- التفاصيل
الخبر:
قال رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان: "سنحل موضوع عفرين، وسنحل كذلك موضوع إدلب، ونريد لإخوتنا اللاجئين أن يعودوا إلى أراضيهم وبلادهم مرة أخرى، وأظن أنه لا يمكننا أن نستمر في إيواء 3.5 ملايين شخصٍ هنا إلى اللانهاية. وهم في الأصل يريدون العودة إلى ديارهم. يمكن لبعضهم أن يبقى هنا، وهذه قضية أخرى. لقد أفسدنا اللعب الذي يدور في شمال العراق بالتعاون مع بغداد و إيران. وبالمثل قمنا بالتعاون مع روسيا وإيران بخطوات نحو تشكيل منطقة آمنة في إدلب. وأخيراً قمنا بمبادرة منا بإطلاق عمليتنا "غصن الزيتون" في عفرين... ولو ترك الأمر له [في إشارة إلى رئيس حزب الشعب الجمهوري المعارض] يقول: "تحدثوا مع الأسد". ما الذي نتحدث به مع شخص قتل مليوناً من شعبه؟ ويتحدث بلا خجل ولا حياءٍ عن تعاوننا مع داعش. فأيُّ فهمٍ هذا؟". (جريدة حريات)
التعليق:
العنوان أعلاه يعود للجنرال الأمريكي جورج س. باتون الضابط الذي قاد المعارك ضد الجيش الألماني في الحرب العالمية الثانية. هذا الاكتشاف الذي قام به الضابط الأمريكي مهم جداً لرؤية الحملات الإعلامية وعملياتها في عالمنا، وكيف تقلب الحقائق، وكيف تصور القضاء على حياة كثيرٍ من الناس بجملة من المصالح الوطنية.
وقد قامت أمريكا بقتل الحقائق قبل غزوها العراق وأفغانستان، ثم قتلت الأطفال. وكذلك أصمّت الدول العالمية آذانها وكفت أبصارها عن مجازر الإبادة الجماعية التي ارتكبها الأسد ولا يزال في سوريا، وقتل إعلامها الحقائق. وكذلك استمر الأسد بقتل الأطفال الصغار بوحشية في حلب! وتولت تركيا وروسيا وإيران حَبْك الفخ والمكيدة، وتولى الإعلام مرة أخرى طمس الحقائق وقتلها. وتولى الإعلام مرةً أخرى تسويق الخيانة التي ارتكبتها تركيا في حلب على أنها وقوف تركي إلى جانب أهل سوريا! والإعلام يلعب دور الحكم بشكل موازٍ للحكومات، فالحكومات تكتب السيناريوهات ويتولى الإعلام تسويقها! فمسعود البرزاني على سبيل المثال كان يفرش له السجاد الأحمر في أنقرة، وكان ضيف مؤتمرات حزب العدالة والتنمية الوحيد الذي لا يتغير. وكان البرزاني في لقائه الأخير مع رئيس الجمهورية أردوغان في مطار (أتاتورك) يرفع علم حكومة كردستان العراق. وكان الإعلام بالطبع يزخرف القول للبرزاني. كان ذلك حتى تغير موقف أنقرة، وسرعان ما ظهرت دمغة الخيانة تدمغ البرزاني.
وهذا أردوغان يعلن من جانب "ما الذي نتحدث به مع شخص قتل مليوناً من شعبه؟"، لكنه من جانب آخر، لا يوجد من يسأله: "مع من تلتقي في جنيف وأستانة وأخيراً في سوتشي؟" ولا يسأله أحد: "كيف تتعاون مع أمريكا وروسيا وإيران التي تحمي نظام الأسد؟".
والإعلام يسوق للشعب سياسات الحكومة في سوريا، والتي تقول اليوم شيئاً وتقول نقيضه غداً، وتصفق لكلا الموقفين. وعمليات التصور التي تقوم به وسائل الإعلام تفصل الأقنعة لكل خيانة! وهذا ليس في السياسة الخارجية فحسب! بل كذلك في عفرين التي يجري تحويلها إلى السياسة الداخلية، ويجري تحويل كل خسارةٍ إلى مفتاح يفتح كل باب، ورغم خبر كل شهيد جديد. وتجري أقلام كتاب حزب العدالة والتنمية من جانبٍ آخر "ما قبل عفرين وما بعد عفرين" في إشارةٍ إلى تزايد ألاعيب حزب العدالة والتنمية. والحرب باختصار تسوّق باسم غصن الزيتون كعملية سلام. وفي الحقيقة لم يقتصر هذا على عفرين وحدها. فالحقائق تُقتل في البداية ثم أهلنا في سوريا منذ اندلاع التمرد في سوريا. ومنذ إعلان أمريكا الحرب على تنظيم الدولة والثورة السورية تزداد حصاراً واختناقاً. والحقيقة المُرّة أن الحرب المزعومة على تنظيم الدولة في الأصل هي حرب على الثورة الإسلامية في سوريا. وبالتزامن يقتل الإعلام الحقائق بحنكة ودهاء. وكما يشير أردوغان عندما يقول: "سنحل موضوع عفرين، وسنحل كذلك موضوع إدلب، ونريد لإخوتنا اللاجئين أن يعودوا إلى أراضيهم وبلادهم مرة أخرى، وأظن أنه لا يمكننا أن نستمر في إيواء 3.5 ملايين شخصٍ هنا إلى اللانهاية" هو يشير في الحقيقة إلى خطة أمريكا؛ فإنه تعبير آخر لكلام قليجدار أوغلو: "إن على السوريين أن يعودوا إلى بيوتهم". وكذلك يتبين أن إعطاء الضوء الأخضر لعملية عفرين يعني حل موضوع إدلب. وطغى كلام أردوغان "قمنا بالتعاون مع روسيا وإيران بخطوات نحو تشكيل منطقة آمنة في إدلب" على القنابل التي تقصف إدلب.
والآلام التي تعيشها الشعوب المسلمة في أفغانستان والعراق و سوريا اليوم، وصرخات الأطفال لا تبلغ أسماع العالم بسبب الجدار السميك الذي يبنيه الإعلام دونها. والسبب الوحيد لهذا الوضع هو وسائل الإعلام والحكومات التي تحرف الحقائق.
لكن الحقائق تحمل في طبيعتها الظهور ولو بعد حين، والحكومات تخطئ كثيراً إن كانت تظن أنها تستطيع أن تنسي خياناتها بما تقوم به من قمع لأدنى ما يمكن أن يظهر من ردود الأفعال. ولو نسي العالم هذه الخيانات فإن الله سبحانه وتعالى منزه عن الغفلة والنسيان، وهو سبحانه يمهل ولا يهمل، وهو أحكم الحاكمين.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عثمان يلديز
المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/radio-broadcast/news-comment/49793.html
- التفاصيل
الخبر:
إسقاط طائرة حربية لكيان يهود بصاروخ روسي إيراني فجر يوم السبت الماضي في 10 شباط/فبراير مما جعل هذا مفاجأة للكثيرين باعتبار أن حكام سوريا لم يتجرأوا على ذلك منذ زمن بعيد. فما الذي تغير يا ترى؟!
التعليق:
قبل التعليق على الموضوع لا بد من فهم ما يجري في المنطقة وبخاصة في سوريا و لبنان و فلسطين من أحداث ورسائل تكون بصورة التصاريح أحياناً وبشكل مادي وعسكري أحياناً أخرى.
فما الذي تغير يا ترى؟ ومن يقف وراء إعطاء الأمر بإسقاط الطائرة بعد طول الانتظار؟ وهل المنطقة على طريق الحرب؟ ولأي سبب؟...
أولاً نقول بكل صراحة إن طاغية سوريا لا يمكن له ولم يعودنا أن يأخذ مثل هكذا قرار قد يؤدي إلى حرب مع كيان يهود لولا أن أخذ الضوء الأخضر من أمريكا بالتنسيق والتعاون مع روسيا و إيران وليس تحديا لها من أي محور كما يحاول البعض تصويره في الإعلام للتمويه وذر الرماد في العيون.
وهنا قد يتساءل البعض: وكيف تسمح أمريكا بذلك وهي حليفة كيان يهود وتحميه وتصرح دوماً بالدفاع عنه وعن أمنه ووجوده؟
وجوابا على ذلك نقول:
صحيح أن أمريكا تحمي كيان يهود ولكنها تفعل ذلك من أجل مصالحها، ورغم ذلك فإنها قد تسمح بعمليات صغيرة تأديبية ضده لمنعه من الوقوف في وجه السياسة الأمريكية في المنطقة كما كان الحال في حرب عام 73 عندما سمحت لمصر السادات وحاكم سوريا والد المجرم الحالي بشن حرب لتحريك المفاوضات. كذلك عندما سمحت بالقيام بأعمال عسكرية من لبنان لإرغامها على تنفيذ القرار الدولي 242 بالانسحاب منه كما كانت تريد أمريكا.
وفي الوقت الحاضر نجد أن أمريكا تحاول منذ فترة طويلة إيجاد حل لمشكلة يهود بإيجاد دويلة فلسطينية برضا كيان يهود ولكنها كانت تجابه دوماً بالرفض المباشر أحياناً وبالتسويف واللعب على الوقت أحياناً أخرى وبالحرب لحرق الحلول كما حصل عام 2002 عندما رد المقبور شارون بالحرب على أهل فلسطين هرباً من الحل الأمريكي المطروح فيما سمي وقتها بقمة بيروت والتي طلبت فيها أمريكا من حكام العرب جس نبض كيان يهود إنْ قبل الحل بأنهم على استعداد تام للاعتراف به وإقامة علاقات طبيعية معه بموافقة جميع حكام الدول العربية دون استثناء ومنهم طاغية سوريا وسكوت من إيران وأحزابها...
نقول كل ذلك لفهم ما يجري اليوم بإعطاء الأوامر الأمريكية لأتباعها بالتصدي لكيان يهود عسكرياً حتى يفهم بأن الحرب ستكون مكلفة له إن أراد الهروب من الحل الأمريكي من جهة... ولكن أمريكا ترسل أيضا الرسائل المشجعة لكيان يهود أن جميع حكام المنطقة يرضون بالاعتراف به ومنهم حكام ما يسمى بالممانعة أو من يحالفهم... وهذا يفسر تصريح جبران باسيل على "الميادين" المحسوبة على إيران وحزبها بشكل صريح؛ أنه لا يمانع أن يعيش كيان يهود بسلام وأنه ليس من خلاف عقدي مع يهود... نعم صدر هذا كله من باسيل على قناة الميادين لترسل أمريكا رسالة لكيان يهود أن حلفاء الممانعة على أتم الاستعداد للصلح معكم إن رضيتم بالحل الأمريكي... بل إن الممانعين أنفسهم لن يمانعوا الحل إن قبلتم بدليل سكوتهم عن كلام باسيل وكلامهم عن الحل العادل مؤخراً وقول حكام إيران أكثر من مرة إنهم يقبلون بما يقبل به الفلسطينيون والسوريون.
باختصار فإن أمريكا تعرض العصا والجزرة؛ جزرة الحل ومعه صلح الحكام الخونة، وعصا الحرب لفرض الحل أو لتهيئته... ولكن أمريكا لم تعرف أمرا مهما وهو أن هذه الأمة لا يمكن أن تقبل بالذل والهوان وقد طلب منها رب العالمين أن تكون عزيزة ﴿وَللهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ﴾.
فإلى العزة وإلى العمل الحقيقي الذي يوحد الأمة ويحرر الأرض و الشعب ندعوكم للعمل مع حزب التحرير لتكون كلمة الله هي العليا إن شاء الله تعالى في القريب العاجل.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. محمد جابر
المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/radio-broadcast/news-comment/49776.html
- التفاصيل
الخبر:
وزير الخارجية الفرنسي: "لن نقصف سوريا إلا إذا استخدم بشار الأسد الكيماوي وكان الاستخدام قاتلاً وثبت أن النظام هو المسؤول عنها". (عكس السير 14/2/2018م)
التعليق:
سبع سنوات من القتل والتدمير وبكافة أنواع الأسلحة؛ من براميل متفجرة وصواريخ بأنواعها الارتجاجية والفراغية والعنقودية؛ والمُعدَّة خصيصاً لهدم البيوت فوق رؤوس ساكنيها؛ موقعة مجازر وحشية يندى لها جبين الإنسانية، حيث وصل عدد الشهداء إلى أكثر من مليون شهيد، - وهو رقم تجاوز الرقم الذي قتلته فرنسا في احتلالها للجزائر وحدها -، بالإضافة إلى ملايين المشردين ومئات الآلاف من المعتقلين والمعتقلات وما يتعرضن له من انتهاك أعراض داخل أقبية سجون طاغية الشام؛ ناهيك عن الدمار الكبير الذي لحق بالبنى التحتية والبيوت السكنية والمساجد والمستشفيات والمدارس وقطاع الخدمات بشكل عام، كل ذلك لا يعد سبباً وجيهاً لإسقاط طاغية الشام في نظر المجتمع الدولي عموما؛ ونظر النظام الفرنسي على وجه الخصوص، هذا النظام الذي يدعي الحريات ويدعي الديمقراطية، وهذا ليس مستغرباً على أنظمة تحفل سجلاتها بالجرائم ضد الإنسانية، فما تعرض له الهنود الحمر من إبادة على يد النظام الأمريكي والقنابل النووية التي ألقيت على مدن اليابان وملايين الشهداء في العراق و أفغانستان وجرائم النظام الروسي في الشيشان وأفغانستان وسوريا وجرائم النظام الفرنسي في إفريقيا كلها ماثلة للعيان وشاهدة على إجرام الغرب الكافر ووحشيته، ثم بعد كل ذلك يدعي الغرب الكافر حرصه على دماء أهل الشام والسعي لإيجاد حلول تنقذهم - بزعمه - من الموت المستمر عبر مؤتمرات الذل والخيانة، والكل بات يعلم يقيناً أن الغرب الكافر وعلى رأسه أمريكا هو من ساند النظام المجرم في سوريا؛ وأطلق يده قتلاً وقصفاً وتشريداً، بل شاركه في القتل والتدمير تحت شعار مكافحة (الإرهاب)، فوجب على كل عاقل بعد هذا البيان المتواضع أن لا يرتجي من الظلوم عدالة ولا إنصافا لا في حلوله ولا في مؤتمراته؛ فالجميع قد تآمر على ثورة الشام اليتيمة ومكر بها ولكن الله سبحانه وتعالى لهم بالمرصاد، قال تعالى: ﴿وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أحمد عبد الوهاب
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/radio-broadcast/news-comment/49756.html
- التفاصيل
الخبر:
هدد الرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون بالتدخل العسكري في حال استخدام النظام للسلاح الكيماوي واعتبر هذا خطا أحمر لا يسمح بتجاوزه. [مجلة شبيغل]
التعليق:
من قبلُ أعلن الرئيس أردوغان أن حماة خط أحمر، ثم حمص، ثم كانت حلب، والقصير وعين العرب، وأخيرا كانت إدلب، وفي كل مرة يعلن عن خط أحمر كانت قوات النظام سريعا ما تسيطر على المنطقة بتآمر من الحكومة التركية، وتعاون من الثوار المستأجرين.
وقبل ذلك أعلن أوباما أن الكيماوي خط أحمر، واستخدم أوباما هذا التعبير عام 2012 حول احتمال قيام أمريكا بتدخل عسكري في سوريا. وأكد حينذاك "الخط الأحمر بالنسبة إلينا هو عندما نرى كمية من الأسلحة الكيميائية تتحرك أو يتم استخدامها". وأضاف أنه "بالنسبة لكل القوى في المنطقة ولنا نحن إنه خط أحمر ستكون له عواقب هائلة". [فرانس24]
في كل مرة يتذرعون بعدم ثبوت تخطي النظام لهذه الخطوط الوهمية الحمراء، ولكن تقارير صادرة عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أكدت أن نظام بشار الأسد يستخدم أسلحة كيميائية ضد المدنيين، في انتهاك للاتفاق الذي توسطت إدارة أوباما من أجله بمساعدة روسيا في عام 2013.
منظمة "هيومن رايتس ووتش" الحقوقية الدولية أكدت أن لديها "أدلة قوية"، تؤكد أن قوات النظام هي التي نفذت الهجوم الكيمياوي على الغوطة. كما شكل مجلس الأمن الدولي في آب/أغسطس 2015، لجنة خبراء للتحقيق في استخدام مواد كيمياوية في الحرب الدائرة بسوريا. وقد أكد التقرير حادثتين من الهجمات بغاز الكلور التي يقوم بها نظام الأسد - واحدة في عام 2014 وأخرى في عام 2015.
تقرير نشره موقع [بيزنس انسايدر]، الاثنين 29 آب/أغسطس 2016، نقل عن فريد هوف، وهو زميل في المجلس الأطلسي ومستشار خاص سابقاً لعملية الانتقال في سوريا تحت رعاية وزيرة خارجية أمريكا آنذاك هيلاري كلينتون، قوله: "لقد تعلم نظام الأسد على مدى السنوات الخمس الماضية أن إدارة أوباما لن تفعل شيئاً على الإطلاق لحماية المدنيين السوريين من القتل الجماعي". وأضاف: "إن عودته إلى استخدام المواد الكيميائية كأسلحة ليس من المستغرب على الإطلاق".
كما أكد تقرير للأمم المتحدة الخميس (26 تشرين الأول/أكتوبر 2017) مسؤولية نظام بشار الأسد عن هجوم بغاز السارين في نيسان/أبريل على مدينة خان شيخون. وجاء في التقرير، بحسب ما ذكرت وكالة فرانس برس، أنّ لجنة التحقيق "واثقة من أن الجمهورية العربية السورية مسؤولة عن إطلاق غاز السارين على خان شيخون في الرابع من نيسان/أبريل 2017".
لا يزال الساسة شرقا وغربا يرسمون الخطوط الحمراء ويهددون النظام السوري في الظاهر ولكنهم يساندونه في السر لتثبيته واستمرار معاناة الشعب السوري تحت وطأته وجبروته.
فهل يعني تهديدك هذا يا سيد ماكرون أنك بحاجة إلى اختناق مزيد من الضحايا الأبرياء وإهراق المزيد من الدماء حتى تثبت تورط النظام في مجازر القتل والتجويع والتشريد؟!
نحن لا نريدك أصلا أن تتدخل، ولا نريد من المجتمع الدولي أن يدين النظام فقد سقط من أعين الشعب السوري المسلم. ولكننا نؤكد هنا تواطؤكم في تثبيت النظام بالكذب والخداع والتضليل الذي تمارسونه على شعوبكم إعلاميا، وذلك لتحقيق مصالحكم الخاصة في المنطقة، والتي لن تكون في اعتبارها تحرير الشعب من الظلم والطاغوت. فالحل عندكم كما هو ظاهر إما الإبقاء على الجزار تحت شروط واهية، أو استبدال طاغية آخر به يسير في مخططكم نفسه ويتآمر معكم على البلاد والعباد.
فلا خير فيكم ولا في تهديداتكم، إنما الخَير في إرادة الشعب السوري المسلم الذي يسعى للخلاص من نفوذكم في أرض الشام وبقية بلاد الإسلام.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
م. يوسف سلامة – ألمانيا
المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/radio-broadcast/news-comment/49755.html
- التفاصيل
الخبر:
قالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) إن أمريكا تؤيد تمامًا حق كيان يهود في الدفاع عن نفسه ضد التهديدات، وذلك في إطار تعليقها على إعلان كيان يهود قصف أهداف إيرانية وسورية قرب دمشق عقب إسقاط طائرة حربية لكيان يهود من طراز (F-16)، وأكّد المتحدث باسم البنتاغون أدريان رانكين غالواي أن وزارته لم تشارك في هذه العملية العسكرية، وقال: "إن (إسرائيل) أقرب حليف أمني لنا في المنطقة، ونحن ندعم تمامًا حقها الأصيل في الدفاع عن نفسها ضد التهديدات التي تواجه أراضيها وشعبها" (الجزيرة نت "بتصرف").
التعليق:
إن هذا الحدث الذي سارعت وسائل الإعلام بنشره وتسليط الضوء عليه في الأيام الماضية يكشف أموراً عدة؛ أولها أن أحداث إدلب ودمشق أصبحت محرجة للمجتمع الدولي ووسائله الإعلامية، فلم يعد تجاهلها خيارًا، وتصدّر ذكرها الأخبار بعد أن عمّت المفاوضات والتنازلات هنا وهناك بشأن مسألة الثورة السورية، فاحتاج الإعلام إلى خبر جديد يصرف الرأي العام عمّا يحدث في الشام، فجاء هذا الخبر تغطيًة على تلك الأحداث. ثانيها هو أن خطط أمريكا للشام تحتاج إلى عذر حتى تُفرض في الداخل على الشعب السوري وتلقى قبولًا بين الناس في الخارج، ولا يمكن ذلك دون تلميع للنظام السوري العميل وإظهاره البطل ليعيد بعضًا من الثقة به وبمن يعمل معه في التنكيل بالشعب السوري كذلك. وثالثها هو تزعزع جبهة النظام السوري وأعوانه من حزب إيران و المليشيات الأخرى في دورهم الإجرامي المعلن، لهذا فإنهم بحاجة - كل فترة - إلى شيء جديد يتلقفه المتآمرون على الشعب السوري من أجل استمرار زخم المساعدات التي يقدمونها للنظام بأشكال عدة... لهذا كانت هذه الأخبار ليست سوى زوبعة مصطنعة في فنجان من قبل النظام والحكام العملاء وأسيادهم في البيت الأبيض من أجل تغطية جرائمهم وتوطين مشروعهم الجديد الذي يخططون له.
أمرٌ آخر لا بد من الإشارة إليه، وهو أن إنهاك النظام السوري على مدار سبع سنوات من الثورة السورية، وإمكانياته التي أصبحت محدودة، وموقفه الذي تسيطر عليه أطراف متعددة (إيران، وروسيا، وتركيا)، كلها تجعل النظام عاجزًا هذه الأيام عن إيقاف صعود الأمة، وقد كان عاجزًا في الماضي عندما كانت قدرته ضخمة، فكيف به اليوم بعد أن أصبح عبارة عن مليشيا مسلحة تقتل الأبرياء من الشعب السوري المسلم؟! ما يؤكد أن هذا الفعل ما كان ليكون بمعزل عن أوامر ومساعدات خارجية لها أجندة دنيئة وأهداف خبيثة في حق الثورة السورية المباركة.
أخيرًا: إن هذه التصريحات من قبل البيت الأبيض لا تعدو كونها للاستهلاك المحلي، والهدف منها هو إرضاء ربيبتهم كيان يهود، فلا يُعوّل عليها شيء، وما علينا سوى قراءتها بشكل صحيح من وجهة نظر العقيدة الإسلامية وبفكر سياسي ناضج لندرك، بل نقطع أن أمريكا لن تؤيد اعتداءات كيان يهود إلا إذا كانت بما يخدم مصلحة خاصة وهدفاً ترسم له وتريد تحقيقه؛ وأحيانًا لإرسال رسائل لأهداف معينة ترمي إليها، أو لتغطي حقائق، وعليه ندرك أن الكفار المستعمرين ملتهم واحدة، وهدفهم واحد، وهو القضاء على الإسلام وأهله، والقضاء على أمل الناس بالخلاص من الاستعمار والتحرر من القيود التي سُلسلت بها أعناقهم. أما المستعمر فعليه أن يدرك أن الأمة الإسلامية تتطلع لنهضتها وريادتها وتبوئها مكانتها القديمة، ولن تردعها مثل هذه المسرحيات المفضوحة، وأن النصر سينزل على الأمة طال الزمان أم قصر، فالعاقبة للمتقين.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. ماهر صالح – أمريكا
المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/radio-broadcast/news-comment/49678.html