- التفاصيل
أعلنت الثورة في حوران في أذار من عام 2011 وكانت شرارة لتحرك شمل كل شبر من أرض الشام جاء بعد سنوات من تسلط الأنظمة الوظيفية العميلة، ثورة قامت بوجه أعتى الأنظمة الاستبدادية في زمانها،وحال أهل الشام يشرح ويوضح ذلك من سنوات عاشوها تحت مظلته. وما إن أُعلنت الثورة وانتشرت وعمت كل أرض الشام، حتى تكالب الغرب مباشرة من أجل وأدها والقضاء عليها فمارس شتى أنواع الألاعيب ومارس الخدع والمكر ودست الدسائس وحيكت المؤامرات.
ولكن ثورة الشام صمدت وقاومت وضحت وقدم الناس فيها أعز ما يملكون. ولكن وكعادتها تحركات الشعوب ليست كلها بدرجة صفاء واحدة، فقد اُخترقت الثورة من قبل ضعاف النفوس وعُبّاد الأموال وهذا ليس أمرا غريبا، بل هو سنة الله في خلقه أن يسقط الزبد ويذهب جفاء ويبقى ما ينفع الناس، وأن يحصل التمايز بين الخبيث والطيب وبين فسطاط الإيمان وفسطاط النفاق الذي لا إيمان فيه. فكم أسقطت الثورة من شخصيات وتوجهات وقيادات أقل ما يقال فيها أنها لو انتصرت الثورة لما حققت على أيدهم إلا حسرة وندامة وبعدا عن ثوابتنا وما توجبه علينا عقيدتنا. شخصيات لا توصف إلا أنها باعت نفسها وتضحيات أهلها بسراب الوعود الكاذبة ممن يتربص بثورتنا شرا أو من أجل التمسك بالإمارة والسلطة والجاه.
وقد آزر كلَّ قائد فصيل أو صاحبَ هوى شرعيون مرقعون يحرِّف النصوص ويستدلون بها على غير ما أُنزلت له ليبرروا كل انحراف أو يُروجوا لكل خطة نكراء تستحل فيها الدماء ويُتنازل فيها عن ثوابت ثورة الشام، بل و يُمكّن للكافرين من خلال فتاواهم على المسلمين.
ونحن نرى ما وصلت إليه اليوم الفصائل من ارتباط، وكيف أصبحت ألعوبة بيد الداعمين يحركونها يمنة ويسرى كما يرغبون ويريدون، حتى غدا الداعم يتحكم بسير العمل العسكري فيشعل حربا ويطفئ أخرى و أصبح المتتبع العادي يدرك ذلك بكل وضوح.
ولم يتم إدراك مدى خطورة هذا الأمر إلا في أوقات متأخرة من قبل الكثير من الناس، بسبب إعراضهم عن الناصحين المحذرين لهم من إخوانهم، فلم يدركوا خطورة ذلك إلا حين كان السرطان قد استشرى وتفشى في معظم الجسد، و بعد أن سُلمت مناطق وهُجرت قرى وبلدات وسقطت جبهات.
ولكن هل هذا يعني نهاية المطاف بثورة الشام...؟
هل يعني ذلك أن ثورة الشام التي خرجت وكسرت نير العبودية للقاتل المجرم، وحطمت جدار الخوف من البطش والظلم والقهر وبدأت تعي طريق خلاصها وتبلور أهدافها قد آن وقت إجهاضها...؟ أما أننا في وقت التمحيص وزمن التمايز واشتداد الكرب قبل انبثاق فجر الأمل والنصر؟
إن المتابع يرى أن ثورة الشام عادت لمهدها درعا حيث ستكون أمام اختبار جديد على أرض حوران، فهل سيحصل فيها كما حصل مع أخواتها، أم ما زال هناك للخير بقية ستنطلق وتهلّ بشائره من جديد كما هلَّت بشائرُ ثورة الشام من أرض حوران..؟
حوران اليوم أمام مشهد عظيم يعود بذاكرتها للأيام الأولى للثورة فقد كانت تدرك بطش الأسد وتسلطه وقوته وتمكنه ورغم ذلك أبت العيش بذلة ومهانة فخرجت عليه تنادي بإسقاطه، وترفع في وجه مجرميه شعارها الخالد (الموت ولا المذلة).
وما أشبه اليوم بالأمس فحالها لا يختلف ففصائلها مرتبطة عميلة هزيلة تمارس عليها تسلطا وظلما، ويشاهد أهلنا في حوران وفي بقية المناطق المحررة ما حصل في المناطق التي كانت الفصائل فيها مرتبطة كيف سقطت ودخلتها قطعان الذئاب فهل سنبقى كما نحن على حالنا ننتظر ما حل بإخواننا من مصير..؟ أم أننا سنبدأ كما بدأنا ضد نظام السفاح نثور على المرتبطين والخانعين وننبذ المصالحين والمهادنين، نصحح مسارنا ونعيد التمسك بثوابتنا ونحدد أهدافنا ونتخذ من إخواننا الصادقين الناصحين قيادة واعية صاحبة مشروع ينبثق من عقيدتنا، وعندها فقط نجدد العهد مع الله وحده بنصرة دينه والعمل من أجل تحكيم شرعه فننال شرف نصره وتمكينه؟
إن ثورتنا اليوم أمام اختبار عظيم، ومفترق للتمايز واضح ومبين، فهي إما إلى نهاية وضياع، وإما إلى تمايز وعزة وانتصار... فهل ننجح بالاختبار ونجدد العهد ونصحح المسار؟!
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير- ولاية سوريا
عبدو الدلي أبو المنذر
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير – ولاية سوريا
- التفاصيل
مما لا شك فيه أن الحرب النفسية هي من أهم عوامل التغلب على الخصم وحسم المعركة. وها هو النظام المجرم في الشام قد لعب على هذا الوتر، تؤازره في ذلك الدعاية الإعلامية للدول المتآمرة على ثورتنا مهما تعددت أسماؤها واختلفت أدوارها. وكان الحدث الأبرز الذي أرادوا استغلاله للتأثير على الثورة وحاضنتها الشعبية وخاصة في حوران ومناطق الجنوب،هو ما حدث مؤخرا في الغوطة من تدمير وتقتيل ومجازر أمام العالم الذي يبارك قتلنا، ويسعى لتهجير من يرفض الخنوع لطاغية الشام الى مناطق الشمال.
وقد كثف نظام القتل والإجرام ومن يسانده و يدعمه جرائمه ومجازره في الغوطة لهدفين اثنين:
أولهما: التخلص من أرق الغوطة لأنها أكثر الأماكن خطورة على نظام السفاح لقربها من رأس الأفعى في العاصمة دمشق.
والهدف الثاني: هو استثمار ما حدث لأهلنا في الغوطة في الحرب النفسية على جميع مناطق الثورة عموما، وعلى مهد الثورة في درعا وشرارة البدء وصاحبة الرمزية، رغم تخاذل فصائلها عن نصرة الغوطة بأوامر الداعمين، بشكل خاص.
هذه الحرب النفسية ترافقت مع ظاهرة نلمسها بشكل مباشر في الجنوب هي ظاهرة "الضفدعة "، نسبة إلى الخائن "بسام ضفدع" عميل نظام الإجرام، الذي كان مندسا بين الثوار، وظهر فجأة مع مجموعته المسلحة ليغدر بالثوار في لحظة قاتلة.
فبدأت في بعض بلدات حوران تظهر تحركات شرذمة السوقة، وعبيد القتلة، للتسويق لحذاء سيدهم الذي استطابوا العيش في كنفه. وهنا بدأت معالم الحرب النفسية تلوح في الأفق، بين ترهيب النظام ونقيق ضفادعه بالتلويح بما يشبه حال الغوطة من دمار وقتل وتشريد وتهجير، أو المصالحة؛ وبعبارة أخرى تسليم الرقاب للجزار يعمل بها ما يحلو له، فتضيع الدماء والأعراض والتضحيات، وتنكسر الثورة في مهدها، ونبوء بالخسران المبين في الدنيا قبل الآخرة.
فيا أهل الشام المؤمنين الصادقين، ونخص بالذكر أهل حوران أصحاب النخوة والشهامة : لا تسمحوا لنقيق الضفادع أن يعلو فوق صدعكم بالحق، وما عليكم إلا أن تأخذوا على أيدي أولئك المخذِّلين والمثبطين والمتآمرين مع القتلة والمجرمين، فإنما هم والله مكمن الوهن وموطن الذل ومنبت الغدر والخيانة.
أعلنوها مدوية لا لمصالحات العار، لا للعودة إلى المنظومة الأمنية التي سامت المسلمين في الشام سوء العذاب فأنتم أول من صدحت حناجرهم بشعار (الموت ولا المذلة) فكيف ترضون بالعودة لعيش الذل والهوان تحت ظل نظام مجرم، قتل أبناءكم ودمر بيوتكم وهجَّركم في الآفاق.
واعلموا أن نظام الإجرام أوهى من بيت العنكبوت، وهو لا يحتاج إلا لضربة صادقة مخلصة منفكة عن المنظومة الفصائلية الحالية المقيتة، وعن قرارات الداعمين وخطوطهم الحمراء.
ونظام الإجرام لا يسعى للمصالحة إلا لأنه عاجز عن فتح حرب على جبهة حوران المفتوحة، وقد جرب الهزيمة سابقا في المنشية، فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم وأنتم الأعلون والله معكم ولن يتركم أعمالكم،تمسكوا بثوابت ثورتكم والتي فيها الحصانة من كل تنازل والضمانة من كل تخاذل وتحقيق معادلة (إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ) ألا وهي:
- إسقاط النظام بكافة أركانه ورموزه.
- والتخلص من التبعية لدول الكفر وأعوانها من الدول الإقليمية وإنهاء نفوذها.
- وإقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة وعد الله وبشرى رسوله صلى الله عليه وسلم.
واعلموا (فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا) وقد قال رسولنا عليه السلام (لن يغلب عسرٌ يسرين) وقال: (إنما النصر صبر ساعة).
فاصبروا على ما أصابكم واثبتوا على ثورتكم وتمسكوا بثوابتها وانصروا ربكم ينجز لكم وعده ويرد كيد أعدائكم عنكم وفي ذلك خلاصكم وعزكم وفي غيره هوانكم وذلُّكم وضياع تضحياتكم.
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير - ولاية سوريا
عامر السالم أبو عبيدة
- التفاصيل
إن عدم وجود ثوابت شرعية لدى كل من الفصائل والحاضنة الشعبية وتبنيهم لها واجتماعهم عليها بحيث تكون أساسا يحاسب عليه كل من خالفها هي من أبرز الأسباب التي أوصلت ثورتنا إلى ما هي عليه، وجعلها تتردى في سلم التنازلات وتعيش زمن المتغيرات حتى باتت مهددة بالفناء، وحيث أن قيادات الفصائل اتخذت لنفسها ثوابت تخالف ما خرجت من أجله بل تناقضه؛ والتي من أهمها التزامهم بالخطوط الحمراء التي وضعها الداعم؛ كالحفاظ على المناطق الحيوية للنظام في الساحل و دمشق؛ حيث لم تتعرض هذه المناطق - على أهميتها - لأعمال جادة كان بإمكانها خلخلة أركان النظام وإسقاطه، فينبغي علينا أن نحدد ثوابت للثورة؛ تكون منبثقة عن عقيدة المسلمين ولا تخالف أحكام الله عز وجل، بحيث تكون أحكاماً شرعية ثابتة متفق عليها، ولعل من أهم هذه الثوابت التي لا يصح الاختلاف عليها:إن عدم وجود ثوابت شرعية لدى كل من الفصائل والحاضنة الشعبية وتبنيهم لها واجتماعهم عليها بحيث تكون أساسا يحاسب عليه كل من خالفها هي من أبرز الأسباب التي أوصلت ثورتنا إلى ما هي عليه، وجعلها تتردى في سلم التنازلات وتعيش زمن المتغيرات حتى باتت مهددة بالفناء، وحيث أن قيادات الفصائل اتخذت لنفسها ثوابت تخالف ما خرجت من أجله بل تناقضه؛ والتي من أهمها التزامهم بالخطوط الحمراء التي وضعها الداعم؛ كالحفاظ على المناطق الحيوية للنظام في الساحل و دمشق؛ حيث لم تتعرض هذه المناطق - على أهميتها - لأعمال جادة كان بإمكانها خلخلة أركان النظام وإسقاطه، فينبغي علينا أن نحدد ثوابت للثورة؛ تكون منبثقة عن عقيدة المسلمين ولا تخالف أحكام الله عز وجل، بحيث تكون أحكاماً شرعية ثابتة متفق عليها، ولعل من أهم هذه الثوابت التي لا يصح الاختلاف عليها:
1- إسقاط النظام بكافة أركانه ورموزه. وليس فقط إسقاط رأس النظام مع الإبقاء على أجهزته الأمنية والعسكرية التي تعتبر آلة القتل والتدمير والإجرام.
2- الانعتاق من التبعية لدول الغرب والأنظمة الحاكمة لبلاد المسلمين. فقد كان للارتباط بالغرب والدول الداعمة الأثر المدمر على ثورتنا؛ حيث جعل الفصائل رهينة قرارات الداعم مما أفقدها القدرة على الحركة الذاتية النابعة عن القرار الذاتي.
3- التوحد على مشروع واضح منبثق من عقيدتنا الإسلامية (مشروع الخلافة الراشدة على منهاج النبوة)، يصون تضحياتنا ويحفظ الثورة من الانحراف. حيث أن التوحد على هذا المشروع يضمن لنا الدعم من الله عز وجل؛ واستحقاق النصر منه فما النصر إلا من عند الله سبحانه وتعالى، وضم قوته إلى قوتنا وتأييده لنا حتى لو لم يؤيدنا المجتمع الدولي، فتأييد المجتمع الدولي موهوم؛ ولا يكون إلا إن تخلينا عن شرع ربنا وأدرنا ظهرنا له ومنعنا شرعه ودينه أن يكون ظاهراً في الأرض على الدين كله، وهو القائل سبحانه وتعالى: (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ)، فنحن أمام مشروعين لا ثالث لهما، إما أن نتبنى مشروع الخلافة العظيم فنستحق بذلك نصر الله ودعمه وتأييده، وإما أن نتبنى مشروع الدولة المدنية الديمقراطية الذي يفصل الإسلام عن الحياة ويقصي شرع الله عن الحكم؛ فيكلنا الله عز وجل إلى أعدائنا ويرفع يده عن نصرتنا بل ونستحق بذلك مقته وغضبه فنخسر بذلك الدنيا والآخرة وفي ذلك الخسران المبين.
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير - ولاية سوريا
أ. أحمد عبدالوهاب
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير – ولاية سوريا
- التفاصيل
لا يخفى على أحد الحال التي وصلت اليها ثورة الشام من تراجع وانحسار على صعيد المناطق الجغرافية التي كانت تسيطر عليها، وأهم من ذلك على صعيد الإيمان بفكرة الثورة عند معظم الناس، وانحراف معظم الفصائل عن ثوابت الثورة وأهدفها. ولعل أهم أسباب ذلك حجم التآمر الذي انصب على ثورة الشام من قبل ما يسمى بأعداء الثورة وأصدقائها على حد سواء ولا يميزهم إلا اختلاف الأدوار الموكلة اليهم، وتعدد أساليب المكر وتنوعها.
وما كان لكل ذلك هذا التآمر والكيد والبطش أن يثمر على أرض الشام لولا أن بعضهم تعلق بحبائل هذه الدول المتآمرة الحاقدة، ورضي أن يكون مطية لتحقيق مخططاتها، وباع نفسه وتضحيات أهله ودماء رفاقه بعرض من الدنيا قليل.فكان فريسة سهلة تتخبط في شِراك تلك الدول المتآمرة الحاقدة، ولما كان هؤلاء هم من استلموا قيادة مركب الثورة، وقافلة الثائرين، كان طبيعيا أن تنحرف بوصلة المركب لتتقاذفها الأمواج العاتية، وأن تدور القافلة في صحراء التيه، كما تاه بنو إسرائيل عندما رفضوا أمر الله وأمر رسوله موسى عليه السلام بدخول فلسطين بحجة أن فيها قوما جبارين.
إن للنصر سننا وشروطا لا بد للمسلمين أن يحققوها كي ينالوا شرف النصر والتمكين الذي وعد الله به عباده المؤمنين المخلصين. وهذه الشروط ليست شعارات نرفعها، ولا أسماء بدون مضمون نطلقها على أنفسنا وعلى فصائلنا، ولا ادعاءات ندعيها، ولا هي حرف بنادقنا الى صدور إخواننا واستباحة الدم الحرام، والتخاذل عن نصرة بعضنا بعضا مع استمرار المحافظة على الخطوط الحمراء التي تحمي نظام الإجرام. بل هي إيمان بالله، ونصرة لدينه، واعتصام بحبله وحده، وسيرٌ على هدي نبيه ونهجه الذي ارتضاه لنا نتمسك بثوابته ونهتدي بمعالمه ونمضي فيه على بصير واثقين من صحة الطريق وموقنين بوعد الله لنا إحدى الحسنيين. قال تعالى: (ولَقَدْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ رُسُلًا إِلَىٰ قَوْمِهِمْ فَجَاءُوهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَانْتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا ۖ وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ)، وقال تعالى: (إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم).
ونصر الله يكون بنصرة مشروع الإسلام العظيم وليس بنصرة مشروع الدولة العلمانية المدنية، يكون بالعمل لتحكيم شرع الله ولو كان دون ذلك خرط القتاد والتضحية بالنفس والمال والولد، وليس بالهرولة الى مؤتمرات الذل الخنوع والخيانة لله ولرسوله، والسير لخدمة الحل الأمريكي الذي يهدف لإعادة انتاج نظام الإجرام، وفرض نظام علماني كافر عبر ما يسمى صياغة دستور جديد لسوريا.إنَّ نصر الله كما أخبرنا في محكم تنزيله لن يكون إلا للمؤمنين حقا، الذين يفوزون في اختبار التمحيص وابتلاء التصفية، لا يتزلزل أيمانهم بالله ولا تهتز ثقتهم بوعده، ولا تسقطهم المحن في براثن اليأس من نصر الله، ولا القنوط من وعده بل يبقى إيمانهم راسخا ويقنهم ثابتا وثقتهم عظيمة، يسيرون نحو تحقق أمر الله، ونفوسهم مطمئنة مهما تعاظمت الفتن واشتدت الصعاب وعربد الظلم، فإن أكرمهم الله بنصره فقد أثبتوا أنهم أهل لذلك، وإن أكرمهم بالشهادة قبل أن يروا موعود الله للمؤمنين فقد ماتوا على ما يُرضي الله وفازوا بما ادخره لهم من حسن الثواب. هذه هي سنة الله أخبرنا عنها في محكم تنزيله بقوله جل وعلا: (الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۖ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ * أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ أَن يَسْبِقُونَا ۚ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ).
أما أولئك المدّعون الذين رفعوا الإسلام شعار واتخذ غيره منهجا فلن يخدعوا الله ولن ينالوا شرف نصره.من الطبيعي أن لا يتنزل نصر الله على من ترك الاعتصام بحبل الله وولى وجهه شطر الشرق والغرب يستجديهم دعمهم ويخضع لأوامرهم ويرضى بشروطهم ولو كانت على حساب أمر الله.
من الطبيعي أن لا يتنزل نصر الله على من يسعى لإرضاء الغرب الكافر ويجعل ثورته لا تعمل إلا وفق أوامرهم وتوجيهاتهم وتحت سقف ما يسمحون به من مطالب. مُعِرضا عما طلبه الله منه وأمره به. من الطبيعي أن لا ينصر الله من جعل المصلحة إله من دون الله يدور معها حيث دارت وقد رأينا الى أي درك وصلنا ونحن نلهث نحو المصلحة بعقولنا بعيدا عن شرعنا.كل هذه الأصناف وغيرها سقطت في اختبار التمحيص فكان من البديهي ألا يكرمها الله بالنصر، بل كان مصيرها أن سقطت في ذلك الاختبار ففضحها الله من خلال ثورة الشام الكاشفة الفاضحة.لقد رفض بعض قوم موسى عليه السلام أمر الله فعاقبهم بالتيه أربعين سنة، وعصى بعض الرماة يوم أحد رسول الله فكانت خسارة المعركة في أحد، واغتر بعضٌ من جيش رسول الله صلى الله عليه وسلم بكثرتهم في حنين فعاقبهم بالهزيمة أول المعركة وتنزل في آخرها على رسول الله والصادقين من أصحابه. فكيف نطمع بالنصر وهذه حالنا التي لا تخفى على أحد.ولكن هل انتهت المعركة وماتت الثورة وانتصر الطغاة والمجرمون وما علينا إلا قبول الهزيمة والسقوط في مستنقع اليأس والقنوط.لقد خسر المسلمون معركة أحد ولكن الإسلام والمسلمين لم يفقدوا عزتهم ولم يتخلوا عن دينهم فها هو رسول الله يأمر من معه من الصحابة أن يردوا على مقولة أبي سفيان عندما قال "أعل هبل" بأن يجيبوه بكل عزة وتحد (الله أعلى وأجل) وها هو أنس بن النضر أحد أنصار رسول الله عندما رأى من تملَّكه اليأس وألقى السلاح بعد أن بلغه إشاعة مقتل رسول الله صلى الله عليه وسلم في أحد يخاطبهم بقول: (ما تصنعون في الحياة بعده، قوموا فموتوا على ما مات عليه رسول الله) إنه أدرك المعنى الحقيقي لحياة المؤمنين، إنها من أجل نصرة دين الله واتخاذ ذلك قضية مصيرية من أجلها نحيا ومن أجلها نموت. إن طريقا خلاصنا ونصرنا وعودتنا من زمن التيه واضحة جلية قد بينها لنا ربنا عز وجل وقد أشرنا اليها سابقا، ولا نجاة لنا إلا بحسبها، ولكننا يجب أن نمر بمرحلة التمحيص والابتلاء والامتحان ليختبر الله صدق إيماننا ونصرتنا لدينه والتوكل عليه وحده (وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۖ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ).
إننا في وقت المفاصلة بين الحق والباطل، وزمن التمايز بين فسطاط الإيمان وفسطاط النفاق، زمن الاختبار والابتلاء، والواجب علينا أن نختار لأنفسنا ما يرضاه الله لنا و ينقذنا ونحن نقف بين يدي ربنا، ويحقق نجاتنا في الدنيا والآخرة، وذلك بأن نكون أنصارا لله، ومناصرين لمن يحمل مشروع الإسلام الذي يرضيه جل وعلا، منحازين الى فسطاط المؤمنين، نتخذ نصرة الإسلام قضية مصيرية نتخذ تجاهها إجراء الحياة أو الموت، أما نتيجة ذلك فهي بيد الله وحده، ولن يخلف الله وعده.إننا نموت ونقتل ونشرد في الأفاق وتتكالب علينا أمم الكفر، وكل ذلك من أجل القضاء على ديننا، فليكن ذلك في سبيل الله و نصرة لدينه، فعندها لن يخلفنا الله وعده وسيكرمنا بنصره وسينال القتلة والمجرمون والمتآمرون جزاءهم القريب العادل بإذن الله.
(وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ ۚ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا).
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير – ولاية سوريا
حنين الغريب
- التفاصيل
تدخل ثورة الشام عامها الثامن في ظل أوقات عصيبة مخضبة بالدماء التي يعيشها أهل الشام هذه الأيام، وخاصة في الغوطة الشرقية المحاصرة التي يراد لها أن تستنسخ سيناريو حلب، مع تكرار الأسباب نفسها التي خسرنا بسببها حلب، في مشهد تتفطر له القلوب وتشيب له الولدان؛ حرق وتدمير وتهجير، وآلاف من الحمم والقذائف، وقصف بشتى أنواع الأسلحة "المحرّمة" المفضلة دولياً، وحصار فوق حصار، وتمزيق الغوطة نفسها إلى أجزاء، وارتفاع عدد الشهداء وتناثر أشلاء الأبرياء، وحركة نزوح قسري لعشرات الآلاف ممن افترشوا الأرض والتحفوا سماءً ماطرة بالرصاص وهواءً تلوثه الأسلحة الكيميائية التي استخدمها النظام بضوء أخضر أمريكي أممي للمرة الخامسة في أقل من أسبوعين... كل ذلك على مرأى ومسمع العالم المتخاذل منه والمتآمر، وصمت الناس و الفصائل في باقي المدن المحررة وكأن الأمر لا يعنيها أو كأن الدور لن يصل يوماً إليها، وما كان سلاحها ليصدأ ولا بنادقها لتخرس لولا سحر أموال الداعمين القذرة التي أوردتنا المهالك. وثالثة الأثافي ما أعلنته فصائل الغوطة في بيان مشترك من استعداد لإجراء مفاوضات مباشرة مع روسيا في جنيف، تحت رعاية الأمم المتحدة، مؤكدةً "التفاعل الكامل لتنفيذ القرارات الأممية والانخراط الكامل في العملية السياسية"!تدخل ثورة الشام عامها الثامن في ظل أوقات عصيبة مخضبة بالدماء التي يعيشها أهل الشام هذه الأيام، وخاصة في الغوطة الشرقية المحاصرة التي يراد لها أن تستنسخ سيناريو حلب، مع تكرار الأسباب نفسها التي خسرنا بسببها حلب، في مشهد تتفطر له القلوب وتشيب له الولدان؛ حرق وتدمير وتهجير، وآلاف من الحمم والقذائف، وقصف بشتى أنواع الأسلحة "المحرّمة" المفضلة دولياً، وحصار فوق حصار، وتمزيق الغوطة نفسها إلى أجزاء، وارتفاع عدد الشهداء وتناثر أشلاء الأبرياء، وحركة نزوح قسري لعشرات الآلاف ممن افترشوا الأرض والتحفوا سماءً ماطرة بالرصاص وهواءً تلوثه الأسلحة الكيميائية التي استخدمها النظام بضوء أخضر أمريكي أممي للمرة الخامسة في أقل من أسبوعين... كل ذلك على مرأى ومسمع العالم المتخاذل منه والمتآمر، وصمت الناس و الفصائل في باقي المدن المحررة وكأن الأمر لا يعنيها أو كأن الدور لن يصل يوماً إليها، وما كان سلاحها ليصدأ ولا بنادقها لتخرس لولا سحر أموال الداعمين القذرة التي أوردتنا المهالك. وثالثة الأثافي ما أعلنته فصائل الغوطة في بيان مشترك من استعداد لإجراء مفاوضات مباشرة مع روسيا في جنيف، تحت رعاية الأمم المتحدة، مؤكدةً "التفاعل الكامل لتنفيذ القرارات الأممية والانخراط الكامل في العملية السياسية"!
أعداؤنا يرموننا عن قوس واحدة، ولا غرابة، سواء من جاهر منهم بالعداء أو لبس ثوب الأصدقاء. فالنظام ومن ورائه الروس بطائراتهم وبوارجهم ومليشيات إيران وحزبها في لبنان يتقاسمون أقذر الأدوار على الأرض، ودعم أمريكي سافر لنظام الإجرام عبر الضغط على فصائل الجنوب لالتزام الصمت و"ضبط النفس" ريثما ينهي النظام مهمته في اقتحام الغوطة، أما القوات التركية وأرتالها المتحركة في الشمال، فما إن أخذت مواقعها في مناطق معينة في الداخل السوري دون غيرها بحجة مراقبة "خفض التصعيد" ودفعت بالفصائل المرتبطة بها المنشغلة ببسط السيطرة والنفوذ لإشعال نار الاقتتال فيما بينها وسفك الدم المحرم في هذا الوقت الحرج بالذات، حتى سحب النظام أرتاله، متبختراً مطمئناً، من حماة وما حولها نحو الغوطة الجريحة للبطش بأهلها لإعادتهم إلى حظيرة الطغيان من جديد، مع نشاط دائم للمكر الأردوغاني الذي بات لا يبدأ حملة عسكرية في الشمال إلا بالتزامن مع حملة مسعورة مقابلة لنظام أسد بغية قضم مدينة محررة جديدة، وبات على كل لسان أنه كما كانت حلب مقابل مدينة الباب أيام درع الفرات، كذلك فإن "غصن الزيتون" وعفرين مقابل الغوطة وغيرها مما يردده الناس عن شرقي السكة وغربها، أما آلاف المقاتلين الذين سحبهم أردوغان إلى عفرين فهذا دورهم المنوط بهم دون أن يعلموا أن الدور لا بد يوماً قادم إليهم إن كان فيهم بقايا عزة!
وإمعاناً منه في النفاق وتنفيذ ما يمليه عليه ساسة البيت الأبيض، فقد عبر أردوغان، كدأبه دوماً، عن استعداده لاستقبال من تبقى من أهالي الغوطة، وهو الذي على دمائهم وأشلائهم يقتات عرشه وسلطانه المخضب بدماء الأبرياء الذين يشكون إلى الله من قتلهم ومن خذلهم.
كما كان لأحداث عفرين وما سببته من ضغط اقتصادي هائل على الناس من حصار وغلاء متعمد في المحروقات الأثر الكبير في نفوس الناس الذين يراد لهم أن يصلوا إلى مرحلة من اليأس والقنوط ومعاناة شظف العيش ليكونوا مهيئين للقبول بما يمليه علينا أعداء الإسلام، والرضا بالحل السياسي الأمريكي الذي يبقي المؤسسات الأمنية والعسكرية جاثمة على صدور العباد مع تغيير شكلي في الوجوه الكالحة المجرمة لا غير.
ولا يفوتنا التذكير بالخدمات الجليلة التي قدمتها الهدن الكارثية (من طرف واحد) لصالح نظام الإجرام، والتي كانت متنفسه كي يسحب أرتاله ويستفرد بالمناطق واحدة تلو الأخرى ويقضمها تباعاً وسط استخذاء من أسكرتهم أموال الداعمين من قادة و"شرعيين" باتوا سبَّةً ولعنةً على الثورة وأهلها إلا من رحم ربي، وهم من حاولوا القيام ببعض المعارك الاستعراضية تنفيساً لمشاعر الأمة الغاضبة ونفوس أبنائها المحتقنة.
ونخاطب هنا المخلصين من إخواننا في الفصائل أنكم بيضة القبان إن حملتم الأمانة بحق، وإن سكوتكم عن ارتباط قادتكم هو الذي يبدد جهودكم وعظيم تضحياتكم ودماء مليون شهيد من أعز أحبابكم، فالله الله في دينكم وعرضكم ودماء شهدائكم كي تلقوا الله يوم القيامة بصحائف عز بيضاء وهو عنكم بإذن الله راض.
وختاماً، فإننا نؤكد، بعد كل ما سبق، أن الكرب شديد بحق وأن القادم أعظم ما لم يتدارك مخلصو أهلنا الموقف، فيأخذوا على أيدي الظالمين والمجرمين الذين أوصلوا ثورتنا إلى ما وصلت إليه؛ ليضبطوا البوصلة من جديد ويصححوا المسار ويلتزموا بثوابت ثورة الشام ويلتفوا حول مشروع سياسي واع ومخلص من صميم عقيدتنا، يسير بالأمة ومعها بثقة وثبات نحو إسقاط النظام وإقامة حكم الإسلام، قبل أن يأتي يوم نبكي فيه دماً، يوم لا ينفع بكاء أو نحيب على أطلال ثورة نعوذ بالله أن نفرط بها. ونؤكد أيضاً أن نصرة الحق وأهلهشرف عظيم لا يحوزه إلا رجال يرفعون الصوت عالياً، يبيعون أنفسهم لله، يبايعونه على ما يرضيه سبحانه من خلع ثوب الركون والمهانة ومن تسبب بها من قادة الضرار، والسير بخطا ثابتة لضرب النظام في عقر داره كي تعود غوطة الشام من جديد عقراً لدار الإسلام ولو كره المجرمون، بعد توحيد الجهود خلف قيادة سياسية تتقي الله في دين أهل الشام ودمائهم، وتسير بهم إلى حيث عزهم ورفعتهم، لعل الله يرضى بذلك عنا فينصرنا بفضله، فهو القائل في محكم التنزيل: ﴿فَانتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ﴾ وهو القائل سبحانه: ﴿وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ﴾.
كتبه لجريدة الراية: أ. ناصر شيخ عبدالحي، عضو لجنة الاتصالات المركزية لحزب التحرير - ولاية سوريا، بتاريخ الأربعاء 21 آذار/مارس 2018م
المصدر: http://bit.ly/2ptELJT