- التفاصيل
تمر الأعوام الصعاب تباعا على أهل الشام ويزداد فعل الإجرام فيهم كلما طال بالمجرمين الزمن آمنين في مراكزهم القمعية ومستعمراتهم المحمية ممن يلتزم الخطوط الحمراء معللا ذلك بالسياسة الشرعية التي تطابق دوما ما توعز به دول علمانية صديقة للثورة كما يسمونها.
ما كان لهذه الكائنات المتوحشة أن تفتك بأهل الشام وتفعل فيهم أبشع الجرائم لو أنها ضُربت حيث يجب أن تُضرَب، فمن حمل السلاح وأعلن عن نفسه فصيلا مدافعا ومحررا، عليه أن يكون على قدر من المسؤولية يجعله بارا بما وعد به.
"هل المعركة سياسية أم عسكرية؟"، لو وجه هذا السؤال إلى قائد فصيل مسلح قبل أعوام قليلة لما تردد في الإجابة ولكان الرد واضحا بأن هذا النظام لا يُزال إلا بالقوة، وهذا الذي حول فعل الدفاع ابتداءً إلى أشكال منظمة من التكتلات العسكرية التي قدمت نفسها على أنها الحاسمة للمأساة، القاصمة لظهر القتلة من أركان النظام وأحلافه.
لكن السؤال اليوم لو طُرح مجددا، فإن غالبيتهم سيعلنها صريحة، بأن الحسم العسكري ما عاد ممكنا، وفي مثل هذا القول صدى لتصريحات دولية من الدول الكبرى أو (الصديقة) التي تردد دائما أن الحل في سوريا هو حل سياسي.
مما لا شك فيه أن للعمل السياسي أهمية كبير، وأننا لا يمكن أن نتصدى لمؤامرات أعدائنا دون عمل سياسي مبدع، وأن الثورة تحتاج حتى تسير إلى تحقيق أهدافها، وإنجاز تطلعاتها، إلى قيادة سياسية واعية. ولكن ليس العمل السياسي المطلوب ولا الحل السياسي المطلوب هو بالمفهوم الذي يروج، والذي يُراد للثائرين أن يستسلموا له، هو ليس الحل السياسي الذي أوعزت به أمريكا، ووقّع عليه المشاركون في جنيف، واستجاب له قادة روسيا وتركيا وإيران، وعقدوا تحت سقفه المشاورات والمؤتمرات، ثم جاؤوا بعصبة من "الممثلين على الثورة" جعلوا منهم قيادة سياسية مأجورة لتمثل دور العمل السياسي، والقيادة السياسية، وذلك لشرعنة هذا الحل المرسوم مسبقا.
الحل السياسي الذي نتحدث عنه ويجب أن تسعى إليه ثورة الشام، والذي يجب أن توجههم إليه قيادتهم السياسية،هو الذي ينتهي بجحافل المقاتلين في وسط دمشق مكبرين مهللين، وهو الذي يدفع ثوار الشمال إلى إحكام القبضة والسعي للسيطرة على الخزان البشري للنظام غرب البلاد لضرب حاضنته، ويمكنهم من الإمساك بالساحل على امتداده... هو الذي يفضي أيضا إلى كسر عقدة الوسط جغرافيا والإمساك بشبكة الطرق الحيوية وقطع كل شرايين الحياة عن النظام ومن هم في صفه من المناصرين.
هذا يلزمه خطوات عسكرية وعملا مسلحا بكل تأكيد لكنه ليس حلا عسكريا، بل هو عمل عسكري لتحقيق هدف سياسي بلا شك. فمثل هذه الأفعال لا يقوم بها المنقادون إلى من يسمون "الأصدقاء"، ولا المحتاجون إلى أموالهم، ولا المتذللون على أعتاب مخابراتهم؛ ومثل هذه الأفعال لا تؤديها غرف عمليات مؤقتة لا تلبث أن تجتمع حتى تتفرق، ولا تقوم بها فصائل ترى في غيرها من الفصائل خصوما وأعداء أو منافسين على مناطق السيطرة المحدودة، التي أصبحت هدفا للفصائل بسبب غياب المشروع الجامع،الذي يبين الثوابت التي لا تنازل عنها، ووفقه ترسم الاستراتيجيات، وخطوات الطريق الأساسية، التي تؤدي طبيعيا إذا سرنا فيها إلى تحقيق الغاية، ورفع الراية التي نرجوها خفاقة تنتصر للمظلومين، وتقتص من الظالمين كل الظالمين.
فمن أراد بالشام وأهلها خيرا فعليه أن يقدم مشروعه الذي يحمله ليجمع معه عليه غيره للعمل من أجل تطبيقه في واقع الحياة.
وقد قدم إخوانكم في حزب التحرير مشروعا منبثقا من عقيدتنا، ومستنبطا من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، إنه مشروع "الخلافة الراشدة على منهاج النبوة" الذي يجمع جميع أبناء الأمة أخوة متحابين، لا تفاضل بينهم إلا بالتقوى، مقياسهم الحلال والحرام، وتسابقهم هو من أجل نيل رضوان الله، وليس إلى متاع من الدنيا قليل أو منصب معوج الكرسي.
إنه مشروع الإسلام العظيم، الذي يجمع شتاتنا ويوحد صفنا ويحقق عزنا ويقطع يد المتآمرين عن العبث بثورتنا وسلب قرارنا، به نحسن التوكل على الله ويكون عملنا نصرة لدينه، وإعلاءً لكلمته جل وعلا.
إنه المشروع الذي يحقق سيادة الشرع، ويعيد للأمة سلطانها المسلوب، ويجعل من متقاتلي الفصائل ومرتهني الإرادة عندما ينصرونه، يجعلهم أنصار لله، يعيدون سيرة أنصار رسول الله رضوان الله عليهم.
وبمشروع الإسلام وحده نواجه مشروع الغرب الكافر الذي يريد فرضه علينا، وتحت القيادة السياسية للمخلصين من حملته نحقق بعون الله أهداف ثورتنا ونرد كيد أعدائنا الى نحورهم.
فهو مشروع الأمة لا حياة لها إلا به، ولا خلاص إلا بتبنيه والعمل من أجل ايجاده في واقع الحياة مطبقا في ظل دولة يعمل الجميع من أجله كل حسب إمكاناته ومقدرته
وهو خطوة الإنقاذ العاجل فإما أن ينتصر مشروع الإسلام العظيم الذي يمكننا من تربع مواطن العز، وطي صفحة الذل، أو أن ينتصر مشروع أمريكا الصليبية الحاقدة، ومن في ركبها الذي سيعيد الشرعية لنظام الإجرام ومؤسساتها المتوحشة؛ لأن الصراع على أرض الشام - كما نكرر دائما وكما هو جلي - هو بين مشروعين لا ثالث لهما:
مشروع الإسلام العظيم الذي يحمله المخلصون الواعون من أبناء هذه الأمة، ثوابته مستمدة من ثوابت بيعة العقبة الثانية التي كان بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين الأنصار رضوان الله عليهم، والتي أسست لقيام دولة الإسلام الأولى في المدينة المنورة. وبين مشروع الغرب الرأسمالي الحاقد وعلمانيته العفنة الذي يسمى لفرضها علينا عبر ثوابت مؤتمرات جنيف 2 وغيرها التي يروج له زورا وبهتانا على أنها الوصفة السحرية التي ستنقذنا مما نحن فيه، وأنه لا بديل عنها إلا مزيدا من القتل والتدمير والتهجير.
فهل نتمسك بثوابت العقبة الثانية التي وضعها رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، وننصر مشروع "الخلافة الثانية على منهاج النبوة"، أم نتمسك بثوابت يحاول فرضها علينا أوباما وترامب وبوتين وغيرهم من الحاقدين وزعماء دول الإجرام الصليبي، ونكون عبيدا وخدما لهم ولمشروعهم العلماني وحلهم السياسي القاتل؟!
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير - ولاية سوريا
حسن نور الدين
- التفاصيل
بعدما خرجت حشود الثائرين على أرض الشام ضد الظلم والقمع والطغيان فصدحت حناجرهم (هي لله هي لله)، تكالبت عليها دول الكفر، وعملاؤها لتغيير مسارها وحرفها عن أهدافها، وبالتالي القضاء عليها.
وقد كان للمال السياسي المسموم دورا كبيرا بشراء ذمم كثير من قادة الفصائل، وربطهم بمخابرات الدول المتآمرة على ثورة الشام، فتخلوا عن أهلهم وتنكروا لهم، وخانوا دماء شهدائهم، وتحولوا إلى أدوات لتنفيذ أجندة الداعمين، وتنفيذ مخططاتهم، وحراسة جبهات نظام الإجرام في دمشق، واستنزاف المخلصين من أبنائنا في معارك جانبية لصرفهم عن أي معركة مؤثرة على نظام السفاح تقربنا من إسقاطه.
وقد ظهر التزام هؤلاء القادة بالخطوط الحمراء التي وضعتها غرف الدعم للحفاظ على نظام السفاح بشار، وقد بلغ من هوانهم وخيانة بعضهم أن قاموا مؤخرا بتسليم جثة الطيار الروسي الذي كان يقصف المشافي والمدنيين حتى دون مقابل؛ إذعانا منهم لأوامر أسيادهم، وانحيازهم لأعداء ثورتنا ضد أطفالنا وشهدائنا. فهل بعد هذا الهوان والخنوع نرضى أن يكون هؤلاء وأمثالهم قادة لنا، وهم لم يُؤتَمنوا على جثة قاتلٍ نتنة؟!.
وإمعانا في محاولة القضاء على ثورة الشام تم تصنيع قيادة سياسية مدجّنة علمانية خانعة، لتمثل الثائرين على أرض الشام سياسيا في منزلق المفاوضات والمؤتمرات، وسوق المتاجرة بالدماء والتضحيات، فيما سموه زورا خوض المعركة السياسية مع النظام. وكأن مصير مفاوضاتهم ستكون أفضل ممن سبقهم من المفاوضين الفلسطينيين الذي ضيعوا البلاد وخانوا العباد.
وثالثة الأثافي نفرٌ ممن ادعوا العلم الشرعي، ولكنهم جعلوا المصلحة "إلهاً" لهم من دون الله يحرمون ويحللون بحسبها ولو تعارض ذلك مع ما شرعه الله عز وجل. وقد تم تلميع هؤلاء النفر ليكونوا مرقِّعين لكل قائد منحرف، ومروجين لكل خطة ومكيدة تخدم أعداء ثورة الشام، وأبواق فتنة لا تترك مناسبة إلا وتدعوا للتحريش والاقتتال.
أمام هذا الكيد العظيم وصلنا إلى ما نحن فيه من انحراف عن الأهداف وتنكر للثوابت، وتفشٍ لليأس بين عامة الناس، لانعدام ثقتهم بمن كانوا يعدونهم أملا ومخلّصا لهم من الفصائل المقاتلة، بعد الذي بيناه سابقا. وقد ترافق ذلك مع تقدم نظام الإجرام وميليشيات الحقد الطائفي بمساندة طيران الإجرام الروسي، وبتواطؤ من بعض قادة الفصائل، تطبيقا لأوامر الدول المتحكمة، ومقررات مؤتمرات الخيانة في جنيف وأستانة وغيرها.
أمام هذا الواقع الأليم الذي وصلت إليه ثورتنا المباركة، لم يعد مقبولا موقف المعتزلين واليائسين والساكتين على المنكرات، التي ترتكبها فئةٌ تسلطت على ثورتنا، وحاولت سلبها لمصالحها الخاصة أو لفصائليتها الضيقة، التي لا تخدم إلا من يتآمر علينا.
فبسبب سكوتنا وصمتنا على العابثين والمتاجرين بتضحياتنا ودماء شهدائنا ستذهب كل تضحياتنا ودماء شهدائنا سدى، ولن نجني بسبب ذلك إلا ذلا وخسرانا وتمكينا للدول الكافرة من تنفيذ مخططاتها، وفرض حلولها القاتلة التي ستعيدنا إلى حظيرة المجرمين من جديد ليحكمونا بأنظمة الكفر والعلمانية النتنة، وليسومونا فوق ذلك ظلما وقهرا واستعبادا.
لذلك لا بد أن يقوم الجميع دون استثناء بواجبهم، من الأخذ على يد الظالمين، والعمل على تقويم انحراف المنحرفين، والتغيير عليهم واستبدالهم، وعدم السكوت عن منكراتهم وانحرافاتهم ومتاجراتهم، بل لا بد من رفع الصوت في وجوههم واتخاذ المواقف العملية ضدهم. وذلك يكون باتخاذ قيادة سياسية واعية، صاحبة مشروع يوحد كلمتنا ويجمع شتاتنا ويقطع يد العابثين بمصيرنا ومصير ثورتنا، منه نستمد قوتنا، وبه نحقق عزنا، وبتطبيقه ننال فوزنا في الدنيا والآخرة. هذا المشروع هو "مشروع الخلافة الراشدة على منهاج النبوة" الذي أوجب الله علينا إقامتها، وبشرنا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم: (.. ثم تكون خلافة على منهاج النبوة).
ولا بد من اتخاذ قيادة عسكرية تنصر هذا المشروع وحملته، وتجمع المخلصين من أبناء ثورتنا لإسقاط نظام الإجرام في دمشق وإقامة مشروع الإسلام العظيم مكانه؛ ليس لديها خطوط حمراء تلتزم بها إلا ما حرمه الله عليها، تقوم بتوجيه الجهود لمعارك حاسمة تضرب نظام السفاح في مقتله متوكلة على الله حق توكله.
وعندما تجتمع العناصر الثلاث: قيادة سياسية واعية، وأنصار لها من أهل القوة من الفصائل وغيرها، يدعمهم جميعا حاضنة شعبية لا تسكت على انحراف، ولا ترضى عن دينها وشرعها بديلا، يحملون جميعا مشروعهم الذي ينبثق من عقيدتهم، ويتصدون به لمشروع الغرب الكافر؛ عندما يتحقق ذلك، نكون قد اهتدينا إلى طريق خلاصنا وإلى منبع قوتنا الذي نصارع به مشروع الغرب الكافر والمتآمرين معه من الأدوات والعملاء، فيرتد كيدههم إلى نحورهم، وتصبح أمولهم التي أنفقوها للقضاء على ثورتنا حسرة عليهم ، وعندها نعيد لثورتنا المباركة سيرتها الأولى (هي لله هي لله).
(ويَومَئذٍ يفرحُ المُؤمِنونَ * بِنَصْرِ اللهِ يَنصُرُ مَنْ يشَاءُ وهو العَزِيزُ الرَّحِيمُ)
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير – ولاية سوريا
علي أبو عبيدة
- التفاصيل
عن هذه الحقيقة صرت تسمع في الشام من الكبار والصغار بل ومن أفواه الأطفال؛ فلو نزلت إلى شارع في قرية من قرى الشام لن تسمع في هذه الأيام إلا حديثا واحدا؛ حديثا عن إدلب و حلب، وعن تسليم الأراضي وخداع أردوغان وغدره بثورة الشام، وستسمع الشتائم والمسبات وسيلا من اللعنات على نظام أردوغان العميل المجرم ركن الخيانات.
نعم لم يعد أهل الشام في قضية تسليم الأراضي هذه يحتاجون لتحليل سياسي يربط لهم الأحداث على قواعد التحليل السياسي ويكشف لهم الأمور ويجلي لهم الواقع ويثبت لهم خيانة أردوغان. لقد انكشف الغطاء أمامهم عن مستور أردوغان وبانت حقيقته كالشمس في رابعة النهار...
يتقدم النظام المجرم بوقت قياسي وسرعة رهيبة في قرى ريفي إدلب وحلب ليدخل عشرات القرى ويسترجعها دون عناء وهو الذي قد بلغ من الضعف حد الانهيار أمام ضربات الصادقين المخلصين.
يبيت أهلنا ليلتهم في أمن وأمان، كمائن الفصائل تحرسهم على جبهات النظام البعيدة، ليستيقظوا على النظام المجرم وهو يخلع عليهم الأبواب. ما الذي جرى؟! وكيف حصل ذلك؟!
عند أهل تلك القرى الخبر اليقين، ولو شئت حدثوك عن قصة أردوغان في قراهم وقصة تسليمه الأراضي للنظام، ولسوف تسمع منهم حديثا ألفاظه ممزوجة بالدمع والغصات يعلوه الغضب واللعنات على أردوغان ومن شاركه في جرائمه.
لا تظن الأمر يقتصر حاله على قرى الشمال بل لو سرت في شوارع القرى الأخرى لسمعت الحكايات نفسها، ولو عرجت على الجنوب في درعا البلد لأخبرك أهلها عن لوحة تختصر لك المشهد كتبوا عليها "ما قدمه أردوغان، عجزت عن تقديمه روسيا و إيران، باع البلاد بلا أثمان!!"
ولو أردت المزيد ستسمع منهم عن تنفيذ بنود مؤتمر أستانة 8 وعن مراحل التسليم المتتابعة لشرق السكة وعن منطقة منزوعة السلاح ما بين السكة والأوتستراد وعن مصير أسود ينتظر باقي إدلب على يد أردوغان. وأن بداية المؤامرة ليس اليوم الذي صرح فيه بوتين عند زيارته الأخيرة لليابان عن اتفاقه مع أردوغان على تسليم حلب.. بل خيط البداية من أول يوم حرص فيه أردوغان على تجميع المجاهدين في إدلب..
أما عن عفرين فسوف يخبرك الناس أن "غصن الزيتون" في عفرين هو "درع الفرات" في جرابلس؛ أسلوب أردوغان ليسحب الفصائل من المنطقة التي يريد تسليمها للنظام فيصور للفصائل أن فصائل الأكراد أشد خطرا علينا من النظام وأن قتالهم أولى من قتاله فيسير قادة الفصائل وراءه، يمنعهم من مخالفته مالُه السياسي القذر الذي رهن قرارهم له.
هل كان واقعا محتما على أهل الشام أن يدفعوا هذا الثمن الكبير في إدلب وحلب حتى يكتشفوا حقيقة أردوغان أم أنهم كانوا أغنياء عن ذلك؟
الحق أن كل قوم إن لم يكن بينهم رائد رشيد لا يكذب أهله فهم عرضة للتجارب ودفع الأثمان الباهظة... أما عندما يكون فيهم ذلك الرائد فإنهم إن سمعوا له عرفوا وإن عملوا بما علموا منه نجوا جميعا.
وفي الشام سمع أهلنا آراء رشيدة منذ بداية الثورة عن خطر الدعم وخطر الارتباط مع الدول الداعمة وعن خطر نظام أردوغان كما سمعوا عن خطورة المؤتمرات من جنيف 1 حتى أستانة 8 وغيرها، وعن كيفية إفشالها ولعل مؤتمر أستانة 8 وهو الذي تضمن بنود تسليم الأراضي للنظام كان أخطرها. وليلفت نظر أهلنا في الشام إلى خطره، والعمل لإفشاله أخرج حزب التحرير/ ولاية سوريا مظاهرات عديدة في أغلب المناطق وقاد وقفات وقرع كل طبول الخطر وعمل على توعية الرأي العام عليه. ثم إنه وجه كتابا مفتوحا لقادة الفصائل في ذلك يحذرهم من الخطر الداهم الذي يبيت لإدلب ويحاك لها على أيدي أردوغان وسار مع الوجهاء لقادة الفصائل لتحميلهم المسؤولية حتى يستدركوا أمرهم ولا يقعوا في شراك أردوغان.
إلا أن الحقيقة التي أصبحت راسخة في أذهان أهلنا في الشام أن الاستعمار لم يخرج من بلادنا بل لا يزال نفوذه قائما، أما وسائل تأثيره فقد باتت مفهومة معروفة؛ إنها المال السياسي القذر والدعم القادم عبر عملائه حكام المسلمين. وأثر هذا الدعم أنه يشتري ولاء القادة والسياسيين، فيتآمروا على شعوبهم وأهلهم لقاء حفنة من الدولارات والوعود الكاذبة، فإن خاضوا مستنقع الولاء له لم يعودوا لينفكوا عنه بسهولة.. هذا سر الدعم والارتباط...
ولهذا، يا أهلنا في الشام إن أردتم النجاة لسفينتكم، فعليكم التحرر من نفوذ الاستعمار وقطع الصلات والاتصالات والارتباطات معه ومع الأنظمة العميلة له وفي مقدمتهم نظام أردوغان. فلا يمكنكم أن تصلوا لهدفكم وهو إسقاط النظام بكافة رموزه وأركانه، وإقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة؛ إلا إن قطعتم العلاقات مع الدول الاستعمارية ومع كل الأنظمة التابعة لها وأغلقتم الأبواب في وجه دعمهم ومالهم السياسي القذر الذي مال بقادة الفصائل عن جادة الصواب.
وكلمة أخيرة لقادة الفصائل؛ إما أن تخرجوا أنفسكم من فسطاط المنافقين وتلتحقوا بفسطاط أهلكم فسطاط الإيمان، وإلا فارتقبوا أن يلفظكم أهلكم تماما ويستبدلوا بكم غيركم من أبنائهم المخلصين.
كتبه لجريدة الراية: المهندس كامل الحوراني، بتاريخ الأربعاء 7 شباط/فبراير 2018م
المصدر: http://bit.ly/2FSu1Lt
- التفاصيل
بأبي أنت وأمي يا رسول الله، نصحت لله حياً وميتاً، رغبت بما عند الله وحذرت من مخالفة أمره، بلغت الرسالة وأديت الأمانة، نصحت للأمة وكشفت الغمة، وتركتنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك، حذرتتا من اتباع سَنن الكافرين فنهلك في الدنيا والآخرة.
نشهد شهادة أمام الله أن أصحابك وتلاميذك حافظوا على العهد من بعدك فحملوا الرسالة وساروا على هداك وترسموا خطاك، ففتحوا العالم ونشروا الخير و العدل والأمان، وها نحن في الشام أصبحنا جزءاً من أمتك وإننا والله نعتز بذلك، ألم تقل إن الشام عقر دار الإسلام؟
نعم لقد باتت الشام بلادا إسلامية وقد تحققت بشاراتك على أيدي الخلفاء وجيوش المسلمين، فقد فتحوا بلاد كسرى وهرقل وفتحت القسطنطينية و الأندلس، وسار الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخشى إلا الله أو الذئب على غنمه، وفاض المال في بلاد المسلمين حتى لم يجدوا من يأخذه، وعم الخير والعدل والأمان فدخل الناس في دين الله أفواجاً.
كل ذلك لم يكن ليحصل لولا وجود الدولة الإسلامية التي أسستها بيديك الشريفتين في المدينة، وبقيت تعمل لها ثلاثة عشر عاماً وعانيتَ ما عانيت من الأذى و التعذيب في سبيل إقامتها، فلا زلنا نقرأ ونقرئ نساءنا وأطفالنا كيف ردك أهل الطائف وأدموا قدميك الشريفتين كل ذلك في سبيل الله، ولأجلنا نحن.
ولا زلنا نقرأ الحوار الذي جرى بينك وبين القبائل التي طُفت عليها لطلب النصرة، حتى هيأ الله لك الأنصار الذين نحب سيرتهم ونسمي أبناءنا على أسمائهم علهم يكونوا ممن ينصرون دعوتك من جديد ويعيدون للإسلام عزه ومجده.
لقد سار صحابتك الذين أثنيت عليهم، ساروا على نهجك فلم يغيروا ولم يبدلوا، وبقي الخير في أمتك فلم يخلُ عهد إلا وبايعوا فيه إماماً يقودهم بكتاب الله وسنتك كما أوصيتنا، وقلت لنا إننا سنرى اختلافاً كثيراً من بعدك وأمرتنا أن نتمسك بسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدك ونعض عليها بالنواجذ، وهكذا فعلنا في بداية الأمر.
وقد أدرك الكفار أن أمة محمد ﷺ أمة لا تُهزم ما دامت تسير على المحجة البيضاء وما دامت تتمسك بالنور الذي جئتنا به صلى الله عليك وسلم، وما دام لها دولة وسلطان يحمي بيضة الإسلام ولها إمام يذود عن حياض المسلمين وتقاتل الناس من ورائه وتتقي به.
فما كان من الكفار إلا أن غزوا بلاد المسلمين بجيوشهم الجرارة يريدون هدم هذه الدولة ويريدون جعلنا تحت حكمهم بالقوة، لكنهم لم يفلحوا وكانت هذه البلاد التي فتحها الصحابة الكرام مقبرة للغزاة المعتدين، فقد سطرت أمة الإسلام أروع الملاحم وظلت تتمسك بعقيدتها وتحافظ على الدولة التي أقمتها لنا يا رسول الله وتدافع عنها وهي تصرخ الله أكبر.
الله أكبر في التشريع وفي الحكم وفي السياسة، أكبر من كل شيء وفي كل شيء. نعم فكلمة الله تعلو ولا يعلى عليها.. الله أكبر منهاج حياة متكامل.
لكن الكفار عرفوا أن سر قوتنا هو أننا نسير على خطاك ونهتدي بهديك في كل صغيرة وكبيرة، كيف لا وأنت من أمرتنا بالتمسك بحبل الله وحذرتنا وأنذرتنا من التخلي عن إسلامنا وعقيدتتا واتباع سنن من قبلنا؟ فما كان من الكفار إلا أن غزوا هذه المفاهيم الإسلامية بعد أن غزونا فكرياً وزعزعوا أفكار الإسلام وأحكامه في نفوسنا وأبعدونا عن نهجك وطريقتك وشوهوها في أذهاننا.
عندها أظلمت الدنيا في وجهنا يا رسول الله لأننا لم نستمع لنُصحك وفي غفلة منا زغنا عن المحجة البيضاء التي كانت ترشدنا، وابتعدنا عن النور الذي جئتنا به فلم نعد نبصر طريقنا، حتى كان ذلك اليوم العصيب الذي دخلنا فيه جحر الضب فاقتادونا إليه لأننا لم نعد نرى بنور الإسلام!! ومنذ ذلك الوقت ونحن نخرج من جحر لندخل في جحر آخر أشد ظلاما من الذي سبقه، نتبع سنن الكافرين حذو القذة بالقذة!!
فبعد أن أسقطوا دولتنا صرنا كالأيتام على موائد اللئام، بعد أن سجنوا الربان وتركوا السفينة في عرض البحر تتقاذفها الرياح والأمواج. وقالوا لنا إن دولتكم لن تعود أبداً فما عليكم سوى أن تكونوا تحت حكمنا، فلم نقبل في بداية الأمر، لكننا سرعان ما قبلنا وسكتنا ورضينا!! أولسنا في جحر الضب؟!
ويا ليتنا لم نرض! يا ليتنا استمعنا لنصحك حيث أمرتنا أن نموت في طاعة الله خير من أن نعيش في معصيته.
وبعد أن رضينا وتابعنا لم يكتفوا بإسقاط خلافتنا بل زادوا على ذلك، فما كان منهم إلا أن قسموا بلادنا ونهبوا خيراتنا وجعلوا لنا كيانات هزيلة وقالوا لنا هذه أوطانكم، وصرنا ندافع عنها لا لشيء سوى أنهم قالوا لنا هذه أوطانكم!!
ونصبوا علينا حكاما يساعدونهم في قتلنا فصفقنا لهم في البداية لا لشيء سوى أنهم قالوا لنا هؤلاء ولاة أموركم وأنتم مقبلون على الاستقلال ففرحنا بذلك واحتفلنا!!
ووضعوا لنا دساتير وأعلاماً ما أنزل الله بها من سلطان وقالوا لنا هذه أعلامكم ودساتيركم فصرنا نرفع الأعلام ونعتز بها، لا لشيء سوى أنهم قالوا لنا هذه أعلامكم!!ونساعد في تغيير بعض القوانين في الدساتير!!
ولم يكتفوا بذلك فقد استمروا بحربنا وغيبوا الإسلام عن الحياة وقالوا إن السياسة ليست من الدين في شيء، فصرنا نردد دون وعي أن السياسة تياسة... ولا سياسة في الدين... لا لشيء إلا لأنهم قالوا هكذا!!
لكننا وبعد الظلم والقهر والعذاب الذي عم العالم أجمع، أدركنا الواقع المرير وأدركنا الخطأ الذي ارتكبناه في سكوتنا فقررنا أن نرجع عنه فالرجوع عن الخطأ فضيلة، فها نحن نعود يا رسول الله. وكان عزاؤنا أنك بشّرت بخلافة على منهاج النبوة وبشرت بفتح روما فقررنا العمل من جديد لنطوي ما مضى من صفحات سوداء في تاريخ الأمة ونبدأ عهداً راشداً يشفي صدور قوم مؤمنين.
لكنهم أمروا حكامنا بقتلنا بالسلاح الذي جمعناه لأجل تحرير بلادنا المحتلة، وشردونا من بلادنا بفضل سياساتهم الملعونة، وها نحن نموت على الحدود التي رسموها لنا، وها هي جيوش المسلمين تقتلنا وهي تقاتل تحت راية الصليب، فكيف نصدق أنهم فصلوا الدين عن السياسة، لا شك أنهم يجيرون الدين حسب أهوائهم ومصالحهم.
وها نحن نعاهدك يا رسول الله أننا لن نخدع بعد اليوم أبداً وسنبقى نعمل للإسلام ولدولة الإسلام حتى يظهرها الله أو نهلك دونها، متمسكين بكتاب الله وسنتك، فقد صدعت بها حناجرنا قائدنا للأبد سيدنا محمد... لا تراجع لا استسلام حتى يحكم الإسلام.
كتبه لجريدة الراية: الأستاذ عبداللطيف الحريري، بتاريخ الأربعاء 7 شباط/فبراير 2018م
المصدر: http://bit.ly/2BK5MBh
- التفاصيل
كانت الخارجية الروسية أعلنت عن عزمها عقد مؤتمر سوتشي في 18 تشرين الثاني 2017، ونظرا لقرار فصائل المعارضة عدم المشاركة فيه، وكذلك رفض دي ميستورا المشاركة فيه، اضطرت موسكو إلى الإعلان عن تأجيل موعده، مع أن الخارجية الروسية كانت أصدرت دعوات إلى 33 طرفاً لحضور المؤتمر، ولكن أمريكا أرسلت رسالة واضحة وهي أن موسكو لا تستطيع أن تتحرك لوحدها في صياغة حل يفرض في سوريا، وعلى هامش مؤتمر قمة دول أيبك الذي عقد في فيتنام 11/11/2017، أعلن لافروف أن مؤتمر سوتشي أجّل إلى موعد آخر لم يحدده، بعد أن فهم من أمريكا أن المؤتمر سابق لأوانه. ثم أعلن لافروف و تيلرسون في بيان مشترك تأكيدهما على أن جنيف هي المرجعية لصياغة الحل السياسي في سوريا بحسب قرارات مجلس الأمن، أي أن روسيا لا تستطيع التفرد في صياغة الحل.
إلا أن بوتين، الذي يتطلع إلى تجديد ولايته الرئاسية في الانتخابات القادمة في 18 آذار 2018، أراد أن يقدم لناخبيه نصرا سياسيا يتمثل بحل سياسي ما في سوريا يبرر تكاليف الحملة الباهظة التي قادها في سوريا، فأصر في لقائه مع الرئيسين التركي والإيراني في 22/11/2017 على الاتفاق على آلية للسير في صياغة الحل السياسي في سوريا، فقد أعلن النائب الأول لرئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الاتحاد الروسي، فلاديمير جباروف، أن القمة "ستتناول، بالخصوص، تصرفات الولايات المتحدة في سوريا، من أجل طرح موقف موحد إزاء هذه المسألة". وهكذا بدأت موسكو بالتحضير لإنجاح مؤتمر سوتشي بالتنسيق مع إيران وتركيا، فقد أعلن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، 23/12/2017، أن مؤتمر "الحوار الوطني" المقرر عقده أواخر كانون الثاني 2018 في منتجع سوتشي سيشهد تشكيل لجنة دستورية، مشيرا إلى أن القوائم يتم تشكيلها بالتشاور مع تركيا وإيران.
وفي 27/12/2017 صرح ألكسندر لافرينتيف المبعوث الروسي الخاص للتسوية السورية أن الحل في سوريا لا يتطلّب المماطلة أبدا وشدد على ضرورة الإسراع في عقد مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي. فهذه المواقف تشير إلى استعجال بوتين لقطف ثمرة التدخل في سوريا.
الموقف الروسي هذا دفع ترامب إلى رسم خطوط واضحة تفيد بأن واشنطن هي من تمسك بمفاصل القرار في سوريا، فقام وزير خارجية أمريكا ريكس تيلرسون بإلقاء خطاب مفصل في جامعة ستانفورد في 11/1/2018، حدد فيه معالم وأهداف السياسة الأمريكية في سوريا. تزامن خطابه مع القرار من البنتاغون بإنشاء قوة عسكرية في المناطق الكردية قوامها 30 ألفا بزعم حماية الحدود ومحاربة تنظيم الدولة الإسلامية.
وعلى هامش المؤتمر في العاصمة الفرنسية باريس 23/1/2018، الذي بحث في ملاحقة المسؤولين عن استخدام السلاح الكيماوي في سوريا ومحاسبتهم، قامت أمريكا و بريطانيا وفرنسا و السعودية و الأردن بإقرار "اللاورقة" التي صاغتها واشنطن قبل ذلك بأسبوعين، هذه اللاورقة قدمت إلى دي ميستورا على هامش جولة المفاوضات التاسعة والتي عقدت في فيينا في 25/1/2018. (تفصيل الوثيقة في موقع قناة الميادين)
هذه "اللاورقة" حددت مفاصل المرحلة الانتقالية في سوريا، وآليات التعديلات الدستورية والعملية الانتخابية، وصلاحيات الرئيس وصلاحيات الحكومة الجديدة، وضرورة المحافظة على الأجهزة الأمنية، وكل ذلك تحت إشراف مباشر من الأمم المتحدة، ما يعني عمليا وضع سوريا تحت انتداب الأمم المتحدة، ولولا العيب والعار لوضعت مباشرة تحت الانتداب الأمريكي. هذا الموقف الأمريكي حدد "سقف" إنجازات سوتشي. وهكذا فأمريكا لم ترد أن تمرغ أنف بوتين في الطين، فسمحت بعقد مؤتمر سوتشي ليكون مجرد "همروجة" "حملة دعائية" تخدم الحملة الانتخابية لبوتين، وقبلت أن تبارك المؤتمر بالسماح لدي ميستورا بحضوره. مع أن دي ميستورا لم يشارك في الجلسة الافتتاحية، إلا أنه كان اشترط، حسبما نقل مراسل صحيفة "الشرق الأوسط" في مؤتمر سوتشي، بحصر مهمة تشكيل "اللجنة الدستورية وتحديد مرجعيتها وآلية عملها وأعضائها بدي ميستورا، وعملية جنيف برعاية الأمم المتحدة".
وهكذا خلص المؤتمر إلى إصدار بيان عام من أهم ما جاء فيه: "اتفقنا على تأليف لجنة دستورية تتشكل من وفد الحكومة في الجمهورية العربية السورية ووفد معارض واسع التمثيل، وذلك بغرض صياغة إصلاح دستوري يسهم في التسوية السياسية التي ترعاها الأمم المتحدة وفقا لقرار مجلس الأمن رقم 2254". ولم يتطرق البيان إلى القضايا الأساسية مثل دور الأمم المتحدة والسلطة ومحاسبة المسؤولين عن انتهاكات حقوق الإنسان واستعمال السلاح الكيميائي ووجود القوات الأجنبية على الأراضي السورية. ولا يعرف أحد كيف ومتى تمكن المشاركون الـ1300 أو يزيد من مناقشة البيان، الذي سبق أن أعلن بوغدانوف تحضيره منذ كانون الأول 2017، فهم لم يفعلوا أكثر من التوقيع عليه!
أما المسرحية الهزلية التي قام بها وفد المعارضة من الاحتجاج الصاخب في مؤتمر سوتسي اعتراضا على رفع علم النظام السوري، واعتبار ذلك قضية مصيرية تبرر خيانتهم في اللهاث وراء "جنيف" بدلا من "سوتشي"، فقد فضح بيان الخارجية التركية كذبهم ونفاقهم، وكشف البيان أن أنقرة تسلمت تفويضاً من الوفد المنسحب لتمثيله خلال أعمال المؤتمر، الأمر الذي انتهى بتسمية 50 شخصاً من الوفد ليكونوا أعضاء في اللجنة الدستورية التي أعلن البيان الختامي لمؤتمر "الحوار الوطني السوري" التوافق على تشكيلها (والتي تضم 150 شخصا، أي أن حصة معارضة أنقرة، والتي تشمل منصات موسكو و القاهرة
و الرياض، تشكل الثلث).
من المعروف في تاريخ البشر أن النزاعات عادة تنتهي بحل سياسي يعكس معادلة المنتصر والمنهزم فيها. وأخطر ما في قرار مؤتمر سوتشي بإنشاء لجنة دستورية يكمن في كونه يمهد لسكة الحل "السياسي" (المغطى بالدماء والأشلاء وبالسلاح الكيماوي، ومن ذلك عشرات الغارات الجوية التي شنها طيران الدولة الضامنة للسلام - روسيا على سراقب في عشية مؤتمر سوتشي) في جنيف.
أما السؤال الأساس فيبقى: متى تسترد الأمة قرارها من دهاليز قوى الاستعمار الكافرة التي تتربص بنا شرا وتمكر ضد أمتنا ليل نهار يعاونها في ذلك حكام المسلمين (من الملالي في طهران أصحاب "يوم القدس" إلى من يزعم سيره على سيرة أرطغرل في أنقرة) وقادة الفصائل الذين يباعون ويشترون بالدولار، وقادة الفصائل الذين يزعمون رفعهم لراية الإسلام بينما هم ينفذون قرارات أستانة عبر الوسيط التركي تارة أو مباشرة تارة أخرى؟
كتبه لجريدة الراية: د. عثمان بخاش، مدير المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير، بتاريخ الأربعاء 7 شباط/فبراير 2018م
المصدر: http://bit.ly/2nNtseH