- التفاصيل
أصدر راديو حزب التحرير/ ولاية سوريا، بيانا حول أحداث السطو على معدات الراديو في منطقة كفر عويد، على يد أمنيات هيئة تحرير الشام، حيث أشار البيان: أن هذا العمل يأتي بعد نشاط حزب التحرير الواضح في رفض مؤتمر سوتشي، وفتح الطرق الدولية للنظام المجرم، وحماية النقاط التركية التي منعت الناس من الرد على النظام، وبعد نشاط حزب التحرير في حث الناس على رفض إعطاء الشرعية لما يسمى بـ(مجلس الشورى)، الذي جاء ليعطي صبغة شرعية لحكومة الإنقاذ التي أرهقت الناس بالضرائب والمكوس وتكميم الأفواه، والذي سيتم التمهيد من خلاله لحكومات جديدة وبأشكال جديدة تنفذ الحل السياسي الأمريكي الذي يتم طبخه في الخارج. وختم البيان مؤكدا أن راديو حزب التحرير/ ولاية سوريا صوت الحق الذي لا يخشى في الله لومة لائم، والذي أخذ على عاتقه النصح للأمة وأبنائها من المدنيين والعسكريين، وتحذيرهم مما يحاك لهم من مؤامرات مثل سوتشي وفتح الطرقات، أو أطروحات مشبوهة مثل تشكيل حكومات هشة ومجالس شورى لا تسمن ولا تغني من جوع، وبعد كل هذا نرى من يحاول إسكاته.
جريدة الراية: https://bit.ly/2VQaqns
- التفاصيل
إن أبرز نموذج في خطط الغرب الاستعماري للسيطرة على شعوب الأرض هو نموذج هدم الخلافة العثمانية، حيث عمل على صناعة العملاء والجواسيس من بعض الذين ذهبوا للدراسة أو العمل في بلاده، وكذلك من خلال اختراق مؤسسات الدولة عبر بعض الضباط والسياسيين النافذين في الحكم، وكان من أبرز هذه النماذج مصطفى كمال الذي هدم الخلافة وألغى نظامها وأعلن الجمهورية التركية العلمانية، وكذلك الشريف حسين بن علي الذي قاد الثورة العربية الكبرى متعاملا مع الإنجليز لهدم الخلافة على أمل الوعود التي منَّوه بها بأن يصبح هو خليفة المسلمين وخدعوه بأن الخلافة حق للعرب وليس للترك.
استخدم الغرب العملاء والجواسيس في تمزيق لحمة شعوب الخلافة من مسلمين وغير مسلمين بنشر فكرة القومية والوطنية مما أضعف الدول التي كانت تعيش فيها عرقيات وإثنيات متعددة في أمن وسلام وتم تمزيقها إلى دويلات هزيلة نصب عليها الغرب حكاما عملاء.
استمر الغرب وعلى رأسه الاستعمار الأوروبي بريطانيا وفرنسا وإيطاليا في طريقة التحكم بالشعوب عبر تقسيم البلدان الكبيرة إلى دويلات صغيرة يحكمها حكام عملاء مرتبطون بالاحتلال بشكل سري مما أوجد في البلاد الإسلامية أكثر من خمسين دويلة، وكانت عمالة الحكام للغرب بشكل سري وخادع، بل قد جعلهم أبطالا في عيون الناس بأن اصطنع الهزائم والانسحابات أمامهم فتسلقوا الثورات وتزعموها، أيضا بدعم غربي سري ونصبهم حكاما بعد انسحابه العسكري، وبفعل أولئك الحكام بقي الاحتلال السياسي والاقتصادي والفكري والثقافي لبلاد المسلمين وغيرهم من الشعوب الأخرى.
ثم إنه بعد الحرب العالمية الثانية وخروج أمريكا من عزلتها وتذوقها طعم الغنائم التي أشركتها بريطانيا بها سال لعابها لأخذ مستعمرات الدول الأوروبية فعملت بالطريقة الأوروبية في اصطناع العملاء التابعين لها سواء في الجيوش أو رجال السياسة، وقامت بأخذ بعض الدول من النفوذ البريطاني والفرنسي، ومن أبرز النماذج على هذه الطريقة انقلاب الضباط (الأحرار) في مصر على الملك فاروق عميل الإنجليز وسيطرة جمال عبد الناصر عميل أمريكا على الحكم ثم استمر حكم العسكر لمصر إلى يومنا هذا، وكذلك انقلاب حافظ أسد عميل أمريكا على عملاء الإنجليز في سوريا لتصبح سوريا تابعة للنفوذ الأمريكي بواسطة آل أسد الأب والولد.
إن محاولات أمريكا سحب البساط من تحت أرجل عملاء أوروبا، دفع أوروبا للعمل على أكبر قدر ممكن من المؤثرين في المجتمع من وجهاء وشيوخ عشائر ورؤساء أحزاب ومثقفين لربطهم بها حفاظا على نفوذها، ومنع أمريكا من أخذ تلك الدول منها بالانقلابات العسكرية، مما دفع أمريكا بدورها إلى اللجوء لخطة جديدة وهي التدخل العسكري المباشر بعد اصطناع الحجج كما في لبنان وأفغانستان والعراق والصومال وغيرها من البلاد، واتخذت أمريكا التدخل العسكري المباشر طريقة جديدة لاصطناع أكبر عدد ممكن من العملاء بدل العميل الواحد من الحكام.
ثم جاء الربيع العربي ليسعر الصراع بين أوروبا التي تريد استعادة نفوذها القديم في الدول التي أخذتها أمريكا منها، وبين أمريكا التي تريد الحفاظ على نفوذها في هذه الدول، بل وتريد أن تزيد من نفوذها في البلاد الإسلامية بأخذ مزيد من الدول من أوروبا مما جعل طريقة السيطرة أكثر وحشية ومأساوية انعكست على الشعوب حروبا بينية ودمارا وقتلا وتشريدا واصطناعا للمرتزقة والعملاء.
لذلك لا خلاص لشعوب الأرض المقهورة وفي مقدمتهم الأمة الإسلامية للتخلص من سيطرة الغرب الاستعماري وعلى رأسهم أمريكا إلا بنبذ العلاقة مع الغرب ونبذ عملائه من الحكام والمثقفين والشخصيات المرتبطة به ونبذ العلمانية ومبدئها الرأسمالي، وأخذ الإسلام كمبدأ ونظام للحياة والتوحد عليه والتنقيب عن قيادة سياسية مخلصة وواعية تحمل الإسلام قيادة فكرية وسياسية ومبدأ حضارياً عالمياً تقيم على أساسه دولة الخلافة على منهاج النبوة.
بقلم: الشيخ محمد سعيد العبود (أبو مصعب الشامي)
جريدة الراية: https://bit.ly/2ICHqMv
- التفاصيل
ما زالت ثورة الشام تخوض معاركها الطاحنة وعلى كافة المستويات ولكنها أصعب مما مرّ عليها في السابق، فالمعركة السياسية الحالية هي معركة القضاء على الثورة نهائياً، ونقول ذلك لأن بعض أبنائها انحازوا إلى صف أعدائها بعلم وبدون علم لإجهاض ثورتنا العظيمة التي قدمت ما يبهر الأبصار حتى الآن في سبيل انعتاقها وتحررها... سيتساءل الكثيرون كيف ذلك؟ وما هي المعطيات التي لديك حتى تقول ذلك؟ ولماذا تمارس لغة التخوين على ثوار ثورة يتيمة تآمر عليها القريب والبعيد وتكالبت عليها الأمم؟
بداية لا بد لنا أن نعرف أين وصلت الثورة، وكيف وصلت، وما هو السبيل لاستمرارها ووصولها لهدفها؟ وكيف يكون ذلك واقعياً، خصوصاً أن البعض يتهمنا بعدم الواقعية وعدم العقلانية، فنقول وبالله التوفيق:
إن كشف الحقائق ليس تخويناً بل إن الخيانة ألّا نقول الحقيقة في وقتها، إن الثورة وصلت إلى حائط مسدود وذلك لأسباب كثيرة أُريد لها ذلك، وساعد بعض أبنائها بذلك، فالثورة التي انطلقت بالتكبير وحطمت قيود العبودية والذل لنظام مخابراتي طائفي مجرم، وحققت في بدايتها ما لا يمكن تصوره وهزمت النظام شر هزيمة تعاني اليوم أشد المعاناة، ويقف من تولى قيادتها عاجزاً عن الحركة بعد أن سلم مقاليد الثورة للدول ومنظوماتها وحوّل نفسه وقوته وقوة الثورة إلى أدوات بيد هذه الدول تحركه حسب مصالحها... هذا هو الواقع ويعرفه القاصي والداني، هذا هو الجواب على أول سؤال، أما السؤال الثاني وهو كيف وصلت إلى هنا، فجوابه هو كما سمعته من أحد ثوار الساحل ويدعى (مصطفى هدية): قال لي بالحرف الواحد إن ثورتنا انتهت مع الأحد عشر ألف ليرة سورية!! الجميع سيتساءل وما هو هذا المبلغ التافه وما هي قصته مع ثورة أعجزت نظام القتل والإجرام؟ طبعاً هو نفسه سيجيب وهو يتحدث لي عن معاركهم في الساحل وكيف أنهم كانوا قاب قوسين من أن يدخلوا اللاذقية وجبلة وبانياس وجميع مدن الساحل فاتحين في بداية عام 2013 وكيف كانت الخطط العسكرية قد وضعت لذلك الهدف الذي لو تحقق لكان النظام العفن قد انتهى ولكنا الآن نعيش حقبة جديدة من العزة والكرامة والحرية.
مصطفى هو أحد شباب الثورة كما غيره الكثير ممن يتجرعون الآن مرارة الخذلان لأهلهم في خان شيخون ومعرة النعمان والغاب وحتى الباغوز، وقصة الأحد عشر ألفاً بدأت عندما دخل رئيس الائتلاف حينها أحمد الجربا إلى جبهة الساحل وقدم الدعم المسموم الذي جلبه من مشغليه في تركيا والخليج لوقف زحف الثائرين إلى عقر حاضنة النظام، فاشترى ذمم بعض القادة وكان منها مبلغ مئة دولار وزعت على جميع المقاتلين في تلك الأثناء وكان الدولار في حينها يعادل 110 ليرات سورية، طبعاً مصطفى يرفض فكرة أن المال هو من الدول ويصرّ أن الجربا جلبها من النظام النصيري لوقف جبهة الساحل وهذا ما حصل فعلاً، حيث قام بعض قادة الفصائل بأخذ الدعم وبناء فصائل كبيرة هدفها منع من يريد الاستمرار في قتال النظام وفتح الجبهات وقتاله إذا أصرّ على ذلك، وهذا أيضاً ما حصل فقد توقفت أهم جبهة على النظام، بل تم لاحقاً تسليم مناطق محررة واسعة في الساحل بمعارك وهمية.. هذا القدر يجيب عن كثير من تساؤلات الناس في جبهات أخرى على كامل الأرض السورية فما حصل بالساحل ليس نشازاً، فهو نفسه ما حصل في حلب وحمص والغوطة ودرعا، وهو نفسه ما يراد لما تبقّى من محرر في إدلب.
أما السبيل لوقف ذلك واستعادة الثورة ممن تسلط على قيادتها ويقف الآن أمام الحائط ويبحث عند الدول عن حلول إن لم نقل ينتظر أن يسلم ما تبقى لينتهي دوره... نعم لينتهي دوره وتنتهي مهمته، ونقول ذلك ونحن نرى بأم أعيننا كيف تتم سرقة التضحيات وإهدارها بإنشاء حكومات وظيفية مجهولة الأهل والنسب إرضاءً للداعمين وبرامجهم، هؤلاء الداعمين الذين لا همّ لهم إلّا مصالح أسيادهم، وهنا لا أخفي معلوماً وأقصد تركيا التي كانت ولا زالت خنجراً مسموماً طُعنت به الثورة من الخلف ودخلت عليها بلباس الحمل الوديع، وما فعلته هي ومخابراتها في حماية النظام ومنعه من السقوط، وليس آخرها إدخالها نقاطها العسكرية بحجة خفض التصعيد وغايتها الوحيدة هي وقف الثورة ومنع الثائرين من استكمال ثورتهم القادرة على تحطيم النظام وجعله أثراً بعد عين... والسبيل لذلك يكون بتحرك الحاضنة الشعبية لوقف هذه المهزلة والالتفاف حول الواعين المخلصين لتغيير الواقع السيئ الذي أوصلنا إليه المرتبطون، وذلك يكون بتبني قيادة سياسية للثورة تحمل مشروعاً واضحاً من صميم عقيدتنا تمتلك الوعي السياسي الذي يحبط المؤامرات وتتولى اتخاذ أهم قرار في الثورة وهو قطع الارتباط مع الدول وتوحيد الوجهة والهدف وتوحيد القوة العسكرية على هدف الثورة وليس على أهداف شخصية أو أهداف الدول، والسير بهم جميعاً إلى الاستمرار بالثورة وإسقاط النظام وتحكيم الإسلام الذي هو أسمى الأهداف ونوال رضا الله وهو غاية الغايات.
هذه هي حقيقة الواقع الذي يجب علينا أن نعمل جميعاً لتغييره، وعلى سوئه وسوء الأوضاع إلّا أن بصيص الأمل ما زال ونحن نرى تحرك الحاضنة الشعبية وإدراكها لحقيقة الأعمال السياسية وأهميتها في إبطال المؤامرات التي تحاك للثورة، ما يبشر بمرحلة مهمة قادمة، بدأت تظهر تباشيرها بتحرك الناس لإسقاط مؤتمر سوتشي ومخرجاته، واليوم برفض ما بات يسمى بالمؤتمر السوري العام الذي تم تفصيله على مقاس قائد فصيل بعينه استناداً إلى قوته العسكرية والأمنية التي يحاول بها تهديد الناس والضغط عليهم للسير في ركابه وركاب داعميه، الذين يريدون أن تكون لهذا المؤتمر وما انبثق عنه من حكومة ممثلاً للثورة، وتجيزها فيما بعد للجلوس مع النظام وتنفيذ الحل السياسي الأمريكي.
إن نقدنا لهذه الخطوات التي تسير بها فصائل الثورة وتشكيل حكومات في هذا الوقت بالذات وعدم سماع أصوات أهلنا في الشام بل والضرب بها عرض الحائط، وتنفيذ أجندة الداعمين على حساب أهل الثورة والجهاد ينذر بشر كبير لا تحمد عواقبه، فإننا نرى حقيقة هذه المشاريع المشبوهة التي لا تمت لثورة الكرامة بأي صلة، وقد علمنا الإسلام وعلمتنا الثورة أن هذه الجهود هي إضاعة للبوصلة ودخول في نفق مظلم يخدم أعداء الثورة ولا يخدم حتى الفصيل الذي يعمل عليه، بل يحوله من الجهاد لإعلاء كلمة الله إلى فصيل وظيفي يسير في تثبيت أركان النظام، فالثورة التي تسير على الجمر ليست مكاناً للتجريب، وفي إسلامنا ما يغنينا عن التجريب، فاتباع الحكم الشرعي في كل قضية من القضايا هو الذي يوصلنا إلى بر الأمان ودونه الهلاك وغضب الله، وما زال هناك فسحة فاقطعوا ما أمر الله به أن يقطع من حبال مع أعداء الله وثبّتوا حبالكم مع الله، وعودوا إلى جهادكم وتوبوا إلى الله وسيروا على ما سار عليه نبينا صلى الله عليه وسلم ﴿قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾.
بقلم: الأستاذ أحمد معاز
جريدة الراية: https://bit.ly/2Up6RIt
- التفاصيل
للمرة الثالثة في هذا العام يلتقي الرئيسان التركي والروسي لبحث المسألة السورية أو ما يُسمونه أزمتهم في سوريا، حيث إن لقاءات كثيرة جمعت بينهما العام الماضي كان أبرزها اتفاق سوتشي في شهر أيلول الذي كان من المفترض تطبيق بنوده حتى نهاية العام.
جاءت هذه اللقاءات المُتكررة لبحث الآليات العملية لتطبيق الاتفاق المشؤوم بعد أن فشلت جهودهم في فرض الاتفاق بسبب رفض الناس لهذا الاتفاق وخروجهم بأعمال جماهيرية عدة عبرت عن رفضها لعمل نقاط المراقبة التركية وأكدت على رفضها القاطع لفتح الطرقات الدولية.
أهم ما جاء في اللقاء الأخير في الثامن من الشهر الجاري نيسان هو تسيير دوريات روسية مرافقة للدوريات التركية التي تم تسييرها في منطقة ما يُسمونه خفض التصعيد، كما نقلت صحيفة إندبندنت عربية ووكالات أخرى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعلن الاثنين "أن روسيا وتركيا ستسيّران دوريات مشتركة في محافظة إدلب السورية". وأضاف عقب محادثات مع نظيره التركي أردوغان في موسكو "سنسيّر بشكل أساسي دوريات مشتركة... من جهتين على الأقل".
ربما فهم البعض أن الدوريات ستكون مشتركة داخل المناطق المُحررة وهذا صحيح، لكن الكلام أيضاً يُحمل على تسيير الدوريات من جهتين وهذا يُراد منه إعطاء شرعية لوجود الدوريات التركية لدى الناس إذا ما كان القرار برفض دخول الدوريات الروسية إلى المناطق المُحررة.
وسواء أرادوا تسيير دوريات مشتركة أو منفصلة، في جهة واحدة أو جهتين فإن الاتفاق ليس لأجل تسيير دوريات فحسب وإنما لهدف يتم التجهيز له والتخطيط لتحقيقه، وهو إتمام العملية السياسية التي وضعت بنودها أمريكا في جنيف1 حيث صرح بذلك المجرم بوتين كما نقلت عنه روسيا اليوم "الآن، بعد دحر جل قوى (الإرهابيين)، صار من الأهمية بمكان التركيز على إعادة الوضع على الأرض إلى استقراره بشكل نهائي، والدفع بعملية التسوية السياسية بموجب قرار 2254 الصادر عن مجلس الأمن الدولي".
ورغم أن اتفاق سوتشي في أيلول نص على وقف إطلاق النار إلا أن النظام المجرم ومعه المليشيات الإيرانية والطيران الروسي وقواعده لم تهدأ مدافعها ولم تتوقف طائراتها عن قصف المناطق المُحررة وخاصة الواقعة على أطراف الطريق الدولي والمتفق على فتحه كأحد بنود اتفاق سوتشي.
ونشر المرصد السوري لحقوق الإنسان بعد منتصف ليل 14 نيسان/أبريل الجاري، أنه رصد المزيد من الخروقات التي طالت مناطق سريان الهدنة الروسية - التركية، حيث استهدفت الطائرات الحربية بسلسلة غارات منطقة معترم في الريف الشمالي لأريحا، إذ رصد تناوب أربع طائرات روسية باستهداف حرش بسنقول وبلدة أورم الجوز في ريف إدلب الجنوبي، بأربع عشرة غارة جوية تسببت بوقوع إصابات في صفوف المدنيين، واشتعال حرائق في بعض البيوت السكنية، كما قصفت قوات النظام مناطق في محور تردين بجبل الأكراد في ريف اللاذقية الشمالي الشرقي، ما تسبب بقتل شخص. وبذلك فإنه يرتفع إلى 587 على الأقل عدد الذين استشهدوا خلال تطبيق اتفاق بوتين - أردوغان ووثقهم المرصد السوري.
ولقراءة المشهد كاملاً نجد أن هناك تناغما واضحا بين أدوات الحل السياسي الأمريكي فالاتفاق كان لمنع روسيا من السيطرة على إدلب عسكريا ولإكمال أدوات الحل السياسي وهذا ما يؤكد عليه الرئيسان التركي والروسي في كل لقاء بينهما، وهو حقيقة ما يسعون له عبر هذا الاتفاق وإن اختلفت الأساليب التنفيذية وتنوعت.
فقد أقرّ الرئيس التركي بصعوبة تنفيذ الاتفاق وشارك نظيره الروسي في وصف الثوار (بالإرهابيين) حيث قال "من الخطأ القول إن التزامنا لم يؤدِ إلى نتائج في إدلب"، متابعاً "بسبب وجود بعض الجماعات (الإرهابية) هناك، فإن عملنا، ويا للأسف، ليس سهلاً"، وهو أيضاً قد أعرب عن "تطابق الآراء مع روسيا بأن الحل السياسي هو السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة بسوريا".
واضح أن المتربصين بالثورة وأهلها يُصرّون على المُضي قدما في تآمرهم ومكرهم بأهل الشام رغم الصعوبات التي تواجههم، وهذا يجب أن يكون دافعاً لأهل الشام أن يُدركوا أنهم قادرون على الوقوف في وجه هذه المُخططات وإفشالها وقلب الطاولة عليهم واستلام زمام قضيتهم بأيديهم بعد أن اختطفها الداعم والمُمول، ويجب أن يدفعهم شدة المكر إلى زيادة التمسك بالثورة وثوابتها، والالتفاف حول المشروع الإسلامي الجامع، والصدع بكلمة الحق أمام جموع المتآمرين.
إن المتتبع لتكرار اللقاءات بين الرئيسين التركي والروسي وتغييرهما للخطط والأساليب في تنفيذ اتفاق سوتشي ليُدرك أن الثورة ما زالت عصية على التطويع وما زالت روحها تعيش في أوساط الكثيرين رغم حبال الداعمين التي قطّعت الأواصر وصخور المرجفين التي ملأت الطريق، وإنها لقادرة بإذن الله على إفشال مخططاتهم ومنعهم من وأد الثورة، وقادرة على الاستمرار والثبات حتى تُسقط النظام وتقيم حكم الإسلام، فقط عندما تلجأ لله وحده وتقطع ما أمر الله بقطعه من صلة بغيره أو تعلّق بأحد سواه، وتتمسك بحبله المتين فتوحد الصف وتجمع الكلمة حول المشروع الإسلامي الواضح والقيادة الواعية المخلصة، فتسير نحو هدفها بثبات ووضوح وعزيمة وإصرار مستمد من إيمانها بربها وبنصره الموعود لعباده المؤمنين.
كتبه الأستاذ منير ناصر
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية سوريا
جريدة الراية: https://bit.ly/2GuX3El
- التفاصيل
بعد مرور ثمانية أشهر من سيطرة النظام المجرم على درعا والمنطقة الجنوبية، ليس بقوة ولا شجاعة منه بل عبر المؤامرات والمؤتمرات والهدن الآثمة، وبعد أن شارك في هذه الخيانة والتسليم قاداتُ فصائل سيضعهم التاريخ بقائمة العار، إذ باعوا دماءهم وأعراضهم وثورتهم لأعدائها؛ بعد ذلك كله، تجددت الأعمال المناهضة للنظام وبتنا نسمع كل يوم عن عمل ثوري هنا وهناك في أغلب مناطق درعا بعد أن رأى الثوار زيف وكذب ما يسمى بالمصالحات والتسويات والقائمين عليها.
وقد أصبح الثوار يكتشفون بأنفسهم أولًا بأول مدى ضعف النظام وهشاشته وهوانه وكذبة وجود قوة جبارة وجيش عرمرم بين يديه، اكتشفوا ذلك بعد أن خُدعِوا سابقًا بسبب عدم وجود قيادة سياسية واعية مبصرة تحفظ جهودهم.
واليوم ونحن نرى "حوران" جمرًا تحت الرماد ويشتعل في بعض المناطق شيئًا فشيئًا ليعود بالثورة لسيرتها الأولى، نرى بالمقابل ما يُطلَق عليها: "لجنة درعا المركزية" هذه اللجنة -التي تتواصل مع روسيا وتُوجَّه من حيث تشعر أو لا تشعر- قد قامت بكتابة بعض مطالب لا تسمن ولا تغني من جوع إذ التقت في دمشق مع مكتب الأمن القومي التابع للنظام، مطالب تتجه باتجاه امتصاص غضب الناس ومحاولة استيعابهم، تتركز هذه المطالب حول رفض سياسة الحزب الواحد وإخراج الميليشيات الإيرانية من الجنوب السوري وإنهاء نفوذها، وإعادة عناصر قوات النظام إلى ثكناتهم العسكرية، ورفع القبضة الأمنية عن المحافظة وإيقاف الاعتقالات بشكل فوري، وتحسين الخدمات، وعزل محافظ درعا، وإطلاق سراح المعتقلين. بينما أصبحت قضية إسقاط النظام عند هؤلاء من الماضي! وإننا نتساءل هنا بأفواه ملؤها العجب: أيُّ ذلٍّ بعد هذا أيتها اللجنة؟!! لقد قُمْتِ بمنكر عظيم بتخذيل الناس وضبطهم ومنعهم من الخروج في ذكرى الثورة، وهي ذكرى عزيزة على قلوبهم وقلوبنا جميعًا بأوهام كاذبة خادعة، ومنعتيهم أن ينتفضوا في وجه قاتل أبنائهم وهادم مساجدهم ومنتهك حرماتهم ومُيتِّم أطفالهم.
لذلك، فإننا نخاطبكم يا أهل حوران العز والنخوة والكرامة، يامن لا تسكتون على ضيم وتردون الصاع صاعين على المجرمين، ها أنتم تدركون بأنفسكم هشاشة هذا النظام، ولديكم من القوة ما يَنقُص عدوَّكم ألا وهو الحق من الله والذي به تنتصرون. إلا أنكم تحتاجون كما يحتاج إخوانكم في باقي المناطق لقيادة سياسية واعية مخلصة تقودكم نحو هدفكم وتُخلِّصكم من هذا النظام المجرم الذي سام أهل الشام سوء العذاب. قيادة تُقصِّر عليكم المسافات وتختصر معاناتكم وتجنبكم الوقوع في فخ المكائد والمؤامرات من عدوكم، وترسم لكم الطريق الذي ينبغي أن تسلكوه وتجتمعوا عليه لتنتصروا به. كما أننا نوصيكم بثوابت ثورتكم العظيمة، لا تتنازلوا عنها وتمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ:
- إسقاط النظام المجرم بكافة أركانه ورموزه
- قطع علاقاتكم مع جميع الدول والتي بان لكم موقفها من ثورتكم العظيمة
- إقامة نظام يرضي ربكم ليكرمكم بالنصر والعز والتمكين وما ذلك على الله بعزيز.
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير- ولاية سوريا
شادي العبود