press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

art021217

في ظل الحل السياسي الذي يطبخه المجتمع الدولي وعلى رأسهم أمريكا والذي هو السم الزعاف لأهل الشام وتضحياتهم التي قدموها، وبعد أن تبين لنا جميعا تآمر الدول كلها على ثورتنا اليتيمة وتغليب مصالحها على حساب الدماء الزكية التي روت أرض الشام الطاهرة. وفي ظل الاستياء العام الذي يعيشه أهل الشام من الحال التي وصلت إليها ثورتهم، ولما يرونه من مؤتمرات لا تحمل إلا الكيد والحقد لهم ولثورتهم، كان لابد من وقفة نسلط الضوء فيها على الحل من كافة جوانبه، حتى يكون عملا ممنهجا وليس عاطفيا أو جزئيا أو غير واضح، فيستغله من يتربص بثورتنا شرا، ويريد أن يحرفها عن مسارها ليقضي عليها.

وأهم الخطوات العملية التي يجب علينا اتخاذها لضمان خروجنا من التيه الذي يعاني منه الكثيرون، ولنتمكن من تحقيق أهدافنا ما يلي:

● رفض الحل السياسي الذي تدفعنا إليه الدول المتآمرة علينا، وعلى أهل الشام الثائرين والتأكيد على استمرارية الثورة وقلب الطاولة على المتآمرين والمتربصين بنا وبثورتنا شرا.

● دعم المجاهدين المخلصين من أبناء ثورتنا واحتضانهم، وذلك يكون بداية بوضع خط عريض لمسار الثورة وكيفية الوصول بها إلى تحقيق أهدافها، وذلك من خلال التمسك بثوابت نلتزم بها جميعا، وتكون هذه الثوابت بوابة لتوحيد الأفكار بداية، ثم الجهود والأعمال لاحقا بما يخدم هدف الثورة.

وهذه الثوابت هي:

1_ إسقاط النظام بكافة أركانه ورموزه وليس الاكتفاء بتغيير بعض الشخصيات والاحتفاظ بأدوات القمع والإرهاب والقتل من جيش ومخابرات.

2_ قطع كل العلاقات مع الدول المتآمرة علينا كافة، وعدم الركون إليها، لتكون كل أعمالنا وحلولنا نابعة من إرادتنا وتقديراتنا، ومستقلة تمام الاستقلال عن أي تأثير خارجي لا يخدم ثورة الشام.

3_ التوحد على مشروع واضح مستنبط من كتاب الله وسنة رسوله، يرضي الله أولا، ويحقق التلاحم والأخوة بين جميع شرائح المجتمع، ليكونوا قوة مؤثرة فاعلة، وسدا منيعا أمام كيد الأعداء، يصعب اختراقه لتوهين صفوفنا من الداخل، والايقاع فيما بيننا لتنحرف بنادقنا إلى صدور بعضنا، وليحصل الشرخ الكبير بين المقاتلين وحاضنتهم الشعبية، كما هو حاصل اليوم.

وهذه الثوابت تنبثق من المشروع السياسي الذي يجب أن تتبناه الثورة، وتسعى من أجل تجسيده في واقع الحياة، وتصارع به مشروع الغرب العلماني الكافر، الذي تريد أمريكا وأشياعها وأدواتها فرضه على أهل الشام حتى تضمن عدم انجاز المشروع الإسلامي، وإعادتنا الى حظيرة العبودية لنظامها العلماني الكافر من جديد.

إن إمكانيات نجاح الثورة كلها متحققة وبين أيدينا، لكن ذلك يحتاج إلى رجال صدق، كسعد بن معاذ وسعد بن عبادة وغيرهم من الأنصار، يقطعون حبائل القوم، ويتمسكون بحبل الله وحده غايتهم رضا الله عز وجل، ونيل جنته؛ ينصرون الله بنصرهم المشروع الذي يرضي ربهم، وينبثق من عقيدتهم، يسيرون لتحقيقه خلف قيادة سياسية واعية تتبنى هذا المشروع.

إن الجميع يدرك أن المسألة لا تتعلق بالإمكانات المادية فقط، وما يتوفر منها كفيل بخوض معارك حاسمة لإسقاط نظام الإجرام المتهاوي، رغم كل الدعم الذي توفره له دول الحقد العالمي على الإسلام.

ولكن من يمنع نظام الإجرام من الانهيار والسقوط ليس ذلك الدعم ولا تلك المساعدات، بل ما يحافظ عليه هو التزامنا بالخطوط الحمراء التي وضعها الداعمون لمنع سقوط النظام، وعدم امتلاكنا لإرادة فتح المعارك الحاسمة، بل وفي كثير من الأحيان إفشال كل عمل جاد ضد النظام.

ولكننا لو نظرنا في واقع الناس لوجدنا استعدادا وجاهزية للتضحية وتقديم المزيد من أبنائهم ودمائهم، إذا أدركوا أن تلك التضحيات والدماء هي في المكان الصحيح، وفي مرضاة الله عز وجل، و لمسوا أنهم يسيرون خلف المخلصين من أبنائهم الذي يعملون معهم من أجل مشروع واحد له هدف محدد.

إن إخوانكم في حزب التحرير الذين كانوا لكم الرائد الذي لا يكذب أهله، يكشفون لكم مؤامرات الأعداء ويحذرونكم الوقوع في فخاخهم، ويقدمون مشروعا إسلاميا واضحا متكاملا، (مشروع الخلافة على منهاج النبوة)، الذي بشر به رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام. يدعونكم لما فيه عزكم وخلاصكم وفوزكم، فقوموا بما أوجبه الله عليكم من حمل الدعوة معهم، ومن نصرة مشروعكم، لنقيم شرع الله في الأرض، ويكون الدين كله لله، ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله، ويرتد كيد الكافرين والمثبطين والمتآمرين إلى نحورهم.

 

كتبه للمكتب الإعلامي لحزب التحرير – ولاية سوريا
شادي العبود

alraiah301117

انعقد ما بين 22 و24 من شهر تشرين الثاني 2017 مؤتمر الرياض2 لإعادة صياغة المعارضة السورية الصياغة النهائية وتشكيل وفد مفاوض منها يذهب إلى جنيف 8 في 28 من الشهر نفسه.

لقد كان التنافس واضحا بين القوى الدولية لفرض شخصيات المعارضة المصنوعة في دهاليز السفارات وأقبية المخابرات لتكون ممثلة للثورة رغما عن أهل الشام، هذه الشخصيات التي تشكل المنصات التي تنسب إلى الدول التي صنعت فيها كمنصة الرياض ومنصة القاهرة ومنصة موسكو وأشخاص يزعم أنهم مستقلون، ومن خلال الدعوات الموجهة لهذه الشخصيات كان هناك تقليص لحجم الشخصيات التابعة لتركيا و قطر وإن كان 90% من هذه الشخصيات المجتمعة بالرياض رَسَنُها بيد أمريكا مباشرة أو بواسطة وكلائها وعملائها من الدول المتدخلة في ثورة الشام، بل وحتى كيان يهود له حصة من هذه المعارضة كبسمة قضماني ومن لف لفها، ومن هنا فلا علاقة لهذه المعارضة بالشعب السوري أو بثورته.

إن أمريكا - التي استخلصت هذه المعارضة لتكون ديكورا يخفي بشاعة النظام المجرم عميل أمريكا - تريد الحفاظ على نفوذها في سوريا بإعادة صياغة نظام يحافظ على الدولة العميقة لدولة الأسد تفرض من خلالها حلا سياسيا تزعم أن الثورة آتت أكلها.

لقد كانت المؤتمرات عبارة عن فخاخ سياسية تطبخ فيها المؤامرات على ثورة الشام وتصنع القيادات المزيفة العميلة التي ارتبطت بأمريكا و الغرب وليس لها علاقة بالثورة ولا بالأمة، ولا تملك شعورا أو إحساسا بمأساتها وآلامها، وكان مؤتمر الرياض2 تتويجا لهذه المؤامرات لفرض شخصيات تتنازل عن دماء وتضحيات أهل الشام وتقبل بنظام علماني عميل يحارب الإسلام وأهله.

وفي مؤتمر الرياض2 دمجت المنصات والمعارضات والشخصيات التي صنعها النظام والروس مع الائتلاف الوطني والهيئة العليا للمفاوضات لتشكيل النسبة المعطِّلة لأي قرار يطالب بالإطاحة بالنظام ولتفرض رؤية موسكو و إيران وكلاء أمريكا في حماية النظام وفي كيفية الانتقال السياسي الشكلي الذي لا يغير من بنية هذا النظام شيئا بل يحافظ على أجهزته الأمنية والعسكرية وتركيبة مؤسساته السياسية والإدارية داخليا وخارجيا.

وكان من أبرز القرارات في مؤتمر الرياض2 ما يتعلق برحيل الأسد؛ حيث كانت صياغة هذا البند في البيان الختامي ملتبسة لتلبس على المغفلين المؤيدين لمسار التفاوض وتتوافق مع رؤية موسكو وإيران في بقاء الأسد رئيسا للمرحلة الانتقالية وحقه في الترشح للانتخابات الرئاسية، مما يشطب عنه صفة مجرم الحرب وقاتل الشعب ويجعل رحيله بعد ذلك غاية المنى والإنجاز المطلوب!!

إن الأخطر من بقاء الأسد في المرحلة الانتقالية وإن رحل بعد ذلك هو بقاء الدولة الأمنية البوليسية المركزية التي تشكل المناعة ضد أي تقدم نحو الحكم بالإسلام.

إن مؤتمر الرياض2 وما سبقه من مؤتمرات لتمييع وتضييع أهداف الثورة وفرض معارضة عميلة مرتبطة بأمريكا وعملائها من الدول ليدل على التركيبة الفاسدة لهذه المعارضة وكيفية تصنيع العملاء كما هو حال تركيبة الأنظمة في البلاد الإسلامية وهيكل علاقاتها الدولية من تبعية وعمالة...

إن هذه المعارضة المصنوعة والنظام يشكلون طيفا واحدا من عملاء أمريكا الذين تعول أمريكا عليهم لتقرر عبرهم مصير الشعب السوري وتضع له دستورا وتصنع له نظاما جديدا يحفظ نفوذها ومصالحها عبر ما يمثله هذا الحل السياسي من تشكيل قيادة هي لوبيات لعملاء أمريكا وأُجرائها من روس وإيرانيين وسعوديين وأتراك.

إن ما أنتجه مؤتمر الرياض2 من معارضة لا تصلح لتكون قيادة حتى بالمفهوم العلماني الديمقراطي؛ لأن القيادة السياسية هي التي يتخذها الناس عبر مشروع سياسي وبرنامج انتخابي يعطيها التمثيل الشعبي، أما في البلاد الإسلامية فتصنعهم سفارات ومخابرات الدول ليكونوا أدوات لتحقيق مصالحها ضد مصالح أمتهم وشعبهم.

وأما استقالات رياض حجاب ومن معه، فالراجح فيها أنها تلميع لهم ووضعهم كلاعبي احتياط يستخدمون في لحظة حاسمة قد تقتضيها المرحلة القادمة وما يحصل فيها من مستجدات ومتغيرات تقتضي إظهارهم كـ(معارضة شريفة!) كما حصل عند النظام بوضع فاروق الشرع كاحتياطي للنظام على أنه لم تتلطخ يداه بالدماء. نعم هذه هي لعبة تصنيع القادة العملاء وفرضهم على الشعوب التي تثور لإعادتهم إلى قيود المنظومة الدولية للحفاظ على مصالح الاستعمار ونفوذه في بلاد المسلمين ومنعهم من إقامة دولة على أساس الإسلام، وهكذا تمارس اللعبة على كل الثورات وحتى في تغيير الرؤساء في البلاد الإسلامية، فلا تنخدعوا أيها المسلمون بهذه المؤتمرات والترتيبات وما ينتج عنها من قيادات.

أما في الإسلام فإن القيادة تتكون على أساس شرعي من اتباع القيادة السياسية لنهج النبوة والكيفية التي حصل بها الرسول ﷺ على قيادة أمته؛ وذلك عبر طرح مشروع سياسي للأمة ينبثق من عقيدتها يمثل حلا فكريا وسياسيا يؤمن الاستقرار والنظام ويحل مشاكل الناس كلها، فالأمة هي التي تختار قيادتها من خلال طرح المشروع السياسي عليها وفهمها لهذا المشروع واقتناعها به فتعطي قيادتها لمن حمل إليها المشروع الصحيح الذي يوافق فطرتها ويقنع عقلها.

نعم هذه هي طريقة الإسلام في صناعة القيادة وبناء الدولة و الأمة، وهذه الطريقة وحي من الله سبحانه طبقه رسول الله ﷺ وسار عليه المسلمون في ظل الخلافة ثلاثة عشر قرنا من الزمان.

واليوم لا خلاص لأهل الشام وللأمة جمعاء من أنظمة العمالة والضرار إلا بحمل مشروع الإسلام واتباع طريقته في إقامة دولته؛ وذلك بإعطاء القيادة السياسية على أساس مشروع واضح منبثق من عقيدة الأمة ودينها.


 كتبه لجريدة الراية: محمد سعيد الحمود، بتاريخ الأربعاء 29 تشرين الثاني/نوفمبر 2017م
المصدر: http://bit.ly/2AISG6K

slslh291117

أفكار سلبية هدمت الأمة: خوف الفتنة

 

هذه المقولة بدأت تظهر في الأمة بعد موقعة الحرة التي ارتكبتها جيوش يزيد في المدينة المنورة؛ فبدأ بعض العلماء يسكتون عن جور الحكام، ويسكتون عن السلطان المتغلب؛ ويسكتون عن تقطيع وتمزيق أوصال الأمة الإسلامية إلى دويلات بحجة حقن الدماء وخوف الفتنة؛ ثم تكرست هذه المقولة بعد الممارسات التي ارتكبها الحجاج بعد ما يسمى بثورة القراء والتي راح ضحيتها كثير من القراء والعلماء وعلى رأسهم سعيد بن جبير. علما أن الدماء التي أريقت بعد تقطيع أوصال الأمة الإسلامية، ونتيجة السكوت عن جور الحكام وظلمهم، والرضى بالحكام المتغلبين؛ هذه الدماء كانت أكثر بمئات المرات من الدماء التي كانت ستراق لو بذلت ضد حصول ذلك كله، فيما لو قامت الأمة بواجبها والتزمت حكم ربها.

فالفتنة هي في القعود عما أوجبه الله، وفي الرضا بما يخالف شرع الله ، وفي التقصير بواجب الأمر بالمعرف والنهي عن المنكر وعدم العمل من أجل إزالة المنكر وتغييره بمبررات عقلية وبداعي خوف الفتنة. والله تعالى يقول: (وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَلَا تَفْتِنِّي أَلَا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا) [التوبة: 49]... وإننا لنعجب من كثير من العلماء كيف مروا على هذه الآية ثم يقولون بعدها لتبرير السكوت على المنكرات،إنما نسكت خوف الفتنة، وخوف إراقة الدماء.

وفعلا كما قال الله تعالى (أَلَا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا)؛ ذلك أن أكبر فتنة يسقط فيها العلماء، هي السكوت على المنكر، وعدم السعي لتغييره وعدم اتخاذ إجراءات عملية لإزالة هذا المنكر باليد أو اللسان كما أوجب علينا الله عز وجل.

فكم من عالم مثلا لم يقاتل المجرم مصطفى كمال حين ألغى الخلافة الإسلامية، ولم يستنفر الأمة لقتاله خوف الفتنة، وإراقة الدماء؛ علما أن الدماء التي أريقت بسبب عدم وجود خليفة للمسلمين كانت أضعافا مضاعفة عشرات المرات للدماء التي كان من الممكن أن تراق فيما لو استنهض هؤلاء العلماء همم الأمة ضد مصطفى كمال حين ألغى الخلافة الإسلامية.

وفي ثورة بلاد الشام اليوم تتكرر المأساة ذاتها؛ فهناك مئات المشايخ والعلماء وهم ليسوا من أتباع السلاطين وليسوا عملاء لهم؛ ونيتهم حسنة؛ ولكن طريقة تفكيرهم جعلتهم عملاء غير مأجورين؛ بل عملاء بحسن نية؛ فمن حيث لا يشعرون خدموا نظام الإجرام خدمات جليلة، وخدموا مجانا دول الكفر خدمة تدفع عليها هذه الدول ملايين الدولارات؛ ذلك أن هؤلاء العلماء والمشايخ قاموا اعتمادا على مفهوم خوف الفتنة بما حذر الله منه من التثبيط ومنع الخروج على الحاكم الذي يحكمنا بغير ما أنزل الله، وعملوا فيما بعد على قتل روح الثورة في نفوس الناس وتخذيلهم ومنعهم من العمل للتغيير كما أمر ربنا جل وعلا.

وهناك صنف آخر ممن يدعي العلم رفض أن تعلن الثورة عن تبني مشروع الإسلام و أن ترفع شعارات إسلامية تنبثق من عقيدتنا بذريعة خوف الفتنة وضرورة المحافظة على النسيج الوطني المتعدد للمعارضة حتى تكون مقبولة دوليا. والسبب في تثبيطهم وتعويقهم وعدم قيامهم بما أمرهم الله به من وجوب الأخذ على يد الظالم، بل والوقوف مع الظالم ضد المظلوم؛ نقول السبب في ذلك كله من وجهة نظرهم هو: خوف الفتنة، لينطبق عليهم قول الله تعالى : (أَلَا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا).

سقطوا في الفتنة حينما رضوا بأن يسكتوا عن المنكر؛ وسقطوا في الفتنة حينما منعوا الناس من العمل للتغيير، وسقطوا في الفتنة حينما جعلوا سقف تغييرهم ما ترضاه دول الكفر ومنظمات الإجرام الدولية، وسقطوا في الفتنة حينما رضوا أن يكونوا مع القاعدين عن العمل لإقامة الخلافة الإسلامية؛ وسقطوا في الفتنة حينما وقفوا إلى جانب الظالم ضد المظلوم.

وكانت النتيجة الطبيعية أن الدماء التي أراقها نظام الإجرام البعثي في سوريا كانت أضعافا مضاعفة للدماء التي كانت ستراق لقلع النظام فيما لو وقف هؤلاء المشايخ مع الأمة واصطفوا إلى جانبها في سعييها إلى التغيير وإلى العمل على إقامة الخلافة الإسلامية الراشدة على منهاج النبوة التي بشر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم.

 

كتبه للمكتب الإعلامي لحزب التحرير - ولاية سوريا
أ‌. معاوية عبد الوهاب

alraiah291117

تسارعت الأحداث المتعلقة بالشأن السوري، كأن الجميع على عجل، خائفين من ضياع فرصة سنحت لهم لفرض حلولهم على أهل سوريا، فيجتمع رئيسا أمريكا و روسيا في فيتنام يوم 11/11/2017 ويصرحان بأنه "لا حل عسكرياً للصراع في سوريا" مخاطبين بذلك الثوار ليضعوا أسلحتهم ويستسلموا، ولكنهما يستخدمان كل قواهما العسكرية المباشرة وغير المباشرة لفرض الحل على أهل سوريا! ويطالبان "كل أطراف الصراع السوري بلعب دور في عملية السلام بجنيف"، أي يطالبان الشعب السوري بالاستسلام والقبول بما تفرضه أمريكا ومن معها. فالتحرك الروسي يسير بموافقة أمريكية.

فتقوم روسيا وتدعو لمؤتمر "شعوب سوريا" في سوتشي يوم 18/11/2017 ولكنها فشلت في عقده، ما سبب لديها غصة، فحولت اسمه إلى "الحوار الوطني"، ولتحقيقه دعت تركيا وإيران لمساعدتها، فاجتمع رؤساء هذه الدول في سوتشي يوم 22/11/2017 ليعلن بوتين أن نظيريه "أردوغان وروحاني أيدا المبادرة الروسية الخاصة بعقد المؤتمر السوري العام للحوار الوطني...". وأردوغان وروحاني أعلنا دعمهما لبوتين. وبذلك عززت أمريكا التحرك الروسي بأوليائها في تركيا وإيران بقصد إنجاح هذا التحرك الذي يصب في الحل السياسي والذي سعت لتحقيقه منذ اليوم الأول بقصد إجهاض الثورة والحفاظ على النظام السوري العلماني التابع لها.

وقال بوتين: "روسيا وإيران وتركيا تواصل العمل الوثيق على تعزيز نظام وقف الأعمال القتالية، والتطبيق المستدام لخفض التصعيد، ورفع الثقة بين أطراف الأزمة... قمنا برسم الخطوات ذات الأولوية الخاصة بتفعيل الحوار السوري الشامل بناء على قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254... وجمع جميع الممثلين عن مختلف الأحزاب السياسية والمعارضة الداخلية والخارجية والطوائف العرقية والدينية حول طاولة المفاوضات... المؤتمر سينظر في القضايا المحورية للأجندة العامة في سوريا من بينها في الدرجة الأولى تلك التي تتعلق بوضع معايير لهيكل الدولة السورية المستقبلية وتبني دستور جديد وعلى أساسه إجراء انتخابات بمراقبة الأمم المتحدة... أشرنا إلى تمسك القيادة السورية الذي تم تأكيده لنا بمبادئ الحل السلمي للأزمة السياسية واستعدادها لإجراء الإصلاح الدستوري وانتخابات حرة بإشراف من قبل الأمم المتحدة... وإن المفاوضات يجب أن تكون مباشرة ودون شروط مسبقة ومبنية على قرارات مجلس الأمن الدولي السابقة". فيعلن أن المجرم أسد باقٍ الآن فسيجري إصلاحا دستوريا وانتخابات حرة! وقرار مجلس الأمن رقم 2254 الذي اتُّخذ مرجعية يخلو من أية عبارة تتعلق بمصير القتلة أسد وزمرته، وهو قرار أمريكي بحت، حيث قدمته أمريكا لمجلس الأمن يوم 18/12/2015 فتبناه المجلس بالإجماع. وما اتفق عليه في سوتشي هو تماما ما ورد في القرار الأمريكي رقم 2254. فحكام روسيا وتركيا وإيران ينفذون قرارات أمريكا. ومع ذلك يبقى شك في نجاح روسيا بعقد مثل هذا الحوار.

وقبل انعقاد مؤتمر سوتشي بيومين، دعا بوتين الطاغية بشار أسد ليعلمه بأنه الآن باق حتى إشعار آخر، لأنه قال إن "أسد مستعد للعمل مع كل من يريد السلام والاستقرار في سوريا"، وقال إنه "سيتشاور مع الرئيس الأمريكي ترامب غدا"، وجاء الغد ليقول ترامب مبديا فرحه: "أجرينا مع الرئيس بوتين مكالمة رائعة وتحدثنا عن سوريا، وهذا مهم جدا،... استمرت ساعة ونصف... بحثنا بشكل جاد جدا إحلال السلام في سوريا". فترامب يبارك لبوتين لقاءه عميل أمريكا أسد وطمأنته أنه باق الآن! فنرى التحرك الروسي لا يجري إلا بعد التشاور مع أمريكا، علما أن "أمريكا اعتمدت استراتيجية جديدة بخصوص سوريا لا تشمل استبعاد بشار أسد عن السلطة وتقترح تعاونا وثيقا أكثر مع روسيا بما في ذلك المجال العسكري" حسبما أفادت صحيفة "ديلي بيست" الأمريكية يوم 7/7/2017. وأكد ترامب ذلك في لقائه بوتين في فيتنام "باتفاقهما على مواصلة التنسيق العسكري بينهما في سوريا..."

ومن جانب آخر قامت أمريكا بواسطة عميلتها السعودية فجمعت المعارضة السورية في الرياض من منصات الرياض والقاهرة و موسكو والمستقلين لتشكل منهم وفدا جديدا ليفاوض النظام الإجرامي مباشرة في جنيف. وقد استقال حجاب رئيس الهيئة العليا للمفاوضات محتجا على عدم دعوته إلى الرياض واستقال معه ثمانية آخرون، فاستغنت عنهم أمريكا لأن عندها الكثير من أمثالهم، فكلهم يلهثون وراء أمريكا لتمنحهم منصبا أو حفنة دولارات أو تكسبهم شهرة زائفة على حساب دماء الشهداء.

فأمريكا إذن على عجلة من أمرها لفرض حلها السياسي، وقد رأت مدى نجاعة استخدام روسيا وتركيا وإيران في تطبيق خطتها، وأن بعض الفصائل المحسوبة على الثورة قد سارت في ركب عملائها والأخرى محيدة أو مجمدة غير متحركة تنتظر مصيرها، وأوجدت رأيا عاما مضللا كأن الثورة انتهت والكل استسلم وما بقي إلا جيوب ستنظف! حيث صورت هزيمة تنظيم الدولة بأنها انتهاء الثورة والانتصار على الثائرين، وكأن هذا التنظيم هو الذي بدأ الثورة! علما أنه كان دخيلا ووبالا عليها، وتتعمد أمريكا ومن معها على جعل الناس ينسون أن صاحب الثورة هو الشعب السوري، فهو الذي فجّرها وسيّرها سلميا، ولكن النظام الغادر ألجأها إلى حمل السلاح ليبرر قتاله لشعبه ويستخدم سلاحه الفتاك الذي لم يستخدمه لتحرير الجولان أو فلسطين، وإنما يستخدمه لإرهاب شعبه وإذلاله حتى يبقى جاثما على صدره، مدركا أن أمريكا راضية عنه لشدة تبعيته لها، وستهيئ له من يعينه على شعبه المنتفض من أعداء المسلمين، روسيا ومن أصحاب التشيع الأعمى ومن أتباعها في تركيا والسعودية لخداع الثوار واحتوائهم.

وما دامت هذه الثورة ثورة شعب أبيّ، فمهما تساقط منها ووقع في أحابيل أمريكا وأوليائها فإنها ستبقى متوقدة، وهي جزء من ثورة الأمة المشتعلة التي لن تنطفئ حتى تسقط كافة الأنظمة العلمانية التي أقامها المستعمر، وحتى تحقق مشروعها فتقيم خلافتها الراشدة على منهاج النبوة. فالشعب السوري لم تنكسر إرادته ولم يدخل قلبه الخوف وقد كسر حاجز الخوف، فلم يعد يخاف النظام المتوحش، وازداد وعيه، وأدرك أنه قد جرى التآمر على ثورته وحدثت أخطاء يجب تلافيها ونواقص يجب إتمامها، وأهمها عدم وجود قيادة سياسية واعية مخلصة تضبط كل الثائرين وتوجههم وتكون مسموعة الكلمة، وإن كانت هي موجودة وحاضرة ألا وهي حزب التحرير وقد قبل البعض بقيادته، وهو يعمل لجعل الجميع يقبل بها ويصغي له ولتوجيهاته وتحذيراته. ومهما يكن فإن الأمة في النهاية سوف تتخذه قائدا لها وتنتصر بإذن الله، وقد تعرت كافة الحركات والأحزاب الأخرى، وثبت أنه هو الصادق المخلص الثابت الواعي سياسيا وفكريا. والأيام دول، وستكون له الدولة بإذن الله مالك الملك يؤتي الملك من يشاء وينزعه ممن يشاء ﴿وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ﴾.


 كتبه لجريدة الراية: أسعد منصور، بتاريخ الأربعاء 29 تشرين الثاني/نوفمبر 2017م
المصدر: http://bit.ly/2j25TNo

alraiah221117

سؤال طالما راود الكثير من متابعي الأحداث المتعلقة بثورة الشام المباركة؛ وخاصة وسط زحمة الطروحات على الساحتين الإقليمية والدولية؛ وكثرة المبادرات والمؤتمرات الدولية، ووسط الأمواج المتلاطمة التي تتقاذف سفينة الثورة وعدم وجود ربان لها وفقدان البوصلة أو انحرافها.

لقد حرص الغرب الكافر منذ بداية الثورة على الإبقاء على تشرذم الفصائل وتمزقها؛ وجعل منها كيانات مستقلة بعد أن ربطها بماله السياسي القذر؛ هذا المال الذي حولها إلى فصائل وظيفية تؤدي أعمالا محددة ضمن خطوط حمراء فقدت على إثرها إرادتها وقراراتها الذاتية؛ ساعده فيما بعد على تحويل الصراع عن عميله طاغية الشام وإشغال الفصائل بنفسها واستنزاف طاقاتها، وانتهى بها الحال إلى عقد هدن مع عدوها المفترض (طاغية الشام) واقتتالها فيما بينها، وخوضها تصفيات دورية ليس آخرها ما حصل من اقتتال بين هيئة تحرير الشام من جهة وحركة نور الدين الزنكي من جهة أخرى والتي لا زال يدفع أهل الشام ثمنها غاليا من دماء أبنائهم واستمرارا لمعاناتهم، وليتحول اهتمامها إلى بسط النفوذ والسيطرة على مصادر المال من معابر داخلية وخارجية داخل المناطق المحررة إضافة إلى فرض ضرائب على المحال التجارية والسيطرة على مصادر الدخل.

فالثابت الوحيد عند قيادات الفصائل هو الاقتتال فيما بينها مع التغيير في الأشكال؛ فأزيحت فصائل لها وزنها عن الساحة كحركة أحرار الشام و جند الأقصى وجيش المجاهدين و حركة حزم وغيرها؛ ثم ما لبث أن اشتعل فتيل الاقتتال من جديد ولكن هذه المرة مع حركة نور الدين الزنكي، وبهذا يتبين أن الاقتتال بين الفصائل وكأنه قدر محتوم ليس فقط في ثورة الشام ولكن في أماكن متعددة من بلاد المسلمين من أفغانستان إلى العراق و فلسطين وصولا إلى ليبيا وغيرها من المناطق الأخرى، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن الجهة التي تتحكم في قرارات الفصائل العسكرية بعد أن سلبت إرادتها هي جهة واحدة اختلفت في الشكل واتفقت في المضمون؛ لتلعب اللعبة نفسها في أماكن مختلفة وبأدوات مختلفة من دول عميلة ومنظمات تابعة تؤدي الأدوار نفسها لتصل إلى النتيجة نفسها، تدمير ذاتي للفصائل بعد أن تنهي دورها المرسوم لها بعناية فائقة دون أن تشعر؛ بحسن نية أم بسوئها لا فرق في ذلك، وكان من أهم الحبال التي قيدت فيها الفصائل في جميع الأمكنة ومنها أرض الشام هو حبل الدعم والمال السياسي القذر؛ بالإضافة إلى الإبقاء عليها مشرذمة ذات رؤوس متعددة ليسهل على الغرب تفكيكها والقضاء عليها بضرب بعضها ببعض تحت ذرائع متعددة، ثم إن التزام قيادات الفصائل بالخطوط الحمراء جعل من القتال ضد طاغية الشام حالة عبثية تراق فيه دماء المسلمين لتحصيل مكاسب ثانوية؛ على فرض اعتبارها مكاسب؛ مع الكم الهائل من التضحيات على كافة المستويات، وهذا الأمر بات يدركه الجميع، مما أوجد حالة من النقمة الشعبية على قيادات الفصائل وهم يرون التوتر ينخفض تدريجيا مع طاغية الشام ويعلو بين الفصائل، كما يرون اجتياح بعض الفصائل للمناطق المحررة التي يسيطر عليها الفصيل الآخر في الوقت الذي تعيش فيه المناطق المحسوبة على طاغية الشام بأمان تام كجزيرة آمنة وسط بحر مسجور من المناطق المحررة، هذا على الصعيد العسكري،

أما على الصعيد السياسي فالتغيير حاصل في الأساليب وليس في الأهداف، فالغرب الكافر يسعى منذ انطلاقة ثورة الشام المباركة إلى هدف وحيد وهو القضاء على هذه الثورة اليتيمة، ويتبع في ذلك أساليب مختلفة تجلت في كثرة الطروحات والمبادرات وكم هائل من المؤتمرات واللقاءات؛ التي أثارت عاصفة من الغبار أعمت الكثير من العيون عن رؤية هذا الهدف مما جعلها توجه أنظارها إليه كمخلص لأهل الشام وموجد لحل يخرج الناس من وسط الموت الجماعي والممنهج الذي يقف هو خلفه ويدعم مرتكبيه في مفارقة عجيبة تدل على انعدام للوعي؛ وواقعية سياسية مقيتة تجعل من الغاية تبرر الوسيلة منهاجا؛ ومن التنازلات سلما للنجاة، حتى بات الحديث عن رحيل قاتل الأطفال والنساء والشيوخ أمراً من الماضي؛ وذلك بضغط ممن زعم دعم ثورة الشام للقضاء على طاغيتها، وبات الحديث عن توحيد المنصات أمراً لا مفر منه، وأصبحت المشاركة في حكومة يقودها طاغية الشام مع تغييرات دستورية وانتخابات شكلية صلب العملية السياسية ومحور الحل السياسي!!

إنه ومع هذه الحال التي وصلت إليها ثورة الشام لا يسعنا إلا أن نقول إنها تسير بخطاً سريعة نحو الهاوية، وللأسف بيد أبنائها الذين يحسبون أنهم يحسنون صنعا فكان لزاما على أهل الشام أن يدركوا المخاطر التي تحيق بهم وأن يسارعوا إلى تجنبها ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا، فدماء مئات الآلاف من الشهداء على المحك وسنُسأل عنها يوم القيامة، والخروج من هذا الوضع يتطلب منا خطوات واسعة سريعة تنهي مصادرة القرارات بقطع حبل الدعم الذي قيدت به الجهات الداعمة قيادات الفصائل؛ والاعتصام جميعا بحبل الله المتين خلف قيادة سياسية واعية ومخلصة؛ تقود سفينة الثورة وتصحح مسارها حتى تصل بها إلى بر الأمان بما يرضي الله عز وجل؛ خلافة راشدة على منهاج النبوة، وهذا الحل يتطلب منا إيمانا صادقا بأن النصر من عند الله وليس من عند الغرب الكافر، وبأن الله عز وجل ناصر دينه ولو بعد حين، وبأنه وعدنا ووعده الحق فقال عز من قائل: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾.


 كتبه لجريدة الراية: أ. أحمد عبدالوهاب، رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير - ولاية سوريا، بتاريخ الأربعاء 22 تشرين الثاني/نوفمبر 2017م
المصدر: http://bit.ly/2B1Ab9C