- التفاصيل
خبر وتعليق:
توغل يهود في رويحينة بريف القنيطرة والسكوت هو سيد الموقف!
الخبر:
أفادت قناة الجزيرة، نقلاً عن مصادر في محافظة القنيطرة جنوبي سوريا، بأن قوة ليهود توغلت إلى أطراف قرية رويحينة بريف المحافظة.
وسبق أن صرّح الرئيس السوري أحمد الشرع بأن سلطات الإدارة السورية الجديدة تعمل على إيقاف هجمات يهود المتواصلة على المناطق الآمنة في محافظة القنيطرة جنوب غربي البلاد. وأكد الشرع العمل على إيقاف اعتداءات يهود عبر مفاوضات غير مباشرة من خلال وسطاء دوليين.
التعليق:
يقول الحق سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: ﴿الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُواْ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُواْ اللهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ﴾.
هكذا علّمنا الله، وهكذا رسم لنا الخطوط للفلاح والنجاح. ويمكنني أن أفهم من هذه الآية أنها تخص المسلم في حال اعتدى عليه مسلم، فما بالك عندما يعتدي عليه عدوٌّ غاصب لبلاده؟
قد يقول قائل: إننا اليوم في حالة تتطلّب منا أن نبني أنفسنا وأن نستقر، والوقت ليس وقت حروب ولا فتح جبهات؛ فلقد أرهقتنا الحرب وأتعبتنا، والنبي ﷺ قام بهذا الفعل، فعقد صلح الحديبية. وردي على ذلك أن النبي ﷺ نقض صلح الحديبية بعد اعتداء كفار مكة وحلفائهم على حليفه ﷺ.
فالعُهود أولى من أمورٍ أخرى قد تفكّر فيها، ولا يُقال: إن محمداً خذل من دخل في حِلفه.
وحالتنا اليوم هي اعتداءٌ في كل وقت وحين، وليست على أحلاف لنا، بل علينا أنفسنا، على أعراضنا، على أطفالنا، على من ناصرنا وأيّدنا، على من ظاهرنا على مرّ سنوات الثورة: غزّة التي تُذبح على عينك يا تاجر، وكذلك إخواننا الذين سقطوا تحت قصف يهود لمناطقنا.
لمن يقول إنّ "الجاهزية غير مكتملة"، أقول: راجعوا كلام رياض نعسان آغا عندما تكلّم عن معركة الفلول، وذكر أننا جمعنا ملايين المقاتلين في بضع ساعات، فما بالك عندما تكون الوجهة يهود، الذين بارك الله من يقاتلهم فقال فيهم: ﴿فَإِذَا جَاء وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلاَلَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولاً﴾؟
إن الاستمرار في موقف المتفرّج يُذهب الهيبة ويُسقط المهابة من عيون أعدائنا، والأهم من ذلك، يُفقد أهلنا الذين ناصرونا ثقتهم بنا.
وللذين يقولون "الوقت ليس وقت حرب"، أنتم أنفسكم من كنتم تقولون: "نحن في طور الإعداد والتجهيز، ولا نمتلك الإمكانيات"، وعندما ضُربت القنيطرة، رأيتم كيف حُسمت المعركة.
وللذين يقولون "نحن منهَكون"، أنتم أنفسكم من كنتم ترددون هذه العبارات، عندما كان الشباب يطالبون بفتح الجبهات واستعادة القرار العسكري، وأن العدوّ وحاضنته قد انتهيا، فكنتم ترمقونهم بعيون المستهزئ! وعندما حصلت المعركة، رأيتم صدق قولهم وكم كنتم مخطئين.
وللذين يقولون "لا نريد فتح جبهات"، نقول: الجبهات مفتوحة منذ عام 2011، وعلى جميع الصعد السياسية والعسكرية والاقتصادية والفكرية... والحمد لله، ثبت الحقّ وانتصرنا، ولا نعلم بأي وادٍ تهيمون؟!
وأما الذين يتحدّثون عن "التجهيز"، فقد ألجمكم الله سبحانه بمحكم آياته: ﴿وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللهِ وَعَدُوَّكُمْ﴾.
يَحزّ في النفس أن يُعتدى علينا كل حين، ونلتزم بـ"ضبط النفس"، الذي كنا نستهزئ به عندما كان يردّده أسد المجرم. نحزن أن بيننا وبين الظفر خطوات، وبيننا وبين العزّة شعرة، ولا نستغلّ الموقف ولا المشهد!
كونوا عباد الله، وتحلَّوا بالبأس الشديد، وبادروا، فإن الفرص لا تتكرّر، والخذلان عصيب، صعب، وعاقبته وخيمة، ولقد كان لكم فيمن سبقكم عبرٌ وآيات.
----------
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبدو الدلّي
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
- التفاصيل
خبر وتعليق:
فادي صقر: الراعي وبوابة إنقاذ مجرمي الحرب في سوريا!
الخبر:
ظهر قبل أيام فادي صقر، القيادي في مليشيات "الدفاع الوطني" التابعة لنظام الأسد، في تسجيل مصوَّر يظهر فيه كوسيط للإفراج عن متورطين في ارتكاب انتهاكات. وفي الرابع من شباط/فبراير 2025، شهدت دمشق مشهداً لافتاً تمثّل في خروج اللواء محمد الشعار، وزير الداخلية السوري السابق ومهندس القمع المنهجي، من مخبئه ليُعلن تسليم نفسه طوعاً إلى مديرية الأمن العام. ثم ظهر في مقابلة تلفزيونية أعلن فيها عدم مسؤوليته عن أيٍّ من الانتهاكات التي مارسها نظام الأسد.
التعليق:
قبل الحديث عمّا حصل، وقبل أن نسأل: "هل يُؤتمن الذئب؟" وغيرها من الأمثال التي تنطبق على الواقع، وقبل الحديث عن تجارب سابقة في تونس ومصر، وقبل الحديث عن مقولة "القيادة أوسع نظراً" التي مهّد لها حسن صوفان في حديثه، والتي رميناها خلف ظهورنا منذ أن أعلناها ثورة... نتحدث قليلاً عن "مناقب!" السيد السفّاح محمد الشعار، وبوابته نحو التصالح والسلم الأهلي: فادي صقر، المجرم.
"محمد الشعار هو عضو في "خلية الأزمة" التي أُنشئت في آذار/مارس 2011 كأعلى هيئة لاتخاذ القرار الأمني في سوريا، وهي الخلية التي لعبت دوراً كبيراً في رسم خطوط استخدام القوة الإجرامية ضد المتظاهرين، وكان الشعار عضواً أساسياً فيها.
بين عامي 2011 و2012، تسربت وثائق وتعليمات موقّعة باسم الشعار، تُشير إلى أوامر شفهية موجّهة إلى فروع الأمن السياسي، وإدارات الهجرة والجوازات، والسجلات المدنية. تشمل هذه التوجيهات تحديد "حصص اعتقال"، ومتابعة مؤيدي المعارضة، وتوفية المختفين قسرياً.
في عهد محمد الشعار، بين نيسان/أبريل 2011 وتشرين الأول/أكتوبر 2018، شهدت الوزارة انتقالاً من أداء وظائفها التقليدية إلى أداء دور أمني شامل يخدم سلطة استبدادية. وقد شكّل دمج الوظائف الإدارية والأمنية تحت قيادة الشعار تحوّلاً نوعياً في ممارسات الحكم الأسدي. ففي الوقت الذي تُبقي فيه الأنظمة الاستبدادية التقليدية على فصل رمزي بين الشرطة السرية والإدارات المدنية، أحرزت "سوريا الأسد" تكاملاً بين الجانبين.
تحوّلت إدارة الهجرة والجوازات، المكلّفة نظرياً بإصدار الوثائق، إلى جهاز أمني اعتقل 1608 مدنيين، من بينهم 73 حصلوا على "تسويات أمنية" رسمية، وفقاً لتوثيقات الشبكة السورية لحقوق الإنسان. كما تورّطت مكاتب السجل المدني، التي يُفترض بها تسجيل المواليد والوفيات، في تزوير السجلات لإخفاء المعتقلين قسراً.
واتسع نطاق عمل مديرية الأمن السياسي، المسؤولة اسمياً عن مراقبة الأنشطة السياسية، حتى أصبحت حاضرة في كافة الدوائر الحكومية. كما مُنحت فروع الأمن الجنائي، التي كانت تقليدياً تُعنى بالجرائم العادية، صلاحيات جديدة للتحقيق في "الإرهاب"، وهو توصيف يُستخدم غالباً لوصم أي نشاط معارض.
وقد وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان ما مجموعه 256,364 انتهاكاً نُسبت مباشرة إلى أجهزة وزارة الداخلية، وهو رقم مرجّح أن يكون أقل من الواقع نظراً لصعوبات التوثيق تحت الحكم الاستبدادي. ويعكس عدد القتلى المدنيين في المظاهرات - 10,542 قتيلاً - تبنّي سياسات إطلاق نار بقصد القتل، لا مجرد فشل في السيطرة على الحشود. أما الانتشار الجغرافي لهذه العمليات، الذي لم يقتصر على معاقل المعارضة، فيُشير إلى تخطيط مركزي لا إلى انحرافات محلية" (المصدر: شبكة شام الإخبارية).
وبالعودة إلى المقدمة التي بدأناها، فإن الجميع بات يعلم أن ما يتم اليوم هو خطوة مشابهة لما حصل في مصر وتونس، أي تمكين غير مباشر للمجرمين والشبيحة والقذرين. وبالتالي، قد يصدر عنهم ما لا يُحمد عقباه، وسيكون السيناريو مشابهاً للأمثلة التي ذكرناها.
وفي حال لم تكن هذه النتيجة، وكانت الأمور "منضبطة" بشكل كبير - فلماذا إذاً هذا الاستفزاز لمشاعر الناس؟! لماذا هذا الرقص على جراح من ضحّى؟! لماذا كل هذا العبث؟! هل تريدون كسر إرادة الحاضنة التي أوصلتكم؟ هل هناك رسائل ترغبون بإيصالها؟
ما حدث من مؤتمر لا يُبرّر، ولا يُؤوّل، ولا يُفسَّر بأي شكل من الأشكال. والعبارة التي تم العمل على تمريرها "القيادة أوسع نظراً" قد تجاوزناها منذ زمن بعيد، فهي من أسباب الاحتقان الشعبي تجاه سياسة الدولة الهاربة. هذا المصطلح عفا عليه الزمن، يا أبا البراء! وأذكّرك بما تُحب أن تُنادى به منذ أيام صيدنايا.
إن من أهم أسباب الاحتقان عند الناس كان هذا النوع من الخطاب وهذه المصطلحات. فالحاضنة الثورية هي الأوسع نظراً، وهي من كانت المذخَر، والدافع، وكل شيء، وهذا بلسان من وصل إلى دمشق. إن الحاضنة الشعبية هي الأساس، وحراكها ودفعها هما الأساس - كما ذكرت مقالة "الجزيرة" التي نُشرت بتاريخ 5/31 من هذا العام.
إن استعمال "مهندس جرائم النظام" فادي صقر (فادي أحمد)، المعروف بإجرامه وتصريحاته، واليد الضاربة لإيران المجرمة في سوريا، الرجل المسؤول عن مجازر كثيرة - بشكل مباشر أو غير مباشر - بوصفه مهندساً للسلم الأهلي، لهو أمرٌ فيه ما فيه، ولا يُبرَّر، ولا يُعلَّل، ولا يُفسَّر مهما ظهر المبررون والمفسرون.
احذروا غضب الناس، واحذروا أن تلعبوا على مشاعرهم، أو تستفزوهم بهكذا تصرفات. فالذئب، مهما طال عليه الأمد، لن يصبح صديقاً، والمجرم، مهما طال الزمان، لن يكون منقذاً.
وبعد كل ذلك، وبعد التفاصيل التي سُردت والتي لم تُسرد، والتي صار يعرفها كل الناس، فإن أقل ما يُقال عن استخدام فادي أحمد، هو أنه تصرّف غير مسؤول، ويؤذن بأمر لا تُحمد عقباه.
---------
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبدو الدلي
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
- التفاصيل
الخبر:
أثار موقف غير متوقع خلال زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى السعودية توتراً بروتوكولياً قصيراً، وذلك حينما رفض شرب القهوة العربية التي قُدمت له كرمز تقليدي للضيافة (موقع تركيا الآن)
التعليق:
جرت العادة عند العرب عندما يمتنع شخص عن شرب قهوتهم فمعناه أن عنده طلباً يريد تحقيقه، وحين يقوم بهذه الحركة تبدأ المفاوضات حول طلبه، وهذا تماما ما فعله ترامب في السعودية، فقد رفض شرب قهوته حتى تتحقق مطالبه، والسؤال يا تُرى ما هو طلبه؟!
ترامب منذ فترة قريبة وهو يصرح عن الأموال وحاجتهم إليها ويتحدث عن أموال السعودية والبحرين وقطر والإمارات وغيرها. إذاً هذا الرجل جاء لينهب خيراتنا، فهؤلاء العملاء لا يمتلكون "متليك" كما يقول أهلنا في الشام، وما يتصرفون به هي أموال المسلمين. ترامب الذي تعوّد نهب الجيوب وسرقة الخيرات جاء بهذه العقلية. عندما رأينا كيف تعامل مع زيلنسكي في البيت الأبيض وكيف استغله ووبخه، وعندما قال له عندكم معادن كثيرة ونريدها، وتأتي بعد ذلك اتفاقية المعادن مع أوكرانيا، ندرك تماماً ماذا يريد هذا الرجل.
كما أننا ندرك طلباته التي جاء يطلبها ورفضه لشرب قهوته، والسؤال مرة أخرى بعد معرفتنا أن هذا الرجل لا يُعطي شيئاً دون مقابل فما هي الطلبات التي طلبها حتى يعطينا قراره التاريخي برفع العقوبات عن سوريا؟!
إن من لا يقرأ واقع هؤلاء لن يستطيع السير بالمركب متراً، وإن سار فهو يسير بموجب رغباتهم وتوجيهاتهم، هؤلاء ليسوا جمعية خيرية ولا منظمة إنسانية، هؤلاء مجرمون استغلاليون. فلندرك واقعهم كي لا نقع في شراكهم وبالتالي نبيع أنفسنا وبلادنا لهم كي يرضوا عنا!
------------
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبدو الدلّي
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
- التفاصيل
الخبر:
قال الوزير أسعد الشيباني في مؤتمر صحفي مع نظيره السعودي: نشكر المملكة على دعمها لسوريا منذ لحظة التحرير وخاصة في رفع العقوبات، ووقعنا اتفاقية دولية لتأمين الغاز، ونؤكد أن إعمار سوريا سيكون بإرادة شعبها لا بفرض خارجي، وشراكتنا مع السعودية قائمة على المصالح المشتركة. (شبكة شام)
التعليق:
ما إن اندلعت الثورة عام 2011 حتى اضطربت المنطقة من شرقها إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها، لم يعرفوا يوم راحة ولا ساعة هناء، بل كان كل همهم أن لا يصل الطوفان إلى أراضيهم التي قتلوها بأفعالهم، ووضعوا كل إمكانياتهم وقدراتهم بيد أمريكا وأغدقوا عليها الأموال حتى تحميهم، فهذه السعودية وفي بداية الثورة حركت كل رجالاتها وبدأوا التواصل لتبني لها خطوطا مع الوسط الثوري، وكانت ألسنة من استخدمتهم تماهي الثورة وأهلها بعباراتهم وألفاظهم ومصطلحاتهم، كل ذلك لأجل أن يُفتح لها باب فتتسلل منه للثورة، وفي الوقت نفسه كانت عنصرا أساسيا في غرف العمليات التي تشكلت وكان رجالاتها حاضرين بقوة لأجل حرف مسار الثورة بل من أجل إجهاضها، فاشترت ذمم الكثيرين واستخدمتهم لأجل سياستها، كل ذلك كان لأن أمريكا أمرتها بذلك.
وما إن انقلب التوجه حتى تغير مسار السعودية؛ فبعد أعمال تسليم المناطق الثلاث وتهجير الناس لإدلب بدأت أمريكا بسياسة جديدة عنوانها التطبيع وإنهاء الثورة وإعادة الناس للدائرة الأولى، وكعادة هذه الدول غيرت مسارها مباشرة ليتوافق مع مسار سيدتها، فبدأت تدعو أسد لزيارتها وتستقبله استقبال المنتصرين، وبعد ذلك مهدت له ليعود إلى الحظيرة كما وصفها أحمد مطر، وزادت على ذلك بأن افتتحت سفارتها في دمشق في أيلول 2024، كل هذا فعلته السعودية، نقول ذلك ليعلم الغافل ويدرك من يسير في ركابها واقعها وكيف تسير وبأمر من.
وها هي اليوم تطل علينا من جديد فاحذروها ولا تأمنوا غدرها، فكيف بكم أن تسيروا خلف دولة شغلها الشاغل إنهاء ثورتكم؟! إن الدور الذي تقوم به السعودية اليوم خطير جدا وخبيث، وإن ملوكها أين ما حلوا فهم مفسدون ويصدق فيهم قول الحق سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّ المُلوكَ إِذا دَخَلوا قَريَةً أَفسَدوها وَجَعَلوا أَعِزَّةَ أَهلِها أَذِلَّةً وَكَذلِكَ يَفعَلونَ﴾.
فهؤلاء لا يريدون لنا الخير ولا الخلاص، ويعملون لأن نبقى تحت وطأة التبعية والعمالة التي تريدها أمريكا. إنه من الواجب اليوم أن نقرأ تاريخ الثورة بالتفصيل وأن نتابع أعمال الدول بالتفصيل حتى نعرف كيف نتصرف معها، هذا إن كنا نريد الخلاص وأن نجعل الثورة تحقق ما خرجت لأجله، أما إن كانت النوايا والغايات عكس ذلك فرمي كل ذلك التاريخ سيكون أساسا لغايتنا وعنوانا لما نريده وما نصبو إليه.
-----------
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبدو الدلّي
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
- التفاصيل
الخبر:
شنت مقاتلات كيا.ن يه.ود غارة على نقطة قرب القصر الرئاسي في العاصمة السورية دمشق في وقت مبكر من صباح الجمعة 2 من أيار.
وقال رئيس وزراء يهود نتنيا.هو، ووزير خارجيته يسرائيل كاتس، إن الجيش هاجم هدفاً قرب القصر الرئاسي في العاصمة السورية، مجدداً تعهده بحماية أبناء الطائفة الدرزية، وفق بيان نقلته صحيفة "تايمز أوف إسرائيل". ونقلت الصحيفة قولهما "لن نسمح بإرسال قوات جنوب دمشق أو أي تهديد للطائفة الدرزية".
التعليق:
هذه هي المرة الثانية التي يشن فيها كيا.ن يه.ود ضربة على سوريا في غضون يومين، وكان ذلك إيفاء بتعهداته للطائفة الدرزية بحمايتها في حال تعرضت لعدوان. ولكن الجديد هذه المرة هو استهدافه لهدف بجانب القصر الجمهوري في جبل قاسيون.
إن هذا الكيان المسخ لو وجد من يرد له الصاع صاعين أول مرة لما وصل إلى ما وصل إليه من علو صوته بحماية طائفة يعمل اليوم على ذر الرماد في عيونها بعد أن أدار لها ظهره، ولما تجرأ أن يتمادى ويتمدد.
إن مفهوم السيادة مفهوم عميق وضروري وخاصة عندما تعمل على تعزيزه بعد معركة طويلة، فلو حققته بتفاصيله لما تجرأ كل غث وسمين أن يتمادى. في سوريا اليوم دعوات هنا وهناك وإملاءات من هنا وهناك، وتجاوزات من هنا وهناك، فالكل يرى نفسه معلّماً ويطرح ويقدم أفكاراً وأطروحات ومقترحات، نعم يحصل ذلك لأنه لا توجد ردة فعل واضحة وصحيحة تحقق المفهوم، وكل ما هنالك شخصيات تخرج على الشاشات لتهدئ الوضع ومقاربة وجهات نظر وتبرير... وما خلا ذلك، الكل يعمل كردة فعل وذلك سببه عدم وضوح مفهوم سيادة الدولة، والكثير من ردات الفعل تكون بعد اتفاق! وهذا خلل واضح بمفهوم السيادة.
إن تجاوزات كيا.ن يهو.د اليوم والبارحة وتصريحاته وأفعاله بعد التحر.ير كل ذلك بسبب عدم وضوح مفهوم السيادة، والتبريرات والدفاع من شخصيات كذلك سببه غياب وضوح مفهوم السيادة. إن مفهوم السيادة الذي يُبنى اليوم هو مفهوم مرتبط بالوفود التي جاءت لدمشق، مفهوم تم رسمه تحت عنوان لا نريد أن نعيش في حالة انعزال! مفهوم قوامه نريد أن ننجح وأن نستمر ولو قلنا عند كل مشهد الضرورات السياسية تبيح المحظورات السياسية! نسكت على تصريحات بالتطبيع والاتفاق الإبراهيمي وذلك لأننا نريد أن نستمر! نعم كل ذلك سببه هو غياب المفهوم المنبثق عن أصل مبدئي لمفهوم السيادة.
وبالعودة لكيا.ن يهو.د وضربته، فإن ردة فعله تجاه ما حصل لا تعدو كونها حفظ ماء وجهه وخاصة بعد التوجيهات الصارمة التي سمعها من ترامب، وإن ردة فعل كثير من الشخصيات في أشرفية صحنايا لتدلل على ذلك "لقد خذلتنا إسر.ائيل"، نعم إن تاريخ ما قبل ضربات مطار حماة العسكري مختلف تماما عما بعدها، فما بعدها صار هناك اتفاق أنه ممنوع التفكير بأي حركة أو تشويش أو دعاوى للفيدرالية والانفصال واللامركزية، وأن الدولة ستبسط سيطرتها على كل الأراضي وأنه لا سلاح خارج سلطة الدولة.
نعم لقد اختلف الواقع وعليه اختلفت المواقف وحتى ردات الفعل، ولكن الشيء الوحيد الذي لم يختلف هو أننا لا نزال مسرحا لأي سيناريو، نُستباح كيفما اتفق سواء أكان الأمر بتنسيق أو بدونه!
إن ما حصل لهو أمر خطير لو تعلمون، فنحن ما خرجنا وقدمنا وضحينا وبذلنا لنكون متلقي ضربات بحسب الاتفاقيات، لقد قدمنا كل ذلك لنحقق ما يخشاه النتن وعبر عنه والذي هو واقع سيكون عما قريب بإذن الله. لقد خرجنا لنحقق دو.لة الخلا.فة الرا.شدة الثانية، صاحبة السيادة الحقيقة، التي يكون أمانها بأمان الإسلا.م والمسلمين، دولة تشعر فيها الرعية أنها محمية فلا تحتاج أن تتوجه لأي جهة تحميها، دولة لا يخاف فيها أي شخص من أي جهة كانت لأنه يعرف أن حقه سيصل إلى عنده، دولة واضح فيها مفهوم الأمن، وفيها يعرف الجميع واجباتهم وحقوقهم، دولة يخشاها القريب قبل البعيد ويرهبها، دولة تحقق الكرامة الإنسانية وتصونها، تحصّل حق الضعيف وتأخذ على يد القوي، دولة يحسب العالم كله بالساعات والأيام لحظة إعلانها، فليكن يقيننا بقيامها كيقينهم هم بها، فبها فقط نعتز ونفتخر ونسود، وما دون ذلك مرابعة عن الغير ودولة ظِل تسقط عند أول هبة ريح أو عدم رضا!
-------------------
كتبه لإذاعة المكتب الإعلا.مي المر.كزي لحز.ب التحر.ير
عبدو الدلّي
عضو المكتب الإعلا.مي لحز.ب التحر.ير في ول.اية سوريا
المصدر: https://tinyurl.com/4nv8y85m