- التفاصيل
الخبر:
وفق الجزيرة نت 28/2/2018 فقد خرق النظام السوري الهدنة في الغوطة وخرق هدنة روسيا فيما تلتزم الجبهات الأخرى الصمت المطبق.
التعليق:
لقد نافق المجتمع الدولي الأمريكي وأعلن حزنه الشديد على ما يجري من جرائم النظام السوري وروسيا في الغوطة الشرقية، بل إنه لم يحمل النظام وروسيا المسؤولية عن تلك الجرائم، فكأن الذي يرتكبها مجهول! وقد دعا مجلس الأمن الدولي إلى تلك الهدنة بسبب الحرج الناتج عن مئات الضحايا في الغوطة. ولم ترق دعوته إلى مستوى الطلب من الأطراف بوقف القتال، فكان واضحاً أن الأمم المتحدة تريد شد الأنظار إليها لمخلّص للناس من الجحيم، وما هي كذلك، لأن النظام الدولي بقيادة أمريكا هو من يرعى جرائم بشار وحلفائه إيران وروسيا في سوريا، ولكن أمريكا تقوم بأعمال سياسية خبيثة توهم الثوار بأنها مع خروج إيران، وأنها ضد روسيا، مع أنها تعطيهم الضوء الأخضر. فهي لا تشدد العقوبات على نظام بشار كما تفعل مع كوريا الشمالية مثلاً، ولا يقال هنا بأن روسيا قادرة على إعاقة ذلك، فالصين قادرة أيضاً على إعاقة سياسات أمريكا ضد كوريا الشمالية، فأمريكا قوة دولية تستطيع فرض إرادتها حتى على الدول الكبرى متى أرادت.
ثم متى كان النظام السوري صادقاً في الهدن، فهو دائماً أول من يخرقها، ولا يقيم وزناً لأي اتفاق. ومن يعول عليه يكون واهماً، ومن ثم فإن مسألة وصم تنظيمات بـ(الإرهابية) هي سياسة يرعاها المجتمع الدولي بقيادة أمريكا لضرب المسلمين، وهي مجرد حجة للتغطية على أعمال النظام السوري المجرم، فأمريكا هي من استقدمت روسيا وقبلها إيران لإخماد الثورة السورية.
وما تجدر الإشارة إليه أن وضع الجبهات في سوريا قد بات مزرياً، فالنظام يركز قوته ضد منطقة بعينها وباقي الجبهات تكون ساكتةً، وهذا لا يكون إلا باستخدام قوة لإسكات باقي الجبهات، واليوم مثلاً القوة التي تستخدمها أمريكا لإسكات جبهة إدلب لتمكين النظام وروسيا من النيل من الغوطة الشرقية هي تركيا، فعملية "غصن الزيتون" التي أعلنها أردوغان هي الآلية التي يتم فيها منع الثوار من قتال النظام في إدلب لتخفيف الوطأة عن الغوطة الشرقية.
وفي ظل هذه الأوضاع للجبهات فإن الثورة السورية في خطر، إلا أن يتم الأخذ على أيدي قادة الفصائل الذين رموا أنفسهم في أحضان تركيا والسعودية وغيرها من الدول التي تأتمر بتعليمات أمريكا، والفرصة في سوريا لا تزال قوية جداً لتصحيح المسار، فالمقاتلون غير راضين عن خنوع قادتهم، ويجب عليهم التمرد على هؤلاء القادة وإشعال كافة الجبهات، فالنظام السوري في وضع هو الأضعف منذ بداية الثورة، ولم يبق له الكثير من العناصر المدربة لتخوض القتال، وحلفاؤه إيران التي نشبت فيها الاحتجاجات، وروسيا التي يعاني اقتصادها، كلهم يستعجلون الخروج من سوريا، وإذا ما اشتعلت الجبهات من جديد، وعاد الزخم للثورة السورية فإن النظام وحلفاءه إيران وروسيا، ومن ورائهم أمريكا، كلهم في ورطة كبيرة أمام إصرار وعزيمة أهل سوريا على إسقاط النظام إسقاطاً كلياً.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عصام البخاري
المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/radio-broadcast/news-comment/50114.html
- التفاصيل
الخبر:
نقل موقع الجزيرة نت يوم الاثنين، 2018/2/26م خبرا تحت عنوان ("هدنة قاتلة" بالغوطة وحديث عن "ألاعيب روسية") جاء فيه بشيء من التصرف:
"أعلنت روسيا، اليوم الاثنين، تطبيقها هدنة يومية في الغوطة الشرقية مدتها خمس ساعات، وفتح ممرات إنسانية لخروج المدنيين اعتبارا من غد الثلاثاء. وبينما قال فصيل جيش الإسلام إن الهدنة الروسية لا تعتبر التزاما بقرار مجلس الأمن الدولي الأخير، قال نائب السفير البريطاني لدى الأمم المتحدة إن الأمر متروك لموسكو إذا ما كانت ترغب في تنفيذ الهدنة بسوريا "أو أنها ترغب في التلاعب بها".
وقال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو إن الرئيس فلاديمير بوتين أمر اعتبارا من غد الثلاثاء بهدنة إنسانية نهارية يومية في الغوطة الشرقية بريف دمشق، تبدأ من الساعة التاسعة صباحا وحتى الساعة الثانية بعد الظهر بتوقيت سوريا".
التعليق:
يحار المرء من أين يبدأ حيال هذا الخبر! أيبدأ بالدعاء لأهل الغوطة و الشام وسائر الأمة الإسلامية بأن يفرّج الله كربها ويرفع عنها الغمة، أم يبدأ ببيان حجم التآمر الذي تنفذه قوى الكفر قاطبة ضد الأمة الإسلامية وأبنائها وكيف أن هذه القوى الشيطانية تتخذ الحكام وبعض العلماء وبعض الحركات وبعض الميليشيات والفصائل أدوات تنفذ من خلالهم مخططاتها؟! أم يبدأ ببيان كيف أن الشام أصبحت مُستباحة ينفّذ فيها الروس مخططات الأمريكان أملا في أن يحققوا مصالحهم الدنيئة؟ أم نعرّج على الإعلام العربي كيف يتناول مأساة أهل الغوطة خصوصا وأهل الشام عموما وكأنهم يتحدّثون عن بلاد الواق الواق ويتحدّثون عن مخلوقات لم ترتق في إعلامهم إلى مستوى البشر! قاتل الله أولئك جميعا.
لله در أهل الشام؛ غوطتها وريفها ومدنها؛ فاقت بصمودها أمام الظلم والطغيان كل تصوّر وتجاوزت ثورتها مؤامراتٍ ومؤامرات؛ فاجتمعت عليها قوى الكفر والطغيان فصرفت بعضها عن المسار وما زالت تتآمر على البعض الآخر فتمعن فيها قتلا وتدميرا وحرقا... كل هذا من أجل أن تقتل روح التغيير الجذري الذي اشتعلت ناره، نارٌ تُنير الدرب وتحرق الفساد، فالصبر الصبر يا أهل الشام فموعدكم النصر بإذن الله؛ خلافة راشدة على منهاج النبوة ترفع الظلم عن المسلمين وتقيهم من ألاعيب الكفر والكافرين، قال رسول الله ﷺ : «إِنَّمَا الْإِمَامُ جُنَّةٌ يُقَاتَلُ مِنْ وَرَائِهِ وَيُتَّقَى بِهِ». رواه مسلم
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
بسام المقدسي – فلسطين
المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/radio-broadcast/news-comment/50032.html
- التفاصيل
الخبر:
الجزيرة 2018/02/24 - بينما تتواصل المجازر التي يرتكبها النظام السوري بدعم روسي ضد المدنيين السوريين بالغوطة الشرقية في ريف دمشق، تكتفي قيادات دول كبرى بالإدانة الكلامية والسجالات السياسية، بعدما عجز مجلس الأمن الدولي الليلة الماضية عن التصويت على مشروع قانون كويتي سويدي لإقرار هدنة بسوريا لمدة شهر تسمح بإدخال المساعدات الإنسانية لأهالي الغوطة الشرقية.
واكتفى رئيس أكبر دولة في العالم بتقديم الأقوال حيث قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن ما تقوم به روسيا و إيران و سوريا هو أمر مخز على المستوى الإنساني، دون أن يقدم أي حل عملي في هذا الشأن.
وأضاف في مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء الأسترالي مالكوم تيرنبل في البيت الأبيض أن وجود قوات أمريكية بسوريا هو للقضاء على تنظيم الدولة الإسلامية، مؤكدا أنها ستغادر بعد تحقيق هذا الهدف.
التعليق:
عدوان غاشم على الغوطة الشرقية من قبل روسيا والنظام السوري في ريف دمشق تحت مرأى ومسمع كل دول العالم التي تكتفي بالمشاهدة. تركت الغوطة الشرقية لتواجه مصيرها وحدها أمام قصف الطيران الذي لا يميز بين مدني وعسكري ولا بين طفل أو شيخ أو امرأة. كلهم تحت أنقاض الهدم. مشاهد تشيب لها الولدان وتندى لها جباه الشرفاء (إن كان بقي شرفاء من أولئك القادرين على نصرة الغوطة ولم يفعلوا)...
أمريكا أعطت الضوء الأخضر كعادتها لروسيا والنظام من أجل استئصال شأفة المجاهدين الشرفاء في سوريا دون أن يرف لها جفن حول ما يخلفه القصف والتدمير للغوطة. فأمريكا التي تسيطر على سوريا منذ عقود عبر علويّيها في الشام على استعداد لحرق الشام كلها وليس الغوطة فقط من أجل أن تبقي الشام تحت سيطرتها.
وللحفاظ على الشام في قبضتها لعبت أمريكا بأوراقها الواحدة تلو الأخرى: إيران وحزبها في لبنان وسلمان وأردوغان لتطويع الأهل في سوريا تحت قصف الطيران الروسي الغاشم منذ سنين إلا أنها لم تنجح باستمالة رجال الغوطة الشرفاء الذين لم يقبلوا الخضوع لإملاءات أمريكا في حل الملف السوري. فأرادت أمريكا لهم قتلة بشعة لتركيع الشام من جديد لحكمها. وتغطي أمريكا قذارتها وقذارة روسيا والنظام بما تسميه الحرب على (الإرهاب).
هذا هو الوجه الحقيقي لأمريكا وأوروبا وروسيا ومن والاهم ومن تحالف معهم من حكامنا الخونة. وكلما تفرقنا زاد الغرب في قتلنا، وكلما ابتعدنا عن بَعضنا وعن ديننا زاد إجرامهم فينا. والذين غرهم الغرب وما زالوا مغترين فيه فلينظروا للغوطة و إدلب والشام كلها و العراق و فلسطين...
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
الدكتور فرج ممدوح
المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/radio-broadcast/news-comment/49982.html
- التفاصيل
الخبر:
أدان الأزهر بشدة المأساة الإنسانية التي يتعرض لها سكان منطقة "الغوطة الشرقية" في سوريا، مطالبا كافة الأطراف ذات الصلة والمنظمات الإنسانية، بإنهاء معاناة السكان المحاصرين، والوقف الفوري لاستهداف المدنيين، وإمدادهم بالمواد الإغاثية ومستلزمات الحياة الضرورية، وشدد الأزهر الشريف في بيان صحفي، الخميس 2018/2/22م، على أن الصور والمشاهد المروعة التي نقلتها وسائل الإعلام العالمية لمعاناة أهالي الغوطة وغيرها من مناطق سوريا المنكوبة توجب على المجتمع الدولي تكثيف جهوده من أجل إيقاف دوامة الدمار والاقتتال المستمرة منذ سنوات، والتي راح ضحيتها مئات الآلاف من أبناء الشعب السوري المظلوم، فضلا عن تشريد عدة ملايين آخرين، وأعرب الأزهر عن دعمه للجهود المخلصة التي تبذلها جمهورية مصر العربية من أجل إحلال السلام في سوريا، ووقف نزيف الدماء، والحفاظ على وحدة البلاد، وتلبية طموحات الشعب السوري. (اليوم السابع)
وفي سياق متصل قالت جي بي سي نيوز الخميس نفسه، كشف دبلوماسي مصري مسؤول أن بلاده تجري اتصالات مع عدد من الفصائل والتيارات داخل سوريا، من أجل إيجاد حلول عاجلة توقف إطلاق النار في منطقة الغوطة الشرقية داخل سوريا، وقال الدبلوماسي الذي رفض ذكر اسمه لـ24 إن مصر تتواصل أيضاً من الجانب الروسي من أجل الوصول لصيغة تفاهم تساهم في وقف إطلاق النار في الغوطة الشرقية وحماية المدنيين في أسرع وقت ممكن.
التعليق:
ثورة الشام ثورة أمة والصراع على أرضها له طابع مختلف فهو صراع بين الأمة والغرب تكالبت فيه كل القوى على أهل الشام تريد وأد هذه الثورة التي أعلنت أن قائدها للأبد هو محمد ﷺ وأبت الركوع والخنوع، واستعصت على كل مؤامرات أمريكا وأفشلت كل خططها وحيلها، فصبت عليهم أمريكا وحلفها جام نيرانها فأحرقت حلب وغيرها وجاء دور الغوطة الشرقية الصامدة والتي أبت كغيرها أن تتنزل على رأي قادة الفصائل الخونة، فأحالوها جحيما على أهلها، دونما أي حراك من جيوش الأمة الرابضة في ثكناتها والتي أصبحت تأتمر بأمر الغرب وعملائه فأدارت ظهرها لعدوها ووجهت سلاحها إلى صدور الأمة المكلومة،
يا علماء الأزهر، يا أحفاد العز بن عبد السلام! إن إدانتكم لن تنصر أهل الغوطة ولن تفرج كربهم ولن تمنع الغرب من ذبحهم بل إنها ستشجعه على التمادي في ذبحهم وغيرهم من أبناء الأمة الذين يسعون للانعتاق من التبعية للغرب والفكاك من عملائه من الحكام الخونة وبطانتهم، وما يحتاجونه حقا قبل مواد الإغاثة ومستلزمات الحياة الضرورية هو جيش ينصرهم على عدوهم حتى يمكنهم من الانتفاع من هذه المواد ومن مستلزمات الحياة، فالأموات لا يحتاجون هذه المواد يا علماء الأزهر إلا إذا أرسلتم لهم أكفانا عوضا عنها، أما هذا المجتمع الدولي الذي تتحدثون عنه وعن وجوب تحركه فهو شاهد على هذه المجازر مشارك فيها، فلولاه لما تمكن المجرم بشار ونظامه من الصمود هذه السنوات أمام ثورة مخلصة في أرض الشام، بل إن هذا المجتمع الدولي هو الداعم الأكبر لبشار وزبانيته، وأما مساعي حكامكم التي تدعمون فلا يعنيها حقن دماء أهل الغوطة ولا تلبية طموحاتهم، والسلام الذي يسعون له هو استسلام أهل الشام غير المشروط وخضوعهم لبشار عميل أمريكا، ووحدة البلاد التي يتكلمون عن الحفاظ عليها ليست سوى الحفاظ على نظام بشار وأجهزته وعلى رأسها جهاز مخابراته الضامن لبقاء أرض الشام تابعة لأمريكا، أما أهل الشام فشأنهم شأن أهل الكنانة لا يعبأ بهم الحكام ولو استطاعوا سحقهم لفعلوا، فهذا الجحيم الذي يصب فوق رؤوسهم لسنوات ليس إلا لإجبارهم على قبول الحل السياسي الذي تدعمون قادتهم في سعيهم له وهو القبول بالحل الذي ترضى عنه أمريكا ويبقي على أرض الشام في ربقة تبعيتها، وهو ما يخالف طموحات أهل الشام التي أعلنوها مرارا وتكرارا وأرّقت هذا المجتمع الدولي والغرب كله وعملاءه من حكام بلادنا... فطموح أهل الشام أكبر من الحل السياسي الذي له تروجون، طموحهم هو خلافة على منهاج النبوة، هكذا أعلنوها صراحة وهكذا تبنوا مشروعها وحملوا رايتها وعلموا أن العالم كله سيعاديهم ويحاربهم من أجلها فقالوها صراحة (يا الله ما لنا غيرك يا الله)... نعم ليس لهم إلا الله أمام تخاذل كل جيوش الأمة وتنصُّل كل النخب والساسة والعلماء الذين ما إن تفوهوا إلا ونطقوا سما زعافا كما تفعلون، فيخدعونهم ويعينون عدوهم عليهم دون أن يلجؤوا إلى الحل الحقيقي الذي ينهي مآسي الأمة بعمومها وهو تحريك تلك الجيوش والتي لن تتحرك إلا بالتخلص من هؤلاء الحكام الخونة العملاء وإقامة الخلافة على منهاج النبوة وهي ما قام يطالب به أهل الشام يا علماء الأزهر!
يا علماء الأزهر! إن صمتكم يقتل أهل الشام وتنديدكم يبرر ذبحهم، وواجبكم الحقيقي هو تحريض هذه الجيوش على نصرة أهل الشام رغما عن حكامهم العملاء واقتلاعهم ونصرة شباب حزب التحرير العاملين لإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة والواعين على خطط الغرب وحيله ومؤامراته والقادرين على قيادة الأمة لإفشال تلك المؤامرات، فبقيادتهم وحدهم تنتصر الأمة ويعود مجدها المسلوب وتعود عزتها في دولة الخلافة القادمة التي وعدنا الله وبشر بها ﷺ، جعلنا الله وإياكم من شهودها وجنودها.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد الله عبد الرحمن
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية مصر
المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/radio-broadcast/news-comment/50006.html
- التفاصيل
الخبر:
ورد على الجزيرة نت (20/02/2018) تحت عنوان: الغوطة تغرق بالدماء والمعارضة تحذر من إبادة، أنه منذ أمس الاثنين شنّ سلاحا الجو السوري والروسي عشرات الغارات على الأحياء السكنية في مدن الغوطة الشرقية، وتزامن التصعيد السوري والروسي مع إرسال تعزيزات عسكرية مكثفة تنذر بهجوم وشيك على معقل الفصائل المعارضة الأخير قرب العاصمة.
التعليق:
إن الدماء الزكية الطاهرة التي نزفت وستنزف من أهل الشام، المسؤول عنها والذي سيحاسب عليها هم كل من كان بيده منعها أو على الأقل تخفيفها وتنكَّب عن العمل المطلوب الذي يرضي الله وينقذه من عذابه. قال رسول الله ﷺ: «مَا مِنْ امْرِئٍ يَخْذُلُ امْرَأً مُسْلِمًا فِي مَوْضِعٍ تُنْتَهَكُ فِيهِ حُرْمَتُهُ وَيُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ إِلَّا خَذَلَهُ اللَّهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ وَمَا مِنْ امْرِئٍ يَنْصُرُ مُسْلِمًا فِي مَوْضِعٍ يُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ وَيُنْتَهَكُ فِيهِ مِنْ حُرْمَتِهِ إِلَّا نَصَرَهُ اللَّهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ نُصْرَتَهُ».
فقادة الفصائل ومن وقف معهم وأيدهم، ممن خذلوا أهل الشام هم محاسبون عما صدر عنهم من يوم أن تحولت وجهتهم نحو إرضاء الحكام العملاء الظالمين، لتنفيذ مخططات دول الكفر الطامعة بثروات بلاد المسلمين، من يوم أن رضوا بأن يكبل أياديهم المالُ والسلاح القذر، من يوم أن صار العدو صديقا وأخاً والأخ المسلم عدوا! وسمحوا للفتنة أن تقع، فصوبوا بنادقهم نحو صدور بعضهم بعضا محدثين اقتتالا يودي بالقاتل والمقتول إلى النار، والعياذ بالله.
ما الذي حصل لكم يا قادة الفصائل ممن تاهوا الطريق؟! عودوا إلى بداية الثورة، إلى يوم خرجتم لقلع النظام، هل خرجتم عبثا لا تعرفون وجهتكم؟! وعلى من تصوبون السلاح؟! أم خرجتم وغايتكم نيل رضوان الله بتخليص المستضعفين المظلومين ممن ظلمهم وأذاقهم ألوان الذل والقهر؟! ألم تكونوا خرجتم باذلين أرواحكم رخيصة لله متوقعين نيل الشهادة في أي لحظة؟!
إن كان الأمر كذلك - ونسأل الله أن يكون كذلك - فلماذا صرتم من أشد الناس حرصا على حياة وأي حياة، حياة ذليلة مهينة مقيدة بأوامر الداعمين الذين بعتم أنفسكم لهم لتشتروا دنيا أيامها مهما طالت معدودة، هل نسيتم يوم الحساب يوم تُرَدّون إلى عالم الغيب والشهادة العادل الذي لا يُظلم عنده أحد، يوم يقف جميع من خذلتموهم وكنتم سببا في كل ما لاقوه وسوف يلاقونه، يشكونكم إلى العزيز الجبار ليقتص لهم منكم ومن كل من ظلمهم وخذلهم؟!
وأنتم يا من صمتّم صمت أهل القبور، لماذا اختبأتم وراء جدار الصمت؟! كيف تسمعون بآذانكم صيحات الأطفال وأنين الثكالى، وتشاهدون ألوانا من مشاهد العذابات وسيول وشلالات الدماء وهدم المنازل و المساجد و المستشفيات وكأنها عروضٌ على شاشات العرض السينمائية، أو تحصل بعيدا بعيدا هناك في بلاد الواق واق؟! فهلا تداركتم أمركم وأدركتم خطورة جريمة الصمت؟ واتخذتم موقفا يرضي الله تنالون به العزة في الدارين، فلا نجا من استكان وصمت ولا خاب من تاب وتوكل على الله وشمّر لنصرة إخوانه وأمته، استجابة لقول رسول الله ﷺ: «انْصُرْ أَخَاكَ ظَالِمًا أَوْ مَظْلُومًا» فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنْصُرُهُ إِذَا كَانَ مَظْلُومًا، أَفَرَأَيْتَ إِذَا كَانَ ظَالِمًا كَيْفَ أَنْصُرُهُ؟ قَالَ: «تَحْجُزُهُ، أَوْ تَمْنَعُهُ، مِنَ الظُّلْمِ فَإِنَّ ذَلِكَ نَصْرُهُ».
نسأل الله السلامة في الآخرة لجميع المسلمين وأن يكونوا من جنود وشهود عودة الحكم بنظام الإسلام متمثلا بالخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة فهي الحامية والواقية، ففيها الإمام الجنة الذي يقاتل من ورائه ويتقى به.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
راضية عبد الله
المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/radio-broadcast/news-comment/49897.html