press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

khabar010518


الخبر:

ذكرت الجزيرة نت 29/4/2018 نبأ وصول تشكيلات عسكرية سعودية متنوعة إلى تركيا.

التعليق:

وصلت قوات برية وبحرية وجوية سعودية إلى مدينة إزمير التركية تحت مظلة التدريب و المناورات في وقت تطالب فيه أمريكا بإحلال قوات عربية في سوريا لتكريس الحل الأمريكي القادم الذي يتم رسمه على الأرض في مسلسل الهدن والانسحابات لجماعات المعارضة المسلحة في سوريا.

تحارب السعودية في اليمن من أجل المصالح الأمريكية المتمثلة بتثبيت الحوثيين المدعومين من إيران كشريك رئيسي في معادلة الحكم في اليمن، وفي الوقت ذاته تعلن السعودية عداءها لإيران، هذا من جانب. ومن جانب آخر وأثناء الأزمة حول قطر طالبت السعودية والدول المحاصِرة الدوحةَ بإلغاء القاعدة العسكرية التركية في قطر، وها هي اليوم ترسل جنودها للتدريب في تركيا، وتعلن السعودية بأنها تدعم المعارضة السورية ضد نظام المجرم بشار، ولكن الجماعات التي تتلقى الدعم السعودي يطلب منها سعودياً عدم خوض المعارك مع النظام، والانشغال بحرب "الإرهاب" وليس النظام.

ليس من السهل لغير المتابع فك كل هذه الألغاز في السياسة السعودية، تلك الألغاز التي لا يمكن فكها إلا وفق معادلة النفوذ الأمريكي في المنطقة. فأمريكا ونفوذها هي الجامع الوحيد لأتباعها في السعودية وتركيا وإيران، وكل منهم يُطلب منه تنفيذ دور معين. وعندما يحتاج النفوذ الأمريكي تقارباً بين السعودية وتركيا، أو بين السعودية و إيران، تجد المعادلة انقلبت عند غير المتابع. فمثلاً لم يكن يتوقع أحد من أنصار دول الممانعة أن يرسل الهالك حافظ أسد قواته لمساعدة أمريكا ضد العراق في حرب الكويت، ولم يكن أحد منهم كذلك يتوقع أن تتعاون إيران وأمريكا في مسألة احتلال العراق، ويحتار هؤلاء في تفسير سر النفوذ الأمريكي والإيراني المشترك في العراق.

وهكذا مع السعودية، فمن أجل إخراج السعودية من قمقمها المحلي دفعتها أمريكا إلى "عاصفة الحزم" في اليمن، فكانت تضرب قوات علي صالح قبل مقتله على أيدي أعدائه الحوثيين، وبعد مقتله أصبح التدخل السعودي في اليمن في مأزق. ورغم عدم إنجازها لأي من الأهداف التي أعلنتها في اليمن، إلا أنها ترسل قواتها اليوم إلى تركيا تمهيداً على ما يبدو لإرسالها إلى سوريا حسب الرغبة الأمريكية.

وهنا تنازلت السعودية عن تحفظاتها على تركيا، التي تصفها بـ"الداعم" للإخوان المسلمين، وأرسلت إليها جنودها، كل ذلك لأن أمريكا تريد ذلك في هذا الوقت. وأما تركيا التي تتحفظ لدرجة الانتقاد والتحذير من سياسة أمريكا مع الأكراد في سوريا، إلا أنها تفتح قاعدتها في إنجرليك لتواصل أمريكا من خلالها دعم الوحدات الكردية في سوريا وتسليحها.

فالنفوذ الأمريكي هو الجامع الأكبر لهذه الحكومات الخائنة التي وضعت مقدرات شعوبها على طبق من ذهب أمام الإدارات الأمريكية المتعاقبة.

واليوم تريد إدارة ترامب من السعودية وغيرها أن تنفق وتنفق المزيد على سياسة أمريكا في المنطقة، وتطلب ذلك بشكلٍ وقح، فإذا نفدت خزائن السعودية خاصة بعد الصفقة العسكرية الوهمية ذات الـ460 مليار دولار، تطلب أمريكا من ابن سلمان أن يعتقل أغنياء السعودية ليجمع منهم مئة مليار دولار تحت بند "محاربة الفساد" مع أن آل سلمان من أكبر الفاسدين في السعودية.

وأمام رغبة أمريكا يعيد ابن سلمان تشكيل السعودية من الداخل والخارج لتتوافق مع ما يريده الرئيس الأمريكي ترامب، وها هي ترسل قواتها إلى تركيا لتدريبها على ما يبدو على التدخل في سوريا، كل ذلك لأن أمريكا قد نجحت عن طريق تركيا-أردوغان في لجم المعارضة السورية ومنعها من الحرب، ودفعها إلى مغادرة المناطق الحيوية كحلب والغوطة وغيرها، واليوم يراد للسعودية أن تكون جاهزة للحل الأمريكي القادم خلال شهور أو عام على ما تتصوره أمريكا في سوريا بعد أن أصبح المجرم بشار سيد الميدان في سوريا على أثر مسلسل المصالحات والانسحابات التي نفذتها الباصات الخضراء.

والسعودية لا تمانع على الإطلاق بدخول أي جحر ضب وراء أمريكا، وكل ذلك لقاء أن تحمي لها أمريكا عرش حكامها، فيخون هؤلاء الحكام أماناتهم، ويتصرفون بالبلاد والعباد والخيرات وكأنهم مجرد نواطير للمالك الأمريكي، الذي نصبهم حكاماً رغماً عن الشعب. ويفكر حكام السعودية باتجاه واحد فقط هو إرضاء أمريكا، ولا يدركون بأن للشعب غضبة، وأن الله إذا أراد أن يغير جعل لذلك أسباباً يصنعها هؤلاء الخونة بأيديهم من حيث لا يعلمون.

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عصام البخاري
المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/radio-broadcast/news-comment/51748.html

khabar290418

الخبر:



حضّ مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا (ستافان دي ميستورا) اليوم المجتمعَ الدولي على الحيلولة دون كارثة إنسانية جديدة في منطقة إدلب التي تسيطر عليها الفصائل المعارضة، ويرجح أن تكون الهدف المقبل للنظام السوري، وقال دي ميستورا في اجتماع للمانحين في بروكسيل إن إدلب قد تواجه مصير حلب نفسه التي سيطر عليها النظام في هجوم بدعم من روسيا أواخر عام 2016م، والغوطة الشرقية التي استعادها مطلع نيسان الجاري. (أ ف ب)


التعليق:



إن هذا الدعي لا يهتم للانتهاكات التي وقعت في حلب والغوطة ولا التي يحذر منها في إدلب، فهو مبعوث الأمم المتحدة التي اجتمعت على قتل أهل سوريا وقهرهم وتطويعهم لجزار الشام، عميل أمريكا بشار، وإنه يعلم يقينًا أن تحذيراته لا تحرض العالم حكامًا وأنظمة ومؤسسات وكثيرًا من الشعوب، فقد سبق وقام جزار الشام مدعومًا بالموقف الدولي بمجازر ضربت عرض الحائط بكل القيم والأعراف البشرية، ولم يحرك هؤلاء ساكنًا، حتى الضربات الصاروخية "الفتاكة" - التي تعدت المائة - التي أطلقتها البوارج الأمريكية "لردع" الجزار عن جرائمه، فإنها لم تجرح ولو صائلًا واحدًا من أتباع النظام. إننا نفهم تلك التصريحات على حقيقتها؛ تهديدًا لأهل سوريا، في أن مصير إدلب سيكون مثل مصير سابقتها، حلب والغوطة... وغيرها، ما لم يسلّم أهل سوريا للإرادة الدولية بقبول عميل أمريكا بشار ممثلًا لهم.

إن الذي يعنينا في التهديدات المسبقة هو ما يجب على الثائرين في سوريا وحاضنتهم الشعبية فعله لتلافي ما يُحاك ويدبر لهم، يجب أن يكون معلومًا للجميع أن الاستسلام للنظام من خلال القبول بالإملاءات الدولية هو انتحار بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، فالنظام وأتباعه لن يرحموا أحدًا ممن ناهضهم ولو بشطر كلمة، إن هم تمكنوا من حسم المعركة مع أهل سوريا، ولن ينجو منبطح أو ممول من الخارج أو جاهل سياسي من بطش النظام، علاوة على أن النظام سيحرق ما تبقى من البلاد ويقتل وينكل بكل من سبق ورفع صوته وأنكر عليه، ولا حاجة لإثبات صحة ذلك، فقد جربنا من قبل هذا النظام ومن وراءه من رعاة الإبل والبقر.

إن الخيار الوحيد أمام أهل سوريا والثائرين فيها هو تنظيف صفوفهم من الذين باعوا الثورة بثمن بخس - وأعني هنا قوّاد الكتائب - وأن يعيدوا تشكيل صفوفهم ويتخذوا حزب التحرير قائدًا سياسيًا ومرشدًا ودليلًا لهم، فينقضوا على عقر دار النظام في دمشق قبل أن تكتمل عدته وينقض عليهم في إدلب، وما لم يقوموا بذلك فإننا نحن الذين نحذر أهلنا في سوريا بأن دماء شهدائهم وآهات ثكلاهم ستظل معلقة في رقاب كل قادر على تلبية هذا النداء ولم يلبه.﴿فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ﴾


كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
بلال المهاجر – باكستان

المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/radio-broadcast/news-comment/51697.html

khabar220418

الخبر:

قالت مندوبة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة، نيكي هايلي، أمس، إن بلادها لن تسحب قواتها من سوريا إلا بعد أن تحقق أهدافها.
جاء ذلك خلال حديثها لقناة "فوكس نيوز"، موضحة أن الولايات المتحدة الأمريكية "لن تنسحب قبل تحقيق 3 أهداف".
وبينت أن الأهداف الثلاثة هي "ضمان عدم استخدام الأسلحة الكيماوية بأي شكل يمكن أن يعرض مصالح الولايات المتحدة للخطر"، و"هزيمة تنظيم الدولة نهائيا"، و"ضمان وجود نقطة مراقبة جيدة لمتابعة ما تقوم به إيران".
وأضافت: "هدفنا أن تعود القوات الأمريكية للوطن لكننا لن نسحبها إلا بعد أن نتيقن من أننا أنجزنا هذه الأمور".
وقالت هايلي: "لم يكن هدفنا يوما رحيل بشار الأسد وإنما منع وقوع حرب في سوريا".

التعليق:

لا مفاجأة في تصريحات المسؤولين الأمريكان، لكنها تصريحات تفيد في إيقاظ المغفّلين من غفلتهم، وصفعة على وجوه الذين حاولوا تضليل الناس عموماً وأهل الشام خصوصاً بقولهم إنّ أمريكا "وسيط" نزيه في القضية السورية.
وهي كذلك ركلةٌ لكلّ من صنعتهم أمريكا من مجلسٍ وائتلافٍ وهيئات ومنصّات، الذين زعموا حرصهم على البلاد ورفضهم للنظام زوراً وكذباً!!
أمّا فيما يتعلق بتصريحات المسؤولة الأمريكية:

• أمريكا صنعت جماعات تزعم أنها تحمل الإسلام وتعمل له، في حين إن الواقع أثبت أنّها تعمل على تشويه الإسلام، وجذب الكثير من الناس الذين ظنّوا بهم خيراً ليزجّوهم في أتون حربٍ كاذبة ضدّ النظام ليحرقوهم.

• أمّا بالنسبة للأهداف الثلاثة:
- فإن ظاهر كلامها واضح بأن مسألة السلاح الكيميائي هي أنّ أمريكا تعمل على منع استخدامه (ضدّ مصالحها) بمعنى: أنّ استخدامه الآن وسابقاً من قبل النظام ضدّ أهل الشام مسموحٌ، لأن هذا الاستخدام لا يؤثر على مصالح أمريكا، بل على العكس تماماً فهو سلاحٌ بيد النظام الذي تعمل أمريكا على المحافظة عليه.

- أمّا الهدف الثاني وهو القضاء على تنظيم الدولة نهائياً: فمعلوم أنّ هذا التنظيم - على أقلّ تقدير وتوصيف - يخدم مصالحها ولا يعارضها، ويسيء للشام كما يسيء للإسلام، ويعلم كلّ واعٍ بأنه مجرد ذريعة للنيل من المسلمين.

- أمّا الهدف الثالث والذي هو "ضمان وجود نقطة مراقبة جيدة لمتابعة ما تقوم به إيران" فهو كذلك يدخل في نطاق الكذب و التضليل؛ إذ إنّ إيران جنديّ من جنود أمريكا، الآن ومن قبل، خدمتها في أفغانستان وخدمتها في العراق وهي تنفذ اليوم المطلوب منها في الشام، وتصريحات الساسة الإيرانيين واضحة في هذا السياق، فلم تعد هذه الخدعة أو الكذبة تنطلي على عاقل.

إذن، ما زعموه بأنها "أهداف" ليس إلا تصريحاً للاستهلاك الإعلامي، لا قيمة له ولا واقع.
أمّا ما له قيمة في هكذا تصريح فهو ما قالته المندوبة الأمريكية بعد أن ذكرت تلك الأهداف التضليلية وهو: أنّ أمريكا لم يكن هدفها يوماً التخلص من النظام السوري، وهذا هو المهم في كلّ ما قالته، وهذا ما يجب التأكيد دائماً عليه وإبرازه لتفنيد أكاذيب كلّ الذين صنعتهم أمريكا ومخابراتها وزعموا أن هدفهم إسقاط النظام.

إليهم جميعاً:

سيسقط النظام بإذن الله، فالظلم لا يدوم مهما كان جبّاراً ومؤلماً، كما ستسقط مشاريع الأمريكان والكافرين أجمعين، لأنهم يعادون الله ودينه وعباده ويسعون في الأرض فساداً وتقتيلاً.
نسأل الله أن يُهلك الظالمين بالظالمين وأن يهيّئ للأمة أمر رُشد يعزّ به أولياؤه ويذلّ به أعداؤه، وأن يُمكّن للمسلمين في الأرض بدولة وإمام يحفظ الدّين ويحمي العباد وينتقم للمظلومين ويحقق العدل في أرض الله وما ذلك على الله بعزيز.

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
رولا إبراهيم – بلاد الشام

المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/radio-broadcast/news-comment/51513.html

khabar250418

الخبر:

نقلت  الجزيرة  نت تقريراً صحفياً بتاريخ 4/21 الجاري تحت عنوان: "هل تكشف جثث  الضحايا ما أخفي في  دوما؟"، تناول مساجلات وتوقعات تتحدث عن مصير المبعوثين من منظمة حظر  الأسلحة الكيماوية. حيث نقلت عن التلغراف قصة لجثث دفنها مسلحون من الثوار ونشطاء كأدلة على استخدام بشار للكيماوي في قصفه لدوما، وتم إعطاء موقع الجثث للمنظمة التي بدورها تنتظر إذناً من  النظام لكشفها.

التعليق:

إنه من المحزن أنّ دم  المسلم الذي هو عند الله أغلى من  الكعبة  الشريفة، قد صار رخيصاً لدرجة أن آلاف الضحايا يحتاج إثبات قتلهم بالكيماوي إلى أدلة ومنظمات بحث! بل إن الذي يفتت القلوب كمداً أن يكون قتلهم بالكيماوي جريمة، تحتاج لكل هذه المسرحيات لتقرير معاقبة بشار أم لا، بينما قتلهم وهتك أعراضهم طيلة سبع سنوات كاملة لا يحرك في العالم شيئاً إلا ما الذي ينتج عنه: انتصار المسلمين الساعين لتحكيم  شرع  الله، أم انتصار بشار؟

والله لو كان للمسلمين دولة تحميهم وتمثلهم لما تجرأ الأمريكان والروس وشذاذ الأرض على الاستخفاف بدم مسلم واحد. فإن الإمام كما قال رسول الله ﷺ، «جُنّة يُقاتل من ورائه ويُتّقى به».

أمريكا التي قتلت الملايين في  أفغانستان و  العراق، وبريطانيا شريكتها في سفك دمائنا صارتا حريصتين اليوم على أهل  الشام!!

بل إنهم حتى حين قرروا ضرب بشار ضربة عسكرية إنما كانت لأجل مصالحهم السياسية كرسالة للروس ليبقوا في الدور المرسوم لهم. وقد صرح قادة الدول المشاركة في الضربة أن هذه الضربة لم تكن لمنع استخدام الأسلحة الكيماوية بل يؤكد المسؤولون الغربيون أن الضربات التي شنتها واشنطن وباريس ولندن فجر السبت الماضي على أهداف للنظام السوري، يجب أن يعقبها دفع جديد للجهود الدبلوماسية. [ الجزيرة  نت 4/16]

هكذا يستغل الغرب دماء المسلمين بشكل رخيص لأجل مصالحه. فهم لا يهمهم لا نسف الشام بالمدافع ولا قصفها بالكيماوي.

لم يشبع الغرب من دمائنا، بل يهمه فقط أن يجد بديلاً لبشار يسكت الرأي العام ويحفظ لهم مصالحهم؛ بديلاً يقضي على إسلامية الثورة بطريقة سياسية كما حصل في بلدان الربيع العربي، بعد أن فشلت الهجمات العسكرية في إسكات صوت أهل الشام الذين أعلنوا أنهم يريدونها دولة تحكم بالإسلام على أنقاض النظام.

لا يخجل  الغرب من مسرحياته المكشوفة وتلاعبه بدمائنا. فحتى متى يسكت أهل القوة في الأمة وهم يرون التلاعب بدماء المسلمين وأعراضهم؟! حتى متى تصمت جيوش المسلمين وتترك أمتها دون حماية ولا سند؟!

ألا فليقرأوا قول الله ﴿هَا أَنتُمْ هَٰؤُلَاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنكُم مَّن يَبْخَلُ وَمَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنتُمُ الْفُقَرَاءُ وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُم﴾ [محمد: 38].

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
بيان جمال

المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/radio-broadcast/news-comment/51567.html

khabar180418

الخبر:

اعتبر السفير الروسي في واشنطن أناتولي أنتونوف يوم الجمعة 2018/04/13 (أن الضربات العسكرية الغربية في سوريا تُعتبر "إهانة للرئيس الروسي")، مشددا على أن تلك الضربات ستكون لها عواقب.

التعليق:

ورد في كتاب مفاهيم سياسية لحزب التحرير (ولذلك وجب على أي دولة تريد أن تؤثر في السياسة العالمية وتجرّها حسب مصلحتها، أن تسلك أحد طريقين: إما تهديد المصالح الحقيقية للدولة الأولى في الموقف الدولي تهديداً فعالاً، وإما تأمين مصالح الدولة الأولى عن طريق المساومة لمصلحتها.
وطريق التهديد الفعال المؤثر، هو الطريق المنتج حتماً، وهو الذي يليق بالدولة الصحيحة التي تنشد ضمان تأثيرها، وسماع صوتها في الموقف الدولي. أما الطريق الثاني الذي يُستهدف من سلوكه تأمين المصالح، فإنه سبيل مظلم، غير مأمون العثار، قد يوصل إلى الغاية، وقد يؤدي إلى التهلكة، إذ هو مقامرة بكيان أمة، ومغامرة حمقاء بمصير دولة؛ لأن تأمين مصلحة الدولة الكبيرة من قبل أي دولة، لا يمنعها من المساومة على هذه المصالح مع أي دولة دونها مركزاً أو إمكانيات).

لقد قبلت روسيا على نفسها أن تقوم بتأمين مصالح الدولة الأولى في العالم بعد أن جربت محاولة معارضة المصالح في حرب العراق بالتعاون مع أوروبا آنذاك ولكن أوروبا خذلت روسيا وانقلبت على موقفها ووقفت مع الدولة الأولى لقاء فتات مصلحة حتى لا تخلو الساحة لأمريكا، لإدراكها آنذاك عزم وتصميم أمريكا على الإطاحة بالنظام العراقي، وفي النتيجة انقلبت على روسيا وتعاملت مع أمريكا، وبقي هذا الجرح والأثر في عقلية الروس وزاد من تأكيد عدم الثقة والطمأنينة من أوروبا، فاختارت روسيا الطريق الآخر ظنا منها أنها سوف تحقق الأمل المنشود والدخول والمشاركة في الموقف الدولي لقاء مصلحة في غير محل استخدامها، بل في مصالح حقيقية لها في جوارها هي قادرة لو امتلكت الإرادة السياسية على تحقيقها فضلا عما ينتظرها من مصير مجهول نتيجة قبولها ودخولها الطريق المظلم...

صحيح أن الطريق الأول لم يُحقق لها نتيجة ظروف وأسباب كثيرة، ولكن روسيا حافظت على نفسها وسكانها ومواقفها، لكنها عندما تسلك الطريق الآخر وهو تأمين المصالح. هذا المسلك خطير وغير مأمون العواقب ومظلم ومهين ومقامرة بكيان أمة ومغامرة حمقاء بمصير دولة خاصة وأن القائمين على الكيان السياسي أغبياء وتنقصهم الحنكة والدراية السياسية والفطنة، لذا كان أول الطريق مظلماً، فكيف بمنتهاه نحو منحدر خطير لا تستطيع معه عودة ولا استداركا في مرحلة ما. كمثل الذي سقط من السماء فتخطفه الطير أو تهوي به الريح في مكان سحيق ﴿وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ﴾.
ويجدر بنا هنا استذكار موقفين لسلف بوتين وسلف أوروبا؛ فعقلية الروس قديما وحديثا هي عقلية قذرة لا علاقة لها بالفهم السياسي ولا القوى السياسية، فمثلا عندما بلغ ملك الفرس كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: فلما قرأه شقه وقال: يكتب إلي بهذا وهو عبدي؟ قال: ثم كتب كسرى إلى باذام وهو نائبه على اليمن، أن ابعث إلى هذا الرجل الذي بالحجاز، رجلين من عندك جلدين فليأتياني به.

بخلاف موقف هرقل الذي قال بعد حوار شديد ودقيق وفهم عميق: والله ليملكن ما تحت قدمي، بل روي عنه قوله: يا معشر الروم هل لكم في الفلاح والرشد وأن يثبت ملككم فتبايعوا هذا النبي، فحاصوا حيصة حمر الوحش إلى الأبواب فوجدوها قد غلقت، فلما رأى هرقل نفرتهم وأيس من الإيمان قال ردوهم علي وقال: إني قلت مقالتي آنفا أختبر بها شدتكم على دينكم فقد رأيت، فسجدوا له ورضوا عنه فكان ذلك آخر شأن هرقل.
فروسيا منذ عهد الفرس هي دولة لا يحكمها رجال حكم ودهاء وسياسة، وليس معنى هذا عدم الوجود الكلي ولكن نسبة الوجود إلى التاريخ والمكانة والدور والقوة لا يكاد يذكر، فبوتين له من غباء سلفه نصيب وافر، وفيما يبدو أن النتيجة واحدة قديما وحديثا دولة هي في حقيقتها جسم بدون عقل.

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
حسن حمدان – أبو البراء

المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/radio-broadcast/news-comment/51402.html