى "أوطانا" زادت من تقطيع أوصال المسلمين وشتتتهم ومزقتهم. فإلى متى الصمت؟!

قال الله جل وعلا: ﴿وَإِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ﴾ [المؤمنون: 52]

أمة الإسلام أمة واحدة ويجب أن تعود كذلك، ولن تعود إلا إذا كانت لها دولة واحدة يحكمها خليفة واحد يحكم بشرع الله وسنة نبيه ﷺ.

هذا هو الحل الجذري لكل ما يعانيه المسلمون، هذا هو الحل الجذري ولا حل سواه، وفرض عين على المسلمين أن يرفعوا أصواتهم ويكسروا صمتهم نصرةً للشام؛ وذلك بالعمل مع العاملين لاستئناف الحياة الإسلامية بإقامة دولة الإسلام؛ دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة.

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
شام العز الطويل - فلسطين

المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/sporadic-sections/articles/political/49887.html

alrraiah280218

إن مما لا شك فيه أن الغرب الكافر قد لعب دورا كبيرا في إفقاد الأمة دورها في محاسبة الحكام، ولعب دورا أيضا بتلويث المفاهيم عند المسلمين، وبالتالي جرد المسلمين من الأفكار الإسلامية الدافعة للتغيير التي تحرك المسلم ليكون طاقة ملتهبة لا أن يكون صلدا جامدا غير فاعل. وقد كانت هذه حال الصحابة رضوان الله عليهم ومن بعدهم من التابعين... إلى أن طرأ على الأمة عوامل كثيرة من دخول أفكار غير إسلامية عليها وتداعي دول الغرب الكافر عليها وتحيّن الفرصة للانقضاض عليها، وما تلا ذلك من إسقاط دولتها؛ كل ذلك كان سبيلا لأن تفقد الأمة البلورة في الأفكار والصفاء والنقاء فيها، فأصبح أبناؤها يرون التغيير على غير حقيقته!

يقول الحق تبارك وتعالى: ﴿إِنَّ اللهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ﴾، التغيير منحة من الله عز وجل لعباده المخلصين العاملين لتغيير هذا الواقع، فالله يطلب منا أن نغير أنفسنا وواقعنا فربط ذلك بقوله ﴿حَتَّى يُغَيِّرُوا﴾ أي ارتباطٌ شَرطيٌّ بالناس ليدل على وجوب الفعل وأن يقوموا بما كلفهم به الله من أعمال ولوازم التغيير. فيجب علينا أن نحرص أن نكون في موقع الطاعة والعبادة وأن نكون مقبلين على الله متيقنين به وبنصره لنا.

وأيضا يقول رسول الله ﷺ : «مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ، وَذَلِكَ أَضْعَفُ الْإِيمَانِ» وترى كثيراً من المسلمين ينظر إلى هذا الحديث من باب الضعف، أي أننا لا نستطيع مجابهة هذا الواقع ولا أن ننكر فالأفضل هو إنكار القلب! وهذا مخالف لمفهوم التغيير الذي يتطلب العمل وليس الإنكار فقط، وما كان هذا الفهم إلا من بعض نتائج التلويث الفكري الذي أصاب المسلمين وأقعدهم عن كثير من الواجبات بفهم مغلوط مشوه.

وهنا لا بد من لفت الانتباه إلى واقع هذا الحديث الشريف وإلى الفهم العملي لهذه النصوص:

● التغيير باليد ينتج عنه عمل وهو من واجبات صاحب القوة، وفي ثورة الشام هي (الفصائل العسكرية) التي حملت على عاتقها تغيير هذا الواقع من التبعية للأنظمة العميلة للغرب المستعمر إلى التبعية والانقياد لله عز وجل، فلا يُقبل من هذه الفصائل المهادَنةُ ولا المفاوضات ولا الانشغال بإدارة المناطق المحررة، بل وجب عليها أن تدك معاقل النظام في معارك حقيقية تؤدي لإسقاطه، ولا يقبل منها غير ذلك؛ لأنها بذلك تكون قد خالفت النص الشرعي وابتعدت عن مهامها الأساسية.

● التغيير باللسان وما ينتج عنه من عمل والذي يعتبر من واجبات العلماء والمثقفين والوجهاء وأصحاب الكلمة الحقة، فلا يقبل منهم السكوت ولا يقبل منهم التدليس على الناس وليّ أعناق النصوص الذي يؤدي للقعود عن الحق والرضا بالواقع، بل إن من واجباتهم جمع الكلمة وتحمل مسؤوليتهم في المحاسبة وإصدار قرارات تدفع فيها أصحاب القوة إلى العودة إلى مهامهم في تحريك الجيوش وإقامة ما خرجت له الثورة الشعبية في أرض الشام.

فالله سبحانه على لسان نبيه صلوات ربي وسلامه عليه يأمر أمته بأن لا تخشى في كلمة الحق لومة لائم ولا تهاب ظالما ولا متجبرا، وأن ما أعده الله لهم هو خير وأبقى، ويتوعد كل مدبر مقصر عن هذا الواجب فيقول: «كَلاَّ، وَاللَّه لَتَأْمُرُنَّ بالْمعْرُوفِ، وَلَتَنْهوُنَّ عَنِ الْمُنْكَرِ، ولَتَأْخُذُنَّ عَلَى يَدِ الظَّالِمِ، ولَتَأْطِرُنَّهُ عَلَى الْحَقِّ أَطْراً، ولَتقْصُرُنَّهُ عَلَى الْحَقِّ قَصْراً، أَوْ لَيَضْرِبَنَّ اللَّه بقُلُوبِ بَعْضِكُمْ عَلَى بَعْضٍ، ثُمَّ لَيَلْعَنكُمْ كَمَا لَعَنَهُمْ».

فالإنكار على الظالمين واجب ولو كنا نزحف على بطوننا لكي لا يقع علينا حال أقوام قبلنا لم ينكروا فاستبدلهم الله، وهذه سنته في خلقه.

فما علينا اليوم وبعد أن بذلنا في سبيل تقويم أمر قادة هذه الثورة وبعد أن أدبروا عن نصحنا وقولنا وتولَّوا ظالمين وطغاةً بدلاً من تولي الله ورسوله، وبعد أن بلغت حالة الوهن والإذعان عندهم لأسيادهم مبلغاً عظيما دفعهم لبيع الثورة بدراهم معدودات، ما علينا إلا أن نقول لأهلنا في الشام أنْ قد حان وقت القيام على هؤلاء الخونة العملاء المتآمرين وإسقاطهم وأن يوكل الأمر لأهله المجاهدين الحقيقيين الذين لا يقبلون عن أمر الله بديلا ولا يلتفتون خلف كل ناعق ماكر مخادع، وأن قد حان الوقت لأن يكسر حاجز صمتكم يا أهلنا؛ فأنتم بيضة القبان في هذه الثورة وبيدكم التغيير وأنتم أهل له وإلا فيا ويل قوم يصمتون! قال عليه الصلاة والسلام: «إِنَّ اللَّهَ لا يُعَذِّبُ الْعَامَّةَ بِعَمَلِ الْخَاصَّةِ حَتَّى يَرَوُا الْمُنْكَرَ بَيْنَ ظَهْرَانَيْهِمْ وَهُمْ قَادِرُونَ عَلَى أَنْ يُنْكِرُوهُ، فَلا يُنْكِرُوهُ، فَإِنْ فَعَلُوا ذَلِكَ عَذَّبَ اللَّهُ الْعَامَّةَ وَالْخَاصَّةَ». وقال ﷺ : «مَا مِنْ قَوْمٍ يُعْمَلُ فِيهِمْ بِالْمَعَاصِي ثُمَّ يَقْدِرُونَ عَلَى أَنْ يُغَيِّرُوا ثُمَّ لَا يُغَيِّرُوا إِلَّا يُوشِكُ أَنْ يَعُمَّهُمُ اللَّهُ مِنْهُ بِعِقَابٍ».

وأي معصية أكبر من بيع دماء المسلمين والتفريط بتضحياتهم وأعراضهم والإذعان للكفرة المارقين؛ فحذار من سنة الله التي لن تجد لها تبديلا ولا تحويلا.

هذا هو واقع التغيير والإنكار الذي يجب أن يلتزم به المسلم وأن يعمل له كي يستبشر بنصر الله سبحانه ويكون مهيَّأً له ولا يخاف في الله لومة لائم. عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ : «أَلَا لَا يَمْنَعَنَّ أَحَدَكُمْ رَهْبَةُ النَّاسِ، أَنْ يَقُولَ بِحَقٍّ إِذَا رَآهُ أَوْ شَهِدَهُ، فَإِنَّهُ لَا يُقَرِّبُ مِنْ أَجَلٍ، وَلَا يُبَاعِدُ مِنْ رِزْقٍ، أَنْ يَقُولَ بِحَقٍّ أَوْ يُذَكِّرَ بِعَظِيمٍ».

فإلى متى سنبقى نخاف من قول كلمة الحق؟!

وإلى متى سنبقى نضحي وتباع تضحياتنا في غرف المخابرات المجرمة؟!

وإلى متى سيظل قرار قادتنا بأيدي أعداء الأمة؟!

يا ويل قوم يُحارَب دينهم وتُفرض عليهم أنظمة الكفر ومشاريعه وهم صامتون، يا ويل قوم تباع ثورتهم وهم نائمون، يا ويل قوم تنتهك أعراضهم وتنهب خيراتهم وهم ساكتون، يا ويل قوم يقتل إخوانهم ولا يتحركون...

يا ويل قوم يصمتون!!


 كتبه لجريدة الراية: محمد الدلي (أبو حمزة)، بتاريخ الأحد 25 شباط/فبراير 2018م
المصدر: http://bit.ly/2GO6QlX

art180218

بعد سبع عجاف مرت على ثورة الشام، نرى أصحاب ركوب الموجة من المدلسين الذين يسعون إلى مصالحهم ولا يهمم إلا حصولهم على المكاسب الدنيوية...

• فعندما بدأت ثورة الشام، على سبيل المثال، كان أغلب من درسوا في كليات الشريعة، يحرِّمون الخروج على الحاكم ويقفون مع النظام المجرم، وبعدما تمكنت الثورة صاروا رموزا لها، ومفتين بكل ما يتوافق مع أهواء القادة ومصالحهم الشخصية، يُنزالون النصوص على غير مناطها، ويتخذون من المصلحة مصدرا لفتاواهم الترقيعية.

• وهناك صنف ممن تماشوا مع الثورة، واستغلوا الواقع والدماء والتضحيات وجاء من يصنّعهم قادة ويمدهم بالمال السياسي المسموم، ليجمعوا حولهم المقاتلين، ومن ثم يوجهونهم كما يريد الداعم، في معارك جانبية تستنفذ جهود المخلصين، وتزرع اليأس في نفوس الثائرين، وتطيل عمر نظام القتل والإجرام.

• وبعض الجماعات التي زعمت أنها قادرة على قيادة الأمة وإعادة عزها وبناء دولتها، ولكنها مع هذه المزاعم لا تمتلك مشروعا مفصلا، بل شعارات عامة، وفهما مشوه مجتزأ للإسلام؛ فأوصلت الأمة وسفينة الثورة الى وسط بحر متلاطم الأمواج دون أن تمتلك بصيرة ولا قيادة واعية تقودها الى شاطئ الفلاح، وكيف لسفينة تائهة يقودها قبطان لا خبرة له أن تصل الى أهدافها!!

 

إن سفينة ثورتنا هي بأمس الحاجة للقبطان الحكيم الواعي، الذي يمتلك مشروعا دقيقا، وفهما تفصيليا، ويبصر الطريقة الشرعية التي يجب أن يسير عليها، بالإضافة إلى ما يتمتع به من وعي دقيق على سياسات الدول المتآمرة، ومعرفة بأساليبهم وخططهم ومكائدهم ضد أمتنا ،كي يتمكن من إنقاذ أمته وثورته من مؤامراتهم ومكائدهم. وبذلك ننقذ الثورة في الشام والأمة جميعها، بعون الله، من هذا الضياع ونحفظ الدين والعرض والأنفس والأموال، ولا يكون إلا ما يرضى الله، لا ما تريد أمريكا وغيرها من العملاء والأدوات.

• وقد حمل بعض القادة والشرعيين المتسلقين ،فكرة التقارب مع أمريكا وغيرها من الدول، ومحاولة إرضائها بالتنازل عن ثوابت ثورتهم وثوابت دينهم ، لتتغير المواقف والأحكام وفقا لما يرونه مصلحة، بحجة تقاطع المصالح، وتقليل الأعداء، والعمل تحت السقف الذي تسمح به الدول المتحكمة، ومحاولة استرضائها وتقديم أوراق اعتمادنا اليها، لإقناعها أن مقاييس الإرهاب التي وضعتها لا تنطبق علينا؛ وكأننا لم نقرأ في كتاب الله عز وجل قوله تعالى: (ولنْ تَرضَى عَنْكَ اليَهُودُ ولا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتِهُمْ)!!.

• وهنا نقول لكل من ادعى العمل لله، ورفع راية الجهاد دون مشروع واضح، ولكنه يبدل مواقفه، ويحاول مقاربة نظرة الكفار، وهو ما يزال يحاول إقناع الأمة أنه على حق، بعد تجارب عديدة من الفشل في أكثر من مكان، مما أوقع أبناء الأمة في صراعات واقتتال، لا يخدم إلا أعداء الأمة، فضاعت التضحيات، وحصد الكافرون المتربصون نتيجة جهادنا، عندما وقعنا في حبائلهم، وخاصة فخ الاقتتال لندمر أنفسنا بأيدينا تدميرا ذاتيا.

• نقول إن الثورة على أنظمة الكفر والقمع تكون بمفاصلتها والتمايز عنها، وليس بمداهنتها ومحاولة استرضاءها، فقد أنزل الله في محكم تنزيله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، عندما عرضت قريش على رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعبدوا إلهه عاما ويعبد ألهتهم عاما، سورة "الكافرون" (قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1) لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ (2) وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (3) وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ (4) وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (5) لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ (6)).

 

إنها المفاصلة التامة بين الحق وأهله وبين الكفر وأهله، بين موقف الإسلام ومنهجه، وبين منهج الكفر وملته وتشريعاته. إن هذا الإسلام دين لا التواء فيه ولا مداهنة، وإنه منهج متكامل للحياة، مفصل ومتميز بأحكامه ونظامه، ويوجب على جميع أتباعه مواقف شرعية ثابتة لا تلون فيها ولا إذعان ولا خضوع لما يريده الكافرون، بل ثبات وعزة و تمايز عن فسطاط النفاق الذي لا إيمان فيه.

لقد بينت سورة "الكافرون" أن طريق الحق واحد لا عوج فيه ولا خضوع، بل عبادة خالصة لله رب العالمين وحده، ومفاصلة حاسمة بين عبادة الله وحده، وبين عبادة ما سواه، بين منهج الحق وبين منهج الضلال والزيغ والهلاك، فلا لقاء بين الحق والباطل ولا اجتماع بين النور والظلام، فالاختلاف جوهري كامل يستحيل معه اللقاء على شيء في منتصف الطريق، والأمر لا يحتاج إلى مراوغة أو مداهنة، نعم فالأمر هنا ليس مصلحة ذاتية، ولا رغبة عابرة، فقد كان الرد حاسما على زعماء قريش المشركين، لا مساومة ولا مشابهة، ولا حلول وسط ولا ترضيات شخصية، فإن الجاهلية جاهلية، والإسلام إسلام، في كل زمان ومكان، والفارق بينهما بعيد كالفارق بين التبر والتراب وبين الثرى والثريا.

والسبيل الوحيد هو الخروج عن الجاهلية بجملتها إلى الإسلام بجملته عبادة وحكما، وإلا فهي البراءة التامة والمفاصلة الكاملة والحسم الصريح بين الحق والباطل في كل زمان ومكان.

(أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ ومَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ)

 

للمكتب الإعلامي لحزب التحرير – ولاية سوريا
علي أبو عبيدة