- التفاصيل
ومضات: (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِّأُولِي الأَلْبَابِ)
الإيمان بالله عز وجل إيمان عقلي صدر عن التفكير بالمخلوقات والكون والإنسان والحياة ،فمن آمن بالله عقلا أدرك صلته به كقوة عظمى وأدرك بأن عليه أن يثق بخالقه وبما أرسله إليه من هدي ثقة عمياء، فكما أنه هداه للإسلام وأخرجه من الظلمات إلى النور فهو أيضا قادر على أن ينصره ويؤيد به الدين، فمن يثق بعبد من عباد الله أنه قادر على نصره من دون الله فهو للأسف لم يلامس قلبه جوهر الإيمان ولم يؤمن بالله عقلا بل تلقينا ونقلا عن آبائه وأجداده فغابت فعالية مفاهيم الإيمان لديه، وإذا تليت عليه الآيات لا ينعكس مدلولها على سلوكه، بخلاف المؤمنين المتيقنين الذين قال عنهم الله (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ) فمثل هؤلاء إن مر على قوله تعالى (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ) اطمأن وسكن فؤاده رغم المكر والكيد وإذا مر على قوله تعالى: (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ۚ يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ۚ وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) بدد القلق وسارع الخطا نحو وعد الله الناجز، وإذا ما قرأ
( يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ) علم أن المعركة محسومة علم اليقين، وإذا ما وجد في حاله وحال أمته ضعفا وهوانا وعجزا وسوء تدبير و تدبر الآيات التي تقول (وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى) وقوله تعالى (إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ) إذا ما مر على هذه الأيات ونظر إلى واقعه سارع في التفتيش عن المخالفات الشرعية والثغرات والفجوات التي أحدثها بعده عن نظام ربه وأحكامه فصوب الأخطاء وسارع إلى التوبة وإلى الخضوع لشرع الله، هؤلاء هم أولو الألباب الذين صح طريق إيمانهم فصح حالهم واستقام.
المكتب الإعلامي لحزب التحرير - ولاية سوريا
- التفاصيل
ومضات: الطريق إلى الله مرسوم بتشريعه ، مكفول بقدرته وحفظه
الإنسان بطبعه يخشى المغامرة ويميل إلى سلوك الطريق الآمن في تحقيقه لما يرجو ، لذا نرى بعض من قاسمنا العزم على إسقاط نظام الطاغية يسارع إلى من يظن بيدهم القوة من الدول فيطيعهم في بعض أمرهم أو كله علهم يضمنون له طريق إزالة هذا النظام ويذللون له العقبات
لكننا كمسلمين فأمام اختبارين اثنين في هذا المقام :
الأول أن لانكون ممن قال الله فيهم (وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ) وأن تطمئن قلوبنا إلى أننا تبع لمالك الملك وصاحب القوة والجبروت وفي حرزه وحمايته ومادونه من البشر والدول والكيانات قوتهم فانية مهملة، والثاني أننا مقيدون أساسا في طريقة تنفيذ الأحكام كافة ومنها طريقة إسقاط الطواغيت واستبدالها بحكم الله وتشريعه ولنا في سلوك رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة ودليل دامغ والثبات على ذلك اختبار لإيماننا بالله وتشريعه.
هذا الإدراك وتلك الطمأنينة مضمونان لمن تدبر قوله سبحانه : (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلاَّ تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ * نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ)
المكتب الإعلامي لحزب التحرير - ولاية سوريا
- التفاصيل
ومضات: (وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ)
يقول الله تعالى في كتابه ( الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً )
وهذا مما أجابت به عقيدة الإسلام عن حقيقة الحياة وجوهرها ، فما من مسلم إلا ويعلم أنه في هذه الحياة عابر سبيل يمضي إلى ربه وحسابه، فيعمل اليوم في الدنيا ليفوز غدا في الآخرة .
ومعيار الفلاح بدون شك هو الخضوع لأحكام الله التزاما بالفرائض وابتعادا عن المحرمات ، والباعث الوحيد على ذلك السعي لنيل رضوان الله ، فنحن لانصوم لأن الدراسات العلمية أثبتت أن الصيام عادة صحية جيدة ، بل استجابة لقوله تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ) وكذلك سائر الأحكام الشرعية نتبعها طلبا لرضوان الله تعالى ونزولا عند حكمه .
فعقولنا ليست حكما على شرعه ، بل عقولنا قادتنا إلى التسليم به وبكل ما أمر تسليما يقينيا ، فما بال البعض يعطل الفرائض ويقع بالمحرمات بحجة جلب مصلحة مرجوة أو درء مفسدة يخشاها! فيزيغ النظر عن صريح أمر الله ، فمنهم من قعد عن العمل للخلافة واستبدل ذلك بمشاريع سياسية كافرة إرضاءا لأعداء الإسلام ، ومنهم من تسول على أبواب الحكومات والدول الماكرة بأهل الإسلام ، فصار لهم خادما وجنديا يأتمر بما يملون عليه من تعطيل لإسقاط نظام الطاغية وكل ذلك يجري تحت مبررات مصلحية يطلقها علماء ومشايخ وأصحاب لحى فتصير عند البعض مبررات (شرعية ).
إن قوة الإيمان تختبر في مثل هذه المواطن ، عندما يكون الثبات على أمر الله مكلفا وشاقا ومضنيا ، وعندما يكون أمر الله لك بخلاف ما يأمرك به الناس وأصحاب النفوذ والسلطان ، فتكون مضطرا للاختيار بحسب قناعتك وإيمانك (وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ)
المكتب الإعلامي لحزب التحرير - ولاية سوريا
- التفاصيل
ومضات: (فَاسْـتَـبِـقُـوا الْخَـيْرَاتِ)
(وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ*الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِن فَضْلِهِ لا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ)
ملايين المسلمين تتوق نفوسهم إلى هذا المشهد المنتظر وهذا الحال المرجو ، وهو غاية المنى وأعلى ماتشتهيه الأنفس وتقر به الأعين ، وربنا يقول في كتابه (فَاسْـتَـبِـقُـوا الْخَـيْرَاتِ) وأبواب الأجر كثيرة لاتحصى ، ولعل أعظمها أجرا هو العمل لاستئناف الحياة الإسلامية التي عطلت بتعطيل تنفيذ أحكام الإسلام بعد هدم دولته ، فالعامل اليوم لإعادة هذه الدولة والناصر لها والباذل في سبيلها وقتا وجهدا ومالا يعول على أن يكون له سهم في بحار الحسنات التي سينالها عند عودة هذه الدولة حيث سيكون له أجر في كل حكم شرعي عطل فطبقته دولة الخلافة وما أكثرها من أحكام معطلة وما أكثرها من أجور مضاعفة للعاملين .
" لَيَبْلُغَنَّ هَذَا الدِّينُ مَا بَلَغَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ ، وَلا يَتْرُكُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بَيْتَ مَدَرٍ وَلا وَبَرٍ إِلا أَدْخَلَهُ اللَّهُ هَذَا الدِّينَ ، بِعِزِّ عَزِيزٍ أَوْ بِذُلِّ ذَلِيلٍ ، عِزٌّ يُعِزُّ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهِ الإِسْلامَ ، أَوْ ذُلٌّ يُذِلُّ بِهِ الْكُفْرَ " وهذا أيضا ستحققه جيوش دولة المسلمين التي ستطوف العالم جهادا ونشرا لدعوة الإسلام ،رسول الله قال لعلي رضي الله عنه عندما بعثه إلى خيبر ( ادعهم إلى الإسلام وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله تعالى فيه فوالله لأن يهدي الله بك رجلاً واحدًا خير لك من حمر النعم ) هذا في الرجل الواحد إن أسلم فكيف بمن يكون له سهم بإسلام مليارات البشر ، نسأل الله عز وجل أن يجعل الإخلاص والتوفيق لزاما للعاملين لنصرة دينه وتمكينه .
المكتب الإعلامي لحزب التحرير - ولاية سوريا
- التفاصيل
ومضات: (وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ)
يمضي المسلم في حياته آملا برضون الله وفوزه بجنته التي قال عنها تعالى : ( مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ ).
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلّم قال: « إنَّ أوَّلَ زُمْرَةٍ تدخلُ الجَنةَ على صُورةِ القمر ليلةَ البدْرِ، ثم الذينَ يلونَهُمُ على أشَدِّ نجمِ في السماءِ إضاءةً، ثم همْ بعَدَ ذلك منازلُ لا يتَغَوَّطُونَ، ولا يبولُونَ، ولا يمتخِطون، ولا يبصُقون، أمشاطُهُم الذهبُ، ومجامِرُهم الأُلوَّة، ورشْحُهمُ المِسْكُ، أخلاقُهم على خَلْقِ رجلٍ واحدٍ على طولِ أبيْهم آدمَ ستُون ذِراعاً ».
وعن أبي هريرةَ رضي الله عنه أيضا قال: قُلْنَا: يا رسولَ الله حدِّثنَا عن الجنةِ ما بناؤُهَا قال: « لَبِنَةٌ ذهبٍ ولبنةٌ فضةٍ، ومِلاَطُها المسكُ، وحَصباؤها اللؤلؤُ والياقوتُ، وترابَها الزَعفرانُ، مَنْ يدخلُها ينعمُ ولا يبأسُ، ويخلُدُ ولا يموتُ، لا تَبْلَى ثيابه ولا يَفْنى شبابُه ».
وعن أبي سعيد رضي الله عنه أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلّم قالَ: « إذا دخل أهل الجنةِ الجنة ينادِي منادٍ: إن لكمْ أنّ تَصِحُّوا فلا تَسْقموا أبداً وإن لكم أن تَحْيَوْا فلا تموتوا أبداً، وإنَّ لكم أن تشِبُّوا فلا تَهرموا أبداًوإن لكم أن تنعموا فلا تبأسوا أبداً، وذلك قولُ الله عز وجل: ( وَنُودُواْ أَن تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ )».
وعن أسامةَ بن زيدٍ رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وسلّم قال: « ألاَ هَلْ من مُشَمِّرٌ إلى الجنةِ، فإنَّ الجنةَ لا خطر لها، هي وَرَبِّ الكعبةِ نورٌ يَتَلأْلأُ وريحانةٌ تَهْتزُّ وقصرٌ مشِيدٌ ونهرٌ مطَّردٌ وثَمَرةٌ نضِيْجَةٌ وزوجةٌ حسناءُ جميلةٌ وحُلَلٌ كثيرةٌ ومُقَامٌ في أبدٍ في دارٍ سليمةٍ وفاكهةٌ وخضرةٌ وحَبْرةٌ ونعمةٌ في مَحَلَّةٍ عاليةٍ بهيَّةٍ، قالوا: يا رسولَ الله نحن المشمِّرون لها. قال: قولوا إنْ شاء الله. فقال القوم: إنْ شاء الله »
هذا جانب من وصف الجنة التي أعدها لله لعباده المؤمنين ، وهذه هي المثوبة التي جعلت لمن يلتزمون حكم الله وفرائضه ، وأي فرض أعظم اليوم من إيجاد دولة الخلافة ومبايعة الخليفة الذي يطبق أحكام الإسلام ونظامه ، وفي سبيل ذلك تبذل الإمكانيات وتهون الخسائر طالما أن الثمن نعيم خالد .
( فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ )
المكتب الإعلامي لحزب التحرير - ولاية سوريا